خُلُوف لا خَلُوف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847541 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384597 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59455 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 584 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-12-2020, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي خُلُوف لا خَلُوف

خُلُوف لا خَلُوف



محمد تبركان





ثبتَ في الصّحيحين[1] وغيرِهما أنّ النَّبيَّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (لَخُلُوفُ فَمِ الصّائمِ أَطيبُ عند اللّهِ من ريحِ المِسْكِ). كذا (لَخُلُوفُ) بضمِّ الخاءِ، وأمّا مَن رواهُ من المحدِّثينَ والفقهاء (لَخَلُوفُ) بفتح الخاء فغلطٌ يجب الاحترازُ منه، وصيانة حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مَعَرَّتِهِ؛ لِمُنابذته لكلام العرب، وفصيح اللّغة.

على أنّ العلماء - رحمهم اللّه تعالى - قد نبّهوا عليه، وأعذروا إلى اللّه بذلك؛ فلا يسوغُ والحال كذلك أن نقع في هذا الغلط، وأمثاله ممّا يتعلّق بألفاظ الأحاديث النّبويّة الشّريفة.

فمن هؤلاء العلماء:
1. الخطّابي في إصلاح غلط المحدّثين، وقد جاء فيه قوله (ص101 - 102 رقم 58 الرّديني): (لَخُلوُفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عندَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. أصحابُ الحديث يقولون: خَلُوف بفتح الخاء، وإنّما هو خُلُوف مضموم الخاء، مصدر خَلَفَ فَمُهُ يَخْلُفُ خُلُوفًا: إذا تَغيَّرَ. فأمّا الخَلُوف فهو الّذي يَعِدُ ثمّ يُخْلِفُ. قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب[2]:
جَزَى اللَهُ عَنَّا جَمْرَةَ اِبْنَةَ نَوْفَلٍ
جَزاءَ خَلُوفٍ بالخِلافَةِ[3] كاذِبِ



2. الزّبيدي في تاج العروس (23 /266): (خَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلُوفاً وخُلُوفَةً بضَمِّهِمَا على الصَّوابِ ولو أَنَّ إِطْلاقَ المُصَنِّفِ يقْتَضِي فَتْحَهُمَا وعلَى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ[4]، وكذا خِلْفَةً بالكَسْرِ كما في اللِّسَانِ[5]: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ ومنه الحدِيثُ: " لَخُلُوفُ فَمَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "، قال شيخُنَا: الخُلُوفُ بالضَّمِّ بمعنَى[6] تَغَيُّرِ الفَمِ، هو المَشْهُورُ الّذي صّرَّحَ به أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، وحكَى بعضُ الفُقَهاءِ والمُحَدِّثين فَتْحَهَا، واقْتَصَرَ عليه الدَّمِيرِيُّ في شَرْحِ الْمِنْهَاجِ، وأَظُّنُّه غَلَطاً كما صرَّح به جَمَاعَةٌ، وقال آخَرُونَ: الفَتْحُ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، واللهُ أَعلمُ. وفي رِوايَةِ: " خِلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ "، وسُئِلَ[7] عليٌّ رضي الله عنه عن القُبْلَةِ للصَّائمِ فقال: " ومَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفِ فِيهَا؟ ").

وقال في (20 /5831): (خَلَفَ فُوهُ خُلُوفاً وخُلُوفَةً بِضَمِّهِمَا: إِذا تَغَيَّرَ، وضَمُّ المَصْدَرَيْنِ كما ضَبَطَهما هو الصَّوابُ الّذي صَرِّح به الأَئِمَّةُ، وقد تقدَّم الكلامُ عليه آنِفاً).

3. ابن منظور، ونورد له فقرات من معجمه الفذّ (لسان العرب) تُثبت صحّةَ هذا الضّبط (الخُلُوف) بضمّ الخاء، قال – رحمه اللّه تعالى – في: (9/92 – 93 خلف):
وخلَفَ اللَّبَنُ وغيرُه وخَلُفَ يَخْلُفُ خُلُوفاً فيهما: تغَيَّر طَعْمُه وريحُه.
وخلَفَ اللَّبَنُ يَخْلُفُ خُلُوفاً إذا أُطيلَ إنْقاعُهُ حتى يَفْسُدَ.
وخَلَفَ فُوهُ يَخْلُفُ خُلُوفاً وخُلوفَةً.
وقال اللّحيانيّ خَلَف الطَّعامُ والفمُ وما أَشبهَهُما يَخْلُفُ خُلُوفاً: إذا تغيَّر.
وخلَفَ فَمُ الصّائِمِ خُلُوفاً أَي تغيَّرَتْ رائِحتُهُ.
وخلَف فمُه يَخلُفُ خِلْفةً وخُلُوفاً.
قال أبو عُبيد: الخُلُوفُ تغيُّر طعم الفم لِتأخُّر الطّعام.
ويُقال: خَلَفَتْ نفْسُه عن الطّعام فهي تَخْلُفُ خُلُوفاً إذا أَضرَبَتْ عن الطّعام من مرض.
ويُقال: خلَفَ الرّجل عن خُلُقِ أَبيه يَخْلُفُ خُلوفاً إذا تغَيَّر عنه.

4. ابن الجوزيّ في غريب الحديث (1 /298): (قوله لَخُلُوف فم الصّائم، الخاء مضمومة، وهو تغيُّره بالصّوم).

5. ابن حجر في فتح الباري (4 /596): (قَوْلُه: (لَخُلُوف) بِضَمِّ الْمُعْجَمَة وَاللَّام وَسُكُون الْوَاو بَعْدهَا فَاء، قَالَ عِيَاض: هَذِهِ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة، وَبَعْض الشُّيُوخ يَقُولهُ بِفَتْحِ الْخَاء، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَهُوَ خَطَأ، وَحَكَى الْقَابِسِيّ الْوَجْهَيْنِ، وَبَالَغَ النَّوَوِيّ فِي " شَرْح الْمُهَذَّب[8] " فَقَالَ لَا يَجُوز فَتْح الْخَاء، وَاحْتَجَّ غَيْرُه لِذَلِكَ بِأَنَّ الْمَصَادِر الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فَعُول - بِفَتْحِ أَوَّله - قَلِيلَة ذَكَرهَا سِيبَوَيْهِ وَغَيْرُه، وَلَيْسَ هَذَا مِنْهَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ تَغَيُّر رَائِحَة فَم الصَّائِم بِسَبَبِ الصِّيَام).

6. النّوويّ في المنهاج[9] (4 /8 /29 - 30): (قَوْله صلّى اللّه عليه وسلّم: " لَخُلْفَةُ فَم الصَّائِم أَطْيَبُ عِنْد اللَّه مِنْ رِيح الْمِسْك يَوْم الْقِيَامَة "، وَفِي رِوَايَة: (لَخُلُوف) وهُوَ بِضَمِّ الْخَاءِ فِيهِمَا وَهُوَ تَغَيُّرُ رَائِحَةِ الْفَمِ، هَذَا هُوَ الصَّوَاب فِيهِ بِضَمِّ الْخَاء كما ذكرناه، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ وغيره مِنْ أَهْل الْغَرِيب، وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي كُتُب اللُّغَة، وَقَالَ الْقَاضِي: الرِّوَايَة الصَّحِيحَة بِضَمِّ الْخَاء، قَالَ: وَكَثِير مِنْ الشُّيُوخ يَرْوِيهِ بِفَتْحِهَا، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ الْقَاضِي: وَحُكِيَ عَنْ الْفَارِسِيّ فِيهِ الْفَتْح وَالضَّمّ، وَقَالَ: أَهْل الْمَشْرِق يَقُولُونَهُ بِالْوَجْهَيْنِ، وَالصَّوَاب: الضَّمّ ... ).

7. الصَّبّان محمّد بن عليّ في حاشيته على شرح الأشمونيّ عليّ بن محمّد على ألفيّة ابن مالك، وفيها يقول: (1 /165 المقدّمة): (قوله: " لَخُلُوف فم الصّائم " بضمّ الخاء وقد تُفتحُ لكنّ الفتح لغة شاذّة كما في تحفة ابن حجر بل قيل خطأ: أي تغيّر رائحته بعد الزّوال).

وعلى نحو هذا البيان جرى أصحابُ الفضيلة في المعجم الوسيط (ص250 ع3).

ومعنى[10] (الخُلُوف): بضمّ الخاء هو تغيُّر طعم الفم ورائحته لخلوِّ المعدة بسبب الإمساك عن الطّعام. وهو من حدِّ[11] نَصَرَ يَنْصُرُ، ورُوِيَ خَلُفَ ككَرُمَ يَكْرُمُ، خُلُوفًا فيهما. وأَخْلَفَ فُوهُ لغةٌ في خَلَفَ.

وفي أصل اشتقاقها[12] قال في النّهاية (2 /67 حرف الخاء): (الخِلْفَة بالكسر: تَغَيُّر ريح الفَمِ. وأصلها في النَّبَات أن يَنْبُت الشّيءُ بَعْدَ الشّيءِ؛ لأنّها رائحةٌ حَدَثتْ بعد الرّائحة الأولى. يُقال خَلَف فمُه يَخْلُفُ خِلْفةً وخُلُوفًا، ومنه الحديث: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطيَبُ عِند اللّهِ مِن ريحِ المِسْكِ ").

ويُراجع:
1. أساس البلاغة (ص119 ع2).
2. إعراب المحيط (سورة التّوبة/81).
3. تاج العروس (23 /266 خلف).
4. جمهرة اللّغة (2 /237 خ ف ل).
5. الصّحاح (4 /1356 خلف).
6. العُباب الزّاخر (ص168 حرف الفاء/خلف).
7. عمدة القاري (10 /277 – 278) و(25 /156 - 157).
8. العين (4 /265، 267).
9. الفائق (1 /387).
10. فقه اللّغة (ص80).
11. فيض القاري (4 /251 رقم 5199).
12. القاموس المحيط (ص808 خلف).
13. اللّسان (9 /92 - 93).
14. مجمع الأمثال والحكم (1 /247، 253).
15. المحكم والمحيط الأعظم (5 /203 الخاء واللّام والفاء).
16. المحيط في اللّغة (4 /345 - 346 خلف).
17. مختار الصّحاح (ص186 ع2).
18. مرقاة المفاتيح (4 /461).
19. معجم المقاييس في اللّغة (2 /210 – 213 خلف).
20. النّهاية (2 /67).


[1] صحيح البخاري (4 /594 رقم 1894 و4 /612 رقم 1904 فتح)، مسلم (4 /8 /31 رقم 163 - 165 نوويّ)، اللّسان (9/ 93)، تاج العروس (23 /266)، معجم المقاييس في اللّغة (2 /212 خلف)، المصباح المنير (ص340)، غريب الحديث لابن الجوزي (1 /298)، النّهاية (2 /67)، الفائق (1 /387)، جمهرة اللّغة (2 /237 خ ف ل).

[2] البيت في ديوانه (ص41 المقطوعة 6 رقم 1)، و: اللّسان (11 /499)، ومعجم المقاييس في اللّغة (4 /376 باب الغين واللّام وما معهما)، وغريب الحديث لابن سلاّم (1 /199)، والأغاني (22 /277)، وإصلاح المنطق (1 /266).

[3] رواية الدّيوان (ص41) ومعجم المقاييس (4 /376): (مُغِلٍّ بالأمانة) بدل (خَلُوفٍ بالخِلافَةِ).

[4] في الصِّحاح (4 /1356 خلف).

[5] (9 /82).

[6] قال أَبو عبيد: الخُلوف تغيُّر طعم الفم لتأَخُّرِ الطعام، ومنه حديث عليّ عليه السلام حين سُئل عن القُبْلة للصّائم فقال: وما أَرَبُك إلى خُلوف فيها). - اللّسان 9 /82 -.

[7] أخرجه عبد الرزّاق في المصنّف (4 /187 رقم 7428)، وذكره ابن حزم في المحلّى (6 /209) بزيادة: (دعها حتّى تُفطِر)، وهو في اللّسان (9 /82)، وتاج العروس (23 /266، 358)، والنّهاية (2 /67)، وغريب الحديث لابن الجوزي (1 / 298).

[8] (1 /275 باب السِّواك).

[9] شرح صحيح مسلم.

[10] اللّسان (9 /92)، الزّاهر (1 /167)، تحفة الأحوذيّ (3 /360 كتاب الصّوم)، فيض القدير (2 /308).

[11] تاج العروس (23 /266).

[12] اللّسان (9 /93).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.54 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]