نحن نحارب الإرهاب والتطرف ولاندعو لهدم الكنائس أو بقتل المخالفين في العقيدة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الأم للإمام الشافعي - الفقه الكامل ---متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 253 - عددالزوار : 87799 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 165 - عددالزوار : 102246 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 3829 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 3032 )           »          التحذير من قطيعة الرحم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مفاتيح الرزق الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          حقيقة الزهد في الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تأملات في آيات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 267 )           »          أمانة العامل .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2024, 04:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,313
الدولة : Egypt
افتراضي نحن نحارب الإرهاب والتطرف ولاندعو لهدم الكنائس أو بقتل المخالفين في العقيدة

المتخصص في الفرق الضالة الشيخ الدكتور أحمد الحصين لـ«الفرقان»: نحن نحارب الإرهاب والتطرف ولاندعو لهدم الكنائس أو بقتل المخالفين في العقيدة كما يدعون



لما بدأ الله أمر هذا الدين وأذن له بالظهور، لم يكن له أعداء آنذاك إلا الكفار، فرتب الله على ذلك الجزاء الأخروي فإما إلى جنة و إما إلى نار، فلم يكن في ذلك الوقت إلا الإسلام والكفر، ولما انتشر الإسلام وقويت شوكته خرجت فرقة ثالثة بأمر الله وحكمته، وكانت أشد خطراً من الكفار فأعد الله لهذه الفرقة أشد العذاب وهم المنافقون، والسبب في ذلك أنهم أظهروا الولاء للمسلمين ولم يتجاوز ألسنتهم وأبطنوا العداء لهم وكان العكس مع الكفار، ويكمن خطرهم في أنهم يعيشون بين أظهُر المسلمين، واستمرت هذه الفرق الثلاث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واستمر العداء للمسلمين، حتى خرجت فرق لا تعد ولا تحصى، فخرجت العلمانية والليبرالية وفرق كثيرة .
وهذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان تفترق هذه الأمة وأن كل هذه الفرق في النار إلا واحدة، وذكر أن سبيل النجاة كتاب الله وسنته المطهرة؛
لذلك كان لزامًا على الأمة التصدي وبكل قوة لهذه الفرق، ومن هنا كان اهتمامنا في «الفرقان» بهذا الموضوع مع ضيف تميز في التصدي لهؤلاء المرجفين عبر تاريخه الدعوي وهو الشيخ الدكتور أحمد الحصين حفظه الله، فإلى التفاصيل:
- بداية -بارك الله فيكم- نريد لـمحة سريعة عن رحلتكم في طلب العلم ، وما سر تميزكم في محاربة الفرق الضالة المنحرفة عن منهج الإسلام كالعلمانية والماسونية والصوفية وغيرها من الفرق الباطنية؟
- بفضل الله أنا نشأت في المساجد، وكان أغلب دراستي بها، ودرست على العديد من أئمة الكويت القدامى، ثم انتقلت إلى الجامعة الإسلامية وتخرجت فيها، وقد اعتكفت في أحد مساجد الكويت لمدة سنة كاملة في منطقة الفيحاء، وركزت اهتمامي ودراستي في هذه الفترة على كتب الحنابلة، وفي يوم من الأيام دخل علي طالب علم من اليمن فسلم علي وقال: ماذا تفعل يا شيخ أحمد؟ فقلت: أنا معتكف في هذه الغرفة الصغيرة وقد طلقت الدنيا، وكان عمري في هذا الوقت 18 سنة، فقال: لا يا شيخ أحمد ليس هكذا، الدعوة تحتاج منك الخروج والتحرك، ومزاحمة هؤلاء الملحدين والمستشرقين والعلمانيين والليبراليين، لا بد أن تتكلم في المساجد وتكتب وتنافح عن هذا الدين بكل قوة.
وتفكرت في كلامه وقلت: هل هذا الدين هو زهد فقط، وهل هو جلوس في المساجد؟ ثم بدأت بالتحدث في المساجد ولكن في ذلك الوقت بضاعتي كانت ضعيفة جدًا، وعمري لم يتجاوز الثامنة عشرة، وبرغم ذلك كان الناس يتقبلون مني لأني كنت أتكلم بحماسة وحب، ثم نصحني أحد الإخوة باستكمال دراستي، فالتحقت بالشيخ الجليل عبد الرحمن بن محمد الدوسري - رحمه الله – وكان هذا الشيخ متخصصًا في الفرق الضالة وضليعًا فيها، وكنت أذهب معه في سفره وترحاله، وفي أي مكان يذهب إليه، وكان الشيخ يتكلم في أغلب المساجد الكويتية، وكذلك في المملكة العربية السعودية، واستفدت منه كثيرًا ورافقته في أغلب سفراته إلى مدن المملكة أنهل من علمه، كما استفدت من شيخ آخر من السودان كان يأتي إلى الكويت خصيصًا للدعوة إلى الله عز وجل وكان فصيح اللغة يتكلم بطلاقة، فقلت في نفسي: والله لا أقعد ولا أهدأ أبدًا، فذهبت إلى المملكة واستفدت من الشيخ أبي بكر جابر الجزائري، كما استفدت من الشيخ أحمد الوائلي، وبفضل الله كنت في الجامعة الإسلامية صاحب حركة ونشاط ودعوة، وكنت أيضًا ملازما للمسجد النبوي أستمع لدروس المشايخ والعلماء به، ثم انتقلت إلى القصيم واستفدت من فضيلة الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي رحمة الله عليه، وكذلك الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد.
ولا شك أنني تأثرت كثيرًا بمشايخ الدعوة السلفية في الكويت في ذلك الوقت ومنهم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أسأل الله أن يبارك في عمره، والشيخ عبد الله السبت – رحمه الله - وكذلك الشيخ عمر الأشقر – عليه رحمة الله – وغيرهم من علماء الدعوة السلفية في ذلك الوقت.
- نعود للقسم الآخر من السؤال: ما الذي دعاك للاهتمام بمسألة الفرق؟
- كان من أهم ما دعاني إلى الاهتمام بموضوع الفرق أنني كنت أُسأل كثيرًا عن هذه الفرق في دروسي وكنت لا أعرف شيئًا عنها، فاعتكفت لقراءة كتب هذه الفرق، وبدأت أبحث عن كل الكتب التي تتحدث عنهم وكان في ذلك الوقت مجلة المنار لها شأن كبير، وكان الشيخ محمد رشيد رضا يتكلم في هذه الفرق، كما أن قراءتي لكتب الشيخ عبد الرحمن حسن آل الشيخ كان لها أثر في هذا الاهتمام، ككتاب: (قرة عيون الموحدين) وغيره من الكتب، ثم انطلقت بعد ذلك وألفت في هذا الموضوع ووفقني الله لتأليف كتاب (ماذا تعرف عن) وهو يتكون من خمس مجلدات، ويبلغ 2500 ورقة، وما زال يطبع إلى اليوم ويوزع مجانًا.
- ما أول مخالفة عقدية تصديت لها واعتبرتها محطة أساسية في حياتك الدعوية؟
- بفضل الله كانت أولى القضايا التي فجرتها في الكويت هي مسألة قبر الخضر أو أثر الخضر كما يسمونه، الذي كان موجودًا في جزيرة فيلكا، ومن أراد أن يعرف القصة كاملة فليرجع إلى كتابي (الخضر بين الحقيقة والخرافة)، وقد ساعدني إعلاميًا في هذا الوقت محرر في مجلة النهضة اسمه جميل الباجوري، وبرغم أنه كان علمانيًا إلا أنه وقف بجانبي، فأخذ كتابي ونشره في مجلة النهضة، وقد قام المجلس البلدي باستفتاء وزارة الأوقاف قبل أن يقوم بهدم القبر، فردت الأوقاف بفضل الله بأن كلامي صحيح، ثم بعد أن أزيل هذا الأثر كتبت جريدة السياسة بالخط العريض: نهنئ الشيخ أحمد الحصين بزوال قبر الخضر، وفرحت بهذا فرحًا شديدًا وذهبت بنفسي إلى جزيرة فيلكا فوجدته أزيل فعلاً فسجدت لله شكرًا، وكانت فرحتي في ذلك الوقت لا توصف، ثم في ذلك الوقت اتصل كثير من الناس بأمي يهددونها ويسبونها ويهددونها بالتعرض لي وإيذائي.
- كيف وجدتم تأثير هذا الاهتمام وهذا التوجه على الشارع الإسلامي، ولاسيما المنتمين إلى هذه الفرق؟
- عندما ألفت كتابي الذي ذكرته لك قبل قليل سعدت به كثيرًا المؤسسات الإسلامية والدعوية وعلى رأسها جمعية أنصار السنة المحمدية في مصر، وأرسلوا لي كتاب شكر بهذا، وقد كان للكتاب بفضل الله أثر كبير في الأوساط الإسلامية ولاسيما في مصر، وعندما ألفت كتاب (الغزو التبشيري القادم في الكويت)، ضيق علي كثيرًا بعده، ولكني بفضل الله انتصرت وانتصر الكتاب وطبع طبعات كثيرة، واستجاب مجلس الأمة حيث تم منع توظيف المدرسين النصارى، وقام الأخ جاسم الخرافي بإخراج مرسوم بهذا الشأن، كما تحركت وزارة الأوقاف بجهد مشكور، وعندي فتوى مكتوبة بعدم جواز إقامة الكنائس في بلاد المسلمين، ولكن للأسف أن هناك إحدى الفضليات قامت بمساعدة هؤلاء في بناء الكنائس، كما حدث في بناء كنيسة حولي، نسأل الله أن يغفر لنا ولها.
- أنت من المعدودين الذي يواجهون هذه الأفكار المنحرفة، هل ترى أن هناك عددا كافيا من المتخصصين الذي يستطيعون مواجهة هذه الأفكار؟
- الحمد لله المتخصصون في هذا المجال أصبحوا كُثُرا في العالم الإسلامي ولاسيما بعد الصحوة الإسلامية، ومع انتشار الوسائل الحديثة كالفيس بوك والتويتر، فعندنا على سبيل المثال الدكتور محمد محمد حسين صاحب كتاب (حصوننا مهددة من الداخل)، وهو من أروع الكتب التي ألفها هذا الرجل – رحمة الله عليه – وهناك الشيخ محمد السماك في مصر فهو من المتخصصين الأشداء على الملحدين والليبراليين والفرق الضالة، وهناك الكثير من هؤلاء تمتلئ بهم الساحة.
- بعضهم يتهمونكم ويتهمون الإسلاميين عمومًا بأنكم تكفيريون؛ حيث تعاملون المخالفين جميعًا بهذا المبدأ، فما ردكم على هذا الأمر؟
- الحمد لله أنا لا أظلم أحدًا ولا أفتري على أحد، وإن كنت افتريت على أحد من هذه الفرق كذبًا فأنا على استعداد للتراجع والاعتذار عن ذلك، ولكني دائمًا أبني آرائي وأقوالي على أدلة الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، وكذلك أعتمد على أقوالهم هم، وآخذ من كتبهم الضالة المضلة، وأنا لم أكفّر فلانا أو علانا، وإنما أقول: هذا كلام كفر، ومن آمن به يكفر، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- وشيخ الإسلام ابن تيمية لمَّا رد على الصوفية لم يكفرهم، لم يكفّر إلا ابن عربي، وقال: إن أقوالهم أقوال كفر فإن آمنوا بها فقد كفروا، كابن سبعين وابن الفارض وغيرهما، فنحن لا نكفّر أحدا، ومن يقل ذلك فإنما يقوله لإفلاسه وعدم وجود حجة لديه.
ونجد أن كل شخص يدعو للإصلاح يكون في نظرهم إرهابيا متطرفا، وأنا أقول: إننا نحارب الإرهاب، ونحارب التطرف، ولا ندعو لهدم الكنائس كما يدَّعون، نحن ندين قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، ولا نأمر بقتل الأجانب في بلادنا كما يدَّعون، ولا ندعو إلى إثارة الشعوب على حكوماتها، بل ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة، ونناصح ولاة الأمور بالحسنى وندعوهم إلى تطبيق شرع الله عز وجل.
- على من تقع المسؤولية المباشرة في التصدي لهذه الحملات الشرسة من العلمانيين على الإسلام والمنهج الإسلامي؟
- المسؤولية تقع على الحكومة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالحاكم سيسأل عن رعيته التي يحكمها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم منهم... أمير غش رعيته».
والمسؤولية الثانية تقع على العلماء، فالله تبارك وتعالى يقول للعلماء: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} (آل عمران: 187)، ونحن إذا قرأنا سيرة العلماء رضي الله عنهم نجد أن الإمام مالكا مات في السجن، والإمام أحمد -رحمه الله- عُذب عذابًا شديدًا، وكذلك الإمام أبو حنيفة، وغيرهم من العلماء الذين جاهدوا هذه الفرق الباطلة، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية الذي دمرهم تدميرًا، هذا هو دور العلماء الذي يجب أي يقوموا به مهما بلغ بهم الأذي.
وفي العصر الحديث الأمثلة كثيرة على ذلك، وعلى رأس هذه الأمثلة يأتي شيخنا العلامة الشيخ ابن باز - رحمه الله - الذي جالسته كثيرًا وأخذت منه كثيرًا، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، فقد كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكانوا يتواصلون مع ولاة الأمور وينصحونهم وكانوا يستجيبون لهم، وهناك كثير من المنكرات التي منعت بسببهم عليهم رحمة الله.
أما الدور الأخير فيقع على المجتمع ومؤسساته المختلفة بدءًا من الأسرة إلى المدرسة... إلخ، فلابد أن تكون هناك رقابة على مناهجنا التعليمية من الأسرة، فالأب لا بد أن يكون واعيًا لما يدرسه أبناؤه وما يتعلمونه، وإن وجد ما يضر بعقيدتهم لابد أن يبذل الأسباب المشروعة لمواجهة ذلك الانحراف.
- لـماذا يركز العلمانيون والليبراليون على قضية فصل الدين عن الدولة ؟
- لأنهم يخشون من تطبيق الشريعة، ولأنهم أول من سيقال لهم: من أين لك هذا؟ فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لسعد: يا سعد لقد علمت أن لك قصرًا، قال: نعم، قال: من أين أتاك؟ هؤلاء يخافون على مناصبهم، يخافون على استثماراتهم، يخافون على أموالهم، والشريعة لا تفرق بين الصغير والكبير، ولا بين الأبيض والأسود، ولا يوجد في الشريعة؛ حصانة لأحد.
إنهم يخافون من الشريعة لأنها ستفسد مخططاتهم التي دبروها للمرأة وكادوها بها، يخافون أن ترجع المرأة إلى بيتها، إلى حصنها، فهم لا يريدون هذا، وإنما يريدونها سلعة رخيصة في الكاباريهات، وبيوت الأزياء، والملاهي الليلية، وعلى شاشات السينما والتلفاز.
- كيف نوجد مشاريع عمل على أرض الواقع لمواجهة هذه الحملة التغريبية على المجتمعات المسلمة ؟
- الدعوة إلى الله عز وجل على علم وبصيرة، من خلال الوسائل الشرعية المتاحة ومن أهمها المنابر الإعلامية، كما نراه في مجلتكم مجلة الفرقان التي أرى أنها مجلة تدعو إلى الكتاب والسُنَّة دون غلو ولا تطرف، ولها دور بارز في الدعوة إلى الله عز وجل، ولا بد أن يكون هناك توعية بخطورة هذا التيار في كل المنابر، في المساجد، والملتقيات، ومواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وكافة الوسائل المشروعة، وللأسف الشديد فإن هناك حربا شرسة على الإسلام باسم محاربة الإرهاب والتطرف، وكما ذكرنا فإن كل من سار على النهج السلمي ودعا إلى الكتاب والسنة اتهم بأنه إرهابي متطرف.
ولا شك أن الداعية صاحب العقيدة القوية، الذي يدعو إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، يستطيع أن يغلب ألفًا من هؤلاء، ولدينا نموذج رائع في العصر الحديث قام بهذا الدور في نشر التوحيد وصحيح الدين، وكان يتنقل من قرية إلى قرية، ومن بلد إلى بلد، وهو الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله، الذي كان من ثمرات جهوده أن أسست دولة سنية سلفية على عقيدة أهل السنة والجماعة وهي المملكة العربية السعودية، وكثير من دول الخليج وعلى رأسها الكويت بها دعوة إسلامية متميزة من خلال المؤسسات الرسمية والخيرية، والتي أسأل الله أن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.
- ما رأيكم في رعاية الدولة للشباب من خلال البرامج الدعوية والتوجيهية؟ وهل تلك البرامج على المستوى المطلوب في ظل استهداف هؤلاء الشباب قديمًا وحديثًا؟
- بداية.. الشباب يتميز بالطاقة والحيوية والنشاط، والشباب كان دائمًا سر نهضة الأمة، وسر قوتها، فتخيل لو أنك ربيت هؤلاء الشباب على العقيدة الصحيحة وعلى المنهج الإسلامي المنضبط، لا شك ستكون هناك طاقة إيمانية وأخلاقية وعلمية هائلة يستفيد منها المجتمع في كافة المجالات، وقد أدرك أعداء الأمة دور الشباب في نهضتها؛ لذلك استهدفوه منذ القدم، ولا شك أن هؤلاء يريدون شبابًا منسلخًا من رجولته، شبابًا مخنثًا، فإذا سلخوا الشباب من رجولتهم وشغلوهم بالأفلام والأغاني والميوعة، تحقق لهم ما يريدون.
وكلنا يعرف قصة سقوط الأندلس، وهذه القصة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (مقدمة التفسير)، وهي أن أحد الجواسيس الفرنجة، توغل داخل بلاد المسلمين في الأندلس ليتحسس سر قوة المسلمين في ذلك الوقت، فرأى طفلاً تحت شجرة يبكي، فسأله: ما يبكيك يا بني؟ قال: لأنني لم أستطع إصابة الهدف الذي حُدِّد لي وهو صيد العصفور فوق الشجرة، فقال الجاسوس: هوِّن عليك، وعاود الكرَّة أخرى، فقال الطفل المسلم: إن الذي يبكيني أعمق من صيد العصفور، يبكيني أن قلت في نفسي: إن لم أستطع صيد العصفور بسهم واحد، فكيف أستطيع أن أقتل عدوي وعدو الله غدًا؟ دُهش الجاسوس، وبلَّغ الواقعة إلى ملك الفرنجة، فقال ملكهم: الرأي عندي ألا تعترضوهم؛ فإنهم كالسيل يحمل من يُصادفه، ولهم نيَّات تغني عن كثرة العدد، وقلوب تغني عن حصانة الدروع، وواحد كألف.
وبعد سنوات عدة ذهب الجاسوس إلى الشاطئ نفسه فوجد شابًا يبكي فسأله: ما يبكيك؟ قال: هجرتني حبيبتي! فأسرع إلى قومه، وقال لهم: الآن نقدر عليهم؛ حيث ضاعت نخوة الرجال ورجولتهم، وبالفعل تم غزو الأندلس، وسقطت في أيدي النصارى بأسرع ما يكون!!
فالمتأمل لحال أمتنا الإسلامية الآن يجده تمامًا كحال الأندلس في آخر عهدها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهم الآن يركزون على الشباب بكل ما أوتوا من قوة وإمكانات لإلهائهم وصدهم عن سبيل الله، والشباب إن وجد من يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح تتفجر منه الطاقات الهائلة والخير والبركة بإذن الله.



اعداد: وائل رمضان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.10 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]