رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 9 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 24-04-2021, 07:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر [20]



أ. محمود توفيق حسين








عندما يهلُّ شهر رمضان المبارك، وقد دخلتِ زمنه بقلبك المَمرور
وتستغلين رفع كل آذانٍ للدعاء على آخر من خاصمتِ من الأهل
وتطلبين من الله كذلك أن يحرقَ قلب امرأةٍ على ابنها
لأنه تراجع عن خطبة ابنتك، وخطب بنت جارةٍ أخرى، وهي أمه التي رحبت بالتبديل
وأن يقعد للجارة ما فعلتْ في ابنتها، فيتركها العريس وتعنس بجانب أُمِّها
لأنها سألت عن ابنتك من أهل هذا العريس، فقالت عنها: إنها بنتُ حلال، ولكن تغور من وجه أمها الصعبةِ الحقود.. حتى خطب ابنتها بدلاً من ابنتك
ويأتيك خبرُ قريبتك التي تشاجرت معها منذ سنواتٍ في البلدة بأن السكَّر قد تسبب في بَترِ رجلها
فتستبشرين.. وتهزين رأسك مسرورة
وتقولين: أنا طيبة، وقد استجاب الله لي
وترسلين لها في رمضان مع امرأةٍ ذاهبةٍ إلى البلد: أنَّ هذا ذنبها فيكِ وقد خلص!!
لا تفكِّري بأنه يحل للناس الدعاء على من يظلمونهم، وهذه أيام (مُفترجة) يجب أن تُستغل في ذلك
بل فكِّري في أنها الأيام المناسبة لنرتاح قليلاً من أحقاد المرارة وسوادِ القلوب
ونبدأ في مراجعة أنفسنا، فلعلَّ طبعك المعروف هو الذي ذهب بالعريس وليس كيد النساء
ولعل قريبتك تجزى خيراً بالصبر، وتُجزين شرًّا بالشماتة
فكِّري بأنه لا يجوز أن ننشغل بالدعاء على الآخرين عن الدعاء لأنفسنا ولعامة المسلمين
فكري في أنه (لاَ يَزَالُ يُستَجَابُ لِلعَبدِ مَا لَم يَدعُ بإثمٍ أو قَطِيعَةِ رَحِم).


مبارك عليك الشهر
وقد خرجتِ منه سموحاً





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #82  
قديم 25-04-2021, 02:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

لحظات














إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها



وصال تقة





منذ أيام فقط كنا نتحدث عن كيفية استقبال الشهر الفضيل، وعن خطوات عملية لتثبيت العرش قبل النقش، ولتخلية القلوبِ من الشوائب قبل تحليتها بما يُحييها.





وذاك الشوق والحنين قد عانَق فضاءات الرجاء وشساعة الأمل في موسم الخيرات، ونفحة من النفحات الإلهية التي جاد بها على عباده.





ها قد مرت أيام وأيام على دخول الشهر الكريم، وها هي ذي قلوبٌ تتوجَّع لقرب رحيل بات وشيكًا، إنما ينتظر أن تلفه الأيام وتطويه الليالي ولا يبقى من الحدَثِ سوى الذِّكرى، ومن الورد سوى العبق، ومن الشجرة السامقة سوى أوراقها المتساقطة قهرًا بتعاقُب الليل والنهار.





ترانا أحسنا الصيام والقيام وعبودية مولانا؟ أم أنها كانت أمانيَّ وأحلامًا وتسويفًا وإرجاءً؟


ترى ما حال قلوبنا مع القرآن؟ وما حال أخلاقنا التي وعدنا قبيل رمضان بإصلاحها وتزكيتها وأن نريَ اللهَ منها ما يحب؟





هل كنا ممن كان كل همهم أن يسددوا ويقاربوا وأن يشكروا الله على التوفيق وأن يعتذروا منه سبحانه عن التقصير؟ أم كنا ممن غرَّهم عملهم وانشغلوا بالتباهي بكثرة الختمات وبعدد الركعات عن مجاهدة سرائرهم وتجريد نيَّتاهم لله؟





هل كنا ممن علم بقصر المَوْسم وسرعة انقضاء الفرصة وعدم تعويضها، فشحَّ بوقته وكل لحظة من يومه فلم يضيِّعْها في المباحات فضلاً عن صرفها في المحرَّمات؟





إن كان كل حظنا مما مضى تقصيرًا وتسويفًا وانشغالاً بالسفاسف، فالبَدارَ البَدارَ للإحسان فيما بقي؛ "فالموفَّق من تلمَّح قِصَرَ الموسم المعمول فيه، وامتداد زمان الجزاء الذي لا آخر له، فانتهبَ حتى اللحظةَ، وزاحم كل فضيلة، فإنها إذا فاتت، فلا وجهَ لاستدراكها"؛ اهـ (صيد الخاطر، ابن الجوزي رحمه الله).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #83  
قديم 25-04-2021, 02:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ليلك في رمضان

وصال تقة










قال الحافظ ابن رجب: (واعلم أن المؤمنَ يجتمع له في شهر رمضان جهادانِ لنفسه: جهاد بالنِّهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمَع بين هذين الجهادين وُفِّي أجرَه بغير حساب).





ليلك.. ذاك البهيم الذي اعتاد جسدك أن يبحرَ في أعماق حلكتِه، ويتجرد من عقل قد كان طول اليوم سابحًا سبحًا طويلاً بين ركام الطمع والحرمان، يركض ركض الخائفين خلف قصاصات الأحلام، ويقف طويلاً على أطلال خلَّفتها الخيبات..، ها قد جاءك شهر الأنوار يُسَرِّجه، يملأ جنباته مسكًا فواحًا يعطره القرآن، ولؤلؤًا نداحًا تُثوِّره الأجفان..





دخن كثيف ذاك الذي يحجب قلبك عن زخات النور.. وطين لازب ذاك الذي يثقل جسدك المتهاوي على حافَات المتعة والانهماك وبراثن الوجع العميق.. آسِن قد صار من طول المكث في مستنقعات الحياة..





فانفُضْ عن عينيك الوسن، وقُمْ عانق الصفاء والنقاء، وامتزج مع السكون كي يغرد قلبك الحزين دعوة صادقة موشاة بدمع بريء.. دعوة يسجد فيها قلبُك سجود الشاكرين الطامعين في خزائن رحمة وجُودِ ربِّ رحيم كريم جَوَاد.. يغتسل فيها القلب قبل العين من أدران سوء الظن، ومن شُحِّ المجبولة على التقتير.. وتسرح الرُّوح الظَّمأى في ملكوت مجيب الدعوات، جاعل تواتر الفرج والشدة سنَّة كونية تقلبها بين الصبر والشكر، وتشحذها بالرجاء واليقين وحسن الظن بالله وبما عند الله..






ومضة:


إن عافت نفسك الدنيا وتلظَّت بجحيم الحياة، فاعرج بها إلى أبواب القائل سبحانه: ((من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأُعطيَه، من يستغفرني فأغفرَ له))، واسرِ بها بقِطع من الليل تعانق النقاء، ولا تلتفت إلا وأنت على الحوض تغرف غرفة لا تظمأ بعدها أبدًا.. أو على باب الريَّان بفضل كريم منان..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #84  
قديم 25-04-2021, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام

الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار
الجريمة:

لذلك هاجَم كثير من العلماء (التلفزيون)، أو بالأصح البرامج التلفزيونيَّة المملوءة بالعنف واللصوصيَّة، وتمجيد المُجرِمين وتلميع وجوههم وسلوكهم، ومنهم (ستيفن بانا) الطبيب النفسي والأستاذ بجامعة كولومبيا؛ إذ يقول: "إذا كان السجن هو جامعة الجريمة، فإن التلفزيون هو المدرَسة الإعدادية لانحِراف الأحداث".
ويؤكِّد (جير هارد كلوسترمان) ذلك، فيقول: "إن تأثير التلفزيون وما ينشأ عنه من إيحاءات للطفل أمر خطير جدًّا في حالة الطفل المعوَّق، وهو عادة طفل عُدواني قوي، شرس، يَشعُر بالإحباط، ويتأثَّر بأفلام العنف تأثُّرًا مُباشِرًا، وعندما يُصاب الطفلُ بالإحباطِ ويشعُر بخيبة الأمل لعجزِه عن الحصول على ما يَعرِضه عليه التلفزيون، أو يفعل ما يفعله الآخرون، فإنه يُصاب بالتوتُّر والقلق؛ مما يؤدي مِن ثَمَّ إلى الانحراف.
وتوضِّح دراسات العالم الفرنسي (جان حيرو) أسباب سوء التكيُّف بين المُنحرِفين في باريس، ويرجع هذه الانحرافات إلى مُشاهَدة أفلام العُنف.
ويرى علماء الاجتماع أن التلفزيون يُشيع في النشء حبَّ المغامرة والتحرُّر مِن القيود، والاتصال بعالم الكبار، كما يقوِّي ميولَهم بأن يُصبِح لهم كِيان، ولكنهم يرون أيضًا أن التطرُّف بالمشاهدة قد يؤدِّي إلى الانحِراف[7].
وقد ثبَت مِن دراسات العلماء (أن أفلام العنْف والمغامرة والأفلام البوليسيَّة) تُخيف الأطفالَ وتُروِّعهم، حتى إن بعضهم يُحاول مغادرة المكان، والبعض الآخر يُصاب بالغثَيان، والبعض يُصاب بأمراض نفسيَّة كالتبول (اللاإرادي)، أو حالات الذُّعر والكابوس في أثناء النَّوم.
وتدلُّ الإحصاءات الأخيرة التي أُجريَت في إسبانيا أن 39% من الأحداث المُنحرِفين قد اقتبَسوا أفكار العنف من مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج العدوانيَّة، التي تدور أحداثها حول ارتكاب الجرائم، وطُرُق الاعتداء على الناس.
ويُدلِّل العلماء على آرائهم هذه بأمثلة كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر: في مدينة (بوسطن) الأمريكية رسَب طفل عمره 9 سنوات في مُعظَم مواد الدراسة، فاقترح على والده أن يُرسِل صندوقًا من الحلوى المسمومة إلى المدرسة، وعندما استوضحَه والده ذلك، قال: إنه أخَذَ الفِكرة من برنامج تلفزيوني.
في مدينة بون الألمانية قامت فتاتان في الثانية عشرة من عُمرهما بقتل صبي غريب عنهما، اتضح للمحقِّق في هذه الجريمة أنهما شاهدتا في اليوم السابق لارتكاب الجريمة فيلمًا تلفزيونيًّا، انتهى بجريمة قتل ضد نجم الفيلم.
ومِن أحدث ما ذُكِر في هذا المجال أن طفلاً فرنسيًّا عمره خمس سنوات أطلق رصاصة على جار له عمره سبع سنوات وأصابه إصابة خطيرة، بعد رفض الأخير أن يُعطيه قطعة من اللبان، وقد ذكَر الطفل في أقواله للشرطة أنه تعلم كيف يَحشو بندقية والده عن طريق مُشاهَدة الأفلام في التلفزيون[8].
ونسأل: ما التفسير النفسي لتأثير التلفزيون على الأطفال في مجال أعمال العنف أو غير ذلك من التأثيرات السلوكية؟ وقد توصَّل العلماء إلى أن للتقليد والمُحاكاة تأثيرها على الطفل أو الناشئة؛ فعندما يَعرِض التلفزيون شخصيات مُعيَّنة، ويُبيِّن مشاعرَهم، ويُقدِّم قيمَهم بشكل درامي، فإن الأطفال مُستعدُّون لاستيعاب الأفكار والقيم عاطفيًّا، ففي المسلسلات التلفزيونية نُلاحِظ أن الشرير أو الوغد يَحصُل على كافَّة المزايا؛ الأرض والمال والمنازل والحدائق والنساء، وكل هذا نتيجة لاعتداءاته وغلظته، فالنمط السلوكي البراق هو النمط المُعادي للجميع.
ويذهب بعض علماء النفس أيضًا إلى أن المسلسلات العنيفة والبرامج (البوليسيَّة)، تَخلق في النشء شُعورًا بالبلادة وعدم المبالاة، ويَنجُم عن ذلك نوع مِن الشلل في الإحساس، والقيام بردود أفعال غليظة بعيدة عن أي شفقَة أو تَعاطُف[9].
وهكذا، فإن التلفزيون أصبحَ في مُعظم الدول مجرد جهاز ناقل لإنتاج فني ضَعيف هابط تتخلَّله إعلانات جذابة ومُثيرة للغرائز، ويذهَب بعضُهم إلى القول بأن الناس لا يأخُذون هذه البرامِج وهذه الإعلانات مأخَذَ الجِدِّ؛ وإنما يَنظُرون إليها على أنها مجرَّد تسلية، غير أن علماء النفس يؤكِّدون مِن ناحية أخرى أن ما لا يأخُذُه الناس مأخذ الجِد هو الذي يؤثِّر أبلغ الأثر، فليس الترفيه التلفزيوني بأمر ثانوي يُمكن أن نُهمِله أو نهوِّن من شأنه، فمثل التلفزيون كمثل الماء والنار، له جاذبية وسحر؛ لأنه يتحرك ويؤثِّر ويسحر ويَخلب الألباب، ويجعل الناس يُشاهِدون ما يُعرَض على شاشاته، وهنا تَكمُن الخطورة[10].
وفي دراسة لسلبيات التلفزيون في البلاد العربية، كان نتيجة الاستبيان الذي توصَّل إليه الباحث كما يلي[11]:
يؤدي التلفزيون إلى انتشار الجريمة والعنف
41%
يؤدي التلفزيون إلى انتشار ضعْف الإبصار
64%
يؤدي التلفزيون إلى انتِشار شيوع الرذيلة
41%
يشغل المُشاهِدين عن المطالَعة والقراءة
64%
يشغل التلاميذ عن الاستِذكار
63%
يؤدي إلى شيوع أساليب النصْب والاحتيال
47%
يؤدي إلى تقييد حركة الجسم وحِرمانه من الرياضة
44%
يؤدي إلى السلبيَّة والكسَلِ والتراخي
46%
بالنسبة لأفراد المجتمع يضرُّ أكثر مما ينفَع
72%


ونتيجة لهذه الدراسات العلمية؛ فإن كثيرًا من العائلات الغربية لا تَملِك جهاز تلفزيون في البيت رغم أن اقتناء هذا الجهاز أصبح اليوم في متناول الجميع، أما الذين لا يستطيعون الاستغناء عنه، فإنهم في الوقت نفسه يتعاملون معه بكثير من الصرامة، فيَختارون برامجَهم، ويُعلِّمون أطفالهم أن يتعاملوا معه بنفس الطريقة، بل تجري العادة اليوم أن يأوي الطفل الغربي إلى فراشه في ساعة مُبكِّرة، بغضِّ النظر عن وجود جهاز تلفزيون أو عدم وجودِه.
وفي عام 1977م ظهر كتاب ذو أهمية في الأسواق الأمريكية من تأليف (ماري وين) وقد أسمته (المُخدِّر الكهربي)، وكان سببًا لضجة كبيرة عند الآباء وعلماء النفس والمربين؛ لقد أكَّد الكِتاب أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون تُسبِّب عندهم نوعًا من الإدمان، وأنها تُحوِّل جيلاً كاملاً منهم إلى أشخاص من (الزومبي) - أي الذي دخلت أجسامهم قوة خارقةً فصارَت تتحرَّك من خلالهم - يتميَّزون بالسلبية وعدم التجاوب، ولا يَستطيعون اللعب والابتِكار، ولا يستطيعون حتى التفكير بوضوح[12].
وفي دراسة حديثة لتأثير التلفزيون للمُؤلِّفة السابقة وآخرين، تقول بأن الأطفال الذين يُشاهِدون كثيرًا التلفزيون يُبدون تدهورًا واضحًا في الذاكرة والقُدرة على التعليم بطريقة صحيحة لاستيعاب اللفظ والكلام المكتوب، وربما دخلْنا في العصر الذي تُحشى فيه المعلومات مباشرة إلى العقل الباطن عند الجَميع[13].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #85  
قديم 25-04-2021, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

هل صمت حقًّا؟!


د. خاطر الشافعي


الليلة الرابعة والعشرون من ليالي شهر رمضان المبارك، وقد أوشك الشهر على الانقضاء، وأحاديث شتى تضرب رأس الرجل بلا هوادة، وما بين اللحظة الحاضرة وما سبقها أيقن الرجل أنه في موضع حساب، ولا بد له من الإجابة قبل أن تتسرب بقية الليالي المباركة!

داهمه السؤال الأكبر:
هل أنا صائمٌ حقًّا؟! ومن رَحِمِ السؤال الأكبر سالت شلالات الأسئلة، وسال دمعه وعرقه؛ فهو يدرك أن حكمة الحق سبحانه وتعالى من فريضة الصوم، ليست فقط الامتناع عن الأكل والشرب، بل تتعداها إلى الصوم عن الحرام بكل أشكاله وألوانه، وليس هذا فقط، بل ترويض النفس والجسد، ومعايشة حالة الفقير والمحتاج، وبذل الخير بكل صوره وبشتى الوسائل، فجاءت الأسئلة الملتهبة تنتظر منه الإجابة:
1- هل صمت عن الشراب، وشربت من عرق غيرك فلم تعطه حقه؟!

2- هل صمت عن الطعام، وأكلت لحوم الناس بالغِيبة والنميمة؟!

3- هل صمت عن الوطء، واختلست النظر لما لا يحل لك؟!

4- هل صمت عن حب المال حبًّا جمًّا، ولم تتصدق؟!

5- هل صمت عن قول الزور، ولم تشهد شهادة حق فكنت شيطانًا أخرس؟!

6- هل صمت عن اللغو، ولم تقرأ القرآن؟!

7- هل قرأت القرآن، ولم تعمل به؟!

8- هل صمت عن الغرور، ولم تغرك الدنيا؟!

9- هل صمت عن الكِبْر، ولم تتواضع مع الخلق؟!

10- هل صمت عن الكبيرة، ولم تؤرقك الصغيرة؟!

11- هل صمت عن قطع الرحم، ولم تصل رحمك؟!

12- هل صمت عن البخل، ولم تنفق من مالك الحلال؟!

13- هل صمت عن الرياء، ولم تتوقف عن المداهنة؟!

14- هل صمت عن التسويف، ولم تتوقف عن إضاعة الفرص؟!

15- هل صمت عن الكذب، ولم تتحدث صدقًا وعدلاً؟!

16- هل صمت عن الظلم، ولم تنصر من استنصرك؟!

17- هل صمت عن إيذاء جارك، ولم تحسن إليه؟!

18- هل صمت عن الخصام، ولم تصالح من خاصمت؟!

19- هل صمت عن الجلوس في الطرقات، ولم تزل تؤذي الناس؟!

20- هل صمت عن القسوة، ولم تضحك في وجه يتيم؟!

21- هل صمت عن الخيانة، ولم ترد الأمانة؟!

22- هل صمت عن نقض العهود، ولم تفِ بالوعود؟!

23- .....

24- .....

25- وكثيرة هي الأسئلة، والرجل يكاد يذهل من ضعف بعض إجاباته، ولم يزل كذلك حتى داهمه الوقت، وحان سحور الليلة الحادية والعشرين، فتناوله وعلى عاتقه كشف حساب الليالي السابقة، وأدرك أنه لا بد من المبادرة في تقوية إجاباته في العشر الأواخر من الشهر المبارك، عساه يكون من الفائزين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #86  
قديم 26-04-2021, 12:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي اقتراب الأجل وانقضاء العمر

اقتراب الأجل وانقضاء العمر






فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ



بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالموت نهاية كل حي, قال الله عز وجل: ( كل نفس ذائقة الموت ) [آل عمران:185] والإنسان لا يعلم متي يموت, وأين يموت, قال الله: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) [لقمان:34] ويخصُّ الله عز وجل من شاء من عباده, فينبهم إلى دنو أجلهم, وقُربِ موتهم, كما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: أول ما أُعلم النبي صلى الله عليه وسلم من انقضاء عُمُره باقتراب أجله بنزول سورة: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) [النصر:1] فإن المراد من هذه السورة أنك يا محمد إذا فتح الله عليك البلاد ودخل الناس في دينك الذي دعوتهم إليه أفواجاً, فقد اقترب أجلك فتهيأ للقائنا بالتحميد والاستغفار فإنه قد حصل منك مقصود ما أُمرت به من أداء الرسالة والتبليغ وما عندنا خير لك من الدنيا فاستعد للنقلة إلينا"

وعن مسروق عن عائشة عن فاطمة رضي الله عنهم أجمعين, قالت: أسرَّ إليّ النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقران كلّ سنةٍ, وإنه عارضني العام مرتين, ولا أراه إلا حضر أجلي.[متفق عليه] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: قوله عليه الصلاة والسلام: (ولا أراه إلا حضر أجلي ) وذلك لأنه لما عارضه مرتين خلاف العادة, فكأنه علية الصلاة والسلام فهم أن هذه آخر سنة كالمُودِّع له, ومن فوائد الحديث: فراسة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: ( إن جبريل كان يعارضني بالقران كلّ سنةٍ مرة, وإنه عارضني العام مرتين, ولا أُراهُ إلا حضر أجلي) وكان الأمر كذلك, فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تُوفي قبل تمام السنة.

وقد حج صلى الله عليه وسلم, وقال للناس: (خذوا عنِّي مناسككم, فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ) [أخرجه مسلم] فقال الصحابة رضي الله عنهم: هذه حجة الوداع, ثم رجع إلى المدينة وقبل وصولها إليها وقال أيها الناس إنما أنا بشر يُوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبُ ) [أخرجه مسلم] وبعد وصوله إلى المدينة لبت قليلاً ثم توفي صلى الله عليه وسلم.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى قتلى أحد, فصلى عليهم بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات.[متفق عليه]

وبعض الناس قد يشعر بدنو أجله, ومن النذر على اقتراب الأجل وانقضاء العمر, ما يلي:


*
الإصابة بالأمراض الفتاكة, كالطواعين, ولو كان الإنسان شاباً, فقد ذكر في سيرة الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه, أنه أُصيب بالطاعون الذي وقع في الشام, وهو ابن ثلاث وثلاثون سنة, وشعر بقرب موته, فأخبر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, فعن أنس بن مالك رضي الله عنه, أن نبي الله صلى الله عليه وسلم, ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل, قال: ( يا معاذ!) قال: لبيك رسول الله وسعديك! قال: لبيك رسول الله وسعديك! قال: ( يا معاذ) قال: لبيك رسول الله وسعديك, قال: ( ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار ) قال: يا رسول الله! أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا ؟ قال: (إذا يتكلوا ) فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً.[متفق عليه]قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وفي الحديث من الفوائد: فهم الصحابة: فإن معاذ بن جبل رضي الله عنه, لما خاف الموت, ورأى أن أجله قد قرُب أخبر به.

*
التقدم في العمر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعمار أُمَّتي ما بين الستين والسبعين، وأقلُّهم من يجوز ذلك) [ أخرجه الترمذي, وقال: هذا حديث غريب حسن] وقال عليه الصلاة والسلام: (أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة) [أخرجه البخاري]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والمعنى أنه لم يَبْقَ له اعتذار, وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنَّة لانقضاء الأجل.

*
ضعف البدن والقوى, قال عمرو بن عبسة رضي الله عنه: لقد كبرت سنِّي, ورقَّ عظمي, واقترب أجلي [أخرجه مسلم]

وقال الإمام الذهبي في كتابه الجيد النافع "سير أعلام النبلاء" في ترجمة عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعاً عن مسند الإمام أحمد: لم يحرر ترتيب المسند,...فلعل الله يقيض لهذا الديوان العظيم من يرتبه ويهذبه ويحذف ما كرر فيه...ولولا أني قد عجزت عن ذلك لضعف البصر, وعدم النية,
وقرب الرحيل لعملت في ذلك

والحافظ أحمد بن علي بن محمد ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ( 852هـ) أُصيب بمرض وعمره ( 79) سنة, وأصبح ضعيف الحركة, وكان إذا أُخبر بما يدلُّ على صحته, يقول: أما أنا فلا أراني إلا في تناقص,
وما أظنّ الأجل إلا قد قرب, ثم ينشد



ثاء الثلاثين مني أوهنت بدني فكيف حالي بعد ثاء الثمانيا

توفي رحمه في عامه الذي مرض فيه, تغمده الله بواسع رحمته.

*
موت الأقران وظهور الشيب, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه الجيد النافع: "لطائف المعارف": من لم يُنذره باقتراب أجله وحي, أنذره الشيب, وأنذره سلبُ الموت لأقرانه.


كفى مُؤذناً باقتراب الأجل شباب تـولى وشـيب نـزل
وموت اللذات وهل بعدهُ بقاء يُــؤمـلــهُ مـن عـقـل


* الرؤيا, فقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة, فذكر النبي صلى الله عليه وسلم, وذكر أبا بكر, وقال : رأيت رؤيا لا أراها إلا حضور أجلي, رأيت كأن ديكاً نقرني ثلاث نقرات, وإني لأراه إلا حضور أجلي.[أخرجه مسلم] وعند أحمد في المسند, فقصصتها على أسماء بنت عُميس, امرأة أبي بكر رضي الله عنهما, فقالت : يقتلك رجل من العجم.

وعند أبي شيبة في المصنف, فلم يلبث إلا ثلاثاً حتى قتله عبدالمغيرة أبو لؤلؤة.

وعن جابر رضي الله عنه, قال: لما حضر أُحد دعاني أبي من الليل, فقال: ما أُراني إلا مقتولاً في أول من يُقتلُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, وإني لا أتركُ بعدي أعزَّ عليَّ منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن عليَّ ديناً فاقضِ, واستوصِ بأخواتكَ خيراً, فأصبحنا, فكان أول قتيل.[الحديث أخرجه البخاري] قال سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: علم عبدالله بن عمرو بن حزام رضي الله عنه أنه سيُقتل, لأنه رأى رؤيا دلَّته على أنه مقتول مع من يقتل, ولهذا أوصى ابنه جابراً بما أوصى, رضي الله عنه وأرضاه.

وقال الشيخ محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري عن جده الشيخ عبدالعزيز (أبو حبيب) رحمه الله : نجد من المناسب قبل الحديث عن وفاته التعرض لما حدث قبلها مما رآه رحمه الله...فقد رأى رحمه الله في المنام أن أناساً من أصحابه الذين توفوا قبله قد أعطوه أوراقاً خضراء فأول ذلك بوفاته.
ثم تكررت الرؤيا عليه بأن أناساً ممن توفوا قبله من أصحابه يدعونهم إليهم.
وكان رحمه الله قد أحسّ باقتراب أجله, فقد اشترى بيتاً...وقال : لن أسكن فيه, يشير بذلك إلى دنو أجله.
وكان رحمه الله قبل ذلك قد اشترى أغطية ولحفاً لأهله, وقال لأهله ممازحاً : حتى لا تقولوا مات ولم يشتر لنا أغطية ولحفاً.
وبعد حلول شهر رمضان سافر إلى مكة لأداء مناسك العمرة, وقد أحس بالمرض...ثم عاد إلى الرياض...وتوفي بتاريخ 17 رمضان عام 1387هـ
وعلم الإنسان بقرب أجله, قد يكون منحة له, وقد يكون محنة عليه, قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: فإن قال قائل: وهل علم الإنسان بالعلامات على قرب أجله تدلُّ على فضله ؟
نقول: إن انتفع بذلك فهو منحة, وإن لم ينتفع فهو محنة, لأنه ليس كل من علم بقرب أجله تصلح حاله, بل ربما يعتريه من الجزع والتسخط ما يجعله يرتدُّ والعياذ بالله...لكن إذا وفق الإنسان وانتفع بهذا فهو من نعمة الله عليه"
ولذا فينبغي على الإنسان عندما يُحسُّ بدنو أجله, وقُرب موته, أن يتهيأ للرحيل, وذلك بالتوبة إلى الله, والاجتهاد في الطاعة, وكثرة الاستغفار, قال ابن عباس رضي الله عنه : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: (
إذا جاء نصر الله والفتح ) [النصر:1] نُعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسهُ, فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة.

قال الشيخ محمد بن موسى الموسى مدير مكتب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: لقد لحظت على سماحة الشيخ في أيامه الأخيرة, ملحوظات عجيبة غريبة منها:
1-أنه منذ شهر رمضان كان كأنه يستعد لفراق الدنيا, حيث كان يكثر من ترداد كلمات معينة كقوله: الله يحسن لنا الختام, الله يتوب علينا, ويميتنا على الإسلام
2- أنه قد أوفى كل ما يتعلق بذمته.
3- أنه قد سامح كل من لديه حق لسماحته, من ديوان أو غير ذلك.
وختاماً فلا تغفل عن الموت, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:فعجباً لمن يغفل عنه, مع أنه لا بدَّ له منه, والموجب للغفلة طول الأمل.


كلُّنا في غفـلة والمـوتُ يـغـدو ويـروحُ
لبني الدنيا من الموت غبوق وصـبوحُ
سيصير المـرءُ يوماً جسداً ما فيـه روحُ
بين عيني كُـلِّ حيّ علـمُ المـوتِ يلـوحُ
نُح على نفسك يا مسكينُ إن كنت تنوحُ
لتموتن ولو عمـــرت ما عُـــمر نـوحُ




اللهم أحسن خاتمتنا, وتوفنا وأنت راضي عنا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #87  
قديم 26-04-2021, 03:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان المبادرة .. الدعاء الدعاء






وصال تقة






انكسِرِ انكسار الضعيف الخاضعةِ رقبتُه لمولاه..





لا تعجِزْ عن طرق بابه، واستكثر من إعادة القرع، وأنِخْ مطاياك بباب الحَيِيِّ الذي يستحيي أن يرد صفرًا من يمد إليه يديه..





ولقوة الرجاء وانتظار الفرج وتأميل كشف الضر: حلاوة وخفة ونشاط وطمأنينة تعقب الدعاء المُلحَّ الصادق، المبلل بدموع الطمع في عطايا الكريم الجَوَاد.. وذاك الذي أضناك التعبير عنه، وأنهكك بيانه، وتمنَّعت عنك فصاحتك في إظهاره.. يكفيك أن العليم بالخبء والسر وأخفى، أعلم به وبحالك منك..





فماذا لوكان هذا الدعاء قد عطره طيب خُلوفك وأنت صائم، أو أضاءته قناديل قلبك الساجد بين يدي الكريم الجَوَاد الودود في الثلث الأخير من الليل وهو يتودَّدُ لعباده ليستغفروه؟! لم لا نستغل كرم الكريم، وننكسر بين يديه، ونقبل على عطائه وقد فتح لنا أبوابه وهيأ لنا خزائنَ جوده في كل آنٍ وحين، ولم يجعل للدعاء تاريخ صلاحية ولا وقتًا معينًا للوفود عليه؟!





وتصوَّر لو أن الدعاء كان محددًا بساعة معينة من ليل أو نهار، وأكثر من ذلك لو كان محددًا بيوم معيَّن من الأسبوع أو من الشهر أو من مواسم الخيرات، كيف سيكون حالنا؟ نجمع الهموم والحاجات والأحزان في قلوبنا، أو لربما فرغنا شحنتها بالبوح لغيرنا، ونحن موقنون أنه لن يعدو أن يكون بوحًا وبوحًا فقط..، ثم ننتظر ساعة الدعاء المحددة..، فإذا ما غفَلْنا أو انشغلنا عنها، فاتتنا الفرصة، فاضطررنا إلى انتظار اليوم الموالي أو الشهر أو النفحة الموعودة، بنفس الحمل القديم، مع إضافة هموم جديدة: همُّ الأسى على إضاعة فرصة اللجوء إلى الله.. وهمُّ الخوف من إضاعة ما يستقبل من فرص..





لك الحمد يا قريب يا ودود، يا مجيب الدعوات، لك الحمد أن جعلت أبوابَ الدعاء مفتوحة آناء الليل وأطراف النهار، وهدَيْتَ إليها من تعلَّق قلبه بك وبالرجاء فيك..





لك الحمد من إلهٍ رحيم، علمتَ حاجة عبيدك لك، وفاقَتَهم لقُربك ومعيتك، واضطرارهم لكلئك وولايتك، فكنت أقربَ إليهم من حبل الوريد: قريبًا بإحاطتك، وبإجابتك وإثابتك..



فلك الحمد ولك المنَّة، ولك الثَّناء الحسَن..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #88  
قديم 26-04-2021, 03:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا










المصدر: leoNews

رحمة سراج الدين





ومع حلول شهر رمضان، قامت بعض الصحف الإيطالية باستعراض مفهوم شهر رمضان لدى المسلمين، مع إرفاق بعض المرئيات لمسلمي إيطاليا في شهر رمضان، فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة "ليونيوز" الإلكترونية على موقعها مقالًا تحت اسم: "رمضان 2014: قواعد ومعاني دينية".





وبدءًا من ليلة السبت ويوم الأحد الماضيين، بدأ شهر رمضان، ذلك الشهر الذي يقوم فيه المسلمون بالصيام وأداء الصلاة والتوبة إلى الله.





وفي الأصل، شهر رمضان - ذلك الشهر الساخن - هو شهر صيفي - كما هو واضح من اسمه - ولكن عندما اعتمد نظام التقويم القمري ذو الاثني عشر شهرًا، أصبح موعد شهر رمضان يختلف من سنة لسنة؛ حيث إن البداية الفعلية لذلك الشهر تعتمد على حسابات فلكية معقدة، ولكن ببساطة نستطيع أن نقول: إنه يعتمد على رؤية بداية الهلال، ومدته: شهر واحد فقط؛ لذا سينتهي رمضان ذلك العام في يوم السابع والعشرين من يوليو عند بداية ظهور هلال القمر الجديد.





ثم واصلت صحيفة: "ليونيوز" على موقعها الإلكتروني شرحها مفهوم شهر رمضان لدى المسلمين، قائلة:


ويُعد شهر رمضان وقتًا مهمًّا للغاية بالنسبة للمسلمين، سواء في داخل بلادهم وخارجها؛ فهو الوقت الذي يكرسون فيه أنفسهم للقيام بالمزيد من الأعمال الخيرية، والتعبد، والتواصل مع بعضهم البعض.





وفي رمضان، يحتفل المسلمون بذكرى نزول الآيات الأولى من القرآن الكريم على "محمد" بواسطة الملاك "جبرائيل"، وإرسال جبريل لإبلاغ النبي بالسور القرآنية الجديدة.





وطوال شهر رمضان، من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، يمتنع المسلمون عن تناول الطعام؛ حيث إن الصوم يمثل لهم واحدًا من أركان الإسلام الخمسة؛ كالشهادة والحج إلى مكة والصلاة اليومية، والجدير بالذكر أيضًا أنهم لا يمتنعون عن الطعام فقط - خلال فترة الصيام - ولكنهم يمتنعون أيضًا عن أي سلوك به شهوة؛ مثل تعاطي التبغ، أو الاتصال الجنسي.





تقرير مصور لعدد من مسلمي إيطاليا، وهم يجتمعون للإفطار، ثم الصلاة، ثم مشاهدة مباراة كأس العالم وتشجيع اللاعبين والفرق المسلمة، وأورد التقرير أن عدد مسلمي إيطاليا الملتزمين بأداء فرائض دينهم يقرب من مليون وسبعة آلاف مسلم.





ثم استأنفت صحيفة "ليونيوز" الإلكترونية على صفحتها شرح مفهوم شهر رمضان لدى المسلمين، قائلة:


وقبل الفجر يتناول المسلمون وجبة خفيفة تسمى: "السحور"، وبعد غروب الشمس ينهي المسلمون صيامهم بتناول وجبة تسمى: "الإفطار"، ثم بعد ذلك يقومون بصلاة تسمى: "التراويح" - وهي صلاة يقومون بها في رمضان فقط - ويُعفى من صيام شهر رمضان النساء الحوامل والمرضعات والأطفال والمصابون بالأمراض المزمنة, ويقومون بدلًا من ذلك بإعطاء صداقات للمحتاجين، بغض النظر عن دين أو معتقد هؤلاء المحتاجين.





وينتهي شهر رمضان - عند المسلمين - بالاحتفال بعيد يُسمى: "بعيد الفطر"، وهو عيد قصير المدة للاحتفال بانتهاء شهر رمضان.





وأهمية شهر رمضان للمسلم الملتزم بأداء فرائض دينه مثل أهمية فترة "الصوم الكبير" بالنسبة للمسيحين الملتزمين، حيث إنه شهر من التضحية بالشهوات الجسدية والسمو الروحي المتمثلة في التعبد والصلاة، وقد تم تفسير الأهمية الروحية للصوم من قبل العديد من علماء الدين، والتفسير الأكثر شيوعًا يرى أن الصوم يُعلِّم المرء الانضباط الذاتي, والانتماء للمجتمع, والصبر، ومحبة الله.





وتقول التفسيرات المختلفة أيضًا: إن الصوم وعدم ممارسة الجنس هو نوع من التذكرة باحتياجات الفقراء، وتشجيع المسلمين - الملتزمين بأداء فرائض دينهم - بدفع الزكاة: ضريبة قرآنية تُدفع للفقراء.





وفي إيطاليا، يبلغ عدد المسلمين الذين يقومون بصيام شهر رمضان ما يقارب مليونًا وسبعة آلاف مسلم، ومعظمهم من المهاجرين وأبنائهم، الذين يكون وجودهم - في بعض المدن - واضحًا جدًّا؛ لاجتماعهم كل ليلة لتناول وجبة الإفطار معًا.





النص الإيطالي:






Ramadan 2014: le origini ed il significato religioso della pratica






Tra sabato e domenica è cominciato il Ramadan, il “mese caldo“, ossia il periodo che i musulmani dedicano al digiuno, alla preghiera e alla purificazione. In origine, il mese di Ramadan si svolgeva, come suggerisce suo nome, in un mese estivo, ma quando lo stesso Maometto adottò un calendario puramente lunare di dodici mesi, la sua cadenza varia di anno in anno. L’inizio vero e proprio dipende da complessi cali astronomici, anche se ci si può più semplicemente affidare all’avvistamento del primo spicchio di luna. La sua durata è di circa un mese, quindi il digiuno si protrarrà quest’anno fino al prossimo 27 luglio, quando ci sarà la nuova luna.












E’ questo un momento incredibilmente speciale per i musulmani, in patria e all’estero, un periodo in cui dedicarsi alla carità, alla contemplazione e alla comunità. Quello che si celebra con il Ramadan è lacommemorazione del momento in cui Allah rivelò a Maometto i primi versi del Corano attraverso l’arcangelo Gabriele, inviato sulla terra per dettare le sure al profeta.












Per l’intero mese del Ramadan, dall’alba al tramonto, i musulmani si astengono dal consumo di cibo: il digiuno rappresenta infatti uno dei cinque pilastri dell’Islam come la professione di fede, l’elemosina, il pellegrinaggio alla Mecca e la preghiera quotidiana, ma oltre che dal cibo, durante il giorno regola vuole che ci si astenga anche da qualsiasi comportamento considerato impuro, come l’uso del tabacco o i rapporti sessuali.












Prima dell’alba si consuma un pasto frugale detto suhur, mentre dopo il tramonto si rompe il digiuno (iftar) e si prega, recitando anche la tarawih, una preghiera che viene celebrata solo in occasione del Ramadan. Sono esonerati dal digiuno le donne in gravidanza o che allattano, i bambini e i malati cronici, che vengono invece chiamati ad atti di carità verso i bisognosi, indipendentemente dalla loro religione o entnia.






Al termine del Ramadan, si celebra infine l’Id al-Fitr, la festa di rottura del digiuno detta anche la “pica festa”.









Il significato del Ramadan per il musulmano praticante è assimilabile a quello che la Quaresima simboleggia per i cristiani praticanti: un mese di sacrifici per il corpo e di elevazione spirituale nella meditazione e nella preghiera. Il significato spirituale del digiuno è stato analizzato da molti teologi e la teoria più apprezzata sostiene che il digiuno insegni all’uomo il dono di autodisciplina, l’appartenenza a una comunità, la pazienza e l’amore per Dio. Una diversa interpretazione sostiene invece che l’astinenza sessuale e il digiuno ricordi i disagi dei poveri, invogliando i praticanti a pagare la zakat, l’imposta coranica verso i bisognosi.






In Italia i musulmani che aderiranno al Ramadan saranno circa un milione e 700mila, soprattutto immigrati e i loro figli. In alcune città, dove più accentuata è la loro presenza, si riuniscono ogni sera per l’iftar.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #89  
قديم 26-04-2021, 03:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (21)

أ. محمود توفيق حسين







عندما يقتربُ رمضان من نهايته
وتكون قد تعبَّدتَ فيه على نحوٍ أرضاك على نفسك
ويجتمع معك أصحابك للاتفاقِ على قضاء يومَين في الشاليه
وهم يتغامزون ويتضاحكون
وقد انتووا فعلَ ما اعتادوا عليه من مجونٍ وشرب
وأنت تبتسم متحفظًا مراعاةً للشهر
وقد نويت في نفسك أن تلهو معهم في لهوهم؛
لا تفكِّر في أن ساعةَ قلبك قد حانت، وساعةَ ربك أوشكَت على الانتهاء
بل فكِّر في أن ساعةَ القلب في المرح البريء، لا فيما حرَّم اللهُ
لا تفكِّر بأنك لا تخوض معَهم تعظيماً للشهر
بل فكِّر في أن مَن أحبَّ الشهرَ وعظَّمهُ لا يتحرَّق في وداعهِ للمعاصي.


عيدُكَ كماءِ السماءِ طاهر


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #90  
قديم 27-04-2021, 03:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان وتربية النفس

رمضان وتربية النفس




د. ياسر حسين محمود






الله -تعالى- أرحم الراحمين، شرع للناس أكمل الشرائع التي تهذب نفوسهم وتصلح قلوبهم، وتجعلهم يتذكرون حقيقة رغباتهم، وأنها جُعلت فيهم لكي تكون مُعِيْنة لهم على الوصول إلى الغايات المطلوبة، وشرع لهم الله -تعالى- ترك الفضول مِن كل هذه الشهوات؛ حتى لا يَشغل الإنسان نفسه بغير حاجته وقدر كفايته، ولو أن الناس رغبوا في ذلك لما شقوا في دنياهم، ولما تنافسوا عليها، واهتموا باكتنازها؛ وهل يأكل الغني الذي جمع الملايين أكثر مِن ملء معدته؟! ولو زاد لكان ذلك تخمة مضرة عليه، وكذلك في الملابس، وفي الأموال، وفي كل الشهوات.

أكمل الشرائع

ولذلك نقول: إن الله -تعالى- شرع لنا أكمل الشرائع التي تجعلنا نتحكم في شهواتنا، ونوجهها وليس هي التي توجهنا، فكان صيام شهر رمضان جامعًا لكل خصال الخير في تهذيب النفس، وقد ذكر أهل العلم في مسالك التهذيب أنه لابد أن يتخلص الإنسان مِن فضول الطعام والشراب، وفضول الكلام، والخلطة، ومِن فضول المال، ومِن فضول الشهوة الجنسية، ومِن فضول المنام؛ فهذه ستة أشياء، انشغال الإنسان بها يجعله يضيع عمره فيما لا فائدة فيه.

التحكم في الشهوات

وفي رمضان شرع الله لنا أن نتحكم في كل هذه الشهوات؛ فأنتَ لستَ تأكل حين تجوع، بل لكَ وقت محدد تمنع نفسك فيه، وتهذبها وتحكمها، وهذا يجعلها طيعة منقادة لأمر الله-تعالى-؛ ولهذا يسهل على الإنسان في رمضان -وعمومًا أثناء الصيام- مِن العبادات والطاعات ما لا يقدر عليه في غيره؛ فييسر الله له غض بصره، وكف أذنه، وحبس لسانه، والقيام كما يسَّر له الصيام.

شأن عجيب


شأن عجيب حقـًّا! لأن النفس تريد أن تنال رغباتها، والعاقل يريد أن يحكمها ويكون هو الملِك عليها، فإن الناس مع نفوسهم على مراتب، وأحوال القلوب مع النفوس الأمارة بالسوء، الراغبة في الشهوات على درجات متفاوتة، فمِن الناس مَن ملَك قلبُه نفسَه فصار هو الذي يتحكم فيها ويقهرها، وبعد حين مِن الحبس والتحكم فيها أزال ما بها مِن ضرر، وصار الحبس لها إصلاحًا، وصار منعها مِن رغباتها تهذيبًا، فصارت وزير صدق لذلك الملِك، ولابد أن يبدأ الأمر بذلك، ولا يمكن أن تكون النفس الإنسانية مِن البداية مطيعة منقادة، محبة للطاعة، كارهة للمعصية، بل بدايتها أمارة بالسوء، متكاسلة عن الطاعة، مائلة إلى المعصية والشهوة؛ فذلك القلب الذي غلب النفس يستطيع بعد حين أن يعلمها ويهذبها حتى تمتلئ إيمانًا، بدلاً مِن أنه يرغم نفسه على قيام الليل، وصيام النهار، والإنفاق.

فبعد تهذيبها يجدها هي السباقة إلى هذه الأعمال الصالحات، وعندما يأتيها الوسواس الخناس، ويقول لها: «انظري إلى هذه الصورة المحرمة، أو اسمعي إلى هذه الأغنية والموسيقى»، فتقول: «أعوذ بالله!»؛ فصارت هذه النفس مطمئنة إلى ذكر الله، وأسعد شيء عندها هو الشوق إلى الله، والتعبد والتقرب إليه -سبحانه-، كما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه بقوله: «وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ» (رواه النسائي، وصححه الألباني).

صراع مع النفس

وهناك مِن الناس مَن هو مع نفسه في صراع وفي معركة، قلبه الذي هو محل العلم والإيمان يغلب أحيانًا وينتصر، ويصبح هو صاحب الكلمة، وأحياناً تغلبه النفس؛ فمرة يطيع ومرة يعصي، فهو مع نفسه في صراع دائم، يغلبها مرة وتغلبه مرة.

من غلبته نفسه

وهناك مِن الناس مَن غلبتهم نفوسهم، فغلبت القلب وأسرَته وألقته في السجن، فيظل متحسرًا على ما يرى ويعلم، ولا يستطيع إنفاذ هذا الأمر في أرجاء المملكة، القلب الذي هو محل العلم والإيمان أصبح أسيرًا في السجن، ولذلك قالوا: «المأسور مَن أسره هواه، وحبس قلبه عن الله»، وإذا تمكَّنت الدنيا مِن قلبه سجنت الإيمان، فصار مجرد شيء في القلب، لا يستطيع أن يخرج، ولا أن يسيطر على الجوارح، يعلم أن هذه الأشياء محرمات، وينهى الجوارح عنها، ولكن الجوارح لا تطيعه، فالنفس الأمارة بالسوء تأمر وتنهى وتتحكم في المملكة، فتستجيب لها الجوارح، وهذا العبد يرى نفسه ويعلم أنه مقصِّر، ويرتكب منكرًا ومعصية، ومع ذلك هو عاجز قد أدمن المعاصي، فهو إذا قلتَ له: اتقِ الله، يقول لك: لا أستطيع أن أترك هذه المعصية، ونفسه تغلبه دائمًا!

انتكاس القلب

ثم مع طول الحبس ينقلب الحال مِن أنه كان يقاوم ويعرف الحق مِن الباطل، وكان -رغم أسره- رافضًا للهزيمة، يصبح بعد ذلك عنده المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، انتكس القلب، فصار كما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قلبَ المنافق «أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ» (رواه مسلم)، صار لا يرى الحق حقـًّا ولا الباطل باطلاً، بل انقلب الأمر إلى أن صار ما تأمر به النفس هو الحق، وهذا هو الخطر الحقيقي؛ لأن الانتكاس ليس بأن يرى الحق حقـًّا ولو عجز عنه، فإنه يوشك أن تنهض همته إليه يومًا، ولكن إذا رآه باطلاً، إذا رأى أن الالتزام بالدين هو منكر مِن المنكرات، وأن القراءة في المصحف وكتب العلم كل ذلك ضرر، فماذا عساه أن يفعل؟! هذا هو الضلال المبين حقـًّا، هذه قلوب قد انتكست؛ فصارت ترى الحق باطلاً والباطل حقـًّا.

فرصة عظيمة

فهذه فرصة عظيمة شرعها الله في رمضان لكي نتحكم في نفوسنا، ولو سأل كل واحد نفسه: أين أنتَ مِن هذه الطبقات؟ هل أنت ممن تحكم في نفسه الأمارة بالسوء؟ هل وجدت لذة العبادة؟ أم ما زلت تُكره نفسك عليها؟ أم أنك في الحقيقة إذا قمتَ ليلة لم تقم عشرًا؟! وإذا صمتَ يومًا لم تصم شهرًا؟! فهكذا تغلبك نفسك دائمًا على ذلك، فلا تنفق شيئًا في مرضاة الله، ولا تتعب بدنك في العمل لله تعلمًا وتعليمًا ودعوة وعبادة لله، وهكذا كل واحد منا بالتأكيد عرف نفسه في أي المراتب هو؟ ومَن الغالب في المعركة؟

فرصة للانتصار على النفس

وأنتَ مقبل على فرصة عظيمة حتى تنتصر على نفسك، وتتحكم في هذه الشهوات كلها، شرع الله لنا الصيام الذي هو أنفع أنواع التهذيب، أن تمتنع مِن طلوع الفجر إلى غروب الشمس مِن الطعام والشراب والشهوة، وأحل الله لنا ذلك فيما بيْن المغرب إلى طلوع الفجر الصادق، وهذه هي الوسطية المطلوبة التي فقدها الرهبان الذين كانوا على الرهبانية المبتدعة، كما وصف لله -تعالى-: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} (الحديد:27)، حرَّموا على أنفسهم ما أحلَّ الله؛ ولذا قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (المائدة:87).

والحقيقة أن الوسطية أمر مطلوب، أما أن يأكل الإنسان كلما جاع، ويشرب كلما عطش، ولا يتحكم في نفسه طول السَّنة؛ فهذا أمر مذموم، ولا شك أنه سوف تغلبه نفسه.

وقد شرع الله لنا القيام لترك فضول المنام، فلم يكن مِن عادته - صلى الله عليه وسلم - أن يحيي الليل كله دون أن ينام جزءًا منه طول السَّنة إلا في العشر الأواخر مِن رمضان، وذلك السهر خير أنواع السهر وأوسطه؛ إذ لا يغلب على الإنسان فلا ينام بالكلية فيحصل له الخلل في فكره وشعوره؛ ولذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» (متفق عليه).

ولم يحرم الجماع بالكلية، ولكن حدد له وقتًا معينًا، وجعل الإنسان هو الذي يتحكم فيه، وفرض كفارة غليظة مشددة على مَن جامع عمدًا في نهار رمضان، بأن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينًا؛ فهذا التشديد حتى يستطيع التحكم في نفسه.

ترك فضول الكلام

وشرع لنا ترك فضول الكلام الذي لا حاجة إليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ» (رواه البخاري ومسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» (رواه مسلم). (يَرْفُثْ): لا يقول الرفث، وهو الفاحش مِن القول. (يَصْخَبْ): لا يصيح. (وَلَا يَجْهَلْ): لا يقول الكلام السفيه الجاهل.

التحفظ مِن الغيبة والنميمة

وشرع لنا مزيد التحفظ مِن الغيبة والنميمة، والزور، قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» (رواه البخاري)؛ ولذا فارتكاب الكبائر أثناء نهار رمضان يذهب بأجر الصيام، ويجعل الصوم غير مقبول؛ لأن الصوم شرع لتحقيق التقوى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ} (البقرة:183)، فإذا ارتكب الكبائر أثناء صومه كان ذلك دلالة على أن صومه ليس هو الصوم المشروع؛ ولذا كان بلا ثواب وكان غير مقبول، ولم يكن لله حاجة في أن يَدع طعامه وشرابه.

إفطار القلب

ومَن يترك الصلاة مثلاً أو مَن تخرج متبرجة في نهار رمضان، أو مَن يسب ويلعن؛ فهذا مفطر بقلبه وإن لم يكن مفطرًا بفمه وبطنه، ولا ثواب له، وصومه غير مقبول، وإن كان يسقط عنه الفريضة ولا يؤمر بالإعادة؛ إلا أنه لا ثواب فيه، وإن جاع وعطش «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، فعليك أن تكون منتبهًا لصومك، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ» (رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني)، فإذا كنتَ تحفظ لسانك في سائر الأوقات؛ فليكن حفظك له في رمضان أشد.

ترك فضول المخالطة

وكذلك ترك فضول المخالطة: فالغرض مِن خلطة الناس تحصيل ما ينفع الخلق، فالخلطة مع أصحاب اللعب واللهو مِن أعظم الضرر، فهؤلاء يجر بعضهم بعضًا إلى المنكرات والفواحش مِن الإدمان والسرقة، والزنا، والتدخين، وخلطة الصالحين خير خلطة، وهي تقلل مِن الاختلاط بأهل الفساد، وقد أصبح الاختلاط في زماننا له مفهوم أوسع منه في الزمن الماضي، فقد صارت الخلطة مِن خلال وسائل الإعلام ولو كان في حجرة مغلقة «مِن المذياع والتلفزيون، وغيرهما»؛ فحاول أن تكون على مقاطعة تامة لوسائل الإفساد في رمضان، لتكون مهتمًّا بشغل نفسك بطاعة الله وبصحبة الصالحين، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، كما قال ربنا في العبد الخطاء الذي جلس مع الصالحين لحاجةٍ وهو ليس منهم، قال الله -تعالى-: «وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ»، فمجرد وجودك في المساجد مع أهل البر والتقوى والصلاح يعد مِن أسباب السعادة والمغفرة، وحذار أن تجعل المساجد سبيلاً إلى الخلطة المحرمة مِن الرياء والسمعة، وطلب الوجاهة والمنزلة بيْن الناس، فهذا هو الخطر على إخواننا، وإنما تخالِط مَن يذكرك بالله، وتذكره بالله.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 167.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.53 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]