#1
|
||||
|
||||
عام رقم 17
عام رقم 17 صفية محمود لما سكنتُ هذا العُنوان، غيَّرتُ ملابسي، وهجرتُ عرائسي، وتركتُ ألعابي، حتى أفكاري، وبعضُ مخاوفي تلاشت، فلم أَعُدْ أخاف من الظلام، ولم أعُدْ أَكرَه العُزلة والانفراد، طارت براءةُ الطفولة من شعوري، ومن عُيوني؛ فلم أَعُدْ أسامحُ وأعفو بيُسْرٍ، وصار لكلِّ كلام ردٌّ، ولكلِّ ظُلمٍ حَدٌّ، طاقةٌ وثوران، لا أملك له دَفْعًا، وحبُّ استطلاع ما له سَقْفٌ، كثيرًا لا أعرفُ ما أريد؛ ولكنِّى لا أكُفُّ عن التجديد، أَكرَهُ الركودَ والهمومَ، أُجَنُّ بالحركةِ والخروج، أحبُّ المَرَح، وأَقبَلُ كلَّ مقترَح؛ لوَأْدِ الهموم، وقتلِ الملل؛ فتلك نُزْهةٌ مع الصديقات، وهذا حفلٌ يضُمُّ البنات، وهذه فضفضةٌ تَبُثُّ الآهات، وهذا حديث عن الأناقة، وآخر عن الرشاقة، وكلُّها أمور عظام تستحقُّ الاهتمام، كل أمورِ الناسِ حَوْلي تحتَ نقدي، فكلُّ شيء ليس في مكانه الصحيح، في رأيي الناسُ مُخطئون، لهم آراءٌ مشوَّشة، والأفضلُ ما أقولُ، وما رأيت، ولكن منْ يُقِرُّ؟ والكبارُ أتُراهم يفهمون؟ كيف وهم لا يسمعون؟ فهل أبيِّنُ وأشرحُ وأكثرُهم لا يُنصتون؟ وإن سَمِعُوا فهم يرعُدُون، وبكل تُهمةٍ يَقذفون، فأَهرَب إلى السكوت، فأُغلِق فمي، وتتلوه حُجرتي؛ لأكتُمَ ثَوْرتي، ثم يرْغَبون في الوِداد، ويسألون أين البِرُّ؟ فأقول: وأين اللُّطفُ والعذر؟ فيقولون: حملناك بالصغر رغم الضَّجَر؛ ولكن هذا العمر قد مرّ، واحتياجي مستمِرّ، لا يكفيني كان وكان، فأين الآن ما تزعمون؟ وما لي أراكم صارمين؟ ردودُكم جاهزة؟ (لا ولن يكون)، فهل مساحةً من نقاش وتقديرٍ للظروف وللزمان، ومنعًا للصدام، أو على ودِّي السلام؛ فإنِّي على انتظار!! وصبرًا يا أمَّاه صبرًا! فغدًا حتمًا سوف أُغيِّر العُنوان!!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |