|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عفوا سراييفو
عفوا سراييفو أ. محمود مفلح وهل تُجدي الكتابةُ في زمانِ القمعِ.. في زمن الطغاةْ؟ هل أستطيعُ بأن أجففَ قطرةً من عين أرملةٍ؟ وأرسلَ للمساجد مئذنهْ؟ هل أستطيع بأن أعيدَ إلى شبابيك الربيع هناكَ عصرَ السوسنهْ؟ سحبٌ تغطي وجهكِ الميمونَ قنبلةٌ تفجرُ ملجأَ الأيتامِ عاصفةٌ من النار الحقودةِ تأكل الشجرَ العفيفْ.. ودمٌ هناك على الرصيفْ! تلكَ "الطوابير" التي هُرعتْ من البيت المهدَّمِ.. أين تَمضي؟ فأمامَها أزَّ الرصاصُ وخلفَها أزَّ الرصاصْ والطفلةُ الشقراءُ تلهثُ.. أينَ دُميتها؟ بل كيف تُخرجها من الأنقاضِ... "ماما" ما الذي فعلَ الجُناةْ!؟ والأمُّ ذاهلةٌ فماذا تستطيع بأن تقولْ يا أنتَ يا زمنَ المَغولْ..! ♦♦♦♦ تَبكي "سراييفو" ولا أحدٌ يجففُ فوق خدَّيها البكاءْ تجري أمامَ الناس عاريةً ولا أحد يُناولها الرداءْ؟! الجرحُ يؤلمُها وتنزفُ في الشوارع وهي صارخةٌ أَلا أين الدواءْ؟! ♦♦♦♦ عفواً سراييفو.. فإن العالمَ المسكون بالظلمِ المعربِدِ لا يبالي بالصراخِ ولا يبالي بالجراحْ ماتَ الضمير وغُلَّت الأيدي، فهل تتوقعينْ أن ينصُروكِ... وكلُّهم عَفنُ السنينْ؟ لا مجلسُ الخوف العتيدُ ولا أساطينُ السياسةِ... مِثلما تتوهمينْ... ما دامَ صوتكِ كل يومٍ خمسَ مراتٍ يدوِّي في السماءْ ما دمتِ لا تتوجهينَ إلى كنائسهمْ.. وتُعلينَ الصليبْ ما دامَ قلبُكِ مُثقلاً بالطلِّ في زمنِ اللهيبْ لا تصرُخي أبداً فما أحدٌ يجيبْ.. ♦♦♦♦ عفواً "سراييفو" إذا فاضَ الكلامُ فأنتِ أولُ من يقود إلى الخلودِ صُفوفنا سيظلُّ وجهكِ رغمَ قسوتهِ منارَتنا المضيئةْ سيظل آلافُ الضحايا في الطريق صُوًى [1] إلى غرفِ الجنانْ سنظل خلفَ خُطاكِ نحكي عن شجاعتكِ الفريدةْ من ها هُنا مرَّ الغزاةُ وها هنا وقفتْ "سراييفو" تلقِّنهم بلاغتَها الجديدةْ لَم تحنِ رأساً لم تقُل إني تعبتُ من الصراعْ رغمَ العواصف والقواصف والوجوهِ المكفهرَّهْ ظلَّت كما شاء الرجالُ المؤمنونَ هناك حرَّهْ وتطهرَت من رجسهمْ فدمُ الشهادة في "سراييفو" أعادَ لها الحياةْ... والمسلمونَ الشاكرون الحامدونَ هُناك قامُوا للصلاةْ.... [1] علامات على الطريق.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |