|
|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تنظيم الوقت في أماكن العمل
تنظيم الوقت في أماكن العمل ياسين نزال الكثير مِن الموظفين يشكون مِن ضِيق وقته عند القيام بواجباته تُجاه المؤسَّسة التي يعمل فيها، ويَدلُّك على ذلك سرعةُ تَعكُّر مزاجه إذَا طرقَ بريدَه أو بابَه ما يَتصوَّر أنه سيُثقِل كَاهله، وصورةُ الوجه تُغني عن كلِّ تعبيرٍ (تذمُّر وتشاؤم واشمئزاز)، بل - أحيانًا - احتقارٌ للزملاء، فلا يُسمعُهم سوى عبارات: "لا تفتح عليَّ أبوابًا، أنا مشغول جدًّا... اجتماعات كثيرة...الشغل كثير وأنَا وحدي... أشغالي أهم"، وكأنه - هو - الوحيد الذي يحمل على عاتِقه عبء البناء، وبدونه لن تقوم لهذا البناء قائمة، فيَبُثُّ فيهم الشعورَ بأنه لا طائل مِن وجودِهم ضمن فريق العمل؛ والنتيجة: مشاعر الإحباط تُحاصِر زملاءَه مِنْ كل جانب. وبتَكراره لمِثل هذه التصرُّفات - ولا سيما إذا مرَّت مِن غير حسيب ولا رقيب - يؤكِّد للجميعِ اعتمادَه إما على قوَّة مركزه، أو علاقاته الشخصيَّة مع أصحاب القرار، أو كليهما. ولا شكَّ أن هذا الصِّنفَ من الموظفين - بسلوكيَّاته اللامسؤولة التي تُظهِر عدم القدرة على تنظيم الوقت - يُعَدُّ سببًا مباشرًا مِن أسباب ضعْف الإنتاجية وتَعثُّر النمو، ولا سيما في المؤسسات ذات التوجُّه الإنمائي السريع. وعلاج هذا الأمر - في تقديري - يَكمُن في تحقُّق عدة نقاط أساسية بعضها تتعلَّق بالمِهنيَّة وأخرى بالسلوك؛ أذكرُ منها: أولاً: خفضُ الجناح، فمهما بلغ المرءُ المناصبَ العليا فإنه إلى زوالٍ؛ فهذه سُنَّة الله تعالى في خَلْقه، والسعيد مَنْ يُغادِر ويترك خلفَه الكلامَ الحسن والسمعة العطرة والأثر الجميل. ثانيًا: لا بدَّ للموظف المسؤول أن يُشعِر الآخرين بوجودِهم، وبأنهم - جميعًا - كتلة واحدة، وفريقُ عملٍ واحدٍ اجتمعوا لتحقيق الأهداف المطلوبة، والغايات المنشودة، فلا ينبغي الاستهانة بأيِّ عَملٍ أو عامل؛ فالكلُّ مسؤولٌ في حدودِ مسؤولياته. ثالثًا: الشعور بالمسؤوليَّة، وهو أن يجعل نُصبَ عينيه أن رفضه لأيِّ عملٍ أو تأخيره بحجةِ انشغاله، قد يكونَ سببًا في انهيار البناء الذِي يَسهر عليه زملاؤه ليلَ نهار. رابعًا: ترتيب الأعمال وَفْق سُلَّم الأولويات، فيُعطي كلَّ عملٍ درجتَه من الأولوية، وذلك بالنظر إلى أهمية العملِ المراد تنفيذه مع عدم إغفال جانب الاستشارة إذا لَزِم الأمر؛ فما خابَ مَن استشار، و((المستشار مؤتمن))؛ كما قال النبي- صلَى الله عليه وسلم. خامسًا: تطوير نظام تحفيز مُتكامِل مرتبط بالأهداف التي بدورها مرتبطة بإستراتيجية المؤسسة؛ وذلك لضمانِ إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه. وخلاصة القول: إنه لا ينبغي للمرء أن يجعلَ شُغله الشَّاغلفي عمله الاعتذار والبحث عن مُسوِّغات الرفض والتعثُّر، فهذه كما قيل: عُدَّة اللئيم؛ فقد رُوي عن الأصمعي - عالم اللغة - أنه قال: "عُدَّة الكريم نقْدٌ وتعجيل، وعدة اللئيم مَطلٌ وتسويف"، ولستُ أجدُ مَن هو أشد لؤمًا من رجلٍ لا يُفكِّرُ إلا في نفسه، ثم تجده أولَ السَّاعين وراء المدح والتطبيل؛ بحثًا عن تكريمٍ لا يستحقُّه؛ قال المتنبي: إذا أنت أكرمتَ الكريمَ مَلكتَه وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا والله الموفِّق.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |