رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 13 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 06-05-2021, 04:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

بأي حال عدت يا رمضان؟














دينا حسن نصير



وها هي الأيام تجري مُسرِعةً، وتَنقضي الأعوام مُتَتابعة، فكأنَّنا نَنظر إلى مشهدٍ قد مرَّ بنا منذ أيام قليلة، وليس عامًا كاملاً مرَّ بحلوه ومرِّه!





وكأن لحظات استقبالنا لشهر رمضان الماضي كانت بالأمس القريب، نتذكَّر كيف استقبَلْنا هذا الضيف الحبيب بشوق وتلهُّف، وعزمٍ على عبادةٍ وطاعة وبرٍّ، وحفاوة، ونتذكَّر أيضًا كم ودَّعناه بحزن ولوعة وتحسُّر على ما فاتنا فيه من خير وفير، وعزْمٍ على أن يكون رمضان التالي له حال غير الحال، وفيه بذْلٌ يُرضي الرحمن!





وها هو العام قد مرَّ كلمح البصر، كأيام، بل كساعات، فماذا أنت فاعل يا باغي الخير؟ ماذا أعددت لاستقبال هذا الضيف؟ وهل سيكون رمضان فعلاً مختلفًا هذا العام أم كالأعوام السابقة؛ يبدأ بلهفة وشوق، وينتهي بحسرة وندم؟!





ما زلتُ أتذكَّر ليلة العيد والجميع حولي في فرحة وسعادة بقدوم العيد ومباهجه، وأنا أسرح بخيالي في أيام مضت - ثلاثين يومًا - كل لحظة عشتها في تلك الأيام تمرُّ كشريط يُعرض أمامي:


• كم مرة ختمت القرآن؟! فتخاطبني نفسي: "العبرة بالكيف وليس بالكم"، وهل يا نفس عشت أيامك في تدبر لكتاب الله أم أنها مجرَّد حُجَّة وتعليل تخدعين به نفسك؟!


كم من صلاة أديتها بخشوع وحضور قلب؟!


كم من أوقات ثمينة في هذا الشهر المُبارَك ضاعت بلا فائدة؟!





كل ذلك دار في خلدي وأنا أستعدُّ لاستقبال العيد، وغلبتني دموعي ألمًا وحسرة على ما فرطت وضيعتُ، وعزمت عزمًا أكيدًا أن رمضان القادم سيكون لي معه شأن آخر، وها هو رمضان قد أتى، فماذا أنتِ فاعلة يا نفس؟!





هل استشعرت مدى نعمة الله عز وجل عليك أن أمد في عمرك حتى تعيش رمضان مرة أخرى؟ نعم؛ والله إنها نعمة وأي نعمة؟! أن يتاح لك اغتنام فضل هذه الأيام المباركة مرة أخرى، فلا تضيِّع هذه النعمة؛ فكم من أناس كانوا معنا رمضان الماضي ولم يَدُر بخلدهم أنه آخر رمضان لهم، وأنه سيأتي رمضان جديد وهم ليسوا أحياء، بل تحت التراب، أُغلقت صحائف أعمالهم، فإن كان خيرًا فهنيئًا لهم، وإن كان غير ذلك فلا مكان لاستدراك ما فات، فاستشعر نعمة إدراكك لرمضان، وأعدَّ لاستِقباله فرحة وعزمًا ونيةً صادقة، نعم، رمضان هذا سيكون مختلفًا، سيكون أكثر طاعة وعبادة وإخلاصًا لرب العالمين سبحانه وتعالى.





في كل عام وفي نفس هذا الوقت نقرأ مثل تلك الكلمات، فتتأثَّر قلوبنا، ونتحمَّس ونَنوي أن رمضان هذا العام سيكون غير الذي كان، ولكن ما نلبث أن نعود كما كنا، تسويف وأمانٍ، ولا نستيقظ إلا في ليلة العيد بعد انتهاء السباق، فيَفوز مَن جدَّ وصبر، ويتحسَّر مَن فرَّط وكسل، فلتكن من الفائزين السابقين للخيرات هذا العام، نية صادقة وعزم ومجاهدة هو ما تحتاجه لتكون في الصفوف الأولى في سباق يسعد ويُفلح مَن يُسابق فيه بصدق ونيَّة خالصة، سباق يستغرق ثلاثين يومًا، ولكن أثره على قلبك وطاعتك يمتدُّ بقية شهور العام، فإن مِن أثر الطاعة التوفيقَ لطاعة أخرى، فالطاعات تجرُّ بعضها بعضًا، ومَن علم اللهُ في قلبه الصدق، وفَّقه للطاعة بعد الطاعة.





ابدأ شهرك وفي بالك أنه قد يكون آخر رمضان لك، فاملأ صحيفة أعمالك بما تحب أن تلقى الله به، ثقِّلها بما يسرُّك رؤيتُه يوم تلقى الله، وتذكَّر أن مَن هم تحت التراب لو سألناهم: ماذا يتمنون؟ لكانت أمنيتهم ساعةً واحدةً يذكرون الله فيها، فاغتنم ساعاتك في تحقيق تلك الأمنية قبل أن يُحال بينك وبينها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #122  
قديم 06-05-2021, 04:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ابدأ من هنا














(بداية الطريق)




أبو سليمان المختار بن العربي مؤمن



من هنا نبدأ وفي الجنة اللقاء:


أخي الحبيب، إن طريقنا إلى الله تبدأ بالسير إليه بقلوبٍ ملأ الإخلاص جوانبها، وأفسح نور الحق مضايقها، وأهم خطوة في طريقنا إلى الله بعد الإخلاص هي طلبُ علمِ ما كلفنا بعمله؛ فالعبادة بلا علم يتخللها الضعف والفساد، والناس فريقان: عالم مسؤول، وعامي سائل، فلا تكن الثالثَ فتَهلِكَ، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، وما والاه، أو عالمًا ومتعلمًا))؛ رواه الترمذي وابن ماجه[1].





الاستعداد للطاعة:


قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60، 61].





وجاء في الحديث القدسي الشريف: ((إذا تقرَّب العبد إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إليَّ ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة))؛ رواه البخاري[2].





الاستعداد لمواسم الخير والطاعات دليلٌ على حياة القلب، وتعلق الروح بالملأ الأعلى، والغفلة عن ذلك علامة على تراكم الذنوب، وعيش النفس في مهاوي البُعد عن الله، فتيقظ يا أخي الحبيب، ولا تغفل؛ فاليقظة - كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى -: هي أول مفاتيح الخير؛ فإن الغافل عن الاستعداد للقاء ربه والتزود لمعاده بمنزلة النائم، بل أسوأ حالاً منه؛ فإن العاقل يعلم وعد الله ووعيده، وما تتقاضاه أوامر الرب تعالى ونواهيه وأحكامه من الحقوق، لكن يحجبه عن حقيقة الإدراك ويُقعِده عن الاستدراك سِنَةُ[3] القلب، وهي: غفلته التي رقد فيها فطال رقوده، وركد وأخلد إلى نوازع الشهوات، فاشتد إخلاده وركوده، وانغمس في غمار الشهوات، واستولت عليه العادات، ومخالطة أهل البطالات، ورضي بالتشبُّه بأهل إضاعة الأوقات، فهو في رقاده مع النائمين، وفي سَكْرته مع المخمورين، فمتى انكشف عن قلبه سِنَةُ هذه الغفلة بزجرةٍ من زواجر الحق في قلبه، استجاب فيها لواعظ الله في قلب عبده المؤمن، فقال:




ألا يا نفسُ ويحكِ ساعديني

بسعيٍ منك في ظُلَمِ الليالي




لعلك في القيامة أن تفوزي

بطيب العيش في تلك العلالي[4]










واعلم - أيها الكريم ويا أيتها الفاضلة -: أن من علامة توفيق الله للعبد أن ييسر له إعداد العدة لمكابدة الطاعة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46]، ويحبب إليه دخول سوقها المكتظ بأنواع البضاعة الرابحة، فتراه يترقب أوقاتها، ويتطلع للربح ليلاً ونهارًا، فإن كانت الطاعة صلاة استعد بالنية الصادقة، والطهارة التامة، وراعى مدارج الشمس بُغيةَ دخول وقتها، ويحيط الفريضة منها بسياج النوافل الراتبة، والأذكار الرابحة، فيدخلها بحب وتذلل، ويخرج منها بدعاء واستغفار، مستشعرًا التقصير، طالبًا العون من الله على ذِكره وشكره وحُسن عبادته.





يروى عن علي بن الحسين: "أنه كان إذا توضأ اصفرَّ لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدَيْ من أريد أن أقوم؟!"[5]، أرأيتم إلى قوم كانت صلاتهم تبدأ من طهارة الأعضاء، فما بالنا في غفلة عن الطاعات؟!




إذا كنتُ أعلمُ علمًا يقينًا

بأن جميعَ حياتي كساعَهْ




فلِمْ لا أكونُ ضنينًا بها

وأجعلُها في صلاح وطاعَهْ









تجديد العزم والنية:




فحيَّهلا إن كنتَ ذا همَّةٍ فقد

حدا بك حادي الشَّوقِ، فاطوِ المراحلا




ولا تنتظر بالسير رفقةَ قاعدٍ

ودَعْه؛ فإن العزمَ يكفيك حاملا









نعم أخي الحبيب، لا بد من تجديد العزم، وتجريد القصد لله؛ فإن النفوس الكريمة إذا أرادت اللذة الدائمة التي تطمئن إليها القلوب، وترتاح إليها النفوس - شمَّرت عن ساق الجد، ونشِطت في جمع الزاد ليوم المعاد، ولتكن همتك منازل الآخرة في كل ما تقول وتعمل، وتقصد وتفعل؛ فكم من نية صادقة رفعت صاحبها مقامًا عليًّا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين!





إن تجديد العزم والنيات أمرٌ محتوم لكل باغٍ للخير ساعٍ للأجر؛ فالنية تبلى كما يبلى الثوب الجديد الزاهي؛ فهي دومًا تحتاج إلى رعاية وتجديد، وذلك من أجل عمل صحيح مقبول بإذن الله تعالى؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى...))[6]، فجدِّدِ العزم مع كل طاعة، وصحِّحِ النية مع كل عبادة، واسأل الله تعالى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك الثباتَ في الأمر، والعزيمة على الرشد))[7] - تفُزْ بالأجر الكثير، والخير الوفير.





التهيؤ لرمضان:


(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان)[8]، من هنا يبدأ المسلم بالتهيؤ لرمضان نفسيًّا، ويكثر من دعاء ربه؛ ليبلغه الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن، وبُعِث فيه خير ولد عدنان؛ لينال أعظم غنيمة، وهي العفو والغفران من الرحمن؛ قال ابن رجب: وفي هذا الحديث دليلٌ على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة؛ لإدراك الأعمال الصالحة فيها؛ فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرًا، وخير الناس من طال عُمره وحسُنَ عمله، وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح؛ من صوم رمضان، أو رجوع من حج" [9].






ولذا ينبغي على المسلم أن يدرب نفسه قبل رمضان:


أولاً: على صيام النوافل، لا سيما النصف الأول من شعبان.






ثانيًا: على كثرة تلاوة القرآن.






ثالثًا: على قيام الليل، ولو ركعات قليلة.






رابعًا: على إطالة الجلوس في مجالس الخير، لا سيما المساجد؛ ليعوِّدَ نفسَه على الاعتكاف.






خامسًا: على التقليل من فضول الكلام والنظر والاستماع.






سادسًا: أكثِرْ من سماع المحاضرات المرغبة في الفضائل، واقرأ كتبًا ومطويات ترشد إلى كيفية الصيام والقيام والاعتكاف، وسائر الطاعات في رمضان.






ثم اعلم - أخي الكريم - أن لله نفحات، فلتتعرض لها؛ فقد أخرج الطبراني من حديث محمد بن مسلمة مرفوعًا: (إن لله في أيام الدهر نفحات، فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدًا) ضعيف[10].





أخي الكريم، لما كانت الأزمنة الفاضلة من أنسب أوقات الجد والاجتهاد في الطاعة، وكان شهر رمضان من مواسم الجود الإلهي العميم؛ حيث تعتق الرقاب من النار، وتوزع الجوائز الربانية على الأصفياء والمجتهدين - فلقد كان سلفُنا يجتهدون في الطاعات قبله بفترة طويلة؛ لتألَفَ أعضاؤهم الطاعة، وتستلذ العبادةَ في رمضان أكثر، فكانوا يتهيؤون له على غير ما يفعل الكثير في أيامنا من جمع الطعام وتكديسه، والمفاخرة بصنيع الطباخين.





فانظر - يا رعاك الله - إلى هذه الأمثلة:


"باع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم[11] يتأهَّبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها، فسألتهم، فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان! لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، ردُّوني عليهم".






وباع الحسن بن صالح جارية له، فلما انتصف الليل قامت فنادتهم: يا أهل الدار، الصلاةَ الصلاةَ، قالوا: طلع الفجر؟ قالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! ثم جاءت الحسن فقالت: بِعْتَني إلى قوم لا يصلون إلا المكتوبة، ردَّني ردَّني.






أخي الكريم، أختي الفاضلة، ها هو رمضان على الأبواب؛ فأعدَّ العدَّة لاستقباله، ولا تحرم نفسك من فضله ونواله؛ فالمحروم مَن حُرم العتق والمغفرة فيه.






أعتقنا الله وإياكم من نيرانه، وأسكننا فسيح جناته، آمين!






[1] في "جامعه" (2322) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، به، وقال: (حسن غريب)، ورُوي نحوه من غير وجه مرسلاً ومتصلاً، وابن ماجه في السنن (4112).




[2] البخاري (7536).




[3] السِّنَة - بكسر السين -: هي الغفلة.




[4] في كتاب الروح (1/ 223).




[5] إحياء علوم الدين للغزالي (1/ 151).




[6] رواه البخاري ومسلم وغيرهما.




[7] رواه أحمد وغيره؛ انظر الصحيحة (3228).




[8] ورد مرفوعًا، إلا أنه ضعيف، كما في ضعيف الجامع (4395)، وقال الحويني في فتاواه: منكَر.




[9] لطائف المعارف لابن رجب (130).




[10] الطبراني في الكبير (1/ 250)، وهذه الطريق الوحيدة التي ساقها الألباني رحمه الله لهذا الحديث، وضعفه في ضعيف الجامع الصغير (128) رقم (902).





[11] المقصود من اشتروها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #123  
قديم 06-05-2021, 04:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

أسراب الراجعين إليك














أ. محمود توفيق حسين






خلع كل واحدٍ منهم قميص غفلته الذي بللته دموعه، وألقاه تحت قدميه غير آسف عليه، وخرج راجعًا إليك يتهم نفسه، ويذكر نعماءك.





كل واحد من هؤلاء يهرب إليك بجلده الذي يرغب في نجاته من النار، يخرج وهو لا يعرف إن كان يلوم جوارحه التي خانك بها، أم أنّ جوارحَه تلومه؟





والقلب يكاد يذوب فوق شمع الخجل منك وهو يذكر بكل أسًى اللهوَ والتقصيرَ والجرائم والغدرات والموبقات.





كل ما كان العبد يفتك بنفسه به خلف الجدران، وهو يتقي أن يراه أحد من الناس، وتناسى أن رب الناس يراه.





كل واحد من هؤلاء الآن يخرج وهو يعرفك، ويخشاك، وذنوبه السوداء أمامه تطفو على ذاكرته كما يرعب القرشُ المبحرينَ في صغار القوارب.





كلهم خجَلٌ منك.. وأملٌ فيك..





وها هي ذي رؤوس الدروب نفسُها التي كان يسلك فيها اللاهون للأبد، العاصون للأبد، الضاحكون للأبد، الشرِهون للأبد، تمتلئ شيئًا فشيئًا بالأسراب، أسرابِ الراجعين إليك.





وإن هذه المدنَ جميعَها وإن اتسعَت، لَتنوءُ بخروج مثلهم من أصحاب الحاجات، وتنفلت من فوضى الصاعدين في الطرقات، وتفتقد الشعور بالأمن.





وإن سلاطين الأرض لا يتحملون أن تخرج الجموع بهذه الأعداد إلى أسوار القصور طلبًا لشيءٍ، أي شيء، ويشعرون بالتهديد من شدة الإلحاح، حتى وإن أحسن الناس الطلب، ويشعرون بالفلاح إن يئس الناس وعادوا إلى مآويهم، حتى وإن بدا على وجوههم الضيق.





أما أنت - سبحانك - وعبادُك!


فلك فيهم شأنٌ آخر


فلك مُلكٌ لا يهدده الخروج


ولك غنًى لا يؤثّر فيه الطلب


وإنك تحب إلحاح من يرجونك


ولا تحب منهم أن ييأسوا من الدعاء.





وأنت تحث المؤمنين بك على العودة إليك؛ فها هي ذي أسرابُ الراجعين إليك.. لا تردَّهم، واغفِر لهم يا رَحيم..





﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #124  
قديم 07-05-2021, 04:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

أزل الحواجز















رياض العمري






يمثل شهر رمضان المبارك نقلة نوعية لنفس المؤمن في شتى المجالات المختلفة التي يحتاجها الفرد المسلم في حياته وبعد وفاته، أعتقد أنه الدورة الربانية ذات الفائدة المتجاوزة لحدود عمر الإنسان إلى ما بعد وفاته، وهذا ما يجعل هذا الشهر فرصة يتسابق في سبيلها المتسابقون.




وخير عباد الله مَن يتقبلهم الله في هذا الشهر الفضيل؛ ولهذا يحرص المؤمن أن يصل صوته إلى من بيده كل شيء؛ فهو يعلم أن الخير والشر والقبول والفشل بيده، ولكن هناك شرط ليصل صوتك، يجب علينا أن نراجع أنفسنا مع بداية هذا الشهر المبارك، وهو: أَزِلِ الحواجز المانعة لوصول صوتك؛ من شحناء وحسد، وكل ما يمنع أن يرفع عملك إلى ربك.




ولذلك نجد النصوص الربانية تقرن بين عمل العبد وقبوله: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ [محمد: 7].




فكانت نصرته والاستجابة له سبيلاً لقبولك، وقد ورد في الأثر: أن يونس عليه السلام حين قال: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، فأقبلت الدعوة تحف بالعرش، قالت الملائكة: يا رب، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة، فقال - جل وعلا -: "أما تعرفون ذلك؟" قالوا: يا رب، ومن هو؟ قال الله: "عبدي يونس"، قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يُرفع له عمل متقبل، ودعوة مستجابة؟ قالوا: يا رب، أوَلَا ترحم ما كان يصنع في الرخاء، فتنجِّيه في البلاء؟ قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه بالعرَاء.




فكان سبب نجاته أنه دائم الصلة بالله، ولا ينقطع صوته عن قرع أبواب السماء، فكان وصول صوته الدائم سببًا في قبوله حال دعوته.




يجب علينا أن نراجع أنفسنا، ونزيل ما يحبط الأعمال؛ حتى يتقبلنا الله قبولًا حسنًا.




أسأل الله أن يتقبلنا في هذا الشهر؛ إنه واسع الجود والكرم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #125  
قديم 07-05-2021, 04:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ضيف كريم










مقال نادر للشيخ طه محمد الساكت


الإسلام - السنة 5، عدد 35





6 رمضان 1355هـ، 20 نوفمبر 1936










روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضان فُتِّحتْ أبواب الجنة، وغُلِّقتْ أبواب النار، وصفِّدتِ الشياطين))، وسواء أكان التفتيح والتغليق والتصفيد على الحقيقة، ولا مانع من ذلك؛ فإن الجنة والنار مخلوقتان كما قال أهل الحق، وكما تشهد بذلك ظواهر النصوص، أم كان الأول كنايةً عن تنزيل الرحمة وقبول الدعاء، والثاني كنايةً عن تنزه الصائمين عن الفواحش، بقمع أنفسهم عن الشهوات، وعن موجبات أسباب العذاب، والثالث مجازًا عن قلة شرور الشياطين وتسلطهم، وأنهم لا يَصلون من إفساد المسلمين في رمضان إلى ما يصلون إليه في غير رمضان.





سواء أكان هذا أم ذاك، فإن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يبشِّرُنا بمقدمِ رمضان، وأنه شهر كثير الخير والبركة، وضيف يحفُّه الفضل والرحمة، وأن فيه من المزايا ما ليس في شهر آخر سواه، فليت شعري ما الذي أعددناه لهذا الضيف الكريم؟!





أكبر ظني أننا نعد له من ألوان الطعام والشراب، كل ما لذَّ وطاب، ومن أنواع التفكه والتسلية ما نقطع به الوقت، ونستوجب به السُّخْطَ والمقت، وما هكذا شأن المؤمنين.





إن المسلمين الأولين كانوا يستشرفون لرمضان، ويفرحون به فرحَ المحبِّ بمحبوبٍ طالت غيبتُه، وتناءت أوبتُه، فما كاد ينزل بهم حتى يهيئوا له من صنوف الطاعات، وعمل الصالحات - ما يوجب شفاعته فيهم، وشهادته لهم، روى الإمام أحمد والطبراني وغيرهما عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعام والشهوة، فشفِّعْني فيه، قال: فيشفعان))، وجدير بمن يرجو شفاعة الصيام أن يُحسِنَه ويحقِّقَ حكمة الله في تشريعه، وبمن يرجو شفاعة القرآن أن يتلوَه، ويعمل به، ولعل السر في اقتران القرآن بالصيام في الشفاعة، هو الإشارة إلى أن تلاوة كتاب الله من أفضل القُرَبِ في رمضان، ومن أجْلِ هذا أنزل فيه القرآن هدًى للناس، وبينات من الهدى والفرقان، واختاره النبي صلى الله عليه وسلم ميقاتًا لمدارسة جبريل فيه كما في الصحيحين.





وخير ما نستقبل به هذا الضيف الكريم: توبةٌ صادقة نصوح، نخلع بها ثياب الذنوب والمعاصي، نادمين على ما فات، مستعدين لما هو آت، مؤدِّين الحقوق إلى أربابها، نازعين الغلَّ من الصدور، والحقدَ من القلوب، ضارعين إلى الله الكريم أن يكتبَنا فيه من عباده الموفَّقين المقبولين.





ولا يتحقق لنا ما نرجو من أمنية إلا بدراسة أحكام الصيام، والتفقُّهِ في الدين، والتأدُّبِ بآداب الشريعة المطهرة، والعمل على تحقيق أسرار الصوم والحكمة المقصودة منه، وحاشا لله أن يكون مراده تعذيبَ أنفسنا بالجوع والعطش وهو القائل جل ثناؤه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185].





وإنما الحكمة في الصوم تهذيبُ النفس، وتصفية القلب، وغرس التعاون والتراحم، والتعاطف والتناصر، وسموُّ الروح إلى مدارج العلا، ومراتب العز والكرامة، إلى غير ذلك مما يجد حلاوتَه الصائمون القائمون، ويَحظَى بلذَّته العاملون المخلصون، ويدرك نعيمَه المتقون الشاكرون.






قال أنصار الإسلام: أزفُّ خالص التهنئة بهذا الشهر الكريم، ضارعًا إلى الله جل شأنه أن يعيد عليهم أمثاله، رافلين في لباس التقوى والخير العميم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #126  
قديم 07-05-2021, 04:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مهلاً أخي الصائم











إسلام فتحي











جاء رمضان وانقضَت بعض أيامه، وإذ انقضى بعضُه فقد أوشك أن يَنقضي كله، وما لم نتفهَّم المراد منا تحقيقه مِن أهداف، والمراد منا الوصول إليه مِن حال في هذا الشهر، فإننا سنَخرج منه حتمًا خاسِرِين أو على أحسن الأحوال غير فائزين.



يأتي رمضان على رأس فكرة: ((إنَّ لله في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرَّضوا لها)) فرمضان هو تلك النفحة الربانية السنَوية، النفحة المستمرة لفترة طويلة يُمكن للإنسان أن ينهَل منها ما يَكفيه لتربية نفسه وإصلاح خللِها؛ وذلك لأن رمضان يتعدى كونه نفحةً في جانب تعبُّدي واحد ليَصل إلى كونه مَنظومة مُتكامِلة من صيام وما فيه مِن قيَمٍ، ومِن قيام وما فيه مِن قيَمٍ، ومن زكاة وصدقة وما فيهما مِن قيم، هذه المنظومة المتكاملة تحقّق للإنسان الذي يعيشها بحق بيئة معاونة على ترك كل الرذائل وإتيان كل الفضائل.



إن الصيام وإن كان عبادة لها فضلها وأجرها فإن حكمة تشريعه والآثار المنوط به إحداثها تتخطى فكرة الثواب وجمع الحسنات، نعم يا أخي، إنَّ الصيام يسمو فوق تلك المعاملة التجارية التي تنظر إلى الكم فقط.



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].



فالآية تبدأ بندائك ومُخاطبتك ليس باسمك ولا باسم قومك أو عائلتك؛ وإنما بانتمائك لركْب المؤمنين، لتُذكِّرك بأنَّك مؤمن، والمؤمن عليه بعض الواجبات، وله بعض المواصَفات التي يجب أن تقيِّم نفسك بناءً عليها، ويأتي بعد ذلك فرض الصيام مُقترنًا بآصرة الرابطة التاريخيَّة بين عباد الله من لدن آدم حتى يرثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ وذلك لإيقاظ مفهوم الوَحدة بين المسلمين المتمثِّل في وحدة شرائعهم وشَعائرهم ومَشاعرهم.



﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183] هنا بيت القصيد، هنا الهدف الأسمى للصيام وهو التقوى، التقوى التي عرَّفها الإمام علي بن أبي طالب بأنها: "الخوف مِن الجَليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل" خوفٌ يتحقَّق بقدر الله حق قدره، ويتَّزن بالرجاء، وعملٌ يتحقَّق بإخلاص التوجه لله وحده، وبالتقيُّد بحدود شرعِه، ورضًا يتحقَّق بالصبر على البلايا، والشُّكر على العطايا، واستعدادٌ يتحقَّق باليقين والثِّقة بموعود الله، كل تلك القيم يأتي الصيام ليُحقِّقها فيك وليَغرسها غرسًا تتأتَّى ثماره طوال العام حتى يأتي رمضان القادم وموعد الغرس الجديد.



التقوى - كما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم -: ((لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حَذَرًا مما به بأس))، والمقصود هنا: ترك بعض الحلال وعدم الإفراط فيه، وتجنُّب الشبهات وعدم التجرؤ عليها؛ خوفًا من الوقوع في حرام، فالنفس البشرية إذا سمتْ إلى درجة أن تكون في التقوى 95% فإنها في لحظات ضعفِها ستنزل إلى درجة 75%، أما مَن يكون مُستوى تقواه 50% فإنه في ضعفه وغلبَةِ شيطانه عليه سينزل مستواه إلى ما لا يُحمد عقباه، وربما أصاب بعض الحرام.



الصيام وأجواء رمضان بشكل عام تُكيِّفك على ترك بعض الحلال في بعض الأوقات تهذيبًا لنفسك وترويضًا لها، وكبحًا لجماحِها حتى تَقودها أنت بعقلِك المُتفهِّم للشرع بدلاً مِن أن تقودَك هي بحَماستها المُندفِعة للشَّهوات.



كل أيام السنَة تأكل وتشرب وتأتي أهلك في أي وقت تشاء، أما رمضان فإنَّ صيام نهاره يَمنع عنك هذا، وهذا لتكسر الروتينيات التي تَعتبرك آلةً تعمل وَفقًا لنظام ما طوال أيام حياتك، تقوم أنت بصيامِكَ في وسط مجتمَع غلبت عليه المادية حتى طغتْ قوانين الآلات على قوانين النفس البشرية، تقوم لتُعلن عن الإرادة والحرية التي أودَعَها الله للإنسان ليفعل ما يشاء وقتما يشاء، دون أن تحكمه قوانين الآلة التي يمكن قبولها بعض الشيء عند الحيوانات مسلوبة العقل والاختيار.



معلوم أن اليقين والإيمان هما أساس التقوى والعمل الصالح، والصيام يَجيء طوال الثلاثين يومًا ليوقظ فيك باعث الإيمان، فليس هنا أي دافع مادي أو مقابل دنيوي لامتناعك عن طعامك وشرابك طيلة النهار، ولكن هناك دافع إيماني مرجوع لإيمانك بالغيب، وبأن الدنيا دار عمل، وهناك شيء اسمه الآخرة، وفيه جنة ونار، والجنة تكون لمن أطاع الله ورسوله، والنار تكون لمن عَصاهما، كل هذه المفاهيم أنت بالصيام تُحقِّقها واقعًا ملموسًا في حياتك.



نصوم بالنهار ونقوم بالليل، النهار هو فرصة الْتقاء الناس بعضهم ببعض ووقت معاشهم وقضاء حوائجهم المعيشية، وجاء الصيام ليبلغنا أنه ليس معوقًا لبذلنا لمعاشنا، وليس معوقًا لجهادِنا؛ وإنما هو فرصة ليلقى بعضنا البعض بأخلاق الصائمين ومشاعر الصائمين الذين يتكبَّدون نفس التعب والشقاء ابتغاءَ مرضات إلهنا الواحد في آنٍ واحد، والقيام ليلاً جماعةً في التراويح لتقوية آصرة الأخوَّة بين المسلمين، وللتناغُم مع جوِّ الصيام طيلة النهار لتظلَّ النفس في سموِّها وارتفاعها العلويِّ المُمتدِّ إلى عنان السماء.



رمضان هو فرصة مُهيَّأة لتقييم نفسك، نفسك التي لن تجد لها أيَّ حُجة في غَوايتها في رمضان مثل حجة (شيطاني قوي)؛ لأن الشيطان مصفَّد ومُتجرِّد مِن كل قوَّتِه، وبالتالي يجب أن تتَّهم نفسك بالضَّعف عند جنايتك أي معصيَة في رمضان.



مهلاً أخي الصائم، فهذه بعضُ مَقاصدِك وأهدافك في رمضان التي يجب أن تُحقِّقها في ذاتك وفي مجتمعك خلال أيامه، فاستعِن بالله، وتوكَّل عليه، وابذلْ لتَحقيقها الأسباب؛ لعلَّك بها تجعل رمضانك هذا أفضل رمضان في حياتك!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #127  
قديم 08-05-2021, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

حظي من صومي الجوع والظمأ!




















د. زيد بن محمد الرماني





سئل بعض السلف لمَ شُرع الصيام؟! قال: "ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع". وهذا من بعض حكم الصوم وفوائده.









لقد خصّ الله سبحانه الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال، لأن الصيام فيه ترك لحظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها لله عز وجل ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام، ثم إن الصيام سِّر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره سبحانه.









قال بعض السلف أهون الصيام ترك الشراب والطعام، قال جابر رضي الله عنه إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.











إذا لم يكن في السمع مني تصاونٌ

وفي بصري غض وفي منطقي صَمْتُ



فحظي إذاً من صومي الجوع والظَّمَا

فإن قلت إني صمت يومي فما صُمْتُ












كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في سبع منهم قتادة رحمه الله وبعضهم في عشرة منهم أبو رجاء العطاردي رحمه الله. وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها.









كان الأسود رحمه الله يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، والنخعي رحمه الله يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وكان للشافعي رحمه الله في رمضان ستون ختمة.









قوله عليه الصلاة والسلام: للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، أما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً، فإن كان ذلك محبوباً لله كان محبوباً شرعاً والصائم عند فطره كذلك. وأما فرحة عند لقاء ربه فبما يجده عند الله عز وجل من ثواب الصيام مدخراً فيجده أحوج ما كان إليه.









ورد أن مَنْ أتى عليه رمضان صحيحاً مسلماً، فصام نهاره وصلى ورداً من ليله وغض بصره وحفظ فرجه ولسانه ويده وحافظ على صلاته جماعة وبكر إلى الجمعة، فقد صام الشهر واستكمل الأجر وفاز بجائزة الرب التي لا تشبه جوائز الأمراء.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #128  
قديم 08-05-2021, 02:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ذلك القفص















أ. محمود توفيق حسين






أتعبت نفسكَ بالناس





من مرحلةٍ إلى أخرى وأنت تحبس نفسك في قفص المقارنة، مرة مع هذا ومرة مع ذاك.





والوجوه تتغير..





وأسباب المقارنة تتغير بتغير اهتماماتك.





ولكنه ذات القفص.





بصدئه وقسوته وضيقه وعبوسه.





وهو ذات الألم الذي يكوي جنبك منذ أن وعيت على الدنيا وانشغلت بغيرك.





سواء عندما كنت طفلًا لا يفضّل الفريقان ضمه في لعبة الكرة، ويتشاجرون على صديقه المقرب الموهوب.





وعندما دخلت في فترة الشباب وكان لك صديق تليق به ملابسه ويلفت الانتباه، أما أنت فكنت عابرًا.





وها أنتذا الآن تكتوي لأن أحد أصدقائك المجتهدين في الثانوية يأتي لنفس البلد الذي أتيت إليه براتب ضئيل، يأتي كاستشاري مرموق، بكامل احترامه وشروطه، براتب قدر راتبك عشر مرات.





وتكتوي لأن أبناء أحد الزملاء هم دائمًا الأوائل على المدرسة وليس أبناؤك.





مكبل للأبد بالسؤال المجرم القاتل ( لماذا؟)، الذي لا تستخدمه لتطور نفسك بقدر ما تستخدمه للتعبير عن السخط.





أخرج من هذا القفص، جرب في هذا الشهر أن تمنح لنفسك إفراجًا، جرب أن تحيا لمدة شهر على أن الحياة ليست سباقًا، وأنك راض عما كتب الله لك.






جرب أن تنشغل في هذا الشهر بما يجدد شعورك بالحرية والكرامة والثقة بالنفس.






جرب أن تعيد تقدير الأشياء الممنوحة إليك.





حتى لو كانت نافذة تطل على شمس الصباح، فغيرك لا يرى الشمس.





حتى لو كانت قطة تتمسح فيك وتأخذ منك كسرة وتشكر، فغيرك يود أن يتودد لقطة ولكن جسده يغلبه ويقشعر.





حتى لو كان طفلًا بشوشًا رضي منك بأن تصنع له مركبًا من الورق، فغيرك لا يكسب رضا طفله بأحدث الألعاب.





جرب أن تنشغل بذكر الله وعبادته فلا نعمة خير من أن يحبك.






ولا كنوز الأرض كلها تساوي أن يحبك الله.






وثق بأنه لن يهون عليك إن جربت الحرية أن تعود لذلك القفص.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #129  
قديم 08-05-2021, 02:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رسائل واتس أب (4)


خيرية الحارثي







(1)

الحقيقة التي يَنبغي أن يَذكرها الآثِم أنه إن نسي فاستمرَأ بالنسيان إثمه، فإن وراءه الرقيب الذي يُحصي عليه ما قد نسيه؛ يقول تعالى: ï´؟ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ï´¾ [المجادلة: 6].





(2)

إنَّ الإنسان يَزرع بقوله وعمله الحسنات والسيِّئات، ثم يَحصُد يوم القيامة ما زرع؛ فمَن زرَع خيرًا مِن قول أو عمل، حصد الكرامةَ، ومَن زرع شرًّا من قول أو عمل، حصد غدًا الحسرة والنَّدامةَ؛ قال تعالى: ï´؟ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ï´¾ [آل عمران: 30].



(3)

يوم القيامة الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين؛ حيث يجد كل إنسان طائره في عنقه، ويقرأ بنفسه صحائف أعماله، ويرى بعينه مصيره، وهو اليوم الحق؛ حيث يفصل فيه بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون، وينتهي أمر الباطل إلى جحيم، وينعم المتقون في دار النعيم.


وقد عني القرآن الكريم بعرض مشاهد شتى من ذلك اليوم، وما دام المؤمن على ذُكْرٍ لذلك اليوم، سيتَّخذ منه حافزًا يدفعه إلى الخير، وينأى به عن الضلال، ويُثبِّته على طريق الهداية؛ ولذا نجد في أكثر من آية في كتاب الله دعوة إلى اتقاء ذلك اليوم، وما فيه من أهوال وبلاء، وإذا نسي الإنسان ذلك اليوم، فلم يعمل له حسابه، فنسيانه بادرة إلى الانحراف الذي يَنتهي بالإنسان إلى ضلال، فجزاؤه عند الله إذًا إهمال ووبال؛ لأنه نسي يوم القيامة، فلم يقدم في دنياه عملاً ينفعه، والهوى يَهوي بصاحبه ويُضلُّه، فيُنسيه يوم الجزاء بما يقدم له من شواغل صارفة؛ يقول تعالى في نصح نبيه داود عليه السلام: ï´؟ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ï´¾ [ص: 26].



(4)

العمل الصالح هناك ما يُعوِّقه ويُثبِّطه، وهذه المعوقات والمثبِّطات كثيرة؛ كضعف اليقين بالله - عز وجل - والشبهات، والشيطان بما يُوسوسه في قلب الإنسان، واتِّباع الهوى، والجهل، والغفلة، والتقليد في الباطل، والتسويف وحب الدنيا، والصحبة الفاسدة، فكلها تُعيق الإنسان عن الأعمال الصالحة، والغفلة والذهول عن اليوم الآخِر والحساب والجزاء.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #130  
قديم 08-05-2021, 02:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رسائل واتس أب (5)


خيرية الحارثي
(1)





هذا الإيمان أساسه التسليم والإذعان لله - تبارك وتعالى - فالمؤمن الحق هو الذي أسلم لله ظاهرًا وباطنًا، وهذا الإسلام يستلزم منك أمورًا يَنبغي عليك أن تقوم بها، وهذه الأمور دلائل تدل على صدق عبوديتك لله عز وجل، وقد شاء الله عز وجل أن يَمتحِنَ أهل الإيمان، وأن يبتلي صبر أهل الإحسان؛ ليَميز الله الخبيث مِن الطيب، وليُظهر عز وجل صِدقَ الصادقين، ونفاق المنافقين، وأعظم أمرٍ يَظهر به إيمان المؤمن وتسليمه لله عز وجل وإذعانه لله إذا نزلت الفِتَن.





(2)

إذا أصبح الإنسان بين الدعاة، كلٌّ يَدعو إلى سبيل، وكلٌّ يَظن أنه دليلٌ ونعم الدليل، وأصبح الإنسان بين آراء متباينة، تعصف به الفتن، عندها يظهر إيمانه ويقينه وانقياده لله عز وجل؛ فاللهَ اللهَ في دِين آمنَّا به! الله الله في سنَّة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم سلَّمنا لها! أعطِ كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هواك، وإياك ثم إياك أن ينظر اللهُ إليك لحظة في الحياة وقد عبدتَ هواك؛ فإن الله عز وجل يقول: ï´؟ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ï´¾ [الجاثية: 23].





(3)

حاجتنا إلى التفاؤل في زمن الفِتَن:

التَّفاؤل: يعني انشراح القلب وتوقُّع الخير، وفوائده لا تُحصى؛ فهو يقوِّي العزم، ويبعَث على الجدِّ، ويُعِين على إِدراك الهدف، وهو يَجلب الطمأنينة وسكون النَّفس، وفيه اقتداء بسيد الخَلق القائل: ((سدِّدوا وقاربوا، وأبشروا))، والتفاؤل يُمكِّن الإِنسان مِنْ إِدارة أزمته بثقة وهدوء، فيَحصُل الفرج بعد الشِّدَّة، كما أَنه يُقوِّي الروابط بين الناس، فالمُتفائل يحبُّ مَن يُبشِّره ويستأنس به، وفيه إِحسان الظن بالله تعالى، وحسْن الظَّن مِنْ حُسْنِ العبادة.





(4)

عليك في زمن الفتن باتباع قول الله تعالى: ï´؟ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ï´¾ [الكهف: 28]؛ أي: شُغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا، ï´؟ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ï´¾؛ أي: أعماله وأفعاله سفهٌ وتفريط وضياع، ولا تكن مُطيعًا ولا محبًّا لطريقته، ولا تَغبطه بما هو فيه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 175.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 169.49 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]