الغاية من خلق المكلفين تحقيق العبودية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391060 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856557 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-01-2023, 02:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي الغاية من خلق المكلفين تحقيق العبودية

الغاية من خلق المكلفين تحقيق العبودية
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

إن العبودية هي المهمة العظيمة والغاية الجليلة التي خلق الله تعالى المكلفين من الثقلين من أجلها، فالله تعالى خلقهم ليعبدوا وهو غني عنهم غنًى تام، وهم فقراء إليه سبحانه فقرًا تامًّا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ «أي: إنما خلقتهم لآمُرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنه -: ﴿ إِلا لِيَعْبُدُونِ ﴾؛ «أي: إلا ليُقروا بعبادتي طوعًا أو كرهًا»، وهذا اختيار ابن جرير.

وقال ابن جُرَيْج: «إلا ليعرفون».
وقال الربيع بن أنس: ﴿ إِلا لِيَعْبُدُونِ ﴾ أي: «إلا للعبادة»[1].
وقال القرطبي -رحمه الله-: «أي: ليذلوا ويخضعوا لي».

«قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-: ﴿ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾؛ أي: إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي، يؤيده قوله عز وجل: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ﴾ [التوبة: 31]، وقال مجاهد: «إلا ليعرفوني».

وهذا أحسن؛ لأنه لو لم يخلقهم لم يعرفوا وجوده وتوحيده، و«قيل: معناه إلا ليخضعوا إليَّ ويتذلَّلوا، ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته، لا يملك أحدٌ لنفسه خروجًا عما خلق عليه.

وقيل: ﴿ إِلا لِيَعْبُدُونِ ﴾ إلا ليوحِّدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحِّده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله عز وجل: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [العنكبوت: 65][2].

قال القرطبي - رحمه الله -: «أي: ليذلوا ويخضعوا لي»[3].

قال النووي (ت 676هـ) -رحمه الله -: «وهذا تصريحٌ بأنهم خُلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خُلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور»[4].
وأهل العبودية الحقة موقنون بذلك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -: «إن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه، ومحبته والإخلاص له»[5].

وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: «وبنى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله، ويرضاه من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح، فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الأربع؛ كما قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56][6].

وفي ضوء بيان أهل العلم وأئمة التفسير رحمهم الله حول آية الذاريات يتبيَّن لنا:
1- أن الحكمة والغاية المحمودة التي خلق الله تعالى الخلق من أجلها هي العبادة.
قال ابن سعدي (ت 1376هـ) - رحمه الله -: «هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وكلما ازداد العبد معرفةً بربه كانت عبادته أكملَ، فهذا الذي خلق الله تعالى المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم»[7].

2- وأن الله خلقهم وهو غني عنهم مع فقْرهم إلى خالقهم؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].

يقول الفخر الرازي - رحمه الله -: «فلا يأمُركم بالعبادة لاحتياجه إليكم، وإنما هو لإشفاقه عليكم»[8].

3- وأن العبادة هي: الخضوع والذل والانقياد.
4- وأن عبودية القهر والغلبة تشمل كل الخلق مؤمنهم وكافر.

قال القرطبي (ت 671هـ) - رحمه الله -: «قوله تعالى: ﴿ اعْبُدُوا ﴾ [المائدة:72]، أمر بالعبادة له، والعبادة هنا عبارة عن توحيده والتزام شرائع دينه، وأصل العبادة الخضوع والتذلل، يقال: طريق معبَّدة إذا كانت موطوءة بالأقدام ... والعبادة الطاعة، والتعبد التنسُّك»[9].

5- وأن العبادة التي هي التوحيد، هي عبودية الاختيار التي لا يُوفق لها إلا من اصطفاه الله تعالى من عباده المؤمنين.

6- وأن التكليف بالعبودية لا ينفك عن العبد أبدًا حتى الممات.

وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، واليقين هو الموت.

قال ابن القيم - رحمه الله -: «قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، وقال أهل النار: ﴿ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ [المدثر: 46]، وفي الصحيح في قصة عثمان بن مظعون رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أما عثمان فقد جاءه اليقين من ربه»[10]؛ أي: الموت وما فيه، فلا ينفك العبد من العبودية ما دام في دار التكليف، ومن زعم أنه يصل إلى مقام يسقط عنه فيه التعبد، فهو زنديق كافر بالله ورسوله، وإنما وصل لمقام الكفر بالله والانسلاخ من دينه، بل كلما تمكَّن العبد في منازل العبودية، كانت عبوديته أعظم، والواجب عليه منها أكبر وأكثر من الواجب على من دونه، ولهذا كان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل على جميع الرسل أعظم من الواجب على أُممهم، والواجب على أُولي العزم أعظم من الواجب على من دونهم، والواجب على أولي العلم أعظم من الواجب على من دونهم، وكلُّ أحدٍ بحسب مرتبته»[11].

وكلام ابن القيم حول معنى اليقين يبين حقيقة العبودية التي لا تنفك عن العبد أبدًا، ومن يُسَمُّوا أنفسهم بأهل الوجد من المتصوفة ونحوهم، يدَّعي رؤوسهم أنهم من شدة عبادتهم قد رُفِعَ عنهم التكليفُ.

ثم عرج - رحمه الله - على مقام العبودية، وأن العبد كلما تمكَّن في منازل العبودية، كانت عبوديته أعظم، وكلما ارتفَع قدرُ العبد علمًا ومنزلة ومكانة، كانت عبوديته أعظم وآكدَ، كعبودية المرسلين وعبودية أُولي العزم منهم، وعبودية ورثة الأنبياء من العلماء الربانيين.

7- وأن المؤمن يعبد الله في الشدة والرخاء، وأما الكافر فلا يعبد الله إلا في الشدائد، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].

8- أن العبودية مع كون مضمونها الذل والخضوع والافتقار، فهي متضمنة لأعلى مقامات العبد، فهي المنزلة الرفيعة السامية العالية التي ارتضاها الله لأشرف خلقه صلى الله عليه وسلم، وارتضاها هو صلى الله عليه وسلم لنفسه؛ حيث يقول: "لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله"[12].

[1] تفسير ابن كثير (7/ 425).

[2] تفسير البغوي (7/ 381).

[3] تفسير القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، (17/ 56).

[4] رياض الصالحين للنووي بتخريج الألباني، (ص: 37).

[5] العبودية (ص 80).

[6] مدارج السالكين (1/ 100).

[7] تفسير الكريم الرحمن (7/ 181).

[8] تفسير الفخر الرازي، مفاتيح الغيب - للفخر الرازي - تفسير سورة فاطر قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15] (ص: 23).

[9] الجامع لأحكام القرآن (1/ 225-226).

[10] وأصل الحديث رواه البخاري (1243).

[11] مدارج السالكين (1/ 103-104).

[12] البخاري (3445) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.88 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]