تعقيبات الأمر بالتقوى في القرآن الكريم "نظرة تدبرية" - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854623 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389541 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2022, 08:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي تعقيبات الأمر بالتقوى في القرآن الكريم "نظرة تدبرية"

تعقيبات الأمر بالتقوى في القرآن الكريم "نظرة تدبرية"
عبدالله بن عبده نعمان العواضي
التقوى وصية الله تعالى لعباده عمومهم وخصوصهم، وأمرُه الدائم لهم في جميع أحوالهم، وهي كلمة جامعة لخصال الخير، آتية من فعل المأمور: واجبة ومستحبة، وترك المحظور: محرمة ومكروهة، وترك الشبهات خشية الوقوع في المحرمات، وكل امرئ نصيبه منها بقدر وفائه بهذا الوصف الجامع لها.

وقد كثُر ورودها في القرآن الكريم؛ أمرًا بها، وحثًّا عليها، وبيانًا لثمراتها، وصفات أهلها، وحسن جزائهم بها عند الله تعالى.

كما أن الأمر بها كثيرًا ما يرد في القرآن تعقيبًا على أدب أو حكم واجب فعله أو تركه؛ لتكون تقوى الله هي الحاملة على امتثال المأمور به، وترك المنهي عنه.

إن من يقرأ في سورة البقرة أو يسمعها متأملًا سيجد في أكثر من ستة مواضع يأتي الأمر بالتقوى، مذيلًا بما يرغب في لزومها، أو يرهب من تركها، أو يبين ثمرتها لمن تحلى بها.

وفي سورة الحجرات - على قصرها - فيها ثلاثة مواضع من ذلك، ومن المعلوم أن سورة البقرة كثيرة الأحكام، وسورة الحجرات كثيرة الآداب، فجاء التعقيب لأحكام سورة البقرة وآداب سورة الحجرات بالأمر بالتقوى المعلَّل أو المرغَب أو المرهَب به؛ ليكون دافعًا للعمل بتلك الأحكام والآداب، فليس أحسن في دفع النفس لامتثال الأوامر واجتناب النواهي مثل ملازمة تقوى الله تعالى.

فدعاني هذا إلى تتبع هذه الظاهرة القرآنية في القرآن كله، فوجدت مواضع كثيرة على هذا النمط الذي يدعو إلى التحلي بالتقوى، ويحذر من التخلي عنها.

صور التعقيب على الأمر بالتقوى في القرآن:
جاء التعقيب على الأمر بالتقوى في القرآن الكريم في الصور الآتية:
1-تعقيب الأمر بالتقوى بما يبين ثمرتها لمن اتصف بها.
فمن تلك الثمرات:
أ- نيل الفلاح:
1- قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة:189].

قال ابن كثير: "أي: اتقوا الله، فافعلوا ما أمركم به واتركوا ما نهاكم عنه؛ لعلكم تفلحون غدًا إذا وقفتهم بين يديه فيجازيكم على التمام والكمال"[1].

وقال ابن عاشور: "﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ أي: تظفرون بمطلبكم من البر؛ فإن البر في اتباع الشرع"[2].

وقال سيد طنطاوي: "أي: افعلوا ما أمركم الله به، واجتنبوا ما نهاكم عنه؛ لتكونوا من المفلحين، وهم الفائزون بالحياة المطمئنة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة"[3].

2- وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:130].

قال أبو حيان: "لَما نهاهم عن أمر صعب عليهم فراقه وهو الربا، أمر بتقوى الله؛ إذ هي الحاملة على مخالفة ما تعوده المرء مما نهى الشرع عنه، ثم ذكر أن التقوى سبب لرجاء الفلاح وهو الفوز، وأمر بها مطلقًا لا مقيدًا بفعل الربا؛ لأنه لما نهى عن الربا كان المؤمنون أسرع شيء لطواعية الله تعالى، فلم يأت ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ في أكل الربا، بل أمروا بالتقوى، لا بالنسبة إلى شيء خاص منعوه من جهة الشريعة"[4].

3- وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:200].

قال ابن القيم: "... فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى، وأن الفلاح موقوف عليها"[5].

ب- الظفر بمعية الله تعالى:
قال تعالى: ﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة:194].

قال ابن عاشور: "وقوله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ افتتاح الكلام بكلمة "اعلم" إيذان بالاهتمام بما سيقوله، فإن قولك في الخطاب: "اعلم" إنباءً بأهمية ما سيلقى للمخاطب"[6].

وقال أبو حيان: "﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ بالنصرة والتمكين والتأييد، وجاء بلفظ "مع" الدالة على الصحبة والملازمة؛ حضًّا على الناس بالتقوى دائمًا؛ إذ من كان الله معه فهو الغالب المنتصر، ألا ترى إلى ما جاء في الحديث: (ارموا، وأنا مع بني فلان) فأمسكوا، فقال: (ارموا وأنا معكم كلكم) [7]، وكذلك قوله لحسان: (اهجهم وروح القدس معك) [8]"[9].

وقال أبو السعود: "﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ فيحرُسُهم ويصلح شئونهم بالنصر والتمكين"[10].

ج- الوصول إلى أداء شكر الله تعالى:
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾[آل عمران:123].

قال الواحدي: "﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ أَيْ: فاتقونِ؛ فإنه شكر نعمتي"[11].

وقال السعدي: "لأن من اتقى ربه فقد شكره، ومن ترك التقوى فلم يشكره"[12].

وقال أبو زهرة: "أي: اتقوا الله تعالى وهابوه، وأقرُّوا بأن الكبرياء له وحده في السماوات والأرض، رجاء أن تشكروه بهذه التقوى، والرجاء من العبيد لا من الله تعالى، فهو الغني الحميد، فالتقوى هي في الحقيقة شكر الله تعالى؛ لأنه سبحانه هو المنعم وهو المتفضل في كل ما يتعلق بالإنسان من نعم هذا الوجود، وشكره أن تعرف حق ما أسدى، وما تدل عليه النعم من جلال الله وعظمته، فاللهم وفِّقنا لتقواك ليتحقق منا شكرك، إنك أنت العلي الوهاب"[13].

د- الفوز برحمة الله تعالى:
قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات:10].

قال أبو السعود: "﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ راجينَ أنْ ترحمُوا عَلى تقواكم"[14].

وقال ابن عاشور: "ومعنى ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾: ترجى لكم الرحمة من الله فتجري أحوالكم على استقامة وصلاح، وإنما اختيرت الرحمة؛ لأن الأمر بالتقوى واقع إثر تقرير حقيقة الأخوة بين المؤمنين، وشأن تعامل الإخوة الرحمة، فيكون الجزاء عليها من جنسها"[15].

وقال أبو زهرة: "الآية فيها بيان أن الرحمة هي الغاية المرجوة للاتباع والتقوى"[16].

2- تعقيب الأمر بالتقوى بما يرهب من ترك الاتصاف بها:
وقد جاء ذلك على النحو الآتي:
أ- التهديد بشدة عقاب الله تعالى:
1- قال تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [البقرة:196].

قال أبو السعود: "﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ لمن لم يَتَّقْهِ؛ كي يصُدَّكم العلمُ به عن العِصيان. وإظهارُ الاسمِ الجليلِ في موضع الإضمار؛ لتربية المهابةِ وإدخالِ الرَّوْعة"[17].

وقال السعدي: "﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ أي: لمن عصاه، وهذا هو الموجب للتقوى؛ فإن من خاف عقاب الله، انكف عما يوجب العقاب، كما أن من رجا ثواب الله عمل لما يوصله إلى الثواب، وأما من لم يخف العقاب، ولم يرج الثواب، اقتحم المحارم، وتجرأ على ترك الواجبات"[18].

وقال ابن عاشور: "وصاية بالتقوى بعد بيان الأحكام التي لا تخلو عن مشقة للتحذير من التهاون بها، فالأمر بالتقوى عام، وكون الحج من جملة ذلك هو من جملة العموم وهو أجدر أفراد العموم؛ لأن الكلام فيه.

وقوله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ افتتح بقوله: "واعلموا"؛ اهتمامًا بالخبر، فلم يقتصر بأن يقال: واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب؛ فإنه لو اقتصر عليه لحصل العلم المطلوب؛ لأن العلم يحصل من الخبر، لكن لما أريد تحقيق الخبر افتتح بالأمر بالعلم؛ لأنه في معنى تحقيق الخبر، كأنه يقول: لا تشكوا في ذلك، فأفاد مفاد إنَّ"[19].

وقال أبو زهرة: "ختم الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة التي كانت فيها الإشارة إلى أعمال الحج ونسكه وشعائره بالأمر بتقواه؛ للإشارة إلى أن الاعتبار في أعمال الحج لَا يكون لما تعمله الجوارح، وما تقوم به من أفعال، إنما العبرة في ذلك إلى أثرها في القلوب؛ فإن أوجدت رحمة بالعباد، ورهبة من الخلاق، وتقوى من الله، فقد أديت على وجهها إذ خلصت النية، واستقامت الإرادة؛ وإن لم تؤد إلى تقوى الله والرحمة بعباده فقد خالطها رياء ولم تخلص النية، وحق العقاب، ولذا قال سبحانه: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾؛ ليلقي في نفوس الناس الرهبة من عقابه حال رجاء ثوابه، والناس يصلحون بالثواب والعقاب، حتى إذا علت المدارك وقويت الروح كان الثواب رضا الرحمن"[20].

2- وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة:2].

قال الطبري: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾، وهذا وعيد من الله جل ثناؤه وتهديد لمن اعتدى حده وتجاوز أمره؛ يقول عز ذكره: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ يعني: واحذروا الله أيها المؤمنون أن تلقوه في معادكم وقد اعتديتم حده فيما حد لكم، وخالفتم أمره فيما أمركم به أو نهيه فيما نهاكم عنه, فتستوجبوا عقابه وتستحقوا أليم عذابه، ثم وصف عقابه بالشدة, فقال عز ذكره: إن الله شديد عقابه لمن عاقبه من خلقه؛ لأنها نار لا يُطفأ حرُّها, ولا يَخمُد جَمرُها, ولا يسكن لهبها"[21].

وقال الرازي: "والمراد منه التهديد والوعيد، يعني: اتقوا الله ولا تستحلوا شيئًا من محارمه، إن الله شديد العقاب، لا يطيق أحد عقابه"[22].

وقال أبو حيان: "أمر بالتقوى مطلقة، وإن كان قد أمر بها في التعاون تأكيدًا لأمرها، ثم علل ذلك بأنه شديد العقاب، فيجب أن يتقى، وشدة عقابه بكونه لا يطيقه أحد، ولاستمراره، فإن عقاب الدنيا منقض"[23].

3- وقال تعالى: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[الحشر:7].

قال أبو السعود: "﴿ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾فيعاقبُ مَنْ يخالفُ أمرَهُ ونهيَهُ"[24].

ب- الترهيب بأن العباد محشورون إلى الله تعالى، وهذا يلقي في نفوسهم الهيبة من ترك تقواه:
1- قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾[البقرة:203].

قال أبو السعود: "﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾؛ أي: للجزاء على أعمالكم بعد الإحياءِ والبعث، وأصلُ الحشر الجمع وضم المتفرِّق، وهو تأكيدٌ للأمر بالتقوى وموجب للامتثال به؛ فإن من علِم بالحشر والمحاسبة والجزاءِ كان ذلك من أَقْوى الدَّواعي إلى ملازمة التقوى"[25].

وقال السعدي: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ بامتثال أوامره واجتناب معاصيه، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾، فمجازيكم بأعمالكم، فمن اتقاه وجد جزاء التقوى عنده، ومن لم يتقه عاقبه أشد العقوبة، فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله، فلهذا حث تعالى على العلم بذلك"[26].

وقال أبو زهرة: "﴿ وَاتَقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ ختم الله سبحانه وتعالى آيات الحج التي أشار فيها إلى مناسكه، وذكر فيها بعض أعمال الحجيج الواجبة فيها بهذه الجملة السامية، وبذلك الأمر الجازم القاطع، وهو الأمر المكون من عنصرين أحدهما: تقوى الله، وثانيهما: العلم اليقيني بالحشر، وأنه سيكون إلى رب العالمين، وفي هذا إشارة إلى خلاصة التدين وثمرة العبادات بكل أنواعها وكل طرقها، فإن لم تؤد أية عبادة إلى هذين الأمرين، فهي صورة لَا روح فيها، وشكل لا ثمرة منه"[27].

2- وقال سبحانه: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المائدة:96].

قال أبو حيان: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾، هذا فيه تنبيه وتهديد، وجاء عقيب تحليل وتحريم، وذكر الحشر؛ إذ فيه يظهر من أطاع وعصى"[28].

وقال ابن عاشور: "وذيل ذلك بقوله: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾، وفي إجراء الوصف بالموصول وتلك الصلة تذكير بأن المرجع إلى الله؛ ليعد الناس ما استطاعوا من الطاعة لذلك اللقاء"[29].

3- وقال سبحانه: ﴿ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام:72].

قال أبو السعود: "﴿ وَهُوَ الذى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ جملةٌ مستأنفةٌ موجِبةٌ للامتثال بما أُمر به من الأمور الثلاثة"[30].

4- وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾[المجادلة:9].

قال الطبري: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ يقول: وخافوا الله الذي إليه مصيركم، وعنده مجتمعكم في تضييع فرائضه، والتقدُّم على معاصيه أن يعاقبكم عليه عند مصيركم إليه"[31].

وقال ابن عاشور: "وفي قوله: ﴿ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ تذكير بيوم الجزاء، فالمعنى: الذي إليه تحشرون فيجازيكم"[32].

ج- الترهيب بكون الناس سيلاقون ربهم ليحاسبهم على ما قدموا:
قال تعالى: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة:223].

قال الرازي: "قوله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ﴾، وفيه إشارة إلى أني إنما كلفتكم بتحمل المشقة في فعل الطاعات، وترك المحظورات لأجل يوم البعث والنشور والحساب، فلولا ذلك اليوم لكان تحمل المشقة في فعل الطاعات وترك المحظورات عبثًا"[33].

وقال ابن عاشور: "وقوله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ﴾ يجمع التحذير والترغيب، أي: فلاقوه بما يرضى به عنكم؛ كقوله: ﴿ وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ ﴾ [النور: 39]، وإنما أمرهم الله بعلم أنهم ملاقوه مع أن المسلمين يعلمون ذلك تنزيلًا لعلمهم منزلة العدم في هذا الشأن؛ ليزاد من تعليمهم اهتمامًا بهذا المعلوم وتنافسًا فيه"[34].

وقال أبو زهرة: "قوله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ﴾ الإيمان بلقاء الله تعالى هو الذي يربي النفس على فعل الطاعات واجتناب المنهيات، وهو الذي يجعل الإنسان يطمئن إلى فعل الخير؛ إذ يعلم أن فيه رضوان الله، وهو سيلقاه، ويجنب نفسه فعل الشر؛ لأن فيه غضب الله وسيلقاه، وسيجزيه الجزاء الأوفى، سيجزيه على الإحسان إحسانًا، وعلى السوء سوءًا"[35].

د- التهديد بأن الله سميع وعليم وخبير بكل شيء، ومطلع على ما في القلوب، فليحذروا ترك تقواه:
1- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات:1].

قال أبو السعود: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ في كلِّ ما تأتُون وما تذرُون مِن الأقوالِ والأفعالِ التي من جملتها ما نحنُ فيهِ، ﴿ إِنَّ الله سَمِيعٌ ﴾ لأقوالِكم ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بأفعالِكم، فمِنْ حَقِّه أنْ يُتقَّى ويراقب"[36].

وقال ابن عاشور: "وجملة ﴿ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ في موضع العلة للنهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله، وللأمر بتقوى الله"[37].

2- وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[البقرة:231].
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-05-2022, 08:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تعقيبات الأمر بالتقوى في القرآن الكريم "نظرة تدبرية"



قال ابن عاشور: "وقوله: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ تذكير بالتقوى، وبمراعاة علمهم بأن الله عليم بكل شيء تنزيلًا لهم في حين مخالفتهم بأفعالهم لمقاصد الشريعة منزلة من يجهل أن الله عليم؛ فإن العليم لا يخفى عليه شيء، وهو إذا علم مخالفتهم لا يحول بين عقابه وبينهم شيء؛ لأن هذا العليم قدير"[38].

3- وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة:8].

قال مكي بن أبي طالب: "ثم قال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ أي: وخافوه بإداء فرائضه واجتناب معاصيه؛ إنه خبير بجميع أعمالكم، فيجازيكم عليها"[39].

وقال الرازي: "ثم ذكر الكلام الذي يكون وعدًا مع المطيعين ووعيدا للمذنبين، وهو قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ يعني: أنه عالم بجميع المعلومات فلا يخفى عليه شيء من أحوالكم"[40].

وقال أبو حيان: "لَما كان الشنآن محله القلب وهو الحامل على ترك العدل، أمر بالتقوى، وأتى بصفة خبير ومعناها عليم، ولكنها تختص بما لطف إدراكه، فناسب هذه الصفة أن ينبه بها على الصفة القلبية"[41].

وقال أبو زهرة: "وقد ذيل الله سبحانه وتعالى الأمر بالتقوى بما يدل على علم الله تعالى بكل أعمالنا، حتى خلجات صدورنا، وما يحوك في قلوبنا، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ أي: أن الله جل جلاله عليم علمًا دقيقًا، فالخبرة: هي العلم الدقيق الذي لَا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، عليم، هذا النوع من العلم بكل ما نعمل، وما ظهر منه وما بطن، وهو يجازينا بما نعمل، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر"[42].

4- وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾[الحشر:18].

قال ابن عاشور: "فجملة ﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ تعليل للحث على تقوى الله، وموقع إن فيها موقع التعليل"[43].

5- وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة:7].

قال السعدي: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ في جميع أحوالكم ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ أي: بما تنطوي عليه من الأفكار والأسرار والخواطر، فاحذروا أن يطلع من قلوبكم على أمر لا يرضاه، أو يصدر منكم ما يكرهه، واعمروا قلوبكم بمعرفته ومحبته والنصح لعباده"[44].

وقال أبو زهرة: "التقوى لله موضعها القلوب، وهي التي تحرك الجوارح، فلا طاعة إلا إذا انبعثت من القلب عن طواعية ورضا واطمئنان"[45].

هـ- الترهيب بأن الله بصير بأعمال عباده فلا يترك جزاء شيء من أعمالهم:
قال تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة:233].

قال الواحدي: "ثم أوصى بالتقوى فقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ أي: فلا يترك جزاء شيء من أعمالكم لأنه بصير بها"[46].

وقال أبو حيان: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾، لَما تقدم أمر ونهي خرج على تقدير أمر بتقوى الله تعالى، ولما كان كثير من أحكام هذه الآية متعلقًا بأمر الأطفال الذين لا قدرة لهم ولا منعة مما يفعله بهم حذر وهدد بقوله "واعلموا"، وأتى بالصفة التي هي "بصير" مبالغة في الإحاطة بما يفعلونه معهم والاطلاع عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه:39] في حق موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام؛ إذ كان طفلًا"[47].

وقال أبو زهرة: "ذيَّل تلك الآية الحكيمة بالأمر بتقواه، والتذكير بأنه علِم بكل شيء علْم المبصر الذي يرى؛ إذ خلجات القلوب في علمه الأزلي المحيط، كأنها المرئيات المبصرات"[48].

ز- الترهيب من ترك التقوى بكون الله تعالى الذي يُتقى يَسأل الناس به بعضهم بعضًا تعظيمًا له:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

قال أبو السعود: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ ﴾ تكريرٌ للأمر وتذكير لبعض آخَرَ من موجبات الامتثالِ به، فإن سؤالَ بعضِهم بعضًا بالله تعالى بأن يقولوا: أسألُك بالله وأنشُدك اللَّهَ على سبيل الاستعطافِ يقتضي الاتقاءَ من مخالفة أوامرِه ونواهيه، وتعليقُ الاتقاءِ بالاسمِ الجليلِ لمزيد التأكيدِ والمبالغةِ في الحمل على الامتثال بتربية المهابةِ وإدخالِ الروعة؛ لوقوع التساؤل به لا بغيره من أسمائه تعالى"[49].

ح- الترهيب من ترك التقوى بكون حساب الله سريعًا:
قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾[المائدة:4].

قال أبو حيان: "لما تقدم ذكر ما حرم وأحل من المطاعم أمر بالتقوى؛ فإن التقوى بها يمسك الإنسان عن الحرام، وعلل الأمر بالتقوى بأنه تعالى سريع الحساب لمن خالف ما أمر به من تقواه، فهو وعيد بيوم القيامة، وإن حسابه تعالى إياكم سريع إتيانه؛ إذ يوم القيامة قريب. أو يراد بالحساب المجازاة، فتوعد من لم يتق بمجازاة سريعة قريبة، أو لكونه تعالى محيطًا بكل شيء لا يحتاج في الحساب إلى مجادلة عد، بل يحاسب الخلائق دفعة واحدة"[50].

ط- الترهيب من ترك التقوى بذكر عظمة ما يحدث عند قيام الساعة من أهوال وحركة شديدة للأرض، تتصدع منها كل جوانبها:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج:1].

قال أبو السعود: "وقولُه تعالى: ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ تعليلٌ لموجبِ الأمرِ بذكرِ بعضِ عقوباتِه الهائلةِ، فإنَّ ملاحظةَ عِظَمِها وهولِها وفظاعةِ ما هيَ من مباديهِ ومقدماتِه من الأحوالِ والأهوالِ التي لا مَلْجأَ منها سوى التَّدرعِ بلباسِ التَّقوى؛ مما يوجبُ مزيدَ الاعتناءِ بملابستِه وملازمتِه لا محالةَ"[51].

وقال ابن عاشور: "وجملة ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ في موضع العلة؛ للأمر بالتقوى كما يفيده حرف التوكيد الواقع في مقام خطاب لا تردد للسامع فيه، والتعليل يقتضي أن لزلزلة الساعة أثرًا في الأمر بالتقوى، وهو أنه وقت لحصول الجزاء على التقوى وعلى العصيان، وذلك على وجه الإجمال المفصل بما بعده"[52].

3- تعقيب الأمر بالتقوى بذكر نعمة من نعم الله توجب شكره عليها بتقواه:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

قال ابن عاشور: "جاء باسم الموصول ﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ للإيماء إلى وجه بناء الخبر؛ لأن الذي خلق الإنسان حقيق بأن يتقى"[53].

وقال أبو زهرة: "والأمر بالتقوى تكرر لتربية المهابة في النفس، ولتوكيد الطلب، ولأن مقام التقوى في الثاني غير مقام التقوى في الأول، فمقام التقوى في الأول هو مقام التقوى التي تتجلى في شكر الرب على ما أنعم، وبقيام الواجب نحو الخلق للصلة الجامعة الوثيقة، فهي تقوى الربوبية والإنعام، ومقام التقوى في الثاني تقوى الألوهية، ولذلك ذكر لفظ الجلالة الدالة على كل معاني الألوهية، فهي تقوى العابد الخائف الراجي رحمته، والأولى تقوى الشاكر المحسِّ بجلائل الإنعام"[54].

4- تعقيب الأمر بالتقوى بكون الإيمان حاملًا عليها فمن كان مؤمنًا فسيتقي ربه:
1- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة:57].

قال أبو حيان: "لَما نُهِيَ المؤمنون عن اتخاذهم أولياء، أمرهم بتقوى الله؛ فإنها هي الحاملة على امتثال الأوامر واجتناب النواهي؛ أي: اتقوا الله في موالاة الكفار، ثم نبه على الوصف الحامل على التقوى وهو الإيمان؛ أي: من كان مؤمنًا حقًّا يأبى موالاة أعداء الدين"[55].

2- وقال سبحانه: ﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة:112].

قال ابن عاشور: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾أي: احذروه بامتثال ما نهاكم عنه، وذكرُ هذا الشرط استنهاض للهمة في الانتهاء، وإلهاب لنفوس المؤمنين؛ ليظهروا أنهم مؤمنون؛ لأن شأن المؤمن الامتثال"[56].

3- وقال سبحانه: ﴿ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ [المائدة:88].

قال أبو السعود: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ توكيد للوصية بما أَمَر به؛ فإن الإيمانَ بهِ تعالى يوجب المبالغة في التقوى والانتهاء عما نهى عنه"[57].

4- وقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾[الممتحنة:11].

قال أبو السعود: "﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾، فإن الإيمانَ بهِ تعالى يقتضِي التَّقوى منهُ تعالَى"[58].

وقال ابن عاشور: "والتذييل بقوله: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ تحريض للمسلمين على الوفاء بما أمرهم الله، وألا يصدهم عن الوفاء ببعضه معاملة المشركين لهم بالجور وقلة النصفة، فأمر بأن يؤدي المسلمون لإخوانهم مهور النساء اللائي فارقوهنَّ، ولم يرضَ المشركون بإعطائهم مهورهن، ولذلك أتبع اسم الجلالة بوصف ﴿ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾؛ لأن الإيمان يبعث على التقوى، والمشركون لَما لم يؤمنوا بما أمر الله انتفى منهم وازع الإنصاف، أي: فلا تكونوا مثلهم"[59].

5- تعقيب الأمر بالتقوى بنداء أولي الألباب؛ لأن اللب النقي يدعو إلى التقوى:
1- قال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [البقرة:197].

قال أبو السعود: "حثَّهم على التقوى ثم أمرَهم بأن يكون المقصودُ بذلك هو الله تعالى، فيتبرؤوا من كل شيء سواه، وهو مقتضى العقلِ المعرَّى عن شوائبِ الهوى، فلذلك خُصَّ بهذا الخطاب أولوا الألباب"[60].

وقال أبو زهرة: "وخص ذوي الألباب بالنداء - وهم ذوو العقول المدركة الواعية - للإشارة إلى أن من لَا يتقى الله ليس عنده لب يدرك، ولا قلب يعي، ولا إرادة تعمل على مقتضى العقل والحكمة"[61].

2- وقال سبحانه: ﴿ قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[المائدة:100].

قال أبو حيان: "وخص تعالى الخطاب والنداء بأولي الألباب؛ لأنهم المتقدمون في تمييز الطيب والخبيث، فلا ينبغي لهم إهمال ذلك؛ قال ابن عطية: وكأن الإشارة إلى لب التجربة الذي يزيد على لب التكليف بالجبلة والفطنة المستنبطة والنظر البعيد"[62].

وقال ابن عاشور: "وتفريع قوله: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ ﴾ على ذلك مؤذن بأن الله يريد منا إعمال النظر في تمييز الخبيث من الطيب، والبحث عن الحقائق، وعدم الاغترار بالمظاهر الخلابة الكاذبة؛ فإن الأمر بالتقوى يستلزم الأمر بالنظر في تمييز الأفعال؛ حتى يعرف ما هو تقوى دون غيره"[63].

3- وقال سبحانه: ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴾ [الطلاق:10].

قال ابن عاشور: "وفي نداء المؤمنين بوصف أولي الألباب إيماء إلى أن العقول الراجحة تدعو إلى تقوى الله؛ لأنها كمال نفساني، ولأن فوائدها حقيقية دائمة، ولأن بها اجتناب المضار في الدنيا والآخرة"[64].

6- تعقيب الأمر بالتقوى بما يشير إلى أن المتقين ينالون مغفرة الله ورحمته:
قال تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال:69].

قال ابن عاشور: "وذيَّل ذلك بالأمر بالتقوى؛ لأن التقوى شكر الله على ما أنعم من دفع العذاب عنهم، وجملة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ تعليل للأمر بالتقوى، وتنبيه على أن التقوى شكر على النعمة، فحرف التأكيد للاهتمام، وهو مغن غناء فاء التفريع" [65].

7- تعقيب الأمر بالتقوى بأن من خالفها ثم تاب من مخالفته تاب الله عليه ورحمه:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات:12].

قال البيضاوي: "﴿ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ لمن اتقى ما نهى عنه، وتاب مما فرط منه"[66].

وقال الشوكاني: "﴿ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ لمن اتقاه وتاب عما فرط منه من الذنب ومخالفة الأمر"[67].

وقال ابن عاشور: "وجملة ﴿ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ تذييل للتذييل؛ لأن التقوى تكون بالتوبة بعد التلبس بالإثم فقيل: إن الله تواب، وتكون التقوى ابتداء، فيرحم الله المتقي، فالرحيم شامل للجميع"[68].

نستفيد مما سبق:
1- أهمية العناية بتدبر ما نقرأ أو نسمع من القرآن الكريم.

2- عظمة القرآن الكريم في وجود كل جملة وكلمة منه في موضعها المناسب لسياقها أو لحاقها أو سباقها.

3- التقوى شجرة حلوة الثمر يتهدل جناها لأهلها في كل جهة توجهوا إليها.

4- الدعوة إلى العناية بتقوى الله تعالى في جميع التكاليف الشرعية؛ فهي الحاثة على الامتثال في الأوامر، والمحذرة من ارتكاب المناهي.

5- تذييل المفتي أو المربي أو الداعي الأحكامَ والآداب الشرعية التي يدعو إليها بما يناسب من التعليل أو الترغيب أو الترهيب.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا تدبر كتابه، والعمل به.

[1] تفسير ابن كثير (1/ 386).

[2] التحرير والتنوير (2/ 199).

[3] التفسير الوسيط لطنطاوي (1/ 406).

[4] البحر المحيط في التفسير (3/ 340).

[5] عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص: 21).

[6] التحرير والتنوير (2/ 211).

[7] رواه البخاري (2899)

[8] رواه البخاري (3213) ومسلم (2486) بلفظ: (اهْجُهُمْ - أَوْ هَاجِهِمْ- وَجِبْرِيلُ مَعَكَ).

[9] البحر المحيط في التفسير (2/ 250).

[10] تفسير أبي السعود (1/ 205).

[11] الوجيز للواحدي (ص: 230).

[12] تفسير السعدي (ص: 146).

[13] زهرة التفاسير (3/ 1393).

[14] تفسير أبي السعود(8/ 121).

[15] التحرير والتنوير (26/ 245).

[16] زهرة التفاسير (5/ 2747).

[17] تفسير أبي السعود(1/ 207).

[18] تفسير السعدي (ص: 91).

[19] التحرير والتنوير (2/ 230).

[20] زهرة التفاسير (2/ 613).

[21] تفسير الطبري (8/ 53).

[22] تفسير الرازي (11/ 283).

[23] البحر المحيط في التفسير (4/ 170).

[24] تفسير أبي السعود(8/ 228).

[25] تفسير أبي السعود(1/ 210).

[26] تفسير السعدي (ص: 93).

[27] زهرة التفاسير (2/ 633).

[28] البحر المحيط في التفسير (4/ 371).

[29] التحرير والتنوير (7/ 53).

[30] تفسير أبي السعود(3/ 150).

[31] تفسير الطبري (23/ 241).

[32] التحرير والتنوير (28/ 34).

[33] تفسير الرازي (6/ 424).

[34] التحرير والتنوير (2/ 375).

[35] زهرة التفاسير (2/ 740).

[36]تفسير أبي السعود(8/ 116).

([37])التحرير والتنوير (26/ 219).

[38] التحرير والتنوير (2/ 425).

[39] الهداية الى بلوغ النهاية (11/ 7406).

[40] تفسير الرازي (11/ 320).

[41] البحر المحيط في التفسير (4/ 196).

[42] زهرة التفاسير (4/ 2061).

[43] التحرير والتنوير (28/ 112).

[44] تفسير السعدي (ص: 224).

[45] زهرة التفاسير (4/ 2056).

[46] التفسير الوسيط للواحدي (1/ 343).

[47] البحر المحيط في التفسير (2/ 510).

[48] زهرة التفاسير (2/ 813).

[49] تفسير أبي السعود(2/ 138).

[50] البحر المحيط في التفسير (4/ 182).

[51] تفسير أبي السعود(6/ 91).

[52] التحرير والتنوير (17/ 186).

[53] التحرير والتنوير (4/ 214).

[54] زهرة التفاسير (3/ 1577).

[55] البحر المحيط في التفسير (4/ 302).

[56] التحرير والتنوير (6/ 242).

[57] تفسير أبي السعود(3/ 74).

[58] تفسير أبي السعود(8/ 240).

[59] التحرير والتنوير (28/ 164).

[60] تفسير أبي السعود(1/ 208).

[61] زهرة التفاسير (2/ 616).

[62] البحر المحيط في التفسير (4/ 376).

[63] التحرير والتنوير (7/ 64).

[64] التحرير والتنوير (28/ 336).

[65] التحرير والتنوير (10/ 79).

[66] تفسير البيضاوي (5/ 136).

[67] فتح القدير للشوكاني (5/ 77).

[68] التحرير والتنوير (26/ 257).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 100.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 97.96 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]