غراب يبحث في الأرض - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836892 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379405 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191257 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 661 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 947 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1099 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-09-2022, 07:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي غراب يبحث في الأرض

غراب يبحث في الأرض


حامد الإدريسي




بعث الله الغراب، الحيوان البشع المنظر، القبيح الصوت، الرديء الخلق، ليري ابن آدم الإنسان الذي فضله الله على كل المخلوقات، كيف يواري سوأة أخيه.
قال الإنسان: (يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي[1]) منذ ذلك الحين والغراب علامة شؤم، ونذير فراق، وطالع سوء، لكن علينا أن لا ننكر أنه كان في أحد الأيام معلما للإنسان، واستفاد منه في أمر مهم من أمور الحياة، فعرف منه كيف يواري جثة أخيه الإنسان التي تتعفن بعد الموت فتسوء كل من يراها.
لقد حصل بين قابيل وهابيل ما يعرفه الناس من قتل أحدهما لأخيه، (إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك، قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين، فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه[2]) وهنا نقف مع الآية عند هذا المشهد العظيم كي نرى دور الطبيعة بمخلوقاتها المتنوعة، وقوانينها الدقيقة.
الإنسان بعقله، والطبيعة بعجائب صنع الله فيها، هما محورا حديثنا ووقفتنا مع هذه القصة الكثيرة الأبعاد، العميقة المعاني.
إن بين الطبيعة والإنسان رسالة قديمة، وعلاقة معرفية، بدأت مع هذا الغراب، واستمرت إلى يومنا هذا، إنها الكتاب العجيب الذي يفتح للإنسان صفحة من صفحاته كلما تقدمت به العلوم، وكلما أصبح أكثر نضجا وأكثر قابلية للمعرفة.
بالأمس دهشت كثيرا وأنا أشاهد على الشبكة العنكبوتية روبوتا آليا، صنعوه على شكل امرأة، وصنعوا لها بشرة مثل بشرة الآدميين، ونظاما للنطق والمحادثة، وألبسوها ملابس امرأة يابانية، فلو أنك رأيتها في الشارع لما شككت أنها امرأة من الإنس، وأخذت أسأل نفسي ما أبعاد هذه العلوم والاختراعات، وإلى أين سيصل بنا التطور التكنولوجي، لعلنا نصل إلى اليوم الذي يخطب فيه الإنسان واحدة من هؤلاء الآليات، فهي على الأقل لن تضجره بكثرة الطلبات، وهات هذا الفستان وتلك العباءة، واحملني إلى هنا، ولم لا تأخذني إلى هناك، كل ما ستطلبه منه، فيش كهرباء بتيار مائتين وعشرين لا أقل ولا أكثر.
لقد كانت الطبيعة المعلم الأول للإنسان منذ أن خلقه الله عز وجل وجعله مؤهلا بعقله لكي يتعلم، فهو الطالب الوحيد الذي يفهم عن الطبيعة دروسها، ويتعلم منها حكمها وأسرارها.
فلولا العقل ما تعلم الإنسان من الطبيعة شيئا، ولولا الطبيعة ما عرف الإنسان النار والجاذبية ودافعة أرخميدس، ولما طار كالحمامة في الهواء.
لقد قتل قابيل هابيل، وكان في الآيات التي حكت قصتهما عبر كثيرة تحذر الإنسان من الظلم وعواقبه، وتبين أن الله عز وجل شرع شريعة عادلة بسبب تلك الحادثة العظيمة وهي بداية القتل والفساد في الأرض، فكتب الله من أجلها على بني إسرائيل وغيرهم من الناس أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
هذا ما يجذبنا في الآية ويشدنا إليها، فقد أشارت إلى جزئية بعيدة عن القصة، وفصلت فيها كثيرا، ووقفت عندها طويلا، دون أن نحس بشيء من البعد عن الموضوع، وهي قصة الغراب، وكيف كان يفعل، وكيف نظر إليه قابيل، وقال : (يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب) فأخذت جزئية الغراب نصيبا كبيرا من الاهتمام، وسلطت عليها الآية الكثير من أضوائها وأنوارها.
فحديث الآية عن هذه الجزئية بهذا التفصيل، فيه إشارة إلى أهمية هذا الموضوع، وتنبيه لنا إلى الاهتمام به كاهتمام النص به وحفوله بجزئياته، وصورت لنا الآية موقف قابيل، وهو يلوم نفسه ويتعجب من جهله -وهو الإنسان ذو العقل المركب-، بأمر مهم حتى علمه له الغراب.
إن الطبيعة تمدنا بدروسها، وترسل لنا رسائل وإشارات كي نتعلم منها، كما بعث هذا الغراب إلى قابيل (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه)، والتفاحة التي سقطت على نيوتن وجعلته يكتشف الجاذبية، كانت من قبيل هذا البعث، إذ أن تحريك الشيء إلى أمر ما يسمى في اللغة بعثا.
فالطبيعة أستاذ الإنسان، وهي تعطيه دروسا دنيوية ودروسا أخروية، فمن خلالها نرى صفات الله عز وجل متجلية للعيان، فنرى قوته وجبروته في أعاصيرها وفيضاناتها، ونرى جماله في ورودها وبساتينها، وجداولها وجبالها، ونرى بديع صنعه في فواكهها وخضرواتها، وعصافيرها وفراشاتها، ونرى في اختلاف الأيام وتغير الأحوال شيئا كثيرا من صفات الله عز وجل ودلائل ربوبيته، ودروس الطبيعة في هذا الباب لا تعد ولا تحصى، وفيها قال الله تعالى : (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض، وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون[3]).
أما دروسها الدنيوية، فهي التي ألهمته وأظهرت له شيئا من مكنون حكم الله في صنعه، وهذا من علمه تعالى الذي يفتح منه على عباده بما شاء، حينما يشاء، قال تعالى : (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء[4]). فهي التي علمته أن يلبس جلود الحيوانات، ويتزين بزينتها، ويجمل نفسه بريشها، ومنها عرف النار، فأشعلها وأنضج بها أكله، ومنها تعلم أساليب الطيران، فطار في الهواء، وزاد علم الإنسان حتى تحكم في الطبيعة، وسيطر عليها، فلم يعد يعجزه طول الجبال، ولا عمق البحار، ولم يعد يقلقه البرد أو يؤذيه الحر، ولا أصبحت تشق عليه المسافات، وقهر معظم الفيروسات بأدويته المتطورة وتقنياته المستحدثة، فرآها وعرف أساليبها، واستطاع أن يتغلب عليها، قال تعالى : (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس[5])، فالأرض في زماننا هذا قد أخذت زخرفها، وأبدت زينتها، ومن ذلك ما ظهر للناس من هذه التكنولوجيا والاكتشافات، فظن الإنسان أنه قادر عليها.
فتعلم من الحيوانات وعاداتها وسلوكها الشيء الكثير، وأقام علما كاملا على هذا سماه "علم محاكاة الطبيعة" أو biomimetic بلغتهم، ومن أشهر العلماء المهتمين به في عصرنا، العالم السويسري جورج دي ميسترال الذي استغرق من عمره ثماني سنوات ليطبق تقنية بسيطة من تقنيات الطبيعة، ويحولها إلى اختراع، حيث شاهد التصاق النباتات بالفراء والملابس، فاخترع شريطا لاصقا يسمونه "فيلكرو" يستخدم في الكثير من الصناعات.
وقد استلهموا من الخنفساء أنظمة إنذار مبكرة للحرائق، ومن الدلفين نظام السونار الصوتي تحت الماء، ومن الخفاش نظام السونار الليلي، بل يقول علماء البيبيوميمتيك إن أغلب الاختراعات هي تقليد للطبيعة، وقد عرضت قناة الجزيرة من هذا الشيء الكثير في وثائقي رائع خصته لهذا الموضوع اسمه " تقنيات الطبيعة".
تلك هي الطبيعة التي يسخرها ربها لإلهام الإنسان، وذلك هو العقل الذي يستقبل هذه الإشارات ويفهم هذه الدروس، وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة، بعبارة : (ليريه كيف) فكثير من الحيوانات والنباتات وهي تتصرف بفطرتها الساذجة، وتقوم بردات أفعالها المعتادة، تعطي الإنسان أعظم الدروس التي تجعله يقول في نفسه (أعجزت) أن أكون مثل هذا الحيوان، فيحس بالعجز التام، ويبحث مستلهما الطبيعة إلى أن تلهمه دروسها وأساليبها العجيبة.
وإذا لم يفهم العقل عن الطبيعة، فإنها وهي مأمورة مسخرة، تلجأ إلى التدخل المباشر، فتتحايل الحوادث إلى أن تكشف له ما أراد الله من أبواب العلوم، فتقوم بإرشاده إلى ما لم يستطع الوصول إليه من الاختراعات، والتاريخ مليء بقصص الاختراعات العلمية التي غيرت مجرى التاريخ وكانت وليدة الصدفة، ولو شئت أن تستبدل كلمة القدر مكان كلمة الصدفة فافعل...
ففي مجال الطب وحده، نجد الكثير من الحوادث الغريبة التي تجعل الإنسان يقف متحيرا متفكرا، ففي عام 1895 وبينما كان الفيزيائي روتنجن يجري تجاربه على بعض الأشعة، لاحظ قطعة ورق مغطاة بمادة معينة، تتألق نتيجة تعرضها لنوع جديد من الأشعة أطلق عليها اسم الأشعة المجهولة إكس, وأصبح أول عالم فيزيائي يحصل على جائزة نوبل على اكتشافه عام 1901 . و التي لا تزال تستخدم في مجالات واسعة حتى يومنا هذا.
وفي عام 1928 كان الكسندر فليمنغ عالم البكتيريا يجهز لقضاء عطلة مع الأسرة عندما نسي طبق بتري( أحد أنواع مزارع الباكتيريا المعروفة ) مفتوحا على طاولة المخبر وبداخله مزارع لأحد أنواع الجراثيم، فتسللت بعض الفطريات إلى طبق كان يجري عليه زملاؤه بعض التجارب، وأنتجت ما يمسى بالبنيسيلين، والذي منع نمو الجراثيم في الطبق، وتم اكتشاف المضاد الحيوي المعروف بالبنسلين والذي نفع الله به البشرية جمعاء، وأنقذ الملايين من موت محقق بسبب الالتهابات الجرثومية، ونال صاحبه جائزة نوبل للطب عام 1945 .
ومن ذلك دواء مينو كسيديل، وهو الدواء الوحيد المعترف به عالميا لعلاج الصلع وتساقط الشعر، تم اكتشاف تأثيره على نمو الشعر قدرا، فقد كانت الشركة المنتجة تبحث عن دواء جديد لخفض الضغط، وعند إجراء التجارب الأولية على البشر، ظهر أثره الكبير في نمو شعر من خضعوا للتجربة، فتم بيعه لهذا الغرض.
إن رسالة القرآن في قصة قابيل وهابيل، ترشدنا إلى النظر في هذه المخلوقات التي أوحى الله إليها بما تقوم به من عجائب الصناعات وبديع الإبداعات في كل الميادين : (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا[6]) وهي بدورها مسخرة لكي تخدم الإنسان، وتعلمه من علم الله الذي أوحى إليها.
إن النظر في مخلوقات الله من العبادات العظيمة التي غفل عنها المسلمون، وتركوها لأقوام لا يرون فاعلا إلا الطبيعة، وينسون أن وراء هذه الطبيعة ربا قادرا حكيما، هو الذي سخرها لخدمته، وأمرها أن تطيعه، بل وبعثها كي تعلمه، كما بعث هذا الغراب.



[1] ) المائدة:31.

[2] ) المائدة:27-31.

[3] ) يونس:101.

[4] ) البقرة: 255.

[5] ) يونس:24.

[6] ) النحل:68.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.30 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]