الحياة الجنسيّة بعد الولادة

[ابوالوليد المسلم]

الحياة الجنسيّة بعد الولادة





د. أحمد الراس






يؤجل الاتصال الجنسي بعد الولادة لعدة أسابيع أو لعدة أشهر ويأخذ نمطاً مُزعجاً ومؤلماً للعديد من النساء لتضرر العجّان أثناء الولادة او الحاجة الى شق الفرج , ولكن قد تكون المُمارسات الجنسيّة الاخرى مُمكنة في وقت قريب على الرغم من فقدان المرأة للرغبة الجنسيّة ولمدة زمنية طويلة والمُقترن بالاصابة باكتئاب ما بعد الولادة .
ترتبط العلاقة الجنسيّة بشكل وثيق بطريقة الولادة حيث ان تضرر العجان وتمزّقه يؤجل استئناف العلاقة كما ان الحاجة للغرز الطبيّة يُضعف من طبيعة العلاقة اما التمزّق الشرجي فيؤخر استئناف العلاقة لما بعد ستة أشهر الى سنة من الولادة . في حالات الولادة المهبليّة التي يتم فيها استخدام المضخة الماصة أو الملاقط الجراحيّة تزداد احتماليّة الألم المُرافق للعلاقة الجنسيّة , تأخير استئناف العلاقة وزيادة الاضطرابات الجنسية.
في حالة الولادة القيصريّة تُمارس العلاقة الجنسيّة بشكل طبيعي في مُعظم الحالات دون أن يُرافقها الألم وخاصة في الأشهر الثلاثة الاولى التي تتبع الولادة كما أن العديد من الدراسات أثبتت علاقة الولادة القيصريّة بالشعور بقدر كبير من الارتياح الجنسي مُقارنة بطبيعة العلاقة ما قبل الولادة .
يُوصي العديد من الأطباء بضرورة الانتظار لمدة زمنية تصل الى ستة أسابيع قبل استئناف العلاقة الجنسيّة بغض النظر عن طبيعة الولادة لعدة أسباب منها السماح لعنق الرحم لاستعادة وضعيته الطبيعيّة , توقّف النزيف المهبلي وشفاء التمزّق المهبلي أو الشرجي ان وجد . ويجب التنبيه بأن الشرع يحظر المعاشرة الزوجية قبل انقضاء اربعون يوما من الولادة.
الاختلال الوظيفي الجنسي :
اثبتت الدراسات الحديثة ارتباط الولادة بالعديد من المشكلات المُتعلقة بالعلاقة الجنسيّة بعد مرور ثلاثة أشهر على الولادة , حيث تفتقد المرأة للرغبة الجنسيّة وتجد صعوبة في بلوغ النشوة الجنسيّة مُقارنة بما قبل الحمل , كما تزداد الافرازات المهبليّة أو النزيف المهبلي .
أما العوامل التي تلعب دوراً في الاختلال الجنسي فتتمثل ب:
- الاعياء العام الناتج عن العناية بالطفل حديث الولادة وما يحتاجه من اتصال فيزيائي على مدار الساعة مما يستنزف قدرات الأم الفيزيائيّة والعاطفيّة .
-حاجة الجسم للوقت لااستعادة عافيته وقوّته كما في السابق بعد مروره بمحنة المخاض والولادة .
-الخوف من الشعور بالألم عند ممارسة العلاقة الجنسيّة .
-سيطرة الخوف والذعر على الأم من حدوث الحمل من جديد وفي وقت قريب .
يزداد جفاف المهبل بعد الولادة ولمدة قد تصل الى ثلاثة أشهر وخاصة في حال اعتماد الأم على الرضاعة الطبيعيّة وذلك نظراً للتغيّرات الهرمونيّة ( كنقص هرمون الاستروجين ) التي تتبع الولادة مما يتسبب بالجنس المؤلم وفقدان الرغبة الجنسيّة .
مخاطر استئناف العلاقة الجنسيّة بشكل مُبكر :
تزداد خطورة الاصابة بالانصمام الهوائي الناتج عن دخول الهواء لمجرى الدم وخاصة عند ممارسة الجنس بشكل مباشر بعد الولادة وقبل شفاء الحشوة المشيميّة وخاصة عند اتخاذ الوضعيّة التي تضغط فيها المرأة ركبتيها نحو صدرها .
تقترن ممارسة الجنس المُبكرة بتمزّق الشق الجراحي والتهابات الرحم .
فقدان الرغبة الجنسيّة :
ارتبطت ولادة الطفل مؤخراً بنقصان الرغبة الجنسيّة للأم وبنسبة تصل الى الثلث احياناً ولمدة تصل الى ثمانية أشهر , كما يطرأ تغيير على النمط الجنسي المُعتاد ولعدة أسباب منها عدم اقتناع الأم بتغيّر مظهرها الخارجي ليفقد جاذبيته , حاجة الأم لساعات أكثر من النوم , تفرّغ الأم لنفسها ولطفلها واصابتها باكتئاب ما بعد الولادة .
يقترن الاستياء المُتعلق بالعلاقة الجنسيّة بعد الولادة بتجنب ممارستها في الفترات المُبكرة من الحمل وتقدم عمر المرأة .
النصائح المُتبعة لتعزيز الدافع الجنسي :
تتعدد المشكلات الجنسيّة التي تواجهها الأم بعد الولادة الا أنها تتلاشى بمرورالسنة الاولى على الولادة , ولذلك يُوصى بأخذ العديد من النصائح بعين الاعتباروالتي من شأنها دعم صحة الأم العقليّة والفيزيائيّة ومنها:
- تقدير التغيير الذي يطرأ على الجسم والناتج عن الحمل وبعد الولادة .
-تناول الاطعمة الصحيّة وشرب كميّات وافرة من السوائل .
- اعتماد النشاطات الفيزيائيّة جزءاً من الروتين اليومي .
-التمتع بالراحة بأكبر قدر مُمكن .
-طلب المُساعدة من الزوج , العائلة والأصدقاء .
-العناية الشخصية بالمظهر العام للحفاظ على العاطفة المُتبادلة بين الزوجين .