|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
![]() ![]() تذكرة العشر الأواخر كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري (21) ![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فتعلم أيها النبيه أن الله وصف أيام رمضان المباركات بأنها (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:184)، إشارة لقلة عددها وسرعة انقضائها، وفي ذلك بيان ليسرها وتشجيعًا لنا على الاجتهاد فيها، وعدم الخوف من التعب، فإنه تعب يسير، فهي (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) يترتب على التعب فيها أجر جزيل، وخير كثير، وها نحن قد أقبلنا على عشرة أيام من هذه الأيام المعدودات؛ فلو شئنا لقلنا عنها: ساعات معدودات، أو أنفاس معدودات، وهي على قلتها اشتملت على جوائز وفضائل لا مثيل لها، أعظمها: "ليلة القدر". وأنت تعلم أن ليلة القدر أعظم الليالي وأكرمها؛ فهي (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3)، مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، والشباب منا خصوصًا اجتمع لهم فرص الفوز بالأجور الغالية والرقي للمنازل العالية، فنحن كشباب آتانا الله صحة وقوة، مع إكرامه لنا ببلوغ رمضان ولياليه المباركة، وها هي أعظم فرصة لنا على تجديد العزيمة ورفع الهمة، لننشغل بعبادتها عن المحرمات وما ابتلينا به من فتن وفخوخ نصبها أعوان الشيطان لنخسر رمضان؛ فاعزم على الإحسان، وتفويت الفرصة على أعداء الرحمن، واستعن بالله الكريم المنان. فما بقي مِن الشهر الفضيل سوى القليل؛ فاحرص أخي الشاب النبيل على تحصيل أكبر قدرٍ مِن الأجور قبل الرحيل؛ قبل رحيل الشهر أو رحيلك؛ فكم رحل هذا العام من أناس ولم يبلغوا رمضان، وكثرة الموت في أيامنا أمر مشاهد، ولنا في ذلك تذكرة وعظة. فاجتهد أخي الحبيب فيما بقي يغفر لك ما مضى من تقصير، ولك في الخيل عبرة؛ فإنها كما قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "إذا شارَفَت نهايةَ المِضمار، بَذَلَت قُصارَى جُهدِها لتفوز بالسباق، فلا تَكنِ الخيلُ أفطَنَ منك، فإنما الأعمال بالخواتيم، فإنك إذا لم تُحسِن الاستقبال، لعلّك تُحسِن الوداع". وقد قال ابن تيمية -رحمه الله-: "العِبرةُ بِكمالِ النهاياتِ، لا بنَقصِ البدايات". وكان الحسن البصري -رحمه الله- يقول: "أحْسِنْ فيما بَقَي، يُغْفَرُ لك ما مضى، فاغتَنِم ما بَقي، فانك لا تدري متى تُدرِكُ رحمةَ الله". وأبين من ذلك كله قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ) (رواه البخاري)، والعشر الأواخر خاتمة رمضان. وإن كنت حرمت من الاعتكاف هذا العام بسبب إجراءات كورونا، وهذا أمر محزن، لكنك تعلم أن العبد قد يؤجر بنيته على العمل إن صدقت النية، وتأكد عزمه على العمل، نعم إن علم الله منك خيرًا وصدقًا، ورأى فيك حزنًا على الحرمان من هذه العبادة السنوية الجليلة التي كان يواظِب النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها تحريًا لليلة القدر، وتكن كمن قال فيهم الله واصفًا حالهم حين حرموا من الخروج للجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عنه -سبحانه-: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92). ويا لسعادتك إذا كنت ممَّن كان يواظب على الاعتكاف وحرم منه لعذر قاهر، كما هو الحال في هذا العام، ومصداق ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) (رواه البخاري). ويشهد بصدقك في حب الاعتكاف: أن تقوم بما تقدر عليه في البيت أو المسجد، وتتخلق بأخلاقه، وتستشعر معانيه العظيمة، وتتفكر فيها كأنك تعيشها؛ حينها تكون أهلًا لتحصيل أجره وفضله، وتكون أجدر على الفوز بليلة القدر وحسن الختام. فجدد العزم، وأظهر الحزم، وليكن شعارك في رمضان: لن أخرج من رمضان إلا بفوز وغنيمة، وأجور عظيمة، وقلب جديد أستطيع أن أتحمل به أعباء ومهام الصلاح والإصلاح، وأستطيع بما جمعته من أنوار القرآن والطاعات أن أمشي بهذه الأنوار في الناس داعيًا مرضيًّا، وهاديًا مهديًّا. والله ولي التوفيق. ![]()
__________________
|
#22
|
||||
|
||||
![]() ![]() الخلوات وليالي العشر كتبه/ إبراهيم جاد (22) ![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد دخلت علينا أيام العشر وليالهن، التي فيهن ليلة القدر وما فيها من نفحات وبركات بأمر الله -تعالى-، والحال لا يخفى على أحدٍ والبعد عن المساجد لا زال موجودًا، ولا شك أن البعض قلَّ نشاطه بعيدًا عن صحبة الإيمان ووجوه الصالحين في جنح الليل وسط المعتكفين، وفي ساعات السحر، وقد غاب عنا تنشيطهم وكلماتهم وحماستهم وإصرارهم على الأخذ بأيدي الكبار والصغار، ومحاولة رفع الهمم، ولكن يبقى تساؤلات مهمة تحتاج لأجوبة القلوب لا الألسنة فقط. هل ستضيع منا أفضل ليال الدنيا لفقدان الصحبة؟! وهل سيقل النشاط ويكسل الجسم ويتباطؤ القلب أم أن هناك بدائل أخرى للفوز بالليالي العشر، ونيل بركتها والفوز بليلتها؟ عن الزّبير بن العوام -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خِبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ) (رواه الخطيب في التاريخ، والضياء في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني). نعم آن أوان الخلوات أن تطفو، والسرائر تنقى وتطهر، وعكوف القلب على الله -تعالى- بكليته في وحدة لا يطلع عليه إلا هو. نعم آن أوان خلوة المناجاة. وخلوة التعبد وخلوة التذلل والانكسار بين يدي الله -تعالى-، والإقبال بالقلب والجسد عليه. نعم آن أوان رهبان الليل عباد النهار أصحاب العبرات والصرخات والدمعات. نعم آن الأوان لهجر الفراش واعتزال النساء، وشد المئزر لشحذ الهمم، والاستعداد؛ لاستقبال ليلة القدر، وتفريغ القلب والنفس. مِن شواغلها الدنيوية لشغلها الأكبر هو عفو الله عنها وعتقها من النيران، يا نفسي كفاك كسلًا وتفريطًا وبُعدا. يا عمار الليل هذا أوانكم، يا طلاب العلم هذه فرصتكم. يا إخواني ويا أخواتي، ويا أبنائي هذه ليال الخير، فاطلبوا عفو الله فيها، وانظروا وتأملوا إلى أحوال وأقوال أهل السرائر في الخلوات، لتعينكم على العمل، وتفتح لكم باب الأمل. قال وهب بن منبه -رحمه الله-: "يا بُنيّ أخلص طاعة الله بسريرة ناصحة يصدق اللهَ فيها فعلُك في العلانية، ولا تظننّ أنّ العلانية هي أنجح من السَّريرة، فإن مَثَلَ العلانية مع السَّريرة كمَثَلِ ورق الشّجر مع عِرْقها: العلانية ورقها، والسَّريرة عِرْقها، إن نُخِر العِرْق هلكت الشّجرة كلّها؛ ورقها وعودها، وإن صلحت صلحت الشّجرة كلّها؛ ثمرها وورقها، فلا يزال ما ظهر من الشّجرة في خير ما كان عِرْقها مستخفيًا لا يُرى منه شيء. كذلك الدِّين لا يزال صالحًا ما كان له سريرة صالحة يصدق الله بها علانيته، فإنّ العلانية تنفع مع السَّريرة الصالحة كما ينفع عِرْقَ الشجرة صلاحُ فرعها، وإن كان حياتها من قبل عِرْقها فإن فرعها زينتها وجمالها، وإن كانت السَّريرة هي ملاك الدين فإن العلانية معها تُزَيِّن الدين وتجمله إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه -عز وجل-" (حلية الأولياء). وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "خذوا بحظِّكم من العزلة" (فتح الباري). وكان ابنُ مسعود -رضي الله عنه- إذا هدأت العيونُ قام فيُسْمَعُ له دَويٌ كَدَويِّ النَّحل حتى يصبحَ (مختصر قيام الليل للمروزي). وقال مسلم بن يسار: "ما تلذّذ المتلذّذون بمثل الخلوة بمناجاة الله -عز وجل-". - وعـن زائدة: "أن منصور بن المعتمر مكث ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها، وكان يبكي، فتقول له أمه: يا بني! قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي. فإذا كان الصبح كحل عينيه، ودهن رأسه، وبرق شفتيه، وخرج إلى الناس" (حلية الأولياء). قال الخُريبي : "كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عملٍ صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها" (تهذيب الكمال). انظروا هؤلاء... عباد لله طيلة العام وفي دجى الليالي، وفي الظلام وفي البرد، وفي شدة الحر، وفي السر أكثر من الجهر! خافوا فرقت قلوبهم، وعبدوا فزادت محبتهم، وأخلصوا فتتلذذوا في لياليهم وظهر على وجوههم أثر طاعة السر. ويبقى بعض مِن ثمرات الخلوات: 1- محبة الله -تعالى- للعبد: قال رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْخَفِيَّ) (رواه مسلم). ?- ادعى إلى الإخلاص، والصدق، وقبول العمل. قال ذو النون المصري -رحمه الله-: "لم أرَ شيئًا أبعث للإخلاص من الوحدة؛ لأنه إذا خلا لم يرَ غير الله -تعالى-؛ فمَن أحب الخلوة فقد تعلَّق بعمود الإخلاص، واستمسك بركن من أركان الصدق" (حلية الأولياء). 3- سبب للمغفرة والأجر الكبير، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (الملك:12). 4- تعينك على ترك المعاصي والذنوب والمسارعة في الطاعة؛ لأنها غالية، واستمرارها يحتاج إلى مجاهدة. نسأل الله أن يجعل سرنا أفضل من علانيتنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يعيننا على قيام ليالي العشر، ويكتب لنا العتق من النيران، والفوز بالجنان. ![]()
__________________
|
#23
|
||||
|
||||
![]() ![]() أولادنا في رمضان اسلام ويب (23) ![]() الأطفال بهجة العمر وزينة الحياة الدنيا، والرصيد الباقي للمرء بعد موته إن أحسن تربيتهم وتنشئتهم (أو ولد صالح يدعو له)، ورمضان فرصة عظيمة لها آثارها على نفوس أطفالنا، إن أحسنا استغلالها والإفادة منها بما ينعكس على سلوكهم في شؤون الحياة كلها. فالصوم مسؤولية جسيمة تتطلب قدراً من الجهد والمشقة والصبر وقوة الإرادة، إضافة إلى أنه فريضة رتب الشارع الثواب على فعلها، والعقاب على تركها، مما يحتم على الأبوين ضرورة تعويد الأبناء على أداء هذه الفريضة، وتحبيبهم فيها، واستثمار هذه الفرصة الاستثمار الأمثل لغرس القيم والسلوكيات الجميلة في نفوسهم، وإضافة عدد من المهارات والتجارب لديهم. فكيف نجعل من لحظات الصيام سعادة في قلوب أولادنا، وكيف يصبح رمضان فرحة ينتظرونها بفارغ الصبر، وكيف نستثمر هذا الشهر في غرس المعاني التربوية والإيمانية في نفوسهم؟! من المهم جداً أن يرى الطفل ويسمع من حوله مظاهر الحفاوة والابتهاج بهذا الشهر الكريم، فينشأ ويكبر وهو يشاهد هذه السعادة الغامرة والفرحة الكبيرة من والديه وإخوانه كلما هبت نسائم شهر رمضان، وتظل هذه الذكريات السارة محفورة في ذاكرته، لا تبليها مرور الليالي والأيام، ولا يمحوها كَرُّ الشهور والأعوام، ولو رجع أحدنا بذاكرته إلى الوراء عدة سنوات ليتذكر البدايات الأولى التي عاش فيها تجربة الصوم لوجدها من أكثر سني عمره متعة وإثارة. ولعل من المناسب أن يُحْضِر الوالدان للأطفال بعض الهدايا واللعب في بداية الشهر، لتحمل معها معنى عظيماً، وهو أن هذا الشهر يأتي، ويأتي معه الخير، فيحبونه ويترقبونه بكل شوق وشغف. ومن الأمور المهمة أيضاً تعويد الطفل على الصوم والتدرج معه في ذلك، فلا ينبغي أن ندع أطفالنا يكبرون، ثم نباغتهم بالأمر بالصوم من غير أن يستعدوا له، فيشق ذلك عليهم، بل لا بد من إعدادهم نفسيًّا، وتهيئتهم فكريًّا. وطاقة الطفل وتحمله تزداد يوماً بعد يوم، فقد يكون في هذا العام غير قادر على الصيام، ولا حرج في ذلك ولا إثم، فهو لم يبلغ سن التكليف بعدُ، كما أنه ليس بالضرورة أن يصوم الطفل الشهر كله في البداية، أو يصوم اليوم كاملاً إلى نهايته، بل يمكن أن نبدأ معه بشكل متدرج، كأن يصوم للظهر ثم للعصر، ولا حرج إن كان بمقدوره تحمل الجوع مع تناول بعض الماء، وهكذا حتى يعتاد الصيام. ولا بد مع ذلك من التلطف مع الطفل، وتنمية جانب الاحتساب عنده، عن طريق بيان ما أعده الله للصائمين، وألا يفهم أن القضية جوع وعطش، بل هي عبادة وطاعة، وفوق ذلك ثواب عظيم، وجزاء كبير. ومن المهم أيضاً أن تقترن هذه التجربة بالمكافآت والجوائز التشجيعية في نهاية يوم الصوم، أو في نهاية الشهر الكريم، ويمكن أن يفتح باب المنافسة بين الأطفال كأن يقال لهم: "من يصوم أكثر له جائزة أكبر"، و"من يصلي التراويح إلى نهايتها له كذا وكذا"، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة، وهو ما يدفعه ويجعله يستمر فيما يقوم به من تكاليف، إلى أن تصبح تلك التكاليف سلوكاً من حياته، وجزءاً من شخصيته، ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كانوا يُعوِّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا في المقابل يقدمون لهم الألعاب والدمى، يتلهَّون بها عن الجوع والعطش. إن إقبال الأطفال على مشاركة والديهم في الصيام يحمل معنى تربوياً هاماً، فهو يغرس الثقة في نفس الطفل، وينمي لديه الشعور بإثبات الذات، والإحساس بالمسؤولية، عندما يحس بأنه يقوم بأعمال لا يمارسها إلا الكبار، ولعل هذا الشعور هو ما يفسر لنا الإصرار والحماس الذي يدفع بعض الأطفال لأن يصوم هذا الشهر كاملاً مع صغر سنه، وهو أمر له أثره الإيجابي على سلوكيات أبناءنا وعباداتهم ومعاملاتهم، لأنه يجعل من شهر الصوم نقطة بداية لتحملهم المسؤولية في بقية الشهور والعبادات والمعاملات. رمضان أيضاً فرصة عظيمة لغرس المعاني الإيمانية في نفوس أطفالنا، كالصبر، وتحمل الجوع والعطش، ومراقبة الله تعالى عندما يمسكون عن الأكل والشرب مع إمكانهم أن يفعلوا ذلك بعيداً عن أعين الناس، والتعلق بالمساجد والتراويح وحب القرآن عن طريق إقامة المسابقات في ختمه، وحفظ جزء منه، والإقبال على تلاوته، والجود والكرم حين يعطي الوالدان صغيرهما مبلغاً من المال ليضعه في يد سائل أو محتاج. يجب أن يشعر الأطفال أنه لا مكان للكسل والخمول في هذا الشهر، وأن الأوقات فيه غالية ثمينة لا ينبغي أن تضيع فيما لا فائدة فيه، فضلاً عما يعود بالضرر عليه، ولذا فإن من الجريمة في حق أطفالنا أن نتركهم ضحية للمحطات الفضائية والقنوات التي تغرس فيهم القيم والسلوكيات المنحرفة عن طريق ما تبثه من برامج وأفلام وترفيه غير برئ، تحت مبرر أنها قنوات موجهة للأطفال، وقد لا تدرك المرأة أن المخاطر التي تتهدد الطفل وأخلاقه من جراء عكوفه على هذه القنوات قد لا تقل -إن لم تكن أعظم- عن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها فيما لو أخلي سبيله، وذهب إلى خارج البيت. رمضان أيضاً فرصة لتنمية الذوق الغذائي السليم لدى أولادنا، والابتعاد عن العادات السيئة التي جلبتها لنا الحضارة المعاصرة، وفيها من الضرر ما يفوق النفع، ولذا ينبغي أن نكون قدوة لأطفالنا في أكلنا وشربنا؛ لأن عاداتنا وممارساتنا الغذائية ستنعكس على الطفل بلا شك. وأخيراً وليس آخراً، فإن رمضان فرصة عظيمة ينبغي أن نستفيد منها في تربية أبنائنا وبناتنا، ولن يتأتى ذلك إلا بوضع الخطط، وإعداد البرامج لكي يخرج الطفل من هذا الشهر الكريم وقد اكتسب شيئاً جديداً وخلقاً حميداً، والله الموفق، وهو يهدي السبيل. ![]()
__________________
|
#24
|
||||
|
||||
![]() ![]() اغتنام العشر الأواخر من رمضان اسلام ويب (24) ![]() أسرعت أيام رمضان ولياليه انقضاء، ومر من رمضان عشره الأوائل ثم عشره الأواسط، ولم يبق من رمضاه الا الثلث الأخير والعشر الأواخر.. وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن رمضان هو خير الشهور وأفضلها، فإنهم قد اتفقوا كذلك على أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه؛ فهي فضل الفضل وخير الخير.. وأعظمها بالإجماع ليلة القدر فهي أفضل العشر بل أفضل ليلة في الوجود. وإذا كان رمضان قد قارب الرحيل وأشرف على نهايته فإن "العبد المُوَفَق من أدرك أن حُسْن النهاية يطمس تقصير البداية، وما يدريك لعل بركة عملك في رمضان مخبأة في آخره، فإنما الأعمال بالخواتيم. خصائص العشر وحال النبي صلى الله عليه وسلم فيها: لقد خص الله تعالى العشر الأواخر من رمضان بمزايا لا توجد في غيرها، وبعطايا لا سبيل في سواها لتحصيلها، وقد خصها النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال لم يكن يفعلها في غيرها.. فمن ذلك: أولا: كثرة الاجتهاد: فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) رواه مسلم. وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجَدَّ وشدَّ المئزر) رواه مسلم. فكان عليه الصلاة والسلام يوقظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذكر، حرصا على اغتنامها بما هي جديرة به من العبادة، قال ابن رجب: "ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه". وشد المئزر هو كناية عن ترك الجماع واعتزال النساء، والجد والاجتهاد في العبادة. ثانيا الاعتكاف: ففي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على الاعتكاف فيها حتى قبض. والاعتكاف معناه لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه. وشرعاً: "المقام في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة". (الفتح 4/341). والأصل أنه عزوف عن الدنيا وانقطاع للعبادة وتخلية للنفس عن التشاغل بغير الطاعات والقربات، فلا ينبغي أن يشتغل بشيء يفوت عليه قصده. ولا يجعلن معتكفه مقصداً للزوار الذين يفسدون عليه خلوته وجواره، وإن كان خرج من الدنيا وانقطع عنها فلا وجه لأن يأتي بالدنيا حتى يُدخلها معتكفه، ومما ينبغي للمعتكف أن يتقلل من الطعام والشراب حتى لا يثقل عن العبادة والطاعة. ثالثا: اغتنام جميع الوقت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله، قال: وأيكم مثلي! إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني) متفق عليه. ولا شك أن المقصود هنا الغذاء الروحي، والفتوحات الربانية، وليس الطعام والشراب الحِسي.. وإنما نهاهم عن الوصال حتى لا يضعفوا عن العبادة والاجتهاد في الطاعة، وإلا فإن كل ذلك كان منه اغتناما للوقت، وعدم تضييع شيء منه، ولو في طعام أو في منام فصلى الله عليه وسلم أعظم صلاة وأتم سلام. رابعا: تحري ليلة القدر وما كان اجتهاده واعتكافه صلى الله عليه وسلم إلا تفرغاً للعبادة، وقطعاً للشواغل والصوارف، وتحرياً لليلة القدر، هذه الليلة الشريفة المباركة، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، فقال سبحانه: {ليلة القدر خير من ألف شهر}(القدر:3). في هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدار العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والسعداء والأشقياء، والآجال والأرزاق، قال تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} (الدخان:4). فيها تفتح الأبواب، ويسمع الخطاب، ويرفع الحجاب، ويستجاب فيها الدعاء ويتحقق الرجاء، ليلة انطلاق الإسلام ونزول القران، ليلة سلام فالله يريد للعالم السلام والأمان، سلام المجتمع، وسلامة القلوب والنفوس، وسلامة العلاقات بين الناس {سلام هي حتى مطلع الفجر}(القدر:5). وقد أخفى الله عز وجل علم تعييين يومها عن العباد، ليكثروا من العبادة، ويجتهدوا في العمل، فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها، ومن كان عاجزاً مفرطاً، فإن من حرص على شيء جد في طلبه، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل الوصول إليه. هذه الليلة العظيمة يُستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار أرجى وآكد، فقد ثبت في "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى)، وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) رواه البخاري. ثم هي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) رواه أبو داود. فعلى الراغبين في تحصيل هذه الليلة المباركة الاجتهاد في هذه الليالي والأيام، وأن يتعرَّضوا لنفحات الرب الكريم المنان، عسى أن تصيبكم نفحة من نفحاته لا يشقى العبد بعدها أبداً. وإذا كان دعاء ليلة القدر مقبولا مسموعا مستجابا فعلى العبد أن يكثر من الدعاء والتضرع وسؤال خير الدنيا والآخرة، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه أحمد وغيره. فاستدركوا في آخر شهركم ما فاتكم من أوله، وأحسنوا خاتمته فإنما الأعمال بالخواتيم، ومن أحسن فيما بقي غفر له ما قد مضى، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي. وأروا الله من أنفسكم الجد في تحري الخير في هذا الثلث الأخير، واغتنموا ما فيه من الخير الوفير، وتعرضوا لنفحات الغفور الحليم، الرحيم القدير.. فإن المغبون حقا من صرف عن طاعة الرب، والمحروم من حرم العفو، والمأسوف عليه من فاتته نفحات الشهر، ومن خاب رجاؤه في ليلة القدر. اللهم بلغنا برحمتك رضاك، وبلغنا ليلة القدر، واجعلنا فيها من عتقائك من النار. ![]()
__________________
|
#25
|
||||
|
||||
![]() ![]() من أقوال السلف في العشر الأواخر من رمضان فهد بن عبد العزيز الشويرخ (25) ![]() الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: ففي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره. فطوبى لعبدٍ إذا دخل رمضان جدّ واجتهد في العبادة والطاعة, فإذا دخلت العشر زاد في الجد والاجتهاد. للسلف رحمهم الله أقوال في العشر الأواخر من رمضان, يسّر الله فجمعت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع. أقسم الله عز وجل بالعشر الأواخر من رمضان في قول لبعض السلف: & عن ابن عباس رضي الله عنهما, في قوله تعالى: {﴿ وَلَيَالٍ عَشۡر ﴾} [الفجر:2] قال: هي العشر الأواخر من رمضان. & قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: اختلف الناس في الليالي العشر...قال الضحاك: هي العشر الأواخر من رمضان. & قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: : قوله: ﴿ وَلَيَالٍ عَشۡر ﴾ فيها أربعة أقول... الثاني: أنها العشر الأواخر من رمضان. & قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَيَالٍ عَشۡر ﴾ هي على الصحيح: ليالي عشر رمضان, أو عشر ذي الحجة, فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة, ويقع فيها من العبادات والقربات, ما لا يقع بغيرها. ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة: & سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عن عشر ذي الحجة, والعشر الأواخر من رمضان, أيهما أفضل؟ فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان, والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة. & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب, وجده شافيًا كافيًا, فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة, وفيها يوم عرفة, ويوم النحر, ويوم التروية. وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء, التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها, وفيها ليلة خير من ألف شهر. فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة. تعظيم السلف للعشر الأواخر من رمضان: & قال الإمام السيوطي رحمه الله: أخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبي عثمان قال: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأوائل من المحرم, والعشر الأوائل من ذي الحجة, والعشر الأخير من رمضان. فضل العشر الأواخر من رمضان: & قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: العشر الأواخر من رمضان هي أفضل الشهر, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر بأعمال جليلة لأنها ختام العشر, ولأنها ليالي الإعتاق من النار, ولأنها ترجي فيها ليلة القدر أكثر من غيرها. الاجتهاد في العبادة إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره, وأحيا ليله وأيقظ أهله. & قال الإمام الخطابي رحمه الله: قولها: " شد مئزره" معناه هجران النساء, ويحتمل أن تكون قد أردت أيضًا الجدّ والانكماش في العبادة. & قال الإمام النووي رحمه الله: في هذا الحديث أنه يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان, واستحباب إحياء لياليه بالعبادات. & قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: " أحيا ليله " أي سهره فأحياه بالطاعة, وأحي نفسه بسهره فيه, لأن النوم أخو الموت. & قال العلامة العثيمين رحمه الله: " شد المئزر" هل هذا كناية عن عدم إتيان النساء أو كناية عن المبالغة في الاجتهاد...؟ نقول: الأمران واقعان. & عن أبي أسامة عن عيينة بن عبدالرحمن عن أبيه قال: كان أبو بكرة يصلي في رمضان كصلاته في سائر السنة, فإذا دخلت العشر اجتهد & قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه. الاغتسال والتطيب في ليالي العشر, أو في بعضها: & قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة. ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر...وروى عن أنس رضي الله عنه أنه إذا كان ليلة أربع وعشرين اغتسل وتطيب, ولبس حُلة إزارًا ورداءً. طول ليالي العام على المحبين لانتظار ليالي العشر: & قال الإمام ابن رجب رحمه الله: المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها لانتظار ليالي العشر في كل عام, فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم وخدموا محبوبهم. التهنئة بدخول العشر: & سئل العلامة ابن باز رحمه الله: هل ورد أن السلف كانوا يهنئون بعضهم البعض بدخول العشر؟ فأجاب: ما أتذكر شيء, لكنها عشر عظيمة, التهنئة بها مهمة, إذا كان يهنأ بولده, بزواجه, ببناء بيته, فهذه أكبر وأعظم وأنفع, إدراكها نعمة عظيمة. إيقاظ الأهل في العشر الأواخر: & عن مجاهد رحمه الله, عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان يوقظ أهله في العشر في العشر الأواخر. & عن الأسود بن يزيد رحمه الله, عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت توقظ أهلها ليلة ثلاث وعشرين. & عن عبيد الله بن أبي يزيد رحمه الله, أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يرشُّ على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين. & قال سفيان الثوري رحمه الله: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يجتهد....وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. & قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: مما كان صلى الله عليه وسلم يخص به هذا العشر أنه كان يوقظ أهله, وكل صغير وكبير يطيق الصلاة, فهذا فيه أنه ينبغي للمسلمين أن يوقظوا أهلهم وصبيانهم وأولادهم للصلاة مع المسلمين والمشاركة في العبادة, ليحصلوا على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى الأعمال التي تحيا بها ليالي العشر: & قال الإمام ابن رجب رحمه الله: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة, لا يمر بآية رحمة إلا سأل, ولا بآية عذاب إلا تعوذ, فيجمع بين الصلاة, والقراءة, والدعاء, والتفكر, وهذه أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر, وغيرها, والله أعلم. & قال العلامة العثيمين رحمه الله: إذا كان الإنسان في ليالي العشر يقرأ القرآن, ويذكر الله, ويتعشى, ويتسحر, ويصلي قلنا: إنه أحياء الليل. الحرص على مضاعفة الجهود في العشر الأواخر من رمضان: & قال العلامة ابن باز رحمه الله: المشروع للمؤمنين التأسي بنبيهم عليه الصلاة والسلام, وأن يختموا هذا الشهر الكريم بالعناية بهذه العشر, والحرص على مضاعفة الجهود فيها. ـــــــــــــــــــ كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |