|
|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التربية بالاستشارة
التربية بالاستشارة علي بن حسين بن أحمد فقيهي بوح القلم (تأملات في النفس والكون والواقع والحياة) • خُلق الإنسان مُتَّصِفًا بالعديد من نُعوت النقص الجبلِّي، وسمات القصور البشري؛ ظلومًا جهولًا، ضعيفًا عجولًا، كنودًا كفورًا. • كما أن الإنسان مدنيٌّ بطبعه، واجتماعي بخلقته؛ يأنس ويألف، ويُؤثِّر ويتأثر، ويتعامل ويتفاعل، ويشاور ويحاور. • تُعرَّف الاستشارة بأنها: (طلب الرأي الصائب، والتوجيه المناسب حول قضية معينة، أو مشكلة حادثة، أو حالة طارئة، وغالبًا ما تكون عند حصول الحيرة والتردُّد، أو طلب الأفضل والأكمل). • أمَر المولى جل وعلا رسولَه صلى الله عليه وسلم بمشاورة الأصحاب، ومحاورة الأتباع، وتبادل الآراء، وتلاقح الأفكار؛ ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، كما مدح المؤمنين بأبرزِ خصائصهم، وأظهر مزاياهم؛ ومنها: ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 38]. • وفي الواقع النبوي نجدُ هذا الأدب الرفيع والأسلوب الراقي واضحًا جليًّا في تعاملاته اليومية، وعَلاقاته الشخصية، في كافة الجوانب، وعلى جميع الأصعدة. • يحتاج الفرد - الصغير كما الكبير - في مسكنِه العائلي، ومحيطه التعليمي، ووسطه الاجتماعي - للتربية على الاستشارة، والاستنارة بآراء المختصين، وتوجيهات الخبراء الموثوقين؛ درءًا للوقوع في القرارات المرتجلة، وخروجًا من الاستمرار في المشاكل المتأزمة، وطلبًا للجودة والتحسين، وسعيًا للراحة والطمأنينة. • إغلاق أبواب الحوار، وتحجيم مجالات الاستماع في وجوه المتربِّين - ينذرُ بالعديد من الأمراض النفسية، والعُقَد التربوية، والمشكلات الاجتماعية، كما أن فتحَ المجال لمكاتب الاستشارات غير المتخصصة والموثوقةِ - يُفاقِم الأزمات، ويُراكِم المعضلات. ومضة: عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم، قالا في الحديث الطويل في صلح الحديبية: (... فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((قوموا فانحروا، ثم احلقوا))، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاثَ مراتٍ، فلما لم يقم منهم أحدٌ، دخل على أمِّ سلمة، فذكَر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبيَّ الله، أتحِب ذلك؟ اخرجْ ثم لا تُكلِّم أحدًا منهم كلمة، حتى تنحر بُدْنَك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يُكلِّم أحدًا منهم، حتى فعل ذلك؛ نحر بُدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأَوا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا)؛ رواه البخاري.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |