|
|
ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية
مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية أ. د. محمد رفعت زنجير الحمد لله الملِك الحق رب العالمين، الذي أَرسل رسولَه محمدًا الأمين، رحمةً للخلق أجمعين، وجعل معجزتَه هذا الكتاب العربي المبين، وأبقاه حجَّة قائمة على الثَّقلين إلى يوم الدين. وبعد: فإنَّ اللُّغة العربية أشرفُ اللغات؛ نزل القرآنُ بها، وبُعث النبيُّ الخاتم على أرضها، وجعل الله الكعبةَ البيت الحرام في ربوع بلادها، فهي من مقومات بقاء الأمَّة، ومن أبرز معالِمها الثَّقافيَّة والحضارية على مَرِّ التاريخ. وعلوم هذه اللغة كما ذَكر أهل العلم هي "ثلاثة عشر علمًا: الصرف، والإعراب، ويجمعهما اسم النحو، والرَّسم، والمعاني، والبيان، والبديع، والعَروض، والقوافي، وقَرض الشِّعر، والإنشاء، والخطابة، وتاريخ الأدب، ومتن اللغة"[1]. نشأة العلوم اللغوية: ولا شك أنَّ التسلسل التاريخي لِنشأة علوم اللُّغات الحيَّة يَقتضي ظهور المفرَدات أولًا، ثمَّ الجُمَل والتراكيب، ثمَّ توجد النصوص المطوَّلة من منظومٍ ومَنثور، ثمَّ يتبع ذلك ظهور علم النحو والصرف المستنبَط من تلك التراكيب والنُّصوص، ثمَّ عِلم الأدب الذي يَقوم على دراسة النُّصوص وَفق قواعد النحو والصرف، ثمَّ علم البلاغة الذي يَضع المقاييسَ الجماليَّة للكلام الأدبي، ثمَّ علم النَّقد الذي يَحكم على جَودة النصوص ورداءتها، ويُفاضِل بينها من خلال مدى التزامها أو بُعدها عن القِيَم الجماليَّة البلاغية والذوق الأدبي لأيِّ أمَّة. وعليه، فنحن نرى أنَّ النَّاقد لا بدَّ له من أن يلمَّ باللغة وعلومها، فهو يحتلُّ قمَّةَ الهرم في علوم اللغة، والنَّقد يقوم مباشرة على البلاغة، ثمَّ يسترفد من بقية علوم اللغة والحياة. وهذا رَسمٌ توضيحي يلخِّص ما ذكرناه، ويبيِّن العلاقة بين هذه العلوم التي قد يمتزج بعضها ببعض، وبخاصة في لغة العرب: لماذا ندرس البلاغة؟ ندرس البلاغة لأسباب، منها: 1- لأنَّها هي الوسيلة للحُكم على النصوص الأدبية. 2- لتنمية الذَّوق الأدبي والنقدي. 3- لتطوير المهارات الأسلوبيَّة لدى الناطقين باللغة العربية. 4- للتواصل مع تراثنا القديم وأدبِنا المعاصر، ومعرفة ما فيه من قِيَم جمالية. 5- لمعرفة إعجاز القرآن الكريم. علاقة البلاغة بالإعجاز: جعل الله كتابَه المنزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزةً باقيةً أبد الدَّهر، ووجوه إعجازه كثيرة، منها: الإعجاز البياني، والإعجاز التَّشريعي، والإنباء بالغيوب الماضية والمستقبلة، والإعجاز العلمي، وغير ذلك... والإعجاز البياني والأسلوبي هو أهمُّها وأشهرها؛ وذلك أنَّ وجوه الإعجاز الأخرى هي وجوه مشتركة بين القرآن وبين الكتب السماويَّة المنزَّلة قبله، ووجودها فيه هو إعجاز لها وله؛ لأنَّه قد تضمَّنها، وهَيمَن عليها، ولكنَّه انفرد دونها بالإعجاز البياني والبلاغي الذي هو السِّحر الحلال: يأخذ العقولَ بجماله، ويبهر النُّفوس بعظَمته، فسبحان مَن أنزلَه على عبده، وجعل فضلَه على سائر الكلام كفضلِه على خلقه! جهود العلماء في البحث حول البلاغة والإعجاز: وقد هُرع العلماء للبحث في وجوه الإعجاز بعامَّة، والإعجاز البياني على وجه الخصوص، فاقترن البحث بالإعجاز مع البحث البلاغي، وكان أول مَن تصدَّى لذلك الجاحظ في كتبه، وبخاصَّة كتابيه: "نظم القرآن"، و"البيان والتبيين"، ثمَّ تبعه العلماءُ بالبحث، وكان أبرزهم الباقلاني صاحب كتاب: "إعجاز القرآن" (ت403هـ)، وعبدالقاهر الجُرجاني صاحب كتاب: "أسرار البلاغة" وكتاب "دلائل الإعجاز" (ت 471هـ)، والزمخشري صاحب: "تفسير الكشاف"، الذي طبَّق قواعد البلاغة التي ذكرها عبدالقاهر من خلال تفسيره لآيات القرآن (ت 537هـ)، ثمَّ جاء السكاكي فمخض زبدةَ ما قيل قبلَه في كتابه: "مفتاح العلوم" (ت 626هـ)، وانتهَت رئاسة هذا العلم إلى الخطيب القزويني (ت739هـ) الذي لخَّص كتاب مفتاح العلوم في كتابه: "تلخيص المفتاح"، ثمَّ شرح التلخيصَ في كتابه: "الإيضاح". وبين هؤلاء العلماء أعلامٌ كُثر، لم نذكرهم اختصارًا للوقت، وقد فصلتُ القولَ في هذا الموضوع ضمن كتابي: (مباحث في البلاغة وإعجاز القرآن)، واكتفيتُ هنا بذِكر أئمَّة هذا العلم، وفيما يلي مخطَّط موجَز يوضِّح ما ذكرناه: يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: مقدمة حول اللغة وعلومها والبلاغة وتاريخها ومدرسة الخطيب القزويني البلاغية
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |