إشكالية قصص الأطفال المترجمة وتأثيرها على القيم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 784 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2022, 07:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي إشكالية قصص الأطفال المترجمة وتأثيرها على القيم

إشكالية قصص الأطفال المترجمة وتأثيرها على القيم
عليمة نعون








مدخل:



كلٌّ منا مر في مرحلة من مراحل حياته بالطفولة، وعاش هذه الفترة بكل حرية؛ ليتمكن من بناء وتكوين ذاته، انطلاقًا مما اكتسبه وهو طفل، وها نحن اليوم ندرك تمامًا أهمية هذه المرحلة في حياة الإنسان، وكيف أنها تنعكس إما بالإيجاب أو السلب في المستقبل، وذلك حسب نوعية النشأة والظروف المتوفِّرة أثناءها.







من هنا يمكننا القول بأن الطفولة هي رائدة المستقبل، والعناية بتنشئتها أمر تمليه حاجات المستقبل، وتلح عليه دنيا الحاضر، "وفي العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية دلائل وبراهين تجريبية، تؤكد أن الاهتمام بالطفل يجب أن يبدأ منذ السنوات الأولى؛ ذلك لكونها اللبنة الأولى في تشكيل الأساس القوي لمستقبل الطفل طيلة حياته"[1].







ولما كان هذا ضروريًّا، فقد تضافرت جهود مختلفة من قِبَل أهل الاختصاص لتحقيق الأمثل للطفل، وقد تباينت هذه الجهود بين غربية وعربية في سبيل تنمية الطفولة، والاهتمام بثقافتها وتنشئتها تنشئة سليمة، ومن بين الوسائل التي ساهمت في ذلك ما يُعرف بأدب الأطفال، هذا الميدان الرحب الذي يختزل في داخله جملةَ القيم والمبادئ التي كثيرًا ما بحث عنها الدارسون والباحثون، قصد اكتشاف عالم الطفل وأسرار هذا العالم وخباياه؛ حتى يتسنى لهم وضع الأسس المشار إليها سابقًا.







وقد قدِّمت لأدب الأطفال العديد من المفاهيم، نركز على مفهوم واحد منها، يكون هو المرآة التي تعكس لنا معطيات الموضوع الذي نودُّ دراسته، وهذا المفهوم ينظر إلى أدب الأطفال على أنه: "كل النتاجات العقلية الموجَّهة إلى الطفولة في شتى فروع المعرفة، وفي معناه الخاص يعني الكلام الجيد الذي يستثير الأطفال، فيستمتعون بكل ما يقدم لهم، سواء أكان شعرًا أم نثرًا، شفويًّا أم تحريرًا بالكتابة"[2].







إن هذا التعريف يشير إلى أجناس أدب الأطفال، ووسائل تبليغ رسالة النص الأدبي للطفل شعرًا كان أم نثرًا، وإذا كانت الرواية والكتابة إحدى هذه الوسائل، فإن هناك طريقة أخرى، وهي الترجمة.







وفي ورقتنا هذه سنركِّز حديثنا على القصص المترجمة الموجهة للطفل، وكيف تخلف مشكلة كبيرة تتمثل في قيمة القيم التي تركز عليها القصص، دون أن نغفل عن الجانب الإيجابي منها.







الموضوع:



لمَّا كان العمل الأدبي الموجَّه للطفل من الوسائط القادرة على تفجير إبداع الطفل، والتأثير العميق على طاقاته النفسية والإبداعية في حاضره ومستقبله، فإن القصة هي "الجنس الأدبي الوحيد القادر على الاستجابة لحاجات الطفل بما تملكه من سلاسة وعفوية في الطرح أحيانًا، فإنها تؤهل حواسه عن طريق الحكي إلى الإقبال عليها؛ إذ هي الوسيلة المثلى التي تلعب دورًا فعالاً، وتحقق أهدافًا ومضامين يسعى جميعنا إليها"[3].







وقد خلط الكثير من الناس في فهم الدور الذي تقوم به القصص في حياة الطفل، بل يعتقد البعض بأن أية قصة تصلح لأن تقدَّم للطفل ما دامت تحوي في مضمونها أحداثًا مشوقة، تحقق عنصر الجذب والإمتاع للطفل، مع أن خبراء التربية قد أكدوا على أن القصة التي تقدم للطفل لا بد وأن تزوِّده بمختلف القيم الثقافية والوجدانية والنفسية والسلوكية، وأن تثري خياله دون المغالاة في ذلك، وتنمي مهاراته وإبداعاته، وأن تكون واضحة الهدف، خالية مما يبعث على الخوف والشك واليأس.







وإننا لو ألقينا نظرة على سيل القصص والحكايات التي تعكف دُور النشر في عالمنا العربي على إيصالها للطفل، لوجدناها تستجيب للنقل المكثف، خاضعة لمؤثرات أجنبية، حملت في طيات أقاصيصها سمومًا متعددة؛ إذ نجد أن أكثرها يتنافَى مع هذه القيم والسلوكيات والآداب التي أكدها خبراء التربية، "ونحن هنا لا نصادر على عملية الترجمة؛ لأننا لسنا ضد التواصل أو التطعيم الثقافي مع الآخرين... ولكن هذا التواصل يجب أن يقوم على الاختيار الحسن؛ لنصلح ما فسد من هذه القصص من فكر، ونصحِّح ما انحرف فيها من خُلق أو سلوك، ونحوِّلها فيما يتناسب مع مُثُلنا وأفكارنا الإسلامية"[4].







وفي هذا المقام، لا بد من التفريق بين نمطين من الترجمة:



الأول: يتمثل في الترجمة التي يمارسها أصحابها لغرض تجاري (سمسرة)، يعود عليهم بالربح السريع، فلا يهمهم هنا جودة ما يقدمونه، والقيم التي يهدفون إلى بثها في الأطفال، بقدر ما يهمهم المكسب المادي، وهذا النوع - وللأسف - موجود في عالمنا العربي وبكثرة، فإن أغلب مَن مَارَس الترجمة إلى العربية في حقل قصص الأطفال كانوا من ذوي غير الاختصاص والإلمام بعالم الطفل العربي، وكان نتيجة هذا تقديم قصص لأطفالنا لا تَمُت بصلة لعالمها وواقعها الذي كتبت فيه، ومن هنا لا يمكننا القول بأننا كنا على اطلاع بما قدَّمه الآخر من قصص للأطفال.







أما النمط الثاني، فيتمثل في الترجمة المحترفة، تلك التي يُعنَى فيها المترجِم بالنص كنسق له جمالياته الفنية، وبالقيم التي يهدف النص إلى تبليغها للطفل، بشرط أن تكون هذه القيم هي تلك التي يريد المترجم أو المؤلف الثاني للنص الأصلي ترسيخَها في الطفل، والتي تتوافق مع جملة قيم مجتمعنا العربي المسلم.







وبين هذا وذاك، فإن الخطر كل الخطر يَكمُن في الترجمة العشوائية التي لا تضع نصب عينيها أن الطفل هو عجينة رخوة، يقبل كلَّ ما يقدَّم له، ويتأثر به وبسرعة فائقة، فهو وبحكم عمره ونقص تجرِبته لا يستطيع التمييز بين الجيد والرديء، حتى ولو كان طفل المرحلة العمرية الممتدة بين 12 و16 سنة؛ ذلك لأنه لا يملك القدرات الكافية التي تخوله للحكم على ما يقدم له، وهذا لا نلمسه فقط في القصص المترجمة المكتوبة، بل حتى في القصص المجسدة أو الممثلة كرتونيًّا (الرسوم المتحركة).







ومن أكثر النماذج السيئة التي تقابلنا في هذه القصص المترجمة تلك التي تمجد العنف، وتجعل من القوة البدنية الوسيلة الوحيدة لحسم المشكلات والأزمات التي تعترض أبطال هذه القصص، كما في قصص طرزان، وسوبرمان، وقصص الجاسوسية، التي لا تحتوي على أي قيم إنسانية أو أخلاقية، وفي الوقت نفسه تصور العنف تصويرًا باهرًا أمام أعين الأطفال، فعندما نترجم لأطفالنا قصصًا مثل: "طرزان الذي تربى بين الحيوانات، والذي لا يعرف وسيلة لحل ما يواجهه من مشكلات إلا بالقوة البدنية، فإن الأطفال سيسقطون من سلوكهم كلَّ ما قدمه لنا تاريخ الحضارة من وجوب استخدام العقل في حل المشكلات بدلاً من القوة، وهو أمر يتنافى مع أهم أهداف التربية السلوكية للأطفال"[5]؛ ذلك لأن أول ما يجب أن يُدرَّب أطفالنا عليه هو مواجهة المشكلات عن طريق استخدام العقل بعيدًا عن العنف.







ومن القيم السيئة أيضًا، والتي يتم تقديمها لأطفالنا عبر هذه القصص المترجمة، تلك التي تشجع التفرقة، ومن ثمة يتشكل سلوك غريب لدى أطفالنا يجعلهم يختارون أصدقاءهم الذين يشاركونهم اللعب؛ حيث يكون أساس هذا الاختيار إما شكل الصديق أو لباسه أو وضعه ومركزه الاجتماعي، ومثل هذه الصورة نجدها في قصة من قصص طرزان، والتي يلجأ فيها العملاق الأبيض إلى استدعاء الحيوانات على أهل إفريقيا السود، تقتل منهم ما تشاء، إن الطفل - ودون وعي منه - يُقبِل على مثل هذه القصص ويتحمس لها كثيرًا، وهي التي تجعل الحياة الإنسانية شيئًا هينًا في وجدان الأطفال، فكان علينا إبعادهم عنها، وحتى عدم الخوض فيها أو نقلها إليهم؛ لأنها ترسخ مفاهيم خاطئة في عقولهم بدل أن تفيدهم.







وهناك بعض القصص المترجمة التي تعلم أطفالنا سلوكيات شائنة وتفسد تربيتهم، ومن بينها قصة "سجين زندا"، ففي القصة وصف للبطل وهو يثمل: "كان يقضي معظم وقته في الشراب"، وفي موضع آخر من القصة تشجيع على التدخين: "رجل شجاع باسل يدخن طول الوقت"[6]، فهنا ليس عيبًا أن نغرس في أطفالنا صفة الشجاعة التي يتميز بها الرجل، لكن أن نقرن هذه الشجاعة بسلوك التدخين أو الشرب، فهذا من شأنه أن يؤثر على الطفل، ومن ثمة يقلد هذا الرجل الشجاع، بأن يقوم بهذين السلوكين الذميمين والمحرَّمين في ديننا الإسلامي؛ قصد تبيين شجاعته لأقرانه من الأطفال أو غيرهم من الكبار.







إن أخطر مضامين القصص المترجمة للطفل تتعلَّق بالجانب الديني؛ إذ تضمنت العديد من الأمور التي لها أكبر الأثر السلبي على التشكيل الدينيِّ للطفل، خاصة أنها تأتي في سن التنشئة التي لم تكتمل فيها إدراكاتُ الطفل ومعايير التفريق والنقد[7].







وتتمثل هذه الأمور السلبية في اللجوء إلى السحر والشعوذة، مثل قصة "بياض الثلج والأقزام السبعة"؛ حيث تتحوَّل زوجة الأب التي تمتلك قدرات عجيبة إلى ساحرة مشعوذة، فتقدم تفاحة ومشطًا مسمومين وحزامًا يتحول إلى أفعى لبياض الثلج، قصد التخلص منها، وبالتالي تحتفظ هي بالمركز الأول في الجمال دون أن ينازعها عليه أحد، خاصة ابنة زوجها.







إن هذه الصورة وإن كانت قادرة على تنمية خيال الطفل، إلا أنها قادرة في الآن ذاته على جعله يفكر في استخدام السحر والشعوذة كوسيلة لحل مشاكله، فيتمنى لو يكون كهذه الساحرة، وهذا ما لا يتقبله ديننا الإسلامي وينصح بتجنبه.







ومن المعلوم لدينا نحن كمجتمع عربي مسلم أننا إذا تمنينا شيئًا وبشدة، فإننا نلجأ بالدعاء إلى الله - عز وجل - حتى يحققه لنا، فهو وحدَه القادر على كل شيء، لكن في مضمون بعض القصص التي تمت ترجمتها يلجأ الآخر لغير الله لتحقيق الأفضل له، ومثل هذه الصورة نجدها في قصة "الأميرة النائمة"، التي تكتسب الجمال والصوت العذب بفضل الساحرات الطيبات، ومن غير المنطقي أن تكون هناك ساحرة طيبة وأخرى شريرة، وإلا اختلط الأمر على أطفالنا، فالساحرة تبقى ساحرة كيفما كانت، وهذا ما يكشفه لنا النص الآتي:



"... لوَّحت الساحرة ذات اللباس الأخضر بعصاها السحرية نحو الطفلة الصغيرة، وتمنت لها عذوبة الصوت... ولوحت الساحرة ذات اللباس الأحمر بعصاها السحرية وتمنت لها نعمة الجمال... أما الساحرة الشريرة، فتمنَّت للأميرة أن توخز بمسلة مغزل فتموت..."[8]، فالطفل في هذه الحالة عندما يتمنى ولو أبسط شيء، كأن يملك دُمْية تتكلم وتغني، فسيطلب ذلك من الساحرة؛ لأن مضمون القصة يمنحه هذا الاعتقاد.







زيادة على هذه الصور، فهناك أخرى منافية لقيم ديننا الحنيف، وهي تلك التي تدعو بالسجود لغير الله: "خر أمام الملك ساجدًا"، "انحنى أمام النار تحية واحترامًا، وبدا كأنه يسبح بحمدها"[9]، كذلك لقاء المرأة الأجنبية والرقص معها في الحفلات كما في قصة "سندريلا"، وتناول حوادث القتل والسرقة والنصب والاحتيال؛ كما في قصص "سوبرمان"، و"باتمان" الذي يعرف بالرجل الوطواط.







وفي حقيقة الأمر، فإن القصص المترجمة من غير العربية إلى العربية لم يكن لها أثر سلبي على القيم التي تهدف مضامينها إلى غرسها في الطفل فحسب، بل تعدت هذه السلبية إلى الجانب الجمالي للنص الأصلي، والذي يسقط بترجمته، فكان يعوز مترجمَنا العربي حرفيةٌ أكثر في النقل؛ من أجل عدم إفقاد النص خاصيته الفنية والجمالية، ولعل ما تُرجم من قصص وحكايات عالمية، كانت الأكثر انتشارًا والأقرب إلى قيمنا، والأكثر محافظة على روح النص الأصلي؛ ذلك لأن مضامينها تعبر عن مراحل الشعوب البدائية التي اشتركوا فيها جميعًا، قبل أن يستقل كل شعب عن آخر ويبدأ بتشكيل ثقافته الخاصة.







الخاتمة:



بناء على ما سبق نخلص إلى القول: إن القصص المترجمة إلى العربية، والتي يُقبل عليها أبناؤنا، ليست بالضرورة نافعة لهم، فعلى الرغم من بعض القيم الإيجابية التي تتضمنها، كنشر الخير والعدل، والمحبة، والأخوة والصداقة، وحب العمل وغيرها من القيم، إلا أنها لا تأتي في إطار الغاية العليا التي خُلق من أجلها الإنسان، وهي عبادة الله وحده؛ إنما تأتي في إطار ثقافة منتجيها وصورها تعبر عن نمط مجتمعاتهم لا عن نمط مجتمعاتنا؛ لذلك فإن الأمثل أن يُعنَى كتَّاب قصص الأطفال عندنا بالقصص التي تكون مادتها مستوحاة من الدين الإسلامي كسِيَر الأنبياء والصحابة والتابعين، أو تلك التي يكون مصدرها التاريخ العربي أو التراث الشعبي، وما أغناه بحكايات خرافية وشعبية، كلها صور عن حياة المجتمعات العربية كحكايات جحا، ونوادر أشعب، وغيرها، مثلما نجد عند بعض القصاص الجزائريين الذين وظفوا التراث الشعبي في أقاصيصهم، فساهموا بذلك في تعريف الأطفال الجزائريين بتراثهم وببعض جوانب تاريخهم، فالحكايات الشعبية إلى جانب كونها وسيلةً للتسلية والمتعة، فهي أيضًا وسيلة لإدخال الأطفال في القيم الخاصة بالمجتمع الذي ينتمون إليه، وتصل هذه الحكايات إلى درجة تجعل الطفل يجد فيها تعريفًا بنفسه وبمركزه التاريخي والجغرافي من خلال أحداثها، ونذكر من بين النماذج القصصية الجزائرية التي توجهت هذا الاتجاه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر: قصة صياد الزهور لنور الدين عبة، المعزة والجديان لمحمد وضاي، بقرة اليتامى لرابح خدوسي، العجوز والأسد لأحمد بوهلال، وقصة وصية الغولة لآمنة آشلي، وجحا والشطار لمحمد مبارك الحجازي، وغيرها من القصص التي جعلت من التراث الشعبي مادة لأحداثها وأفكارها، هذه الأحداث التي تبث في الطفل الجزائري قيمًا ومبادئ هي من صميم مجتمعنا الإسلامي المحافظ، فلِمَ إذًا التوجه إلى الآخر، ونحن نملك تراثًا غنيًّا يحتاج إلى توجه واهتمام؛ قصد إخراجه إلى الوجود في أجود الحلل الأدبية الفنية؟! وفي المقابل هذا لا يمنع الطفل من الاطلاع على ثقافة الآخر وفهم أدبه، لكن يشترط في هذا الحال وجود ترجمة حقيقية للنصوص الغربية في مجال أدب الأطفال، ترجمة موجهة للنقاد وكتَّاب قصة الطفل قبل أن تكون موجهة للطفل ذاته، ومن ثمة لا سبيل للخوف على أطفالنا إذا ما عنوا بقصص مترجمة تمت مراقبتها من طرف الجهات المَعْنِية والمختصة.









[1] حامد عمار، خواطر حول تطوير مناهج التعليم الابتدائي، مجلة التربية والتعليم، م3، ع7، المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، القاهرة، يونيه 1993، ص 40.




[2] أحمد نجيب، أدب الأطفال، علم وفن، دار الفكر العربي، القاهرة، 1990، ص 271.




[3] ميلود قيدوم، القصة وعلاقتها بعقل الطفل، مجلة العلوم الإنسانية، عدد خاص بفعاليات ملتقى أدب الطفل، منشورات المركز الجامعي، سوق أهراس، ديسمبر 2003، ص 104.




[4] محمد سعيد المولوي، الكتابة للأطفال لماذا؟ كتيب المجلة العربية، ع 17، ص 28.




[5] يعقوب الشاروني، تنمية عادة القراءة عند الأطفال، سلسلة اقرأ، دار المعارف، مصر، ع 483، ص 31، 32.




[6] عبدالمنعم نافع، القصص المترجمة والتشكيل الثقافي للطفل العربي، نهج تحليلي واستدلال نقدي:

http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_215054.html




[7] ينظر، المرجع نفسه، الموقع نفسه.




[8] قصة الأميرة النائمة بالفرنسية والعربية، ترجمة بتصرف، الموقع الإلكتروني:

Htpp://mazika26.akbarmontada.com/t 11461-topic




[9] عبدالمنعم نافع، القصص المترجمة والتشكيل الثقافي للطفل العربي، مرجع سابق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.63 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]