08-08-2022, 04:28 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة :
|
|
أنا أعتذر يا نفسي
أنا أعتذر يا نفسي
عهود العنزي
لم أكن أدرك قيمة الحياة التي أعيشها، أهملت نفسي، ظننتُ أن السعادة الحقيقية هي المال والشهرة، فماذا خسرت؟
خسرت أمي فلم أحضر جنازتها، كنت لاهيًا أقدِّم طلب التجارة لإحدى الشركات في فرنسا، عدت فوجدت أبي طريح الفراش وقد خسر أملاكَه.. هربت وابتعدت عن هذه الدنيا، ورحلت إلى بلاد أجنبية، هناك تجرَّدت من الإسلام، ومن الحياة، ومن نفسي، أصبحتُ أتاجر بالمخدِّرات، وأشرف على أعمال الملهى الليليِّ المليء بالفسق والفجور، ثم انتهى بي الحال إلى أن دخلت السجن، وأدركت حينَها أنني اقترفت ذنبًا عظيمًا.
أنا آسف في حق نفسي؛ أهملتها، كنت أريد أن أكون سعيدًا؛ ولكن وجدت أنني أخسر نفسي.. أهملت صلاتي، حياتي، وكذبت على أمي، عصيت والدي!
آه! ما هذه الحياة التي أعيشها؟! وبماذا ينفع الندم؟! آسف يا نفسي لأني كنت ذلك الشخصَ البذيء والجبان، آسف يا نفسي على تلك الأوقات التي ضيَّعت فيها نفسي! أصبحت لا أرى سوى ذلك الظلام الذي تملَّك قلبي، لم أعد أقدر على العيش!
توجَّهت بعدَها إلى شيخ طلبتُ مجيئه مرَّةً إلى السجن، فقال لي: أليس الله بكاف عبدَه؟! بُنيَّ، إن محاسبة النفس من أعظم أنواع حياة القلب، وصحوة الضمير والبصيرة، لا تقلق؛ فقد جاء النور إلى قلبك.. أنت فقط تركت الصلاة فتوالت عليك كل هذه المصائب، قل: الحمد لله على ما تبقَّى لك من نِعَمٍ؛ فأنت ما زلت تحمل بين جنبَيْك روحًا طاهرة، وقلبًا جميلاً.. هيَّا، عُدْ إلى الله تجدْه يفرح بتوبتك، واستغفر الله كثيرًا وأنا أعدك أنك ستخرج خلال ستة أشهر، ستقضي رمضانَ على حسابي في مكة.. سبحان الله! كان ذلك الشيخُ في الحقيقة عاملاً عند أبي قبلَ أن يُسلِم، وأنا كنت سببًا في دخوله الإسلام، ووهبتُه الحياة، فأعطاني حياة بعد أن فقدتُها!
شكرًا يا نفسي؛ لأنك كنت طاهرةً وتحبِّين الخير، تغيَّرت حياتي وأصبحت أفضل، وأنتظر خروجي للحياة من جديد، سأقف إلى جانب أبي أدعو لأمي؛ لأنهما هما سبب وجودي في الحياة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|