أثر آي القرآن على قلب الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2022, 01:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي أثر آي القرآن على قلب الإنسان



أثر آي القرآن على قلب الإنسان (1)









كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهنيئًا لمن كان صاحبه القرآن فكان ملازمًا لصحبته في شغله وفراغه، في خلوته واجتماعه، في مرضه وصحته، فالقرآن خيـر صاحب ومؤنس لصاحبه.

فالقرآن ينوِّر لصاحبه طريقه، ويؤنسه في وحدته؛ فلا يشعر بضيق في صدره، ولا اضطرابًا وقلقًا، لا يشعر بملل ولا بغربة وعزلة؛ يرى انشراحًا في صدره، وسرورًا وسعادة وطمأنينة في قلبه.

فالقرآن مُجلي للأحزان ومُذهب للهموم والغموم، لا يتخلى القرآن عن صاحبه في أشد الأحوال وأصعبها، لا ينسى صاحبه ولا يغفل عنه؛ فإنه يعطيه ويمنحه بلا مقابل ينتظره.

انظر كيف ينتظر القرآن صاحبه عندما ينشق عنه قبره ليطمئنه ويُفرحه ويُزيل عنه كربه.

فالقرآن يعطي صاحبه قوة في بدنه، نضارة في وجهه وسرورًا وغبطة في قلبه، ويُوسع له الرزق ويُطيب له العيش.

فالقرآن يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة.

فيقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها، فهو في صعود طالما يقرأ: "هذًّا كان أو ترتيلًا"، وانظر إلى ابن أبزى أين وضعه القرآن في الدنيا؟!

يذكر عمرو بن واثلة: "أن نافعَ بنَ عَبدِ الحارثِ لقيَ عُمرَ بنَ الخطَّابِ بعُسفانَ، وَكانَ عمرُ استَعملَهُ على مَكَّةَ، فقالَ عُمَرُ: منِ استَخلفتَ على أَهْلِ الوادي؟ قالَ: استَخلفتُ علَيهم ابنَ أُبزى، قالَ: ومنِ ابنُ أُبزى؟ قالَ: رجلٌ مِن موالينا، قالَ عمرُ، فاستخلفتَ عليهم مولًى؟ قالَ: إنَّهُ قارئٌ لِكِتابِ اللَّهِ تعالى، عالمٌ بالفرائضِ، قاضٍ، قالَ عمرُ: أما إنَّ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: إنَّ اللَّهَ يرفعُ بِهَذا الكتابِ أقوامًا، ويضعُ بِهِ آخرينَ" (رواه مسلم، وابن ماجه واللفظ له).

كل من اقترب من القرآن اكتسب من خصائصه: فالقرآن خيـر صاحب، وخيـر جليس؛ يمنح صاحبه الذي هو صاحَبَهُ جوامع الكلم، يعطيه ويعلمه الحكمة والرشد في الأمر، يؤتي صاحبه العلم، ويؤتيه الحلم والصبر، والرفق والرحمة، وحسن الخلق، وطهارة القلب ونقاؤه، وحب الخيـر للناس جميعًا، يُعلم صاحبه العفو والصفح الجميل، وأن يدرئ بالحسنة السيئة، يعطيه الوقار والسكينة.

القرآن يعلمنا كيف نصاحبه ونلازمه: فمن بداية مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان الأمر بقيام الليل للاستذكار والمعاهدة لآيات الله التي أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينـزل بعد إلا القليل، ولكن كان المطلوب المداومة والملازمة لآيات الرحمن لتدبرها والعمل بمقتضاها، "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلًا . نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً . إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا"، "وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُودًا".

ملازمة ومصاحبة القرآن ليلًا ونهارًا: "أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا".

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحب القرآن: "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُهْلِكُهُ في الحَقِّ، فقالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ" (رواه البخاري).

مجالسة أهل القرآن ومدارسة القرآن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ" (رواه مسلم).


وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-04-2022, 12:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان

أثر آي القرآن على قلب الإنسان (2)



كتبه/ سعيد السواح



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

القرآن وشفاعته لأصحابه:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ" (رواه مسلم).

وقال صلى الله عليه وسلم: "الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ" (رواه أحمد، وصححه الألباني).

أهل القرآن هم أهل الله وخاصته؛ فمن يكونون؟!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما" (رواه مسلم).

فأهل القرآن وصاحب القرآن هو مَن يعمل بما في كتاب ربه فمَن حفظ القرآن وإن كان عن ظهر قلب، ولكنه لا يعمل بما فيه؛ فهذا ليس من أهل القرآن، وليس بصاحب القرآن، كيف يكون صاحبًا للقرآن وقد ضيَّع حدوده؟!

انظر إلى هذا الأثر يرويه لبيد بن زياد رضي الله عنه: قال لبيد ابن زياد رضي الله عنه: "ذَكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ شيئًا، فقالَ: ذاكَ عندَ أوانِ ذَهابِ العِلمِ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ يَذهبُ العلمُ، ونحنُ نَقرأُ القرآنَ، ونقرئُهُ أبناءَنا، ويقرئُهُ أبناؤُنا أبناءَهُم إلى يومِ القيامةِ؟ قالَ: ثَكِلتكَ أمُّكَ زيادُ إن كُنتُ لأراكَ مِن أفقَهِ رجلٍ بالمدينةِ، أوليسَ هذِهِ اليَهودُ والنَّصارَى، يقرءونَ التَّوراةَ، والإنجيلَ لا يعمَلونَ بشيءٍ مِمَّا فيهِما" (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

- القرآن وهداية القلب وهداية الطريق:

فالقرآن هو دليل المسلم في سيره على طريق ربه المستقيم، "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" (الإسراء:9)، "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى" (طه:123)، "وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ" (التغابن:11).

لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم!

أما فكرت يومًا؟!

هل فكرت يومًا في قلبك؟

هل تحسسته؟

هل تراه يرق عند سماع الآيات؟

هل ترى الحياة تسري في قلبك عند سماع القرآن؟

هل تمل عندما تقرأ في كتاب ربك؟

هل تمل عندما تستمع إلى آيات الرحمن؟

"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" (الزمر:23).

نحن نحتاج إلى طهارة النفوس قبل قراءة النصوص، فلتفسح الطريق للقرآن ليسكن قلبك، وأزل الحواجز التي صنعتها فحجبت عنك كلام ربك العزيز الوهاب؛ "ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ" (رواه البخاري).

ما نحتاجه؟

نحتاج إلى دراسة وافية متأنية لسور وآيات القرآن، فنحن في عصرٍ ظهر فيه الجهل وقلَّ فيه العلم، وقل من يقبل أو يطلب العلم، ولقد ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها فقالَ لَهُ صِلةُ: ما تُغني عنهم: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهُم لا يَدرونَ ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ ردَّها علَيهِ ثلاثًا، كلَّ ذلِكَ يعرضُ عنهُ حُذَيْفةُ، ثمَّ أقبلَ علَيهِ في الثَّالثةِ، فقالَ: يا صِلةُ، تُنجيهِم منَ النَّار ثلاثًا" (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).


وللحديث بقية إن شاء الله.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-04-2022, 02:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان

أثر آي القرآن على قلب الإنسان (3)



كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
النبي صلى الله عليه وسلم ومدارسة القرآن:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ؛ فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"؛ ولذا كانت وصيته صلى الله عليه وسلم لنا: "تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها".

وقال صلى الله عليه وسلم: "بِئْسَ ما لأحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ واسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ، فإنَّه أشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ"، وقال: "إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ، كَمَثَلِ صاحِبِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ".

كونوا علماء وحكماء وفقهاء؛ فلقد أوصانا الله تعالى فقال: "وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ".

خيركم من تعلم القرآن وعلمه:

الطريق المبسط الميسر في تعلُّم القرآن كما في إرشاد رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام: قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟"، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: "أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ" (رواه مسلم).

كيف النظرة إلى القرآن؟!

القرآن هو رسالة الله إلينا، والغرض من الرسالات: إنقاذ الإنسان وانتشاله من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الحق المبين، "قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، "فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا . رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا".

فالقرآن هو النور الذي أنزله الله تعالى لعباده؛ ليضيء لهم طريقهم في الحياة، ويكشفه لهم؛ حتى لا يضلوا الطريق: "وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ".

"خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون": وهذا يتطلب القراءة التدبرية للآيات للوقوف على دلالاتها، وكذا ما يستفاد منها من حِكَم وأحكام وإرشادات؛ لننطلق من فورنا إلى التطبيق والعمل.

فنريد أولًا أن نُكَوّن صورة ذهنية مجملة لكلِّ سورة من سور القرآن، ونرى أثر هذه السورة واضحة علينا في سلوكياتنا وأحوالنا، وكل جوانب حياتنا؛ بالإضافة إلى الوقوف على ما يُستفاد من السورة من دروس نُقَوّم بها أعمالنا وأقوالنا وأحوالنا.

فما من سورة من سور القرآن إلا وينبغي أن نرى أثرها على حياة المسلم؛ سواء في قوله أو فعله أو سلوكه، وهذا يتطلب أن نضع خُطة لطريقة التعامل مع السورة وكيف نقرأها، وكيف نتعامل مع آياتها، ولا ننتقل إلى غيـر السورة إلا بعد تَشَرُّب القلب لموضوعات السورة، وتثبيتها وترسيخها داخل نفوسنا؛ لِتُحَوّل إلى سلوكٍ مرئي في واقع حياتنا.
وللحديث بقية إن شاء الله.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-04-2022, 06:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان



أثر آي القرآن على قلب الإنسان (4)









كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان:

لا نقصد أن البصمةَ التي نذكرها لأي سورةٍ لا نجد غيرها، بل بصمات أي سورة قد لا نقوى على إحصائها، ولكن ما أردناه من هذه التذكرة ألا نفوت سورة من سور القرآن إلا بعد رؤية أثرها علينا في سلوكياتنا أثرًا واضحًا ملموسًا، وقد يقول قائل: إن سورة (كذا) أرى أن البصمة الواضحة (كذا) غيـر ما ذكرتَ؛ فلا خلاف أو اختلاف إنما كانت محاولة للتنبيه كيف نستفيد من أي سورة من سور القرآن.

- بصمة سورة الفاتحة: علمتني أن أبحث عن الصحبة الصالحة الذين أنعم الله عليهم بطاعته: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ".

- بصمة سورة البقرة: علمتني أن أجد لنفسي شعارًا أسير به في حياتي: "أسلمت لرب العالمين"، "وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ".

- بصمة سورة آل عمران: علمتني أن أعلن عن منهجي في الحياة، "ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين".

- بصمة سورة النساء: علمتني أن يكون زادي في الحياة "تقوى الله": "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله"؛ وصية الله للأولين والآخرين.

- بصمة سورة المائدة: علمتني أن أكون صادقًا بمعناها الشامل: "قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ"، والطريق إلى ذلك: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ".

- بصمة سورة الأنعام: (أحبك ربي) غاية أريد أن أصل إليها، فهذه السورة عرفتني على ربي الذي أعبده، "أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ".

- بصمة سورة الأعراف: من هنا ننطلق إلى الحياة: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، زادك في الرحلة: "وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ".

النموذج المراد الوصول إليه: "إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ".

- بصمة سورة الأنفال: عدم الفرار من الميدان ومواجهة أهل الباطل؛ فلا يصلح أن تترك لهم الميدان ليعيثوا في الأرض فسادًا، ولماذا الفرار؟! أمن أجل الحياة؟! أي حياة تطلب؟! حياة ذل وهوان، فلتراجع نفسك.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".

- بصمة سورة التوبة: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ"، "مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ".

- بصمة سورة يونس: الثبات حتى الممات فلا يأتيك الموت إلا وأنت على الطريق وعلى المنهج، والمسألة شاقة ومجهدة؛ فلتشمر عن ساعد الجد والاجتهاد، ولتواصل ليلك بنهارك؛ فطالب الجنة لا ينام، والفار من النار لا ينام، "وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ".

- بصمة سورة هود: الملازمة بين الاستغفار والتوبة يأتي معهما خيري الدنيا والآخرة: "وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى"، "وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ".

- بصمة سورة يوسف: التقوى والصبر سبيلا النجاة، وسبيلي لكي أكون عبدًا صالحًا: "إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".

- بصمة سورة الرعد: المجاهدة للوصول: "وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ".

- بصمة سورة إبراهيم: الدعاء منحة الرحمن، لا شقاء مع الدعاء، أن تفقه ماذا تريد؟ حدد ثم ادعُ: "وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا".

- بصمة سورة الحجر: احفظ الله يحفظك: "هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ . إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ".

- بصمة سورة النحل: عبادة غائبة، إحصاء وعد نعم الله تعالى، ورؤية القلب لها وعدم الغفلة عنها توصلك إلى شكر ربك وعبادته، "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ".

- بصمة سورة الإسراء: مد العلاقة بيني وبين القرآن؛ فهو الصاحب الذي لا يستغنى عنه ليلًا ونهارًا، وتمتين هذه العلاقة حتى لا أفارقه ولا يفارقني، "وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا"، "أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا . وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُودًا".

- بصمة سورة الكهف: احرص على الصحبة الصالحة، ولا تتعداهم ببصرك، "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا"، "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا".


وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-04-2022, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان



أثر آي القرآن على قلب الإنسان (4)

القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان (2)









كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

بصمة سورة مريم:

الغيرة على التوحيد، فلا تطيب الحياة للمسلم والشرك ما زال قائمًا في حياة الناس: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا . تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا . أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا"، وهذا قول ما زال قائمًا في حياة الناس.


بصمة سورة طه:

المسارعة والمبادرة لفعل ما يحب ربي ويرضاه، بلا تسويف أو تكاسل: "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"؛ فعليك بعلو الطلب والمنزلة، فبصرك لا يُصرف عن السماء، وعن الدرجات العلى.

"(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى . وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى".

بصمة سورة الأنبياء:

مقدمات لاستجابة الدعاء وللولاية: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"، "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ".

بصمة سورة الحج:

عناصر الفلاح في الدنيا والآخرة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ".

بصمة سورة المؤمنون:

الإيمان قول وعمل، والطريق لأن أكون مِن ورثة جنة النعيم بتفعيل الإيمان وترجمته بالعمل الصالح: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ . أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".

بصمة سورة النور:

لا بد أن أحدد ما السبيل الذي يوصلني إلى هذا النور: "وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ".

بصمة سورة الفرقان:

رأيت فيك القرآن: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا . وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا . وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا . إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا".

بصمة سورة الشعراء:

فالقلب هو التربة التي لو نزل فيها القرآن وآياته لأثمرت: "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ".

بصمة سورة النمل:

رؤية النعم دومًا، وعدم الغفلة؛ مما يعين على الاستمرارية والاستدامة على شكرها: "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ".

بصمة سورة القصص:

كيف تستعمل عطايا ربك في شكره وعبادته، وألا تعين أهل الباطل على باطلهم: "تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ".

بصمة سورة العنكبوت:

لا إيمان بلا امتحان واختبار (سنن كونية): "الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".

بصمة سورة الروم:

إن المسلم حقيقة هو مَن أنصت بكلِّيته إلى آيات ربه، وتدبَّرها ثم فَعَّل ذلك في حياته وواقعه: "فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ . وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ".

بصمة سورة لقمان:

مراقبة العبد لربه في أقواله وأفعاله، وحركاته وسكناته، فأنت تعامل مَن لا تخفى عليه خافية، يعلم ما نبديه وما نكتمه، فاحذره على نفسك: "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ".


بصمة سورة السجدة:

إن منتهى الإجرام أن تتعامل مع آيات ربك بالاستخفاف، واللامبالاة الذي صورته الإعراض، وكأنك لم تسمعها: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ".

وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-05-2022, 12:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان



أثر آي القرآن على قلب الإنسان (5)

القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان (3)









كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

بصمة سورة الأحزاب:

فمن مظاهر رحمة الله بنا أنه لم يغلق الباب دوننا، فما زال الباب مفتوحًا ينتظر مَن يلج: "مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيمًا".

بصمة سورة سبأ:

إن العمل الجاد يوصل الإنسان إلى النتيجة التي يسعى إليها، وأن العمل الجاد هو المبني على تخطيط سليم وصحيح: "وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ . وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ".

بصمة سورة فاطر:

فقد انقطع عذر الإنسان فما له من عذرٍ يعتذر به أنه ما كان يعلم؛ كيف، وقد تسلمت كغيرك نسخة كاملة من كتاب ربك؟! "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ".

بصمة سورة ياسين:

انتبه فخطواتك محسوبة عليك، فانظر ماذا خلَّفت من بعدك من خير أو شر، فإنه مكتوب عليك، فيموت الإنسان، ولكن ما زال أثره حيًّا من بعده يكتب عليه، فانتبه: "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ".

بصمة سورة الصافات:

كتب الله أن تكون الغلبة والنصرة لعباد الله المخلصين الأتقياء الأولياء مهما طال الزمن، فجعل الله العاقبة للمتقين، فإن تأخر النصر؛ فلتراجع نفسك: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ . وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ).

بصمة سورة ص:

مِن نِعَم الله وحفظه للإنسان أن يصرفه عن السوء والسيئات، وأن يصرف عنه الصاحب السوء، فالصاحب ساحب، فعلمتني أن أديم النظر في الصحبة من حولي حتى لا أوخذ إلى مكانٍ سحيقٍ: "فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ . أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ".

بصمة سورة الزمر:

تحدد لنا سبيل التائبين، وإن التوبة ليست إقلاع عن ذنب والندم على الفعل والعزم على عدم العود فحسب، ولكن صدق التوبة يتطلب تصحيح المسار وتصحيح ما أفسد، والتقييم الدائم لخطاه بناءً على المنهج: "وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ . وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ".

بصمة سورة غافر:

لا تخاف ولا ترهب إلا مِن الله الواحد القهار، فمقاليد الأمور وتصريفها بيده وحده، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك، فلن تلحقك أدنى مضرة، ولو كان معهم من القوة ما لا يستطيع أحدٌ أن ينازعهم أو يجابههم، فليطمئن قلبك ولتسكن جوارك، "فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ".

بصمة سورة فصلت:

عظمة هذا الكتاب الذي اصطفانا الله واجتبانا عليه، وأنه لا سبيل للتمكين إلا بتفعيله في واقع حياتنا قراءة وتدبرًا وفهمًا وعملًا، والكفار يعلمون ذلك؛ ولذلك سعوا بكل حيلة ووسيلة لإبعادنا عن مصدر عزنا وشرفنا حتى نكون طعمة سهلة في أيديهم، "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ".

بصمة سورة الشورى:

القرآن هو الحياة، هو الروح التي لو نزعت مات الإنسان، وهو مصدر العلم والتعلُّم؛ مَن حرم القرآن فقد حرم، ولا سبيل للتعرف على ما كُلفنا به من إيمان وأحكام إلا من خلال القرآن، فالحمد لله على نعمة القرآن، اللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ويسِّر لنا فهمه والعمل به، واجعلنا من أهله: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".


بصمة سورة الزخرف:

فلتقبض على مصحفك فهو سبيلك للنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة؛ عض عليه بالنواجذ، واستقم على أمره حتى تلقى ربك: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-05-2022, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان

أثر آي القرآن على قلب الإنسان (6)

القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان (4)


كتبه/ سعيد السواح



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


بصمة سورة الدخان:

هل تعرفك السماوات والأرض ومَن فيهن؟

وهل سيبكون لفراقك؟

هل يعرفونك بتلاوتك للقرآن، وذكرك وتسبيحك للواحد المنان أم لا يحزنون لفراقك؛ فقد استراح منك البلاد والعباد والشجر والدواب؟ "فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ".

بصمة سورة الجاثية:

هل أنت هذا الرجل الذي توعده خالقه بالذل والهوان والصغار؟

فطريقتك في التعامل مع كتاب ربك هو الذي يحدد وصفك، فانتبه! "وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ".

بصمة سورة الأحقاف:

نتأمل جيدًا في قصة الجن، وفي طريقة سماعهم واستماعهم لآيات الرحمن وما القرار بعد الاستماع لنتعلم أن المسألة لا تتوقف على الاستماع فقط، ولكن ما بعد الاستماع؟ ما المطلوب تنفيذه؟ (الالتزام الشخصي، ودعوة الآخرين)، "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ . يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ".

بصمة سورة محمد:

تعاهد الإيمان وتجديده، ومعرفة الله حق المعرفة تتطلب الوقوف الصحيح على عبودية ربي (الله)، بمقتضى أسمائه وصفاته والوقوف على عبودية كلِّ اسم من أسمائه، وكل صفة من صفاته والتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته؛ ليغفر لنا الذنب، ويتقبلنا في عباده الصالحين، "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ".

بصمة سورة الفتح:

وما يعلم جنود ربك إلا هو؛ فأصلح العلاقة التي بينك وبين ربك يصلح لك العلاقة التي بينك وبين الكون، فلا تخشَ ولا ترهب إلا الله، ولا تعبد إلا الله؛ فمعك القوة التي لا تُغلَب ولا تُمانَع، "وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا".

بصمة سورة الحجرات:

التصحيح والتصويب لا نتعلمه إلا مِن كتاب ربك؛ فليس كل ما ادَّعاه الإنسان كان صحيحًا إلا ما وافق منهج ربه، فنحتاج إلى المراجعة الدائمة للقيم والمفاهيم والمعايير قبل أن ننطلق إلى العمل، "قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ".

بصمة سورة ق:

لو قيل للإنسان: اكتب كل ما تتكلم به، ولا تتكلم إلا بما تكتب؛ لوقف الإنسان عن الكلام وصَمَت، ولو قيل: انظر فيما كُتِب عليك من كلماتك في دواوينك؛ لرأى من كلماته ما يستحيي منه، ولو استحضر الإنسان رقابة الله له لدقق النظر فيما يتكلم به، "إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".

بصمة سورة الذاريات:

لا تنسَ الغاية التي خلقك الله من أجلها؛ فلا تنشغل بالعوارض عنها، فرزقك مضمون عند خالقك فلا تجزع، ولا تخشَ فواته؛ فلا بد من التقييم الدائم لمدى تحقيق المهمة التي خُلِقتَ لها، ولا يأمن الإنسان على نفسه الانحراف عنها، فكان لا بد من المراجعة والفرار إلى الله؛ مخافة عقابه وعذابه، "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ".

بصمة سورة الطور:

قد ينتفع الإنسان في دنياه بقرابته ويستقوي بهم، ولكن في الآخرة لا ينفعك إلا عملك؛ فعملك هو نسبك الحقيقي، فلتدم النظر فيما ادَّخرت من أعمال، هل توصلك إلى المنزل؟! "كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ".

بصمة سورة النجم:

انتبه إلى اتجاه بصرك؛ فلا تصرفه تجاه الدنيا وأهلها، فتنشغل بها عن طلب الآخرة، وتذكَّر دومًا أن الآخرة خير وأبقى، وهذا ما ينبغي أن تراه عيناك، ويستقر في قلبك ووجدانك؛ فكن من أبناء الآخرة، ولا تكن من أبناء الدنيا فتندم، "فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدَى".

بصمة سورة القمر:

هل فعلًا تشعر بدنو الأجل وقرب رحيل الدنيا، وقرب الرحيل عنها؛ فهذا شعور يولِّد طاقة إيجابية نراها في الاجتهاد في العمل، وعدم إهدار اللحظات فإنه مَن طلب الراحة (الجنة) ترك الراحة في الدنيا؛ فاحذر الغفلة فإنه داء مهلك؛ أهلك مَن كان قبلنا، "اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ . وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ . وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ . وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ . حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ".


وللحديث بقية إن شاء الله.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-06-2022, 11:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان



أثر آي القرآن على قلب الإنسان (7)

القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان (5)









كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- بصمة سورة الرحمن:

مِن أجلِّ نعم الله على عبده أنه علَّمه القرآن؛ فجعله ميسرًا في قراءته، وفي حفظه، وفي دراسته، وفي فهم معانيه، وفي العمل به، ومَنَّ الله على الإنسان أن علَّمه البيان؛ ليعبِّر عما في نفسه ويُفهم عنه، كما قال تعالى: "الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الإِنسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ".

- بصمة سورة الواقعة:

نتعلم منها علو الهمة، فالسابق في الدنيا إلى فعل الخيرات والطاعات هو الأسبق إلى الدرجات العلا والنعيم المقيم في الآخرة، ولا تنال المنزلة بالتشهي والتمني، ولكن بالعمل الدؤوب، فسابق وسارع فالفرصة متاحة لكل مجتهد، فاحجز مكانك، "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ . فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ . وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ".

- بصمة سورة الحديد:

كل شيء بقَدَر، فما يلاقي الإنسان في حياته؛ سواء في نفسه أو ماله أو ولده، أو زوجه، أو آبائه، وأحبابه كل ذلك مقدَّر عليه، ومكتوب في اللوح المحفوظ قَبْل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ فلا أبالي على أي حالة أصبحتُ، على ما أحب أو على ما أكره، فإني لا أدري الخيـر فيما أحب أو فيما أكره، "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ".

- بصمة سورة المجادلة:

المودة القلبية لا تتجه لكافرٍ مهما كانت درجة قرابته -ولا بأس أن أعامله بالحسنى طالما لم يطعن في ديني-، وهذه علامة صحة القلب وسلامته؛ فلتحافظ على قلبك وسلامته، ولا تدنسه بأن تحمل في طياته مودة لكافر، "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ".

- بصمة سورة الحشر:

لا تغفل عما قدَّمت في أيامك السابقة، فإن غفلت فلست بمغفول عنك، واعلم أن ربك أحصى عليك كل صغير وكبير؛ فقد أوكل بنا ملائكة يحفظون علينا أعمالنا، ولا يخطئون؛ لا بالزيادة أو النقصان؛ فلتدم النظر في دواوينك في محاولة لتصويب الأخطاء ومحو التقصير قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ".

- بصمة سورة الممتحنة:

لا تجامل أحدًا على حساب دينك؛ فلن ينفعك أحدٌ عندما تقف بين يدي الله تعالى منفردًا، لا تجد مَن يساندك أو يدافع عنك إلا ما قدمت من أعمال صالحة خالصة لربك العزيز القهار، "لَنْ تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".

- بصمة سورة الصف:

انتبه واحذر أن يخالف فعلك قولك؛ فهذه سمة المنافق، ويكفي أن ربك الذي خلقك ورزقك ومَن تعول، يمقت ذلك؛ فاحذر أن يخالف قولك فعلك، وأن يخالف ظاهرك باطنك، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ(2)كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ".

- بصمة سورة الجمعة:

كن من هؤلاء الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله؛ فلا تنشغل بدنياك عن عبادة ربك، فما عند الله لا يُنَال إلا بطاعته، فإذا حل وقت الطاعة؛ فلتنفض يديك من الدنيا، ولتقبل بكليتك على طاعة ربك الرزاق ذو القوة المتين، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ . فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

- بصمة سورة المنافقون:

احذر أن تنشغل بعطايا ربك عن المعطي الوهَّاب؛ فتخسر دنياك وأُخراك، ولا تنسَ فضلَ الله عليك الذي أعطاك ومنحك من غير حول منك ولا قوة، ولتعمل ليوم تشخص فيه الأبصار، ولتخبئ من العمل الصالح ما ينجيك في هذا اليوم العصيب، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ . وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".

- بصمة سورة التغابن:

كن مسبِّحًا لربك منزِّها له عن الآفة والعيب، منزهًا له عن الصاحبة والوَلَد، وعن أن يكون له شريك في ملكه؛ فهو الخالق الموجِد سبحانه، لا تخفى عليه خافية من أمركم؛ صغيرًا كان أو كبيرًا، فقد أحاط بكل شيء علمًا، يعلم سركم وجهركم، ويعلم ما تكسبون؛ فإياه فارهبون، وإياه فاتقون، وإياه فخافون، "يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ . يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18-06-2022, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان

أثر آي القرآن على قلب الإنسان (8)

القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان (6)








كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

بصمة سورة الطلاق:

إن كنت تشتكي همًّا وكربًا وضيقًا في العيش والحياة، وصعوبة في حياتك وأمورك؛ فالعلاج هو في أن تتقي الله ربك؛ ليجعل لكَ مِن كلِّ همٍّ فرجًا، ومِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ويفتح الله لك مِن أبواب الرزق الذي لم يكن في حسبانك، وييسر لك أمري الدنيا والآخرة، مع تكفير سيئاتك، ويسكنك فسيح جناته، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا".

بصمة سورة التحريم:

كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ فلا تنشغل بدنياك عن المطلوب، فأنت مسئول عن إنقاذ نفسك، وإنقاذ مَن تعول مِن النيران؛ فلا تتنصل من ذلك، أو تغفل وتنشغل عن هذه المهمة بغيرها، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ".

بصمة سورة الملك:

الماء هو مادة الحياة، وهو مِن نِعَم الله على جميع مخلوقاته، فلو رفع الماء لتلاشت كل مظاهر الحياة، فلا يتصور حياة بلا ماء، بل لو رفع الماء العذب، وأبقي الأجاج ما استطعنا أن نعيش على هذه اليابسة، ولو رفع الماء وغاض في أعماق الأرض؛ لعجزت البشرية عن الإتيان به، فاشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون، "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ".

بصمة سورة القلم:

الداعي إلى الله لا بد أن يتحلَّى بالصبر الجميل، ولا يضيق صدره من قِلَّة المستجيبين؛ فينقطع عن دعوته، ويدعو على مَن لم يستجب له بالهلاك، والداعي إلى الله يعرف بين الناس بخلقه القويم؛ فسلوكياته ما هي إلا ترجمة عملية للمنهج الذي يدعو إليه، "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ".

بصمة سورة الحاقة:

الاستعداد الجاد ليوم الحساب؛ فالإيمان بالله واليوم الآخر يتطلب ألا يغيب عن نظر المؤمن وقوفه بين يدي ربه وسؤاله، ولا يغيب ما أعدَّ الله لمَن أطاعه مِن نعيم مقيم؛ ليكون بمثابة الحافز على الاستمرارية، والثبات على الطريق والمنهج حتى يلاقي ربه، "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ".

بصمة سورة المعارج:

فالإنسان ما ينبغي أن يغفل عن رؤية نفسه وما جُبِل عليه من صفات مذمومة، والمطلوب تبديلها بصفات محمودة؛ فلينشغل بنفسه وحاله لا بغيره، فلتبحث عن نفسك وعن سبيل النجاة، وكيف السبيل لأن أكون مِن عباد الله المكرمين، "إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلاَّ الْمُصَلِّينَ".

بصمة سورة نوح:

الداعي إلى الله لا يكل ولا يمل من دعوة الناس إلى ربهم المعبود وعبادته وتوحيده، ولا ينتظر الناس ليأتوا إليه، بل يغشاهم في أماكنهم ونواديهم، وأماكن تجمعاتهم في كلِّ وقتٍ؛ صباحًا كان أو مساءً؛ فقد أوقف وقته لله تعالى، فيستعمل كل الوسائل الدعوية المشروعة لتعريف الناس بمعبودهم الحق، وما له من حقوق، "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا . فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا . وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا . ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا . ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا".

وللحديث بقية إن شاء الله.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-07-2022, 01:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر آي القرآن على قلب الإنسان



أثر آي القرآن على قلب الإنسان (10)

القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان (7)








كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- بصمة سورة الجن:

يلزم المؤمن أنه متى سَمِع الهدى أن يؤمن مِن فوره بلا تأجيل أو تسويف، وهذا ما يتميز به المؤمن عن غيره؛ فهو لا يتأخر عن مهمته، "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا".

- بصمة سورة المزمل:

ليلك كيف أنت فيه؟ قرآنك كيف تتعاهده؟ فالمؤمن يُعرف بليله إذا نام الناس، "قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلًا . نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"، "فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ".

- بصمة سورة المدثر:

الإنسان لا يبحث عن الأمور التي توصله إلى الجنة فقط، ولكنه ينبغي أن يتجنَّب الأعمال والأقوال التي توصل إلى النار؛ فلا بد من التعرف عليها ليجتنبها، "مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ . وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ . حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ".

- بصمة سورة القيامة:

مراجعة ما نتبناه من أفكار ومفاهيم، ومحو الأفكار والمفاهيم الخاطئة والفاسدة؛ فقد يشكك الشيطان الإنسان في البعث، فيقع في نفسه استبعاد أن الله يبعث عباده بعد فنائهم فيستحيل ذلك في نفسه، "أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى . أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى . أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى".

- بصمة سورة الإنسان:

فلترِ قلبك الجنة والنار رأي العين، وترى أثر هذه الرؤية في استقامتك على منهج ربك، ولا تحيد عن الطريق؛ فالله تعالى من رحمته أرانا المآلات حتى نكون على بصيرة مِن أمرنا، وينقطع العذر، "إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلًا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا . إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا . عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا . يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا . وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا . إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا . فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا . وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا".

- بصمة سورة المرسلات:

إذا أقسم الرحمن فلتدقق النظر في المقسم عليه، ولتقرأ رسالة ربك إليك وارعها انتباهك، فهل أنت على يقينٍ جازمٍ من بعث الله لك للحساب والجزاء؟ "وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا . فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا . وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا . فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا . فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا . عُذْراً أَوْ نُذْرًا . إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ".

- بصمة سورة النبأ:

المبادرة بالعمل الصالح؛ فقد اقترب الوعد الحق، "ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا . إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا".

- بصمة سورة النازعات:

كل مقدمة لها نتيجة والنهايات تحدد بالبدايات، "فَأَمَّا مَنْ طَغَى . وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى . وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى".

- بصمة سورة عبس:

على المرء أن يتقوى بعمله الصالح لا بغيره من الأهل والأحباب، فلن يدفع عنك عند ربك يوم القيامة إلا هو؛ فلا بيع ولا خلة، ولا شفاعة، "فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ . يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ".

- بصمة سورة التكوير:

فليطمئن قلبك إلى كتاب ربك؛ فلا تدع فرصة أن يشكك فيه أحدٌ؛ فانظر إلى السند المتصل وانظر إلى حملته، "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ . مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ . وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ . وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ . وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ . وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ".

- بصمة سورة الانفطار:

معك مَن لا يفارقك؛ فأكرم الرفقة، وكن خير صاحب ورفيق، ولتراجع ما كتب لك وعليك، فما زلت في الفرصة للتصحيح والتصويب، "عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ"، "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ".

- بصمة سورة المطففين:

إن ضعفَ اليقين بالآخرة وغياب رؤية الآخرة وتغييبها عن الوعي يُرى في فساد السلوكيات؛ ففساد العقيدة خاصة في اليوم الآخر منتج لسلوكيات منحرفة، وأعمال على خلاف المنهج، "وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ . الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ . أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ".

- بصمة سورة الانشقاق:

الخضوع والانقياد والاستسلام التام للقرآن وأن العبودية لله وحده، "فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ . وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ".

- بصمة سورة البروج:

إن انتصارَ المنهج يكون بالثبات على المنهج وعدم الانحراف عنه؛ فحتى لو سُلِّط أهل الباطل على أهل الحق فقتلوهم وسجنوهم، وضربوهم ونفوهم، لكنهم لن يستطيعوا نزع ما في صدورهم من إيمان، وإذا ماتوا يموتون على الحق، ولا يتخلون عنه؛ حتى لو كلفهم ذلك تخليهم عن الحياة، "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ . الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".


- بصمة سورة الطارق:

هل عندك ما تخبأه في نفسك وتخشى أن يطلع عليه الناس؟! إن بحثت ستجد لا محالة، ففي لحظة صدق مع نفسك حاول أن تتخلص من السيئ في أفعالك وسلوكك، وقولك وخواطرك قبل يوم العَرْض على ربك الذي لا تَخْفَى عليه خافية، "يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ . فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ".

وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 168.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 162.26 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]