|
ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مبتعثونا والذوبان في ثقافة الآخر
مبتعثونا والذوبان في ثقافة الآخر زيادة وتيرة الابتعاث إلى الخارج في الآونة الأخيرة تعكس حرصاً شديداً من قبل الدولة لإتاحة فرص العلم والتخصص لأعداد كبيرة من أبنائنا وبناتنا، لكن الابتعاث من جانب آخر يستوجب تأهيلاً خاصاً وإعداداً جيداً لهؤلاء الأبناء؛ حتى يستطيعوا التكيف مع الظروف الجديدة التي سيواجهونها. وطرحنا مسألة الابتعاث على بعض المهتمين بالأمر من خلال المحاور الآتية:- وصايا مهمة للمبتعث قبل السفر. - أهداف الدورات التي تقام للمبتعثين. - ما المطلوب من المبتعث؟ الهدف من الابتعاث تحدث إلينا الشيخ عيضة الزهراني وقال معلقاً على المطلوب من المبتعث: ما المطلوب منك أيها المبتعث المغترب؟ يعتقد الكثير من المبتعثين أن الهدف الأسمى لابتعاثهم هو العودة بالشهادة وهي وثيقة التخرج التي لا تزيد مساحتها عن (a4) وتضم في داخلها اسم المبتعث وتخصصه واسم البلد والجامعة التي تخرج منها، صحيح أن الشهادة أو وثيقة التخرج مطلوبة ولكنها ليست الهدف الأسمى، فالهدف الحقيقي من الابتعاث هو الحصول على العلم والمعلومات والعودة بها لتطوير الوطن ونفع الأهل وتسخير هذا العلم والمعلومات في خدمتهم والنهوض بهم. وهناك من يرى أن طلب العلم يعني الانغماس الكلي في ثقافة البلد الجديد لدرجة فقدان الهوية وذوبان الثقافة الأم، وهذا ليس من باب العلم في شيء، بل إن ذلك يدخل في باب ضعف الشخصية وقلة الدربة وسطحية الرؤية، فالمحافظة على الدين والأخلاق والأعراف والعادات والتقاليد تعزز إثبات الذات والاعتزاز بالوطن والهوية، وليس المطلوب منك -أخي المبتعث- أن تأخذ من تلك البلاد العلم والمعلومات النافعة فقط، بل المطلوب منك أن تعطي لأهل تلك البلاد حضارة أمتك وأن توضح لهم آدابها وتقاليدها وملامحها وفضلها واعتزازها بأهلها؛ وذلك بالوصف النظري مع التطبيق من خلال سلوكك والتزامك بقيمك وبمواعيدك وعلمك واحترامك لرفاقك وتقديرك لأبناء جلدتك. تحصين الذات وعن المحور الخاص بأهداف الدورات التي تقام للمبتعثين قال الشيخ عيضة الزهراني: تهدف الدورات إلى إعانة الطالب المبتعث إلى الخارج على تحقيق الغاية من ابتعاثه وذلك من خلال التالي: 1 – العلم الشرعي الذي يعينه على تحصين نفسه وأسرته من مزالق الانحراف في التصور والسلوك والإدراك. 2 – الثقافة العامة التي تبصره بأنجع الوسائل والأساليب للمحافظة على دينه ونفسه وعرضه وماله وتجنب ما يسيء إلى أي منها. 3 – الاطلاع على ظروف الحياة وطبيعتها والخلفيات الفكرية والاجتماعية للبلاد التي يوفد إليها. 4 – التأكيد على أهمية التفوق العلمي والإفادة القصوى مما تتيحه فرصة الدراسة في الخارج من الاطلاع والبحث فيما يخدم التخصص العلمي الذي سيدرسه. 5 – تعميق الوعي بالقضايا الإسلامية وضرورة التفاعل معها والإسهام في حلها بقدر المستطاع والتذكير بالدور الرائد للمسلم في الدعوة إلى الله على هدى وبصيرة. 6 – التذكير بما وصل إليه وطنه من تقدم علمي وإنجاز حضاري يسعى إلى تنميته وإبرازه والمحافظة عليه. تأهيل المبتعث وطالب الشيخ عيضة الزهراني من جانب آخر بضرورة أن يخضع كل مبتعث للتأهيل قبل الابتعاث والسفر، وأن يكون التأهيل بعناية فائقة حتى يستشعر مسؤولية التجربة التي سيخوضها، وأن يضع نصب عينيه حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه للحصول على تعليم متميز وليس كما هي نظرة عدد من الذين يودون الحصول على بعثة رغبة فقط في الحصول على شهادة جامعية أجنبية، أو النظر للابتعاث على أنه فرصة للبحث عن مظان المتعة وأماكن الترفيه غير البريئة. ونبَّه الشيخ عيضة الزهراني إلى أن هناك قضية أخرى لم تُولَ عناية كافية في خطط ما قبل عملية الابتعاث، وتتعلق بمسألة الإعداد اللغوي المسبق لخوض تجربة الابتعاث؛ إذ يغادر مبعوثونا إلى أماكن ابتعاثهم قبل أن يتم إعدادهم إعداداً لغوياً بما يكفل لهم بداية غير متعثرة في مسيرة ابتعاثهم، ومن هنا فنحن بحاجة إلى إيجاد مراكز تأهيل لغوي لمبتعثي الدولة على درجة عالية من التميز ويقوم عليها من هو مشهود له بالكفاءة في مجال تعليم اللغات الأجنبية وتدريسها؛ إذ سوف يدرس بها أبناؤنا الذين وقع عليهم الاختيار للابتعاث، فإقامة مثل هذه المراكز الإعدادية سيعود بفوائد عديدة على المبتعث وعلى الوطن على السواء.. مقارنة وتقويم وسألتنا الشيخ خالد الرويغ حول الوصايا المهمة التي ينبغي توجيهها للمبتعث فأجاب قائلاً: أوصي كل مبتعث بألا يخلد إلى الاستسلام للأفكار والمسلّمات والاتجاهات الغربية في الفكر والسلوك، بل يكون دائم التقويم لها وتطوير الحس المقارن بينها وبين الإسلام، بحيث لا تسيطر عليه مظاهر الانبهار والإنجذاب إليها، كما أوصي الطالب المبتعث بأن يكون مسؤولاً أولاً وأخيراً عن أسلوب التكيف الذي يختاره لنفسه ويعيش في بلاد الغربة، وأن يحاول ما استطاع فهم الأبعاد النفسية والثقافية للابتعاث الخارجي ويتعرف على مدى أهمية مثل هذه الأبعاد، كما أوصيه أيضاً ببذل الجهد في السنة الأولى من الابتعاث من دراسة جادة ومن تعلم للغة بسبب ما تفرضه مرحلتا الصدمة الثقافية والتكيف الجزئي من ضغوط للتعلم اللغوي، وأن يكون الطالب مهيأ نفسياً لاكتساب المهارات اللغوية وخاصة المهارات التي تعتمد على التحدث، فهذه تفيده في دراسته، بحيث لا تكون هناك صعوبات تعوقه عن الدراسة، كما أوصيه بالاتكال على الله وطاعته سبحانه وتعالى. سفراء لبلادنا أما الأستاذ عبدالله الحربي فحرص على تذكير المبتعث بأنه يمثِّل بلده ويمثِّل حضارة كاملة هي الحضارة الإسلامية؛ حيث قال الحربي: أوصي المبتعث أولاً بطاعة الله سبحانه وتعالى ومخافته، كما أوصيه بالجد والاجتهاد، حيث إنه يمثِّل بلده وأن من ورائه مجتمعا ينتظره لكي يفيده بعلمه إن شاء الله، وأن يكون المبتعث صلب الدين قوي الإرادة ناضجاً محصناً من التأثر بالفتن، وأن يأخذ في رحلته كل ما يحتاجه من العلم التجريبي وتطبيقاته وأن يهتم بكل ما يفيده. ومرة أخرى وثالثة ورابعة أطالب بطاعة الله سبحانه وتعالى ومخافته وأن يكون سفيراً لبلده وأن يحسن اختيار الرفيق في السفر؛ لأن ذلك يكون معيناً له في سفره إن شاء الله، ولا يجعل الهدف لابتعاثه فقط العودة بالشهادة، وإنما أن يكون هدفه الحقيقي من الابتعاث هو الحصول على العلم والمعلومات والعودة بها لتطوير الوطن ونفع الأهل وتسخير هذا العلم والمعلومات في خدمتهم والنهوض بهم. تمسكوا بدينكم وفي حديثه لنا دعا الأستاذ الحربي المبتعثين إلى ضرورة التمسك بدينهم فهو العصمة لهم من كل شر.. وقال: الآلاف من طلابنا وطالباتنا من خريجي الثانوية العامة والجامعات يتوجهون للدراسة في الخارج في جامعات غربية وآسيوية، وهي تجربة يراها البعض مهمة من حيث الزاد المعرفي الواسع والتكوين المعرفي والأكاديمي المتين الذي سوف ينعكس على المجتمع بفوائد كبيرة في التخصصات التي سيدرسها طلابنا ويتخصصون فيها كافة. وعلى الجانب الآخر يحذِّر بعضهم من خطورة التجربة وأن ما سيجنيه الطلبة والطالبات من تحصيل معرفي وتخصص أكاديمي يمكن تحقيقه في بلادنا دون سفر واغتراب، ولا سيما إذا كان الاغتراب في ديار غريبة عنا في كل شيء، وأن هؤلاء الفتيات والفتيان ما زالوا في طور المراهقة والانبهار وهو ما يشكل خطورة كبيرة على السمات المميزة للفتاة والفتى باعتبار أننا مسلمون لدينا العديد من القيم والسلوكيات التي تميزنا، وأنصح كل مبتعث بتقوى الله تعالى ومراقبته في سره وعلنه، وإن شاء الله يوفقهم الله ويعودون إلى وطنهم سالمين بإذن الله. اعداد: تحقيق: محمد السهلي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |