ردود على انتقادات ومطاعن حول الفن الإسلامي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2022, 10:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي ردود على انتقادات ومطاعن حول الفن الإسلامي

ردود على انتقادات ومطاعن حول الفن الإسلامي
أ. صالح بن أحمد الشامي











إننا حينما نقرأ عن الفن الإِسلامي، كثيرًا ما نجد الخطأ يخالط الصواب، المطاعن تخالط المديح.. وهكذا تظل الأفكار المطروحة مشوشة.. أو يخالطها الغموض.








وفي هذا الفصل نحاول الوقوف على نماذج من هذه المطاعن والأخطاء محاولين بيان زيفها أو تصحيحها، فربما يكون ذلك وسيلة لإِزالة بعض الغبش الذي أريد للفن الإِسلامي أن يوضع خلفه.








وبما أن جُلَّ هذه المطاعن موجه إلى فن الرسم الإِسلامي، فقد آثرت أن يكون هذا الفصل في نهاية الحديث عنه.








المطاعن والتصورات الخاطئة:



1- ينتقد "هارتز فيلد" ما أطلق عليه اسم "مناقضة الطبيعة" في الفن الإِسلامي.








كما ينتقد اختصار العناصر الشخصية في أعمال المسلمين الفنية، وبروز الأعمال الزخرفية التي هي إضافات عرضية في الفنون السابقة.








ثم يقرر بناء على ذلك وبصراحة: أن الإِسلام لم يترك في نفس المسلم مكانًا للفن على الإِطلاق.








2- يرى "م. س. ديماند" أن الفن الإِسلامي هو فن زخرفي - أي أنه فن بلا مضمون - وأن تصوير الأشخاص والحيوانات قليل وجوده، وإذا وجد فإنه يكون ضمن الزخرفة تابعًا لها، أي يكون وجوه عرضًا وثانويًا. وانعدام العناصر الشخصية يعد مشكلة المشاكل...








3- ويرى (ت. و. أرنولد) أن تحريم الإِسلام تصوير الشخوص، إنما جاء "بالتأكيد" نتيجة "تأثير اليهود" الذين دخلوا في الإِسلام...








ثم يخلص إلى أمر آخر، وهو: أن خروج المسلمين على هذا التحريم - في بعض الأحيان - وعدم التزامهم به، إنما يرجع إلى حقيقة هامة وهي: أن هذا التحريم مناف للطبيعة البشرية.








وأن الفنان المسلم - في الحالات القليلة التي رسم فيها الأشخاص - لم يحاول إبراز تعبيرات عاطفية على وجود الأشخاص الأحياء الذين تمثلهم هذه الصور، ثم يخلص إلى أن هذا الفنان يمر على المواقف العاطفية ببلادة.








4- أما "ريتشارد اتنجهاوسن" فيرى: أن العطاء الإِسلامي للفن قد تقرر بناء على أربعة مبادئ:



الخوف من اليوم الآخر.



وكون محمد بشرًا.



والخضوع لله القادر على كل شيء.



والأهمية الرئيسية للقرآن كتعبير عربي للكتاب السماوي.








ويرى أن المبدأ الأول - الخوف من اليوم الآخر - هو الذي أوجد التضاد بين الإِسلام والحياة المترفة. وبالتالي بين الإِسلام والفن.








وأما المبدأ الثاني - تأكيد بشرية الرسول - فقد حطم كل احتمال لتطوير صور وتماثيل مقدسة كتلك التي يصور بها المسيح.








وأما المبدأ الثالث - الخضوع لله القادر - فهو يتضمن - في رأيه - التحريم المطلق لتمثيل الشخوص، وبالتالي الحط الكامل من شأن الفن التشخيصي.








وأما المبدأ الرابع - قدسية القرآن - فقد أنتج فنًا إسلاميًا، ازدهر لفترة طويلة[1].








5- وأما "فون شاك":



فيعطينا خلاصة ما توصل إليه من قراءته فيقول: "الكتب التي تعرض لتاريخ الفن تقرر كلها أن النحت والرسم فنون غريبة على العرب دائمًا، وأن الإِسلام حين حرم التصوير جفف ينابيعها، ولم يبق للشعوب الإِسلامية ما تمارسه إلا فن المعمار.








ثم يبين خطأ هذا الرأي - أي تحريم الإِسلام للتصوير - على الرغم من عالميته، فيقول: "ولم يحدث أبدًا أن حرمت قواعد الدين على المسلمين استخدام الصور...".








ولكنه يضطر للبحث عن أسباب تخلِّف فن الرسم - حسب رأيه - فيقول: "إن كلا الفنين - النحت والرسم - ظلا في أدنى حدود الازدهار، ولكن الدافع يجب أن نفتش عنه بين أسباب أخرى، أقلها أن نرده إلى طبيعة الإِسلام التجريدية...".








"وربما يرجع على نحو أشد إلى نقص جوهري في روح العرب.. وكان حظهم من الذكاء محدودًا في الرسم الإِجمالي والخطوط والمساحة والحجوم، ولهذا لم يستطيعوا أبدًا أن يتجاوزوا المبادئ في الرسم أو النحت...".








ثم يعتب على المسلمين، وبين أيديهم مادة غنية بالموضوعات، كيف أنهم لم يستفيدوا منها فيقول: "وكان ممكنًا أن يجد الفن في معاني القرآن وتاريخ الرسول والمسلمين الأولين مواضع أخاذة، فيرسم لنا فنان مسلم في مستوى "تيثيانو" الرسام الايطالي، لوحات تصور سعادة الذين كان من نصيبهم الجنة بين أحضان الحور العين، أو يصور لنا شقاء الذين انتهى بهم المطاف إلى جهنم..."[2].








6- الدكتور عفيف بهنسي:



يرى الدكتور بهنسي أن القول بتحريم التصوير غير مقبول، فيقول: "لم يعد القول بتحريم التصوير عند المسلمين مقبولًا، وخاصة بعد أن أوضحت المكتشفات الأثرية أعمالًا فنية تصويرية تمت بأمر الخلفاء أنفسهم دون خوف أو حرج"[3].








ويعلل ظاهرة التحوير والتجريد - بناء على عدم تحريم التصوير - بقوله:



"إن الروح التجريدية التي تسيطر على الفن الإِسلامي، ليست كما يعتقد عادة نتيجة تحريم صادر عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بل على العكس، هي تقليد أصيل هي إرث قديم سابق لمولد النبي نفسه، وقد استمرت هذه الروح على تغذية هذا الفن خلال جميع العصور وعلى ترسيخه في جميع البلاد التي سيطر عليها الإِسلام...".








"لذلك فإن ظهور الفن العربي التجريدي لم يكن تابعًا لمنع التشبيه واستحالة التمثيل، بل كان نتيجة لتقليد قديم سرى عند العرب وأجدادهم منذ القديم، وكان مبعثه العقيدة الوحدانية، وكما يؤكد "بريون": (أن الفكر العربي يتعارض أصلًا مع النحت والتشبيه، فلم يكن من ضرورة لأي منع ديني لتحويل هذا الشعب عن التمثيل ذي الأبعاد الثلاثة)، ولقد أبان "مارسيه": (أن ندرة الوجوه البشرية في الفن العربي تعود إلى أسباب تاريخية وفنية أكثر منها إلى أسباب دينية)...[4]".








وأضاف سببًا آخر لعدم وجود التصوير التشبيهي لدى المسلمين فقال: "والواقع لم يكن موقف الإِسلام من التصوير التشبيهي صادرًا عن تعاليم دينية فقط، بل كان صادرًا عن رفض شامل لكل ما هو غريب عن الفكر العربي والثقافة العربية، ولقد أوضح ذلك "بابا دو بولو" بقوله: (نستطيع أن نشارك دوفيللار بقوله: إن ما جعل التحريم يحدد بهذا الشكل الذي ورد في الحديث. هو مقاومة تأثير الثقافة الهلينية العقلانية على ميدان العقيدة الإِسلامية، وذلك بفعل الآراء الفلسفية والتفسير وعلم الكلام، وتم التحريم عن طريق كبار المحدثين الذين كانوا يشعرون بالحاجة الماسة إلى الصفاء والتجريد...)[5]".
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-09-2022, 10:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ردود على انتقادات ومطاعن حول الفن الإسلامي

ردود على انتقادات ومطاعن حول الفن الإسلامي
أ. صالح بن أحمد الشامي






7- ويذهب أبو صالح الألفي إلى ما ذهب إليه البهنسي، ويؤكد ما ذهب إليه بقوله: "ويعتقد هذا الفريق من العلماء - "برهير""تراس""نبلسن""لامانس" - أن انصراف المسلمين عن تصوير الإِنسان والحيوان كان حلقة طبيعية في سلسلة تطور الفن في الشرق الأدنى، وأن الفن المسيحي في هذه الأقاليم قد مهد لتلك الحركة بالبعد عن الأصول الإِغريقية"[6].


كانت تلك نماذج من آراء كثيرة أدلت بدلوها في الحديث عن الفن الإِسلامي، بعضها كان يعي ما يقول، ويقصد ما يقول، وبعضها يردد ما يقال وقد مر بعض ذلك فيما سبق[7].


وقبل البدء بمناقشة هذه الآراء، ينبغي أن نذكر ببعض الأسس - التي فصلنا الحديث عنها فيما سبق[8]، والتي لا بد من أخذها بعين الاعتبار في فهم هذا الفن.


قواعد أساسية لفهم الرسم الإِسلامي:
حتى نفهم أي جزئية ترتبط بالمنهج الإِسلامي، لا بد من تصور عام لموقعها من هذا المنهج، وقد بينا ذلك في كتابنا "الظاهرة الجمالية"[9].


والفن بشكل عام - والرسم منه - هو جزئية من هذا المنهج تتساوق معه وتنتمي إليه، وهذا عامل من عوامل جمالها، حيث يتناسق الجزء مع الكل الذي تربطه به دورة دموية وأعصاب ووشائج...


وحتى نفهم هذا الفن لا بد من التعرف على القواعد التي قام عليها في ظل المنهج العام، وحينما نفعل ذلك، لن نواجه تلك المشكلات والمعضلات، ولن نحتاج إلى تخريجات وتخرصات.


1- إن أول ما ينبغي ملاحظته، ونحن ندرس هذا الفن أن ننظر إليه بعين مُسْلِمة - أي من خلال المنهج العام، ومن منظور إسلامي - هذا الأمر، لم ينتبه إليه أكثر الدارسين للفن الإِسلامي بما فيهم الكثير من المسلمين، حيث كانت دراستهم له من خلال عيون المستشرقين، الذين أخذوا بدورهم يطبقونه على قواعد الفن الغربي...


2- الفن الإِسلامي فن ملتزم: والالتزام يعني تجنب ما فيه مضاهاة لخلق الله، ومن ذلك تجنب المحاكاة، والبعد عن تصوير الشخوص إنسانية كانت أم حيوانية.


3- الفن الإِسلامي منوط بالجمال: فغرضه الأول تحقيقه، مطلقًا من القيود[10].


وفي ضوء هذه الأسس، نستطيع فهم الاتجاه الإِسلامي في فن الرسم:
مناقشة المطاعن:
"إن "مناقضة الطبيعة" و"اختفاء العناصر الشخصية" أو "كونها ثانوية" ليس عيبًا في فن الرسم بل هو فضيلة:
والإِسلام حينما منعه، إنما فعل ذلك لأكثر من سبب:
فهو يتعارض مع العقيدة إذ هو مضاهاة لخلق الله.
ودور الفنان فيه النقل، وليس الإِبداع.


وينعدم فيه الجمال... لأنه حينئذ من صنع الله، ويبقى دور الفنان هو مهارته في إتقان النقل ودقة المحاكاة[11].


أما عدم ظهور التعبيرات العاطفية على وجوه الأشخاص، في الحالات القليلة التي عمد فيها الفنان إلى رسم الأشخاص فيرجع إلى التزام الفنان حيث لم يقصد برسم الأشخاص أكثر من الإِشارة إلى وجودهم، ولذا لم يهتم بتقاطيع الوجوه وبيان الملامح، وإظهار التعبيرات النفسية والعواطف.. إن الإِنسان في الرسم هنا تكميل لعناصر اللوحة فالغاية الإِشارة إلى وجوده وليس بيان ملامح إنسان بعينه.


وللسبب نفسه كان رسم الطبيعة المؤسلبة أو الشخوص في مجال البعدين وغض النظر عن البعد الثالث ابتعادًا عن المحاكاة.


وإذن: فعدم إبراز التعبيرات العاطفية على الوجوه، لم يكن من باب العجز، ولا من باب البلادة، كما عزاه بعضهم، وإنما كان من باب الالتزام.


وهذا المذهب الذي لجأ إليه الفنان المسلم هو الذي جعل هذه اللوحات لا تخرج عن الوظيفة الجمالية.


والتقيد بتلك الأسس هو الذي حرر الفنان من غل المحاكاة، ودفعه إلى البحث عن مجالات تتحقق فيها شروط الالتزام التي أخذ نفسه بها.


وقد وجد في فن الزخرفة ما يحقق له ذلك، فانطلق خياله يبدع الأشكال في مجال رحب لا حدود له، مما صبغ إنتاجه بهذه السمة الفريدة في الفن الإِسلامي، فكانت لوحاته بلا حدود، فإذا وقفت حدود اللوحة أو السطح في وجهها ظلت ممتدة عبر الخيال.


ووجد في قداسة الكلمة القرآنية ميدانًا بكرًا لم تلجه حضارة من الحضارات، حيث التقى الفن بالجمال في ظلال القداسة، فإذا الكلمة المرسومة تضحي ذلك الفن الإِسلامي الخالص وقد تحقق فيها قوله تعالى: ﴿ نُورٌ عَلَى نُورٍ ﴾، نور مبعثه عُلْوِية الكلمة وقدسيتها، ونور مبعثه ما تحمله من هداية وحكمة، ونور مبعثه جهد الفنان وعبقريته في جعلها لوحة مشاهدة... تملأ العين جمالًا والقلب حكمة...


وهكذا نجد أنفسنا أمام نظرية كاملة يأخذ بعض أركانها ببعضها الآخر في تكاتف عجيب، حتى بدت وحدة واحدة.


وننتقل الآن إلى بقية المطاعن والإِشكالات:

إن كل ذلك الركام من الكلام الكثير، حول قضية تحريم التصوير، أو عدم تحريمه لا قيمة له. لأن الفن الإِسلامي التزم "التحريم" عمليًا في إطار التشبيه والتشخيص. وبهذا فقد أعطى بيانًا عمليًا للحكم.


أما كون التحريم أثرًا من آثار اليهود؟!
وكونه ناتجًا عن فعل المحدثين، فذلك مما يضحك!! ذلك أن قائله يجهل جهلًا تامًا أوليات قواعد التشريع الإِسلامي، فذهب يهذي.. والأعجب من هذا أنه وجد من ينقل عنه ذلك الهذيان.


وغريب أيضًا أن يكون الحكم الشرعي في قضية تحريم التصوير مطروحًا للتصويت؟! وأن يكون المصوتون من غير المسلمين؟؟ ونسوق كمثال على ذلك ما جاء في كتاب "الفن الإِسلامي" إذ جاء فيه: "... ومن المستشرقين والعلماء المعاصرين من يعارض نظرية التحريم أصلًا، ومن هؤلاء الأستاذ كريزويل، والأب لامانس والأستاذ أرنولد. أما العلماء ورجال الدين العرب (هكذا) المعاصرون فيبيح أغلبهم التصوير..."[12] ثم ساق ثلاث فتاوى لمحمد عبده ورشيد رضا ومحمود شلتوت مال فيها أصحابها إلى عدم التحريم[13].


لقد تبين مما سبق أن بنية فن الرسم الإِسلامي تقوم على الابتعاد عن تصوير الأشخاص فما ضرورة هذه المناقشات، وما حاجتنا إلى هذه الفتاوى، إن الذين سيأخذون بها سينتجون فنًا غير إسلامي. ولو وقف الذين أعطوا هذه الفتاوى على أسرار الفن الإِسلامي لم يفعلوا ما فعلوا. فقد خاضوا في مسألة لم يقفوا على أولياتها...


وأما القول بأن المسلمين خرجوا على هذا التحريم، لأنه مناف للطبيعة البشرية، فإنه يدفعنا للسؤال التالي: متى حديث هذا الخروج؟ وما مقدار حجمه؟ وفي أي قطر؟

إن "ت. و. أرنولد" نفسه، قائل هذا القول، يؤكد قلة هذا الخروج، وعلى فرض صحة قوله، فإن الشواذ لا تلغي القاعدة، وقد سبق في بحث الالتزام الحديث عن ذلك. إذ لا يسمى الفن فنًا إسلاميًا بناءًا على هوية فاعله من حيث المكان أو الزمان، وإنما بناء على التزام الفنان بإسلامه.


وأما القول:
بأن الإِسلام لم يترك في نفس المسلم مكانًا للفن على الإِطلاق.
وبأن الإِسلام حين حرم التصوير جفف ينابيع فني الرسم والنحت.
وبأن الخوف من اليوم الآخر أورث تضادًا بين الفن والإِسلام.
وبأن فشل العرب في فن الرسم يعزى إلى ذكائهم المحدود...


فكل ذلك غايته الطعن في إمكانات الفنان المسلم. وإظهاره بمظهر التخلف، وتلك قضية لا تحتاج إلى المناقشة، فقد بلغ الفنان المسلم منزلة تقل عنها منزلة كل فنان آخر، والبرهان قائم في كل أثر تركه فنان مسلم. ومع ذلك نسوق مثالين من أمثلة لا تحصى عن إبداع هذا الفنان، ننقلهما من كتاب (الخط في الفن العربي) لمؤلفه الدكتور مصطفى محمود غلام، مع تعليق المؤلف عليهما.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-09-2022, 10:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ردود على انتقادات ومطاعن حول الفن الإسلامي

ردود على انتقادات ومطاعن حول الفن الإسلامي
أ. صالح بن أحمد الشامي









المثال الأول:



"هذه اللوحة لها مكانة خاصة في ميدان الخط العربي فهي تمثل فنًا إسلاميًا في قالب مسيحي، فشعار بني نصر الذي جعلوه جزءًا من زخرفة قصر الحمراء هو "ولا غالب إلا الله"، وانتقل الشعار إلى قصر بني عباد في أشبيلية دون علم ملوك الإِسبان وذلك عندما استولى الإِسبان على أشبيلية حاولوا إزالة معالمها العربية الإِسلامية.









وحين انتهوا من بناء الطابق الثاني بتصميمه الأوروبي فوق القسم العربي من القصر وجدوا أنه لا بد من إصلاح زخرفة القصر وإدخال بعض الرموز المسيحية بين الزخرفة العربية والإِسلامية فطلبوا من ملوك بني نصر في غرناطة تزويدهم ببعثة من الفنانين المسلمين لترميم تلك الزخرفة.








وصل أعضاء البعثة إلى أشبيلية وأصلحوا ما أزيل من الزخرفة ولكنهم عمدوا إلى ترك أثر عربي إسلامي خالد في هذا القصر المسيحي. فوضعوا تصميمًا يبدو مسيحيًا في مظهره ولكنه يحمل شعار بني نصر فكان هذا الشكل الذي يتكون من جملة "ولا غالب إلا الله" محتويًا على بعض الصلبان. وبذلك أرضى الفنان المسلم نفسه بترك أثر إسلامي وأرضى أصحاب القصر الجدد المسيحيين بتصميم مسيحي المظهر. وظل هذا السرّ غامضًا إلى الآن.








ومما يزيد من أهمية هذا التصميم الفني هو أنه في فن النحت وصبّ القوالب لا يمكن أن يتساوى الشكل الأصلي مع قالبه مطلقًا، أي أنه لا يمكن أن يتساوى الذكر والأنثى أو القسم المرتفع والقسم المنخفض في أي عمل فني،


















والآن، انظر إلى القسم المرتفع الملون بالأسود، ثم دوّر الورقة واجعل أسفلها أعلاها ثم انظر إلى القسم المنخفض الملون بالأبيض واقرأه فهل تجد فرقًا؟








وثمة ظاهرة أخرى تميز هذه اللوحة وهي أنه يمكن قراءة القسم المرتفع منها بالنظر إليها من أسفل إلى أعلى، وقراءة القسم المنخفض منها بالنظر إليها من الطابق الثاني من القصر أي بالنظر إليها من أعلى إلى أسفل، وفي كلتا الحالتين نقرأ "ولا غالب إلا الله".








واللوحات السابقة توضح تصميم هذه اللوحة وتنفيذها".








المثال الثاني:



"يعتبر الفخّار من المواد المهمة في الفن الإِسلامي، فقد استخدمه الفنان المسلم في كثير من الأحيان عوضًا عن النسيج المستعمل في الرسم (كنفاس). والرسم على إناء عميق بفرشاة ذات شعرتين أو ثلاث ليس بالعملية السهلة إلا أن الفنان المسلم كان قادرًا على رسم أشكال ذات ألوان بديعة مذهبة وذات بريق معدني على ألوان سبق طلاؤها بمادة زجاجية. ويبدو تمكنه في هذا الأسلوب الدقيق في رسومه أيضًا على عدد غير قليل من المخطوطات النادرة الموجودة في مكتبات العالم ومتاحفه.








وهذه اللوحة صورة لطير مرسوم على إناء من الفخار محفوظ في متحف بوستن للفن بالولايات المتحدة صنع في نيشابور بإيران أو سمرقند في القرن العاشر الميلادي والرابع الهجري. وقد أرسل المتحف الصورة للمؤلف لدراستها وتحليلها وتضمينها بحوثه. ووقف المؤلف أمامها متحيرًا يسائل نفسه: لماذا أضاف الفنان خطين على ذنب الطير؟ هل أراد أن يجعل له أربعة أرجل؟ أم جعل له شعبتين إضافيتين في الذيل؟ أم أنه مجرد ملء للفراغ ليحقق التناسب في الرسم؟ وبعد تأمل طويل وتمعن للرسم كانت فرحة المؤلف كبيرة حين اهتدى إلى اكتناه سرّ هذه اللوحة التي تعبر عن البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) فقد احتاج إلى ألفين لكل من (لر، لر) ليكمل بهما (الرحمن الرحيم) وبدون الألفين يكون الرسم ناقصًا. ولكي يربط الألف في كلمة (الله) التي وضعها أعلى بين رأس الطير وذيله حوّل حرف الألف من الوضع العمودي إلى الأفقي. وهكذا كان خياله الفني عميقًا ظل عدة قرون بدون تفسير».







أقول:



واضح في اللوحة الأولى كيف أن الفن أضحى طوع بنان الفنان المسلم يصوغه بالشكل الذي يريد، ويضمنه ما يريد، ويوازن مع ذلك في عملية الحفر بين البروز والفراغ أو بين الارتفاع والانخفاض، ويتيح للمشاهد رؤية المشهد ذاته من وضعين متقابلين...








إن كل عملية لوحدها، لو وجدت في لوحة، لكانت فنًا عظيمًا، وإبداعًا جميلًا، فما بالنا وقد جمعت كلها في لوحة واحدة؟!








إنه الفنان المسلم.








وفي اللوحة الثانية زخرفة رائعة، تبدو أنها تشخيصية، ولكن الفنان خرج بها عن ذلك إلى اللاطبيعة بالزخرفة في وسطها وبإضافة رجلين زخرفيتين. ثم تبين بعد ذلك أن لهما مهمة أخرى، وهي استكمال حروف (البسملة) وإذا بنا أمام كتابة زخرفية. تبدو في شكلها فنًا تشكيليًا تشبيهيًا، ولكن بعد إمعان النظر تجعل المشاهد يقول بسم الله الرحمن الرحيم...









أليس هذا هو الفن؟

وأما قولهم بأن الفن الإِسلامي فن زخرفي، أي بلا مضمون. فذلك صحيح في الجزء الأول، غلط في الجزء الثاني.




نعم إنه فن زخرفي، ولكن مضمونه قائم موجود، فنحن نقول عن الشيء إنه بلا مضمون، إذا لم يؤد وظيفة ولم يحقق غاية. وفن الزخرفة فن جمالي، فغايته التي يسعى إليها ووظيفته التي يحاول القيام بها هي تحقيق الجمال. وقد فعل ذلك. فكيف يقال إنه بلا مضمون؟!.








ومع ذلك فكثير من تلك الزخرفات لم تقتصر على الوظيفة الجمالية بل حملت في طياتها فكرًا وبيانًا..








وبهذا كانت زخرفة في مواجهة العين، ولحنًا في مواجهة الأذن، كلاهما فن يتحد فيه الشكل والمضمون.








إن الزخرفة - كما قلنا - فن جمالي، وليست فنًا تعبيريًا حتى يطلب منها أن تؤدي مضمونًا غير الجمال ذاته، ومن يطالبها بغير ذلك فهو جاهل بخصائص الفن.








وأما القول بأن بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم قد حطمت كل احتمال لتطوير صور وتماثيل مقدسة كتلك التي يصور بها المسيح. فهذا القول لم ينطلق من أرضية فنية ولا أرضية جمالية، وإنما انطلق من أرضية كنسية صليبية عاش فيها القائل فظن أن نقص هذا اللون من الفن؟! إن صحت النسبة، نقص وتخلف.








ولا نريد الإِطالة في مناقشة هذا الأمر فهو مما يرفع رأس الإِسلام عاليًا أن يكون الله وحده هو المعبود. ومما يشرف الفن الإِسلامي أن لم يحدث فيه ما حدث في المسيحية بشأن المسيح.. وهذا يدل على الالتزام من جانب، كما يدل على جمالية هذا الدين حيث ظل التناسق قائمًا بين كل الميادين وخاصة ما يمس أمر العقيدة وهذا من مفاخر الإِسلام.








ونتساءل بدورنا: ماذا أفادت المسيحية من صور المسيح ومنحوتاته؟ إنه لم تكسب أكثر من أن تحولت إلى ديانة وثنية، ولم يكن الفن فيها غير الفن الإِغريقي في غلالة نصرانية[14]. فهل كانت قداسة المسيح خيرًا للنصرانية؟!.






وأخيرًا نصل إلى ذلك اللون من التخبط في الحديث عن الفن الإِسلامي.




وهو الادعاء بأن الابتعاد عن الصور التشبيهية لم يكن نتيجة تحريم ديني وإنما هو إرث قديم، وتقليد أصيل في المنطقة، سابق على مولد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو تقليد قديم عند العرب وأجدادهم.. وهو أيضًا حلقة في سلسلة تطور الفن في الشرق...








أقول: غريب أمر هؤلاء الباحثين. إن كان منع التصوير التشبيهي فضيلة فنية، فهو إرث قديم لا فضل للإِسلام فيه، وإن كان منقصة ومنافاة للطبيعة البشرية وقتلًا للفن في نفس الإِنسان.. فهو حينئذٍ من صنع الإِسلام!!!








إن القول بأنه إرث قديم في المنطقة يخالفه الواقع، هذا الواقع الذي لا نعتمد في نقله على الروايات التاريخية، فهي مجال للضعف، وإنما نعتمد فيه على كتب السنة حيث التحقيق العلمي...








إن الروايات الحديثية تؤكد وجود فن الرسم التشبيهي وفن النحت التشخيصي بما لا يدع مجالًا للشك.








ففي الصحيحين - البخاري ومسلم - أن الرسول صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت - حين فتح مكة - وفي يده قوس، وحول البيت وعليه ثلاثماية وستون صنمًا، فجعل يطعنها بالقوس ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا""جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد" والأصنام تتساقط على وجوهها.








وفي مسند الإِمام أحمد "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت وجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم، فقال.... هذا إبراهيم مصورًا فما باله يستقسم؟".








وفي سنن أبي داود "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب - زمن الفتح - وهو بالبطحاء، أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها...".








واستمر - فيما يبدو - وجود الصور من آثار الجاهلية حتى زمن خلافة علي رضي الله عنه فقد روى الإِمام مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي رضي الله عنه: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا تدع صورة إلا طمستها...".








وإذا تتبعنا السيرة وجدنا أن عددًا من الصحابة كلفوا بإزالة الأصنام وطمس الصور، مما يدل على وجودها وسعة انتشارها.








بل كان من صناع الصور من يعيش في مكة ذاتها، يدلنا على ذلك فتوى ابن عباس إذ أتاه رجل فقال: يا ابن عباس: إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير. فحدثه ابن عباس بقوله صلى الله عليه وسلم "من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدًا" فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه، فقال ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر...








وإذن فقد كانت التصاوير موجودة ولها صناع يعيشون من عملها. فأين الإرث القديم؟








ثم إن كان الأمر كذلك فكيف نفسر وجود الصور في قصر عمرا والحير الغربي.. لماذا خالفت هذه القصور القاعدة بغض النظر عن كونها قصورًا إسلامية أو غسانية أو إغريقية!! طالما أن الإِرث قام في هذه المنطقة؟!.








نكتفي بهذا القدر من المناقشة التي أردنا منها لفت النظر لما في تلك الكتب التي تتحدث عن الفن الإِسلامي من أخطاء.







[1] انظر في هذه المطاعن، مقال الدكتور إسماعيل فاروقي، في مجلة المسلم المعاصر عدد 23 عام 1400هـ.




[2] الفن العربي في اسبانيا وصقلية، تأليف فون شاك. ترجمة: د. الطاهر أحمد مكي ص 6 - 12 ط دار المعارف بمصر.




[3] جمالية الفن العربي. الدكتور عفيف بهنسي ص 58. سلسلة عالم المعرفة.




[4] المصدر السابق ص 71 - 72.




[5] المصدر السابق ص88.




[6] الفن الإِسلامي، أبو صالح الألفي ص 78.




[7] في فصل حكم التصوير في الإِسلام.




[8] في فصل مفهوم الفن الإِسلامي.




[9] الظاهرة الجمالية في الإِسلام ص 181 وما بعدها.




[10] نريد بذلك ألا يكون مقيدًا بكونه "جمالًا فنيًا" حيث يكون المضمون غير جميل.




[11] إن لوحة (الجوكندا) للفنان دافنشي، لا شك جميلة، ولكن هذا الجمال أليس هو جمال "الموديل" وكان دور الفنان هو تثبيته على اللوحة.؟!




[12] الفن الإِسلامي. أبو صالح الألفي ص 79.




[13] المصدر السابق ص 79 - 86.




[14] بل إن "سانتيانا" يقرر أن المسيح الذي يعرفه الناس، لا صلة له بواقع الحياة. يقول "إن المسيح الذي أحبه وقدسه الناس هو مثل أعلى كونوه حسب رغباتهم هم، وخلقوا له شخصية دائمة تعيش معهم، شخصية حية يألفونها ويفهمونها جيد الفهم، وذلك من تلك الأقاصيص الناقصة والمبادئ المرتبطة باسمه، وإن هذه الصورة الذاتية هي التي أوحت بكل ما في العالم المسيحي من صلوات وانقلاب ديني، من تكفير وزكاة وتضحيات، كما أنها هي التي أوحت بنصف ما فيه من فن. [الإحساس بالجمال ص /209/ تأليف سانتيانا].








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 95.59 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]