|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من أقوال السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من أقوال السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-1 فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين......أما بعد: فلا يخفى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأفراد والمجتمعات, فبه يصلح العباد والبلاد, وتندفع المصائب والبلايا, وبضعفه فضلاً عن فقده تنزع البركات, وتفقد الخيرات, ويكثر الفساد, قال الإمام الغزالي رحمه الله: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لو طوى بساطه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة, وعمت الفترة, وفشت الضلالة, وشاعت الجهالة, واستشرى الفساد, وخربت البلاد, وهلك العباد, فإنا لله وإنا إليه راجعون. ويضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما تستولى على القلوب مداهنة الخلق, ويغلب على النفوس اتباع الهوى, والانغماس في الشهوات. للسلف أقوال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, يسّر الله فجمعتُ بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
** قال الإمام القرطبي رحمه الله: أخص أوصاف المؤمنين: الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر. ** قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم صفات المؤمنين, ولذلك كان ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دليلاً على ضعف الإيمان أو عدمه.
أولها: أنه يضعف تسلط الشيطان على النفس, ويكره الشر, وبالتالي يضعف أثر الشيطان عليه في تحبيب الشر إليه. أثره عليه من جهة العزة, وخاصة في مثل هذا الزمن الذي انتشرت فيه كثير من الملهيات, والمغريات, والصادات عن الحق والالتزام به, والمغيرات للفطرة التي جعل الله الناس عليها, هو إذا دعا, وأمر, ونهى, ونشر الخير, فإنه يكون عنده عزة, هذه العزة تبعثه على عدم قبول الشر أن يدخل إليه, عدم قبول أن ينفذ إليه ما يعكر عليه دينه. من أثر الدعوة إلى الله عز وجل على النفس أن الداعية إلى الله عز وجل يحب أهل الخير, ويعينهم, لأنه إذا أحب الدعوة, وأحب نشر دين الله عز وجل, وأحب تكثير الخير, فإنه حينئذ يحب أهل الخير, والمرء مع من أحب. من أثر الدعوة على الإنسان في نفسه أن الداعية إلى الله عز وجل يشعر بالسعادة, ويشعر بانشراح الصدر, ليس عند الداعية إلى الله عز وجل قلق ولا ريب في صدره, ولا بعد عن السكينة والطمأنينة لأنه دعا. وآخرها: أن الدعوة إلى الله عز وجل توطن الإنسان المسلم الذي يمشي في هذا السبيل, توطنه على أمر عظيم جلل, وهو حب الآخرة وعدم الركون إلى الدنيا, والركون إلى الدنيا وحب الدنيا هو رأس كل خطيئة. ـــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ
** قال أبو الدرداء رضي الله عنه: لتأمرن بالمعروف, ولتنهن عن المنكر, أو ليسلطن الله عليكم سلطاناً ظالماً, لا يجل كبيركم, ولا يرحم صغيركم, ويدعو عليه خياركم فلا يستجاب لهم, وتستنصرون فلا تنصرون, وتستغفرون فلا يغفر لكم. ** قال الله جل وعلا {﴿اتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ} ﴾ [الأنفال: 25] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: في رواية عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين ظهرانيهم فيعمهم الله بالعذاب. وهذا تفسير حسن جداً. ** قال بلال بن سعيد: إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها, فإذا أعلنت ولم تغير أضرت العامة. ** قال يحيى بن أبي كثير: أمر رجل بالمعروف ونهي عن المنكر, فقال له رجل: عليك نفسك, فإن الظالم لا يضر إلا نفسه, فقال أبو هريرة: كذبت والله الذي لا إله إلا هو. ثم قال: والذي نفسي بيده أن الحبارى لتموت هُزلاً في وكرها بظلم الظالم. قال الثمالي ويحيى بن سلام: يحبس الله المطر فيهلك كل شيء. ــــــــــــــــــ ** قال الإمام ابن العربي رحمه الله: الذنوب منها ما يعجل الله عقوبته, ومنها ما يمهل بها إلى الآخرة, والسكوت على المنكر تتعجل عقوبته في الدنيا بنقص الأموال والأنفس والثمرات ** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: & قوله صلى الله عليه وسلم: (( « إذا أنزل الله بقومٍ عذاباً أصاب العذابُ من كان فيهم, ثم بعثوا على أعمالهم.» )) في الحديث تحذير وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي, فكيف بمن داهن, فكيف بمن رضي فكيف بمن أعان, نسأل الله السلامة. & استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف. & يكون إهلاك الجميع عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي ** عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجب لكم» )[أخرجه الترمذي وقال حديث حسن] قال الإمام المباركفوري رحمه الله: والمعنى والله, أنَّ أحد الأمرين واقع, إمّا الأمر والنهي منكم, وإمّا إنزال العذاب من ربكم, ثم عدم استجابة الدعاء له في دفعه عنكم, بحيث لا يجتمعان ولا يرتفعان, فإن كان الأمر والنهي لم يكن عذاب, وإن لم يكونا كان عذاب عظيم. ** قال العلامة السعدي رحمه الله: & إنما كان السكوت عن المنكر مع القدرة موجباً للعقوبة, لما فيه من المفاسد العظيمة منها: أن مجرد السكوت فعل معصية وإن لم يباشرها الساكت, فإنه كما يجب اجتناب المعصية, فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية. ــــــــــــــــــــ & إذا ظهر الظلم فلم يغير فإن عقوبته, تعم الفاعل وغيره. وتتقى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد, وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن. ** قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: وجود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمة, ضمان من وقوع العذاب, وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤذن بوقوع العقاب العاجل.
** قال عبدالله العمري رحمه الله: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله, بأن ترى ما يسخطه, فتجاوزه, ولا تأمر ولا تنهى عن المنكر خوفاً ممن لا يملك لك ضراً ولا نفعاً, ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الهيبة.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: من أقوال السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من أقوال السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-2 فهد بن عبد العزيز الشويرخ ** قال العلامة العثيمين رحمه الله: شدة عداوة الشيطان لبني آدم؛ حيث يرعبهم ويخوِّفهم بأوليائه، وأنه يجب على المؤمن ألَّا يخاف من أولياء الشيطان؛ لقوله: {﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ } [آل عمران: 175]، وكلما قوي الإيمان بالله قوي الخوف منه، وضعُف الخوف من أولياء الشيطان
ـــــــــــــــــــ
والأمر بالمعروف كما قال ابن جرير: قوله: ﴿ { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} ﴾ فإنه يعني: تأمرون بالإيمان بالله ورسوله, والعمل بشرائعه, و ﴿ { وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} ﴾ يعني: تنهون عن الشرك بالله, وتكذيب رسوله, وعن العمل بما نهى عنه. لما ذكر الله هذه الآية _ ومعناها كما علمت في الشمول للدعوة إلى الله تعالى _ أعقبها الله تعالى بقوله: ﴿ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ﴾ [آل عمران:105] وفي هذا إشارة لطيفة وربط عظيم بين واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والافتراق, فكأن هاتين الآيتين تشيران إلى أنه لا يمكن للأمة أن تقوم بهذا الواجب إلا إذا كانت متحدة متعاضدة متماسكة, أمة واحدة وجسد واحد, أما إذا افترقت الأمة, وتوازعتها النحل والأهواء والفرق, فهي عاجزة بنفسها, فلا يمكن لها القيام بالواجب عليها نحو غيرها.
ــــــــــــــــ
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: حسن الملاطفة, والرفق في الانكار. ** قال العلامة عبدالله بن محمد ابن حميد رحمه الله: الآمر والناهي ينبغي أن يستعمل الأساليب التي فيها لين ورفق ورحمة لكي يحبه الناس, ويستمعوا إلى لقوله, ولكي تنعطف قلوبهم إليه, لأنك تسعى لإصلاحهم ولمّ شملهم وتعليمهم وهدايتهم, لا الشماتة بهم وتحقيرهم وفضحهم والسخرية منهم, وهذا ديدن الطبيب, فإنه لا ينتهر المريض, بل يلين له القول, حتى يقبل منه, ويستمع إليه. ** قال العلامة عبدالله بن حسن القعود رحمه الله: كلما كان الإنسان هادياً, وكان متحبباً إلى الناس, وكان ملتزماً للخير كان أدعى لقبول قوله وأسمع. ومن الأساليب اللين والتودد يقول تعالى: ﴿ { وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ﴾ [آل عمران:159] بين لنا الله سبحانه وتعالى أن اللين والتودد في الدعوة, وفي الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, ما لم يكن فيه إهانة للعلم, وإهانة للآمر بالمعروف, والناهي عن المنكر. فالآمر والناهي ينبغي أن يستعمل الأساليب التي فيها لين ورفق ورحمة لكي يحبه الناس, ويستمعوا إلى لقوله, ولكي تنعطف قلوبهم إليه, لأنك تسعى لإصلاحهم ولمّ شملهم وتعليمهم وهدايتهم, لا الشماتة بهم وتحقيرهم وفضحهم والسخرية منهم, وهذا ديدن الطبيب, فإنه لا ينتهر المريض, بل يلين له القول, حتى يقبل منه, ويستمع إليه. ـــــــــــــ ** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ومما يندب إلى إلانة القول فيه: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأن يكون برفق, كما قال تعالى في حق الكفار ﴿ {وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ} ﴾ [النحل:125] وكان كثير من السلف لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا سراً فيما بينه وبين من يأمره وينهاه.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: لا بد للإنسان من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والوعظ والتذكير, ولو لم يعظ الناس إلا معصوم من الزلل لم يعظ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد, لأنه لا عصمة لأحد بعده: لئن لم يعظ العاصين من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعـد محمـد
الأولى: أن يزول ويخلُفه ضدُّه. الثاني: أن يقلً وإن لم يزل بجملته. الثالث: أن يخلفه ما هو مثله. الرابع: أن يخلفه ما هو شر منه. فالدرجتان الأُوليان مشروعتان، والثالثة موضع اجتهاد، والرابعة محرمة. ** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ترك إنكار المنكر خشية الوقوع فيه أنكر منه. وجوب التأني عن الانكار في المحتملات. ـــــــــــــــــــ
** قال الإمام النووي رحمه الله: القيام بالأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, أجمع العلماء على أنه فرض كفاية, فإن خاف من ذلك على نفسه, أو ماله, أو على غيره, سقط الانكار بيده, ولسانه, ووجبت كراهته بقلبه. ** قال ابن حجر رحمه الله: إنكار المنكر بإظهار الغضب إذا لم يستطيع أكثر منه.
** قال الإمام الشاطبي: نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضناً ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين حتى والله لقد رموني بالعظائم وأيم الله لا أدع أقوم فيهم بحقه ** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فيه الترغيب في احتمال الأذى عند بذل النصيحة, ونشر الموعظة. ** قال الإمام البقاعي رحمه الله: اعلموا أيها الإخوان....أنه لا يقدم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا من جعل نفسه هدفاً للحتوف, وتجرع مرّ الكلام ما هو أمرُّ من السهام, فإن الناهي عن المنكر يعاني الهوان الأكبر, بمعاداة كل شيطان من الإنس والجان يقوم عليه الجيلان, ويرشقه بسهام الأذى القبيلان, شياطين الإنس ظاهراً بالمقال والفعال وشياطين الجن باطناً بما يوحون إليهم من الضلال. ــــــــــــــــــــــــ
** قال الشيخ ناصر بن سعد الشثري: الإحسان إلى الخلق ليس بتحقيق مرادهم والسير على مقتضى ما تهواه نفوسهم, بل قد يكون من الإحسان إبعاد الإنسان عن هواه...فكم من إنسان يرغب فيما يلحق الضرر بنفسه كما يفعله أصحاب المخدرات والمسكرات فالإحسان إليهم يكون بردعهم عن ذلك وأمرهم بالمعروف وإلزامهم به ونهيهم عن المنكر وإلزامهم بتركه
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |