نظرية الأدب القائد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213403 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2022, 04:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي نظرية الأدب القائد

نظرية الأدب القائد


د. أحمد الخاني





أصول نظرية الأدب القائد:
حسان بن ثابت والشعر:
وهذه النظرية مستقاة ابتداء من رؤية حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حينما استشرفت نفسه رضي الله عنه إلى فتح مكة، إنه رأى بنظرة مستقبلية أن تدخل خيل المسلمين فاتحة مكة من كداء، قال ابن إسحاق: وكان مما قيل من الشعر في يوم فتح مكة قول حسان بن ثابت:
عدمنا خيلنا إن لم تروها
تثير النقع موعدها كداء

ينازعن الأعنة مصعدات
على أكتافها الأسل الظماء

تظل جيادنا متمطرات
تلطمهن بالخمر النساء

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا
وكان الفتح وانكشف الغطاء

وألا فاصبروا لجلاد يوم
يعز الله فيه من يشاء



قال ابن هشام في سيرته: قالها حسان قبل الفتح، والقصيدة في ديوان حسان.

وفي البخاري من حديث ابن عمر قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح، رأى النساء يلطمن الخيل بالخمُر، فتبسم إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر كيف قال حسان؟ فأنشده قوله:
عدمنا خيلنا أن لم تروها
تثير النقع موعدها كداء

ينازعن الأسنة مصعدات
يلطمهن بالخمر النساء



فقال: (أدخلوها من حيث قال حسان)[1].

فهذا الشعر يصنع الحدث، أو يشارك في صنعه، أو ينظر نظرة مستقبلية إلى ما يجب أن يكون، أو إلى ما يريد الشاعر أن يكون، وليس هذا الشعر مرآة للحياة بل هو موجه لها، أو هو قائد لها.

الأفق الأعلى:
وإذا كانت معطيات الأدب الإنساني يتعلق بالإنسان وبالأرض؛ فإن للأدب القائد أفقًا أعلى لا يتعلق بالمحسوس، إنه ينظر إلى الحياة التي يعيشها ويصعد بها إلى الحياة الخالدة ويوجه إليها.

جعفر بن أبي طالب والشعر:
معركة مؤتة من المعارك المعجزة في التاريخ؛ ثلاثة آلاف تصدت لمئتي ألف، قاتل زيد بن حارثة القائد الأول حتى استشهد، فتسلم الراية القائد الثاني جعفر وقال:
يا حبذا الجنة واقترابها
طيبة وباردًا شرابها

والروم روم قد دنا عذابها
كافرة بعيدة أنسابها

علي إذ لاقيتها ضرابها


كان هذا البطل في موقع الاستعلاء وهو يقود ثلاثة آلاف مسلم ضد مئتي ألف روماني، إن نظرته إلى الحياة الخالدة رفعته فوق الخوف في موطن الخوف، وجعلته هجوميًا: (علي إذ لاقيتها ضرابها).

عمر بن الخطاب والشعر:
هذه النظرة إلى الحياة، وإلى أدب هذه الحياة، أوجدت ميزانًا للنقد يختلف عن موازين المتحذلقين من النقاد، نقد للأدب وتقويم للحياة وفق هذا الميزان النقدي؛ ذلك ما رأيناه عند الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه، فقد روت لنا كتب الأدب أن عمر سمع الشاعر عبد بني الحسحاس ينشد:
عميرة ودع إن تجهزت غازيا
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا



فقال له عمر: لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك،.

وسمع عمر شاعرًا ينشد:
لعل أمير المؤمنين يسوؤه
تنادمنا بالجوسق المتهدم



فقال: إي والله، إنه ليسوؤني ذلك، وعزله عن عمله.

وفي حياة عمر بن عبد العزيز رحمه الله أمثلة حافلة في هذا الباب.

تعريف الأدب القائد:
الأدب القائد: هو الأدب الذي يقود النفس الإنسانية إلى الحق والخير والحب والسلام بدافع ذاتي ينبع من نفس الشاعر أو الأديب.

لقد جاء أدب الكلاسيكية مرآة للحياة، ولم نجد في الأدب الآيديولوجي غير الإسلامي أدبًا قائدًا لخير الإنسانية، بل وجدنا في الأدب الشيوعي الهدم والحقد على الإنسان.

نعم وجدنا في مدارسنا العربية دعوة إلى حسن الصياغة والتعبير عن الحياة، وهذا شيء جيد ولكنه لايكفي، نحن نريد أدبًا يعبر عن الحياة لا كما هي، بل كما يجب أن تكون، نريد أدبًا يبني الحياة وفق رؤية الشاعر الذي يتمثل أمته ويعبر عن آمالها وطموحاتها، نريد أدبًا يفتح للنفس أبواب الأمل فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، ولقد أخذت منا بعض الآداب الآيديولوجية والعالمية من هذه المعاني ونظرت إليها من زاويتها الخاصة بها.

فلنتعرف على الشكل والمضمون في هذه النظرية.

(الشكل) في نظرية الأدب القائد:
الشعر إلهام يسبق التفكير إنه ومضة كقدح الزناد تنبثق منه إيحاءات الموضوع في دفقة شعورية يأتي بعدها الفكر المنظم لهذا التدفق الشعوري.

والقصيدة بناء متكامل ووحدة شعورية كجسم الكائن الحي، القصيدة شكل ومضمون كما للكائن الحي جسم وروح يتوزعان الأهمية بشكل متكافئ؛ الإبداع في المضمون، والإبداع في الشكل.

نظرية الأدب القائد لا تفرق في الشكل بين ألفاظ شعرية وألفاظ غير شعرية، الألفاظ كلها تدخل في هالة الشعر الفنية، والسياق هو الذي يعطيها صفتها الشعرية بشفافيتها وإيحاءاتها ونسق تركيبها ووضعها بالنسبة لما قبلها وبعدها..

ولا يستعمل الخطأ الشائع أو المفضول، مثال ذلك شاعر معاصر يستعمل لفظة يثرب وهذا لا يليق والمسمى الأفضل لفظ (طيبة) وقد جمعت لفظ (واد) على (وديان) ولئن صحت هذه فلفظة أودية وردت في القرآن الكريم.

هذا فيما يتعلق بالوحدة اللغوية في الشعر.

أما النسق أو السياق، فإن هذه النظرية ترى أن يكون السياق انسيابيًّا وأحيانًا تفجريًّا؛ حتى يبتعد الشاعر عن الترهل، وهذا ما يعطي الإيقاع وقعًا مميزًا مؤثرًا بالإحساس.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-02-2022, 04:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نظرية الأدب القائد

أما القوافي فكثيرة ويحسن أن ترد ورودًا طبيعيًّا، وأروع القوافي ما يسمى بالإرصاد، وهي القافية التي ترشحها الألفاظ المتقدمة عليها في البيت نفسه، مثال ذلك ما ورد في شعر أبي بكر الشبلي:
الورقاء الهتوف[2]
رب ورقاء هتوف في الضحى
ذات شجو هتفت في فنن

ذكرت دهرًا وإلفًا سالفًا
فبكت حزنًا فهاجت حزني

فبكائي ربما أرقتها
وبكاها ربما أرقني

ولقد تشكو فما أفهمها
ولقد أشكو فما تفهمني

غير أني في الجوى أعرفها
وهي أيضًا في الجوى تعرفني



وفي العصر الحديث شعر كثير يدل على ارتياح القوافي بالإرصاد كقول الشاعر:
عاتبتني[3]
عاتبتني على انقطاع التلاقي
واختلاط الأوراق بالأوراق

ثم قالت:وكنت ترعى عهودي
وتلاقي من الهوى ما ألاقي

وكتابي إذا أعود لصحوي
يا حبيبي مصارع العشاق



ومن انسجام القوافي مراعاة ألف السناد أو التأسيس، إما السير عليه وإما حذفه، من ذلك قصيدة للدكتور محمود الحليبي بعنوان:
غصون الفجر[4]
تقولين: نم فالليل أمسى مودعا
وكادت غصون الفجر أن تتفرعا



وبعد أربعين بيتًا يقول:
أبا مازن وارفع جبينك إنني
أناشدك المولى كفاك تواضعا



ومن انسجام القوافي الحفاظ على نهاياتها بالحرف الذي هو قبل الأخير كان تقول: الصابرين في بيت ثم يأتي بعده: العابرون.

أما القصيدة فأشكالها الفنية الأسلوبية كثيرة منها عمود الشعر،أو؛ وحدة الموضوع، أو الاستطراد، ويمكن أن تأتي على شكل مقطعات أو رباعيات أو مخمسات ودوبيت.. أشكال القصيد كثير يختار منها الشاعر ما يلائم فنه.

أما المطولات فهي للملاحم، وقد تمتد القصيدة القصة أو الملحمة آلاف الأبيات يلجأ فيها الشاعر إلى الرباعيات خشية تكرار القوافي بشكل مزعج، ويمكن للشاعر في هذه الحال أن يلجأ إلى المجازيء كمحطات راحة للشاعر، وللتخفيف عن القارئ. واللفظة الرمز من أدوات هذا الأدب، الأدب القائد، حينما ترمز إلى مزدك أو بابك الخرمي قديمًا، أو إلى نجم داود أو كوهين أو رمبو حديثًا..

وللبناء الهيكلي يتم استيعاب التجربة الشعرية بالبحر المناسب، ويتم هذا الاختيار لاشعوريًا في أكثر الأحيان وكلما كان الانفعال صادقًا جاء البحر عفويًا وجاءت القوافي مرتاحة متمكنة يتولى ذلك كله تلقائية التجربة الشعرية.

خصائص القوافي:
وللقوافي خصائصها، وهي تفرض نفسها دون تدخل من الشاعر في كثير من المواقف فقد برزت قافية الدال بصفتها مَعلمًا من معالم الغزل، وإن كان كثير من القوافي تشترك معها.

أما قافية الياء فقد رأيتها مشتركة بين شعراء الحزن، بدءًا من عبد يغوث بن وقاص الحارثي سيد مذحج في الجاهلية في اليمن، فمن كان يبحث عن المعارضات أو المناقضات، فليبحث عن القصائد الأم في تاريخ الأدب، ومن الملفت للنظر أنني وجدت قصيدة عبد يغوث وهي ذات اللون النفسي الحزين، قد تبعتها قصائد على قافيتها ذات لون حزين أيضًا؛ الأمر الذي دعاني إلى أن أسمي قافية الياء: قافية الشجن.

قال عبد يغوث وقد أسرته تيم:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا
فما لكما في اللوم خير ولا ليا



ومنها هذا البيت الذي احتفت به كتب النحو:
وتضحك مني شيخة عبشمية
كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيا
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-02-2022, 04:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نظرية الأدب القائد

ويختم مرثيته لنفسه بقوله:
فيا راكبًا إما عرضت فبلغن
نداماي من نجران ألا تلاقيا



ثم قتل، وانطلقت هذه القافية في أجواء الإحساس الحزين في أدبنا العربي القديم لتسكب في إحساس مجنون ليلى، أو لتكون الكأس التي يصب فيها قيس أحزانه ومواجده قبل أن يجود بنفسه، وقد ظل يرددها إلى أن مات:
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا نخشى على الدهر ناهيا




ومنها هذا البيت الشاهد:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن ألا تلاقيا



وهي قصيدة زادت على مئة بيت في إحدى روايتيها[5] وجاء مالك بن الريب فقال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

تذكرت من يبكي علي فلم أجد
سوى السيف والرمح الرديني باكيا



وجاء المتنبي فقال مخاطبًا نفسه:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا



وقد بلغ من قوة انطلاقة هذه القافية بهذا الوتر الشجي الحزين أن اخترقت حجاب الزمان والمكان ووصلت إلى العصر الحديث. قال محمود مفلح[6]:
بعثت إلي الحرف إذ كنتُ لاهيا
ففجرت في صحراء عمري السواقيا

إلى الله أمضي والجهاد يشدني
أسدد فيه السهم يومًا وثانيا

لعلي إذا ما مت ألقاه راضيًا
علي وألقى في الجنان رفاقيا



وشاعر آخر معاصر أيضًا يقول في رثاء الشاعر عبد القادر حداد:
بكتك القوافي والندى والنواديا
ونهر جرى في غربة الشعر داميا[7]



فأين فنون الشعر؛ من صدر وعجز وقافية؟ وأين الحكمة؟ وأين المناقضات والمعارضات؟..

(المضمون) في نظرية الأدب القائد:
إن الأدب القائد يبدأ منذ نزل قوله تعالى (اقرأ) إلى اليوم، وهو أدبنا الإسلامي، وهذا الأدب له صفة القيادية؛ إنه يقود النفس الإنسانية نحو الحق والخير والحب والسعادة والسلام، وما شذ عنه على مدار التاريخ خرج منه، وقد ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح الأدب الإسلامي نبعت فكرته من الهند،وورد على أدبنا العربي، وقام له منظرون، وكثر التنظير لهذا الأدب، وشغل الكثير من مساحات التفكير وقد ألفت فيه كتب وكثرت اللقاءات والندوات، ومن ذلك هذه الندوة.

ندوة: (في الأدب الإسلامي):
بمناسبة صدور كتابي (مدرسة بدر الشعرية) أقمت ندوة أدبية في خيمة الأدب، في بيتي، دعوت إليها أصدقاء الأدب والشعر، وعلى رأسهم معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وحضر ثلة من الأصدقاء، منهم سعادة الدكتور عبد العزيز الثنيان، مدير عام التعليم في الرياض، وأخوه الشيخ فهد العبيكان، والدكتور عبد العزيز المسعود وشقيقه الأستاذ ناصر، والدكتور عدنان النحوي والدكتور محمد منير الجنباز، والدكتور إبراهيم أبو عباة، والدكتور عبد الرحمن العشماوي، والشاعر أحمد سالم با عطب والشاعر أحمد يحيى البهكلي، والشاعر فيصل الحجي، والشاعر سناء الحمد بدوي والمؤرخ عبد الكريم الخطيب، ويمان الخاني وعبد الواحد الخاني وغياث الخاني وآخرون.

رحبت بالصحب الكريم وقلت: موضوعنا في هذه الأمسية المباركة: (في الأدب الإسلامي)، وهو أدبنا منذ نزول قوله تعالى:
﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾. فالأدب الإسلامي أدبنا، أدب أمتنا منذ أربعة عشر قرنًا إلى اليوم، فإذا شذ شاعر كأبي نواس أو بشار بن برد أو أي شاعر قلنا: إن هذا الشعر أو ذاك ليس من الشعر الإسلامي، فشعرنا الإسلامي يمتد على طول الحقبة التاريخية في وطننا الكبير منذ كان إلى اليوم.

أسند إدارة هذه الندوة إلى أخي الأستاذ عبد الكريم الخطيب تفرغًا لخدمتكم ضيوفنا الكرام.

فقال الخطيب: شكرًا لتلطف المضيف الأستاذ أحمد الخاني على دعوته هذه، فقد جمع شمل الإخوة الأحبة، في هذه المناسبة الكريمة؛ مناسبة صدور كتابه (مدرسة بدر) في ليلة معركة بدر، وشكرًا على ما تفضل به حول الأدب الإسلامي، وشكرًا على تقديمه لي لإدارة هذه الندوة.

أيها الإخوة الكرام، نريد إن نستمتع بآرائكم ونستفيد، فمن كانت لديه وجهة نظر تعقيبًا على كلمة الأستاذ المضيف ومشاركة بالحديث، فليتفضل.

كلمة الدكتور عدنان النحوي:
بسم الله الرحمن الرحيم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقد عرض أخي المضيف قضيتين: الأولى؛ ما مدى واقعية طرح مصطلح (الأدب الإسلامي)؟


والقضية الثانية: هي أن الأدب الإسلامي، قد يكون فيه لغات أخرى غير عربية، فما مدى انسجام المصطلح مع نفسه؟ لقد أصبح الأدب غير الإسلامي اليوم، لا يشكل خطرًا على الأدب وحده، وإنما يمثل بابًا مباشرًا من الحرب المباشرة على الإسلام وعلى العقيدة وعلى الفكر، فرجال الفكر اليساري أصبحوا يسيطرون على قسم كبير من قطاع الإعلام، وأصبحوا يقذفون الكفر الصريح، والكلمة الخبيثة واللفظة المريضة، وإن إحدى وسائل إيقافها هي طرح هذا المصطلح.

أما القضية الأخرى، فرأيي الخاص وضحته في كتابي (الأدب الإسلامي إنسانيته وعالميته).أنا أرى أن من خصائص الأدب الإسلامي اللغة العربية، وشكرًا.

مدير الندوة: الكلمة الآن للأستاذ عبد الرحمن العشماوي
العشماوي: لي تعليق؛ قضية مصطلح الأدب الإسلامي، قضية أصبحت مطروحة، نوقشت في كتب، وعقدت فيها ندوات ومؤتمرات، وأظن الشيخ عبد العزيز الرفاعي حضر وكذلك الدكتور عدنان النحوي، أنا في تصوري عندما طرحت قضية الأدب الإسلامي أو مصطلح الأدب الإسلامي، إنما كانت تضم تحت لوائها كل اللغات الأخرى التي يكتب بها الأدب الإسلامي، الأستاذ محمد قطب في كتابه: منهج الفن الإسلامي، أشار إلى هذا، بل ذهب إلى أبعد من هذا، عندما يستشهد هو بطاغور وبغيره من الشعراء، أما أن ينص الأدب الإسلامي أن يكون مكتوبًا باللغة العربية، أعتقد أن هذا يعتبر من الأمور الخيالية التي يصعب تحقيقها، والسلام عليكم.

مدير الندوة: الكلمة الآن للدكتور إبراهيم أبو عباة.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. في البدء أكرر شكري لأخينا الأستاذ أحمد على تنظيمه هذا اللقاء الطيب في هذه الليلة المباركة من ليالي شهر رمضان المبارك الموافقة لهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعًا، وهي مناسبة ذكرى بدر التي خرج فيها بتوفيق الله تعالى هذا الكتاب: مدرسة بدر وشعراؤها.

وهو دائمًا أحسبه سباقًا إلى الخير وسباقًا إلى تنظيم مثل هذه الأعمال الجادة المفيدة.

هناك قضيتان أشار إليهما أخي الدكتور عدنان؛ قضية الأدب الإسلامي أو نظرية الأدب الإسلامي المطروحة في الساحة، والنظرية الأخرى الآداب المكتوبة باللغات غير العربية، أبدأ بالقضية الثانية لأنها تبدو أكثر حرارة، أنا أشكر للأخ عدنان غيرته الواضحة على هذه اللغة، وأتمنى أن يشعر بها كل مسلم.

ثانيًا: تحديد الأدب الإسلامي، غير واضح في أذهان الناس، ليس هناك تنظير دقيق جيد لمصطلح الأدب الإسلامي، الأمر الآخر، ليس هناك نقاد مؤهلون أيضًا يتابعون الأدب الإسلامي ويضعون النظريات ويتلون الإنتاج بالتحليل والنقد.

أختم كلمتي بأن الأدب الإسلامي ينبغي على المسلم أن يخوض في أي ميدان ولكن بشرط ألا يصدم ثوابت الدين وقضايا الإسلام ولأن تكون النية صالحة؛ لأن الإنسان محاسب على نيته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدير الندوة: لعل لمعالي الأستاذ أبي عمار رأيًا في هذا الموضوع.
فقال معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أحيي الإخوة الكرام بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنني أجدد الشكر للمضيف الأستاذ أحمد الخاني، على إتاحة هذه الفرصة الكريمة للاجتماع بالإخوة الكرام، وهذا فضل منه نذكره ونشكره، ومن محاسن الصدف أن يكون هذا الاجتماع في ليلة مباركة من شهر مبارك، وذكرى هذه الليلة تعيش في وجدان المسلمين أجمعين، ونحن في حاجة إلى أن نتذكر مثل هذه الليالي، خصوصًا في هذا العهد الذي نحن فيه أحوج ما نكون لاستدعاء معاني الجهاد والكفاح، ولنا إخوة يجاهدون في كل مكان، نسأل الله تعالى في هذه الليالي المباركة أن ينصرهم نصرًا مؤزرًا، وأن يكون معهم.

ولعل من المناسبة الطيبة أن يثار في هذه الجلسة الحديث عن الأدب الإسلامي وما سمعته كان كله مما يفيد، في الواقع وكنت أفضل أن أظل صامتًا لأستمع أكثر ولأستفيد أكثر، لكن بعض الإخوة الكرام يحسنون بي الظن، وأنا أشكر لهم حسن ظنهم وأأكد لهم أنني لست في هذا المجال ممن يستطيع أن يقول ويحسن، ولكن اغفروا لي إذا لم أستطع أن أصل إلى المدى الذي أريد.

سمعت في مستهل هذا الحديث كلمة الأستاذ الشاعر أحمد الخاني، ولقد أعجبني تلخيصه للفكرة، وكأنه كان يتحدث عما يجول في نفسي، وسمعت حديث الدكتور الصديق الشاعر عدنان وهو ينافح عن فكرة يعتقدها، وهي فكرة يثاب عليها إن شاء الله، لأنها تصدر عن نية طيبة، وسمعت رأيًا وسطًا جميلًا للدكتور إبراهيم كان يغني عن حديثي، إلا أن لطفكم أصر على أن أتحدث في هذا المجال.

لعلكم تذكرون أن الأستاذ عبد الرحمن العشماوي أشار إلى اشتراكي في الندوة الأولى للأدب الإسلامي التي انعقدت بدعوة كريمة من فضيلة الشيخ أبي الحسن الندوي، لقد حضرت هذا الاجتماع، وكنت قبل ذلك بسنوات أستمع إلى رأي يطرحه فضيلة الشيخ أبي الحسن الندوي، هذا الرأي يتعلق في أن تاريخنا فيه الكثير جدًا من المباحث والاستطرادات التي تتميز بطابع إسلامي، وأن علينا أن نبرز هذه الجوانب من أدبنا لأنها مطمورة.

كانت هذه الفكرة هي الفكرة الأولى للأدب الإسلامي في ذهن أستاذنا الشيخ أبي الحسن الندوي، ولم تتبلور الفكرة إلى أن الأدب الإسلامي يدعو إلى مذهب خاص.

في نفسي في الواقع أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع؛ هل نحن ندعو في الأدب الإسلامي إلى نظرية معينة؟ علينا أن نحجم الأدب بحيث يكون في هذه الدائرة فقط ونرفض أي أدب لا يدخل في هذه الدائرة؟ إذا كانت الفكرة هي نظرية تدعو إلى أدب معين يسير في الساحة الأدبية مع أفكار أخرى ومذاهب أخرى مطروحة، فهذا أيضًا بحاجة إلى أن يكون واضحًا كل الوضوح، أو نحن ندعوا إلى أدب معين بحيث يقول: إن هذا أدب إسلامي، وإن هذه القصة إسلامية، هذا المصطلح يغاير النظرية، وإن كان ربما يتفقان؛ بمعنى أن تتفق النظرية والمصطلح أحيانًا ولكن قد تختلف.

الفرق بين النظرية وبين المصطلح، سمعت الدكتور عدنان جزاه الله خيرًا يقول، وهذا كلام معقول أن في الساحة كثيرًا من المنافسات، وكثيراًا من الآراء والنظريات التي تبعد العرب والمسلمين عن أدبهم الإسلامي، وأنا أقول: إن هذا ليس حديثًا، فاللغة العربية والمذاهب المنحرفة ابتلي الإسلام بهذه المذاهب والانحرافات منذ البدء، وكان هناك الزنادقة، وهذا في عصر صدر الإسلام، وجاء أيضًا كثير من الشعراء وكثير من الفلاسفة العرب؛ جاء المعري، وجاء المتنبي وجاءت أفكار كثيرة في العصر العباسي، وجاء بنو بويه وكما تعلمون، كانوا ينظرون لأدب معين، وجاءت آداب مذهبية كثيرة، وإذا كنا نحن مستهدفين من صدر التاريخ في بحر 1400سنة من تاريخنا، لم يكن هناك أي مذهب نستطيع أن نطلق عليه أنه أدب إسلامي، كان أدبنا كله إسلاميًا إلا من انحرف، إذا وجدنا قصيدة أو بيتًا أو قصة منحرفة نستطيع أن نقول بسهولة إن هذه القصة أو هذا الشعر ليس إسلاميًا، ففي تاريخنا القديم كل ما أنتجنا من أدب كان إسلاميًا ما عدا المنحرف عن الإسلام، هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب، وإذا كانت هناك نظرية الأدب الإسلامي أنا أعتقد أنها تحتاج إلى تنظير وإلى توضيح شديد، وسنجد هناك مصاعب كثيرة في الطريق.

المسيحيون العرب الذين ينتجون شعرًا وأدبًا يمتدحون فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يمتدحون فيه الإسلام، هل هو أدب إسلامي أم هو أدب غير إسلامي؟ أريد مرة أخرى أن أقول: إن هناك عقبات كثيرة في طريق التنظير، ويهمني أن أسمع الكثير من الآراء، ولا تؤاخذوني، فربما شطحت عن الفكرة الأساسية، وجزاكم الله خيرًا.

مدير الندوة: الكلمة الآن لسعادة الدكتور عبد العزيز الثنيان.
بسم الله الرحمن الرحيم، ما ذكره الإخوة شيء جميل ومعلوم أن لكل إنسان رأيه في الحياة، وفي أي لون من ألوان الأدب، إن قضية الأدب الإسلامي، معروف أن ما أثير وما بدأ إلا حديثًا، وكما تفضل معالي أبي عمار كان في الماضي مفهوم أن ليس هناك أدب إسلامي وأدب غير إسلامي بل كان المنظور أنه ما جاء على الساحة أنه إسلامي ما عدا ما خرج، تأتي للخمريات التي تأتي من الشعر قصائد الغزل المكشوف.

الحقيقة أن أمة الإسلام مستهدفة في لغتها وفي أدبها وفي فكرها، يقول محمود غنيم:
هي العروبة لفظ إن نطقت به
فالشرق والضاد والإسلام معناه



العروبة هي الإسلام، لكن أولئك أعداء الإسلام النصارى العرب لا تعني العروبة عندهم الإسلام ولهذا نعود إلى قضية الأدب الإسلامي، إنها نظرية جيدة في نظري ولا بد أن نؤكد هذه القضية وأن الأدب الإسلامي هو ذلك المنهج الملتزم الذي يسير وفق شريعة الله.

لعل دراستي الدكتوراه عن الوحدة الإسلامية في الأدب الحديث أعود فأقول: عندما تفرقت أمة الإسلام عندما هوجمت الخلافة الإسلامية وكل ما هو إسلامي.

والخليفة السلطان عبد الحميد العثماني وجدنا شعرنا في بيئات مختلفة في مصر والشام وفي القدس وفي طرابلس والجزائر وفي المملكة كلهم نادوا بوحدة المسلمين عندما قامت الحرب الطرابلسية، إيطاليا مع ليبيا، تجد الشعراء في مختلف بقاع الوطن العربي كلهم هبوا للدفاع عن الإسلام وتناولوها من منظور إسلامي، ولهذا عندما دعا السلطان عبد الحميد وأطلق نداءه: (يا مسلمي العالم اتحدوا) صاموا ليجمعوا تبرعات ذلك اليوم لأجل النداء الذي ألقاه السلطان، فاضطرت السلطات الهولندية أن تجبر المسلمين في أندونيسيا وكانت مستعمرة لها أجبرتهم على الإفطار بسبب هذا النداء وهذه الدعوة الإسلامية.

وكما تفضل الإخوة في قضية الأدب الإسلامي يجب أن نؤكدها وأن ننميها بين أبنائنا وشبابنا وألا نسمح لتلك الدعوات التي تريد أن تصرفنا عن هذا المنهج.

تعرفون قضية الحداثة التي جاءت مؤخرًا ولها أنصارها ولها دعاتها، هذه القضية التي تريد أن تبترك عن ماضيك وعن تراثك وعن مجدك الماضي كلها من تلك الدعوات التي تريد أن تصرفنا عن أدبنا الإسلامي، والحقيقة أن الإخوة أدرى بالحديث لعلهم أطول باعًا مني في هذا الأمر وأمكن مني في هذه القضية.

مدير الندوة: الكلمة الآن للأستاذ منير الجنباز..
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله، أحيي الإخوة الكرام وقد سمعت منهم كلامًا طيبًا في هذا الموضوع ولكن كلامي الآن مجرد بعض التساؤلات في موضوع الأدب الإسلامي.

في هذا العصر الحديث أضيف إلى قضايا كثيرة كلمة الإسلام، فسمعنا عن الأدب الإسلامي وقبل عن اقتصاد إسلامي وعن إعلام إسلامي..

ولا مانع بأن يسمى (أدب إسلامي) للتميز، لكن لو أطلقت كلمة الأدب بشكل عام واللغة العربية هي المميزة لها ليعرف أن هذا أدب إسلامي أيضًا، التقيت مع بعض الأساتذة ممن ساهموا في الأدب الإسلامي أو رابطة الأدب الإسلامي، ولما سألته عن التعريف للأدب الإسلامي إذا به يعرف الأدب تعريفًا وجدته صعبًا على أي إنسان أن ينتسب إلى هذا الأدب بأنه المضمون والشكل الذي يأتي بأرقى مستوياته من بيان وبلاغة وبديع، ووصف الأدب الإسلامي كأنه يصف القرآن الكريم..فقلت له: من يستطيع أن يأتي بكلام يشابه القرآن؟والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدير الندوة: الكلمة الآن للأستاذ أحمد بهكلي..
من خلال مجمل الحوار فهمت أن الأدب الإسلامي أدب غائي يعني: له أهداف والمشكلة هنا أننا أضعنا الجانب الآخر المهم جدًا في الأدب هو الجانب الفني.

الآن أكبر التهم وأشدها تلك الموجهة إلى الأدب الإسلامي والأدباء الإسلاميين والشعراء منهم بشكل خاص أنهم لا يهتمون بأداتهم الفنية وأن أداتهم الفنية ضعيفة حتى إن من ندعوهم نحن شعراء الموجة الحديثة يتفوقون على الأدباء الإسلاميين.

إذ فيه من ناحية الرمز استخدام الأسطورة التعامل مع التراث تطويع اللغة بشكل أو بآخر،تجديد دلالات الكلمات هذه الأشياء يجب أن نستفيد منها بصفتنا أدباء إسلاميين، أما أن نقول: إننا نريد فقط أدبًا غائيًا فغاية الأدب الفنية قبل كل شيء، ثم تأتي الناحية الغائية بالدرجة الثانية ليخدم هدفًا معينًا والسلام عليكم.

مدير الندوة: هناك كلمة تعقيبية شاملة لسعادة الدكتور إبراهيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحقيقة عندي نقطتان: الأولى حول القضية المشروحة التي تعرض لها الدكتور عبد العزيز والدكتور عدنان، والمسألة الأخيرة التي تعرض لها الأخ أحمد بهكلي.

يتساءل الدكتور عبد العزيز وأتساءل أنا ويتساءل غيرنا: هل هذا البيت أو هذه القصيدة من الشعر الإسلامي؟
هذا يعني أنه ليس هناك مفهوم واضح وتحديد للأدب الإسلامي، أنا أتمنى أن تكون الصورة واضحة ليستطيع المسلم بمجرد ما يقرأ بيتًا أو قصيدة أن يقول: هذا من الشعر الإسلامي، أو ليس من الشعر الإسلامي، كما أنني إذا عرض علي بيت أو عرض على أي متخصص بيت من الشعر بحيث يقول: إن هذا البيت مكسور أو غير مكسور، يستطيع رأسًا أن يقول: التفعيلة هنا فيها خلل، معنى البيت غير صحيح غير مستقيم من الناحية الفنية أو الناحية العروضية، كذلك الحقيقة من الناحية الفنية أو الناحية العروضية، كذلك الحقيقة من الناحية الإسلامية ينبغي أن تكون الصورة عندنا واضحة...

هل هذا البيت الذي قاله فلان سواء في الماضي أو الحاضر أأستطيع مباشرة بعد سماعي للبيت أن أصنف هذا البيت أو أصنف هذه القصيدة فأقول: قصيدة إسلامية أو قصيدة غير إسلامية، أقول: هذه القضية التي طرحها الدكتور عبد العزيز ولم يجب عنها الدكتور عدنان حقيقة هي معناها نحن في حاجة إلى أن نقعد وأن نضع مفهومًا محددًا للأدب الإسلامي، ماذا نخرج؟ وماذا ندخل في هذا الأدب؟

يعني تصنيف القصائد وتصنيف الأدب بشكل عام ليخضع لهذا المعيار.

القضية الأخرى التي أشار إليها الأخ أحمد البهكلي بلا شك نحن في أمس الحاجة إلى أن نعنى بالجانب الفني، وفي رأيي وهو رقم واحد: هو أن يكون للأدب غاية محددة ثم يأتي الجانب الفني.

مدير الندوة: الكلمة للدكتور عدنان النحوي.
إن سبب الخلاف بيني وبين الدكتور عبد العزيز ليس عدم وجود تحديد للأدب الإسلامي، فالأدب الإسلامي من وجهة نظري محدد، وأعتقد أني في كتابي: (الأدب الإسلامي) وضعت خمس قواعد محددة للحكم على النص هل هو من الأدب الإسلامي أو ليس من الأدب الإسلامي؟

وحددت تعريف كل عنصر من العناصر وهذه وجهة نظر خاصة بي قد يقبلها بعضهم أو يرفضها، ولكن هناك ميزانًا محددًا للحكم، والناحية الفنية داخلة ولا يمكن إغفالها في ميزان الأدب، إنما النص يجب أن نحكم عليه من الناحية الفنية ليكون أدبًا فإذا سقط من الناحية الفنية لم يعد أدبًا، وبعد أن نقر به أنه أدب نزنه، هل هو خاضع للإسلام أو أنه غير خاضع وفقًا لذلك الميزان؟

لابد أن يكون محددًا، إن تحديد مفهوم مصطلح (الأدب الإسلامي) غير واضح كما قال الدكتور إبراهيم أبو عباة: إذا عرض علي بيت أو عرض على أي متخصص بيت من الشعر بحيث يقول: إن هذا البيت مكسور أو غير مكسور، يستطيع رأسًا أن يقول: التفعيلة هنا فيها خلل، معنى البيت غير صحيح غير مستقيم من الناحية الفنية أو الناحية العروضية، كذلك من الناحية الفنية أو الناحية العروضية، كذلك الحقيقة من الناحية الإسلامية ينبغي أن تكون الصورة عندنا واضحة، هل هذا البيت الذي قاله الشاعر سواء في الماضي أو الحاضر أستطيع مباشرة بعد سماعي للبيت أن أصنف هذا البيت أو أصنف هذه القصيدة فأقول: قصيدة إسلامية أو قصيدة غير إسلامية) ا.هـ.

نعم.. كان هذا التنظير للأدب الإسلامي من قِبل أبرز أساطينه وأعلامه، والنتيجة النهائية لهذه المناظرة التاريخية ما طرحه الدكتور إبراهيم أبو عباة أن (الأدب الإسلامي) مصطلح ليس له ميزان يميزه عن الأدب غير الإسلامي.

الميزان:
إذا تناولنا نصًا من النصوص الشعرية فكيف نصنفه بين المدارس الشعرية؟
أنواع النصوص الشعرية:
1. نص سليم الشكل والمضمون، ولكن لا يحمل رسالة.

2. نص سليم الشكل والمضمون ويغلب نزعة الخيرية في نفسه على الشر.

3. نص سليم الشكل والمضمون، ويدفع الحياة للارتقاء بالقيم العليا، والنفس الإنسانية إلى حب الحق والخير والسلام.

هذا النوع الثالث هو الأدب القائد.

ولنأخذ نصًا تطبيقيًا على هذا الأدب.


[1] السيرة النبوية أ. د. مهدي رزق الله أحمد ط2 ص 128.


[2] البداية والنهاية لابن كثير ج 15 ص 182 بتحقيق لعبد الله التركي.

[3] ديوان همسة شعر أحمد الخاني 93 صـ 17 ط 1.

[4] ديوان: على جناح النادية د.محمود الحليبي ط1.

[5] ديوان مجنون ليلى بتحقيق عبد الستار أحمد فراج نشر ومتبة مصر ص 226.

[6] شعراء عرفتهم أحمد الخاني ط 1 صـ 158.

[7] ديوان: عندما ينعس القمر؛ أحمد الخاني ط. 1.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 99.95 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]