رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 15 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجنة تتزين للصائمين في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 390 - عددالزوار : 74926 )           »          أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 533 )           »          الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #141  
قديم 11-05-2021, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الشوق للهو والذنوب



محمود توفيق حسين




رمضان ليس منفاك

حتى يغلبك الشوقُ فيه لما تركت

ولا الغفلةُ بلادك

إن كنت تركت فيه مشاهدة الأفلام في رمضان

أو التدخين

أو الشات

أو أي شيء مما يبعدك عن ذكر الله

فاعلم أنك عدت إلى وطنك الحقيقي

وهويتك الأصيلة

هوية أهل الجنة، هوية أهل التوحيد، هوية من يصلحونَ في الأرض.

وأنَّ زمن غربتك هو زمن ذنوبك، زمن ابتعادك عن الله.

وأنك في شهرٍ يهرب الناس إليه

ولا يشردون فيه فيما تركوا وقد غلبهم الشوق

وبعضهم يقفز إليه وقد غلبتهم الدموع والإحساس بالنجاة، كما يقفز اللاجئون في آخر حافلة تقلُّهم بعيدًا عن الجوع والتنكيل والقصف.

فاغلبْ ضراوتك، وقاوم طينك، ولا تكن فيه مثل سبع يحوم عند أسلاك الحديقة باحثًا عن فرجة للعالم المفتوح.

فلو عرفت ما أنت فيه من زمن لتعلَّقت به تعلق الرضيع بصدر أمه

كيف لمن يدعي حب رمضان أن يشتاق للعودة لما لا يحب فعله في رمضان؟!

هذا الشوق لا يليق بك ولا بالشهر الكريم

هذا الشوق جُنون

كشوق القابعين في المخابئ للخروج إلى مواقع القصف.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #142  
قديم 11-05-2021, 05:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

من أسرار رمضان












(شهر الصبر)







أ. د. مصطفى مسلم






الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:



فإنَّ في آيات القرآن الكريم إشارات، وفي حديث رسول الله صلى عليه وسلم لَفتات، يجدر بنا أن نقف عندها ونتدبَّرها؛ من هذه الإشارات: قضية التقوى وعلاقتها بالصوم؛ كما ورَد في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].





ونقول مسبقًا:


إن "لعلَّ" في حق العباد تُفيد رجاءَ حصول الشيء المطلوب، أما في حق الله تعالى فهو تحقق وقوع هذا الشيء؛ أي في فرضية الصوم تتحقق التقوى بالالتزام بأداء هذه الفريضة، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم يُلقي ضوءًا على هذا الجانب:


فقد روى الشيخان - البخاري ومسلم - بسندَيهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلُّ عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سَبعمائة ضِعْف؛ يقول عز وجل: إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، ترَك شهوته وطعامه وشرابه مِن أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).





لماذا كان للصوم هذه المزايا؟!


إنَّ في كل المخلوقات مراكز ثقل وقوة في الماديات وفي المعنويات، فلنَضرب أمثلة من الماديات، ثم ننتقل إلى المعنويات:


1 - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مُضغة إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي: القلب).





القلب ذاك الجسم، الكتلة، المضخَّة، له تشعُّباته إلى جميع أنحاء الجسم؛ فإنه يوزِّع الدم إلى كل خلية في الجسم، ويَحمل الأوكسجين والغذاء، ويُبعد عنه السموم والفضلات، فلو تعطلت هذه المضخَّة تعطَّلت الدورة الدموية، وأدى إلى وفاة الكائن الحي.





2 - في الاقتصاد: لو أردنا أن نُساعد دولة مِن الدول بمدِّ اقتصادها بميزانية، فإن ذهبْنا نضخ الأموال في خزينة مدينة من المدن الجانبية فلن ينهض اقتصاد الدولة، أما إذا قدَّمنا المساعدات لخزينة الدولة المركزية أو ما يُسمى بالمصرف المركزي، أو مؤسسة النقد المركزي للدولة، فإنها ستوزَّع على جميع أجهزة الدولة، ويستفيد منها القاصي والداني مِن رعايا الدولة.






3 - في الطب: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، والسام: الموت).





واستغرب الأطباء من هذا الأمر، كيف تكون عشبة واحدة دواء لكل الأمراض؟! ولكن زال هذا الاستغراب عندما أجريت التجارب المخبرية على الحبة السوداء فوجدوها ترفع مناعة الجسم، فينعكس ذلك على مقاومة الجسم للأمراض، فكانت دواءً لأثرها على جهاز المناعة المركزيِّ.





4 - في مجال الأخلاق - وهو جانب معنوي - هناك أخلاق تَنعكِس آثارها على مُختلِف جوانب الحياة للفرد؛ مثل: خلُق (الصبر)، فإذا ترسخ هذا الخلق في الإنسان انعكس على صبره على التزام الطاعات وأدائها، وانعكس على التزامه بالأخلاق الفاضِلة فاتَّصف بها، وانعكَس على تجنُّب سفاسف الأمور والمعاصي فابتعَدَ عنها، وانعكس على تحمُّل المشاق يَحتسب ذلك في سبيل الله، وعلى تَحمُّل المصائب والأذى فلم يَتبرَّم منها.





لذا يقول صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضان: إنه شهر الصبر؛ لأنه يقوِّي إرادة الإنسان فيصبر عن الطعام والشراب والشهوات، كل ذلك يصبُّ في الصفة المركزية في تنمية التقوى لدى الإنسان، إنَّ معنى التقوى المبسَّط هو أن تحيط نفسك بشيء يَقيك مما يُحيط بك من الأمور التي لا ترغب فيها، ولا يُحقق ذلك إلا باستحضار مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل حركة وسكنة من التصرُّفات، وأقوى سبب وأبرز وسيلة تُحقِّق هذه المراقبة هو الصوم، إن المرء عندما يصوم: يكون خاليًا في مكانٍ لا يراه فيه أحد، ونفسه تواقة للطعام والشراب، وربما يصل به الجوع والعطش مبلغًا مؤثرًا، ومع ذلك يمتنع عن الإقدام على تناول شيء منها، إنَّ الإرادة تسند بمثل هذه السجايا، والصبر يَنمو فتتحقق التقوى التي يُشبِّهها سبحانه وتعالى باللباس الذي يَستُر جسم الإنسان ويَحميه من كل سوء، ويُضفي عليه الزينة والحسْن والبهاء؛ ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].





فهل أدركنا بعض أسرار فضائل رمضان شهر الصبر الذي يُحقِّق التقوى؟


وإذا كانت الإرادة تَقوى في هذا الشهر الكريم، والمراقبة - مراقبة الله سبحانه وتعالى - تنمو عند الإنسان في هذا الشهر، فهلاَّ وظَّفنا ذلك في ترسيخ أمور حسنة نَحرص عليها، واستأصلنا أمورًا سيئة نَجتنبها؟!





إنَّ للإنسان أعداءً كثُرًا، ومن أبرز أعداء الإنسان: عدوٌّ خارجي هو الشيطان، وعدوٌّ داخليٌّ، هي النفس الأمارة بالسوء.





لقد كفانا الله في هذا الشهر شرَّ العُدوان الخارجي؛ حيث تُصفَّد الشياطين في بداية شهر رمضان إلى نهايته، كما أخبرنا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.





والعدوُّ الداخليُّ قد ضُيِّق الخناق عليه بقطع طرُق الشهوات عليه؛ فقد ضعف أمر النفس بالجوع والعطش، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قويت الإرادة ومُراقبة الله سبحانه وتعالى، فتستطيع التغلُّب بإذن الله تعالى على النفس الأمارة بالسوء.





ومما أَقترِحه لترسيخ أمور حسنة:


أ - الاستمرار على قراءة القرآن كما عوَّدْنا أنفسَنا في رمضان؛ بقراءة جزء واحد كل يوم على الأقل.





ب - الاستيقاظ قبل الفجر بساعة كما نفعل في رمضان؛ لقيام الليل، أو قراءة القرآن، أو ذكر الله سبحانه وتعالى، أو القراءة في كتاب علميٍّ، المُهم أن نكون مستيقظين في هذا الوقت - وقت السحَر - الذي هو جزء مِن الثلثِ الأخير مِن الليل لنتلقى نفحات السحَر.





جـ - أن نُحاول الاحتفاظ بشيء من النوافل التي نؤدِّيها في رمضان؛ صلاة الضحى، قيام الليل، وكل نافلة تؤدى بعد صلاة العشاء بعد الفريضة والسنَّة الراتبة تُعدُّ قيامَ ليل، فلو استمررنا مع ركعتين أو أربع ركعات قبل النوم أو قبل أذان الفجر!






كما أقترح أن نتخلَّص من بعض العادات السيئة التي قد يُمارسها بعضنا؛ فإنَّ الإنسان إذا ألزم نفسه فترةَ شهر بفعل شيء، أو اجتنَب شيئًا آخر لمدة شهر، أصبح جزءًا من حياته وسلوكه لا يخلص منه بعد ذلك، ومن هذه العادات:


أ - التدخين: مَن ابتُلي بهدة الآفة، فالبيئة، والامتناع لفترة طويلة، والإرادة المتنامية - كل ذلك يُساعد على التخلص من هذه العادة السيئة.





ب - متابعة المسلسلات، وقضاء فترات طويلة على الإنترنت وغيرها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #143  
قديم 11-05-2021, 05:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الغائب في رمضان












أ. محمود توفيق حسين




انصرافُكَ للطاعة في رمضان

وغلقُ نوافذ القلب عن متابعةِ ما يسمرُ بهِ العامة

ويومياتِ الصحف والفضائيات

وأحاديثِ الخبز والتموين والضرائب والبورصة وما قاله السياسي فلان والفنان علاَّن

وكل ما ينشغل به الناس ويتجدد في نهار كل يوم

لا يعني أن لا يتمعَّرَ وجهك بسبب مصيبةٍ أخلاقية أعلَنوها في المجتمع

ولا يعني ألاَّ يضيق صدرك ببابِ شرٍّ قد فتحوه على الناس

ولا يعني ألاَّ تشتكي إلى الله من معصيةٍ يسَّروها

وأن تنكفئَ عن نفسك ككائنٍ محدودٍ فاقدِ الصلة بما يدور حولَهُ

متعطلِ الحواسِّ

عديمِ الأثر والتأثر

يتعبَّد ويدعو لنفسهِ ولزوجته وأولاده

وإن دعا للناس مع الناس دعا بقلبٍ لاه ليس فيه أدنى حرصٍ عليهم.




أن تعيشَ رمضان يعني من ضمنِ ما يعني:

حبكَ الخيرَ للناس

وحزنكَ على انتهاك حُرماتِ الله

ورغبتك العميقةَ في أن تقام المجتمعات على مُرادِ الله

وكرهك لأن يعود الناس من حولك للجاهلية والفساد

وهذا لا يعني تتبُّع كل خبرٍ وحكاية

والقعود في الطرقات وأمامَ الشاشات بالساعات لاصطياد كل حكاية

بل التألم من أمرٍ من أمور الشر قد وصل إلى غيرك كما وصل إليك

فرمضانُ ليس عطلةً للإنكار ولو بالقلب

ولا يبطلُ فيه الشعور بالجماعة


بل الصحيحُ أنه يتقوَّى في هذا الشهر

ولا يتوقف فيه ابنُ آدمَ عن البراءة من مظاهر الانحلال

بل يزدادُ فيه عبدُ اللهِ كرهًا لما يُغضب الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #144  
قديم 11-05-2021, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا تعلمنا من رمضان؟

ماذا تعلمنا من رمضان؟



علمنا رمضانُ الصبرَ:
• فالصبر على الطاعة والصبر على ترك المعاصي والصبر على قدر الله ثلاث مقامات يجمعها شهر الصبر، حيث وصفه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقال: «صَومُ شَهرِ الصَّبرِ، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شَهرٍ صومُ الدهْرِ كُلِّه» [1]، وقد علمنا رمضان كيف نصبر على ترك الحلال من مطعم ومشرب والذات، فأقام الحجة علينا بأن ترك الحرام أسهل حالًا وأنفع مآلًا. ولا عيش للمسلم يدرك به فضل الدنيا وسعادتها وأجر الآخرة ونعيمها إلا بالصبر قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا)[2].

• فالصبر يجمل به مقام الرجال ويجعل لهم قدم الصدق في كل محفل ومقام، وإنما وقع الإنسان في وحل المعصية ورذيلتها وعارها بفقده الصبر والانسياق خلف الشهوات.

علمنا رمضان الإخلاص
• فأنت صائم ولا يعلم بك أحد فما عُبد الله بأخفى من الصيام ولذا ورد في الحديث: «يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا»[3]، فعظم الصيام لقيام الإخلاص في نفس العبد فلا يراقب به إلا الله نهارًا فإذا أتى الليل وجدت العبد يتلمس الصلاة في أوله وفي جوفه وعند السحر لعله تصيبه نفحة رحمانية يسعد بها في دنياه ولآخرته.

• والإخلاص أعز ثمرة رمضان لأنه أحد ساقي القبول وأعمدته فلا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لله وعلى سنة رسول الله اتباعًا.

• يا مَن انفردت تناجي ربك في رمضان مستترًا عن أعين الناس في جوف الليل قد وصلت إلى ساحة الرحيم الرحمن فالزم المقام تفوز بالجنان.

علمنا رمضان العطاء.
• العطاء في رمضان يصادف شرف الزمان وقلة المعاش وحاجة الناس، وتجد أن الناس في رمضان أكثر عطاء لما أحسوا به من ألم الجوع سويعات فتذكروا من يعاني الأيام وربما الأشهر من أهل العوز، وقد سبقنا سيد المرسلين هاديًا لهذا العطاء ومبشرًا لأهله بالخلف من الله فعن عبدالله بن عباس قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ) [4].

• فما تقدمه لفقير وإن كان قليلًا فإنما تقدمه لنفسك قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [5]، فيد الفقير آخذة مالًا ويدك آخذة أجرًا.

علمنا رمضان عبادة الذكر:
• في رمضان نجد أنفسنا أقرب إلى الله بالذكر والشكر امتثالًا لأمر الباري عز وجل القائل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[6]، فأصبح الذكر ولله الحمد تتحرك بها السنتنا يبعثه رقة في القلب وقد غشيت الأفئدة سحائب الرحمات، ثم ازددنا خيرًا فكان الدعاء الذي وصفه الله أنه العبادة فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، فمن أدى حق الدعاء كعبودية أستجيب له بعاجل أو آجل.

ثم ترقت نفوسنا فوجدنا أن ختمة للقرآن في رمضان من أعظم ما يذكر به الله كما كان حال نبينا صلى الله عليه وسلم فقد كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ.

فأصبح نهارنا وليلنا ذكر لله بتسبيح وتهليل ودعاء وتلاوة القرآن ولولا رمضان ما اجتمعت لأحدنا إلا في النادر البعيد، ولكنه الأنس بالله فمن أنس بذكره في الدنيا آنسه الله في آخرته.

فرمضان مضى من حيث العدد وبقي لنا روحه وريحانته العطرة، فقد جعل الله لنا قيام الليل ولو بركعتين تغذي أرواحنا بالإيمان.

وبقي صيام ست من شوال تكملة لنا في الأجر قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)[7].

وبقي معنا تلاوة القرآن نختمه كل شهر مرة واحدة حتى لا نكون ممن هجر كتاب الله.
بقي معنا إخواننا الفقراء والمعوزين الذي يترقبون مد يد العون بكل سبيل.
وبقي معنا حسن الخلق بكف الأذى وطلاقة الوجه وحب الخير لكل مسلم.

فرمضان علمنا التربية العملية للعلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسول الله ليضعنا أما حجة علينا أمام الله بأنا قادرون على تحمل المشاق لفعل الطاعات وترك المحرمات فهو شاهد لنا أو علينا.

وفي خاتمة رمضان أكرمنا بضيافة الرحمن، فقد « قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يلعبونَ فيهِما، فقالَ: «قد أبدلَكمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منهُما: يومَ الأضحى، ويومَ الفِطرِ» [8]، والخيرية أن عيدنا أهل الإسلام عيد شكر وعبادة ولهو حلال وصلة أرحام وتوسيع على العيال في المباحات وكل أمر يحقق التألف بين الناس مما أباحه الله وأذن فيه الشرع.

الدعاء:
• ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب وأصلح اللهم أحوالنا في الأمور كلها وبلغنا بما يرضيك آمالنا، واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة آجالنا، وتوفنا يا رب وأنت راض عنا.

• اللهم اجعلنا ممن صام رمضان فقبلته وقام ليله فقربته، وناجاك في السحر فاستجبت له.

• اللهم اجعلنا ممن نال أجر ليلة القدر فضلًا منك ورحمة يا أرحم الراحمين.

• اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة قلوبنا

• اللهم إنا نسألك لولاة أمورنا الصلاح والسداد اللهم كن لهم عونًا وخذ بأيديهم إلى الحق والصواب والسداد والرشاد ووفقهم للعمل لما فيه رضاك وما فيه صالح العباد والبلاد.

• اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

• اللهم صلي وسلم على النبي المصطفى والرسول المجتبى وعلى آله وأصحابه معادن التقوى وينبوع الصفا صلاة تبقى وسلامًا يترى.


[1] صححه السيوطي في "الجامع الصغير"، والألباني في "الإرواء"، والأرناؤوط في تخريج المسند.
[2] ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص 23).
[3] البخاري (1894).
[4] البخاري (6) .
[5] الآية 110 من سورة البقرة .
[6] الآية 152 من سورة البقرة .
[7] مسلم (1164)
[8] وصححه ابن حجر في الفتح , والنووي في الخلاصة , والألباني في صحيح الجامع ,
______________________________ ___________
الكاتب: د. عطية بن عبدالله الباحوث



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #145  
قديم 12-05-2021, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تعلمنا في مدرسة الصيام أن الإيمان والخُلق قرناء









حسام العيسوي إبراهيم


لا إيمان لمن لا خُلق له:

هل تنفع الصلاة والصيام وقراءة القرآن إلا إذا تبعها عمل وإصلاح للمجتمع من حولنا؟



امرأة عجيبة:

هل تعرف من هي؟ إنها امرأة تُكثر من الصلاة والصيام والصدقة، ولكن تؤذي جيرانها، فهل تصح لها عبادة؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((هي في النار))، وها هي امرأة أخرى عُرفت بقلة الصلاة والصوم، ولكنها تتصدق على جيرانها، فأخبرها صلى الله عليه وسلم: ((بأنها من أهل الجنة)).



نداء إلى المصلين:

كثيرًا من الناس يفضل التعامل مع من هو أقل منه في الالتزام، زعمًا منه بأنه يراعي عمله، ويؤديه على الوجه الأكمل.



هل هذا صحيح؟ لو كان صحيحًا فهذه كارثة؛ لأن الإيمان والخُلق قرناء.





وصايا عملية:

الله الله قبل كل شيء.

القدوة لا تعني الرياء.

أفضل الأعمال سرورٌ تدخله على مسلم.

خير الأعمال أدومها وإن قل.

هل تصلي؟ ما هو دليلك على ذلك؟

سبق أهل الدثور بالأجور.

اعلم جيدًا (أن صاحب المعروف لا يقع، وإذا وقع لا ينكسر، أو وجَد متكئًا).



أخي، هذه بعض الاستفادات التي تربينا وتدربنا عليها في مدرسة الصيام السنوية، فهل نكون من الفائزين؟ أم أننا نضيع ما تدربنا عليه؟




الله نسأل أن ينفعنا بما علمنا، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #146  
قديم 12-05-2021, 04:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

هل عشت حبًا لله في رمضان؟














أ. محمود توفيق حسين








قرأتَ القرآن


صليتَ


تصدقت..


هذا ما جئت به رمضان


ونسألُ الله أن تؤجر خير أجر.





لكن هل عشت حبًّا لله في رمضان؟


لا أسألك على ما اجتهدت فيها مأجورًا


لكن أسألك عن عيشك في هذا الشهر حبًّا لله.





هل شعرتَ بحبه يملأ جوانحك؟


هل شعرت بهذه الثمرة الجليلة في فؤادك أن تحب مولاك؟


يضع الناس رؤوسهم على الوسائد للنوم


فينشغل هذا بالوردة الجميلة التي أهدتها إياه خطيبته


وذاك بعدد المتابعين الذي زاد على الفيسبوك


وثالثٌ ينظر في الآثار الطيبة للتمرينات على جسمه الممشوق


ورابع يراجع صور حفل تخرج ابنه من المدرسة


قلبُ كلٍّ منهم قد سرى في جنح الليل وهدأتهِ في طريقِ من يحب أو ما يحب


وكل هؤلاء يتكلمون عن حبهم للهِ إن سئلوا


طبعًا طبعًا نحبُّه


والأفئدة اللاهية تكذِّب ما تقولهُ الألسنة


فانشغالها بغيرهِ حقيقة


وعلامة الحب الانشغال


أنْ تذكر من تحب خاليًا


وتتفكر فيه


حتى تتحركَ مشاعرك ويغمرَك بذكره طمأنينةٌ ورضًا


فعش حبًّا لله في هذه الأيام المباركة


ولو عندما تلقي برأسك على المخدة مسلِّمًا أمرك له


وقد جعل ابن قيم الجوزية من أخذ المضجع أحدَ المواطن التي يتلمس فيها العبد أثر حبِّ الله في قلبه.





فما رأيك أن تكحِّل عينيك قبل أن تغيبا في النوم بما يغمرُهما من حبِّ لله؟



ما رأيك أن يغتسلَ قلبك من عناء اليوم بهذا الشعور العظيم.. بحب الله؟


.. موعدنا قبيل النوم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #147  
قديم 12-05-2021, 05:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

أبواب الخير بعد انتصاف شهر رمضان














علي البوسيفي






الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فإننا وبعد انتصاف شهر الخير والبركة؛ شهر رمضان، أردنا أن نذكِّر أنفسنا ونذكر المسلمين بما ينبغي أن يكون عليه المسلم في موسم الطاعات العظيم، وهو هذا الشهر المبارك، وربما كثير من المسلمين يقول: أنا لا أعلم كثيرًا من أبواب الخير! فأردنا أن نَذْكُرَ بعضَ هذه الأبواب بذكر الأحاديث الواردة في ذلك؛ حتى تكون محفِّزًا للمسلمين للعمل في بقية هذا الشهر المبارك؛ لعلنا نكون من عتقاء الله من النار، ويختم لنا هذا الموسم على أحسن الأحوال.





من هذه الأحاديث حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويُباعدني من النار؟ قال: (لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسيرٌ على مَن يسَّره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت)، ثم قال: (ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ الصوم جُنةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل)، قال: ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16] حتى بلغ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، ثم قال: (ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروة سنامه؟)، قلت: بلى يا رسول الله، قال: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد)، ثم قال: (ألا أخبرك بمِلاك ذلك كلِّه؟)، قلت: بلى يا نبي الله، قال: فأخذ بلسانه قال: (كُفَّ عليك هذا)، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمُؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: (ثَكِلتْك أمُّك يا معاذ! وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم؟!)؛ قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ؛ سنن الترمذي - وقال الألباني: صحيح.





ونُذكِّر المسلمين بما ختم به النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث العظيم، وهو أنه يجب على المسلم أن يحذر لسانَه؛ فإن حصائد الألسنة قد تكون سببًا لضياع العمل الصالح، ولا حول ولا قوة إلا بالله.





الحديث الثاني:


عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن أُعطِي حظَّه من الرفق، فقد أُعطي حظَّه من الخير، ومن حُرِم حظَّه من الرفق، فقد حُرِم حظَّه من الخير)؛ الترمذي، والبيهقي في السنن - وقال الألباني: صحيح؛ الصحيحة (2166).





ويؤيده ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرِّفْق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه).





الحديث الثالث:


عن عبدالله بن الصامت، عن أبي ذر قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير: أوصاني بألا أنظرَ إلى مَن هو فوقي، وأن أنظر إلى من هو دوني، وأوصاني بحبِّ المساكين والدنُوِّ منهم، وأوصاني أن أَصِلَ رَحِمي وإن أدبرتْ، وأوصاني ألا أخاف في الله لومةَ لائمٍ، وأوصاني أن أقول الحقَّ وإن كان مرًّا، وأوصاني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز من كنوز الجنة)؛ صحيح ابن حبان، وصحَّحه الألباني.





الحديث الرابع:


عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُوسب رجلٌ ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيءٌ إلا أنه كان يُخالط الناس، وكان مُوسِرًا، فكان يأمر غِلمانه أن يتجاوزوا عن المُعسر، قال: قال الله عز وجل: نحن أحقُّ بذلك منه، تجاوَزوا عنه)؛ أخرجه مسلم في صحيحه.





الحديث الخامس:


عن عبدالله بن أبي أوفى قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا، فعلِّمني ما يجزئني منه؟ قال: (قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، قال: يا رسول الله، هذا لله عز وجل، فما لي؟ قال: (قل: اللهم ارحمني، وارزقني، وعافني، واهدني)، فلما قام قال هكذا بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما هذا، فقد ملأ يده من الخير)؛ أخرجه أبو داود في السنن، وحسنه الألباني.





فهذه أحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم حثَّنا فيها على أبواب الخير التي غفل عنها كثير من الناس، أردت التذكير بها بعبارة سهلة مختصرة؛ حتى يَسْهُلَ فهمُها ومطالعتها، متمنِّيًا للجميع التوفيق والسداد، وهو وليُّنا، فنعم المولى، ونعم النصير.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #148  
قديم 12-05-2021, 05:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

من فضائل شهر رمضان المبارك

أ. د. مصطفى مسلم

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ عملِ ابن آدم له؛ الحسنةُ بعشرِ أمثالِها إلى سبعمائة ضعفٍ، يقول الله عزَّ وجلَّ: إلاَّ الصيامُ؛ فإنَّه لي وأنا أجزي به، يترك شهوتَه وطعامَه مِن أَجلي، للصَّائم فرحتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لِقاء ربِّه، ولخُلُوف فَمِ الصَّائم أطيب عِند الله من رِيح المسك))؛ رواه البخاري ومسلم.

قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا دخل رمضان، فتِّحت أبوابُ الجنَّة، وغلِّقَت أبوابُ النَّار، وسُلسِلَت الشياطين))؛ رواه الشيخان.

قال عليه الصلاة والسلام: ((الصِّيام جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُث ولا يَفسق، فإن سابَّه أَحدٌ أو قاتله، فليقل: إنِّي امرؤٌ صائم))؛ رواه البخاري ومسلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصَّدَقة صدَقةُ رمضان))؛ أخرجة الترمذي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فطَّر صائمًا، كان له مثل أَجْره، غير أنَّه لا يَنقص من أَجْر الصَّائم شيء))؛ أخرجه أحمد والنسائي.

كان كثير مِن أهل العِلم يترك حَلقاته العلميَّة المعتادة ويتفرَّغ لقراءَةِ القرآن؛ منهم الإمام الزُّهري وسفيان الثوري.

قال ابن رجب: إنَّما ورد النَّهي عن قراءة القرآن في أقل مِن ثلاثٍ على المداومةِ على ذلك، فأمَّا في الأوقات المفضَّلَة؛ كشهرِ رمضان خصوصًا اللَّيالي التي يُطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضَّلة؛ كمكة لمن دَخَلها مِن غير أهلِها، فيستحبُّ الإكثارُ فيها مِن تلاوة القرآن؛ اغتنامًا لفضيلة الزَّمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتهم: الصَّائم حين يُفطر، والإمام العادل، ودَعوة المظلوم يرفَعُها الله فوقَ الغَمام، وتفتح لها أبوابُ السماء، ويقول الربُّ: وعزَّتي وجلالي، لأنصرنَّكِ ولو بعد حينٍ))؛ رواه أحمد والترمذي وحسَّنه.

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن عبدٍ يصوم يومًا في سبيل الله تعالى إلاَّ باعَد الله بذلك اليوم وجهَه عن النَّار سبعين خريفًا))؛ رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصِّيام والقرآن يشفعان للعبدِ يومَ القيامة؛ يقول الصِّيام: أي رَبِّ، منعتُه الطَّعامَ والشهوةَ فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل فشفِّعني فيه، قال: فيُشَفَّعان))؛ رواه أحمد والطبراني.

عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((احضُروا المنبرَ))، فَحَضرْنا، فلمَّا ارتقى درجةً قال: ((آمين))، فلمَّا ارتقى الدرجةَ الثانية قال: ((آمين))، فلمَّا ارتقى الدرجة الثالثة قال: ((آمين))، فلمَّا نزل قلنا: يا رسولَ الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئًا ما كنَّا نسمعه؟! قال: ((إنَّ جبريل عليه السلام عرض لي، فقال: بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يُغْفر له، قلتُ: آمين، فلمَّا رقيت الثانية قال: بَعُد من ذُكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك، قلتُ: آمين، فلمَّا رقيت الثالثةَ قال: بَعُد من أدرك أبويه الكِبَرُ عنده أو أحدهما فلم يُدخِلاه الجنَّة، قلت: آمين))؛ رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

عن أبي أمامة الباهليِّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينا أنا نَائم أتاني رجلان، فأخذا بضَبْعَيَّ، فأتيا بي جبلاً وعرًا، فقالا: اصعد، فقلتُ: إنِّي لا أُطيقه، فقالا: إنَّا سنسهِّله لك، فصعدتُ حتى إذا كنتُ في سواء الجبل إذا بأصواتٍ شديدة، قلتُ: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواءُ أهل النار، ثمَّ انطلقا بي فإذا أنا بقومٍ معلَّقين بعراقيبهم، مشقَّقة أشداقُهم تسيل أشدَاقهم دمًا، قال: قلتُ: مَن هؤلاء؟ قال: الذين يُفطرون قبل تحلَّة صومهم))؛ رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أفطر يومًا من رمضان من غير رخصةٍ ولا مَرَض، لم يَقْضِه صومُ الدَّهر كله، وإن صامَه))؛ رواه الترمذي واللفظ له وأبو داود والنسائي.

الدعاء في ليالي رمضان؛ فهي مظنَّة الاستجابة:
أ‌- وليكن الدُّعاء بالمأثور؛ فإنَّه:
أقرب للسنَّة وأكمل في الاتِّباع.
أجمع للخير وأَدفع للشرِّ؛ فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أُوتي جوامعَ الكَلِم.
أسلم من زَلَّة اللِّسان، أو الدعاء بما لا ينبغي.


أخرج أحمد ومسلم والبخاري في الأدب المفرد والترمذي والنسائي عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عادَ رجلاً من المسلمين قد خَفَتَ فصار مثل الفَرْخ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((هل كنتَ تدعو بشيءٍ أو تسأله إيَّاه؟))، قال: نعم، كنت أقول: اللهمَّ ما كنتَ معاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله! لا تطيقُه أو لا تستطيعه، أفلا قلتَ: اللهمَّ آتنا في الدُّنيا حسنة، وفي الآخرةِ حسنة، وقِنا عذابَ النَّار، قال: فدعا اللهَ له فشفاه)).

ب‌- إذا جاءت المرأةَ العادةُ تمتنع عن الصَّلاة والصيام، ولكنَّ باب الأذكار عندها مفتوحٌ، فتجتهد في الذِّكر والدُّعاء؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((الدُّعاء هو العبادة))، وفي رواية: ((الدُّعاء مخُّ العبادة))؛ رواه أبو داود والترمذي، وكذلك الاستغفار والصَّدقَة، والقيام على خدمة الصائمين من أهل بيته؛ ((ذهب المفطِرون اليومَ بالأجرِ))؛ رواه البخاري ومسلم.

عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما على الأرض مسلمٌ يدعو اللهَ تعالى بدعوةٍ إلا آتاه الله إيَّاها، أو صرَف عنه مِن السُّوء مثلَها، ما لم يَدْع بإثمٍ أو قطيعة رَحِم))، فقال رجلٌ من القوم: إذًا نُكثِر! قال: ((الله أكثر))؛ رواه الترمذي.


وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنَّا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((أَيَعجِز أحدكم أن يَكسِب كلَّ يوم ألفَ حسَنة؟))، فسأله سائلٌ مِن جلسائه: كيف يكسب أحدُنا ألفَ حسنة؟ قال: ((يسبِّح اللهَ مائةَ تسبيحة، فيُكتَبُ له ألفُ حسنةٍ، أو يُحطُّ عنه ألفُ خطيئة))؛ رواه مسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #149  
قديم 06-06-2021, 08:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ماذا تعلمنا من رمضان؟

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #150  
قديم 28-06-2021, 03:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,510
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ماذا تعلمنا من رمضان؟

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 161.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 155.84 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]