|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أبي عصبي وحاد فكيف نتعامل معه؟
أبي عصبي وحاد فكيف نتعامل معه؟ أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أولًا وقبل كلِّ شيء، أودُّ أن أشكرَكم على هذه الشبكة الأكثر مِن رائعة، التي نستفيد منها كثيرًا، وجزاكم الله عنا خيرًا. أما مشكلتنا فهي مع أبي الذي تغرَّب عنَّا كثيرًا، وإذا عاد لا يُعجِبه شيء؛ فهو حادٌّ، ومتقلِّب المزاج، لا يرضى عن شيءٍ، ولا يعجبه شيء، دائم الانتقاد لأفعالِنا، يصرخ ويغضب لأتفهِ شيء نفعله، ونحن نتفادى الكلامَ والجلوسَ معه. قبل أيام حدَث خلافٌ في البيت، فخرج ونحن نعلم أنه سيرجع، إلا أننا لا نريد أن يرجعَ بهذا الكدر مِن العَلاقة، والمزاج المضطرب، دلوني، ماذا نفعل معه؟ الجواب: بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان أمَّا التواصُل مع أبيكم، فيعني الاستمرارَ في الحوار العائلي لحلِّ المشكلات العالقةِ، وفي الحقيقة ما زلتم حتى يومِكم هذا لا تعرفون والدكم على حقيقتِه، ولا الظروف النفسية التي يمرُّ بها، ولكي تعرفوه على حقيقته فاسعوا إلى هدْم الرَّدْم النفسيِّ القائم بينكم وبين أبيكم، بالمبادَرة إلى الحديث معه في أوقات صَفْوِه، والتودُّد إليه بالكلمة الطيِّبة؛ لاستعطافِه واستمالة قلبِه، وسؤاله عن أحواله، وقديم ذكرياته، ومَواقفه وما قاساه في الغربة، وعبِّروا له عن حُبِّكم، واشتياقكم إليه، والفرح بعودته بتقبيل يدِه ورأسِه، وأخبروه أن تعامُلَه القاسي معكم يُخِيفكم، ويسبِّب لكم الأذى والألم، مع مراعاة التحدُّث معه بهدوءٍ، بعيدًا عن حدَّة الصوت والنظرات والكلمات، مع ضبط النفس، وكَظْم الغيظ منه بالصمت إذا انتقدكم أو آذاكم بالقول أو الفعل؛ فهو أبوكم، وليس للمرء إلا أبٌ واحدٌ، وأنتم لذلك أحقُّ أن تحتملوه، فاعرفوا له حق الأبوَّة، وفضل وجودكم بعد خالقكم في الحياة الدنيا، ولا تحسبوا الصمت منكم مذلَّة، ولا الرد عليه شجاعة وقوة شخصية! وإن كنتم ترجون في القيامة رحمةً ومغفرةً، فلا تزهدوا في بر والدكم، مهما أساء إليكم. أما إن كنتم تجدون صعوبةً في الحوار معه مُشافهةً، وكان يقرأ ويكتب، فاكتبوا له رسالةً لطيفةً تشرحون فيها بعضَ ما ذكرتُ لكم آنفًا. وكلا القدرتين - القدرة على التكيُّف، والقدرة على التواصُل - مستلزمٌ لوفرة الذكاء العاطفي! وهذا الأمرُ يحتاج منكم إلى تغييرٍ في أنفسكم قبل البحث في تغيير تعامل والدكم معكم! وتذكَّروا دائمًا أنكم غير قادرين على ضبط انفعالات والدكم، ولكن باستطاعتكم ضبط انفعالاتكم، وحكْم زمام ردود أفعالكم! أقترح أيضًا أن تُجالِسوه وتُحادثوه حديثَ القلب إلى القلب في مكان عامٍّ خارج المنزل؛ في مطعمٍ مثلًا، على أن تتكررَ مثلُ هذه الاجتماعات العائلية الترفيهيَّة مِنْ وقتٍ لآخر، فسيكون لها - بإذن الله تعالى - أكبرُ الأثر في تحسُّن علاقاتكم بأبيكم، غفَر الله لنا وله، وهدانا وإياه لما يحب ويرضى. ثم اقتدوا بسيدنا الخليل إبراهيم - عليه وعلى نبينا الحبيب الصلاة والسلام - في حُسْن تعاملِه مع أبيه: ﴿ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾ [مريم: 42 - 48]؛ فادعوا ربكم، وعسى الله أن يستجيبَ لكم، ويُؤَلِّفَ بين قلوبكم، ويجمعكم على المودَّة والمحبة والرحمة، واجتماع الكلمة، والدعة في المعيشة، آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدٍ، وآله وصَحْبِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |