الكلمات النادرة - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393301 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215647 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-12-2022, 02:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي الكلمات النادرة

الكلمات النادرة


د. إبراهيم عوض








إن الذي أوهم أن غريب المتنبي على كثرته النسبية أكثرُ مما هو في الحقيقة، هو أنه لا يكتفي به، بل يضيف إليه غرامه بالصيغ غير الشائعة، وأعني بذلك أن اللفظ وإن لم يكن غريبًا في ذاته، فإن المتنبي يترك صيغته الشائعة ويستخدم صيغة نادرة، أو في أحسن الأحوال أقل شيوعًا، فهو مثلًا قد تكرر استعماله لكلمة (مَلْك) (بفتح الميم وسكون اللام)، وجمعها (أملاك)، وذلك بدلًا من صيغتي المفرد والجمع الشائعتين (ملِك (بكسر اللام) وملوك).



وقد لاحظت أن القدماء قد قرن بعضهم بين هذا وبين الغريب، وجعلوها شيئًا واحدًا، (مع أن هذا غير ذاك كما سبق القول)، وذلك كما فعل الثعالبي مع صيغة (التوراب) (وهي لغة في التراب)، وصيغة الجمع في (أروض) (جمع أرض) وغيرها؛ إذ وضع هاتين الكلمتين مع الغريب من أمثال (ابتشاك) و(اليلل) و(الكنهور)[1].



كما أن بعضهم قد صرف الكلام إلى تخطئته:

كالحاتمي الذي أخذ عليه استعمال (أَنْ المخففة من الثقيلة مع الضمير؛ لأنها - كما قال - قبيحة إلا إذا دخلت على اسم ظاهر[2].



ومَن ذلك أيضًا ما ذكره الجرجاني عن بعض من خطؤوا جمع المتنبي (بوق) على (بوقات)[3].



والواقع أن الذي يهمني هنا في المقام الأول إنما هو التنبيه على أن هذه السمة في شعر المتنبي، هي مظهر من مظاهر خروجه على المألوف وتنكبه الطريق التي مهدتها كثرة الأقدام إلى طريق ينفرد هو بالسير فيها أو قلَّ مَن يرتادها، إنه في نظري أشعة بمن يجد لذة في إيلام من حوله بصدمة كهربية خفيفة تخرجهم عن سكونهم وفتورهم وتلفتهم إليه بشيء من القسوة.



كذلك لاحظت أن الأمثلة التي أشار إليها القدماء، فيما وقع لي، لا تزيد عن خمسة أو ستة، مع أن الأمر أكثر من ذلك كثيرًا وأعقد، على نحو ما سترى بعد قليل.



وقد فرَّق المحدَثون بين الأمرين، كما فعل مثلًا المرحوم محمد كمال حلمي، ود. شوقي ضيف، وعدَّا غير المشهور من الصيغ عند الشاعر شذوذًا[4].



فأما بالنسبة لمدى انتشار هذه السمة، فقد وجدت أن هذه الصيغ النادرة - أو الشاذة كما سماها المرحوم محمد كمال حلمي ود.شوقي ضيف - تقارب الغريب عددًا.



لقد استطعت أن أعد منها نحو مائة وأربعين، وقد يختلف معي بعضٌ في عد هذه الكلمة أو تلك صيغةً غير مألوفة، ولكن لا أظن أن الاختلاف سيكون كبيرًا.



وهذه الصيغ متنوعة، فمنها صيغ أسماء، وهذه قد تكون أسماء جنس، أو مصادر، أو أسماء استفهام، أو أسماء موصولة، أو ظروفًا، ويدخل فيها أيضًا اسم المرة واسم الهيئة، وصيغ الجمع، وكذلك الصفات، وقد تكون هذه الصيغ صيغ أفعال أو حروفًا يتصرف فيها المتنبي على غير المعهود.



(1) الصيغ الاسمية:

ونبدأ بالأسماء، وقد عددتُ له منها:

(ازديار: زيارة؛ عكبري /1/12/1)[5].



و(أبَيْك بفتح الباء وتسكين الياء: أبويك 1/54/26)، وهو في هذا الاستعمال يجري على ما قال ثعلب من أنه يجوز أن يقال هذا أبك، وهذا أباك، وهذا أبوك، فعلى الاستعمال الأول تكون التثنية (أباك) في حالة الرفع، و(أبَيْك) (بفتح الباء وتسكين الياء) في حالة النصب والجر)[6].



(عِضاض)، بكسر العين: عض /1/151/12).

و(كِذاب، بكسر الكاف: كذب 1/200/40 و3/268/15).

(سُربة، بضم السين: سرب، بكسرها 1/ 207/ 23).

(سِواؤك، بكسر السين: سواك 1/255/32).

و(المواحيد: الأفراد 1/262/8).

و(دائل: صاحب الدولة 1/287/25).

و(زأر: زئير 1/344/14، 2/108/45).

و(ولادي: ولادتي 1/346/24).

و(التِّلاد، بكسر التاء: التالد، التليد 1/363/33).

و(الغَلْب، بفتح الغين وتسكين اللام: الغلبة 2/54/27).

و(الكُثْر، بضم الكاف وتسكين الثاء: الكثرة 2/67/30).



و(مَلْك، بفتح الميم وسكون اللام: ملِك، بكسر اللام 2/98/4، 5 و4/16/7 و4/280/47 و4/290/31)، وهذه الصيغة قد تكررت عند المتنبي كثيرًا كما ترى، وتكرر جمعها: (أملاك).



و(شميم: شم 2/100/4).

و(قِدى، بكسر القاف وفتح الدال: قِيد: مقدار 2/174/4).

ومُسْي، بضم الميم وتسكين السين: مساء 2/186/3).

و(الندام: المنادمة 2/211/17).

و(السِّرَع، بكسر السين وفتح الراء: السرعة 2/224/10).

و(السِّم، بكسر السين: الاسم 2/235/2).

و(دَهْي، بفتح الدال وسكون الهاء: دهاء 2/253/15).

و(امتساك: مصدر امتسك، بمعنى: التصق وبقي هناك، مِن (أمسك) 2/396/43).

و(طماعية: طمع 3/21/1).

و(التَّوراب، بفتح التاء: التراب 3/61/29).

و(البَخَل بفتح الباء والخاء: البخل 3/80/21).

و(البَنْي، بفتح الباء وسكون النون: البناء 3/137/11).

و(لِقْيان، بكسر اللام وسكون القاف: لقية 3/290/9).

و(لِسْن، بكسر اللام وسكون السين: لسان 3/385/19).

(والكتاب: الكتابة 4/160/24).

و(العواد: المعاودة 4/183/40).

و(التباقي: البقاء 4/259/33).



وكما ترى، فهناك كلمات تكررت أكثر مرة مثل (ملك)، والتي تكررت فيما تنبهتُ خمسَ مرات على الأقل، وتكرر جمعها (أملاك) هو أيضًا عدة مرات؛ كما سنلاحظ.

(زأر) (مرتين).

و(كذاب) (مرتين أيضًا).



وبالمناسبة فقد لاحظت أن المتنبي يكثر من استعمال صيغة (فِعال) هذه بدلًا من (مُفاعلة)، (وكلتاهما صيغة المصدر من (فاعل)؛ مثل: (حِذار) و(غِلاب) و(قِراع) و(بِلاء: مبالاة)، و(دراك)، و(زيال)، و(لعاب)، و(ضراب)، و(عضاض)، و(ندام: منادمة)، و(نزال)، و(قران)، و(نطاح)، و(طعان)، و(طلاب)، و(مطال).



ومع أنه لا بأس بذلك عمومًا، فإن استخدام (بلاء) مكان (مبالاة) مثلًا غير مستساغ أبدًا، كما في البيت التالي:

أقل بلاء بالزرايا من القنا ♦♦♦ وأقدم بين الجحفلين من النبلِ



ومما لُوحظ أيضًا أنه استخدم عدة مرات الصيغة المصدرية (فَعْل) (بفتح الفاء وسكون العين) بدلًا من مرادفها المألوف، كما مر بنا في (زَأْر) (مرتين)، و(غَلْب) و(دَهْي) و(بَنْي).



ومما يتصل بالمصادر أنه جريء في اشتقاق اسم المرة والهيئة وجمعهما، وقد وقعت له من أسماء المرة على (صحات)، جمع (صَحة) بفتح الصاد (1/234/33)، و(خجلة) (2/94/2)، و(نطقة) (2/93/6)، و(يقظات)، في بيته المشهور:

هون على بصر ما شق منظره ♦♦♦ فإنما يقظات العينِ كالحلمِ



و(طربات)، جمع طربة، من (الطرب) (4/276/30)، (وهذه الأخيرة كما ترى غير مستساغة، وبخاصة أنها جاءت في البيت الذي وردت فيه مسكَّنة الراء).

و(دولات)، ومن (دال يدول)، وسوف نتعرض لها بعد قليل.



على أن أعجب ما رأيته في هذا الصدد لذلك الرجل اشتقاقه اسم المرة من (رأى): (رأية) رغم وجود (رؤية)، التي من كثرةِ ما نستخدمها قد نسينا أن من الممكن اشتقاق اسم مرة من هذا الفعل، وبخاصة أن كل الفرق بينها وبين اسم مرة هي راؤها مضمومة لا مفتوحة، ولكنه المتنبي! وهذا هو البيت الذي وردت فيه هذه الكلمة، والكلام عن ابني عضد الدولة:

وأول رَأْية رأيا المعالي ♦♦♦ فقد علقا بها قبل الأوانِ



أرأيت جرأة وثقة بالنفس في اشتقاق الألفاظ كمثل هذه الجرأة؟

إن مِن الخرق الزعم بأن المتنبي قد وفِّق في كل اشتقاقاته وصِيغه، ولكن ينبغي ألا نغفل عن حقيقة هامة هي أن مثل هذه الأعاجيب الباهرة لا تتاح إلا لذوى الجرأة الذين يتغشمرون (وهذه بالمناسبة من غريب المتنبي المبدع) الطرقَ المهجورة غير هيَّابين ولا وَجِلين، إنهم قد يَضلون الطريق، ولكنهم من المؤكد سوف يرون ما لم ترَ عين، وسوف يعودون يومًا فيحكون لنا من غرائب الطريق وعجائبه ما يشْدهُ العقولَ منا ويثير الخيال.



ترى لو كان المتنبي قد التزم الصيغ الأليفة وردَّد ما يقوله غيره أكان يستطيع أن يقطف مثل هذه الزهرة الرائعة التي لا تنبت في الحدائق الموجودة على الطرق الآهلة، وإنما في الفلوات غير المطروقة؟



أما بالنسبة لاسم الهيئة، فقد رأيت له الشاهدين التاليين، وقد وفِّق فيهما على غرابة الجمع هنا:


ألا كلُّ ماشية الخيزلَى

فدا كلِّ ماشية الهيذبَى


وكل نجاةٍ بجاويَّةٍ

خنوف وما بي حسن المِشَى





وهو هنا يفضِّل النُّوق على النساء، فأولئك هي اللائي قد حملنه وطرن به بعيدًا عن أيدي كافور وأظفاره، أما هؤلاء، فإنهن يمشين الخيزلى مسترخيات كسولات، ولم يكن ذلك أوان الاسترخاء والتكسر والغزل، فإن المسألة كانت مسألة حياة أو موت؛ حيث لا يتلفت الإنسان مهما يكن شغفه بالنساء إلى رقتهن ودلال مشيهن، فهذا معنى قوله: (وما بي حسن المشى)، فانظر إلى هذه السهولة التي يستعمل بها المتنبي هذه اللفظة، وكأن ليس فيها ما يلفت النظر، والحقيقة أن للمتنبي فضلًا عظيمًا أرانا أن صيغة الجمع أرق من مفردِها، لهذه المدة التي في آخرها، والتي جعلت الكلمة تبدو كأنها حرفان فقط ينزلقان على اللسان في نعومة ويسر، على عكس (مشية)، التي هي أربعة أحرف لا اثنان، وفيها سكنتان تحدثان شيئًا من القلقلة لا يناسب (حسن المشى).
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 191.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 189.99 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (0.89%)]