هل اقتبس ستيفن كوفي العادات السبع للنجاح من القرآن والسنة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858818 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393206 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215601 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-08-2022, 08:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي هل اقتبس ستيفن كوفي العادات السبع للنجاح من القرآن والسنة؟

هل اقتبس ستيفن كوفي العادات السبع للنجاح من القرآن والسنة؟
عبدالستار المرسومي


تناول خبير التنمية البشرية ستيفن كوفي وبالتفصيل موضوعاً في غاية الأهمية في باب النجاح والناجحين في الحياة، سمَّاهُ العادات السبع للنجاح أو العادات السبع للأشخاص الأكثر تأثيراً، أو العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية، حيث ألَّفَ ستيفن أر كوفي (Stephen R. Covey)، كتاباً بعنوان: (The Seven Habits of Highly Effective People)

أي: العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية.


وقد تُرجم هذا الكتاب إلى 33 لغة، وبيع منه أكثر من 15 مليون نسخة، وهناك أكثر من خمسة ملايين متدرب حول العالم قد استفاد من برنامج (العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية) للارتقاء بحياته الشخصية والعملية. يقول ستيفن آر كوفي: (إن الهدف الرئيسي من الالتحاق ببرنامج العادات السبع وورشة العمل هو أنتتعلم كيف تقود حياتك بطريقة فعالة حقّاً) وهي ليست وصفة سحرية لتحقيق المستحيل وإنما هي منهج للارتقاء والتطوير المستمر في إدارة الذات أولاً ثم إدارة العلاقات مع الآخرين، هذا الأمر لا يتطلب بذل الجهد المخلص والمستمر فحسب، بل يتطلب الكثير من الصبر والكثير من " لا يا نفسي "، فكلنا يعلم بأن التغيير والتطوير لا يحدث في غمضة عين، لذا كان لزاماً على الفرد بذل الجهد الحقيقي مع الالتزام والصبر لمدة قد تطول لحصد ثمار تبني مبادئ علم وثقافة العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية في حياته. يقول الدكتور: "إن جميع تصرفاتنا تنبع من تصوراتنا الذهنية " (محور التفكير) وبناءً على ذلك فإن جميع ما نقوله أو نفعله أو نشعر به وحتى ردود أفعالنا تجاه المثيرات من حولنا تنبع من محور التفكير، فعندما يترسخ في الذهن تصور ذهني معين يتولَّد سلوكٌ موافقٌ لذلك التصور الذي حقيقته تفكراً وتدبُّراً.

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران 190 - 191].

واعتقد ستيفن كوفي أنه جاء بعلم جديد وثقافة جديدة، وأنَّه وضع للبشرية منهجاً جديداً، إذ يدعو منهج الكتاب إلى التحرر من تبعية الآخرين والاعتماد على الذات من أجل النجاح، حيث يوضح كوفي بأن الأشخاص الناجحين استطاعوا أن يجعلوا العادات الإيجابية المفيدة (عادات الفاعلية والتأثير) جزءاً من حياتهم اليومية، لقد اعتمد هذا العالم في تعيينه لهذه العادات بدراسة مجموعة من الشخصيات المتميزة والفعالة على مر التاريخ، واستطاع استخلاص سبع عاداتٍ أساسية تميزت بها هذه الشخصيات وجعلتْ منها شخصيات فعالة، ولكن السؤال المهم هنا: هل استنبط أو اقتبس ستيفن كوفي هذه العادات من القرآن والسنة؟ وفي قراءة تدبرية للموضوع يمكن للمرء الوصول للجواب الشافي في ذلك.

و العادات السبع للناس الأكثر فاعلية كما جاء بها كوفي هي:
أولاً: كن مبادراً وسبّاقاً، أو: خذ روح المبادرة.
( Pro Active )
وهذه هي العادة الأولى وتكون مرتبطة بالشخصية، وهي تساعد صاحبها على تحقيق (أهدافه اليومية)، وهو ما يحقق له (الاستقلالية)، والاعتماد على الذات بشكل واضح المعالم. وهذه الصفة هي التي تنمي عند الشخص خاصية تحمُّل نتيجة قراراته تجاه الأحداث والمواقف والمشاهد التي تمر كشخصٍ معنيٍّ بالقرار لكي يستثمرها، فتكون وسيلة يندفع بها إلى الأمام وليس العكس.. فحين يكون الإنسان مبادراً تكون له مساحة كافية من الحرية الشخصية في اتخاذ القرارات المناسبة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3].

وهذه الحرية لكي تكون إيجابية وتتوافق مع ردود أفعال الشخص مع قراراته فالمفروض أن يتهيأ الشخص بأن يتصف بمجموعة من الصفات منها: (أن يكون هادئاً بنفسه وهادياً للآخرين، لا أن يكون خصماً وحكماً بذات الوقت، وأن يكون مثالاً يُحتذى به وليس مقلداً لغيره ومقتبساً من الآخرين (مع اعتماد قدوة بشكل عام )، وأن يكون هو واضع البرنامج وليس مُبَرمَجاً، وأن يضع الموضوع المطروح ضمن أضيق دائرة له وضمن سيطرته هو، ولا يوسع الدائرة إلى مجالات لا يسيطر عليها، وأن يحافظ على الوعود ولا يختلق الأعذار.

ومن تطبيقات علم التنمية البشرية في هذا الركن النص التالي: (حاول - لمدة ثلاثين يوماً - أن تعمل في دائرة التأثير، أي: في حدود إمكاناتك واستطاعتك، حافظ على مواعيدك، كن جزءاً من الحلِّ لا جزءاً من المشكلة)..

ويلاحظ موافقته التامة لما جاء بقوله تعالى: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142] وغير ذلك فإن شهر رمضان وهو شهر عبادة توقيفية نجد بين طياتها أموراً تربويةً في الصبر والطاعة وتهذيب النفس وتربيتها فلم يكن من المجازفات على الإطلاق أن يكون طول فترة الصيام 29 - 30 يوماً.

كما إن منهج الشريعة الإسلامية في بناء الشخصية يدعوها إلى المبادرة والتسابق إلى الخير وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 148]..

﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ هنا أي بادروا بالطاعة والأعمال الصالحية وأعمال الخير لأنفسكم وللآخرين واسبقوا غيركم إلى الفوز بالأولوية والأفضلية. ولا طاعة ولا فضل طبعاً إلا باتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذي يقول: (بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً مُنسياً، أو غنىً مُطغياً، أو مَرضاً مُفسداً، أو هَرَماً مُفنداً، أو مَوتاً مُجهِزاً، أو الدَّجالَ فإنَّه شرُّ مُنتَظَر، أو الساعةَ، والساعةُ أدهى وأمرُّ)[1]، المفند: الفند بفتحتين هو ضعف الرأي من الهرم.

و إن كل إنسان لديه القوة لاتخاذ قراراته الشخصية، والناجحون يعملون الأشياء التي يملكون القدرة على التحكم بها، وهذا ما يسمى بـ (دائرة التأثير) بدلاً من الانشغال بالأشياء التي لا يستطيعونالتحكم بها وهي ما يسمى (دائرة الاهتمامات)..

ومن تطبيقات هذه النقطة أيضاً أن يقوم الإنسان بتحديد ما يقع في دائرة إمكانياته، أي: ما يستطيع فعله وفق أدواته وقابلياته وطاقته، وأن يركز اهتماماته وجهوده لفترة محددة ثم يلاحظ نتيجة ذلك في عمله، وذلك متوافق فيما قاله القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286].

كما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك: "خُذوا من العمل ما تُطيقون، فإن الله لا يملُّ حتى تَمَلُّوا "[2]، وأحبُّ الصلاة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما دووم عليها وإن قلت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها...

ومن تطبيقات هذه العادة في علم التنمية البشرية أن ينتبه الشخص إلى أسلوبه في الكلام، هل يستعمل عباراتٍ انفعالية تعتمد على ردود الفعل؟ المفروض طبعاً أن تكون الإجابة بلا.. وهذا ما يدعو إليه الإسلام بعدم الانفعال واستثارة العواطف لأي سبب كان، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].

بل وذهب الإسلام إلى ما هو أبعد من ذلك وأعطى الطرق والأساليب للتخلص من حالات هيجان العاطفة وانفلات النفس بسبب الغضب يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فليجلسْ، فإِن ذهبَ عنه الغضبُ وإلاَّ فليضطجع"[3]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إن الغضبَ من الشيطان، وإن الشيطان خُلِقَ من النَّار، وإنما تُطفأ النَّارُ بالماء، فإِذا غَضِبَ أحدُكم فليتوضَّأ"[4]. فضلاً عن أن الإسلام يدعو إلى التأني بشكل دائم في أداء نشاطات الحياة المختلفة وترك العجلة لأن فيها النتائج الوخيمة، وحتى العبادات بل وفي أهم العبادات فيقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -:" إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا تأتوها تَسْعَون، وأْتوها تَمشُون، وعليكمُ السكينةُ، فما أدركتمْ فصلُّوا، وما فاتَكُم فأتموُّا"[5].

وعلى ذلك ولكي يكون المرء مبادراً وبإيجابية عليه أن يسأل نفسه بشكل دائم السؤال التالي: (هل تنبع تصرفاتي بناء على اختياري الشخصي حسب ما تمليه علي مبادئي أم بناء على وضعي ومشاعري والظروف؟).

والمبادرة كانت برنامجاً أساسياً في هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان - صلى الله عليه وسلم - يذهب بنفسه لوفود الحجاج والقبائل ليعرض عليها الإسلام، ولم يكن يجلس في مكان واحد ويتوقع أن يأتي إليه الناس، ولم يكن يكتفي بأن يرسلَ الصحابةَ يميناً ويساراً بينما يجلس هو ويأخذ موقف المتفرج، وإنما كان سبَّاقاً للعمل عليه. ولهذا كان الدين الإسلامي دينَ دعوةِ الناس للحق والتحرك إليهم وعدم الجلوس والانتظار، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل:125].

ولقد كان من الممكن أن يُنشرَ الإسلامُ بأمر من الله بدون عناء ولا تعب وما أيسر ذلك على الله - ولم يكن الأمر بحاجة لأبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي وغيرهم، ولكنها سنة كونية ماضية أن الله يريد من الناس العمل والعمل الدؤوب المتواصل وبعزيمة لا تلين لتحقيق الأهداف..

ثانياً: ابدأ وعينك على النهاية
Begin with the End in Mind

التخطيط والقيادة الشخصية:
تدعو التنمية البشرية إلى التخطيط في كافة الأعمال صغيرها وكبيرها وصولاً إلى النهاية المرجوة وهي الهدف المحدد، وعلى المستوى الزمني يبدأ التخطيط بالعمل اليومي، فالهدف يجب أن يكون واضحاً منذ البداية، وهذه عادة الأشخاص الناجحين، فيبدأ التخطيط اليومي بأهداف واضحة المعالم، والمفروض أن يكون السعي حثيثاً من أجل تحقيقها، وبأعمالٍ محددة يُسعى لإنجازها، وهنا لابد من إشارة مهمة فأهداف الناس في العادة في مجال التنمية البشرية هي أهداف دنيوية، وقد تكون ساميةً، فأهل الجد في الدنيا من العقلاء تكون أهدافهم سامية وإن كانت دنيوية، أما الإسلام فقد جعل الهدف هو (الجنة)، وربط هذا الهدف بكل أفعال الإنسان في حياته صغيرها وكبيرها، ويدخل في ذلك إدارة الوقت وأهميته، ويقصد بالوقت الإبداعي، ذلك الذي يخصص لعملية التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي، أو ذلك الذي يصرف في تحسين وضع الأداء وتطوير الإنجاز، أو ذلك الذي نحقق منه أرباحاً أفضل.

وليس بالضرورة أن يكون الإنجاز فورياً، لأن الوقت الذي يصرف لأجل ضمان المكاسب في المستقبل، كحل أزمات أو تقويم ارتباطات أو تكوين روابط وعلاقات، هو أيضاً وقت إبداعي، يقول جون ماتوك وهو أحد خبراء التنمية البشرية والإدارة العالميين: (فالأشخاص الذين يشعرون بالارتياح قليلاً حول أهدافهم غالباً ما يحصلون على صفقات أفضل مما يحصل عليه أولئك الذين ينتابهم القلق الشديد حول المشكلة )، عن خباب بن الأرت: قالوا شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسِّد بردةً له في ظِلِّ الكعبة، فقلنا له: ألا تستنصرُ لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "قد كان من قبلكم يُؤخذ الرجلُ فيُحفرُ له في الأرض فيُجعل فيها فيُجاءُ بالمنشار فيُوضع على رأسه فيُجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد بين لحمه وعظمه فما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليَتِمَّنَّ هذا الأمرُ حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرموتَ لا يخاف إلا الله، والذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون"[6].

فهنا يدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى التركيز على الهدف المرسوم في الحياة، وعدم الالتفات إلى بعض التفاصيل الصغيرة مهما كانت قاسية أو مؤلمة كي لا تكون هذه التفاصيل سبباً في انهيار الأمور وعدم تحقيق الأهداف حين يقول لهم: (لا يصرفه ذلك عن دينه)، لقد كان الهدف وما زال هو الدين، ليس دين العبادات فحسب بل هو دين العبادات والمعاملات ومنهج الحياة الذي جاء به الإسلام وبقي رسولُ الله يدعو إليه ومازال الدعاة يدعون إليه وستستمر الدعوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأنه طريق الجنة.

إن الناجحين يعلمون أن الأشياء تبدأ كأفكار في العقل قبل أن تتحقق على أرض الواقع، لذلك فهم يكتبون أهدافهم ويجعلونها أساساً عند اتخاذ قراراتهم المستقبلية.

إنهم يحددون بدقة وعناية (أولوياتهم) قبل الانطلاق لتحديد أهدافهم ويضعون الخطط اللازمة لذلك، أما المخفقون فيسمحون لعاداتهم القديمة، ولأناس آخرين، وللظروف المحيطة بهم أن تملي عليهم أهدافهم، أو تؤثر في أولوياتهم أو تخطيطهم أو قراراتهم، إنهم يتبنون القيم والأهداف السائدة في مجتمعهم، وتقاليدهم، وثقافتهم، دون فحصها للتأكد من صحتها وسلامتها، أو مناسبتها لهم.

وقد انتقدت الشريعة الإسلامية هذا النوع من المخفقين ويتجلى ذلك بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [المائدة: 104]، وهؤلاء يشرعون في خوض غمار الحياة نحو النجاح بطريق خطأ، فإذا وصلوا إلى آخر الطريق اكتشفوا أنهم يسيرون في غير الطريق المطلوب! إن الوجود الفعلي المادي للهدف، يتبع الوجود الذهني، فعلى سبيل المثل، يحتاج إنشاءُ مبنًى على الأرض وجود مخططات مسبقة لهذا البناء. فإذا كان المخطط صحيحاً، وممتازاً، وتم التنفيذ بالشكل المطلوب كان البناء ممتازاً..

إن من التطبيقات العملية لهذه العادة الثانية حسبما يراها علم التنمية البشرية أن يتأمل الشخص الفرق بين (القيادة) و(الإدارة)، ويعزم على الاتجاه الذي يريد المضي فيه والغايات التي يريد الوصول إليها في حياته وحسب المنهج الإسلامي، فإن الغايات والوسائل جميعاً ينبغي أن تكون صحيحة وحقيقية وايجابية، وينتج عنها فائدة عملية للشخص نفسه وللمجتمع الذي يعيش فيه..

فالإدارة من وجهة نظر إسلامية هي تكليف بواجب أو ما يعرف بوظيفة ضمن المجتمع،يكلف من يقوم بها ويدير شؤون من بمعيته.. في حين أن القيادة مواصفات خاصة لا يمكن أن يضطلع بها أي شخص لأنها تحتاج إلى اتخاذ قرارات ربما تكون صعبة أو يتوقف عليها مصير الأمة، والقيادة كذلك تحتاج إلى قوة في الشخصية وهذا هو سر تكليف النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسامة بن زيد لقيادة الجيش الإسلامي رغم صغر سنه ووجود الكثير من كبار الصحابة..

ومن التطبيقات الأخرى لهذه العادة أن تختار مجموعة من الناس ممن حولك، كأن يكون (أحد أفراد أسرتك، صديقاً، رجلَ دين، زميلاً في العمل) ثم تكتب ما تود أن يقولوه فيك بعد وفاتك.. وهذا الأمر جاء به القرآن قبل ذلك حين قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة 105].

وفي معركة أحد لمَّا شُجَّت وجنتاه - صلى الله عليه وسلم - وكُسرت رَباعيته (السِنَّان الأماميان بالفك) يوم أُحد رفع يديه إلى السماء، فظن الصحابة أنه سيدعو على الكفار، ولكنه قال: "اللهمَّ اغفرْ لقومي فإنَّهم لايعلمون " فلقد كان هدف النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أن يدعو الناس إلى الإسلام وليس أن يهلكوا لذلك لم يدع عليهم، وهو نفس الهدف حين أوذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة فخرج إلى الطائف، وقام أهل الطائف يرمونه بالحجارة، فأُدميت قدماه الشريفتان، وشكا إلى الله تعالى ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس،فنزل جبريل عليه السلام، فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله قد سمع قولَ قومك لك وما ردوا عليكَ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم"، ثم إن ملك الجبال قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئت أطبقُ عليهم الأخشبين". فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً"[7].

فلم يكن هدف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يهلك أهل الطائف أو أهل مكة بل كان هدفه أن يهديهم الله للإسلام ولقد تحقق ذلك فيما بعد..

وكان - صلى الله عليه وسلم - أحيانا يضع بنفسه للبعض من الصحابة أهدافا ليجعلوه نصب أعينهم وكما حصل مع أم حرام الصحابية الفاضلة فهي تحدث عن الموضوع فتقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوماً في بيتها (نام وقت الظهيرة )، فاستيقظ وهو يضحك، قالت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يضحكُكَ، قال: (عجبتُ من قومٍ من أمتي يركبونَ البحر كالملوك على الأسرَّة). فقلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (أنتِ معهم). ثم نام فاستيقظ وهو يضحك، فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثاً، قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ادع الله أن يجعلني منهم، فيقول: (أنت من الأولين). فتزوج بها عبادة ابن الصامت، فخرج بها إلى الغزو، فلما رجعت قربت دابة لتركبها، فوقعت فاندقَّت عنقها[8].

ثالثاً: الأَوْلَى أولاً
Put First Things First
تعني هذه النقطة ترتيب أولويات الأعمال للوصول إلى الأهداف، وإن اتصالها وثيقٌ ومباشرٌ بموضوع (إدارة الوقت)، وبترتيب الأمور المشار إليها في العادة الثانية، التي ينبغي القيام بها بحسب أهميتها. فلقد تبين من الدراسات التي أجريت في المراكز البحثية المعتمدة والمتخصصة في هذا المجال أن 80 %من النتائج المرجوة هي حصيلة 20 % من الجهود المركزة المبذولة من أجل تحقيقها.

لذلك في حالة الرغبة في استثمار الوقت استثمارا أمثلَ فيجب التقليل من الاهتمام بالأمور القليلة الأهمية وإن كانت مستعجلة، وأن نخصص وقتاً أطول للأمور الأهم التي قد لا تكون بالضرورة مستعجلة. إن الأمور المستعجلة الطارئة تتطلب اتخاذ إجراء مستعجلٍ وفوريٍّ حيالها وهو ما يضيع علينا الوقت اللازم للقيام بالأمور الحيوية الصحيحة والمهمة والتي هي غير مستعجلة، ويمكن تأخيرها قليلاً دون حصول ضرر يذكر من هذا التأخير.

والمنهجية التي سار عليها الإسلام هي أن الوقت شيء ثمين، وأن العمر هو الوقت الممنوح للإنسان، وهو منحةٌ من منح الله سبحانه وتعالى للإنسان فيجب استغلاله في أبواب الخير، لا في توافه وسفاسف الأمور، فقد روي في هذا الباب، (أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ خيرٌ؟ قال: من طالَ عمرُهُ وحَسُنَ عملُهُ. قال: فأيُّ النَّاسِ شرٌّ؟ قال: من طالَ عمُرهُ وساءَ عملُهُ )[9].

ووقت الفراغ نعمة أخرى إضافية فربما يكون الإنسان منشغلا في كثير من الأمور وليس لديه الوقت الكافي لبقية الأعمال وهو ما يعرف بـ (وقت الفراغ)، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصِّحَّة والفراغ"[10].

وبعد كل هذا فإن الإنسان سيسأل عن وقته، عن كل ساعة ودقيقة وثانية من عمره وهذا السؤال هو سؤال من أجل تقرير المصير وليس سؤالاً عاديّاً، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم "[11].

والإسلام يراعي هذا الجانب ليس من زاوية الوقت فقط، وإنما من زاوية أخرى هي نوعية العمل، والأولوية في الأعمال أثبتها القرآن الكريم حين يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران:68].

وهو ترسيخ لمفهوم الأَوْلى ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون 9 ].

نلاحظ هنا أن الأموال والأولاد ليست شيئاً غير مهم، بل لهم الأهمية ولكن ذكر الله أهم فتتقدم عليها في الأولوية لذا علينا أن نكون (مبادرين) في إنجاز الأمور المهمة غير المستعجلة وعندما نستطيع أن نقول: (لا) لغير المهم نستطيع أن نقول: (نعم) للمهم. وإذا لم نفعل هذا فإن الأمور الطارئة العاجلة ستملأ علينا وقتنا، وقد تفسِدُ في المآل حياتنا، وهذا ما يؤدي إليه التخطيط اليومي دون التخطيط الأسبوعي أو الشهري أو السنوي، لأن التخطيط اليومي يتعامل مع القضايا والمشكلات التي تتطلب حلولاً سريعة، دون أن يكون لها نفع في تحقيق الأهداف الكبرى على المدى البعيد أحياناً. وهذا هو سر أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- في علاقته مع ربه تبارك وتعالى كان يقدم التوحيد على كل شيء ثم تليه الفرائض ثم السنن والنوافل، ومثال آخر في أولوية الأعمال وارتباطها بالوقت قوله تعالى: ﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الجمعة: 9].

ويلاحظ أن الشريعة الإسلامية ركزت في أوائل المرحلة المكية في الدعوة على بناء الشخصية المسلمة، ولم يكن فيها الكثير من الفرائض والحدود والأحكام، لأن الناس كانوا حديثي عهد بالإسلام، فكانت الأولوية لبناء الشخصية وتصحيح مسار عقيدتها وعلاقتها بالله خالقها.

ثم بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجتمعه في المدينة بعقد تحالفات مع جيرانه في المدينة لكي يؤمن جانب من هم بجواره أولاً قبل أن يبدأ هو وصحابته بمهاجمة قوافل قريش التي سرقت أموال الصحابة وكل ما تركوه وراءهم في مكة. أي أنه أمن مجتمعه أولاً وبعدها قرر أن يرد على اعتداءات قريش. أقول: فكيف بمن لا يخطط حتى ليوم واحد، وما أكثرهم بيننا!! والتخطيط يكون بالاعتماد على الذات وليس على الآخرين، فمن المعيب أن نطلب من الآخرين أن يخططوا لنا للوصول إلى أهداف تعنينا نحن وتخص حياتنا..

فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكونوا إمَّعةً، تقولون: إن أحسن الناس أحسنَّا، وإن أساؤوا أسأنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا وإن أساؤوا ألّا تظلموا"[12]، والإمّعة بكسر الهمزة وتشديد الميم: الذي لا رأي له، فهو يتابع كل أحد على رأيه.... وهذا أيضاً أقرَّه كبار صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين كان يموت الميت وعنده ثوبان أحدهما جديد والآخر ليس كذلك، فيتركون الجديد لأهل الميت ويكفنونه بالقديم (مع كونه مناسباً ونظيفاً).. وكأنَّهم يقولون: الحيّ أولى من الميت.. وهذا على المستوى الشخصي، أما إذا كان الإنسان في جماعة فقد تختلف أولويات الجماعة وتكون هي المقدَّمة، وهذا أصل من أصول الفقه الإسلامي في أن مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد.

كما يدعو علم التنمية البشرية إلى النظر إلى أولويات الخصم أيضا في حالة وجود خصم في القضية..

رابعاً: فكر في المصلحة المشتركة
Think win / win
ربح / ربح

(المنفعة للجميع):
والمقصود هنا أن يحرص الناجح على تحقيق الربحية له وللأطراف المتعاملة معه أو من يعيش معهم، ونمط التفكير "ربح/ربح" وهذه ليست تقنية وإنما فلسفة شاملة للتعاملات الإنسانية وهو مبدأ أساسي للنجاح في جميع تعاملاتنا، وهو يعني أن الطرفين ربحا لأنهما اختارا الاتفاقات أو الحلول التي تفيد وترضي الطرفين مما يجعل كلا الطرفين يشعر بالراحة لقراراتهم وبالالتزام لأدائها. والشخص الذي يفكر ربح / ربح وتسمى أحياناً فوز/ فوز، لديه ثلاث سمات أساسية، الاستقامة والنضج والوفرةالعقلية. فالإنسان المستقيم صادق في أحاسيسه ومبادئه والتزاماته، والناضج يترجم أفكاره ومشاعره بجرأة مع مراعاة مشاعر الآخرين وأفكارهم، والأشخاص ذوي الوفرة العقلية يؤمنون بأن هناك ما يكفي للجميع، ويعترفون بالإمكانيات غير المحدودة لتنمية التعامل الإيجابي والتطوير، مما يخلق بديلاً ثالثاً جديداً ومقبولاً من الطرفين، وإن التعامل بمنطق: إذا كسب الآخرون فسأخسر، يجعل الحياة صعبة.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 131.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 129.58 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]