فضل ماء زمزم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853548 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388658 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214077 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2022, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي فضل ماء زمزم

فضل ماء زمزم
الشيخ ندا أبو أحمد

زمزم: اسم البئر التي تقع شرقي الحجر الأسود وجنوبي موقع مقام إبراهيم - عليه السلام - حاليًّا، وهو مشتق من الزمزمة وهو الصوت مطلقًا.

قال ابن قتيبة رحمه الله: ولا أراهم قالوا: زمزم إلا لصوت الماء حين ظهر؛ (غريب الحديث: 2 /502).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في" الفتح: 3/ 576": "وقيل سبب تسمية زمزم لكثرتها، يقال: ماء زمزم، أي: ماء كثير، وقيل: لاجتماعها، قال أبو زيد: الزمزمة من الناس: خمسون ونحوهم، وعن مجاهد: إنما سُميت زمزم؛ لأنها مشتقة من الهزمة، والهزمة الغمز بالعقب الأرض (أخرجه الفاكهي بإسناد صحيح)، وقيل: لحركتها (قاله الحربي)، وقيل: لأنها زُمت بالميزان لئلا تأخذ يمينًا وشمالًا، وقال المسعودي: سُميت به؛ الأن الفرس كانت تحج إليها في الزمن الأول فزمزمت عليه، والزمزمة: صوت تخرجه الفرس عند شراب الماء".

أسماء زمزم:
زمزم، ركضة جبريل، هزمة جبريل، الشُّباعة، زَمَّمُ، زُمَزِم، الرَّواء، زُمرم، زمام، مكتومة، مضنونة، سُقيا، شفاء سقم، طعام طُعْم، حفيرة عبد المطلب؛ (انظر: لسان العرب 12 /275).

وأخرج عباد الرزاق في المصنف عن وهب بن منبه رحمه الله أنه قال: نجدها في كتاب الله يعني زمزم: شراب الأبرار، مضنونة، طعام طعم، شفاء من سقم، ولا تُنْزَحُ[1]، ولا تذم.

قصة زمزم:
فقد أخرج البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: أول ما اتخذ النساء المِنْطَق من قِبَل أم إسماعيل، اتخذت منطقًا لتُعَفِّي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعها هناك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر وسِقاء [2] فيه ماء، ثم قَفَّىَ [3] إبراهيم منطلقًا فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب؟ وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذًا لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنيَّة [4] حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعاء بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: ﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37].

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى- أو قال: يَتَلَبَّطُ [5] فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض إليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها؛ فنظرت هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات.

قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا، فلَمَّا أَشْرفَتْ علَى المرْوةِ سَمِعتْ صَوْتًا، فَقَالَتْ: صَهْ[6]- تُرِيدُ نَفْسهَا- ثُمَّ تَسمَّعَتْ، فَسمِعتْ أَيْضًا فَقَالتْ: قَدْ أَسْمعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدكَ غِوَاثٍ[7]، فَإِذَا هِي بِالملَكِ عِنْد موْضِعِ زمزَم، فَبحثَ بِعقِبِهِ أَوْ قَال بِجنَاحِهِ حَتى ظَهَرَ الماءُ، فَجعلَتْ تُحوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيدِهَا هَكَذَا[8]، وجعَلَتْ تَغْرُفُ المَاءَ في سِقَائِهَا وهُو يَفُورُ ".

قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ - لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا، قَالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ: لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ فَإِنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللَّهِ يَبْنِي[9] هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وَكَانَ البَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ[10] مِنْ جُرْهُمَ ".

فهذه نشأة هذا الماء المبارك الشريف في حرم الله الآمن بواسطة ملك من ملائكة الرحمن، فما أبركه من ماء في بلد حرام، وعلى ماء زمزم قامت حياة الناس في مكة، وعمرت سنين مديدة، ثم شاء الله أن اندرست معالم زمزم وخفى موضعها على الناس، حتى شاء الله وقدر أن يجرى هذا الماء المبارك مرة أخرى على يدي عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي حفرها مرة أخرى بعد اندراس معالمها.

وقفة:
قال السهيلي -رحمه الله-: وحكمة أن جبريل يفجر ماء زمزم بعقبه دون يده أو غيرها إشارة إلى أنها لعقبه ووارثه وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، كما قال تعالى ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ﴾؛ أي: أمة محمد صلى الله عليه وسلم.


ولقد وردت النصوص الشرعية الدالة على فضل هذا الماء المبارك، ومن ذلك:
1- ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض:
فقد أخرج ابن حبان والطبراني في الكبير من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ مَاءٍ عَلىَ وَجْهِ الأرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فِيهِ طَعَامٌ مِنْ الطعْمِ، وَشِفاءٌ مِنْ السقْمِ، وشرُ ماءٍ علىَ وجهِ الأرضِ: ماءٌ بوادي بَرَهُوتَ[11]، بقبة حضرموت[12]، كَرِجْل الجراد[13] من الهوام، تصبح تتدفق، وتمسى لا بلال فيها [14]"، (الصحيحة: 1056).

يقول ابن القيم -رحمه الله-: ماء زمزم سيد المياه، وأشرفها، وأجلها قدرًا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند الناس، وهو هَزمَةُ [15] جبريل، وسُقيا إسماعيل.

2- ماء زمزم مباركة:
فقد أخرج الامام مسلم من حديث أبي ذررضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "زمزم مباركة، اِنها طعام طعم [16]، وشفاء سقم".

3- ماء زمزم لما شرب له:
فقد أخرج الامام أحمد وابن ماجه من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شُرب له"؛ (صححه الألباني رحمه الله في الإرواء: 1123) (صحيح الجامع: 5502).

قال مجاهد- رحمه الله -: ماء زمزم إن شربته تشتفي به شفاك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله.

- وقال الشوكاني- رحمه الله ـ:
وفي الحديث السابق دليلٌ على أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمر شربه لأجله، سواء كان من أمور الدنيا أو الأخرة؛ لأن "ما" في قوله: " لِمَا شُرِبَ له " من صيغ العموم.

وشرب عبد الله بن المبارك - رحمه الله - ماء زمزم لاتقاء عطش يوم القيامة.

يقول سويد بن سعيد: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتي زمزم، فاستقى شربة، ثم استقبل القبلة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له"، وإني أشربه لعطش القيامة، ثم شربه؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي:10 /116).

- وفي رواية عن الحسن بن عيسى مولى عبد الله بن المبارك قال: رأيت ابن المبارك دخل زمزم فاستسقى دلوًا واستقبل البيت، ثم قال: اللهم إن عبد الله بن المؤمَّلِ حدثني عن أبي الزبير عن جابر.... فذكر مثله.

وروى الأزرقي في كتابه" أخبار مكة: 2 /50" عن مجاهد - رحمه الله - قال: ماء زمزم لِمَا شُرِبَ له: إن شربته تريد شفاءً شفاك الله، وإن شربته لظمأ أرواك الله، وإن شربته لجوع أشبعك الله، وهي هزمة جبريل بعقبه، وسقيا الله إسماعيل عليه السلام.

ويقول النووي -رحمه الله -: وقوله "ماء زمزم لما شرب له"، معناه أن من شربه لحاجة نالها، وقد جرَّبه العلماء والصالحون لحاجات أخروية ودنيوية، فنالوها بحمد الله وفضله؛ اهـ.

- كان ابن عباس - رضي الله عنهما - يشربها ويقول: "اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاء من كل داء"؛ (رواه الحاكم في المستدرك).

- وسُئل ابن خزيمة: من أين أتيت العلم؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له"، وإني لما شربت، سألت الله علمًا نافعًا".

4- ماء زمزم طعام طعم:
فقد أخرج الإمام مسلم عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه في خبر إسلامه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر:رضي الله عنه"مَتَى كُنْتَ هَا هُنَا؟" قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كُنْتُ هَا هُنَا مُنْذُ ثَلاَثِينَ، بين لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، قَاَلَ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ كَاَنَ يُطْعِمُكَ؟"، قَالَ: قُلْتُ: مَاَ كَانَ لِيَ طَعَامٌ إلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حتى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي [17]، وَمَا أَجِدُ عَلىَ كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ [18]؛ قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْم...."؛ الحديث،

وأخرج البزار والطبراني في الكبير والصغير من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زمزم طعام طعم، وشفاء سقم"؛ (صحيح الجامع 3572).

- وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي الطُّفَيْل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"كنا نُسَمِّيها شَبَّاعةً، يعنى زمزم، وكنا نجدها نعم العَوْنِ على العيال"؛ (الصحيحة: 2685)، وقول ابن عباس - رضى الله عنهما -: "وكنا نجدها نعم العون على العيال"، يوضِّحه قول أبيه العباس بن عبد المطلب؛ حيث قال: تنافس الناس في زمزم في الجاهلية، حتى إن كان أهل العيال يغدون بعيالهم، فيشربون، فيكون صبوحا لهم، وقد كنا نعدها عونًا على العيال.

5- ماء زمزم شفاء سقم:
مر بنا في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زمزم مباركة، أنها طعام طعم، وشفاء سقم".

وأخرج ابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم وشفاء السقم"؛ (صحيح الجامع: 3322).

ومما يدل على أن ماء زمزم شفاء من الأمراض والأسقام ما رواه الترمذي والبخاري في الكبير من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الأداوى والقِرب، وكان يصب على المرضي ويسقيهم"؛ (الصحيحة: 883).

- يقول عباد بن عبد الله بن الزبير: لما حج معاوية حججنا معه، فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا، فقال: انزع لي منها دلوًا يا غلام، قال: فنزع له دلوًا، فأتى به فشرب وصبَّ على رأسه ووجهه وهو يقول: "زمزم شفاء، وهي لما شُرب له"؛ (قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-: إسناده حسن مع كونه موقوفًا).

- ويقول ابن القيم -رحمه الله -: وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرئت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبًا من نصف شهر أو أكثر، ولا يجد جوعًا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني، أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا، وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم ويطوف مرارًا؛
(زاد المعاد:3/406) (الطب النبوي صـــ393).

وقال أيضًا كما في زاد المعاد:4/ 178: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، أي: بفاتحة الكتاب، أخذ شربه من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارًا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع؛ اهـ.

6- التضلع من ماء زمزم مفارقة عن المنافقين:
فقد أخرج ابن ماجه والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ[19] مِنْ مَاَءِ زَمْزَمَ"؛
(صححه الشيخ عبد الله بن حمد الحميدان في تحقيق المستدرك، وضعفه الألباني في الإرواء: 4 /328، وفي ضعيف الجامع: 22).

قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع: 7 /379:" وذلك لأن ماء زمزم ليس عذبًا حلوًا، بل يميل إلى الملوحة، والإنسان المؤمن لا يشرب من هذا الماء الذي يميل إلى الملوحة إلا إيمانًا بما فيه من البركة، فيكون التضلع منه دليلًا على الإيمان".

7- ماء زمزم غسل بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم:
من الأمور الدالة على فضل ماء زمزم أن الله عز وجل اختار هذا الماء ليغسل به صدر النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء والمعراج لملاقاة ربه عز وجل، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فُرِجَ سَقْفِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُمْتَلِئ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا..."؛ الحديث؛ قال السهيلي -رحمه الله-: لما كانت زمزم هزمة جبريل روح القدس لأم إسماعيل جد النبي صلى الله عليه وسلم، ناسب أن يغسل بمائها عند دخول حضرة القدس ومناجاته.

8- ماء زمزم يتحف به الضيفان، ويحمله الركبان:
- روى مجاهد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم، ولا أطعم قومًا طعامًا إلا سقاهم من ماء زمزم".

- وأخرج الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم: "ابن السبيل أول شارب"؛ يعني: من زمزم؛ (صحيح الجامع: 44).

- وأخرج البيهقي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم؛ يعني خارج مكة"؛ (الصحيحة: 883).

- وأخرج البيهقي بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل - وهو في المدينة قبل أن تفتح مكة - إلى سهيل بن عمرو أن أَهدِ لنا من ماء زمزم ولا تترك، فيبعث إليه بمزادتين.

قال أحدهم:
يا طيب زمزم مطعمًا أو مشربًا
تهفو لورد نعيمه الأرواحُ
جبريل أطلقه بهزِّ جناحه
فإذا به مسترسل ينداحُ
الله أودعه عناصر رُكِّبت
فيه يُحارُ بكنهها الشُّراحُ
فتضلعوا من مائه وادْعوا فقد
جاءت أحاديث بذاك صحاحُ


[1]لا تُنْزَحُ: يعني لا يفنى ماؤها ولا ينتهي.

[2] سقاء: القربة الصغيرة.

[3]- قَفّيَ: أي ولّى راجعًا.

[4] الثنيَّة: مكان عند مدخل مكة.

[5] يَتَلَبَّطُ: أي يتمرغ ويضرب بنفسه الأرض.

[6] صَهْ أو صَهٍ: كأنها خاطبت نفسها فقال لها: اسكتي.

[7] غِوَاثٍ: يعنى مغيث.

[8] تقول بيدها هكذا: هو حكاية فعلها، وهذا من إطلاق القول على الفعل.

[9] في رواية (يبنيه) أخرجها الإسماعيلي، كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح 6 /463.

[10] الرفقة: الجماعة المترافقون في السفر (لسان العرب:10 /120).

[11] برهوت بفتح الباء الموحدة والراء، وضم الهاء، وأخره تاء مثناه

[12] حضرموت: بفتح الحاء المهملة: اسم بلد. قال أهل اللغة: وهما أسمان جعل اسمًا واحدًا، ان شئت بنيت " حضر " على الفتح وأعربت "موت" إعراب مالا ينصرف، وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فأعربت حضرًا وخفضت موت

[13] رجل الجراد: القطعة العظيمة منه ولا يقال إلا للجراد، وهو جمع لا واحد له من لفظه

[14] لا بلال فيها: والبلال: جمع بلل: والبلال يطلق على الماء، وما يبل به الحلق من ماء أو لبن، والمقصود هنا: أي ليس بها قطرة من ماء.

[15] هَزْمة: بفتح الهاء، وسكون الزاي: هو أن تغمر موضعًا بيدك، أو رجلك فتصير فيه حفرة

[16] طعام طعم: بضم الطاء وسكون العين، أي: طعام يشبع من أكله شربه.

[17] تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي: عُكَن: جمع عُكْنَة، وهو ما انطوى وتَثَنَّى من لحم البطن سِمَنًا، ومعنى تكسَّرت: أي: انثنت وانطوت طاقات لحمِ بطنِه.

[18] سُخْفَةَ جُوعٍ: بفتح السِّين وضمِّها، وهي: رقَّة الجوع وضعفُه وهُزَالُه.

[19] التضلع: هو الإكثار من الشرب حتى يتمدد الجنب والأضلاع، فيقال: شرب فلان حتى تضلع: أي انتفخت أضلاعه من كثرة الشرب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.67 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]