أخطاء دائرة المعارف الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2022, 11:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي أخطاء دائرة المعارف الإسلامية

أخطاء دائرة المعارف الإسلامية (1)

عمر الطيبي


كنا نتجاذب الحديث مع مؤرخ معروف وباحث في تاريخ الإسلام فتمنينا لو أتاح الله لهذه الأمة لجنة أو مجمعاً علمياً ليضع دائرة معارف إسلامية بعيدة عن التعصب المذهبي وعن الحشو ومبالغات القصاصين وغيرهم تتناول ما عرفه المسلمون وبحثوه من علوم آلية وصناعية وكيمائية وصناعية وقسمو غرافية وطبقات الأرض الخ وأن يعمل واضعوها على أن لا يدَعوا شاردة أو واردة دون تدوين، فقال محدثنا إن فريقاً من المستشرقين درسوا الدين دراسة تامة بروح الإنصاف وألفوا دائرة معارف إسلامية باللغات الأجنبية ولو أتيح لنا أن نترجمها لكفتنا ترجمتها عن بذل الجهود وتأليف اللجان لجمعها، فأظهرت له عدم الثقة بما يدونه أكثر المستشرقين فأكد لي أن الدائرة التي وضعها المستشرقون لا يأتيها التدجيل من بين يديها ولا من خلفها.

مضى على هذا الحديث سنوات وإذا بفريق من شباب مصر يبدؤون بترجمة الدائرة فثارت عليهم ثائرة بعض الكتاب حسداً ولكن هذا لم يثنهم عن عزمهم وتأخرت عن شراء الأجزاء الأولى في أول صدورها لأني حاذرت أن لا يتم المترجمون عملهم المجيد ولما صدرت بضعة أعداد من الدائرة بادرت إلى شرائها وتصفحها وراقني أن يعهد لفريق من العلماء الأخصائيين بتمحيصها ثم انقطع النقادون عن العمل واستمر الشباب بالترجمة ولاحت لي أخطاء تاريخية وجغرافية على الأخص الغاية منها تشويه محاسن الدين الإسلامي وتصويره على غير حقيقته وأهم هذه الأخطاء ما جاء في العدد التاسع من الجزء الأول وأعظم ما يحز في النفس ما جاء في ترجمة أبي بكر الصديق الخليفة الأول رضوان الله عليه من محاولة تشويه تاريخه وما جاء في ترجمة أبي لهب من أن المسلمين حاولوا طمس حقيقة هذه الشخصية الكبيرة وقد جاء في العدد التاسع تحريف في كثير من الأسماء الجغرافية حتى في الرسم فكتب صفد «صفت» ودرعا «دارعا» وتبوك «ثبوت» إلى غير ذلك فرأيت بعد أن كثر التشويه أن أنقد الدائرة من هذه الناحية مقدراً لعلماء مصر ما أخذوه عليها مما يتعلق بأصول الدين والتشريع وسيرى القارئ كلما تقدمنا في هذا الموضوع مقدار الأغلاط الفادحة التي لا يجوز الإغضاء عنها.

وقد كنا نتمنى أن نتعرف إلى أغراض مؤلفي دائرة المعارف كما يعرفونها هم ولكن مترجمي الدائرة لم يترجموا مقدمتها وكل ما قالوه في مقدمتهم التي مهدوا فيها لعملهم بأن فريقاً كبيراً من علماء الغرب المستشرقين أكبوا على دراسة تراث الحضارة الإسلامية بما فيها من دين سمح رضي كريم ومن لغة غنية بمفرداتها مرنة باشتقاقاتها جميلة برسم حروفها، ومن أدب يصور نبضات القلوب وخلجات النفوس ونجوى الضمائر ومن تصوف وفناء في التأمل ومن فلسفة قد بلغت الغاية في عمقها وشمولها ومن حكم وتشريع لم تصل الإنسانية بعد إلى خبرتهما وقد أذاعوا كثيراً من دراساتهم في كتب عدة ومجلات خاصة ثم رأوا منذ بداية هذا القرن «1900» ميلادية أن يجلعوا خلاصة أبحاثهم في كتاب جامع يتبعون فيه منهج القواميس والمعاجم فكتبوا دائرة المعارف الإسلامية باللغات الأوربية الكبرى الانكليزية والفرنسية والألمانية.

وقد فات المترجمين أن مؤلفي الدائرة درسوا على زعمهم التاريخ الإسلامي والجغرافية الإسلامية، وما قاله المسلمون عن الأودية وعن مفرداتها وترجموا لخصوم الإسلام في صدر الإسلام ولعلهم يترجمون لخصومهم بعد ذلك أيضاً، وأهملوا دراسة الكثير من التاريخ الإسلامي والجغرافيا الإسلامية والنباتات الطبية والحيوانات وما هناك من أحكام شرعية تتعلق بها وظهر التشويه أو النقص في الدراسة في كثير مما دونوه وهذا نبدأ ببحثه بعد هذه المقدمة ناقدين كل عدد من أعداد الجزء الأول على حدة مبتدئين بتصحيح ما دونه المستشرقون ثم نأتي على بعض ما أهملوه من بحوث جغرافية وتاريخية وبعض المسائل الفقهية متوخين الاختصار في التصحيح والنقد وفي التنبيه إلى ما أهمله المستشرقون رعاية لضيق المجال وضيق الوقت.

ولسنا ندعي استقصاء كل ما أهمل ولا نقر كل ما لا نعرض له بنقد مما جاء في الدائرة بل نتركه لمن استطاع الوقوف عليه من ذوي الاختصاص ولمن كان وقتهم أوسع للبحث والتقصي ذلك لأن دائرة ورد فيها ما سيراه القاري بعد هذا من أخطاء وإهمال لا يجوز الاعتماد على ما جاء فيها إلا بعد التثبت منه وليت الوقت يساعدنا لمراجعة طائفة صالحة لمثل هذا النقد في دار الكتب الظاهرية وإذن لاستطعنا أن ننبه إلى أكثر مما سننبه عليه مما أهملوه وها نحن نشرع بالمقصود.

نقد العدد الأول من الجزء الأول (ما يؤخذ على الدائرة):
ابان بن عثمان بن عفان – جاء في ترجمته انه كان في طليعة الفارين يوم الجمل وقد قال ابن قتيبة إنه كان ثاني المنهزمين في تلك الوقعة، وجاء في الترجمة أن كتابة (المغازي) وهو سيرة محمد يعد أقدم الآثار الأدبية في هذا الموضوع ولم نجد في الفهرست لابن النديم وفي تاريخ ابن عساكر وابن قتيبة وغير ذلك من الكتب أن ابان كان أول من دون المغازي.

إبراهيم خليل الله - جاء في الصحيفة 27 في آخر العمود الأول «وسوف يجلس إبراهيم عن يسار الله يوم الدين ويقود المتقين إلى الجنة» وقد عزت الدائرة هذا القول إلى الثعلبي وإلى سفر التكوين والمسلمون لا يقرون هذا القول مطلقاً وليس في دينهم ما يؤيده ولا يقرون معظم ما جاء في قصص الأنبياء من الإسرائيليات وحديث الشفاعة لا ينفي هذه الأكذوبة فحسب بل يتجاوزها إلى أكثر من ذلك إلى أن إبراهيم يشتغل بأمر نفسه ويتقدم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع ويشفع ويكون بذا القائد إلى الجنة وليس لدينا قصص الأنبياء للثعلبي لنراجع هذه الفرية كيف وجدت فيه.

وقد كفانا الأستاذ المفضال محمد فريد وجدي في تعليقه على ما ورد عن إبراهيم في الدائرة نفسها الرد على القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم استعان في نشر دعوته باليهود إلى غير ذلك.

إبراهيم بن احمد السلطان العثماني - قالت الدائرة في الصحيفة 30 من العمود الأول إن الصدر الأعظم قرة مصطفى أخضع الاضطرابات الصغيرة التي لقيها - فتنة نصوح باشا زاده الخطيرة – ويقول كامل باشا الصدر الأعظم في خاطراته – التاريخ السياسي للدولة العثمانية في الصحيفة 80 ج2 إن الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا عد سلحدار مصطفى باشا وحسين باشا بن نصوح الذي كنت عنه الدائرة بنصوح باشا زاده رقيبين عليه فاعدم الأول بحجة انه اختلس من أموال الدولة وهو محصل قبرص 50 ألف قرش وفي السنة الثانية اعدم حسين باشا بن نصوح بتهمة عدم إطاعته وفي السنة الثالثة اعدم الصدر قرة مصطفى باشا بدسائس رجال البلاط.

وقالت الدائرة في الصحيفة والعمود المذكورين أن جنجي خوجة حسين بعد أن طبب السلطان بسحره وطلسماته هو من «زفرنبولو» ولا نذكر بلداً بهذا الاسم والظاهر أن الاسم «زعفرانبولي» ويقال لها صفرنبولي وهي مركز قضاء من أعمال ولاية قسطموني.

وجاء في العمود الثاني ص30 أن طائفة من القرصان المالطيين – أغاروا على الحجاج بالقرب من كربوتوس وكان بين هؤلاء رئيس الخصيان (قيزلراغاسي) واسمه سمبل فاغتصبوا أمواله واسروا حاشيته أثناء رحلته إلى منفاه في القاهرة فصمم السلطان على الانتقام؛ وفي هذه الجملة أخطاء فقد أسمى كامل باشا المكان الذي أغار عليه المالطيون «بتراس» و«مودون» وقال إنهم اقتربوا من سواحل كورون وهذه من بلاد المورة ولم يكونوا قرصاناً بل كان الهاجمون هم رجال الأسطول البندقي بأسطولهم وقد أسروا من أهالي البلاد المهاجمة 500 شخص فأراد السلطان أن ينتقم بقتل المسيحيين ثم بقتل فريق منهم، وترجمة قيزلراغاسي برئيس الخصيان في غير محلها لأن معنى «قيزلر» النبات والأمثل لصحة الترجمة أن يقال رئيس السراري أو كما ترجمها المرحوم محمد فريد بك في تاريخه اغاة السراري، ولم يقتصر عمل المالطيين على ما ذكر بل تعدوه إلى أنهم اختطفوا ابن اغاة السراري نفسه وهم يحسبونه ابن سلطان ولما عرفوا انه ابن الآغا نصروا الولد وعرف عندهم باسم (بدري او توماتو) أي الأب العثماني ثم نـزل المطالبون جزيرة كربد بعد عملهم هذا الذي لا يتفق مع الإنسانية في شيء فأكرمهم رهبان كربد فغضب السلطان إبراهيم وساق الجيش على كربد ففتحها ولم يعد من حاجة لان يعلن الحرب على البندقية فان اعتداء البنادقة إعلان حرب وزيادة وقد تعمدت الدائرة الأخطاء التي ذكرنا لتطمس خبر اعتداء البنادقة ولم يكن اسم رئيس السراري سمبل كما زعمت الدائرة بل كانت كنيته سنبللي كما يفهم من خاطرات كامل باشا.

ولم تقم الثورة على السلطان بداعي كثرة الضرائب بل لأن احمد باشا وزير المملكة حاول اغتيال بعض المتنفذين من قواد الانكشارية فدعاهم لحفلة عرس ابنته فعرفوا ما ينويه لهم فطالبوا بعزله ثم قتلوه وقتلوا السلطان بعد ذلك.

إبراهيم بن ادهم - الزاهد المعروف جاء في ص33 ع2 أن إبراهيم بن أدهم يوافق عن المسألة كوسيلة لدفع الناس إلى الإحسان واستشهدت الدائرة على صحة قولها هذا بقولها في ص34 ع1 أن إبراهيم قال المسالة مسألتان مسألة على أبواب الناس ومسألة يقول الرجل الزم المسجد أصلي وأصوم وأعبد الله فمن جاءني بشيء قبلته وهذه شر المسألتين وهذا رأي في المسألة وليس في هذا القول المعز ولا إبراهيم ما يؤيد رضاءه عن المسألة ولكنه درس ألقاه على المتأكلين الذين طردهم عمر بن لخطاب من المسجد طردا وكانوا يسمون أنفسهم بالمتوكلين.

إبراهيم بن عبدالله – قالت الدائرة هو ابن اكبر أحفاد علي عبدالله بن الحسن.

ولو قالت هو إبراهيم بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب لكان ذلك اقرب لمعرفة نسب المترجم له حتى لا يظن من لا يعرف الأنساب أن عبدالله هو بن الحسن بن علي نفسه.

إبراهيم باشا - الخديوي جاء في ص43 ع2 من ترجمته انه نال نصراً حاسما على الجيش التركي الذي كان يقوده حافظ باشا عند نصيبين «غربي بيره جك» والمؤرخون المصريون يقولون هذا أيضاً ولكن الحقيقة أن إبراهيم باشا لم يصل إلى جوار نصيبين البلدة المشهورة بهذا الاسم في جزيرة اقور وذات التاريخ العظيم والوقعة التي وقعت بينه وبين جيش حافظ باشا وقعت في «نـزيب» ونـزيب هذه مركز ناحية تابعة لقضاء «بيره جك» والمسافة بينهما ساعة واحدة وهي بلدة أثرية ولعلها تحريف نصيبن وإذن تكون هناك بلدتان باسم نصيبين الأولى الواقعة في لواء ماردين سابقا وهي أمام قضاء القامشلي اليوم في الجزيرة والثانية نصيبين الكائنة بقرب بيره جك والمعروفة اليوم باسم نـزيب وهي معروفة حتى الآن ومن أعمال ولاية اورفه الحالية اليوم وعلى كل حال فإبراهيم باشا وصل إلى البلد المعروفة اليوم وفي زمانه بنـزنب لا بنصيبين.

إبراهيم باشا «داماد» جاء في ص48 ع1 انه عين قبودان باشا، وهذه مرتبة تركية تكتب وتلفظ قبوادن باشي أي رئيس «القباطنة» وقد تتكلم الدائرة عن هذه الرتبة في حينها فنقول كلمتنا عنها.

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد الأول، 1354هـ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-08-2022, 11:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أخطاء دائرة المعارف الإسلامية

أخطاء دائرة المعارف الإسلامية – العدد الأول (2)
عمر الطيبي






إبراهيم باشا - الصدر الأعظم ص45، قالت الدائرة: إنه ولد من أبوين مسيحيين في بارجا من أعمال إيبيروس، وقد قال كامل باشا الصدر الأعظم: إنه ولد في بتراس، وكانت من أعمال حكومة البندقية، وقالت الدائرة: إن السلطان سليمان بعد أن ارتقى العرش، عيَّنه رئيس غرفة الأمير الخاصة، وصوابه رئيس غرفته، أو رئيس غرفة السلطان، أو رئيس غرفة أمير المؤمنين؛ حتى لا يظن أنه عين رئيس غرفة ولي العهد.



وقالت ص46: ثم إن السلطان احتفل بزفافه احتفالًا باهرًا حضره بنفسه، ولم تبين أسباب هذا الاحتفال؛ وذلك أن السلطان زوجه إحدى أخواته، وقالت الدائرة: إنه أخمد فتنة خائن أحمد باشا والي مصر، ولفظه خائن أحمد باشا تركيب تركي ترجم بالحرف، والمفهوم من كلام كامل باشا وغيره من مؤرخي العرب والترك، أن أحمد والي مصر دس على الصدر بير محمد باشا، فعزله السلطان، وكان يعتقد أحمد أنه سيخلفه ولكن طاش سهمه، واختار السلطان للصدارة إبراهيم المترجم له، وأبعد أحمد إلى مصر، فاحتال المترجم بالدس على أحمد، حتى أغضب السلطان عليه وسافر لتأديبه والتنكيل به؛ حتى لا يتطلع إلى منصب الصدارة.



ولم تكن مدة إقامة المترجم له في مصر من أكتوبر 1524 إلى سبتمبر 1525، "أكتوبر تشرين أول وسبتمبر أيلول"؛ كما تقول الدائرة، بل كانت من 24 آذار 1525 إلى 14 حزيران يونيه 1525؛ كما يقول الأستاذ المفضال محمد فريد وجدي، وقالت الدائرة: إنه قاد حملة سليمان الأول ضد المجر في واقعة موهاكس عام 1522، وكان الاستيلاء على أوفن بست في 10 سبتمبر 1526، والحقيقة أن السلطان سليمان القانوني قاد الحملة بنفسه وصحبه وزراؤه الثلاثة، وهم إبراهيم باشا المترجم له، وإياس باشا، وقاسم باشا، وسارت الحملة عام 1526 لا عام 1522، واستولى السلطان في 28 أغسطس من السنة المذكورة على وادي موهاكس، ودخل مدينة بود عاصمة المجر في 10 سبتمبر من السنة نفسها، بعد أن أرسل إليه أهالي العاصمة مفاتيح المدينة، ومؤرخو الترك والعرب يسمونها "بود"، و"بست" بلدة كانت مقابلها وبينهما جسر، ولما انضمتا أطلق عليهما الاسمان، فسميت بودابست وهي عاصمة المجر المعروفة اليوم، وبود هي التي يسميها النمساويون أوفن، ولكن المجر أصحابها الأصليين الذين سلموها للسلطان العثماني يسمونها بود، وما دامت الدائرة تبحث عن التاريخ الإسلامي، فإن عليها أن تذكر الأسماء على صحتها كما يسميها المسلمون حذر الالتباس.



وقالت الدائرة: إن إبراهيم غزا المجر للمرة الثالثة عام 1632، والحقيقة أن الذي غزاها للمرة الثالثة هو السلطان، وكان بمعيته وزراؤه الثلاثة الذين أسمينا، وقالت: إنه لم يتقدم في هذه الغزوة إلى أكثر من جونز، فقنع بسلب البلاد، والحقيقة أن السلطان فتح عدة قلاع وحصون دون مقاومة تُذكر، غير أن مدينة "جانز" التي رسمها الأستاذ محمد فريد وغيره بألف بدل الواو، أبدت من الدفاع أكثر مما كان يتوقع منها لقلة حاميتها، لكن مواقفها لم تجد نفعًا، بل سلم قائدها القلعة للسلطان في 26 محرم 939 - 21 أغسطس سنة 1632، بشرط ألا يدخل الجنود العثمانيون المدينة، فقبِل السلطان هذا الشرط مكافأة لأهالي جانز على ما أبدوه من حب الوطن، وهذا تسامح كبير لا يعد سلبًا، ولو ذكر واضعو الدائرة السلب الذي يجري في هذا العصر في الحروب، لرأوا الغُزاة في العصور السابقة ملائكة أطهارًا.



وقالت الدائرة ص46: إن إعدام إبراهيم كان دون سبب ظاهر، ثم قالت: "يقال: إنه كان يطمع في العرش"، وهذا الطمع ذكره معظم المؤرخين المسلمين، وقد عدد كامل باشا أعمال إبراهيم وظلمه؛ كقتله دفتردار حلب، وتنكيله بمزاحمة أحمد باشا حاكم مصر، وانتحاله ألقابًا لا يحق له أن ينتحلها، وهذا ما حدى بالسلطان لأن يعاقبه بالإعدام.



ما أهملته الدائرة في هذا العدد الأول من الأعلام:

يبدأ العدد الأول من المجلد الأول بحرف الألف، وينتهي في "اب ش"، وكان في عداد من ترجمت لهم الدائرة أبان بن عبدالحميد الكاتب، وأبان بن عثمان بن عفان فقط، و19 رجلًا ممن اسمهم إبراهيم، وذلك عدا من أحالت القراء على ترجمتهم في أماكن أخرى من الدائرة، كما ترجمت بعض تراجم قليلة، في حين أن أبا بكر الخطيب صاحب تاريخ بغداد، ترجم إلى نحو 239 رجلًا من محدثين وتابعين من علماء القرن الخامس، ممن سمي بإبراهيم، وبينهم الشعراء والخلفاء والأمراء والكتاب.... إلخ، ولم نهتد لسر اختيار الدائرة هذا العدد الضئيل من ذلك الجم الغفير، والملحوظ أن الدائرة اهتمت بتراجم السلاطين والأمراء والحكام، وبعض أئمة الصوفية، وأصحاب التأليف ومَن نحا نحوهم، ولكنها أهملت من هؤلاء عددًا غير قليل، ونحن نذكر على سبيل المثال نفرًا ممن أهملته الدائرة، وحبذا لو كان نطاق المجلة يتسع لترجمة بعض من ذكر ترجمة يقف معها القارئ على كل ما يهم عن الرجل، والغريب من أمر واضعي الدائرة أنهم أهملوا ترجمة إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليترجموا في العدد الثاني ص65 التي هي الصحيفة الأولى من ذلك العدد لابكاريوس الأرمني، إسكندر أغا بن يعقوب "المتوفي سنة 1303هـ"، وعذرها في ترجمته أنه عاش في بيروت وألف كتابين في الأدب العربي طُبِعا، وأولهما نهاية الأرب في أخبار العرب، وقد طبع طبعة منقحة بعنوان: تزيين نهاية الأرب، ولكنه أُهمل؛ لأن المصادر التي استقى منها - مثل الأغاني وخزانة الأدب - أصبحت في تناول أيدينا، وثاني مؤلفاته قاموس إنكليزي عربي، وقد وعدت الدائرة بترجمة إبراهيم الصابئ، في حين أنها أهملت بعض خلفاء المسلمين.



وقد يعتذر واضعو الدائرة أو يعتذر البعض عنهم أن ترجمته إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ترد في ترجمة والده، وهذا اعتذار واهٍ؛ إذ كان يجدر أن تشير الدائرة إلى ذلك، وها نحن ندون أسماء جزء صغير من كل من أهملته الدائرة، ولمن شاء أن يطلب ترجمتهم في المطولات، وسيوافقنا القارئ المنصف من المستشرقين على أنه ما كان يجدر بالدائرة أن تهمل من سنذكر من الأعلام.



بعض من أهملته ممن اسمه أبان:

أبان - بن سعيد بن أميمة بن العاص بن أمية... إلخ:

له صحبة، استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعض سراياه، ثم ولاَّه البحرين، وقدِم دمشق مجاهدًا، فقتل يوم أجنادين، وقيل: يوم اليرموك، وقيل: لم يُقتل، ولكنه مات سنة 29هـ، وكان بعثه أبو بكر الصديق إلى اليمن بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روى أحاديث دوَّنها بعض رواة الأحاديث عنه.



أبان - بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، من الطبقة العليا من تابعي أهل الشام، لقي الروم لما غزا محمد بن مروان الصائفة في عام 76 في الأعمان في جمادي الأولى وهزَمهم.



أبان - بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أُمية... إلخ: أخو عبدالملك، كان أميرًا على البلقاء.



أبان - بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان: كان مع عمه سليمان حين هرب من مروان بن محمد، ثم دخل أبان خراسان وبايع عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر، وقتله المسودة.



بعض من أهملته ممن اسمه إبراهيم:

إبراهيم - بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمه مارية القبطية، وُلِد في المدينة المنورة في ذي الحجة سنة ثمان، ومات ابن ثمانية عشر شهرًا، ولما مات أخوه القاسم أكبر أولاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، ثم مات عبدالله الولد الثالث للنبي - عليه السلام - قال العاص بن وائل السهمي: انقطع نسله، فهو أبتر، فأنزل الله: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]... إلخ.



ثم ولد له إبراهيم في المدينة إثباتًا بأنه ليس بأبتر، ولم يعش ولده من بعده؛ لأن ابن النبي يجب أن يكون نبيًّا ولا نبيَّ بعد محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان من التشريع بعد موت إبراهيم جواز الحزن والبكاء على الميت فيما لا يتعدى إلى ما يغضب الرب؛ من لطمٍ وندبٍ، وشق جيبٍ، وما شاكل ذلك.



إبراهيم - بن تميم أبو اسحاق الكاتب، مولى شرحبيل بن حسنة: وَلِي إبراهيم خراج مصر، وقدم دمشق على المأمون، وقد عُزِل بعد ثلاثة أشهر ونصف، ثم ولي الخراج مرارًا، توفي عام 117 "راجع ابن عساكر".



إبراهيم - بن عبدالرحمن بن عوف الزهري: من كبار التابعين، روى عن فريق من الصحابة، وشهِد الدار مع عثمان بن عفان، ووفد على معاوية، وقال الواقدي: إنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - توفي سنة 96.



إبراهيم - بن الوليد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم: بُويع له بالخلافة بعد أخيه يزيد الناقص في ذي الحجة سنة 126، وبقي خليفة 70 يومًا، ثم خلع وقُتِل فيمن قتل في وقعة السفاح عام 132، وقد سمع الحديث من الزهري.



إبراهيم - بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله بن الموفق بن طلحة: من خلفاء العباسيين، وهو الملقب المتقي لله، أبو إسحاق بويع بالخلافة، وهو ابن 34 سنة، وبقي فيها أربع سنوات إلا شهرًا، ثم خلع وسجن إلى أن مات (297 – 357) وسملت عيناه.



إبراهيم - بن الواثق بالله بن ولي العهد المستمسك بالله محمد بن الحاكم بأمر الله أحمد: بايع له جده حال حياته، ثم رآه لا يصلح للخلافة ولكنه وليها، ثم خلع عنها بالحاكم بأمر الله أحمد بن المستكفي.



إبراهيم - سليمان بن عبدالملك بن مروان الأموي: اختفى لما أفضت الخلافة إلى بني العباس، حتى أخذ له داود بن علي الأمان.



إبراهيم - بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس: وَلِي إمرة دمشق من قبل هارون الرشيد.



إبراهيم - بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم: وَلِي مكة والمدينة، والموسم لهشام بن عبدالملك، وسخط عليه الوليد بن يزيد، فعذَّبه حتى مات إبراهيم بن إسماعيل طباطبا، خرج على الرشيد.



إبراهيم - بن صالح بن علي بن عبدالله بن عباس: ولي مصر مرتين للصلاة والخراج في عهد الرشيد، ومات في شعبان سنة 176.



إبراهيم - المهدي لدين الله بن تاج الدين أحمد بن بدر الدين محمد: من أئمة اليمن، أسره السلطان المظفر يوسف بن عمرو بن علي بن رسول، ومات في السجن بتَعز في جمادى الأولى سنة 674.



إبراهيم - بن شمر بن يقظان بن المرتجل الفلسطيني الرملي، ويقال: الدمشقي، من التابعين، كان الوليد يوجهه من دمشق إلى بيت المقدس، فيقسم فيهم العطاء روى الحديث عن عدد من الصحابة توفي عام 151 وقيل 152.



إبراهيم - بن عبدالوهاب بن إبراهيم الإمام العباسي: أمير دمشق من قبل المنصور وليها سنة 159.



إبراهيم - بن عبيد بن رفاعة الزرقي الأنصاري المديني من التابعين.



إبراهيم - بن محمد بن طلحة بن عبدالله التيمي: أسد قريش، روى عن عائشة وعن جماعة من الصحابة، ووَلِي الكوفة لابن الزبير توفي سنة 110.



إبراهيم - بن جبريل غزا الروم من درب الصفصاف، والتقى بالملك نقفور، فجرح نقفور ثلاث جراحات، وانهزم وقتل من جيشه 40 ألفًا.



إبراهيم - بن الأشتر النخعي من قواد المختار، قاد ثمانية آلاف في وقعة الحارث بأرض الموصل.



إبراهيم - بن المجاهد أسد الدين شيركوه بن محمد شيركوه صاحب حمص، وابن صاحبها، مات فجأة في بستان الأشرف بالنيرب في دمشق، وكان عازمًا على أخذها (644)، ونقل إلى حمص.



إبراهيم - بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم: صاحب تونس، توفي عام 770 وخلفه ولده أبو البقاء خالد.



إبراهيم - بن عبدالله بن حصن بن أحمد بن حزم أبو إسحاق الغافقي الأندلسي: كان محتسب دمشق، سمع الكثير من الحديث توفي 404.



إبراهيم - بن جعفر أبو محمود الكتامي المغربي القائد: قدم دمشق سنة 363 أميرًا على جيوش المصريين، وكانت بينه وبين أهلها حروب وفتن متواصلة.



إبراهيم - بن إسماعيل أبو إسحاق العنبري: من المحدثين، صنَّف مسندًا أسماه الحاكم، محدث طوس، وازهد أهلها، وهو من تلامذة أحمد بن حنبل.



إبراهيم - بن يزيد النخعي فقيه العراق مات 95.



إبراهيم - بن محمد بن أبي حفص الفزاري: أحد أئمة المسلمين وأعلام الدين، روى عنه الأعمش وموسى بن عقبة، وحميد الطويل، وابن المبارك، وسفيان الثوري والأوزاعي، وطبقتهم، ومات 185 أو 186، وكان إمامًا غازيًا، رابط في المصيصة.



إبراهيم - أحمد بن محمد بن أحمد بن الصقال الطيبي، ثم البغدادي الأزجي، الفقيه الحنبلي موفق الدين (525 - 599): كان مفتيًا للعراق، برَع في الفقه مذهبًا وخلافًا، وأتقن علم الفرائض والحساب.



إبراهيم - أبو اسحاق بن عبدالله بن عبدالمنعم بن علي بن محمد بن فاتك، المعروف بابن أبي الدم: ولد بحماة (583)، ورحل إلى بغداد، وحدَّث بكثير من بلاد الشام، ووَلِي قضاء همدان، وكان إمامًا في مذهب الشافعي، ومن تصانيفه: شرح مشكل الوسيط، وأدب القاضي، وكتاب في التاريخ والفرق الإسلامية، وقال الذهبي: له التاريخ الكبير المظفري.



إبراهيم - بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل القرشي الفهري المديني: امتدح الوليد بن يزيد، وكان مقدمًا في شعراء المحدثين، قدَّمه محمد بن دواد بن الجراح على بشار، وأبي نواس وغيرهما، وهو أحد الشعراء المخضرمين، أدرك الدولتين الأموية والعباسية، ومدح أبا جعفر المنصور، فأجازه.



إبراهيم - بن السري بن سهل، أبو إسحاق النحوي الزجَّاج، صاحب كتاب معاني القرآن، ومن أئمة النحو توفي 311.



إبراهيم - بن محمد بن عرفة أبو عبدالله العتيكي الأسدي الواسطي الملقب نفطويه النحوي: له مصنفات كثيرة؛ منها: كتاب كبير في غريب القرآن، وكتاب في التاريخ توفي 323.



إبراهيم - بن سيار، أبو إسحاق النظَّام، أحد فرسان أهل النظر والكلام على مذهب المعتزلة: له مؤلفات متعددة، وكان من أقران الهذيل العلاف.



إبراهيم - الدسوقي الهاشمي شيخ الخرقة البرهامية، وأحد المعتقدين بأنهم من الأقطاب، توفي 676.




إبراهيم - بن محمد بن طرخان الأنصاري الدمشقي السويدي الحكيم شيخ الأطباء (600 - 690): برع في الطب، وصنَّف فيه كتاب التذكرة، وله كتاب الباهر في الجواهر.



(يتبع).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-08-2022, 11:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أخطاء دائرة المعارف الإسلامية

أخطاء دائرة المعارف الإسلامية – العدد الأول (3)
عمر الطيبي



إبراهيم - علم الدين: عُرِف بابن خليفة، كان حكيمًا رئيس الطب بالديار المصرية والشامية، وهو أول من ركب شراب الورد، ولم يعرف بدمشق قبله، توفي بمصر سنة 708، وبلَغت تركته 300 ألف دينار.

إبراهيم - أدهم باشا: درس في أوروبا، ودخل سلك العسكرية، وارتقى إلى رتبة ميرلوا، ثم انتقل إلى المناصب الملكية، وعُيِّن واليًا وناظرًا لأحكام العدلية، فوزيرًا للمعارف التركية (من 1279 - 1281 هجرية)، وهو الوزير الخامس لهذه الوزارة.

إبراهيم - درويش باشا: أصله من لوفجه في الروم أيلي: أظهر إقدامًا وشجاعة في عدة وقائع في حرب القريم وبعدها، وأحزر رتبة المشيرية في سنة 1278 هجرية، مكأفاة له على ما أبرزه من البسالة والغَيرة عند مروره بمضيق دوغنه واوستورق في جهة هرسك في السنة المذكورة، لما كان قائد العساكر السلطانية إذ ذاك، ووفق في إصلاح جبل فوزان، ودمَّر استحكامات بادور واشبوزي في جهتي الصرب والجبل الأسود، وكان أميرًا للعسكر في باطوم، وقد ظفر فيها بالعدو ظفرًا عظيمًا.

إبراهيم - بن حسن بن شهاب الدين الكوراني الشهرزوري الشهراني الكردي الشافعي الكبير المجتهد (1025 -1101): أتقن الهيئة والهندسة والحساب، وغير ذلك من الفنون، وله مصنفات كثيرة، قيل: إنها تنيف على ثمانين: إتحاف الخلف بتحقيق مذهب السلف، وإتحاف المنيب الأوَّاه بفضل الجهر بذكر الله...إلخ، جاور بمكة ورحل إليه الناس.

إبراهيم - بن شيخ الأمير صارم الدين بن السلطان شيخ: ولد في أوائل القرن الثامن، وكان مع أبيه وهو صغير، وَلِي أبوه حلب، وقد جرده أبوه عام 822 لفتح البلاد القرمانية، ومعه عدة من المتقدمين؛ كططر، وجقمق، ففتحها وفتح غيرها، وعاد إلى القاهرة، فوشى به الوشاة لوالده، فدس له السم حتى قتَله ثم مات بعده بستة أشهر حزنًا عليه.

إبراهيم - بن القاسم بن المؤيد بالله محمد بن الإمام القاسم بن محمد العلامة الحافظ المؤرخ: مصنف طبقات الزيدية، مات بعد الأربعين ومائة وألف، وقبره في تعز.

إبراهيم - بن محمد بن خليل البرهان الطرابلسي الأصل الشامي المولد، والدار الشافعي (753 - 841): له مؤلفات كثيرة؛ منها: "التلقيح لفهم قارئ الصحيح"، و"المقتضى في ضبط ألفاظ الشفا"، و"نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس"، و"التيسير على الفية العراقي".

إبراهيم - بن محمد بن عبدالله بن الهادي بن إبراهيم بن علي المرتضى الوزيري الصنعاني (860 - 914) العلامة الكبير مصنف الهداية والفصول اللؤلؤية.

إبراهيم - بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن يحيى المقدسي الناصري الباعوني الدمشقي الصالحي، وباعون من قرى عجلون (777 - 870): كان شيخ الشيوخ في دمشق، ووَلِي مشيخة الخانقاه الباسطية من صالحية دمشق، وله مؤلفات؛ منها: "مختصر الصحاح للجوهري"، و"الغيث الهاتن في وصف العذار الفاتن".

بعض من أهملته ممن اسمه أبرهة:
أبرهة - بن صباح الحبشي الصحابي، والدته بنت أبرهة الأشرم صاحب الفيل: كان أبرهة المترجم له من رجال أصحمة نجاشي الحبشة، فوفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وسبعة من رفاقه، ودخلوا في الإسلام.

ويقول ابن حجر في الإصابة إنه كان بمكة، فأدركه الإسلام، فأسلم.

وقد ترجم ابن حجر في الإصابة لأبرهة غير هذا، ونقل عن ابن فتحون أنه أحد الذين وفدوا مع جعفر بن أبي طالب، صحبه اثنين وثلاثين رجلاً من الحبشة، وهم الذين عناهم الله بقوله في سورة القصص: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ [القصص: 52].

أبرهة - ولاَّه طالب الحق مكة، وقد أرسل مروان الحمار جيشًا عليه عبدالملك بن محمد بن عطية، فالتقى مع أبي حمزة مقدم عساكر طالب الحق، فكسره وقتل أبرهة عند بئر ميمونة، وذلك عام 130، فأقبل طالب الحق من اليمن في ثلاثين ألفًا، وخرج إليه عبدالملك بعسكر مروان، فكانت وقعه عظيمة انهزم فيها طالب الحق، ثم التقى العسكران مرتين، فقتل في المرة الأخيرة طالب الحق ونحو ألف حضرمي.

بعض ما أهملته الدائرة من البلدان:
إب - بكسر الألف بلدة معروفة في اليمن، وهي مركز قضاء يعرف بهذا الاسم أيضًا، وكان القضاء من أعمال لواء تعز، وهو محدود بصنعاء وتعز، وقعطبة وعدين، والحديدة والحجرية، وأراضيه جبلية وافرة المحصول، وفيها تنمو أحسن أنواع القهوة.

وإب التي هي مركز القضاء واقعة على الطريق العام بين صنعا ومخا.

آبانا - مرفأ ومركز ناحية في قضاء أستفان من أعمال لواء سبنوب، يعيش أهله من الملاحة والصيد.

أبار وأُبير - بالضم والثاني مصغر من أودية الأجرد يصبان في ينبع.

أبرق خترب - بحمى ضربة في المدينة المنورة، فيه معدن فضة كثير النيل.

أبرق الداث - بالحمى أيضًا، والداث وادٍ عظيم.

أبرق العزاف - بين المدينة والربذة على عشرين ميلاً منها، به آبار قديمة غليظة الماء، يقال: إنه سمي بذلك؛ لأنه كان يسمع فيه عزيف الجن في الجاهلية، ويروى أن خريم بن فاتك قال لعمر بن الخطاب: إلا أخبرك ببدء إسلامي، بينا أنا في طلب نَعم لي، ومضى الليل بأبرق العزاف، ناديت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهائه، وإذا هاتف يهتف بي:
عُذ يا فتى بالله ذي الجلال = والمجد والنعماء والإفضال!

ثم ذكر شعراً له فرد الجني عليه، ثم مجيئه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإسلامه.

والأبارق كثيرة، وواحده لغة الموضع المرتفع ذو الحجارة والرمل والطين.

بعض ما أهملته الدائرة غير ذلك:
أب - بمعنى الوالد، ومع أن الدائرة تكلمت على آب كاسم للماء بالفارسي، وآب حياة، وترجمتها بنبع الخلود، وآب نبع في اللغة أنبار نبع ماء - خزان...إلخ، وآب دار خادم وظيفة إمداد الشرب، وآب كشهر أغسطس، فقد أهملت الكلام على الأب؛ من حيث الحكم الشرعي، وما يترتب عليه من تربية أولاده تربية صالحة، واختيار أُمهاتهم من ذوي السيرة الحسنة، ومن عائلة لا يعير فيها الولد في المستقبل، وما يترتب على الوالد من تعليم أبنائه ما يلزمهم لمعادهم من شؤون دينهم، وما يحتاجون إليه لمعاشهم من صنعة أو غيرها.

وللأب حالات إرثية مبسوطة في علم الفرائض، فهو أحد أصحاب السهام من الرجال الوارثين، وهو يعصب أولاده إذا كان المتوفي أحد أولاده، ويرث سُدس السهام مع وجود أولاد للمتوفي، ويقاسم زوجته ميراث ولدها المتوفي للذكر مثل حظ الأنثيين...إلخ.

وهذا ما يسر الله تعليقه على العدد الأول من المجلد الأول من دائرة المعارف الإسلامية، وموعدنا بالتعليق على الأعداد الأخرى العدد الآتي.

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد الثالث، 1354هـ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-08-2022, 11:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أخطاء دائرة المعارف الإسلامية

أخطاء دائرة المعارف الإسلامية – الاعداد (2-5)
عمر الطيبي



افتتح العدد الثاني من المجلد الأول من دائرة المعارف الإسلامية بترجمة أبكاريوس الأرمني الذي عاش في بيروت ومات على مسيحيته، وقد نقدنا هذا في ترجمة إبراهيم - عليه السلام - نجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي استدركناها على الدائرة وبالنظر؛ لأن الأعداد 2 و3 و4 ومعظم العدد الخامس، تضمنت تراجم الذين اشتَهروا (بالأبناء) (ابن فلان)، فإنا نجمل الكلام على هذه الأعداد باقتضاب، ونستدرك ما نستدركه بعد ذلك، وليس من شك أن الباحث الذي يهمه أن يقف على حقيقة تراجم علماء الإسلام، لا يكتفي بما سطرته الدائرة على كل حال، ولا بد له من الرجوع إلى المصادر التي نقلت عنها الدائرة وإلى غيرها أيضًا، أما من يلقي الكلام على عواهنه، فلا يقام لما يكتبه وزن.

ابن ابن أفن، والأخيرة بثلاثة نقط، لغة عند عرب الأندلس؛ كذا تقول الدائرة في الصحيفة 66 عدد 2، وقد ذكرت الدائرة تحت هذه المادة أسماء بعض كبار المسلمين المشتهرين بالبنوة عند الإفرنج كافسنا[1]، التي يطلقونها على ابن سينا، وأفروس على ابن رشد... إلخ، وأهملت البحث عن (الابن) على إطلاقه، في حين أن لفظة ابن وردت في القرآن الكريم؛ كقوله تعالى في قصة نوح بسورة هود: ﴿ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42].

ثم قال الابن: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ﴾ [هود: 43]... إلخ، وجاء بعد آيات ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [هود: 45]، وقال - الله سبحانه وتعالى -: ﴿ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 46]...إلخ، وفي أول قصة يوسف: ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ ﴾ [يوسف: 4]، و﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ ﴾ [يوسف: 5]، ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 11].

وجاء في أول سورة القصص حكاية عن فرعون: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4]..إلخ، وفي سورة المؤمنون حكاية عن سيدنا عيسى - عليه السلام -: ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾ [المؤمنون: 50].

كما وردت آيات تتضمَّن توصية الأبناء بالآباء، وفي سورة النساء في الآيات المتعلقة بالنكاح والمحرمات، النص على تحريم حلائل الأبناء؛ ﴿ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ ﴾ [النساء: 23]، وفيها: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [النساء: 157]..إلخ، وجاء في آخر السورة نفسها في حكم الكلالة: ﴿ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ ﴾ [النساء: 176]..إلخ.

وللابن حالات خاصة تتعلق بما يترتب عليه نحو والديه، وبما يصيبه من الميراث منهما، أو من أحدهما؛ منها: أنه من أصحاب فريضة النصف، وقد كان من اللازم أن تستوفي واجبات الولد وما فرض، ولكن الدائرة لم تفعل ونحن مقيدون بالاختصار والتنبيه.

الأبناء - جاء في البحث عنهم عشائر الأبناء ص66: سعد بن منات، وصوابه: مناة بالتاء المربوطة.

ابن أبي الدنيا - جاء في ترجمته ص72، اسم كتاب تفريج المحج بتلويح الفرج، وصوابه المهج طبعًا.

ابن أبي الرجال - ترجمت الدائرة في ص 75 لأحمد بن صالح (1029 - 1092) من علماء اليمن، ونسيت ابن حفيده، ويُدعى أحمد بن صالح بن محمد بن أحمد ابن أبي الرجال (1140 - 1191)، وهذا صاحب مؤلفات أيضًا؛ منها: حواش على شرح الغاية، وعلى الكشاف، وقد كان للذي أهملته الدائرة منزلة مشير للإمام الزيدي العباس بن الحسين الملقب بالمهدي.

وابن أبي الرجال لقب كثير من العلماء كلهم تحدَّروا من عائلة واحدة، وهم في الأصل من ذرية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - وممن اشتَهر منهم في القرن الثامن للهجرة وأهملته الدائرة محمد بن سليمان، توفي في صعدة عام 730 بعد أن درس في اليمن وفي مكة، وكان يعد من الأولياء، ويُلقَّب بأويس زمانه، وموسى بن سليمان رحل عام 715 إلى ينبع وأسمع هناك، ومن متأخريهم محمد بن صالح بن محمد (1146 - 1224)، وهو شاعر كان يدعوه إمام اليمن المنصور بالله لمجالسته.

أما جدهم الذي عُرِف بأبي الرجال، فهو الحسن بن سرح بن يحيى بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، ونستطرد هذا الاستطراد؛ لنقول: إن ابن أبي الرجال أبا الحسن على المنجم العربي المغربي الذي ترجمت له الدائرة في الصحيفة 74 - لا يمت إلى هؤلاء بصلة.

وقد جاء في تعريف كتاب معجم تراجم الزيدية الذي تكلمت عنه الدائرة في ترجمة ابن أبي الرجال اليماني في أول ص76، أن زيد بن علي توفي عام 121 هجرية، والحقيقة أن زيد قُتِل قتلاً، ولم يمت حتف أنفه.

ابن أبي رندقة الطرطوشي - ص77: جاء في شذرات الذهب أنه يعرف بابن أبي زيد أيضًا، وأنه توفي عام 520 هجرية، وقد نقلت الدائرة روايات أخرى في وفاته منها، أنه مات عام 525، وقد ترجمت الدائرة في الصحيفة 80 لابن أبي زيد القيرواني وهو غير الطرطوشي.

ابن أبي العوجاء - عبدالكريم ص81: هو خال معن بن صاعدة المعروف، "وصوابه زائدة، ولا نعرف رجلاً اشتَهر في التاريخ بمعن بن صاعدة، "كان يبطن المانوية"، يفهم من كلام ابن النديم عنه أنه كان مشتهرًا بأنه من رؤساء المانوية في دولة بني العباس، وأنه من الرؤساء الذين لهم كتب مصنفة في نصرة الاثنين، ومذاهب أهلها، وقد نقضوا كتبًا كثيرة، صنَّفها المتكلمون في ذلك، وتقول الدائرة: إن الخلفية عزل محمد بن سليمان؛ لأنه قتل ابن أبي العوجاء دون أن يأخذ رأيه، وكان أول مصدر أشارت إليه في نقلها ترجمة الرجل الطبري، وفي تاريخ الطبري لا يوجد ما يفيد القطع بعزل محمد بن سليمان على إثر قتله، وفيه رواية أن الخليفة المنصور أمر بعزله لقتل الرجل، وبعد أن كتب بعزله، وسكن غضبه، قال له عيسى بن علي: يا أمير المؤمنين، إن محمدًا إنما قتل هذا الرجل على الزندقة، فإن كان قتله صوابًا فهو لك، وإن كان خطأً فهو على محمد، والله يا أمير المؤمنين، لئن عزلته على ما صنع، ليذهبن بالثناء والذكر، ولترجعن القالة من العامة عليك، فأمر بالكتب فمُزِّقت، وأقره على عمله.

وحكى الطبري بعد هذه الرواية روايةً أخرى تفيد أن محمد بن سليمان بن علي عزل عن الكوفة لأمور قبيحة بلغت المنصور عنه.

وقالت الدائرة: "قيل: إنه فاخر بأنه قد انتحل أربعة آلاف حديث مناقضة لأوامر الشريعة الإسلامية؛ مثال ذلك: ما نسبه إلى جعفر الصادق عن حساب بدء الصيام في رمضان"، وقد روى الطبري أنه فاخر بالوضع لما علم أنه مقتول لا محالة.

وإذا صح أنه نسب إلى جعفر الصادق حسابًا من أجل ثبوت الأهلة في المواسم الشرعية، فهذا الوضع لا يعد من باب وضع الأحاديث، وليس الحساب الذي ينسب إلى جعفر الصادق هو الذي يسير عليه الجعفريون في سوريا، بل هم يتثبتون الهلال أكثر مما يتثبت أهل السنة، فلا يقبلون شهادة أمي لا يُحسن الشهادة عن الهلال، وعن تعريفه ويتحراه أفاضلهم وعلماؤهم، فإذا رأوه في أي بلد من بلاد الساحل، أبرقوا إلى إخوانهم الآخرين يعلمونهم به، فيصومون ويفطرون، وما سمعنا أنهم صاموا على حساب غير هذا.

ابن الأثير ص82 – 84: ترجمت الدائرة للإخوة الثلاثة المعروفين، في حين أن من جملة من اشتَهر بابن الأثير مجد الدين محمد بن الأثير من وزراء بغداد في عهد المغول، قتل عام 685 ودُفنت جثته في بغداد في التربة التي أنشأها في مدرسته.

ابن إسحاق - صاحب السيرة ص88: تكلمت الدائرة عن اصطدامه بأهل الحديث، وبالأخص مالك بن أنس، وقالت: إنه ثبت في الحديث، ونزيد أن الأكثرين وثَّقوه رغم أن ابن النديم ضعفه، وقالوا: إنه كان بحرًا من بحور العلم، نسَّابة.

ولم يخرج له البخاري شيئًا، ولكن مسلم خرج له حديثًا واحدًا، وسبب اصطدامه مع الإمام مالك أنه قال: هاتوا حديث مالك، فأنا طبيب بعلله، فحمل عليه مالك حملة نكراء، ولم يكن سبب الحملة ما ألفه ابن إسحاق، وقد قدَّمه أبو بكر الخطيب على غيره من التابعين في الترجمة؛ لأنه أكبر أهل بغداد والواردين إليها سنًّا، وأعلاهم إسنادًا، وأقدمهم موتًا، وقال: إنه رمي بالقدر لا بالتشيُّع، كما قالت الدائرة: وإنه كان أشد التابعين كلامًا في مالك بن أنس، فكان يقول ائتوني ببعض كتبه؛ حتى أُبين عيوبه، أنا بيطار كتبه، ومن هنا يفهم أن الحسد سبب الخلاف بينه وبين مالك، وقد جر إلى طعن كل منهما بالآخر.

وتقول الدائرة نقلاً عن ابن النديم: إنه يظهر أنه دوَّن السيرة في كتابين: أولهما مبتدأ الخلق..إلخ، ويقول أبو بكر الخطيب: إن الخليفة المهدي أمره أن يدوِّن لابنه كتابًا منذ خلق الله آدم - عليه السلام - إلى يومه، فصنف كتابه، فقال له: قد طولته يا ابن إسحاق، اذهب فاختصره، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين، وسلَّم كتابه إلى سلمة بن الفضل، فكانت رواية سلمة تفضل رواية غيره ممن ذكرهم ابن النديم من رواته، وقد أهمل ابن النديم رواية سلمة عنه.

وقد طبع في بغداد (عام 1346هـ/ 1928م) جزء في 191 صحيفة متوسطة طبعته المكتبة الوطنية لصاحبها السيد عبدالحميد زاهد طبعة ثانية، وصححه السيد سلمان الصفواني صاحب جريدة المعارف، واسمه: "تاريخ الحروب العربية، أو حرب البسوس"، ونسب لمحمد بن إسحاق دون أن تعرف النسخة التي اعتمد عليها في تصحيح الكتاب، وفي صحة نسبه لابن إسحاق، ووعدت المكتبة بإصدار جزء ثان من الكتاب يتضمَّن حروب بني شيبان مع كسرى أنوشروان في شأن الحرقة ابنة النعمان بن المنذر ملك العرب، ولا ندري أصدر الجزء الثاني أم لا، ونحن في حاجة لمن يميط لنا اللثام عن حقيقة نسبة الجزء الأول الذي بين أيدينا، وما إذا كان مصدره كتاب المغازي لابن إسحاق.

ابن بقية - ناصر الدين الدولة أبو طاهر ص101: (ولد في وانا)، لا نذكر بلدًا باسم وانا، ولعلها وان، وهذا أقرب للصحة.

ابن تيمية - تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم..إلخ: رمته الدائرة بالتشيُّع لمذهب التجسيم في الصحيفة 112، ونقلت عن ابن بطوطة أنه قال: "إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا"، ثم نـزل درجة من درج المنبر، والقصة وإن يكن رواها ابن بطوطة، غير أن فيها نظرًا، وخصوم ابن تيمية رموه بكل فِرية، وقد ظهر من آثاره القيمة براءته مما رموه به.

ولابن تيمية أخوان كان يجدر بالدائرة الإشارة إليهما: عبدالرحمن (663 – 747) حُبس نفسه مع أخيه تقي الدين إيثارًا لخدمته، وعبدالله (666- 727) مات وأخواه في السجن، وقد صَلَّيا عليه وهما في السجن؛ لأن نعشه حمل إلى القلعة، وكانا يسمعان التكبير، والغريب أن صاحب شذرات الذهب - وهو حنبلي يتعصب للحنابلة - قال: إنه كان من الأولياء له كرامات، في حين أن أخاه تقي الدين كان ينكر كرامات الأولياء.

وممن اشتَهر باسم ابن تيمية شرف الدين أبو البركات عبدالأحد بن أبي القاسم بن عبدالغني بن خطيب حران فخر الدين ابن تيمية التاجر، توفي بدمشق عام 712 عن 82 سنة.

ووالد تقي الدين هو شهاب الدين عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله ابن تيمية، كان خطيب حران وحاكمها بعد والده، وقد هبط دمشق 667، وتولى دار الحديث السكرية، وخلفه ولده تقي الدين، وقد توفي 681 وله تعاليق وفوائد ومصنف.

وممن اشتَهر بهذه الكنية عبدالحليم بن محمد بن أبي القسم الخضري محمد بن تيمية (573 – 603)، وتوفي في حران، وله كتاب سماه الذخيرة، ولوالده كتاب أسماه الترغيب.

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى 1354هـ

[1] بثلاث نقط على الفاء.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-08-2022, 11:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أخطاء دائرة المعارف الإسلامية

أخطاء دائرة المعارف الإسلامية – العدد (6)
عمر الطيبي



ابن الدمينة - أسمته الدائرة ص191 عدد 3 عبدالله بن عبيدالله بن أحمد أبو السري، وأسماه ابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء عبيدالله بن عبدالله، وقال: إن الدمينة اسم أمه، ولم تقل ذلك الدائرة، ويقول بعض شراح ديوان الحماسة لأبي تمام: سجنه مصعب بن الزبير في دم قبله، فأخرجه قومه من السجن، وهرب إلى صنعاء، وإذا صحت هذه الرواية، فلا يعقل ما ذهبت إليه الدائرة من احتمال كونه عاصر هارون الرشيد.

ابن سيد الناس - ص 201 ج4، ذكرت الدائرة مؤلفه في السيرة: "عيون الأثر في فنون المغازي والسير"، وقالت: إن بروكلمان ذكر هذه السيرة بعنوان مختلف، ونقول لعل بروكلمان وهم؛ لأن ابن سيد الناس نفسه اختصر سيرته الكبرى التي جاءت في مجلدين بكراريس أسماها نور العين.

ولم تعد له الدائرة من المؤلفات غير عيون الأثر، وبشرى اللبيب في ذكرى الحبيب، وهو مجموع قصائده في محمد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حين أن ابن العماد في شذرات الذهب أسمى من مؤلفاته غير السيرة ومختصر شرح قطعة من جامع الترمذي إلى كتاب الصلاة في مجلدين، ومنع بيع أمهات الأولاد في مجلد ضخم يدل على علم كثير، وينقل ابن العماد عن البدر السافر أن المترجم خالط أهل السفه وشراب المدام، فوقع في الملام، ورُشِق بسهام الكلام.

وسيد الناس اسم جده، وقد ذكر له الشوكاني في نيل الأوطار من المؤلفات غير ما ذكرنا: «منح المدح والمقامات العلية في الكرامات الجلية، وشرح بشرى الكئيب، وقال: إنه اطَّلع على شرحه للترمذي، وأن النسخة التي وصلت إليه قد تكون مسودة المؤلف نفسه؛ لأنها كثيرة الشطب والتصحيح، وهو متمتع في جميع ما تكلم عليه من فن الحديث وغيره.

ابن سيرين - محمد ص 202 ج 4: اقتصرت الدائرة على القول بأن والده سباه خالد بن الوليد، في حين أن ابن العماد روى روايات أخرى؛ منها: أن أباه كان عبدًا لأنس بن مالك، فكاتبه على عشرين ألفًا، وأدى المكاتبة، وكان من سَبي بيسان، وكان المغيرة افتتحها، ويقال: مَن سبي عين التمر، وكانت أمه مولاة لأبي بكر الصديق، طيبها ثلاثة من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعونَ لها، وحضر ملاكها ثمانية عشر بدريًّا، فيهم أُبي بن كعب يدعو وهم يؤمنون، وكان سيرين يكنى أبا عمرة".

وترى الدائرة أن المتأخرين كثيرًا ما كتبوا الرسائل في تعبير الرؤيا ونسَبوها لابن سيرين، ونحن نوافقها على أنه لم يثبت أن ابن سيرين ألف كتابًا ونخالفها بأن يكون المتأخرون هم الذين كتبوا الرسائل ونسبوها إليه؛ لأن ابن النديم في الفهرست ذكره بين أسماء الكتب المؤلفة في تعبير الرؤيا في الفن الثالث من المقالة الثامنة، وأسماه بتعبير الرؤيا لابن سيرين، ولم يعد قبله من الكتب في الرؤيا في العصر الإسلامي إلا كتاب إبراهيم بن بكوس، ثم بعد كتاب ابن سيرين عد كتاب تعبير الرؤيا للكرماني، وآخر بهذا الاسم للفرياني، وثالث لابن قتيبة، وإذًا فقد يكون بعض تلامذة ابن سيرين، أو بعض الوراقين في العصور المتقدمة جمع هذا الكتاب وعزاه لابن سيرين، وإذًا فليس المتأخرون هم الذين نسبوا كتب أو كتاب تعبير الرؤيا لابن سيرين، بل سبقهم من صنع صنيعهم.

وبين أيدي الناس اليوم رسالة طبعت عدة مرات باسم تعبير الرؤيا لابن سيرين، وكتاب ضخم أيضًا هو الذي أشارت الدائرة إلى أنه طبع وبهامشه كتاب تعبير المنام للنابلسي، وقد أسمت الدائرة كتاب الشيخ عبدالغني النابلسي تأثير الأنام في تعبير المنام، وهذا خطأ؛ لأن اسمه تعطير الأنام.. إلخ.

ابن شداد - بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع ص 210 ج4: أسمته الدائرة من كتاب التراجم في مستهل ترجمته، وهذه تسميته، درجت عليها في ترجمة غيره ممن له ولو مؤلف واحد في التاريخ والترجمة؛ كابن سيد الناس مثلاً، ولو أسمتهم مؤرخين، لكانت التسمية أصحَّ، وقالت: إنه كان قاضي العسكر في بيت المقدس، ولاَّه ذلك صلاح الدين، ويقول ابن العماد: إنه وَلِي قضاء العسكر مع قضاء بيت المقدس، لا قضاء العسكر فقط.

واقتصرت الدائرة على ذكر مؤلفه في سيرة صلاح الدين، ويقول ابن العماد: إنه ألف لصلاح الدين كتابًا آخر في فضل الجهاد، وله غير ذلك من المؤلفات دلائل الأحكام على التنبيه في مجلدين، والموجز الباهر في الفقه، وكتاب ملجأ الحكام في الأقضية؛ ذلك لأن ابن شداد كان يعد من كبار الفقهاء، قبل أن غدا مؤرخًا، وكاتبَ تراجمَ.

ولم تُسم الدائرة المدارس التي بناها، وقد ذكر ابن العماد في شذرات الذهب أنه بنى مدرسة في حلب، وإلى جانبها دار حديث وبينهما تربة.

ابن شداد - عز الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن إبراهيم ص 211 ج4: هكذا ساقت الدائرة اسم والده وجده، في حين أن ابن العماد قال: إن والده إبراهيم وجده عليّ، ونسبه، وقال: إنه أنصاري حلبي، وأنه ولد عام 613، ولم تذكر الدائرة تاريخ مولده، وذكرت له مؤلفًا واحدًا، أسمته الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، في حين أن ابن العماد قال: إنه جمع السيرة للملك الظاهر، ولعله يقصد سيرة الملك الظاهر وجمع تاريخًا لحلب.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 113.96 كيلو بايت... تم توفير 3.72 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]