أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216056 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859569 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393926 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 31-03-2024, 01:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


التعامل مع الأطفال في رمضان
أ.د. راشد السهل
(21)
بسم الله الرحمن الرحيم
تغريدات الأستاذ الدكتور راشد السهل أستاذ علم النفس التربوي عن :

" التعامل مع الأطفال في رمضان "

** رمضان فرصة ذهبية لتعليم الطفل الكثير من العبادات كالصيام والصلاة وقراءة القرآن،

** اصطحبوهم معكم، الأطفال يتعلمون بالمشاهدة والممارسة

** الاسلام دين عظيم يراعي الحالة العقلية والنفسية والجسمية للمسلم، لذلك يتدرج بالتكاليف،

** فهم نمو طفلكم يتقبل توجيهاتكم ويصوم معكم

** في رمضان يتغير النشاط في البيت ويتغير نظام الطعام وغالبا النوم، ا
طلبوا من أطفالكم مشاركتكم وحددوا لهم واجباتهم،

** يستمتع الاطفال بالتكاليف

** صفات طفل ٦-١٢ سنة في رمضان

• قادر جسميا على الصيام
• نفسيا التدرج أفضل
• تقليده لوالديه كب
ير
• يصوم لكسب ود أهله
• يصوم ليقال عنه صائم

** أخطاء مع طفل في رمضان

• إجباره على صيام
• تجاهل صيامه
• غيرك يصوم احسن منك
• تهديده إن لم يصم
• تركه بدون معلومات عن الصيام

** لتعليم الطفل في رمضان

• حدد له التصرف المطلوب (دعاء مثلا)
• تعليمات واضحة
• ابتسامة ومكافأة عند التطبيق
• سؤاله عن حاله
• كن له قدوة حسنة

** كلمات لتشجيع طفل في
رمضان، قل له

• انا فخور بصيامك
• ما شاء الله تقدر تصوم
• احب تحضر معي المسجد
• أنت قدوة لغيرك
• احبك واحب صيامك

** اتفق مع طفلك على وضع جدول لنشاطاتكم في رمضان .. مثلا

• زيارة أهل
• إفطار صائم
• قراءة قرآن
• تقديم صدقة
• زيارة مريض
• .. الخ

** الأطفال من ٦ -١٢ سنة يستمتعون بمساعدة أهلهم، اجعلوا رمضان فرصة لممارسة تقدير الذات عندهم من خلال ممارسة عباداتهم معكم،

الدين عندهم ممارسة

** لاءات مع أطفال في رمضان

• لا تهدده بالعقاب إن لم يصم
• لا تقارنه بغيره في صيامه
• لا تقل له أنت كبير لازم تصوم
• لا تتجاهل أسئلته عن الصيام

** الأطفال غير مكلفين بالصيام، لذلك لا يجب إكراههم أو إجبارهم على الصيام،

** يصوم الأطفال بسهولة بالترغيب والتقليد والتشجيع،

وفقنا الله وياكم



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 01-04-2024, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


رمضــان في البيوت
د.عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي
(22)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين القائل في كتابه المبين ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه...) والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين القائل (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ماتقدم من ذنبه) وبعد:

فيمر رمضان هذا العام ١٤٤١للهجرة والعالم يرزح تحت جائحة (كورونا) نسأل الله أن يرفع هذا الوباء ويدفع هذا الداء، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

وأصبح المسلمون في حظر داخل بيوتهم أخذاً بأسباب الوقاية التي قررها ولاة أمرنا وفقهم الله وسددهم.
وأغلقت المساجد والمدارس ومصالح الناس إضطراراً ، مما أوجد الحاجة إلى ممارسة العبادات
في هذه البيوت من صلاة للفرائض والنوافل وصيام وتلاوة وذكر وتسبيح ، وعاد الناس للمحضن الأول للتربية والتعليم
ألا وهو البيت .

ولعله يكون رمضاناً إستثنائيا مميزاً في كثرة ممارسة الطاعات والعبادات وخاصة مع وجود متسع من الوقت، نسأل الله أن يبارك فيه.

وهنا أُذكّر ببعض المقترحات لإستغلال ساعات هذا الشهر المبا
رك والتي لا تزيد عن ٧٢٠ ساعة!!
فاغتنموا دقائقه وثوانيه !! ولا تفرطوا فيه .
وقد كتب أهل العلم الفضلاء بعض التوجيهات والنصائح المناسبة لهذا الموسم المبارك انقلها لكم من كتاب رمضانيات هدية للصائمين والصائمات

http://www.saaid.net/book/9/2560.pdf

بما يتفق مع حالنا هذا الزمان والله المستعان .

ولنعلم أن ركنا العبادة (الإخلاص لله تعالى ثم المتابعة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم)

فالأعمال بالنيات

جدول صائم
المقصود من الجدول: الكيفية المثالية لاغتنام المسلم يوماً من رمضان حقاً كما ينبغي مستغلاً كل ساعة فيه بأداء طاعة وعبادة أو نفع متعدي للآخرين يتقرب به إلى الله تعالى راجياً بذلك الأجر والثواب .

قال ابن مسعود رضي الله عنه (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي)

الوقت في حياة المسلم .
قال الإمام النخعي رحمه الله يصف يوماً من رمضان : (صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة) لطائف المعارف .
فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالاً واسعاً للتقرب إلى
الله بأنواع من الطاعات وتنوع العبادات فيكون الأجر الأعظم والثواب أكبر .
فيا أخي المسلم : "إن استطعت ألا يسبقك أحد إلى الله في هذا الشهر فافعل" فاللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم من رمضان فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً .

البرنامج المقترح قبل الفجر :
ـ صلاة التهجد ولو ركعتين، قال الله تعالى :{أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} .
صلاة الوتر .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه .
السحور مع استشعار نية التعبد لله تعالى وتأدية السنة، قال النبي
صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) متفق عليه .
الدعاء والاستغفار حتى أذان الفجر، قال الله تعالى : (وبالأسحار هم يستغفرون) .
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح .

البرنامج المقترح بعد طلوع الفجر :
ـ أداء سنة الفجر بعد إجابة المؤذن، قال صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) رواه مسلم .

ـ صلاة الصبح، في وقتها مع الأهل والأبناء ، والتوجيه التربوي المناسب في مصلى المنزل.

ـ الانشغال بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن حتى إقامة الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة) رواه أحمد والترمذي وأبو داود .
ـ الجلوس في المصلى للذكر ومنه أذكار بداية اليوم إلى طلوع الشمس فقد كان صلى الله عليه وسلم (إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء) رواه مسلم .
ونص الفقهاء على استحباب إحياء هذا الوقت بالذكر. قال الإمام النووي رحمه الله (اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح) .
الأذكار للنووي
وهي عادة السلف رضي الله عنهم أجمعين .
ـ صلاة ركعتين مستشعراً ثواب وأجر عمرة وحجة تامة، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة) رواه الترمذي.

ـ ثم الدعاء بأن يبارك الله في يومك، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهـــداه، وأعــــوذ بك من شـــــر ما فيه وشـــــر ما بعده) رواه أبو داود
ـ استصحاب نية الخير طوال اليوم الرمضاني .

البرنامج المقترح بعد ذلك :
1ـ النوم مع الاحتساب فيه، قال معاذ رضي الله عنه(إني احتسب في نومتي كما احتسب في قومتي).

الانشغال بذكر الله تعالى طوال اليوم، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس يتحسر أهل في الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها) رواه الطبران
ي .
صدقة اليوم، مستثمراً دعاء الملك (اللهم أعط منفقاً خلفاً) ويمكن ذلك عن طريق الوسائل والتطبيقات الحديثة.

البرنامج المقترح بعد الظهر :
ـ إجابة المؤذن وصلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير للحضور للمصلى وصلاة النوافل القبلية والبعدية.
ـ أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (وإن لبدنك عليك حقاً) .

البرنامج المقترح بعد العصر :
ـ صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها، قال النبي r (رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً) رواه أبو داود والترمذ
ي .
ـ وعظ الأهل والأبناء أو القراءة من كتاب في الأحكام أو التوجيه أو ماشابهه .

برنامج منوع :
الجلوس في المصلى لذكر الله أو قراءة الجزء اليومي للختمة .
المطالعة الإيمانية والتربوية في كتب الرقائق وفضائل الأعمال الصالحة .
الاهتمام بشؤون المنـزل والعائلة.
خدمة عامة ومساعدة مع الأهل .

برنامج قبيل المغرب :
ـ الانشغال بالدعاء قبيل الغروب ـ فردي ـ أو مع العائلة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر) أ
خرجه الترمذي .

برنامج بعد غروب الشمس :
ـ أداء صلاة المغرب جماعة في المصلى مع التبكير والدعاء بين الأذان والإقامة حتى تقام الصلاة .
ـ الجلوس في المصلى وقول أذكار المساء مع تأدية السنة بعد المغرب .
ـ الاجتماع مع الأهل على مائدة الإفطار وإدخال السرور على الأولاد (مع شكر الله تعالى على إتمام صيام ذلك اليوم على خير وتقوى) .
ـ الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح بالوضوء والتطيب .

البرنامج المقترح بعد العشاء :
ـ صلاة العشاء جماعة في المصلى.
ـ صلاة التراويح مع الإبناء والأهل.
ـ الجلسة العائلية: جلسة شاي ـ درس تربوي ـ مشاهدة المفيد من البرامج المناسبة.

البرنامج المنوع في ليالي رمضان :
التواصل بالهاتف مع (أقارب ـ صديق ـ جار) ممارسة النشاط الدعوي الرمضاني بالتقنيات الحديثة والمحاضرات عن بعد.
مطالعة شخصية ـ مذاكرة ثنائية (أحكام ـ آداب ـ رقائق) .

درس عائلي ـ تربية ذاتية ـ رياضة بدنية ـ السمر الرمضاني الهادف ـ الاشتراك في الدورات التدريبية والمهارات الإدارية كالحاسب الآلي عن طريق وسائل التواصل التي أثبتت جدواها في هذه الأزمة ـ نشاط دعوي للأقرباء والأرحام وغيرها من الأنشطة الذاتية والجماعية الهادفة .
مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم .

أذكار تهم الصائمين

المسلم يذكر ربه على كل حال وفي كل وقت وزمان، والأدعية والأذكار عبادة لله وحده نحتسب أجرها، ونسير على هدي المصطفى في ذكرها، وهناك أدعية وأذكار مطلقة، وغيرها مقيد بزمان أو مكان أو عدد .
والأعمال والأذكار في رمضان خاصة تحتاج منا إلى مزيد عناية وكثير اهتمام مع النية الصادقة والاتباع الصحيح والاحتساب في كل ما نعمل
ه أو نقوله .

وهذه الكلمات تذكير بما ينبغي لنا الإكثار منه في هذا الشهر الفضيل والمبارك، فنقول وبالله التوفيق :

عليك أخي الصائم ، أختي الصائمة، بالمحافظة على :

ـ الأذكار عند الاستيقاظ من النوم ـ أذكار الصباح ـ أذكار دخول الخلاء ثم الخروج منه ـ الذكر عند سماع المؤذن وبعد الأذان ـ الذكر قبل الوضوء وبعده ـ أذكار الخروج من المنـزل والدخول إليه ـ أذكار دخول المسجد ، الخروج منه ـ الدعاء بين الأذان والإقامة، قال صلى الله عليه وسلم: (الدعاء لا يُرد بين
الأذان والإقامة) صحيح الترمذي 3/581 .

أذكار الصلاة :
(دعاء الاستفتاح في الركعة الأولى فقط) وهو سنة وله عدة صيغ منها : "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" أو يقول "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالماء والثلج والبرد" .

(الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة) ومن صيغها : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" أو "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" (في الركعة الأولى) ثم يقول : "بسم الله الرحمن الرحيم" .
(ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة) وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها ـ وإذا كان لا يجيد قراءتها فيقرأ ما تيسر من القرآن فإن لم يستطع فإنه يقول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله" ويجب عليه تَعَلّم الفاتحة .
(يقول في الركوع) "سبحان ربي العظيم" ويسن تكرارها ثلاثاً أو يقول : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" أو يقول "سُبُوح قدوس رب الملائكة والروح" .
(يرفع من الركوع قائلاً) "سمع الله لمن حمده" ويقول بعد أن يستوي قائماً "ربنا لك الحمد" أو "ربنا ولك الحمد" أو "اللهم ربنا لك الحمد" أو
"اللهم ربنا ولك الحمد" ويسن أن يقول بعدها "ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" .



(يقول في السجود) "سبحان ربي الأعلى" يكررها ثلاثاً ويسن أن يقول : "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" أو يقول "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" ثم يدعو بما شاء" . مثل "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" .
(ويقول بين السجدتين) "رب اغفر لي" ويسن أن يقول "رب اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني واجبرني" .
(يقول في التشهد الأول) "التحيات لله والصلوات الطيبات، السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" .
(ويقول في التشهد الأخير) "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد" .

ولنحافظ على الأذكار بعد الصلاة .

ـ وقراءة القرآن الكريم، كلام الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا
أقول "آلم" حرف ، بل ألفٌ حرف ولامٌ حرف وميمٌ حرف) رواه الترمذي 2192 وقال حديث حسن صحيح .

ـ دعاء سجود التلاوة (سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين) صحيح الترمذي 1/180 .
(اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود) حسن صحيح الترمذي 1/180 .

ـ الدعاء أثناء الصيام حيث أنه مستجاب قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث لا ترد دعوتهم، الصائم حين يفطر، الإمام العادل، ودعوة المظلوم) ـ حسن الص
حيح المسند من أذكار اليوم والليلة .
قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إني صائم، إني صائم) إذا سابك أحد أو خاصمك. متفق عليه.

ـ ولا ننسى أذكار المساء .

ـ أما دعاء الصــــائم عنـــد فطــره : (ذهب الظمـــأ وابتلت العـــروق وثبــت الأجر إن شاء الله) . حسن صحيح سنن أبي داود2/449 .

ـ دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم : (أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة) . رواه أحمد وصححه الألباني
صحيح الجامع 4/449 .

ـ دعاء استفتاح صلاة الليل : (كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل: (اللهم لك الحمدُ أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيَّام السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاءك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمتُ وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمـــت، فاغفــــر لي مـا قـــدمـــتُ وأخـــــرت وأســــررت وأعلنـــت، أنــــ
ت إلهـي، لا إله إلا أنت) متفق عليه .

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل : (اللهم ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) رواه مسلم 1/534 .

دعاء القنوت : (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا
يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت ، لا منجا منك إلاّ إليك) صحيح الترمذي 1/144 .

(اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك) صحيح ابن ماجه 1/194 .

(اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين مُلحق، اللهم إنا نستعينك، ونستغفرك، ونثني عليك الخير، ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخضع لك، ونخلع من يكفرك) وهذا موقوف على عمر رضي الله عنه الإرواء 2/171ـ824 .


ـ دعاء ليلة القدر : (اللهم إنك عفوّ تحب العفو، فاعف عني) صحيح ابن ماجه 2/328.

ـ الذكر بعد السلام من الوتر (سبحان الملك القدوس) ـ ثلاث مرات متتالية يجهر بها ويمد بها صوته ـ ويقول في الثالثة : (رب الملائكة والروح) . قيام الليل للألباني .

شهر القرءان
والوقت مناسب لختم القرءان مرات ومرات فاغتنموا هذه الساعات.

وأختم بهذه
التوجيهات للصائمين والصائمات()

أخي المسلم :

• صم رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى ليغفر لك ما مضى من ذنوبك.
• احذر أن تفطر يوماً من رمضان لغير عذر؛ فإنه من كبائر الذنوب.
• قم ليالي رمضان لصلاة التراويح والتهجد ـ ولاسيم
ا ليلة القدر منه ـ إيماناً واحتساباً ليغفر لك ما تقدم من ذنبك .

• ليكن طعامك وشرابك ولباسك حلالاً؛ لتقبل أعمالك، ويستجاب دعاؤك. واحذر أن تصوم عن الحلال ثم تفطر على الحرام .
• فطِّر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم .
• حافظ على الصلوات الخمــس في أوقاتــها لتنــل ثوابـها ويحفظك الله بها.
• أكثر من الصدقة فإن أفضل الصدقة صدقة في رمضان .
• احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك مسؤول عنها ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها .
• استعـــن علـى صيـام النهـــار بالسحــور في آخـر جـزء من
الليــل مــا لم تخــش طلوع الفجــر .
• عجل الفطر بعد تحقق غروب الشمس لتنال محبة الله لك .
• اغتسل من الجنابة قبل الفجر لتؤدي العبادة بطهارة ونظافة .
• انتهز فرصة وجودك في رمضان واشغله بخير ما أنزل فيه؛ وهو تلاوة القرآن الكريم بتدبر وتفكر ليكون حُجة لك عند ربك وشفيعاً لك يوم القيامة .
• احفظ لسانــــك عن الكذب واللعـــــن والغيبــــــــة والنميمـــــــة فإنها تنقــــص أجر الصيام .
• لا يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لأتفه الأسباب بحجة أنك صائم بل ينبغي أن يكون الصيام سبباً في سكينة نفسك
وطمأنينتها .
• أخرج من صيامك بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية وشكر نعمه، والاستقامة على طاعته بفعل جميع الأوامر وترك جميع النواهي .

• أكثر من الذكر والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار في رمضان وغيره، ولاسيما إذا كنت صائماً وعند الفطر وعند السحور، فإنها من أهم أسباب المغفرة.
• أكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك وأولادك وللمسلمين فقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة .
• تب إلى الله تعالى توبةً نصوحاً في جميع الأوقات بترك المعاصي والندم على ما سلف منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل فإن الله يتوب على من تاب.
• صم ستّاً من شوال، فمن صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله.
• صم يـــــــوم عرفة التاســـع من ذي الحجــة لتفوز بتكفير ذ
نوب السنة الماضية والسنة الآتية.


• صم يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم مع التاسع لتفوز بتكفير ذنوب سنة.
• استمر على الإيمان والتقوى والعمل الصالح بعد رمضان حتى تموت {واعبُد ربك حتّى يأتيك اليقين} .
• لتظهر عليك آثار العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج؛ بالتوبة النصوح وترك العادات المخالفة للشرع .
• أكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .

اللهم اجعلنا وجميع المسلمين ممن صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
اللهم اجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الأجر وأدرك ليلة القدر وفاز بجائزة الرب تبارك وتعالى .
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .
ربنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميع العليم، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-04-2024, 12:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


شهر رمضان.. موسم شحذ الهمم
د. عبدالله بن معيوف الجعيد
(23)
بسم الله الرحمن الرحيم

تعيش نفس المؤمن دائماً في سباق مستمر، فنفس المؤمن دائماً تواقة للمعالي، إذ يعرف المؤمن يقيناً أن حياته في هذه الدنيا ما هي إلا مرحلة قصيرة زائلة وليست هدفاً يسعى لأجله وأن الحياة الحقيقية والسعادة الأبدية قد أعدها الله للمؤمنين الصالحين أصحاب الهمم العالية في الحياة الآخرة، فيعمل المؤمن ويكد ويجتهد في الحياة الدنيا ويلتزم بالمنهج القويم الذي جاء به القرآن الكريم وجاءت به السنة المطهرة، ويشحذ المؤمن همته في الطاعات وتعلو همته في مواسم عديدة يكرس فيها جل وقته للعبادة ومن أبرز هذه المواسم شهر رمضان المبارك، يكثر فيه المؤمن من الأعمال الصالحة ويجود فيه بكل الأعمال الصالحة، فرمضان موسم تكثر نفحاته وتعلو همة المؤمن للتعرض لهذه النفحات وكسب الأجر والثواب فيها، فتعلو همة المؤمن في الإكثار من الصلاة وقراءة القرآن،


وقد حث الله المؤمنين في كتابه العزيز على علو الهمة والاكثار من العبادة والأعمال التي يحبها الله ويتقرب المؤمن من خلالها إلى الله، ومما جاء به القرآن الكريم في الحث على علو همة المؤمن ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، فالمؤمن ينال بعلو همته الدرجات العليا وخير منازل الجنة يوم القيامة فقد أعد الله للمؤمن من الثواب على علو همته ومسارعته في الخيرات من الثواب الكثير حيث قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقد رغّب الله المؤمنين في الإقبال على الأعمال الصالحة بهمة عالية لما يتحصلون عليه من الأجر الحسن فقال تعالي: ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].

حثُ النبي – صلى الله عليه وسلم - على علو الهمة
قد أكثر النبي – صلى الله عليه وسلم – من حث المؤمنين وتحريضهم على ما من شأنه أن يرفع به من هممهم فقد قال - صلى الله عليه وسلم –: (إن الله عز وجل يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سَفْسافها) وكان يدعوا الله دائماً بأن يعيذه من العجز والكسل وكان يعلم أصحابه هذا الدعاء للارتقاء بأنفسهم وهممهم، وقد كان النبي قدورة في علو الهمة ومثالاً رائعاً لأصحابه وللمؤمنين فكان يكثر من الأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله وكان كثير الاستغفار على الرغم من أن الله تبارك وتعالى قد غفر
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقد كان النبي مثالاً للمؤمن عالي الهمة، ومن خلال سيرته العطرة وتعاليمه وإرشاده للصحابة الكرام نتعلم أن المؤمن لا يمكن أن يستسلم للعجز والكسل فلا تكل نفس المؤمن ولا تمل بل ترتقي دوماً وتسعى للوصول إلى معالي الدرجات، فكلما كانت نفس المؤمن تطمح إلى معالي الدرجات كان من المطلوب أن ترافق هذه النفس همة عالية، فبتلاقي النفس الكبيرة مع الهمة العالية يمكن للمؤمن أن ينال ما يسموا إليه من الوصول إلى الدرجات العليا وفي هذا يقول الشاعر: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.

الغاية من علو الهمة
تعلو همة المؤمن من خلال المنافسة الشريفة في أمور الدين، ومن علت همته من المؤمنين ترك المنافسة في أمور الدنيا ورغب أكثر في المنافسة للفوز بمكاسب الآخرة وما وعد الله المؤمنين فقد قال تعالي: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 148]، فالمؤمن عالي الهمة ينافس في الدين ويترك المنافسة في غيره ويسعى بكل الأعمال مع النية الخالصة للوصول إلى مغفرة الله جل وعلا ورضوانه، وقد قال أحد الصالحين إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل، فغاية المؤمن من علو همته إدراك المنازل العالية التي أعدها الله لعباده المتقين.


علو الهمة في رمضان
رمضان شهرٌ تعلو فيه همم المؤمنين فيكثرون فيه من ذكر الله واستغفاره ويتهافتون على قراءة القرآن ويكثر المؤمنين في شهر رمضان من الدعاء فللصائم في رمضان دعوة مستجابة فخلال أيام رمضان ولياليه أوقات كثيرة يغتنمها المؤمن للتقرب إلى الله بمختلف الأعمال فيجمع المؤمن في رمضان بين صيام النهار وقيام الليل واغتنام ساعات السحر بالتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن بعد صلاة الفجر إلى الشروق وغيرها من الأعمال الكثيرة التي يسارع بها المؤمن للتقرب إلى الله في شهر رمضان، فأيام رمضان موسم يستغله أصحاب الهمم العالية ليدركوا رضى الله ومغفرته فليالي رمضان التي يتسابق أصحاب الهمم العالية على قيامها فيها ليلة هي خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر يكثر فيها المؤمنون من الصلاة والدعاء لما له من فضل ففيها نزل القرآن الكريم.

وصية للمؤمنين
إن ما أعده الله للمؤمنين في الآخرة من الثواب يتطلب من المؤمن ألا تخبو همته وعزيمته وألا يكل ولا يمل في طلبها من الله والسعي للحصول عليها، فحتى
يحصل المؤمن على مبتغاه من الفوز في الحياة الآخرة عليه أن يسعى بالجد والعمل خلال الحياة الدنيا، فمن أراد الراحة في الآخرة فعليه بالتعب في الحياة الدنيا، فالمؤمن يحجز مكانه في الآخرة في الدنيا فمن أراد أن يكون من المتقدمين في الآخرة عليه أن يكون من المكثرين للأعمال الصالحة في الدنيا ولا يمكن أن يدرك النجاح في الحياة الآخرة إلا من كانت له همة عالية في الحياة الدنيا فكما قال الشاعر أحمد شوقي:

الطائر يطير بجناحيه والمرء يطير بهمته
فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 03-04-2024, 12:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


رمضــان فرصة لترميم القلوب .. !
أ.حســــان أحمد العماري
(24)


القلب ملكٌ والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده ، والقلب عليه تدور سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة وإن الشقاء والتعاسة التي يعيشها كثير من الناس إنما سببها عدم راحة القلوب والصراع الذي تعيشه البشرية اليوم أفراد وجماعات ودول قد لا يدرك الكثير أن سبب ذلك فساد القلوب .. والقلق والهموم التي اجتاحت العالم يعود سببها إلى ضيق القلوب وقسوتها وبعدها عن غذائها الروحي وأسباب حياتها ، فالقلب وعاء كل شيء في حياة الإنسان فالإيمان والكفر لا يكون إلا في القلب والنية لا تخرج إلا من القلب والفهم والفقه والتدبر والإتعاظ والإستفادة من دروس الحياة وأحداث الزمان إنما يكون في القلوب قال تعالى"(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179}..

وانظروا إلى بعض آثار هذه القلوب وأهميتها وأثرها في حياة الإنسان .. يقول الله سبحانه وتعالى { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}(سورة القلم آية (17 – 33). هذه قصة أصحاب الحديقة والبستان المثمر والمنظر البديع والخير الوفير ذكرها الله في القرآن ليعتبر المعتبرون فهل تساءل أحدنا لماذا عاجلهم الله بالعقوبة ؟ ولماذا أحرق حديقتهم ودمر زرعهم وأهلك أموالهم ؟ لقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن السبب هو أنهم أضمروا في قلوبهم الشر والبخل والخبث والمكر ومنع ما كان للفقراء والمساكين من حق ... فسبحان الله مجرد الإضمار في القلب والنية لعمل المنكر وفساد المقصد سبباً للهلاك فكيف بمن يفعل ذلك ويمارسه سلوكاً في واقع الحياة .

إنه يجب على كل مسلم أن يتعاهد قلبه بالإيمان والعمل الصالح وأن يصفية من أمراض القلوب كالنفاق والحقد والحسد و والكبر والبغض والكراهية والقسوة والخبث وإن رمضـــان فرصة عظيمة لإصلاح القلوب وترميمها وصقلها لما فيه من النفحات الربانية .. فالصيام يربى المسلم على تقوى الله ومراقبته واستشعار عظمته وهذا لا يكون إلا في القلب والصيام يوجه المسلم للتعاون والتعاطف مع من حوله والصيام نتعلم منه الصبر وحسن الخلق وبذل المعروف وشهر الصوم شهر العتق من النيران شهر العفو والمغفرة ينبه المسلم إلى أهمية أن يعفو ويسامح ويصفح عن من أساء إليه من حوله فيكون التآلف والإخاء والتراحم بين أفراد المجتمع ، وشهر رمضان شهر القرآن فيقبل عليه المسلم بشغف فيقرأ آياته ويتعلم أحكامه ويتربى على قيمه وتوجيهاته ..

ورمضان شهر الصدق والإخلاص وكم نحن بحاجة إلى ترميم قلوبنا وإمدادها بهذه القيم العظيمة في زمن تنصل الكثير عن مبادئهم وظهر النفاق في حياتهم بأبشع صوره ووجد الرياء في الأعمال والأقوال والعبادات ، ورمضان شهر التوبة والإنابة ولا يكون ذلك إلا إذا أنابت القلوب بصدق إلى ربها ورغبت في عفوه ومغفرته ورمضان فرصة عظيمة لتصفية القلوب من ووساوس الشيطان ونزغاته ، ورمضان فرصة للخشوع في الذكر والدعاء والصلاة والقيام وبذلك تلين القلوب وتطمئن وتكون أهلاً لنظر الله فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الصور والأجساد بل ينظر إلى القلوب والأعمال، ويُجازي عليها فلا تجعل محل نظر الله إليك هو أخبث الأماكن وأكثرها جرماً ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )( مسلم(2564) وقال تعالى({لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18]. فالإيمان والصدق وإتباع الحق لا يستدل عليه من الصور والهيئات ولكن الله يعلم أن مكانه القلب ... ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: {ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب } (رواه مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه) وقال تعالى مبيناً أهمية القلب في حياة الإنسان وأنه محل سؤال الله يوم القيامة (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[سورة الإسراء، الآية: 36].

لقد ربط الله تعالى النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88، 89]. والقلب السليم هو القلب سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه وسلم من مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم و سلم من الغل والحقد والحسد والكبر وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة و هو قلب يخشى الله في السر والعلن ،كثير التوبة والإنابة إليه قال تعالى (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) [سورة ق، الآية: 31]. ..


وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان" قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" (صحيح ابن ماجه للألباني(3416) .. يا لروعة هذه القلوب كيف جعلت من أصحابها أفضل الخلق عند الله وعند رسوله بل وعند الناس جميعاً. .. لقد كان أعظم هذه القلوب صفاءاً وأوسعها رحمة وليناً ورفقاً وحلماً هو قلب محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ربه(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159) .. وقلوب المؤمنين يجب أن تكون كذلك تتصف باللين والخشوع والرحمة والوجل لتنال رحمة الله وتوفيقه في الدنيا والآخرة قال تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) [سورة الأنفال:2-4].

لقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب وطهارة الصدور، فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب، ...كانوا رضي الله عنهم صفاً واحداً يعطف بعضهم على بعض ويرحم بعضهم بعضاً ويحب بعضهم بعضاً كما وصفهم جل وعلا بذلك حيث قال: ﴿وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾( الحشر: 9) وكما قال جل ذكره في وصفهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً﴾( الفتح: 29) و كان لسلامة قلوبهم منزلة كبرى حتى إنهم جعلوها سبب التفاضل بينهم قال إياس بن معاوية بن قرة عن أصحاب النبي صلَى الله عليه وسلم ((كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدراً وأقلهم غيبة)) و قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً. قال سفيان: ولم ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم.. لا يمكر لأخيه ولا يحقد عليه ولا يهجره ولا يتمنى أن ينزل أو يحل بداره شرٌ أو مكروه ولو كان بينهم خصومات أو اختلاف في وجهات النظر بل يتمنى له الخير يرجو بذلك ثواب الله ويطلب رضاه .. هــذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول : "إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة". إن رقة القلب وسلامة الصدر نعمة من أجل النعم وأعظمها ، وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداً بعذاب الله فقد قال سبحانه { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ } (الزمر:22) ، وما رق قلب لله وانكسر إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات ، مشمراً إلى الطاعات ...

إن قسوة القلوب وفسادها سبب لمشاكل الحياة فالعنف والشدة والغلظة على بعضنا البعض وغياب التراحم والتكافل وسوء الظن على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع سببه قسوة القلوب قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:42-45].. وإنه قد آن الآوان لهذه القلوب أن تخشع وتلين وتعمر بالإيمان والتقوى فقد حذر سبحانه من الغرور والغفلة وطول الأمل فقال (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16] .. وإن مما يرقق القلوب ويذهب عنها قسوتها النظر في أحوال الفقراء والمساكين والأيتام والمحتاجين والمعوزين ومساعدتهم وبذل المعروف وإدخال السرور عليهم فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه قسوة القلب فقال أدن اليتيم وامسح برأسه وأطعمه طعامك يلن قلبك وتقدر على حاجتك) ( رواه أبو الدرداء وأخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة / 2/509) ..


وإن رمضان فرصة للقيام بذلك فكم من محروم ومحتاج إلى من يسد جوعته ويفك كربته ويخفف من آلامه ... ورمضان فرصة عظيمة لتوحيد الصف داخل المجتمع المسلم وحسن التعايش بين أبناء الوطن الواحد وهو فرصة للتعاون بين الجميع لحل المشاكل ونبذ الخلافات وبناء المجتمع وتطويره ونشر الأمن والأمان في ربوعه فالوطن يتسع للجميع وما حدث الخلاف والشقاق إلا حينما فسدت القلوب .
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن قلوب الرجال تضيق
وعلينا في هذا الشهر الكريم أن نكثر من الدعاء ..( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا ربنا إنك رؤف رحيم [الحشر:10].. اللهم أصلح قلوبنا وزينها بالإيمان ونقها من الحقد والحسد والبغضاء برحمتك يا أرحم الراحمين ..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 03-04-2024, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


ثلاثون طريقة دعوية للاجتماعات الأسرية
أمل الذيب
(25)


دأبت كثير من الأسر على عقد اجتماع أسبوعي لأفرادها وفي الغالب نجد النساء هن المواظبات عليه، فتجد الأم تجتمع ببناتها وزوجات أبنائها وأبنائهم، ولو ألقينا نظرة خاطفة على نمط أغلب الاجتماعات الأسرية لوجدناها تدور في فلك واحد: راحة وترفيه، وهو يتجلى من خلال تهيئة سبل ذلك كاستمرار الاجتماع لساعات طويلة وتناول أحاديث متفرقة وتهيئة أطعمة متنوعة وما على شاكلة ذلك من السبل.

وفي الحقيقة أن الاجتماعات الأسرية مجال خصب للدعوة ولابد أن نعتني الأخوات المستقيمات بشأنها حتى تثمر .. وفي الأسطر القادمة جملة من الطرق الدعوية المجربة في مثل هذه الاجتماعات أطرحها بين أيديكم لعلكم تنتفعون بها:
مقومات النجاح
لابد أن يكون لأي عمل ينشد صاحبه النجاح فيه مقومات رئيسة، وبالنسبة لمشروعنا المقترح فإنها تتلخص في الآتي :

1 ـ الإخلاص.
2 ـ الصبر : قال تعالى: {وأمر وبالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك} [لقمان: 17].
3 ـ الرفق: قال عليه الصلاة والسلام: " إذا أراد الله بأهل بيت خير أدخل عليهم الرفق ".
4 ـ الحكمة: قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } [النحل : 125].
عوامل مساعدة
هناك عدد من العوامل المساعدة التي هي على قدر من الأهمية وهي :

1 ـ العناية التامة باختيار المواضيع المطروحة والوسائل من كتب وأشرطة.
2 ـ الإعداد الجيد لكل نشاط ليظهر بشكل منظم ومرتب .
3 ـ فتح المجال للعضوات للمشاركة بالأنشطة بحسب قدراتهن ورغباتهن مع تقديم التشجيع المتواصل لهن على ذلك.


4 ـ مراعات فوارق الأعمار والمستويات العلمية والثقافية للمجموعة.
5 ـ مراعات الظروف الطارئة والتماس الأعذار لهن وفتح المجال أمامهن للتعويض عن ذلك.
6 ـ المداومة على تذكيرهن بفضل مجالس الذكر والأجر المترتب على عقدها.
7 ـ تشجيعهن عبر تقديم الشكر لهن على تجاوبهن والثناء على جهودهن المبذولة، ومن المجدي أن نسبة النجاح إليهن بعد المولى عز وجل وترديد ذلك على مسامعهن مرارًا.
8 ـ تذكيرهن بالفوائد الجمة المترتبة على هذا المشروع وفتح المجال لهن للتعبير عن شيء من ذلك.
9 ـ إيصال الشكر للرجال من آباء وأزواج على تشجيعهم للنساء والأبناء ودورهم المشرف معهم.


10 ـ تقدير "الوالدة" وتخصيصها بشيء من الاهتمام سواء أثناء النشاط أو إبان تقديم الهدايا ورفع أسمى معاني الشكر والتقدير لها، وذلك أن البعض يغفل عن هذا الجانب المهم جدًا باعتبارها امرأة كبيرة في السن ولا تستهويها هذه الأمور.
11 ـ التدرج في الأنشطة والتنويع فيها حتى لا تمثل النفوس ولا تسأم منها.
12 ـ الاهتمام بالهدايا الممنوحة لهن في المسابقات ومراعاة ميولهن قدر الإمكان ما لم يترتب على ذلك مضرة.
13 ـ تحفيزهن للقيام بنشاط مماثل لدى أسرهن طإن كن زوجات الأبناء" أو أهل أزواجهن "إن كن بنات متزوجات" وتهيئة السبل المعينة.
ثلاثون طريقة
هناك ثلاثون طريقة دعوية لاستغلال التجمعات الأسرية وهي :

1 ـ محاضرة منوعة: يتم اختيار مواضيع مهمة ومناسبة للمجموعة وإعدادها كدروس على أن تتراوح مدة كل درس بين خمس عشرة إلى ثلاثين دقيقة، ويحضر الدرس إما بالرجوع إلى مصادر الأساسية من أمهات الكتب أو بالاستفادة من الرسائل الصغيرة المتميزة، فعلى سبيل المثال هناك سلسلة صادرة عن دار الوطن بعنوان "القراءة للجميع" صدر منها حتى الآن ما يربو عن مائة وخمسين عنوانًا وتباع بمبلغ زهيد فلو يستعان بها لوقت بالغرض.




2 ـ درس علمي : كل فترة يكون هناك درس في أحد الفروع العلمية: سيرة، تفسير، حديث، فقه ، أو تدرج بعضها ويكون هناك تناوب فيها بحسب مدى حاجة المجموعة وينسق معهن على ذلك.
3 ـ حفظ قرآن: يتفق على حفظ شيء من القرآن الكريم إما سورة أو مقطع معين ويُسمع، ومن المحبذ البدء بالسور التي لها فضل معين وأيضًا استغلال الفرصة في قراءة تفسير الآيات من أحد الكتب المتخصصة.
4 ـ مجلة خاصة : عمل مجلة أو نشرة أسرية خاصة تستغل بالدعوة عبر جوانب متنوعة ومن المستحسن لو تم توزيع مهامها على المجموعة فهذه تكتبها والثانية تستقطب المشاركات والثالثة تضع فيها مسابقة .. وهكذا .
5 ـ قراءة حرة : باختيار مقطع من كتاب ما أو فتوى وقراءتها لعيهن بترو .
6 ـ حوار هادف : يخطط مسبقًا لطرح سؤال معين على المجموعة مثلاً: ما هي الظاهرة التي يسبب انتشارها لك إزعاجًا شديدًا؟ فتقول هذه : القنوات الفضائية والثانية التبرج والثالثة ضعف الغيرة والرابعة سوء تربية والأبناء .. الخ، فإذا ذكرن إجابتهن تدار دفة الحديث بكل اقتدار فتوضح أسباب نشوء هذه الظواهر وآثارها وكيفية الوقاية منها وطرق علاجها.



7 ـ كروت ممتعة : تتوفر كروت مسابقات مفيدة وممتعة في نفس الوقت مثل "أختي المسلمة ماذا تفعلين في الحالات الآتية : 1 ـ 2"، وألغاز فقهية" للشيخ العريفي ومراجعة فضيلة الشيخ محمد بن جبرين فمن الممكن الاستعانة بها .
8 ـ ألعاب شيقة: تتوفر ألعاب ورقية مسلية ونافعة في آن واحد مثل "من يسبق" و"سباق الأوائل" كونها تضم عددًا كبيرًا من الأسئلة الثقافية.
9 ـ باقة منوعة: في المكان المخصص للاجتماع توضع سلة وترتب فيها باقة من الوسائل الدعوية من كتيبات ومجلات ومطويات حتى تتطلع عليها من ترغب بذلك .
10 ـ مسابقة مطوية: تعطي كل واحدة مطوية في بدء الاجتماع ويعلن أنه ستكون هناك مسابقة فيها بعد ساعتين مما يدفعهن لقراءتها بتمعن وتطرح عليهن الأسئلة في الموعد المحدد.
11 ـ استضافة مثمرة: لو يتم بين فترة وأخرى دعوة إحدى الزميلات الخيّرات النشيطات لإلقاء كلمة توجيهية على مسامعهن من باب التغير من جهة ومن جهة أخرى من باب التجديد في عوامل التأثير.


12 ـ نشاط جماعي: تكلف مسبقًا أفراد المجموعة بتحضير فوائد ويخصص لكل واحدة من عشر إلى خمسة عشرة دقيقة لإفادتهن بها.
13 ـ سؤال وتعليق : تعد مجموعة من الأسئلة المتنوعة ويدرج ضمنها أسئلة فيها مجال للتعليق مثلاً: هاتي عملين يستوجب صاحبها لعن الله عز وجل ؟ وبعد الإجابة يستطرد في شرح معنى اللعن وآثاره والحالات الموجبة لذلك مع التركيز على ما يكثر انتشاره بين النساء.
14 ـ مسابقة دقيقة: ثمة معلومات تحتاج إلى حفظ لتبقى في الذاكرة على طول المدى مثل بعض الأحكام الفقهية والأدعية والأذكار وغيرها في وزع عليهن كتاب أو شريط تعرض فيه مثل هذه الأمور ويحدد موعد لاحق للمسابقة ليتسنى لهن الاستعداد لها جيدًا.
15 ـ مسابقة عامة: يوزع عليهن كتاب أو شريط برفقه الأسئلة الخاصة به ويحدد موعد لاستلام الإجابات وفي الإمكان وضع سؤال خارجي يتناسب مع الموضوع.
16 ـ فروع منوعة : قرآن ، حديث ، ثقافة ، خطابة .. الخ، فروع منوعة ضمن مسابقة واحدة ولعلها تكون في الإجازات لأن الوقت طويل وهذه تفتح المجال أمام الكل لمشاركة وتثير الحماس فيما بينهن وتنفعن كثيرًا.


17 ـ نشرة دعوية : الأنشطة الدعوة كثيرة ولله الحمد، ومن المستحسن الحرص على استقصاء أبرز أخبارها وموافاة المجموعة بها، حلق ودور التحفيظ، المساجد، والمراكز الصيفية، والجمعيات الخيرية، المخيمات الدعوية، برامج الإذاعة، مواقع الإنترنت .. الخ، مع توفير ما يتعلق بذلك من أرقام هواتف أن عناوين أو مواعيد.
18 ـ ملف مهم: تصف فيه أوراق تحوي معلومات قيمة من توجيهات وفتاوى ومختارات قيمة من توجيهات وفتاوى ومختارات وغيرها وتمرر بين فترة وأخرى على الحاضرات ولا بأس بإعارتها لمن شاءت .
19 ـ الإذاعة الناشئة: يعهد إلى الأبناء بعمل مجلة صوتية تضم فقرات منوعة ويستعد لذلك بمتابعة الأمهات وتبث في الموعد المحدد لها .
20 ـ دليل الإصدارات: حركة الإصدارات نشطة: كتب ـ أشرطة ـ مجلات ـ مطويات ـ ألعاب ثقافية للأطفال .. الخ فيستغل على شراء مجموعة منها لمن يرغب بها.
21 ـ مسابقة قرآن : تحدد مسابقة في حفظ سورة أو جزء معين أو فيما سبق حفظه، وكذلك المر بالنسبة للأحاديث والأذكار.
22 ـ كتابة الرسائل: بأسلوب جميل تكتب رسائل للعضوات بحسب أحوالهن لأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر ومن المستحسن لو تدرج كمسابقة مثلاً كتابة رسالة نصح إلى امرأة متبرجة، أو كتابة رسالة شكر وتقدير على عمل طيب صنعته .. الخ .


23 ـ مراحل متدرجة: تسير المسابقة في خطوات ومراحل متدرجة بحيث لا تنتقل المتسابقة إلى المرحلة الأخرى إلا بعد اجتيازها للمسابقة، ومن الممكن أن تكون بكتاب محدد أو بفروع متعددة.
24 ـ أسئلة ووقفات : تعد مجموعة من الأسئلة على أن يكون هناك فاصل بين كل عدد منها بوقفة جميلة، تفسير آية، حديث، قول مأثور، فتوى .. الخ .
25 ـ تغير مسجد : التغيير في طرق طرح المسابقة مجد بتحقيق النجاح لها ـ بإذن الله تعالى ـ فمثلاً مرة تقام بين فريقين ومرة بين الأفراد، ومرة تحريرية ومرة أخرى شفهية.
26 ـ صدقة جماعية: مجالات الاتفاق في سبيل الله واسعة ولو ذهرن بفضائل ذلك وأخيرن بمجالاتها وتم الاتفاق على الارتباط بمشروع دائم مثل كفالة اليتيم على أن تؤمن قيمته من قبل الجميع، أو يجمع بين فترة وأخرى مبلغ مالي ويوضح في أي مجال مرغوب.



27 ـ اشتراك متكامل المجالات المفيدة عددها في ازدياد ومن الممكن التنسيق بين المجموعة بحيث تشترك كل واحدة في مجلة والثانية في المجلة الثانية وهكذا دواليك حتى يشتركن في كل المجالات وتصير بينهن عملية تبادل فهذا يخفف العبء المالي عليهن في مجال الاشتراكات وفي نفس الوقت يفتح لهن فرصة أكبر لمطالعتها جميعها.
28 ـ استغلال المناسبات: من أعياد ورمضان وحج فهذه تحتاج إلى برامج نوعية مكالفة لأن النفوس تكون مقبلة على الخير ولديها بسرعة استجابة، كما أن الإجازات وما تتسم به تحتاج إلى استغلال مناسب لتكون الحصيلة مربحة.
29 ـ زيارة جماعية: لا تكاد تمر يوم واحد دون أن يكون هناك كل محاضرة أو درس في مسجد أو لجنة خيرية أو دار تحفيظ ولو يتم الاتفاق بين فترة وأخرى على الذهاب لها سويًا لمن تستطيع فهذا فيه تصفير وتشجيع.




30 ـ بحث شامل : قبيل الاجتماع بفترة وجيزة يحدد موضوع ليكون مدار حديث الجلسة القادمة مثلاً "السعادة الحقيقية" أو "وصف الجنة" وغيرها ويطلب منها البحث عما يخصها من معلومات في الكتب والأشرطة وحين اللقاء يدلو الكل بدلوه لينتج بحثًا شاملاً للموضوع .
ثمار طيبة
لهذا المشروع آثار طيبة للغاية منها :

1 ـ القيام بأمر دعوة الأهل إلى الله، قال تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين }.
2 ـ التعاون على البر والتقوى، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}.
3 ـ الدلالة على الهدى : قال عليه الصلاة والسلام "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا".
4 ـ سنّ السنن الحسنة، قال عليه الصلاة والسلام: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء".
5 ـ التنافس في التسابق إلى الخيرات: قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات} .
6 ـ المساهمة في محاربة المخالفات والقضاء عليها قبل استفحالها: قال عليه الصلاة والسلام: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".




7 ـ الترفع عن سفاسف الأمور والبعد عن الاهتمامات الفارغة: قال عليه الصلاة والسلام : "ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالمًا ومتعلمًا" .
8 ـ نيل الأجر العظيم المترتب على الجلوس في حلق الذكر، قال عليه الصلاة والسلام لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الحرمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده .
9 ـ تقوية وشائج الحب في الله ودعم أسبابها، قال عليه الصلاة والسلام "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".
10 ـ رفع منسوب العلم الشرعي وزيادة الثقافة فيه، قال عليه الصلاة والسلام: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقًا إلى الجنة".
11 ـ الاستفادة من الوقت.
12 ـ تنشئة الصغار على خصال الخير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 04-04-2024, 11:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


العفُوّ في ليالي العفْو
راشد بن صالح بن خنين
(26)
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت إليه.. أحب الناس إليه.. صلوات ربي وسلامه عليه.. فقالت رضي الله عنها وعن أبيها:

يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفُوٌّ تحب العفْوَ؛ فاعف عني"

أي اصطفاء هنا، وأي أمور احتفت بهذا الدعاء لتجعلنا نعض عليه بالنواجذ!

الموضوع: سؤال عن خير الدع
اء.
الزمان: خير الليالي وأحبها عند الله.
المسؤول: هو خير الخلق وأحبهم عند الله.
والسائل: عائشة رضي الله عنها أحب الناس لخير خلق الله.

سلسلة من المحاب والخيرية.. فأي محض للنصح هنا.. وأي اصطفاء!

تتلقى هذه الكلمات بأذنك وتتلقى معها بقلبك الإشارة إلى أن هذه الليالي هي ليالي العفو.. وأن الله الذي أمرنا وقال: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} يحب من عباده الدعاء باسمه العفوّ خاصة هذه الليالي..


***
عادة المداحين من الشعراء وغيرهم أنهم يخصون الجود بالذكر في مدائحهم.. لأنهم في الحقيقة إنما يمدحون يرجون نوال اليد..

وكاتب هذه الكلمات ومن بقي مرسلا بصره معها جاءوا يجلسون معا مجلسا يثنون فيه على الله.. يذكرون فيه عفوه.. ويقفون مع العفوّ سبحانه في ليالي العفو.. لأنهم في الحقيقة أيضا يرجون عفوه سبحانه.. (وما أحد أحب إليه المدح من الله)..


اسم الله (العفوّ) قد لا يستشعر أحدنا العجز أمامه كما هو مع غيره من الأسماء كالخالق والرازق والعزيز و...الخ. فهو يعلم أن الله سبحانه يعفو وهو كذلك يرى من حوله الناس يعفون. ولا يقف طويلا ليفرق بين الفعل
(عفا) في هاتين الجملتين:
(عفا الله عنك) و (عفا فلان عنك)

وبينهما كما بين السماء والأرض!
والفرق بينهما كالفرق بين الخالق والمخلوق، والفرق بين العجز والمقدرة!

لو ضمنت لي أن المعنى سيصل إليك ويستقر في قلبك بلا تطويل فسأقول لك جملة واحدة تختصر كل ما أريد
(عفو الله سبحانه معجز كما هي قدرته وحكمته و...)


إن إعجازه سبحانه في عفوه من وجوه:
١- من جهة *شموله* لكل الذنوب، حتى الشرك بعد التوبة.
٢- من جهة *تتابعه بلا* حد وتكراره بلا عد، بل محبة ذلك والفرح منه سبحانه بالتوبة وسؤال العفو عند ارتكاب ما يوجب العقوبة.
٣- من جهة العفو *ذاته*، فالعفو منه سبحانه محو تام للذنب. وهذا العفو لا يكون ولا يقع ولا يطيقه غيره سبحانه. وربما انمحى الذنب من عقل أحدنا، ولكن هذا لا يكون منا إلا على وجه النقص والنسيان، أما الله سبحانه {فإن الله كان عفوا قديرا} فله تمام العفو مع تمام القدرة.
٤- من جهة *غناه* عما بعد العفو، فلا يعفو أحد من الخلق إلا وهو ينتظر الجزاء ويدخره، إما من الله أو من غيره من الخلق. أما الله سبحانه
فعفوه عفو غني عن كل ما سواه سبحانه.

كل واحدة من هذه أمر معجز ولا يستطيعه أي مخلوق!
لا يوجد مخلوق يعفو عن جميع صور الجناية عليه.
ولا يوجد مخلوق يتابع العفو بلا حد معين ويفرح بسؤاله ويعد ببذله.
ولا يوجد مخلوق يستطيع أن يمحو ذنبك! وإنما غاية وسعه أن يمحو أو يسقط ما يستطيع من آثاره فحسب.
ولا يوجد مخلوق يعفو ولا يرجو شيئا يناله من هذا العفو.


لأننا نعبر عما يحدث بين الناس بلفظ العفو نظن أن عفو الله مثله! لا والله.

هب أنك من أحلم وأنقى وأتقى الناس، وأنت مغترب ولك صديق تحبه جدا يسكن معك، بل ويسكن وتسكن فيه. هذا الصديق هو مرآة روحك وسلوتك في غربتك. ووذات يوم رآك صديقك في مكان عام مع امرأة متبرجة وحدكما وأنت ممسك بيدها وتحمل عنها معطفها. وهو يعلم أنك مغترب مثله ولا تعرف بالمدينة امرأة
ذات محرم له. فأسر في نفسه السوء ومضى. وتمضي الأيام وهو يلقي عبارات التعريض بك بطريقة مؤذية عند كل مناسبة. وبدا يتغير عليك تماما، ثم صار من يعرفكما يتغير عليك وكأنما يلبسون ثوبه عند لقائك، ثم استأذنك بالخروج من السكن لعدم ارتياحه والبحث عن مكان آخر، حتى ضقت ذرعا عندها، وشعرت بأنه يرمي على أمر ما، فدفعته دفعا للحديث، فأفصح وصرح. فتذكرت الموقف وذكرت له أن الفتاة كانت قريبة من محارمك جاءت لهذه المدينة عرضا وطلبت منك والدتك الجلوس معها وتقديم المساعدة لها ونصحها فيما يتعلق بحجابها وألا تخبر أحدا بقدومها لأنها جاءت للعلاج من مرض لا تحب أن يعلم أحد به! ثم أخرجت هاتفك وجعلته ينظر رسائل والدتك لك.

ذُهل صاحبك من طول الأيام التي كان يطوي فيها السوء عليك! وذهل أكثر وهو يتذكر سهام العبارات واللمزات. وعض على يديه ندما وهو يراجع الكلام الذي كان ينقله لمن حولك محذرا وشامتا.

واسودت الدنيا في وجهك وضاقت عليك نفسك وأنت ترى أخص أصدقائك تبلغ به الظنون هذا المبلغ ويستمر فيها ولا يكاشفك ولا يصارحك ويمضي يلقي العبارات الجارحة في كل مناسبة ولو أمام الناس! ثم يمشي بهذه الظنون ويحملها لكل من حولك.

صديقك هذا ظن أن هذا المجلس آخر العهد بينكما، وكان غاية أمله أن تنصرم العلاقة وقد عفوت عنه.

(لكن) لأنك حليم تقي نقي سليم الصدر ابتسمت في وجهه وأنت تدافع نزغات الشيطان وقلت:
لو أنك يا صاحبي تلوت سورة النور تلك الليلة لما استرسلت مع تلك الظنون التي تلقتها جوارحك بالتصديق، قد كان يسعك أن تستفهم وتقول: (ما حملك على هذا) وأنت قد عرفت مني محبة النصح والتواصي وأننا منذ التقينا ل
م نزل نسقي حبنا بالنصح والتواصي. *عفى الله عنك* يا صاحبي وقد *عفوت عنك* استبقاء لمودتك.

وبعد عامين في الغربة مع بعضكما قويت العلاقة بينكما ونسيت هذا الموقف كله كأنه لم يكن. بل لم يطرأ على بالك قط!
لقد كان صديقك يحدث نفسه أن لو كان غيرك لما عفى عنه هكذا ونسي عشرات العبارات الجارحة والنظرات المفترسة التي تقتله بها صباح مساء تلك الأيام. وكان يقول:

(لله ما أنقاه، ليهنه سلامة صدره)

المذنب ما زال يتذكر ذنبه ويستحي منه أما أنت الذي وقع عليك الخطأ فقد نسيته تماما وعفوت عن صاحبه.

وقبل أيام قليلة من انتهاء دراستكم حصلت قصة مشابهة للقصة الأولى.
كأنما الزمان يدور! ثم أسر في نفسه كذلك وعاد للتعريض الجارح أيضا ثم أذاع الظنون ثم دفعته ثم صرح ثم كشفت له الأمر ثم...!

طوال السنتين الماضيتين كنت تظن أنك قد نسيتَ الأمر الأول وتقول إنك قد عفوت تماما وأنك لا تحمل في قلبك ذرة على صديقك. لكنك الآن تشعر بمرارة مضاعفة!
وقد كانت هناك شرارة مطمورة تحت الرماد لا أثر لها، فجاءت ريح ثورتها فعاد الأمر جذعا! واستقامت ساق الجناية وعلت فروعها حتى غشيك من الحزن ما غشيك.

أين العفو هنا؟ ألم تكن تظن أنك قد محوت ذنب صديقك تماما تماما حتى مرت عليك الشهور الطوال دون أن تتذكره؟!

هل وصل المعنى؟


إذا وقع الشرخ فإن طمسه تماما من القلب حتى عند استدعائه وتكراره أمر لا يطيقه المخلوق أبدا.

وقد قيل:

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى
وتبقى حزازات النفوس كما هيا

ويقول صاحب زينبية الحِكم:

واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصعبُ

إن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسره لا يشعبُ

هذا غاية ما لدى المخلوق من مدلول كلمة (العفو)، أما الله العفوُّ س
بحانه فإنه إذا عفا محا وطمس وطوى وصار الذنب كأن لم يكن أبدا أبدا!

وأعجب من هذا أنه سبحانه إذا عفا عن الذنب فإنه يُنسي العبد المذنب نفسه ذنبه عند الحساب لئلا يستحي منه عند ربه!

لو أن إنسانا قتل عائلتك، ثم عفوتَ عنه وقبلت الدية وأسقطت القصاص، لكتب من حولك فيك الأبيات ثناء على عفوك. ربما كنت بعدها لا تمر بالحي الذي يسكنه القاتل، ولا تطيق رؤيته ولا ذكره، _فضلا عن أن تفرح بالعفو عنه وتحمد له التوبة وتقبل عليه وتطوي الأمر كأن لم يكن وتحمد صنيعه وتعلن للناس أنك ستعفو لو عاد ثم أناب!_ وربما كنت تشترط على من يقيم وليمة ألا يدعوه إذا أراد أن يدعوك، بل كل حولك سيدرك ذلك بلا اشتراط. ومع هذا فأنت في أعينهم مثال العفو والصفح. أتدري لماذا؟
لأنك مخلوق، مهما كان قلبك كبيرا فأنت مخلوق صغير. إن قدرتنا جميعا على العفو ضعيفة. وهذا العفو الذي ليس بشيء عند عفو الله تعالى يشكره الله تعالى لنا ويجزل لنا به الثواب.

جناية القتل عليك أهون بكثير من جناية العبد على الله بالكفر. ولكنه حلم الله ولطفه وفضله.

تأمل هذه العبارة:
(عفو الله عن أعظم الجناية عليه سبحانه من أحد من الخلق أكبر وأكمل وأوسع من عفو المخلوق عن المخلوق عند أدنى وأقل جناية عليه)

قدرتك على العفو عن الوخزة اليسيرة ليست بشيء عند قدرة الله ع
لى عفوه عن عبد حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهجاهم السنين الطوال ثم تاب وأناب.

والله إن القلم يستحي أن يمضي في هذه المعاني الآن دون أن يقطع ما بين الجمل والكلمات وهو يسأل الله العفو. يا رب عفوك يا رب عفوك.

اللهم إنك عفو.. تحب العفو.. فاعف عنا..

ومن العجيب هنا أن الله إذا عفا عن ذنبك مسحه من ديوان أعمالك، بل حتى الملائكة الذين كتبوا السيئة عليك فإن الله ينسيهم إياها!
هذا وقد سماهم الله (حافظين)! وقد زادوا الحفظ بالكتابة وكانوا
(كاتبين)!
{إن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون}
ولكن الله ينسيهم ذنبك تماما كأنهم ما حفظوا وما كتبوا وما علموا.

آلآن
هل بان لك الفرق بين الجملتين؟!
وعرفت المفاوز فيها بين الفعلين؟!

بين (عفا الله عنك) و (عفا فلان عنك).

حتى لو كان فلان هذا طاهر القلب، زكي النفس، سليم الصدر. فما بالك بغيره من الخلق!

قال الكلبي:
إن الله اقدر على عفو ذنبك منك على عفو صاحبك.

جاء في الموسوعة العقدية للدرر السنية:

"(العفو): اسم من أسماء الله الحسنى، ومعنى العفو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من اسم الغفور ولكنه أبلغ منه، لأن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر.
فالعفو في حق الله عز وجل عبارة عن إزالة آثار الذنوب بالكلية، فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة، وينسيها من قلوبهم، كيلا يخجلوا عند تذكرها، ويثبت مكان كل سيئة حسنة، قال تعالى: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}".


وليس هذا الحديث تقريرا لاستدامة الشحناء وإذكائها، وليس اعتذارا لأصحاب الفجور في الخصومات، إن الحديث عن سلامة الصدر وفضل العفو والصفح هو كما كنت تعلم تماما. وبيان وجوه نقصان عفو الخلق وبُعدها عن عفو الله لا يعني ذم هذا العفو منا والتقليل منه.

الحديث هنا عن قدرة إلهية ومعجزة يختص بها الله سبحانه لأنه سبحانه وحده العفوّ الذي له من هذه الصفة تمامها وكمالها.

يقول الله تعالى:
{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا ا
لذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
ومن بلاغة القرآن ودقة تعبيره مجيء حرف (كاف التشبيه) هنا، قال ابن عاشور:
"تشبيه في زوال العداوة ومخالطة شوائب المحبة، فوجه الشبه هو المصافاة والمقاربة وهو معنى متفاوتُ الأحوال، أي مقول على جنسه *بالتشكيك* على اختلاف تأثر النفس بالإِحسان وتفاوت قوة العداوة قبلَ الإحسان، ولا يبلغ مبلغ المشبَّه به إذ من النادر أن يصير العدوّ وليّاً حميماً".

إن هذا العجز عن العفو التام ونسيان المعايب يندرج تحته كثير من الحكم الشرعية لكثير من الأحكام. بل إن الشرع جعل أسوارا عالية وحصونا مشيدة للعلاقات بين المؤمنين، لأن الشرخ في العلاقة يصعب معه محوه. انظر التغليظ في الغيبة مثلا، إن سماع كلمة سوء عن مؤمن أمر إذا وقع فيعسر معه محوه من عقول السامعين! وهذا له من الآثار الشيء الكثير والعظيم، بل ربما بقي قلبك يحمل الضغينة على أحد من أجل رجل اغتابه في مجلس قبل سنوات!


وبعد:
فكيف يُنال عفو العفوّ سبحانه؟

بأن تعلم أنه سبحانه العفوّ، وأن تسأله هذا الأمر وأنت موقن بأنه لا أحد أقدر على العفو منه سبحانه، وأنه سبحانه وحده العفوّ القدير الغفور.

وأن تثني عليه سبحانه بهذه الصفة وتجعل اسمه العفوّ قرين دعائك، وحديث جلسائك.

وأن تتخلق بهذه الصفة مع الخلق، فإن الله وقد عرفت حب
ه للعفو عن الناس يحب منك أن تعفو عن هؤلاء الناس. فهو سبحانه عفوّ يحب العفو والعافين عن الناس.
وليت شعري كيف يعلم العبد أن عفوه عن عباد الله باب مشرع لبلوغ عفو الله عنه ثم يتأخر عنه!

وأين عفوك عن عفو الله؟ وأين ما تنتظره مما يعده الله لك؟
ظلمك أخوك؟ سبك؟ بهتك؟
وهل يكون العفو إلا ههنا؟! وهل يكون العفو إلا مع قيام الخطأ والتقصير؟!

ألا يكفيك أن العفوّ سبحانه قد تكفل لك بالأجر مقابل عفوك {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}

والله لو قام وجيه من وجهاء الدنيا شفيعا لكنت عند شفاعته وقبلتها وأنت منشرح مسرور، فكيف والله سبحانه يسألك العفو عن العباد ويعدك
بالأجر من عنده؟

وكيف لعبد علم من نفسه طغيان التقصير مع الله أن يفرط في فرصة بلوغ عفو العفوّ سبحانه بهذا العمل اليسير؟

ألا تحبون أن يعفو الله عنكم؟
ألا تحبون أن يصفح الله عنكم؟
{ وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}

هذه الليالي ليالي العفْو.. وهي ليالي العفوّ سبحانه..

في هذه الليالي ذكرى لشؤم الخلاف ففي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: (إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت).
هذه أيام العفو والطهر والسلامة.

إن لم يعفُ العبد هذه الأيام وهو يرجو بركة ليلة القدر فمتى؟
إن لم يعفُ هذه الليالي وهو يدعو ربه العفوّ ويسأله العفو فمتى؟

اللهم إني لا أدخر سببا أطيقه لبلوغ عفوك..
وإني يا رب أشهدك أني عفوت عن كل عبد لي عنده أي
حق..
اللهم بعفوي عن عبادك اعف عني..

اللهم إن لنا ذنوبا قد سبقت عملناها بجهالة..
وإنا نستحي ربنا أن نلقاك بها.. اللهم امحها عنا وعن ملائكتك الكرام الكاتبين.. اللهم أبدلها حسنات وضاعف لنا..
اللهم باسمك العفوّ اجعلنا من العافين عن الناس
اللهم باسمك العفوّ سلم قلوبنا وزك نفوسنا

اللهم إنك عفوٌّ قدير غفور تحب العفو فاعف عني..
اللهم اعف عني ووفق عبادك للعفو عني..
اللهم اعف عن كاتبها وقارئها ومبلغها..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 05-04-2024, 11:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


الوداع الشرعي لشهر الخير
رضوان بن أحمد العواضي
(27)


بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الحق جل وعلا في كتابه الكريم: ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) البقرة ( 185 ).

في الآية بيان ما ينبغي ان يكون عليه حال العبد عند إتم
ام صوم شهر رمضان، وذلك برؤية هلال شهر شوال؛ من شكر الله بتكبيره على توفيقه وعونه بإتمام الصيام، ومقتضى هذا ان يفرح العبد بهذه النعمة، وهل شرع العيد عقب رمضان الا لذلك؟!. قال الحق سبحانه وتعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58]، وفي الحديث الذي اخرجه الامام مسلم وغيره، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحه حين يلقى ربه).

وعليه فان تباكي بعض الناس على رحيل شهر رمضان، وانتشار ذلك بينهم على مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الحزن وعبارات المواساة، حتى تحول الحال الى مأتم بينهم؛ خلاف ما كان عليه هدي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وان كان في القلب شيء من الحزن على فراق هذا الشهر الفضيل، الا أن الأولى للعبد ان يفرح بإتمام الشهر، وان يدعو ربه قبول عمله، ثم فعل ما امره الله به من تكبيره على اعانته وتوفيقه على صوم شهر رمضان، وللمسلمين تبادل التهاني وعبارات الفرح فيما بينهم على إتمام هذه الشعيرة العظيمة كما ثبت ذلك عن سلف الأمة.

وفي الآية دليل على ان التكبير هو المشروع للعبد في كل ما يسره ويبهج قلبه وفؤاده، فان حصل له ما يسره، او سمع ما يسعده، فله ان يكبر الله على ذلك، شكرا له على ما أنعم عليه من الخير، او على من يحب، وهنا عُلل التكبير بقوله: (ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) فجعل التكبير دليل شكر العبد لربه على نعمة توفيقه وهدايته في إتمام عبادة الصوم، وفي كل خير يمن به عليه.

وحقيقة التكبير هنا، لا تقتصر على مفردات اللفظ وحسب، بل لابد ان يكون باللفظ والعمل والإعتقاد، قال الإمام الفخر الرازي - رحمه الله - في تفسيره (5/ 259): ( وَاعْلَمْ أَنَّ تَمَامَ هَذَا التَّكْبِيرِ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْقَوْلِ، والاعتقاد، والعمل، أما القول: فالإقرار بصفاته العلى، وَأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَتَنْزِيهُهُ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ نِدٍّ وَصَاحِبَةٍ وَوَلَدٍ وَشَبَهٍ بِالْخَلْقِ، وَكُلُّ ذَلِكَ لَا يَصِحُّ إِلَّا بَعْدَ صِحَّةِ الِاعْتِقَادِ بِالْقَلْبِ. وَأَمَّا
الْعَمَلُ: فَالتَّعَبُّدُ بِالطَّاعَاتِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ،
وَالْحَجِّ) انتهى.

فحين يردد العبد تكبيرات العيد، او تكبير الفرح شكرا لربه على نعمة الهداية والتوفيق، ينبغي ان يكون جنانه مدركا لما يقوله؛ من اعتقاد وحدانية ربه في حق العبودية والطاعة المطلقة، واعتقاد انه دون احد سواه من له الفضل المطلق في توفيقه وعونه لكل خير وصل اليه، ولهذا فهو من يستحق ان يعبد بحق في الوجو
د.

كما على العبد ان يثبت بجوارحه صدق تكبيره لخالقه الدال على شكره له، وذلك بلزوم طاعته وفق طاقته وجهده، واجتناب نواهيه وزواجره، فانه ان فعل ذلك فقد أدى حق شكره لربه على نعمته وهدايته، وهذا ما بينه الحق سبحانه وتعالى في كتابه ، وارشد العباد اليه فقال جل وعلا : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، وفي السنة المطهرة يبين المعصوم صلى الله عليه وسلم ان جوهر الشكر لله؛ صلاح عمل العبد، ولزومه طاعة ربه، والمسابقة الى مراتع رضوانه، في الصحيحين: أنه قام صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه! فقيل له: تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: (أفلا أكون عبدا شكورا) متفق عليه.

والصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم ان وقت تكبير الفطر يبدأ بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وقيل بالخروج لصلاة العيد لفعل ابن عمر ذلك، واجيب على هذا: أنه انما يبدأ بغروب شمس آخر يوم من رمضان لأن المسلم يكون بغروبها قد أنهى عدة رمضان التي يشرع بعدها التكبير.

واختلف في آخر وقته، والذي يرجحه أهل العلم انه ينتهي بتكبيرة الإحرام لصلاة العيد، وهو قول الامام الشافعي، وجماعة من أهل العلم، قال ال
شافعي
- رحمه الله – كما في الأم (1/ 275) : (يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى وجماعة في كل حال، حتى يخرج الإمام لصلاة العيد، ثم يقطعون التكبير) انتهى.

وكان صلى الله عليه وسلم كما صحح الألباني ذلك في الصحيحة: يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة؛ قطع التكبير.

والمراد بتكبيره حتى انقضاء الصلاة: التكبير المشروع بعد تكبيرة الإح
رام، وبعد القيام للركعة الثانية.

وقيل ينتهي بانتهاء خطبة العيد، وقيل: بمجيء الإمام للصلاة، ولعل هذا القول مشابه للقول الأول: وهو الإحرام لصلاة العيد، لأن الإمام اذا دخل شرع بالصلاة، وعليه فالقول الأول هو الراجح كما ذكرنا.

وهل يسن التكبير دبر الصلوات الثلاث ( المغرب والعشاء والفجر ) ليلة الفطر ويومه ؟ الذي يظهر ان ذلك لا يسن وانما يكون التكبير في عيد الفطر مطلقا في جميع الأوقات، ولا يأتي به المصلي دبر صلواته، كما هو الحال في عيد الأضحى، وان اتى به بعد انصرافه من الصلاة فالسنة ذلك.

قال المرداوي – رحمه الله - في الإنصاف (2/ 304): (لا يسن التكبير عقيب المكتوبات الثلاث في ليلة عيد الفطر، على الصحيح من المذهب) انتهى.

واما صيغة التكبير، فالصحيح ان تكبير العيدين، لم يثبت فيه شيء معين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يلزم اتباعه، والعمل به، وما اعتاده الناس من التكبير فالأظهر انه مجزئ، قال الامام النووي رحمه الله كما في
الاذكار(ص: 289) : ( إن قال ما اعتاده الناس فحَسَن، وهو "اللَّهُ أكْبَرُ كَبيرًا، والحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحانَ اللَّهِ بُكْرَةً وأصِيلًا" وكل هذا على التوسعة، ولا
حَجْرَ في شيء منه) انتهى.

وقال محدث اليمن، وعلامة الأمصار؛ الامام الصنعاني رحمه الله، كما في سبل السلام (2/ 72): ( وفي الشرح صفات كثيرة واستحسانات عن عدة من الأئمة، وهو يدل على التوسعة في الأمر وإطلاق الآية يقتضي ذلك) انتهى.

واختار جمع من أهل العلم ما ورد عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين من صيغ التكبير، كقول: الله أكبر الله أكبر، لاإله إلا الله والل
ه أكبر الله أكبر ولله الحمد.

قال الشافعي والأصحاب: (إن زاد فقال: الله أكبرُ كبيراً، والحمدُ للَّه كثيراً، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُـ كان حسناً) الأذكار: (ص: 288) انتهى.

وصحح الألباني – رحمه الله - في الارواء، من صيغ التكبير ما يلي :

الأولى: الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد.

الثانية: الله أكبر، الله اكبر، الله اكبر ولله الحمد، الله اكبر واجل، الله أكبر على ما هدانا.

وحاصل ما سبق، ان الامر واسع - ولله الحمد - والأولى للعبد التنويع في صيغ التكبير الواردة ، وان اقتصر على شيء منها فلا مانع من ذلك كما أسلفنا القول .

والسنة ان يكبر كل واحد بنفسه، بصوت يسمعه، مستقلا عن غيره، لا ان يردد الجميع التكبير بلفظ واحد، فهذا مما لا أصل له في دين الإسلام، اما ان توافق تكبير الجميع دون قصد فهذا لا شيء فيه، اذ الممنوع قصد التوافق والترديد باللفظ والصوت الواحد.

قال العلامة ابن الحاج كما في المدخل (2/ 290): (يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه، فهذه هي السنة. أما ما يفعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سلم الإمام من صلاته كبر المؤذنون على صوت واحد، والناس يستمعون إليهم ولا يكبرون في الغالب، وإن كبر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم فذلك كله من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده) انتهى.

واما ما يراه بعض الناس من ان التكبير الجماعي فيه تعليم الناس لصيغته ، فيرد عليه بأن التكبير لا يلزم منه تعلم صيغة معينة منه كما اسلفنا ، وانما يجزئ فيه أي صيغة كانت.


وأما رفع التكبير بمكبرات الصوت في المساجد، وغيرها، فمما لا مانع منه، لما فيه من اظهار لهذه الشعيرة العظيمة، وتذكير الناس بها.

والحمد لله رب العالمين،،،




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 07-04-2024, 12:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


زكاة الفطر... مسائل وأحكام
رضوان بن أحمد العواضي
(28)


بسم الله الرحمن الرحيم

روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عمر قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقة الفطر صاعا من شعير أو صاعا من تمر، على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين( متفق عليه.

وفي الحديث من الأحكام والمسائل ما يلي:

1- وجوب زكاة الفطر على المسلم صغيرا كان او كبيرا، ذكرا او أنثى، حرا او عبدا.

2- أن زكاة الفطر لا يتعلق وجوبها بمن صام رمضان فحسب بل بمن
صامه وبمن لم يصمه، سواء كان تركه الصيام لعذر او لغير عذر، ما لم يكن تركه الصيام نكرانا منه بوجوبه ومشروعيته، ووجه ذلك قوله في الحديث أعلاه: (على الصغير والكبير) ومن المعروف ان الصغير لا يجب عليه صيام شهر رمضان وإنما وجبت زكاة الفطر عليه لكونه كما في الحديث: (من المسلمين).

3- مما ذهب اليه الفقهاء ان زكاة الفطر تجب حتى على الجنين الذي في بطن أمه، وهذا ما ذهب اليه الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ووافقه عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعله رضي الله عنه سنة متبعة لحديث: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين.... الحديث.( ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2549 في صحيح الجامع.

4- لا تجب زكاة الفطر الا بغروب شمس آخر يوم من رمضان، ودخول ليلة العيد؛ وعليه فمن مات قبل هذا الوقت فلا تجب زكاة الفطر عنه، والمولود بعد صلاة العيد لا تخرج الزكاة عنه، على قول من ذهب الى إخراجها عنه.

5- أن على كل نفس من زكاة الفطر صاعا من قوت أهل البلد، والصاع : أربعة أمداد بمد النبي صلى الله عليه وسلم ، والمد فسر بأنه ملء اليدين الممدودتين المتوسطتين مرة واحدة ، وقدره فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - وزنا بقوله كما في فتاوى نور على الدرب (10/ 2):
(كيلوان وأربعون غراماً يعني حوالي كيلوين وربع) انتهى.

6- تخرج زكاة الفطر من غالب قوت أهل البلد فمن كان غالب قوت بلده: البر أخرجها من البر، وان كان من الأرز أخرجها منه، وهكذا.

7- مما قرره الفقهاء – رحمهم الله - أن زكاة الفطر تتبع البدن وعليه فان ولي الأسرة لا يخرج زكاة الفطر الا عمن كانوا معه في بيته، اما من كان مقيما خارج البيت كالمسافر ومن خرج من بيت أبيه وسكن في بيت آخر، فانه يخرج زكاة الفطر عن نفسه في المكان الذي يتواجد فيه.

8- لا مانع من نقل زكاة الفطر من بلد الى آخر، ما دعت الحاجة الى ذلك، وتقرر بنقلها المصلحة الشرعية، كأن يكون من نقلت اليه هذه الزكاة من القرابة وكان من أشد الناس حاجة وفقرا.

9- يجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد وأما من اداها بعد الصلاة فان ذلك لا يجزئه للحديث الصحيح ) : زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو و الرفث و طعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات( قال الألباني: (حسن) الارواء 843 ، صحيح أبي داود 1427. لذا كانت السنة في صلاة العيد تأخيرها ليتسنى للناس إخراج زكاة فطرهم، والعبرة لكل مسلم صلاة أهل حيه او قريته.

10- يجوز تقديم إخراج زكاة الفطر بيوم او يومين رخصة
للناس ولا يجوز تقديمها بأكثر من ذلك والأولى إخراجها قبل صلاة العيد لتتحقق العلة من اخراجها وهي اغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في هذا اليوم، حتى
لا ينشغلوا عن الصلاة وشعائرها بسؤال الناس، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ) أغنوهم عن الطلب في هذا اليوم)، قال الهروي في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1298) : (وَلَعَلَّ الْأَمْرَ بِالْإِغْنَاءِ لِئَلَّا يَتَشَاغَلَ الْفَقِيرُ بِالْمَسْأَلَةِ عَنِ
الصَّلَاةِ) انتهى.

11- الأولى عدم صرفها لغير الفقراء والمساكين
وهذا
مذهب: المالكية ورواية عن أحمد واختارها ابن تيمية إلى تخصيص صرفها بالفقراء والمساكين. ورجح هذا الرأي كثير من علماء العصر المعتبر رأيهم.

12- أما إخراج القيمة فقد اختلف العلماء فيه، فذهب
جمهورهم الى عدم جوازها وانما الواجب فيها الطعام لفعله صلى الله عليه وسلم ودل عليه منطوق الحديث أعلاه، خلافا للأحناف الذين أجازوا إخراج القيمة، والذي يظهر ان إخراج القيمة لا مانع منه لمن تعذر عليه إخراجها طعاما او لمن كان يعلم يقينا ان القابض لهذه القيمة سيشتري بها طعاما، وكذا تجوز القيمة لمن دفعها للجمعيات
الخيرية التي تقوم بشراء الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين.

13- من أخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد وتعذر عليه
بعد ذلك الحصول على الفقير او المسكين قبل الصلاة، ولم يتمكن من تسليمه هذه الزكاة الا بعد الصلاة فلا شيء عليه، وتبقى عنده وديعة حتى الحصول
على مصرفها، وهذا بشرط اجتهاده في البحث عن الفقراء والمساكين اما من قصر في ذلك او امتنع عن اعطائها لمستحقها؛ لخلاف بينه وبين هذا الفقير، او ذاك المسكين، او نحو ذلك، فهذا مما لا يعذر به.

14- تجب زكاة الفطر حتى على الفقير الذي عنده ما
يزيد على قوت يومه، فان لم يكن لديه الا ما يكفيه ليومه فلا تجب عليه.

15- الأولى ان يدفع الصائم زكاة الفطر لمصارفها

بنفسه، وتجوز فيها الإنابة في دفعها لمن وثق به وعلم انه سيدفعها لأهلها.

16- من نسي إخراج زكاة الفطر، ولم يتذكرها الا بعد
خروج وقتها، فليخرجها على الفور دون مماطلة ولا شيء عل
يه ان شاء الله تعالى لعموم قوله تعالى: )رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ
أَخْطَأْنَا) [البقرة : 286]، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال : ( قد فعلت ) ، وللحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال:
(رفع عن أمتى الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه).

17- من ماطل في إخراج زكاة فطره متعمدا حتى خرج وقتها
فعليه إبراء ذمته ولو بعد خروج الوقت الشرعي مع التوبة الى الله جل وعلا لان الواجب لا تبرأ الذمة منه الا بأدائه، ولو بعد خروج وقته على قو
ل.

18- وفي الحديث أن الذكر والأنثى سواء في الأحكام
الشرعية، الا ما ثبت الدليل على تخصيص أحدهما بحكم دون الآخر.

19- جواز تسمية الزكاة الواجبة بالصدقة، فالزكاة لفظ
أخص من لفظ الصدقة، ويفهم المراد من لفظها - الوجوب او التطوع - من خلال السياق.

والحمد لله رب العالمين،،،


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 07-04-2024, 11:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


انقضاء رمضان بين الأفراح والأحزان
وليد بن عبده الوصابي
(29)


بسم الله الرحمن الرحيم
كل عبادة لها زمنها ووقتها وحدُّها، فإذا أقبلت فُرح وسُرّ بها، وإذا انتهت حُزن عليها، وفُرح بإتمامها.
ومن هذه العبادات، عبادة الصيام.
فالمشروع بعد إتمام الصيام: الفرح بذلك؛ لانتهاء العمل، وبقاء
الأجر والأمل، وفي الحديث (للصائم فرحتان، فرحةٌ عند فِطره ...) الحديث.
قلت: فكيف إذا انتهى من صيام شهره؟!





قال الله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون".
وقال الله تعالى: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون".
وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ -يعني يوم أن لعب الحبشة في المسجد-: (لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً؛ إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ)" رواه أحمد وصححه الألباني في "صحيح الجامع.


وهذه سنَّة الله، في تقسيم الأزمنة والأيام، فالذي شرع الصيام والقيام، وحثّ على الخشوع والبكاء، شرع أيضاً: الفرح بالعيد والغيد، والسرور والحبور، والتوسعة على العيال، فلمَ نلزم أنفسنا حالاً واحدة؟!
وهل ثبت عن سيد الخلق، عليه الصلاة والسلام، ملازمة الحزن على فراقه؟
فهديُه أكمل الهدي، ولا يعلى عليه، فلنلزم غرزه، ولنتبع هديه
، ومداخل الشيطان كثيرة.
وإذا كان الحزن على رمضان، حزناً طبيعياً جبلِّياً، لفراق المألوف، ودون كلفة وتكلف، فهذا لا بأس به، وهو وارد على النفس لا محالة، كفراق عزيز، أو نزوح حبيب، مثلاً.
قال ابن رجب -رحمه الله-: "كيف لا تجري للمؤمن على فراق رمضان دموعُ، وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليهِ رجوع" ؟
(لطائف المعارف: ١/ ٢١٧).

أمّا أن يستمر الحزن، ويُتعبد الله بذلك، فهذا مخالف لما أمر الله به من الفرحة في العيد، والعيد يقتضي الفرح، وقد فرح فيه المعلم الأول، والعابد الأواب عليه الصلاة والسلام، وكان قبله بيوم صائماً قائماً، وحياته كلها قيام، فيكفيك -أخي- ما كفاه، وإلا فَـ (إنما يأكل الذئبُ من الغنمِ القاصية)، فإياك ثم إياك؟
وأنت مأجورٌ على فرحتك فيه -أفرحك اللهُ بطاعت
ه- (والحزن غير مطلوبٍ، لا شرعاً ولا عقلاً ولا عرفاً). فافهم حكمة الباري.

وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
"إِظْهَار السُّرُورِ فِي الْأَعْيَادِ.. مِنْ شِعَارِ الدِّينِ".
(فتح الباري: ٢/ ٤٤٣).

وقال الشيخ عبد الله الجبرين:
‏وعلى كل حال؛ فلا مانع من الجمع بين الفرح بإكمال شهر رمضان والفرح بالعيد، وهو ما وفق فيه العبد للأعمال الصالحة، وبين الحزن على ‎رمضان وهو الح
زن على الأوقات التي تكون فاضلة والأعمال فيها مضاعفة.

والخلاصة: أن الحزن يكون لفراق ما في رمضان من العبادات، وكثير القربات من قيام وصيام، وصدقة وبر وغيرها من الأعمال التي تجتمع في هذا الشهر الفضيل.
والفرح يكون بانتهائنا من أداء ما علينا من تكليف، وقضاء الصيام والقيام، وانتظار الأجر من الكريم سبحانه في الدنيا والآخرة.
ونرجوا أن يكون الله تقبل منا ما عملنا من أعمال صالحة -على قِلّتها- في هذا الشهر المبارك.
وأختم مقالي بأبيات أعجبتني عن الحزن الطبيعي الجبلي على فراق رمضان:
قال قائلها:

بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً *** كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُُ
فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا *** وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبل ُ
إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً *** هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟
لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً *** هوَ والذي في شهره لا يعملُ
رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ *** ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ
رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي *** في قادم الأيامِ أم نتقابل
أســأل الله أن يكون خَتم ربنا لي ولكم شهرنا هذا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعمل متقبل مبرور.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 08-04-2024, 11:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا


كيف تَثْبُت على الطاعة بعد رمضان
أحمد عبدالمجيد مكي
(30)




بسم الله الرحمن الرحيم

يلاحظ أَنَّ كثيرًا من المسلمين ممن كانوا يحافظون على أنواع كثيرة من الطاعات في رمضان كالذكر والصدقة والتبكير إلى الصلوات وغيرها، يهملون هذه الطاعات بعد انقضاء الشهر ولا يثبتون عليها ، وهذا الأمر إِنْ استمر له خطورته على إيمان العبد وخاتمته وآخرته.
وقد أمرنا الله بالثبات على الطاعات حتى الممات في قوله تعالى: «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»{الحجر:99}، كما أمرنا أَنْ نسأله عدة مرات في اليوم الواحد أَنْ يهدينا الصراط المستقيم . وهذا الثبات له موانع وله عوامل. إِنْ تجنب الإنسان موانعه وأخذ بعوامله ثبت على الطاعة بإذن الله.
وفيما يلي بيان مختصر لأغلب هذه الموانع وأهم هذه العوامل، لعل
الله عز وجل أَنْ ينفع بها قارئها وكاتبها.

أولا - الموانع :
المانع الأول- طُولُ الْأَمَلِ : وحقيقته: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والإعراض عن الآخرة، وقد حَذَّرنَا الله مِنْ هذا المرض في قوله : « وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ » أَيِ طُولُ الْأَمَلِ ، و بَيَّنَ سبحانه أَنَّهُ سبب قسوة القلب فقال « وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ »{الحديد:16}، كما بَيَّنَ أَنَّهُ سبب الانشغال عن هدف الانسان من الحياة فقال:« ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ »{الحجر:3} ، وذَكَرَ أَنَّهُ سبب للانتكاس والسقوط فقال:«إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ»{ محمد : 25} ، أي زَيَّنَ لهم الشيطان خطاياهم، و مَدَّ لهم في الأمل ووعدهم طول العمر،
وما ذاك إِلَّا لِأَنَّهُ –كما يقول القرطبي- دَاءٌ عُضَالٌ ومرض مُزْمِنٌ ، ومتى تَمَكَّنَ من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس مِنْ بُرْئِهِ الحكماء والعلماء. وقال الحسن البصري: ما أطال عَبْدٌ الْأَ
مَلَ إِلَّا أساء العمل. وصدق رضي الله عنه! فالأمل يُكْسِلُ عن العمل ويورث التراخي والتواني، وَيُعْقِبُ التشاغل والتقاعس، وَيُخْلِدُ إلى الأرض وَيُمِيلُ إلى الهوى. وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان، كما أَنَّ قِصَرَ الأمل يبعث على العمل، ويحث على المسابقة. انتهى كلامه رحمه الله

المانع الثانى: التوسع في المباحات:
لا شك أَنَّ التوسع في المباحات من الطعام والشراب واللباس ونحوها سبب في التفريط في بعض الطاعات وعدم الثبات عليها. فهذا التوسع يورث الركون والنوم والراحة والدَّعَةَ، بل قد يجر إلى الوقوع في المكروهات، لِأَنَّ المباحات باب الشهوات، و ليس للشهوات حَدٌّ ، لذا أمر سبحانه بالأكل مِنْ الطَيِّبَاتِ ونهى عن الطغيان فيها قال تعالى: «كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ»{طه:81}، ولا يعني هذا تحريم ما أحل الله، فقد كان نَبِيُّنَا-وهو أصدق الزاهدين- يحب العسل والحلواء، ويأكل اللحم ، ويقبل ما يقدم إليه إلا أن يَعَافَهُ -أي لا يرغب فيه. فاستعمال المب
اح لا حرج فيه، لَكِنَّ الآفة أَنْ يكون في ذاته هدفًا وغاية.

المانع الثالث: الابتعاد عن الأجواء الإيمانية:
مِنْ أصول عقيدتنا أَنَّ الإيمان يزيد وينقص، فيضعف ويضمحل إذا عَرَّضَ الْعَبْدُ نَفْسَهُ لأجواء الإباحية والفجور والتبرج والسفور أو انشغل قلبه على الدوام بالدنيا وأهلها، لذا بَيَّنَ النبي الكريم أَنَّ أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغضها الأسواق ، وما ذلك إلا لِأَنَّ المساجد بيوت الطاعات، ومحل نزول الرحمات، والأسواق محل الغش والخداع والأيمان الكاذبة و خُلْف الوعد وغير ذلك مما في معناه. وقد حث الشرع على مرافقة الصالحين وملازمتهم ليعتاد المسلم فعل الطاعات، وترك السيئات. ومما يؤكد أَنَّ البيئة تؤثر في ايمان العبد: جواب الْعَالِمِ لقاتل المائة حينما سأله: هل له من توبة؟ قال الْعَالِمُ : « نعم ومن يحول بينك وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فَإِنَّ بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ».

ثانيا: العوامل
العامل الأول: الدعاء بالثبات:
مِنْ صفات عباد الرحمن أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أَنْ يثبتهم على الطاعة و أَنْ لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم ، فهم يوقنون أَنَّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يُصَرِّفُهَاكيف يشاء ، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «اللهم يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، اللهم يا مُصَرِّف القلو
ب صرف قلبي إلى طاعتك». وكان من دعائه: «اللهم اهدني ويَسِّر الهدى لي» ، كما أَمَرَ عليًا أَنْ يسأل الله عز وجل السداد والهدى، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو:«اللهم يَسِّرني لليسرى وجَنِّبْنِي العسرى».

العامل الثاني: تنويع الطاعات والمسارعة إليها:
مِنْ رحمة الله عز وجل بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية وقد أمر الله عز وجل بالتسابق إليها جميعا، وعدم التفريط في شيء منها. وبمثل هذا التنوع وتلك المسارعة يثبت المسلم على الطاعة، ولا يقطع الملل طريق العبادة عليه، مصداقًا لقوله تعالى:«وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا»{النساء:66}،
وقد ألمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حين سأل صحابته: «مَنْ أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ اتبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ أطعم اليوم منكم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة»
. ونلحظ أَنَّ الطاعات المذكورة جمعت أنواعًا من العبادات فمنها عبادات بدنية (كالصيام، واتباع الجنائز، وعيادة المريض) وعبادات مالية (كإطعام المساكين)، وعبادات ذات نفع متعد مثل (عيادة المريض اتباع الجنائز إطعام المساكين). وعبادات ذات نفع قاصر (مثل الصيام).

العامل الثالث: التعلق بالمسجد وأهله:
ففي التعلق بالمسجد وأهله ما يعين على الثبات على الطاعات، حيث المحافظة على صلاة الجماعة والصحبة الصالحة ودعاء الملائكة، وحلق العلم، وتوفيق الله وحفظه ورعايته. ونصوص الوحيين في ذلك كثيرة مشهورة،

العامل الرابع: مطالعة قصص الصالحين:
لقد قص الله علينا في كتابه قصصًا طيبة مِنْ أخبار الأنبياء والسابقين، ولم تذكر للتسلية والسمر ولكن لننتفع ونتعظ بها. ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطائعين والطائعات، قال تعالى: « وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ » {هود:120}.
وكثير من الناس تتغير أحوالهم إِلى الأصلح والأحسن بالاطلاع على سير ال
عظماء والأكابر، خاصة سير السلف الصالح الأوائل الذين ضربوا أعظم الأمثلة في التضحية والعبادة، والزهد والجهاد والإنفاق وغيرها. وكانوا بحق شامة الناس ومقدمي الأمم. فالاطلاع على هاته السير يورث المرء حماسًا عظيمًا،
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إِنَّ التشبه بالكرام فلاح

العامل الخامس: التطلع إلى ما عند الله من النعيم المقيم:
إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الانسان فعل الطاعات وترك المنكرات،مصداقا لقوله تعالى :«واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون»{البقرة:45-46}،
وفي حديث يُعلي الهمة ويحث على صالح العمل والثبات عليه يذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أدنى أهل الجنة منزلة ،فيقول: « سأل موسى ربه ما أَدْنَى أه
ل الجنة منزلة؟ قال : هو رجل يجيء بعدما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فيقال له: ادْخُلِ الْجَنَّةَ . فيقول: أي رب: كيف وقد نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت ربي. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله، فقال في الخامسة رضيت ربي. قال: رَبِّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أرَدتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وخَتَمْتُ عليها فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"، قال صلى الله عليه وسلم : وَمِصْدَاقُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {السجدة:17}»
نسأله سبحانه أَنْ يستعملنا في طاعته وأَنْ يثبتنا عليها. آمين


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 202.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 196.37 كيلو بايت... تم توفير 5.90 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]