الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ في الحوار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 37 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1198 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16920 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2022, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ في الحوار

الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ في الحوار
د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان




(تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف)


1- قال - سبحانه وتعالى - في حوار يوسف - عليه السلام - مع إخوته وبيان الحق لهم -: ﴿ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ﴾ [يوسف: 89].

فهنا ذكَّرَهُم يوسف - عليه السلام - بما فعلوه، وحاورهم ليبين لهم الحق، ولهذا عرفوا أن الذي يخاطبهم هو يوسف، فـ ﴿ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي ﴾ [يوسف: 90] عندها استشعروا الندم والحسرة على ما كان منهم، فاعترفوا بخطيئتهم قائلين: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 91].

فرجعوا - في هذا الحوار - إلى الحق، واستقبحوا فعلهم، وسلّموا له.

2- وقال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 97].
وفي هذه الآية الكريمة يتكرر الحوار ويبرز أدب من آدابه وما ينبغي للمحاور أن يتميز به، إذْ من الطبيعي أن الإنسان يخطئ ويصيب، فإخوة يوسف - عليه السلام - اعترفوا أمام أبيهم بخطئهم وطلبوا منه المغفرة، وبهذا كسبوا احترام وود أبيهم، وقبله يوسف - عليه السلام -، فقال يعقوب - عليه السلام:- ﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يوسف: 98].

3- وقال تعالى: ﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [يوسف: 51].
ففي هذا الحوار يتضح جليًّا إقرار امرأة العزيز على نفسها بأنها هي التي حاولت فتنه يوسف-يوسف - عليه السلام - وهي التي راودته عن نفسه فامتنع، وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله، وبريء من التهمة التي سجن لأجلها.

ثم تواصل امرأة العزيز اعترافاتها والتسليم بخطئها فتقول كما أخبر الله عنها: ﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ [يوسف: 52].

فتقول: إن إقراري على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه، ولم تقع مني الفاحشة، وأنني راودت يوسف، واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته...

ثم تواصل - أيضاً- اعترافاتها الجريئة فتقول: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53].

والمعنى[1]: أنها تقول: وما أزكي نفسي وأبرؤها، إن النفس لكثيرة الأمر لصاحبها بعمل المعاصي؛ طلباً لملذاتها، إلا من عصم الله، إن ربي غفور لذنوب من تاب وأناب إليه.

فهذا الأدب - أعني: الإذعان أو الرجوع إلى الحق، والتسليم بالخطأ، وعدم الانتصار للنفس-مما ينبغي أن يتحلى به كل محاور، حتى يحقق الحوار ثمرته، ويتوصل به إلى النتيجة المرجوة.


[1] ذهب بعض المفسرين إلى أن ذلك من قول يوسف- عليه السلام -، كما حكاه ابن جرير وابن أبي حاتم. ينظر: الطبري، جامع البيان (16/140)، والأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام أن ذلك من قول امرأة العزيز. ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (2/482). قال ابن تيمية، في دقائق التفسير (2/273): "هذا كله من كلام امرأة العزيز، ويوسف إذْ ذاك في السجن لم يحضر بعد إلى الملك، ولا سمع كلامه ولا رآه، ولكن ظهرت براءته في غيبته؛ كما قالت امرأة العزيز: ﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ﴾ [يوسف: 52]..".

وممن أيد هذا الرأي السعدي، في تفسيره (ص400، 401) حيث قال: "وهذا هو الصواب أن هذا من قول امرأة العزيز، لا من قول يوسف، فإن السياق في كلامها، ويوسف إذْ ذاك في السجن لم يحضر.."ا.هـ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.03 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]