المدرسة الناجحة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386387 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16174 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3121 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 101 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2021, 03:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي المدرسة الناجحة

المدرسة الناجحة


كيندة حامد التركاوي





يمكن أن نعتبر التربية في معناها الشامل مرادفة لعملية التطبيع الاجتماعي، وهي تتضمن كل سلوك اجتماعي يساعد على إدماج الطفل في عضوية المجتمع، أو كل سلوك يؤدي إلى استمرار المجتمع من خلال الجيل الجديد.


المدرسة تلك المؤسسة التربوية شأنها كباقي المؤسسات تعتمد في إنتاجها على حسن إدارتها؛ ذلك لأن المدير الناجح هو الذي يقود مدرسته بسلاسة ويسر نحو تحقيق الأهداف التربوية، وصولاً إلى خلق جيل واعد يتحمل عبء المسؤولية المناطة به فالإدارة وسيلة لغاية هدفها تحقيق العملية التربوية تحقيقاً وظيفياً [1].

إن المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية مهمة وتؤدي رسالة عظيمة، فهي تؤثر في المجتمع وتتأثر به ايجابياً وسلبياً تبعاً لمدى توافر عوامل معينة، إن العملية التربوية التعليمية في إي قطر ترتبط ارتباطاً عضوياً بالسياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي توجد فيه، وتتحرك من خلاله والإصلاح التربوي يرتبط بتطور المجتمع بجميع مكوناته وعناصره [2].



لا تُعد المدرسة مؤدية لرسالتها على وجه كامل إلا إذا تعهدت جميع قوى الطفل وعنيت بتربيته من جميع نواحيه: فعنيت بتربية جسمه وإدراكه ووجدانه وإرادته وبتقويم أخلاقه وسلوكه وشخصيته؛ وأعدته إعداداً سليماً لحياته المستقبلية من الناحيتين الفردية والاجتماعية؛ وزودته بما يحتاج إليه من معرفة ومعلومات [3].


فالمدرسة في الأمم المتحضرة الحديثة قد أصبحت موطناً للتربية على العموم، ولم تعد وظيفتها مقصورة على تلقين التلاميذ المعلومات، كما كانت من قبل وينبغي أن تكون وظيفتها شاملة لكل نواحي التربية. ولا ينبغي أن تتخفف من أية ناحية من هذه النواحي وتلقيها عل كاهل غيرها وذلك لأنها هي الأداة الوحيدة التي تتوافر لديها الإمكانات الضرورية لأداء الوظيفة [4].


يمكن للمدرسة الناجحة من معالجة الكثير من السلوكيات الإسرافية السلبية للتلاميذ من خلال:
تخصيص صندوق كرتوني كبير، جميل المنظر يوضع في ممر كل طابق، تجمع فيه الأوراق الممزقة - طبعاً بعد تنبيه التلاميذ لعدم تمزيق الأوراق من الدفاتر إلا عند الضرورة القصوى - حيث يمكن الاستفادة من هذه الأوراق في تدويرها مرة أخرى.
وضع الملصقات الإعلانية الجميلة، في الباحة والبهو، والممرات وفي الصفوف، تتضمن هذه الملصقات أحاديث نبوية شريفة، وبعض الحكم المعبرة والشعارات التي تحض على عدم الإسراف والمحافظة على المرافق العامة، ويا حبذا لو كانت هذه الملصقات من صنع التلاميذ أنفسهم بعد تشكيل فريق من العمل، يضم تلاميذ خطوطهم جميلة، وتلاميذ بارعين بالرسم، لرسم بعض الإشارات المعبرة على هذه الملصقات، طبعاً هذا الأمر يكون تحت إشراف المعلم، وبذلك ننمي عند التلاميذ روح الفرق الواحد، ونعزز الثقة بأنفسهم - خاصة بعد شكرهم والثناء على عملهم، بالإضافة إلى تزيين المدرسة بلوحات رائعة الجمال، قيمة المضمون، بعيد الأثر.
استغلال الاجتماع الصباحي لتوجيه التلاميذ إلى بعض السلوكيات الايجابية، والتنبيه على بعض السلوكيات السلبية، لما فيها مخاطر تربوية بالغة الأثر في المجتمع قاطبة.
الاستفادة من الإذاعة المدرسية في الاحتفالات، وفي الفرص اليومية بين الحصص الدراسية.


ويقصد بالإذاعة المدرسية: الإعلام المدرسي- المسموع وهو: ذلك النشاط الإذاعي، الذي يتلقّاه طلاب مدرسة ما، في بداية يوم دراسي، ويلقيه على مسامعهم وعقولهم نخبة مختارة، محدّدة ومعدودة من طلاب تلك المدرسة، وبإشراف مشرف الإذاعة المدرسية من وراء الميكرفون، ضمن فقرات معدّة ومدروسة، يُقصد منها الثراء العلمي والأدبي والمعرفي والأخلاقي لكل طالب، يقدّم في الطابور الصباحي. والمعروف أن النشاط المدرسي يعكس بشكل أو بآخر ما يتلقاه الطالب في الحصة الصفيّة من مادة علمية، ويطرحه على زملائه بالكلمة والحركة أحياناً فالنشاط والمادة العلمية، كُلٌّ متكامل... هذا النشاط الإعلامي المسموع، حتى يكون نافعاً، معطياً، أُكله الطيب. والمأمول في كل يوم دراسي جديد لابد أن يكون مدروساً ومعدّاً بشكل مسبق، وضمن ضوابط معينة منها:
1- أن تسلك سبيل التنويع والتجديد ما أمكن لذلك سبيلاً.
2- التركيز بشكل أساسي على الصفات الحميدة... [5].
3- التوجيه الإرشادي الديني إلى المحافظة على النعم التي أنعم الله علينا بها كالماء والكهرباء
4- التوجيه الإرشادي الديني إلى الحفاظ على القرطاسية المدرسية؛ لأنها من نعم الله تعالى علينا، وبالمحافظة عليها نرضي الله تعالى، ونساهم بتخفيف الأعباء المادية على الوالدين.
5- الحفاظ على نظافة الصف والمدرسة؛ لأنها بيتنا الثاني.
6- الحض على العمل الجماعي، والمشاركة بتنظيف الصف والممرات وباحة المدرسة، والمحافظة على الأزهار واللوحات والملصقات الموجودة في المدرسة.
7- الحفاظ على الهندام المدرسي نظيفاً، جميلاً مرتباً، والحرص على القدوم إلى المدرسة بنظافة تامة تتضمن تمشيط الشعر، وتقليم الأظافر، وتلميع الحذاء، وهذه هي صفات المسلم نظيفاً، مرتباً، متشبهاً بهاديه إلى الإيمان القويم نبي الجلال والكمال.
8- التأكيد على الحضور إلى المدرسة في الوقت المحدد، وعدم التأخير. وبذلك نغرس في قلب التلميذ أهمية الوقت والمدى المجدّي في استغلاله أحسن استغلال.
ويمكن أن يخصص كل يوم للحديث عن إحدى هذه الإرشادات التربوية الهامة، ويُكلف كل يوم تلميذ من التلاميذ تحت إشراف المعلم، بإعداد كلمة الصباح، مع الاستدلال بآيات قرآنية، وأحاديث نبوية شريفة، مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على النظافة والترتيب: اللَّهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنَاءَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ تَجْمَعُ الأَكْنَافَ فِي دُورِهَا[6]. والاستشهاد بأبيات من الشعر الجميل. وبذلك نعود طلابنا على الجرأة و الخطابة، والتمكن من اللغة العربية الفصيحة.

1- الإدارة الحكيمة:
تقع على عاتق مدير المدرسة الكثير من المهام والواجبات، التي يجب عليه أن يقوم بها بكل كفاءة؛ ليحقق الأهداف التي وضعها وزملاؤه، وهذه الواجبات تتنوع في أربعة مجالات هي: العملية التعلّمية التعليمية، الطلاب، التنظيم الإداري، المجتمع المحلي [7].
ولما كانت العملية التعلّمية من أهم الأمور التي يترتب عليها الجيل القادم من حيث القيم والاتجاهات والميول وبالتالي فالمدرسة هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن بناء الشخصية السليمة لأفراد الجيل القادم الذي سيأخذ على عاتقه المحافظة على الموروث الحضاري لأمته. ولما كان للعلاقة المتبادلة بين الإدارة التربوية وطلابها الأثر البالغ في ذلك [8].
يمكن أن نعتبر التربية في معناها الشامل مرادفة لعملية التطبيع الاجتماعية. وهي تتضمن كل سلوك اجتماعي يساعد على إدماج الطفل في عضوية المجتمع، أو كل سلوك يؤدي إلى استمرار المجتمع من خلال الجيل الجديد. وتهدف عملية التربية الحديثة إلى جعل المدرسة جزءاً من المجتمع يتفاعل مع البيئة الخارجية يتأثر بها ويؤثر فيها بحيث لا توصف المدرسة بأنها تعيش في عزلة عن الحياة الاجتماعية .[9]
تعتبر المدرسة امتداداً لوظيفة الأسرة، بل أنها يجب أن تكون كذلك. ولابد أن تعتبر التلميذ إنما انتقل تماماً كما ينتقل في منزله من حجرة إلى حجرة أخرى، لذا أصبحت ملزمة بأن توفر للتلميذ بها كل ما يحقق ما كانت تلتزم الأسرة تحقيقه في عهدها الماضي. ولابد لها أن تكون على اتصال وتعاون وثيق مع المنزل في كل ما يخص التلميذ. وكان لا بد للمدرسة من تنظيم نوع من الخدمات الاجتماعية بهدف إلى حل الصعوبات والمشكلات الفردية للتلاميذ.

2- اللقاءات التربوية:
إن الإدارة الواعية التي تسعى للنهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها، والوصول إلى تحقيق أهدافها المنشودة، بأقصر السبل وأسلمها، تُدرك مدى أهمية التواصل بين البيت والمجتمع المحلي، ولهذا فهي تعمل على إبقاء قنوات الاتصال به مفتوحة، وتبني جسوراً من الثقة بينهم، فتشجعهم على زيارة المدرسة، وتعمل على تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين، لتوطيد العلاقة بينهما، وتمتين عُرى التعاون الجاد، وهي دائماً تطلعهم على كل ما استجد من أمور تربوية، وتحفزهم على المساهمة في حل مشكلات أبنائهم وترغيبهم بضرورة تلبية الدعوات الموجهة إليهم بزيارة المدرسة، والمشاركة بفعالية فائقة في الأنشطة والاحتفالات التربوية [10].
وتتحقق أهداف التربية الحديثة وتأتي العملية بثمارها المرجوة عندما توجد العلاقة الوثيقة بين البيت والمدرسة. ويتم ذلك من خلال اللقاءات مجلس الأولياء، وعلى الأهل مساعدة المدرسة على الاستفادة من موارد وإمكانيات المجتمع العام.



يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-11-2021, 03:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المدرسة الناجحة

المدرسة الناجحة


كيندة حامد التركاوي









ويمكن توظيف اللقاءات التربوية مع الأهل في مناقشة بعض السلوكيات الاقتصادية المدرسية فالمعلم الناجح يتعاون مع الإدارة الحكيمة في إطلاعها على المشكلات الاقتصادية بين التلاميذ – أن صح التعبير- فيمكن تنبه الأهل إلى الأمور التالية:
عدم إعطاء الابن مصروف يومي كبير، ينفقه أمام رفاقه بتباهي، أو جشع في شراء وتناول المشتريات، وهذا يسبب حساسية كبيرة بين التلاميذ في المدرسة، فبعض التلاميذ مصروفه اليومي قليل إذا ما قيس بغيره من التلاميذ، لذا يمكن الاتفاق مع الأهل على مبلغ محدد يكون مصروفاً يومياً في المدرسة، يناسب جميع التلاميذ، فنعالج مشكلة التلميذ الفقير بالرضا على ذاته، وعدم السخط على أهله، ونعالج مشكلة التلميذ الغني بتعويده القناعة، وبعده عن الجشع والصرف.
تنبيه الأهل إلى مشكلة رمي بقايا الأطعمة، والحل بإعطاء الابن شطيرة صغيرة تشبعه، بدلاّ من شطيرة كبيرة يتناول نصفها أو أقل ويرمي بالباقي في سلة المهملات وفي هذا امتهان لنعم الله وتبذير يعتاده الولد في سائر حياته. مع الإشارة إلى أنه يمكن للولد أن يسم جزءاً من شطيرته قبل أن يتناولها، ويعطي هذا الجزء لصديقه الذي لم يُحضر اليوم شطيرة، وبهذا يعتاد الولد على العطاء والمشاركة، والتكافل الاجتماعي الذي أمرنا به آباءً وأبناء.
تنبيه الأهل إلى عدم اصطحاب أبنائهم لبعض الألعاب التي اشتراها له الجدّان أو الأبوان، أو قُدمت له في إحدى المناسبات؛ لأننا نفاجئ يومياً بعودة الولد من المدرسة، وهو يطلب حتى قبل أن يخلع ملابسه المدرسية لعبة معينة، شاهدها في التلفاز على إحدى القنوات الفضائية، وها هي الآن بحوزة صديقه المقرب منه، وصديقه ليس أفضل منه إلاّ أن أهله يشترون له كل ما يريد.
عقد لقاء تربوي بين الأهل والإدارة، يكون في الأسبوع الإداري؛ أي في الأسبوع الذي يسبق دوام التلاميذ تقدم به بعض الاقتراحات على المربين والمعلمين، تطلب فيه الإدارة من الأهل عدم شراء القرطاسية من (دفاتر وأقلام وأدوات هندسية ومقالم وحقائب و...) باهظة الثمن، أو تحمل شعارات معينة لا تمت إلى الإسلام بصلة والأسواق العربية والإسلامية تغرق في بحر من المستلزمات المدرسية الصينية أو ما شابه، وربما صُنعت المبراة والممحاة على شكل تمثال معين يعود رمزه لإحدى العبادات الوثنية، وربما رُسم على الدفاتر والمساطر والحقائب بعض الشعارات التي تشير إلى مجموعات معينة تتصف بالانحراف والشذوذ والكفر، كالإشارات التي ترسم على ملابس وقبعات (الإيمو) عبدة الشيطان - والعياذ بالله -. وتطلب الإدارة في هذا اللقاء أيضاً من المعلمين عدم تحميل الأهل مصاريف زائدة، فلا يرهق المعلم الأهل بشراء الدفاتر الكثيرة، فالغاية من التعلّيم ليست إرهاق التلميذ بكتابة الواجبات، بقدر الهدف والغاية من التعلّيم.
إن المناشط الاستكشافية بمعناها التربوي هي تلك المناشط التي تُنظمها المدرسة لأغراض تعليمية معينة. وهي تتم في الميدان كما يُقال.
تُفيد الرحلات في تنفيذ برامج تحسين العلاقات بين المدرسة والبيئة، يمكننا من توظيف هذه الرحلات في التربية الاقتصادية.


إقامة رحلات إلى دور الأيتام والجمعيات الخيرية، ودور المسنين وتقديم المساعدات المادية لهم، حيث يمكن للطفل أن يقدّم لعبة له إلى طفل يتيم، أو يشتري هدية من مصروفه الشخصي ليقدّمها إلى مسن في دار المسنين يُدخل السعادة والسرور على قلبه.
زيارة بعض المصانع والمنشآت للتعرف على مهنة معينة، وكيفية العمل، والظروف التي يعمل بها العمال، لإدخال حب العمل على قلوب الأطفال.
توفير المساعدات الخاصة لمجموعة من التلاميذ المحتاجين، وتقدّيمها على أنها هدية؛ حتى لا يشعروا بالحرج أو الخجل، وبذلك ننمي بداخل التلاميذ روح التكافل الاجتماعي.

3- المسابقات الدورية والمكافآت التشجيعية:
تهتم جميع الدوائر التعلّيمية الحالية بتشجيع الطالب على التعليم والمشاركة في الأنشطة المختلفة وتنمية المهارات الفكرية والذهنية بأقصى شكل ممكن. غير أن ذلك يتطلب في المقام الأول وجود الحافز لدى الطالب للقيام بكل ذلك [11].
والتحفيز هو: العامل الذي يحدد توجيهات الفرد. ويعد التحفيز عنصراً بالغ الأهمية نظراً للدور المحوري الذي يلعبه في تسهيل المحاولات والجهد الذي يقوم به الطالب لتطوير سلوكه وأدائه.


وتعد الأنظمة التحفيزية الخارجية ذات فائدة كبيرة في المرحلة الابتدائية والإعدادية على وجه الخصوص. فكلما ينضج تفكير الطالب وينتقل إلى مرحلة تعليمية أعلى، يقل اعتماده على الوسائل التحفيزية الذاتية. ويمكن اعتبار وسائل التنظيم الخارجي لسلوك الطالب الرغبة في الالتزام بالقواعد الاجتماعية والأكاديمية المعلنة يأتي دور الوسائل التحفيزية الخارجية لتشجع الطالب على التخلص من هذا الشعور[12]. فإذا عاش الطفل في جو من التشجيع يتعلم الثقة بالنفس.
يدخل في الخطة التربوية للمرحلة الأساسية بدأً من الصف الثالث الابتدائي في الجمهورية العربية السورية ما يُعرف بالمشروع الصحي؛ ويرتبط هذا المشروع بشكل أو بأخر بمادة العلوم، وهذه المشاريع على قدر كبير من الأهمية؛ لكن للأسف هذه المشاريع لا تنفذ مطلقاً في كثير من المدارس، وإذا نُفذت تكون بنطاق ضيق ومحدود.


المشروع الصحي: يهدف إلى توعية المجتمع ببعض الأمور الصحية من خلال تعريفهم على أسباب المرض، وكيفية الوقاية منه، ويتم المشروع على مرحلتين:
المرحلة الأولى زيارة الأسرة: حيث يُطلب من التلميذ مراقبة سلوك الأهل، في التعامل مع بعض الأمراض المعدية، وتدوين الايجابيات والسلبيات التي حصلوا عليها وتقديمها للعرض والمناقشة مع المشرفة.


والمرحلة الثانية زيارة المجتمع: حيث يُقسم التلاميذ إلى مجموعات، للتعرف على موضوع المشروع على نطاق أوسع، عن طريق زيارة الأسر كالجيران والأقارب، وبعض المراكز الصحية، وتُدون كذلك الايجابيات والسلبيات لتُعرض على طاولة النقاش مع المشرف في غرفة الصف أو المخبر. وبعد ذلك يتم تقيم المشروع، وتدوين أهم البنود التي تساهم في حل المشكلة، وتنفذ على لوح كرتوني يُعلق في بهو المدرسة ليطلع عليه الجميع. ويمكن للإدارة الحكيمة، بالتعاون مع المعلم الناجح بتنفيذ مشاريع تعالج مشكلات اقتصادية يرصد التلميذ من خلالها: أكثر المواد استهلاكاً في البيت كالمحارم الورقية، والمشروبات الغازية، ويرصد أيضا الممارسات السلوكية الخاطئة كالتحدث على الهاتف لساعات، وترك مصابيح البيت مضاءة في النهار والليل، بقاء المدفأة مشتعلة والأسرة بكاملها خارج المنزل وبالتالي:
يمكن تقسيم تلاميذ الصف إلى جماعات مدرسية وهذه الجماعة المدرسية هي عدد من التلاميذ لهم ميل مشترك إلى هواية واحدة يشتركون معاً في نشاط معين تكون نتيجة إشباع هذا الميل وهم في نشاطهم هذا يتبعون لتحقيق أهدافهم طريقاً أو خطة معينة... أي لكل جماعة برنامج تقوم بتنفيذها النشاط لا يقتصر على المدرسة فقط بل يمكن أن يكون خارج المدرسة. لأن الهدف من هذا النشاط تنمية خبرات الأعضاء وتشجيع هوياتهم وتدريبهم أثناء قيامهم بنشاطهم على العادات والسلوك الاجتماعي الذي يتطلبه المجتمع الذي يعيشون فيه. ويجب أن يكون لهذه المجموعة (الجماعات المدرسية) رائد تؤهله صفاته الشخصية وخبراته والأسلوب الذي يتبعه في ريادة الجماعة، لأن يكون قادراً على توجيهها دون أن يفتقدها عنصر التلقائية في النشاط. فالجماعات المدرسية وسائل وليست غايات في حد ذاتها، فليس الغرض من جماعة التمثيل هو الحفلة التي تقييمها المدرسة أو المعرض الذي تقيمه جماعات الأشغال والرسم وإنما الغرض الأساسي هو تلك العمليات التربوية التي تسبق وتلاحق الحفلة أو المعرض ففي هذه العمليات التربوية يكتسب الأعضاء الخبرات والتجارب والمهارات فيجب البعد كل البعد عن المظهرية في النشاط. أن يهدف النشاط إلى تحقيق الترابط بين الأسرة والمدرسة عن طريق توعية أولياء أمور الطلاب بأهمية الجماعات المدرسية ودورها في تحقيق النمو لأبنائهم وبأنها ليست عاملاً معطلاً للتحصيل الدراسي بل عملية مساعدة لهذا التحصيل.


يهدف النشاط أن يتدرب الطلاب على عمليات خدمة بيئاتهم عن طريق الجماعات المدرسية عن طريق قيامهم بالتعرف على الإمكانيات البشرية والمادة في البيئة وتحديد المشاكل التي يستطيع الطلاب الاشتراك في معالجتها ثم قيام الطلاب بإثارة الوعي في البيئة عن طريق اتصالهم بأسرهم لوضع خطة مناسبة يتعاون فيها الأهالي مع المدرسة على تنفيذها إكساب الطلاب خبرات ومهارات جديدة وكذلك إكسابهم الاتجاهات الديمقراطية والاتجاهات المعاصرة وخصائص المواطنة الصالحة كالقدرة على القيادة والتبعية والقدرة على تحمل المسؤولية [13].


يمكن الاستفادة من هذه المجموعات بإعداد وتنفيذ مشاريع اقتصادية، فتساهم مجموعة من الطلاب بجمع الملابس، والقرطاسية والألعاب من التلاميذ أنفسهم، ووضعها في مستودع المدرسة، وتُشكل مجموعة أخرى للإشراف على المستودع وتنظيم وارداته، وفرزها بطريقة مرتبة، ثم توزيعها على الفقراء والمحتاجين في الحي أو في الأحياء المجاورة. وهذا العمل يكون في حصص الفراغ، أو في يوم تطوعي تحدده إدارة المدرسة، وهذا العمل لا يشغل التلميذ عن دراسته، فكم من الوقت يُضيع أبنائنا أمام شاشات التلفاز، أو في المشاجرات اللاهية مع أخوتهم في المنزل، فإشغالهم بمثل هذه الأعمال، ينظم وقتهم، ويربيهم على حب العمل الجاد والتطوعي.


أن السلوك الذي يدعم يميل للتكرار أما الذي يعاقب فإن معدل صدوره سينخفض، هذا قانون نفسي أصبح ذائعا، وحين نسعى إلى تطبيق منطوق في سباقنا، فلنا أن نتوقع إن ممارسة مؤسسات التنشئة الاقتصادية بالمجتمع، أو الفرد ذاته، لأساليب التدعيم أو العقاب المتاحة سواء إيجابية أو سلبية من شأنه تشجيع سلوكيات معينة على الاستمرار، واستبعاد أخرى. ولكن قبيل أن نعرض لكيفية حدوث ذلك حري بنا تعريف أنواع التدعيم والعقاب الشائعة في الثقافة النفسية بصورة إجرائية [14]. سلوك الطفل سواء المقبول أو المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية وفي بعض الأحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان إلى تقوية السلوك السيئ للطفل دون أن يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية.


[1] سمارة، فوزي، الإدارة التربوية، عمان، دار المكتبة الوطنية، ط1، 1426هـ/ 2007م، 13.

[2] المرجع السابق، 22.

[3] وافي، علي عبد الواحد، عوامل التربية، مصر دار نهضة مصر، د. ت، 15.

[4] المرجع السابق ، 27.

[5] السعدي، عيسى إبراهيم، الإعلام المدرسي المقروء والمسموع والمرئي، الأردن، دار الحسن للنشر والتوزيع، ط1، 1431هـ/ 2010م، 21.

[6] أبو يعلى، أحمد بن علي بن المثنى الموصلي التميمي ( ت 307ه/ 920م)، مسند أبي يعلى، تحقيق حسين سليم أسد، الأحاديث مذيلة بأحكام حسين سليم أسد عليها، دمشق، دار المأمون للتراث، ط 1، 1404 ه/ 1984م، [1-13]، 2، حديث (791)، 122.

[7] سمارة، فوزي، الإدارة التربوية، 53.

[8] المرجع السابق، 105.

[9] طعيمة، صابر، منهج الإسلام في تربية النشء وحمايته، 306.

[10] سمارة، فوزي، الإدارة التربوية، 61.

[11] ماكنامارا، إيدي، كيف يمكن غرس السلوك الايجابي وتحفيز الطلاب، ترجمة خالد العامري، الناشر الأجنبي ديفيد فولتون، القاهرة، دار الفاروق للنشر والتوزيع، 1424هـ/ 2004م، 165.

[12] ماكنامارا، إيدي، كيف يمكن غرس السلوك الايجابي وتحفيز الطلاب، 166.

[13] فهمي، محمد سعيد، أسس الخدمة الاجتماعية، الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 1419هـ / 1998م، 295 وما بعدها.

[14] فرج، طريف شرقي، الأبعاد النفسية للتنشئة الاقتصادية بين الواقع المجتمعي والمتوقع الإسلامي، 8.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.14 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]