هدم منزله.. لعله خير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 345 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12642 - عددالزوار : 221516 )           »          كيف أشعر بالسعادة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          العسر القرائي «الدسلكسيا».. مفهومه ومظاهره وانتشاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أثـار الفتـن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أوقاف المغاربة في القدس.. ألم لا يُنسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          دولة الصفويين.. تاريخ من العمالة والقتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المـد والجـزر في حياة المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 2215 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2022, 03:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة : Egypt
افتراضي هدم منزله.. لعله خير

هدم منزله.. لعله خير


حمزة شلهاوي





قصة حقيقية



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فأحكي لكم قصةَ رجلٍ كان يسكن في باديةٍ من بوادي بلاد المغرب، اسمه: (عبدالغني)، هذه البادية لم يكن فيها ماءٌ ولا كهرباء، وكان يذهب للعمل في الأسواق الأُسبوعيَّة التي تبعُد عن منزله عشرات الكيلومترات، ويترك زوجتَه وأبناءه الثلاثة في ذلك المنزل المنعزِل المبنيِّ بالحجر والتراب، أحيانًا يأتي بالمساء، وتارةً يبيتُ في مكانٍ قريب من السوق الأسبوعي الذي يَوَدُّ الذَّهاب إليه، فيتركُ الزوجة والأبناء وحدهم في ذلك المنزل، فتضطرُّ الزوجةُ إلى استدعاءِ إحدى بنات الجارات لتبيتَ معها، وما ذلك إلَّا بسبب الخوف ( مكان منعزل، أبناء صغار، بعض المواشي..).

تعِبت الزوجة، وأُصيبت بعدة أمراضٍ خاصةً منها ما يُسمَّى بـ(العصاب)، الذي تولَّد من صعوبة تربية الأبناء، والخوف، أضفْ إلى ذلك صعوبةَ تربية المواشي، التي لا تقدِر امرأةٌ وحدها على تحمُّل أتعابها.

حصل ذات يوم أن ذهبت الزوجةُ ببقرةٍ إلى حيثُ ترعى كل يوم، كان الزوجُ حينها في السوق، والأبناءُ في المدرسة، فلمَّا أرادت الزوجة أن تشُدَّ عِقالَ تلك البقرة - التي كانت مشاكِسة - ما كان إلا أن ركلتْها، وأردَتْها إلى الأرض.

ازداد غضب الزوجة جرَّاءَ هذه الحادثة، وأدرك الزوج أن عليه أن يترك هذا المنزل، وأن يهاجرَ إلى مدينةٍ صغيرة جدًّا، اسمها: (سيدي حجاج)، فكان بالفعل أن هاجر، ونقل الأبناء إلى مدارسَ أخرى بالمدينة التي هاجر إليها؛ حتى لا ينقطعوا عن دراستهم. الغريب في الأمر أن المنزل الذي هاجر إليه هذا الزوجُ مع الأبناء، لم يكن في مِلْكِه؛ بل ملك لأخيه، الذي كان يترك المنزل مع أسرته بسبب العمل الذي كان يُعرض عليه بعيدًا عن هذا المنزل.

مرت شهورٌ، والأسرة تسكن بمنزل ليس ملكًا لها - وهي مُهدَّدة بالخروج منه في أيِّ وقت - إلى أن دخل الزوج في حوار مع جاره الجُنُب حول إمكانية بيع منزله، فكان أن قبِل ذلك الجارُ البيعَ، فتمَّ العقد عن تراضٍ بين الزوج والجار.
أخيرًا أصبح للأسرة منزلٌ في مِلْكِهم، فارتاحت الأسرة نسبيًّا، وانسجمت مع الجيران على الرغم من شَغْبِ أبنائهم.

مرت سنواتٌ في هذا المنزل الجديد، وأصبح عددُ الأبناء خمسةً: بنتين، وثلاثةَ ذكور، وأصبح لدى أبيهم سيَّارةٌ من الحجم الكبير، اشتراها لحمل البضائع التي كان يتاجر بها، كان حين يأتي بالمساء، يركن السيارة بالقرب من منزله الواقع في زُقاقٍ ضيق، الشيء الذي جعل بعضَ الجيران يتأذَّون من ركنه للسيارة بذلك الزقاق، خاصة أن السيارة كانت من النوع القديم، فكانت تُحدِث الدُّخان والضجيج، مما اضطر بعض الجيران في كثير من الأحيان أن يسُبَّ ويشتمَ ذلك الزوج؛ بل أحيانًا كانت تقع الخصومةُ الكبيرة التي كان يجتمع عليها الزُّقاقُ بأكملِه.

أيقن الزوج أن المنزل لا يناسب طبيعةَ مهنته، التي لا يمكن أن يُسايرَها بدون تلك السيارة، فبدأ بالتفكير في تغيير ذلك المنزل، فما كان إلَّا أن باعه، لكن الغرابة تعود مرةً ثانية، وهو أنه باع المنزل قبل أن يشتريَ البديل؛ ذلك لأنه أغراه أحدُ أصدقائه بأن يبيعَ له بقعةَ أرضٍ بجانب منزله، ويبنيَ فيها منزلَه وَفْق المواصفات التي يريد.

كان بالفعل أن باع له ذلك الصديق بقعة أرض دون أن يدفعَ أي مقابل حتى ينتهيَ من بناء منزله، بدأ الزوج في بناء المنزل؛ لكن في الليل دون النهار، وصل الأمر إلى السُّلطات، فبدأت تُراسِله عبر (المُقدِّم) ليُوقِف عملية البناء، عندما وجد هذا الإزعاجَ المتكرر، حاول - بعد أن غُرِّر به - أن يرشيَ (القائد) ومن تحته حتى يتركوه وشأنه، لكنهم أبَوا، وهدَّدوه بالهدم إن لم يتوقف.

لمَّا سمِع الزوج تهديد الهدم، وأنه صرف مبلغًا مهمًّا في الجزء الذي بناه، قرر أن ينقلَ الزوجة والأبناء إلى ذلك الجزء من البناء، وحتى يوصِّل رسالة إلى السلطات بأنه ليس لديه مأوى غير هذا المنزل الذي يحاول بناءه.

جاء ذلك اليوم الذي لم ولن ينساه الزوج والزوجة والأبناء، وهو الأمرُ بالهدم. جاءت السلطات بجنودها وآلاتها المستعدة للهدم، حاولت الأسرةُ المقاومةَ، ولم تُرِدْ أن تخرج من المنزل غير المكتمل، وفضَّلت أن يُهدَم عليها على أن تتشرَّد وتتسكَّع بدون مأوى، لكن السلطات أخرجتهم، فما بقيَ لهم من المقاومة غيرُ البكاء والتفرُّج على المنزل وهو يُهدَم.

وعدتْه السلطات بأنها ستُعوِّضه، لكن لم يحصُلْ ولو على درهمٍ واحد، آواه ذلك الصديق الذي باعه البقعة في منزلٍ له فارغ، مكثت فيه الأسرة لعدة الأسابيع، حيث كان الأب يبحث بما بقيَ معه من مال عن منزل صغير يأويه هو وأسرتَه.

حصل ذات يوم وهو يتجوَّل إذ رأى منزلًا فيه المواصفاتُ التي يريدها، وتمنَّى في نفسه أن لو كان صاحبَ هذا المنزل، وكان يدعو الله عز وجل أن يفكَّ كربَه، كما كانت تفعل الزوجة كذلك، وكل من كان يسانده، وبينما هو ينظر إلى ذلك المنزل، إذ رأى صاحبه بالخارج، فتوكَّل على الله وذهب إلى ذلك الرجل ليسألَه إذا كانت هناك فرصةٌ للحديث عن بيع هذا المنزل، استجاب الله عز وجل للزوج بأن قَبِل هذا الرجل أن يبيع منزله، على الرغم من أن الزوج لم يكن لديه الثَّمنُ بأكمله إلَّا أنه كافح ليكملَ له الثمن دون أي اقتراض ربويًّ، ودون أيَّةِ رشاوَى.

استقرت الأسرة في منزلها الجديد، وبدأت حياتها كذلك من جديد، وتيسَّرت أمورُها، وكبر بعض أبنائها، وخرجوا من المنزل ليُكمِلوا دراستهم في مدنٍ أخرى، تزوَّجت إحدى البنات، وما زال الأبناء الصغار في المنزل في رعاية والديهم.

كان بالفعل خيرًا لهذا الزوج وأسرته أن يُهدم لهم ذلك المنزلُ، الذي كان سيُقام بالرِّشوة وبطرق غيرِ مشروعة، وأن أنقذهم الله منه إلى ما هو أحسن، فتحقق فيهم قول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.82 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]