الشيخ المعلم وصناعة المعرفة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852541 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387846 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1063 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2022, 05:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي الشيخ المعلم وصناعة المعرفة

الشيخ المعلم وصناعة المعرفة (1)


أحمد عبدالمرضي علي






الشيخ الإمام عبدالقاهر الجرجاني -رحمه الله ورضي عنه- شيخُ أئمة البلاغة وحاملُ لوائها، وبدرُها الساطع في علياء سمائها.

فهو الذي شيَّد أركانها، وعبَّد الطريق إليها، وفتح من مُقفَلات مباحثها ما جعلها تستوي على سُوقها، وتنشط من عقالها. (وإن كان قد سُبق إلى مباحث شريفة تناولها الجاحظ وغيره).

وهو الذي فتح للناس بابًا جليلًا إلى معرفة بلاغة الكتاب الكريم، والوقوف على براهين إعجازه = بما أودعه في سِفرَيْه الجليلين: (أسرار البلاغة) و(دلائل الإعجاز).

إلى هنا والحديث عن عبدالقاهر لا يَطرُق سمعَك بشيء كان خافيًا عليك؛ غير أن الذي أريد لفتَ انتباهك إليه أنه بما دوَّنه في هذين الكتابين يستحق أن يُلقَّب بـ(الشيخ المعلِّم).

وقصةُ هذا اللقب معي ترجع إلى سنوات مباركات -سقى الله عهدَها- نعمتُ فيها عينًا بصحبة العلامة الشيخ الدكتور عبدالعظيم المطعني - برَّد الله مضجعه! - في مجالسه المباركة التي كان يُقرئنا فيها مستصفى الحجة أبي حامد، وإيضاح الخطيب، ودلائل الشيخ عبدالقاهر، وكتبًا أخرى.

وكان مما سمعتُه منه مراتٍ لا أحصيها أثناء القراءة في (الدلائل) = وصفُه الشيخَ عبدالقاهر بهذا اللقب (الشيخ المعلِّم).

وكان شيخنا يبين علة هذا فيقول -ما معناه-: اسمع لعبد القاهر وهو يمهِّد للمسألة ويفتح قلبك لها، وأصغ إليه وهو يعرض المسألة ويبسطها، ويشرح لها ويسهب في بيانها، وتمهل عليه فإنه سيعود - ولو بعد حين - ليكرر في صورة من البيان مختلفة، فإذا بغريب العلم الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم!

وكنتُ حينَها حديثَ عهد بعلوم عبدالقاهر وأسلوبه وكتبه، فلم يلفت هذا انتباهي كثيرًا؛ لأنني كنتُ أقول في نفسي: وأي شيء في أن يكون هذا العالم الكريم مُعلمًا؟! أليس من شأن العالم أن يكتب ليُفهِم، وأن يفتح لقارئيه وطلابه أبوابًا من العلم موصدة، وأن يحل من الإشكالات ما كان معقودًا؟!

وسِرُّ هذه الغفلة يكمُن في ضعف التصور وقلة التيقُّظ عندي يومئذ؛ فكُتب عبدالقاهر ليست كسائر الكتب التي جعلنا غايةَ قراءتنا فيها أن نحصل مسائل العلم ونقمِّشها، وأن نتعرف من خلالها على لون جديد من المعرفة نضمه إلى ما نعرف وكفى، لقد غفلتُ عن أنها كُتب تعلِّمُك كيف تكتسب المعرفة.

قال العلامة الدكتور محمد أبو موسى -حرس الله مهجتَه-:
عن كُتب عبدالقاهر وسيبويه وابن جني وما يشبهها: "هذا الضرب من الكتب يختلف عن الكتب التي تناولت العلومَ وقد مهَّد السالكون طرائقها، وحرروا قواعدها، ونظموا أبوابها ومسائلها؛ وإنما تَعرض هذه الكتب الآراء والمذاهب ومواضع الاتفاق ومواضع الاختلاف، وتناقش وترجح، وتأخذ وتدع، وهذا هو ما عليه أكثر الكتب التي اعتدنا عليها ورُبِّينا عليها، ولما رجعنا إلى الكتب التي بدأت المعرفةَ؛ قرأناها كما تعوَّدنا، وكلُّ همِّنا هو تحصيل المعرفة من غير نظر إلى اجتهاد أهل الاجتهاد، وكيف كانوا يحاورون الأفكار، ويضعون القياس ويستنبطون ويستخرجون، وكيف شققوا طرقًا جديدة، وأثاروا قضايا جديدة، وحرثوا في أرض جديدة" [مدخل إلى كتابي عبدالقاهر: 19].

طويتُ أمر (الشيخ المُعلِّم) برمته حتى نسيتُه، ومرَّت سِنون، حتى هاجت ذكريات مع شيخنا المطعني-عليه الرحمة- لا تنمحي، وإذا بي أحن إلى الشيخ عبدالقاهر حنيني القديم، وإذا بالذكرى تبعث الذكرى، فأعود إلى قصة (الشيخ المعلِّم)!


رجعتُ إلى مصنفاته أستنطقها، فإذا بهذا المعلِّم الرقيق يأخذ بيدي إلى (دلائل) أستاذيته، ويهمس في أذني بسر آخر من (أسرار) مهارته، ويضع أمام عيني لونًا شريفًا آخر من ألوان استحقاقه أن يكون (معلمًا) لم يشر إليه شيخنا، فيقول -رحمه الله تعالى-: "واعلم أنك لا تشفي الغُلَّة ولا تنتهي إلى ثَلَج اليقين، حتى تتجاوز حدَّ العلم بالشيء مجملا، إلى العلم به مفصلا، وحتى لا يقنعك إلا النظر في زواياه، والتغلغل في مكامنه، وحتى تكون كمن تتبع الماء حتى عرف منبعه، وانتهى في البحث عن جوهر العود الذي يصنع فيه إلى أن يعرف منبته، ومجرى عروق الشجر الذي هو منه" [دلائل الإعجاز: 260].

ويقول: "ثم إن التَّوْقَ إلى أن تقر الأمور قرارها، وتوضع الأشياء مواضعها، والنزاعَ إلى بيان ما يشكل، وحَلِّ ما ينعقد، والكشفِ عما يخفى، وتلخيصِ الصفة؛ حتى يزداد السامع ثقةً بالحجة، واستظهارًا على الشبهة، واستبانةً للدليل، وتبيُّنًا للسبيل = شيءٌ في سُوس العقل، وفي طباع النفس إذا كانت نفسًا" [دلائل الإعجاز: 34].

أجل؛ إن الطباع النفسية التي فُطِر عليها عبدالقاهر، وما جُبل عليه عقله من ضرورة تحقيق العلم وإيضاح أصوله، والتفتيش عنه في زواياه ومكامنه، وتتبعه من مظانه كمن يتتبع الماء حتى يعرف منبعه، مع بيانه الشريف العالي وقلمه الذي ينظم الدر = كل أولئك هيأ عبدالقاهر ليكون معلمًا بارعًا، لا يعلِّم العلم فحسب، ولكنه يعلمك ما هو أشرف من هذا.

إنه يعلمك كيف تستخرج من المعرفة معرفة، وكيف تستلُّ من أرحام الأفكار فكرةً وليدة، وكيف تستنبت من مسألة في العلم مسألةً أخرى لعلها أشرف منها وأنفع، وكيف تلتقط فكرة تائهة بين سطور عالم سبقك، فترعاها وتتعهدها، وتهذبها وتنقحها، وتربيها كما يربي أحدنا فَلُوَّه، ثم تخرج بها إلى طلاب المعرفة وقد نفختَ فيها من رُوحك، بعدَ طول رعاية وتعهُّد، في سِفر جليل نافع، يرى طلاب المعرفة بين سطوره أفكارًا لك تدور في حِماها، وأفكارًا أخرى حائرة، فيأخذون الثانية فيصنعون بها كما صنعتَ أنت بالأولى.

هذا الذي تتعلمه من كتب عبدالقاهر يسميه العلامة الشيخ أبو موسى بـ(صناعة المعرفة)، و(علم صناعة العلم) [مدخل إلى كتابَيْ عبدالقاهر: 19، وهو كتاب نفيس جدًّا].


وكل هذا راجع إلى وحي الشيخ المعلم!


وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.78 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]