|
|
ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه شرح دروس البلاغة للشيخ محمد بن صالح العثيمين تحقيق الأستاذ أشرف بن يوسف (16) البيان: علم يبحث فيه عن التشبيه والمجاز والكناية (1). (١) أي: عن ثلاثة أشياء، هي: التشبيه والمجاز والكناية، ومعلوم أن المؤلف رحمه الله كغيره من عامة العلماء يثبتون المجاز، والمسألة خلافية: هل في اللغة العربية مجاز، أو كلها حقيقة، أو كلها مجاز؟ بعض علماء اللغة يقولون: كل ألفاظ اللغة العربية مجاز، حتى قول الإنسان: قام زيد، مجاز. وقد تكلم على هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه "الصواعق المرسلة" - وقرأت هذا في مختصر الصواعق - وبيَّن أقوال الناس في هذا. - التشبيه - (التشبيه): إلحاق أمر بأمر في وصف بأداة لغرض (1)، والأمر الأول يسمى المشبَّه، والثاني المشبَّه به، والوصف وجه الشبه، والأداة الكاف، أو نحوها. نحو: العلم كالنور في الهداية؛ فالعلم مشبَّه، والنور مشبَّه به، والهداية وجه الشبه، والكاف أداة التشبيه (2). (١) قوله: إلحاق أمر بأمر، فيه ملحق وملحق به. وقوله: في وصف، فلا بد أن يكون هناك وصف جامع. وقوله: بأداة، وهي أداة التشبيه؛ كـ "الكاف، وكأن"، وما أشبه ذلك. وقوله: لغرض؛ أي: لغرض من أغراض التشبيه، كما إذا قلت: فلان كالبحر، أردت كثرة الكرم وسعته. فلا بد من غرض، وستأتي - إن شاء الله - أغراض التشبيه. (٢) إذن: للتشبيه أربعة أركان: مشبَّه، ومشبَّه به، وأداة تشبيه، ووجه الشبه. وهذا إذا ذكرت الأركان الأربعة، وهو أضعف أنواع التشبيه. ويتعلق بالتشبيه ثلاثة مباحث: الأول في أركانه، والثاني في أقسامه، والثالث في الغرض منه. المبحث الأول: في أركان التشبيه: (أركان التشبيه أربعة): المشبَّه، والمشبَّه به، (ويسميان: طرفي التشبيه)، ووجه الشبه، والأداة. ووجه الشبه هو الوصف الخاص الذي قصد اشتراك الطرفين فيه؛ كالهداية في العلم والنور. وأداة التشبيه هي اللفظ الذي يدل على معنى المشابهة؛ كالكاف، وكأن، وما في معناهما، والكاف يليها المشبه به، بخلاف كأن، فيليها المشبه، نحو: كأن الثريا راحة تشبر الدجى ♦♦♦ لتنظر طال الليل أم قد تعرَّضا (1) "وكأن" تفيد التشبيه إذا كان خبرها جامدًا، والشك إذا كان خبرها مشتقًّا، نحو: كأنك فاهم (2). (١) إذن: أركان التشبيه أربعة: المشبه، والمشبه به - ويسميان طرفي التشبيه - وأداة التشبيه، ووجه الشبه، وهو الوصف الخاص الذي قصد اشتراك الطرفين - المشبه والمشبه به - فيه؛ كالهداية في العلم والنور في قوله: العلم كالنور في الهداية. (2) وهذه فائدة: وهي أنه: إذا كان خبر "كأن" جامدًا، فهي للتشبيه؛ تقول: كأنك أسد. و"أسد" جامد. وتقول: كأنك بحر، و"بحر" جامد، فتكون "كأن" في هذين المثالين للتشبيه. وإذا كان مشتقًّا - سواء كان فعلًا، أو اسم فاعل - فإنه يكون للظن. ملحوظة: قال المؤلف: الشك، والمراد الظن. ومثاله: أن تقول: كأنك تفهم، يعني: أظنك فاهمًا. وتقول: كأنك قد عملت هذا الشيء، فهذا أيضًا للظن[1]. وقد يذكر فعل ينبئ عن التشبيه، نحو قوله تعالى: ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ [الإنسان: 19] (1). (١) قوله: ﴿ حَسِبْتَهُمْ ﴾، يعني: ظننتهم. وقوله: ﴿ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾، لأنهم يشابهون اللؤلؤ المنثور. وقوله: ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ﴾، الضمير في "هم"[2] يعود على الولدان؛ لقوله تعالى قبل ذلك: ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ﴾ [الإنسان: 19]. وقوله: ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ [الإنسان: 19]، يعني: في كثرتهم وحُسنِهم وبهائهم. والمهم الآن: أنه إذا اجتمعت أركان التشبيه الأربع "المشبَّه، والمشبَّه به، وأداة التشبيه، ووجه الشبه"، فالذي يليه المشبَّه هو "كأن"، والذي يليه المشبَّه به هو الكاف. و"كأن" تتعين أن تكون للتشبيه إذا كان خبرها جامدًا، وتكون للظن إذا كان خبرها مشتقًّا، سواء كان اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو فعلًا مضارعًا، أو فعلًا ماضيًا[3]، المهم أن يكون مشتقًّا. وإذا حذفت أداة التشبيه ووجهه، سمي تشبيهًا بليغًا، نحو: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾ [النبأ: 10]؛ أي: كاللباس في الستر (1). يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن (١) إذن التشبيه البليغ هو الذي حذفت فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، تقول: محمد كالبحر في الكرم، فتجعله بليغًا، فتقول: محمد بحر، فهذا بليغ؛ لأنك بالغت في التشبيه، حتى جعلت الشبه نفس المشبَّه به. وسيأتينا - إن شاء الله تعالى - أقسام أخرى، لكن المؤلف أراد أن يشير إشارة. المبحث الثاني: في أقسام التشبيه: ينقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه إلى تمثيل وغير تمثيل. فـالتمثيل ما كان وجهه منتزعًا من متعدد؛ كتشبيه الثريا بعنقود العنب المنور (1). (١) التشبيه ينقسم باعتبار وجه الشبه إلى تمثيل وغير تمثيل، فإن كان مفردًا بمفرد فهو غير تمثيل، وإذا كان جمعًا بمفرد فهو غير تمثيل، وإذا كان مفردًا بجمع فتمثيل، أو جمعًا بجمع فتمثيل. يقول المؤلف: فالتمثيل ما كان وجهه منتزعًا من متعدد؛ كتشبيه الثريا بعنقود العنب المنور. الثريا: اسم نجم كعنقود العنب، وعنقود العنب معروف أنه عبارة عن حبات، متراص بعضها إلى بعض، فـالثريا كذلك. فهذا تمثيل؛ لأنه مركب من الهيئة، ومن الحبات التي في الهيئة، والهيئة جرم هكذا، فيضم بعضه إلى بعض، والحبات متعددة، فيسمى هذا التشبيه تمثيلًا. وغير التمثيل ما ليس كذلك؛ كتشبيه النجم بالدرهم (1). (وينقسم) بهذا الاعتبار أيضًا إلى مفصل ومجمل: (فالأول): ما ذكر فيه وجه الشبه، نحو: وثغره في صفاء ♦♦♦ وأدمعي كاللآلي (2) (والثاني): ما ليس كذلك، نحو: النحو في الكلام كالمِلح في الطعام (3). (١) مثال غير التمثيل: تشبيه النجم بالدرهم، وتشبيه حصى الجمار بحب الباقلاء "نبت يشبه الفول". (٢) قوله: في صفاء: هذا وجه الشبه. وقوله: كاللآلي، هذا المشبه به[4]. (٣) فوجه الشبه في هذا المثال محذوف، وتقديره: النحو في الكلام كالملح في الطعام، في تقويمه وتهذيبه وطعمه[5]. ومثال ذلك أيضًا: أن تقول: فلان كالبحر، هذا تشبيه مجمل؛ لأنه حذف فيه وجه الشبه. فإذا قلت: فلان كالبحر في الكرم، فهو مفصل؛ لأنه ذكر فيه وجه الشبه. (وينقسم) باعتبار أداته إلى مؤكد، وهو ما حذفت أداته، نحو: هو بحر في الجود. ومرسل، وهو ما ليس كذلك، نحو: هو كالبحر كرمًا (1). ومن المؤكد ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه، نحو: والريح تعبث بالغصون وقد جرى ♦♦♦ ذهَبُ الأصيل على لُجَين الماء (2). (١) إذن: الآن عرفنا أنه إذا وجد الطرفان (المشبه والمشبه به)، وحذفت الأداة ووجه الشبه، فهو بليغ، وإذا حذف وجه الشبه وبقيت الأداة فهو مجمل ومرسل، وإذا حذفت الأداة وبقي وجه الشبه فهو مؤكد مفصل، وإن وجد الجميع فهو ضعيف، يقال: إنه مرسل ومفصل. (٢) الشاهد: قوله: ذهب الأصيل؛ لأن الأصيل - الذي هو آخر النهار - يكون أصفر كالذهب. وفيه شاهد آخر، وهو قوله: على لجين الماء. والمعنى: على ماء كاللجين، وعلى أصيل كالذهب. فـالتشبيه هنا مؤكد؛ لأنه أضيف فيه المشبه به إلى المشبه. المشبه به في (ذهب الأصيل): الذهب. والمشبه: الأصيل؛ لأن الأصيل تصفر به الشمس، فتكون كالذهب. والمشبه به في (على لجين الماء): اللجين، واللُّجَين الفضة. والمشبه: الماء. والمعنى: على ماء كاللجين. المبحث الثالث: في أغراض التشبيه: الغرض من التشبيه: إما بيان إمكان المشبه، نحو: فإن تفُقِ الأنام وأنت منهم ♦♦♦ فإن المِسكَ بعض دم الغزال فإنه لما ادعى أن الممدوح مباينٌ لأصله؛ لخصائص جعلته حقيقة منفردة - احتج على إمكان دعواه بتشبيهه بالمسك، الذي أصله دم الغزال (1). (١) أولًا: لا بد أن نسأل: هل هذا تشبيه؟ وما الذي به من التشبيه؟ وهو خالٍ من أداة تشبيه، ومن وجه شبه؟ الجواب: أنه تشبيه، ويسمى هذا النوع من التشبيه: التشبيه الضمني؛ لأنه خلا من أدوات التشبيه. قوله: فإن تفُقِ الأنام وأنت منهم، يخاطب الممدوح، يقول: إن كنت أعلى من الأنام، وأنت منهم - من مادتهم، من تراب، ثم من نطفة - فإن ذلك ممكن. ودليل الإمكان: أن المسك بعض دم الغزال، ومعلوم الفرق بين الدم وبين المسك، مع أنه أصله. يقال: إن هناك غزلان معينة، تسمى غزال المسك، يمرِّنونها على رياضات معينة، ثم ينفتح في بطنها سرة، ويحكمون عزل هذه السرة عن بقية البدن بخيط، يربطونها به جيدًا؛ حتى لا يصل إليها الدم، وبعد مدة تيبس وتنفصل. وهذا الدم الذي يكون فيها هو المسك، وهو من أنواع الطيب، مع أن أصل هذا المسك هو الدم، ومع ذلك صار طيبًا، لا نظير له. وهنا يقول: أنت أيضًا أيها المخاطب من الأنام؛ من تراب، ثم من نطفة، ولكنك تفوقهم كما يفوق المسك دم الغزال. وإما بيان حاله؛ كما في قوله: كأنك شمس والملوك كواكب ♦♦♦ إذا طلعت لم يبدُ منهن كوكب (1) يتبع
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن (١) هذا بيان حاله مع الملوك؛ يعني: إنك تفوق الملوك، وحالك معهم كحال الشمس مع الكواكب؛ فالشمس إذا طلعت تختفي النجوم. فهذا الملك بالنسبة للملوك الآخرين كالشمس مع الكواكب. تختفي معه الملوك في كل شيء: في الشجاعة، في الكرم، وفي السماحة، في الحذق، في كل شيء. وإما بيان مقدار حاله، نحو: فيها اثنتان وأربعون حلوبة ♦♦♦ سُودًا كخافية الغراب الأسحم شبه النوق السود بخافية الغراب؛ بيانًا لمقدار سوادها (1). وإما تقرير حاله، نحو: إن القلوبَ إذا تنافر ودُّها ♦♦♦ مِثلُ الزجاجة كسرُها لا يُجبَرُ شبَّه تنافر القلوب بكسر الزجاجة؛ تثبيتًا لتعذُّر عودتها إلى ما كانت عليه من المودة (2). (١) هذا أيضًا كثيرًا ما يأتي، وهو التشبيه لبيان مقدار الشبه، والسواد معلوم أنه قد يكون فاتحًا، وقد يكون شديد السواد، وهنا عرفنا أن هذه النوق الأربعين شديدة السواد[6]. (2) هذا البيت ليس بصحيح؛ لأن القلوب قد يتنافر ودها، ثم يرجع الود، وهذا كثيرًا ما يقع، ودليله: قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]. وقيل: أحبب حبيبك هونًا ما، فعسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، فعسى أن يكون حبيبك يومًا ما. وهذا يروى حديثًا، ولكنه ضعيف[7]. فالشاهد من هذا البيت غير صحيح، لكن على ما يريد الشاعر به نقول: هذا المقصود به تقرير الحال. وإما تزيينه، نحو: سوداء واضحة الجبيـ ♦♦♦ ـن كمقلة الظبي الغرير شبه سوادها بسواد مقلة الظبي؛ تحسينًا لها (1). وإما تقبيحه، نحو: وإذا أشار محدثًا فكأنه ♦♦♦ قرد يقهقه أو عجوز تلطم (2) (١) هذا الشاعر يخاف أن يهجوه الناس باختيار السوداء، فبين أن سوادها كمقلة الظبي الغرير، وهذا لا شك أنه تحسين. (٢) من المعلوم أن القرد لا يقهقه، لكن على كلام الشاعر يقهقه، والمراد أنه إذا كان يتحدث صار مثل القرد الذي يضحك، وإذا قام يشير بحديثه صار كأنه عجوز تلطم على رأسها[8]. وعندما يسمع الإنسان عن هذا الخطيب أنه بهذه الحال لا يرغب في سماعه؛ لأنه قبحه عنده. ويقول الشاعر في العسل: تقول: هذا مُجاجُ النحل تمدحه وإن تشأ قلت: ذا قيء الزنابير مدحًا وذمًّا وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبير وهذا صحيح؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من البيان لسحرًا))[9]؛ يعني: يتكلم الإنسان، وعنده فصاحة، فإذا به ينزله إلى أسفل من القدمين، أو بالعكس. وقد يعود الغرض إلى المشبه به إذا عكس طرفا التشبيه، نحو: وبدا الصباح كأن غرته ♦♦♦ وجه الخليفة حين يمتدح ومثل هذا يسمى بالتشبيه المقلوب (1). (١) قوله: وبدا الصباح، والصباح إذا بدا يبدو مسفرًا. وقوله: كأنه غرته، يعني بياضه. وقوله: وجه الخليفة حين يمتدح، كان الأولى أن يقول: كان وجه الخليفة حين يمتدح غرة الصباح، لكنه عكس، فيكون هنا الغرض تحسين المشبه به. ♦♦♦ يتبع
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |