عد إلينا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 54 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 622 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 31 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15831 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2021, 01:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي عد إلينا

عد إلينا
حسنية تدركيت





بدتِ الحروف تتراقَص أمامي، لا شيء يَظهر بوضوح، شيء ما اختفى، بحثتُ عنه بين طيَّات الكتاب، غاب التركيز حينما ظهر، زفَّ إليَّ الخبر بفرحٍ طاغٍ ونشوة غامرة، سأُهديكِ ورودَ الأقحوان بعبيرها المتميِّز، وستَغرسِينها في حديقة العمر؛ كي تُزهِر وتَنمو، فتُصبِح أجملَ أكثر وأكثر، لو أَملِك أنْ أُعطيكِ عمري ما تَأخَّرت، ولكنَّ العمر هبة الرحمن لا تُمنح إلا له - سبحانه - هي منه وإليه.
دمعة صغيرة غلبتْني حينما وجدتُني عاجزةً عن التعبير عن شكري وامتناني، شيء مُحزن ألاَّ أَجِد إلا كلماتٍ، قد تبدو لك جوفاء لا مَعنى لها، ولكنَّها بحقٍّ عبَّرت عن القليل القليلِ من جمال ورقَّة وعذوبة ما أَشعرُ به.

زوجي الغالي المسافر حيث العمل الشاقُّ، كيف أُحدِّثك عن مخاوفي من أن تَغتال شوقَكَ أُخرياتٌ، فتُلهِب وحدتَكَ بالخواطر والأحلام الأمانيُّ القاتِلة، وأنت تودِّعني كانت روحي تُرفرِف معك أينما حلَلتَ وارتحلت، ودعوتُ الله صادقة أنْ يَحفظَك من كلِّ سوء.

في تلك الليلة هَجَرني النوم، وبدأت الأفكار تَتسابق إلى مُخيِّلتي؛ لِتصنَع عالمًا عجيبًا هَالني أنْ يُصدِّقه ذهني، كلُّ الخواطر والخَلَجات التي اجتازتْ إلى فؤادي زَعزَعت كِياني، وبدأتْ تَنساب "الحكايا" عن الذين سافَروا ثم لم يعودوا، عن رجال تغيَّرت أحوالُهم، قليل من الطمأنينة هزَمَ تَخوُّفي عليك.

وبين الفَيْنة والأخرى أَلتفتُ إليكَ كالمجنونة، أَرتشِف من ملامح وجهِكَ بعضًا من الشجاعة والجرأة على خوض غمار التجرِبة، غدًا ستُسافِر، وستأخذُك الطائرة بعيدًا عنَّا، وسيَدقُّ قلبي مُعلِنًا حالة طوارئ إلى أنْ تَعود سالمًا غانِمًا، أُصبتُ بالدهشة من وصيَّتي المُتكرِّرة لك:
كن عابدًا لله مُخبِتًا كما عرفتُكَ دائمًا، لا تنسَ أنَّ لك أحبَّة أنتَ أغلى عليهم من أنفسهم، فلا تَبخل عليهم بأنْ تُسمعَهم صوتَكَ.
مشاعر غريبة أصبحتُ رهينة لها منذ أنْ سمِعتُ الخبر.
كنتُ زوجة وحبيبة وأُمًّا في آن واحد، أَشفقتُ على نفسي من أن أظلَّ طيلة غيابِكَ مُسهَّدة العيون، نابضة بالشوق تَارةً، والحنين تارةً أخرى.

والسؤال الذي يَطرُق ذهني كلَّ مرَّة:
تُراه يَعود مُحمَّلاً بالأشواق والحبِّ الكبير؟
أم أنَّ السفر سيَجعلُه يَقسو ويَنسى أنَّ له أحبابًا لا غنى لهم عنه؟
في كل مرة أَجد لك ألف مُبرِّر، إذا ما طال انتظاري للهاتف أنْ (يرن) أَهمِس:
مشغول أنتَ بعملك، أو عُدتَ مُجهدًا من التعب، يَنتابني الخوف والهواجِس بأن تكون مريضًا في بلاد الغربة، لم أسمح يومًا ما لأفكارٍ أخرى أنْ تَسرَح وتَمرَح في مُخيِّلتي.
عندما يَصرُخ الأطفال شوقًا لقُربِكَ وحنانكَ، أجد فرصتي بأنْ أرسُم لهم أجملَ صورة عن أب يُجاهد ويُكافح ويَجدُّ ويكد من أجل سعادتهم، فترتفع الأيدي الصغيرة إلى الله بأنْ يَحفظَك من كلِّ سوء، ومن داء الغربة قاتِلِ الوُدِّ والمحبة "الجفاء" والقسوة.
حينما تَضعُ رأسك على الوسادة طالبًا للراحة، تَذكَّر أن هناك عيونًا ترنو إلى الغدِ مُتهيِّبة ألا ترى لك عودة، يَغتالُها الحنين، وتضجُّ بآلاف الأسئلة: تراه يعود؟ أم أنَّ للغربة سلطانًا آسرًا يَمحو ملامحَ الوطن والأهل، يومًا بعد يوم؟!

في غيابكَ أخذتُ أفكِّر طويلاً: هل كنَّا نَحتاج إلى سفركَ؟
حياتُنا البسيطة ربَّما تفتقدُ لبعض من وسائل الترفيه وسَعَة في الرِّزق، وأَذكُر أنَّنا كنَّا معًا نَبحثُ في أمورنا في تلك الليلة عندما أَطلتَ النظرَ إليَّ، ثم ابتسمتَ قائلاً:
السفرُ هو الحلُّ، وكأنَّكَ صفعتَني بحقيقة جديدة، بدأتْ تفرِض وجودها على الجوِّ الرائع الذي سادَ حياتَنا الهادئة والجميلة، صَمَتُّ لحظاتٍ ثُمَّ أَجبتُكَ بثقة مُصطَنعة:
يُوجد عندي حلٌّ.
اتَّسعتْ عيناك وفي مشروع ابتسامة استنار وجْهُك، وهَمستَ بوُدٍّ: ما هو؟
أَخذتُ ألعبُ بَخُصلة نافِرة على جبيني أَلهو بها؛ كي أَنسى ما أشعر به من خوف حقيقي طفِقَ يَرسُم خطًّا مُتعرِّجًا في حنايا روحي، قلتُ مُبتَسِمة:
التَّجارة، ما رأيك؟

عاد الصمت يبسط ظلالَه المُخيفة علينا، أَعلم أنَّك الآن تُفكِّر في الموضوع بفتور، ولكنَّني أدعو الله أنْ يَجعلَك تَعدِل عن فكْرة السفر.
مضتْ تلك الليلة، ونَسيتُ مَخاوفي، وهدأتْ نفسي، ولكن مع متطلَّبات الحياة المُتجدِّدة ازداد إلحاحُكَ عليَّ أنْ أُوافِق على سفَركَ.
لم أكن لأرفض لك طلبًا، وعلى مضض وافَقتُ بأنْ يكون سفركَ لبعض الوقت فقط.
لو فكَّرنا معًا، لما كان حالي الآن مُحزِنًا، أَتسوَّل الأهل والأقارب بأنْ يَقضُوا لنا الحاجات، في كلِّ لحظة أَشعر بحاجتي إليكَ.
عندما يَمرضُ أحد الأطفال، أَبكِي وَحدَتي وطول انتظاري، وخوفي من أنْ يَسوء الحال، أَجلِب الدواء وأواسي الصغير، ويَبقى أمامي ليلٌ طويل يَجلب معه الأفكار والهواجس.

لو وافَقتَ بأنْ تَبدأَ بتجارة صغيرة، لَهان الأمر عليك وعلينا، كنتَ تَحتاج للتصميم والعزيمة، وكنتُ بحاجة إلى أنْ أُشعِرَكَ بأنَّني لا شيء بدونكَ، لو أَظهرتُ لك خوفي من الوَحدة، لغيَّرت قرارَكَ المُؤلِم، ليتكَ كنتَ مكاني للحظة فقط.
سترى العجب العجاب، أمًّا وأبًا في آن واحد صرتُ للأطفال، وزوجة تَنتظِر زوجها بالكثير من الشوق والحنين، صبرٌ وتعالٍ على المُعاناة، لم أكن أعلم أنَّني في يوم من الأيام سأكون مثلاً للصبر والتحمُّل.
سفركَ كان منحة ومِحنة في ذات الوقت، انْجلت لي نعمةُ أن يكون للمرأة زوج صالح يَرعاها، ويَسهر على راحتِها.
أَلقيتَ بجبلٍ مِن المسؤوليات على كاهلي ومضيتَ، عليَّ أن أَقوم بواجباتي المنزلية، ثم أَجلِب للصغار كلَّ حاجياتهم.

أُجاهِد أنْ يُتابِعوا دراستَهم في المدرسة والمنزل بشكل جيد، لا أَجد للرَّاحة طعمًا إلا عندما أرَاهم غارقين في النوم، أُسلِّي نفسي بيوم اللقاء، ذاك "العيد" الذي أَنتظِره بكلِّ ذرة في كِياني، أسأل نفسي الآن:
هل كنت سأوافِق على سفركَ؟
صدِّقني، لو كنتُ أَعلمُ هذا المصير، ما غامرتُ بي وبكَ وبالصغار، وألقيتُ بِحلمي الجميل في خضمِّ هذا البحر المُتلاطِم الأمواجِ، ولكن أقول ما يَقولُه المسلم المُستسلِم لأقدار الله:
"قدَّر الله وما شاء فعَل".






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.51 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]