عدل النبي صلى الله عليه وسلم: عدالة الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190855 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92681 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2021, 08:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي عدل النبي صلى الله عليه وسلم: عدالة الإسلام

عدل النبي صلى الله عليه وسلم: عدالة الإسلام
د. حيدر الغدير



سرقت امرأة من بني مخزوم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجيء بها إليه لتُعَاقَب، فأهمَّ ذلك قريشًا وقالوا: من يشفع لنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسقاط الحد عنها؟ ثم تذكروا أن أسامة بن زيد حبيبٌ إلى قلب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فكلَّموه في أن يشفع لها عنده، فكلمه بذلك، فغضب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال لأسامة: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟! ثم قام في الناس خطيبًا، فقال: "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وايمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، (متفق عليه)، ثم قُطِعت يد المرأة المخزومية.

إنه خبر مشهور هذا الذي قدمتُه، ولعلنا جميعًا نعرف حكايته منذ زمن غير قصير، لكنه يستحق وقفة فيها الأَناة لاستجلاء بعض أبعاده ومراميه، والدلالات والمعاني التي اعتدنا أن نتوقف لديها في حديثنا هذا.

إنه ما يغيب عنا بادئ ذي بَدء إحساس قريش بخطورة ما فعلت المخزومية، فلقد سرقت، وللسرقة حدٌّ واضح، ولا بد إذًا أن ينالها العقاب، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سيُطبق عليه الحد الشرعي أيًّا كانت، هذا المعنى الذي استشعرتْه قريش يدل على إدراكٍ منها بطبيعة المجتمع الجديد الذي أقامه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن العدالة فيه آخذة مَجراها، مطبَّقة على جميع أفراده سواءً بسواء، ولذلك تهيَّبت الأمر، وتحرَّكت فيها بعضُ رواسب الجاهلية، فأخذت تسعى لتنجو المرأة المذنبة من العقاب.


ونحن نعرف أن بني مخزوم كانوا في الجاهلية ريحانة قريش، وكانوا أهل الحرب فيها، وحسبك أن تعلم أن خالد بن الوليد ينتمي إليها، لذلك كان لمخزوم شرفٌ باذخ وسمعةٌ كبيرة، وهذا هو الذي دفع قريشًا إلى ما حاولت القيام به بشأن المرأة المخزومية السارقة.

وإنه من الإنصاف أن نقرِّر بأن قريشًا، وإن حاولت ما حاولت مدفوعةً ببعض بقايا النعرة الجاهلية فيها، إلا أنها كانت تعرف الجريمة وعقابها، وكانت تعرف حرص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على تطبيق الحد، لكنَّ آمالها ظلت تُخادعها، حتى جاءت إلى أسامة بن زيد؛ ليكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمر.

وتكلَّم أسامة في الأمر، وكان ذلك غلطًا منه، لكنه غلطٌ كان لنا نافعًا مفيدًا؛ لأنه أدَّى إلى غضبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، تلك التي جعلته يقول لأسامة ما يقول، ثم يقف خطيبًا ليقرر قاعدة ضخمة من قواعد العدالة والمساواة في الإسلام.

لقد بيَّن لأسامة خطورة فِعله؛ إذ يحاول إيقاف حدٍّ من حدود الله عن أن يُنفَّذ، وبدا عليه الغضب الشديد، وقال لأسامة: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟ ثم وقف خطيبًا ليقول كلمته المشرقة التي تنضح بالصدق والإخلاص، ومعاني العدل والتساوي، والحرص على تطبيق حدود الله على الجميع.

بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين خطورة ما حاولت قريش أن تفعله؛ لأنه ينتهك أمر الله تعالى، ومثل هذا الانتهاك كفيلٌ بإحداث الدمار والهلاك، وهذا قد حدث من قبلُ حين كانت الحدود تطبق على بعض الناس دون بعضهم الآخر، ثم ختم كلمته بهذه العبارة العظيمة التي تدل على شدة اتباعه صلى الله عليه وسلم لأمر الله تعالى، والتزامه بحدوده، وتحرِّيه الحقَّ والعملَ على إنفاذه، فقال: "وايمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

ولقد كان كافيًا أن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل بأي إنسان ليصل إلى ما يريد إقراره في ضمائر المسلمين وأخلادهم، لكنه اختار فاطمة الزهراء رضي الله عنها ليضرب بها المثل، وفي هذا الاختيار دقة وروعة، وجمال وعظمة، ودلالة على عزم شديد، وهمة قوية بالغة، ذلك أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها هي بنته صلى الله عليه وسلم، وهي ابنته الوحيدة التي عاش له منها أحفادٌ، وهي صغرى بناته الطاهرات، ولكن على الرغم من ذلك كلِّه، وعلى الرغم مما تضفيه هذه الصلة بين الوالد والبنت من حنانٍ ورحمة، ورقةٍ ومحبة، وودٍّ ووفاءٍ على العلاقة بينهما - فإن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يضرب بها المثل على الرغم من كل ذلك، لتكون فيه النقلة أبعد، والارتفاع أكبر، والبون شاسعًا رحيبًا بين ما أراده القرشيون أن يحدث، وبين ما قام بإنفاذه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.


إن هذه الحادثة الفريدة بملابساتها المختلفة، وتفصيلاتها المثيرة - تضع أيدينا على أحد أسرار عظمة هذا الإسلام، وانتصاره وتمكنه من القلوب.

إن له أنظمة وشرائع لا يتيح لأحد أن يتجاوزها قط، وهو لا يعرف المحاباة والمجاملة في الحق قط؛ لأن النزعة الإنسانية التي وضعها الله تعالى فيه وأرساها في أعماقه، تقتضي العدالة، وتستلزم المساواة، وتضع الجميع على قدم واحدة أمام شريعة الله تعالى دون تفاضلٍ أو تمايزٍ.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.67 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]