إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله ) - الصفحة 10 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 3880 )           »          مشكلات الشباب المسلم في البرازيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 3056 )           »          لماذا تُهــوَّد المباني في القدس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاختراق الإيراني الناعم لإفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          نماذج من حياة الصحابة في تربية الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تنبيهات حول الامتحانات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          البصيرة في دين الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 83 - عددالزوار : 18874 )           »          زيــارة القبـــور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 14-09-2012, 03:05 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

ليُخْرِجنَّ الأعز منها الأذل

كانت جذور النفاق عميقة في نفس عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين ، وبدايتها قبل هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يوم كانت المدينة تعيش صراعا وقتالاً شرساً بين الأوس والخزرج ، وانتهى الصراع بينهما على اتفاق بين الفريقين يقضي بنبذ الخلاف وتنصيب ابن سلول زعيماً على المدينة ، ثم ماتت هذه الفكرة بدخول الإسلام إلى أرض المدينة ، واجتماع الناس حول راية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فصارت نظرة ابن سلول للإسلام تقوم على أساس أنه قد حرمه من الملك والسلطان ، وبذلك كانت مصالحه وأهواؤه الشخصية وراء نفاقه ، وامتناعه عن الصدق في إسلامه ، ومن ثم الكيد للإسلام والمسلمين .

انطلق ابن سلول ينفث سمومه في صنع الافتراءات والخلافات ، وإثارة الفتن للتفريق بين المسلمين للقضاء على دولة الإسلام ، ومن ذلك قولته الخبيثة التي قالها عقب غزوة بني المصطلق (المريسيع) ـ والتي تعبر عن مدى حقده على الإسلام والمسلمين ـ : " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " ، ويعني بالأعز نفسه ، ويقصد بالأذل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه من أصحابه .

عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كنا في غزاة (بني المصطلق) فكسع (ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين ، فسمع ذاك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ما بال دعوى جاهلية ؟ ، قالوا يا رسول الله : كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال دعوها فإنها منتنة ، فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال : فعلوها ؟ ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم -، فقام عمر فقال : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم -: دَعْه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) رواه البخاري .

واستدعى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الله بن أبي بن سلول هو وأصحابه ـ المنافقين ـ ، فأنكروا ذلك ، وحلفوا بأنهم لم يقولوا شيئا ، فأنزل الله سورة المنافقين ، وفيها تكذيب لهم ولأيْمانهم الكاذبة ، وذلك في قول الله تعالى :{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ . يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }(المنافقون8:7 ) .

وكان لعبد الله بن أبي بن سلول ولد مؤمن اسمه عبد الله ، لما علم بالأحداث وبما قاله أبوه استأذن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قتل أبيه لما قاله ، فنهاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك ، وأمره بحسن صحبته .

فلما وصل المسلمون مشارف المدينة ، تصدى عبد الله لأبيه ، وقال له : " قف والله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالدخول ، فإنه العزيز وأنت الذليل"، فأذن له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فظهر بذلك مَنِ العزيز ومَنِ الذليل ، فلا أذل لابن سلول من أن يقف ولده أمامه ويمنعه من دخول المدينة حتى يأذن له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

ولقد ضرب عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول ـ رضي الله عنه ـ بهذا الموقف مثالا عمليا للإيمان في أوثق عراه ، وهو الولاء والبراء .

ومن خلال هذا الموقف مع قولة ابن سلول ظهرت لنا حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقد قابل ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما قاله ابن سلول بالصبر ، وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل النبيين ، لكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن يغضب لنفسه أو ينتقم لها ، بل يغضب لله ـ عز وجل ـ ، فلو أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أذن لعبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول بقتله لقتله ، لكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ صبر وعفا ، ولما استأذنه عبد الله ـ رضي الله عنه ـ في أن يقتل أباه لما قاله ، قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا ، ولكن بر أباك، وأحسن صحبته ) رواه ابن حبان .

وفي ذلك أيضا تأكيد من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مراعاة البر بالآباء وحسن صحبتهم في الدنيا وإن كانوا كافرين، عملا بقول الله تعالى : { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }(لقمان:15)..

وكذلك ظهر في هذا الموقف حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في محافظته على وحدة الصف الداخلية للمجتمع المسلم ، وعلى السمعة الطيبة للإسلام والمسلمين ، وحتى لا يُشاع بين العرب أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقتل أصحابه ، فينفض الناس من حوله ، وينفرون من دخول الإسلام ، ففرْق كبير بين أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، وبين أن يتحدث الناس عن حب أصحاب محمد محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

وفي ذلك يقول ابن تيمية : " إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يكف عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة ، لئلا يكون ذريعة إلى قول الناس أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقتل أصحابه ، لأن هذا القول يوجب النفور عن الإسلام ممن دخل فيه ، وممن لم يدخل فيه " .

وهكذا كان رد فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على قولة ابن سلول ـ مع مرارتها وألمها ـ فيه من المعاني الكثير ، التي ينبغي أن يقف المسلمون معها للاستفادة منها في واقعهم .
منقول
__________________
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 14-09-2012, 03:06 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 80 ( الأعضاء 3 والزوار 77)
ارجو رحماك يا الله, ‏حمامة الاقصى+, ‏غفساوية
__________________
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 14-09-2012, 03:08 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

بارك الله فيكم .وجعله في ميزان حسناتكم
__________________
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 14-09-2012, 03:08 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

__________________
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 14-09-2012, 03:16 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
63 63 رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

__________________
رد مع اقتباس
  #96  
قديم 14-09-2012, 03:16 PM
الصورة الرمزية زهـرة المحبة
زهـرة المحبة زهـرة المحبة غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
مكان الإقامة: *´¨`* حضن أمـى *´¨`*‬
الجنس :
المشاركات: 5,209
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 81 ( الأعضاء 2 والزوار 79)
الحمدلله يوجد من يحبك يا رسولى
__________________
آحب أولئڳ الذين يغرسون
السعاده في أيامي
بِ ; سؤال - تعليق - مزحـۂِھ . .
آو حتى بـ عتب على التأخير ‘(
± . . هؤلاء / . . لهم القدرة
على تغير آحداث يوميَ .. ~
♥♥♥
رد مع اقتباس
  #97  
قديم 14-09-2012, 03:17 PM
الصورة الرمزية زهـرة المحبة
زهـرة المحبة زهـرة المحبة غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
مكان الإقامة: *´¨`* حضن أمـى *´¨`*‬
الجنس :
المشاركات: 5,209
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 81 ( الأعضاء 2 والزوار 79)
الحمدلله يوجد من يحبك يا رسولى

__________________
آحب أولئڳ الذين يغرسون
السعاده في أيامي
بِ ; سؤال - تعليق - مزحـۂِھ . .
آو حتى بـ عتب على التأخير ‘(
± . . هؤلاء / . . لهم القدرة
على تغير آحداث يوميَ .. ~
♥♥♥
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 14-09-2012, 03:28 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

المسجد أول دعائم الدولة الإسلامية

بدأ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ منذ الوصول إلى المدينة المنورة في إنجاز المهام الملقاة على عاتقه في مطلع المرحلة الجديدة من الدعوة، والتي تستهدف إنشاء الدولة الإسلامية الجديدة على أسس راسخة، وتهيئة كافة المتطلبات لتحقيق هذا الهدف، فقام بخطوات هامة لتحقيق هذه الغاية، منها : بناء المسجد، وتحقيق المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإصدار وثيقة لتنظيم العلاقات بين المسلمين أنفسهم، وبين المسلمين وغيرهم .

بناء المسجد :

كان بناء المسجد الخطوة الأولى على طريق بناء الدولة الإسلامية الجديدة، لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط الناس برب العالمين .. وقد وقع اختيار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المكان الذي بركت فيه ناقته وقال : ( هذا إن شاء الله المنزل ) رواه البخاري .

عن عروة بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ قال : ( سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فيتنظرونه، حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أُطُم من آطامهم (البناء المرتفع) لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه مبيضين، يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرونه . قال: فثار المسلمون إلى السلاح، فلقوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول.
فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحيي أبا بكر ، حتى أصابت الشمس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند ذلك . فلبث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا
للتمر(موضع يجفف فيه ) لسهل وسهيل ، غلامين يتيمين في حجر سعد بن زرارة ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين بركت راحلته: هذا إن شاء الله المنزل ، ثم دعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغلامين، فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله، ثم بناه مسجدا ) رواه البخاري .

وقد طلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من سادات بني النجار الحضور ومعهم الغلامين ليعرض عليهما شراء تلك الأرض لعلمه بحاجتهما، ففي رواية أخرى: ( فدعا بالغلامين وساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا : بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا ) .

وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد وأسهم بنفسه في العمل جنبا إلى جنب مع المهاجرين والأنصار، وعندما رأى الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ رسولهم الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجهد كما يجهدون، نشطوا في أداء المهمة بهمّة عالية، وعزيمة لا تلين، وهم ينشدون :

لئن قعدنا والرسول يعمل لذاك منا العمل المضلل

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشاركهم في نقل الحجارة وإنشاد الأشعار، فثبت في صحيح البخاري أنه كان يرتجز بقول الشاعر :

اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة

وسرعان ما غدا المسجد رمزا لما يتسم به الإسلام من شمولية وتكامل، فقد أصبح مركزا روحيا لممارسة الشعائر وأداء العبادات، ودائرة سياسية عسكرية لتوجيه علاقات الدولة في الداخل والخارج، ومدرسة علمية وتشريعية يجتمع في ساحاته أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وتدار فيه الندوات، وتلقى على منبره التعاليم والعظات، ومؤسسة اجتماعية يتعلم المسلمون فيه النظام والمساواة، ويمارسون الوحدة والإخاء والانضباط، ومكاناً يجتمع فيه المسلمون للمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة الإسلامية ..

ولما كان المسجد بهذه المكانة كان هو أول أساس يضعه ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ بعد وصوله المدينة لبناء الدولة الإسلامية الجديدة .. فالمساجد في الإسلام لها شأن عظيم ومكانة رفيعة، قال الله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }(النور36 : 37) ..
منقول
__________________
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 14-09-2012, 03:37 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

لأتمم مكارم الأخلاق..
نشأ الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظات حياته متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأفصحهم لساناً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق، أدبه الله فأحسن تأديبه، فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم حياء، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة .. وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق ..

فهو بحق الرسول المصطفى والنبي المجتبى الذي قال عن نفسه: ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ) رواه البخاري .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة؟، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )رواه البخاري .
ويقول عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته " .
قال القاضي عياض : " .. وأما الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ..
وقد بُعِث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليتمم مكارم الأخلاق لأهميتها للفرد والأسرة، والمجتمع والأمة .

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )رواه أحمد . وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ) رواه البخاري.

وهذه قطوف من أقواله، وقبس من أحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حثه وأمره بالأخلاق، تضيء لنا الطريق لنعيش في روضة أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علما وعملا واقتداء ..

في الأخلاق عامة قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( خياركم أحاسنكم أخلاقا ) رواه الترمذي . وقال: ( إن من أحبكم إلىَّ أحسنكم أخلاقاً ) رواه البخاري .

وفي معاملة الوالدين وبرهما، والاهتمام بهما وتقديهما على غيرهما : جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ( يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال : أمك، قال : ثم من؟ قال : أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ) رواه مسلم .
وفي معاملة الزوجة خاصة، والمرأة عامة ـ سواء كانت أماً أو أختاً أو بنتا أو زوجة ـ يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) رواه الترمذي .. و قال عليه الصلاة و السلام : ( استوصوا بالنساء خيراً ) رواه البخاري .

وحفاظا على المجتمع من انتشار الرذيلة واعتيادها : كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمر بالستر وينهى عن الفضيحة فيقول: ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري .
ويفتح طريق التوبة للمذنب، بل ويأمر صاحب المعصية أن يستر على نفسه، ولا يجهر بمعصيته أو يفتخر ويُحَّدِّث بها، فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( كل أمتي معافى، إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه ) رواه البخاري .

وفي مراعاة أحوال الكبار وإكرامهم، والرفق بالصغار ورحمتهم، يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا ) رواه أحمد .

ويهتم بأمر الجار والضيف فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) رواه البخاري .
ويحث على الرفق ويأمر به فيقول: ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه (أعابه) ) رواه مسلم .
وفي حسن معاملة اليتيم والاهتمام به يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً ) رواه البخاري .
ويأمر بالتواضع وينهى عن الفخر، فيقول: ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد ) رواه مسلم .
ويحث على الأمانة وعدم الخيانة فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخُن من خانك ) رواه البخاري .
وفي التقاضي: ( إن خياركم أحسنكم قضاء ) رواه البخاري .
وفي البيع والشراء: ( مَن غَشَّنا فليس منا ) رواه مسلم .. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( رحم الله رجلا سمحا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى ) رواه البخاري .

ويرسخ قيمة وخلق العدل ـ لأهميته في بناء المجتمع والأمة ـ في كلمته ووصيته التي خلدها التاريخ، حينما رد شفاعة حِبه أسامة بن زيد في العفو عن المرأة المخزومية التي سرقت، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أيها الناس، إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايـم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رواه البخاري .
ومن مفاتيح إصلاح المجتمع والحفاظ عليه النصيحة بآدابها، ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( الدين النصيحة ) رواه البخاري .
وهذا الذي ذكرناه من أقواله وأحاديثه في بعض الأخلاق والقيم قليل من كثير، وغيض من فيض، مما لا يمكن الإتيان على جميعه في مقال أو كتاب ..
لقد صار حسن الخلق مطلبا ملحا للأمة تبرز به الوجه الحضاري للإسلام، وتسترجع به سالف عزها وسابق مجدها، فقد كان الناس يدخلون في دين الله أفواجا لِمَا يرون من حسن معاملة المسلمين وجميل أخلاقهم .. وأسوتهم وقدوتهم في ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، الذي كان خلقه القرآن، واهتم بالأخلاق ورفع شأنها فقال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ..
منقول
__________________
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 14-09-2012, 03:41 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 82 ( الأعضاء 2 والزوار 80
ارجو رحماك يا الله, ‏حمامة الاقصى+
بارك الله فيكم جميييييييييعاا. يا محبي وسول الله صلى الله عليه وسلم
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 100.38 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (5.55%)]