الصالون الأدبي - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4802 - عددالزوار : 1635134 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4365 - عددالزوار : 1081531 )           »          سحور 25 رمضان.. الحمص المسلوق مع الخضروات وزيت الزيتون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 817 - عددالزوار : 185094 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 341 - عددالزوار : 66590 )           »          الاعتكاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          مختصر أحكام صلاة التراويح - صلاة الوتر- الاعتكاف - ليلة القدر (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الصيام وأثره في استجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الغاية من عبادة الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          سنن رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 11-03-2025, 12:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,308
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصالون الأدبي

الصالون الأدبي (مع عقاب العربية.. الأستاذ محمود محمد شاكر (31)



كتبه/ ساري مراجع الصنقري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيُواصِلُ الأستاذ محمود شاكر حكايةَ رحلتِه مع "التَّذَوُّقِ" بلفظِه المُونِق، وأسلوبِه المُشْرِق؛ فيقول: (فارَقتُ الجامعةَ سنة 1928، وانطوى الماضي كُلُّه بما فيه، وبمَن فيه أيضًا، ذهبتُ بعيدًا وحيدًا لا رفيقَ لي غير "قضيَّة الشِّعر الجاهليّ"، كما شرحتُها لك آنفًا، والتي لَم تلبث أن أنشأتْ لنفسها صاحبةً لا تفارقها، هي إعادة النَّظر في شأن "إعجاز القرآن".
كان لفظُ "التَّذَوُّقِ" فاشيًا في الألسنةِ والأقلامِ، لا يكاد أحدُنا يَشُكُّ في أنَّه معنًى مفهومٌ واضحٌ مفروغٌ منه، ومع الأيَّامِ الطُّوَالِ المُوحِشَةِ، وشيئًا فشيئًا، بدأ ما كنتُ أجدُه في نفسي عند قراءةِ الشِّعرِ الجاهليِّ وغيرِ الشِّعرِ الجاهليِّ، والذي سمَّيتُه لك آنفًا "ما وراءَ التَّذَوُّقِ"، والذي كان ما أقولُه عنه غيرَ مُبِينٍ ولا واضحٍ، والذي أنكَرَه عليَّ أساتذتي مِن قَبْلُ، ورفَضَه الدُّكتور طه رفضًا كاملًا، أخذ هذا يَدفَعُني إلى سُلُوكِ طريقٍ آخَر، يعتمد على جَسِّ الكلماتِ والألفاظِ والتَّراكيبِ جَسًّا مُتَتابِعًا بالتَّأمُّل، ثُمَّ عليَّ الرُّجُوعُ إلى أُصُولِهَا في المَعاجمِ مع التَّدقيقِ في مَكْنُونِ معانيها المُختلِفة، ثُمَّ في دلالاتِها وظِلالِ دلالاتِها عند كُلِّ شاعرٍ أو كاتبٍ، ثُمَّ دخلتُ في مُقارَناتٍ كثيرةٍ بين المُتشابِهاتِ والمُتبايِناتِ، وشيءٍ كثيرٍ بعد ذلك كان يَفرضُ نَفْسَهُ على طريقي فرضًا.
يومئذٍ بدأ لفظُ "التَّذَوُّقِ"، بمفهومِه الذي عهدتُه، بدأ يتزعزعُ مِن حيثُ نشب مِن نفسي ومِن لساني، ورأيتُه لفظًا مُبهَمًا مُجْمَلَ الدَّلالةِ، لفظٌ غامضٌ مُظلِمٌ، مُضَلِّلٌ بِتَعَدُّدِ صُوَرِهِ واختلافِها وتَنَوُّعِهَا، ولكنِّي لَم أستطع أن أطرقَ بعيدًا، لأنَّ الذي أجدُه في نَفْسِي ممَّا سمَّيتُه "ما وراءَ التَّذَوُّقِ"، كان لا يَزالُ صاحبَ سُلْطانٍ عليَّ مُطَاعٍ، فكان يَقْبِضُنِي عن الطَّيْشِ والمُجازَفةِ بطرحِه، فبينهما صِلَةٌ خَفِيَّةٌ أُحِسُّهَا، وإن كنتُ غيرَ قادرٍ على تَبَيُّنِهَا.
وهذا الذي استولى عليَّ وخامَرَني في شأنِ "التَّذَوُّقِ"، رَمَاني بغتةً في حَوْمَةِ الارتيابِ وفُوجِئتُ بلفظٍ آخَرَ هو لفظُ "البلاغةِ" الذي يدور عليه القَولُ في "إعجازِ القُرآنِ"، والذي يُوصَفُ به الكلامُ فيُقالُ: "كلامٌ بليغٌ"، فإذا هو أيضًا عندي الآن لفظٌ مُبهَمٌ شديدُ الإبهامِ، ونَفَرَتْ جَهَنَّمُ بين شِدْقَيْهَا تريد أن تَبْتلِعَني.
ضاقَت عليَّ الأرضُ بما رَحُبَتْ، بَيْدَ أنِّي كُلَّمَا أعدتُ النَّظَرَ وجدتُ "الذَّوْقَ" حقيقةً كامنةً في نَفْسِي، ووجدتُ "البلاغةَ" أيضًا حقيقةً ظاهرةً تفرضُ سُلْطانَها على نَفْسِي، ولكنِّي كُلَّمَا حاولتُ أن أعرفَ لهما بيانًا أو حدًّا بلغ فيَّ الإعياءُ كُلَّ مَبْلَغٍ) (انتهى).
وتستمر الحكايةُ في المقالِ القادمِ -إن شاء الله-.
واللهُ -سبحانه- المُوَفِّقُ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 11-03-2025, 12:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,308
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصالون الأدبي

الصالون الأدبي (مع عُقَاب العربية.. الأستاذ محمود محمد شاكر) (32)




كتبه/ ساري مراجع الصنقري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيُواصل العُقابُ حكايتَه مع التَّذوق بكلماتٍ تُبيِّن مدى أهمية الجُرجاني في صناعةِ خيال العُقاب، وبناءِ فكره في منهج "التَّذوق".
قال -رحمه الله-: "وبدا لي يومئذٍ أن أُعِيدَ قراءةَ عبد القاهر الجُرجاني في كتابَيه: "أسرار البلاغة"، و"دلائل الإعجاز"، أكببتُ على قراءةِ الكتابَين، وبَغتةً رأيتُ أو تبيَّنتُ أنّ عبد القاهر قد وقع في نَفْسِ ما وقعتُ فيه، رأيتُه قد وقع في الحَيْرَةِ من لفظ "البلاغة"، ورآه لفظًا مُبهَمًا شكلًا ليس له بيانٌ، ولا حَدٌّ يُعِينُ على تصور "البلاغة" ما هي؟
فيومئذٍ انبعث انبعاثًا لِيكشفَ عن إبهام "البلاغة"، فألَّف كتابَه "أسرار البلاغة"، عَمَدَ فيه إلى تحليل الألفاظ المُتصرِّفة بأمر المعاني، مُبينًا عن وجوه حُسنها وقُبحها، وخطئها وصوابها، وسُموِّها وسُقوطها غير مقطوعةٍ عن أصلها في الكلام المُؤلَّف المُركَّب، ثُمَّ ألَّف أيضًا كتابَه "دلائل الإعجاز"، عمد فيه إلى تحليل الجُمل، أي الكلام المُركَّب الذي يحتمل تركيبُه آلافًا من الوجوه، فكان كِتَاباهُ هذَانِ أوَّلُ كتابَينِ في "تحليل اللُّغة" بلغ فيهما غاية قصر عنها كُلُّ مَن جاء بعده، وهذان الكتابان هما أصلُ "علم البلاغة"، كما سمَّيْناه؛ وسترى ذلك مُبينًا في كتابي: "مداخل إعجاز القرآن" (تنبيه: نُشر هذا الكتابُ بعد وفاةِ العُقابِ -رحمه الله-، مطبعة المدني، القاهرة، سنة 2002 م).
كان فضلُ عبد القاهر يومئذٍ عليَّ فضلًا عظيمًا؛ لأنَّني حين فهمتُ حقيقةَ الدَّواعي التي حملتْه على وضع كتابَيه الجليلَين، أدركتُ مِن فوري أنّ مسألةَ "التَّذَوُّقِ" مُرتبطةٌ ارتباطًا وثيقًا بمسألةِ "البلاغةِ" في الأمرَينِ جميعًا، في إبهامِهما، وفي أنّهما حقيقتانِ مُتعلِّقتانِ بمَداركِ الفِطْرةِ في الإنسان.
ولمّا رأيتُه قد استطاع بتحليلِ الألفاظِ والجُملِ والتَّراكيبِ أن يجعلَها تكشفُ اللِّثامَ عن أسرار المعاني القائمة في ضمير مُنشِئِها، فأزال إبهام "البلاغة"، ظننتُ أنّه مِن المُستطاعِ أيضًا بضُروبٍ أخرى مِن تحليلِ الألفاظِ والجُملِ والتَّراكيبِ أن أصلَ إلى شيءٍ يَهديني إلى كشفِ اللِّثامِ عن أسرار العواطف الكامنة التي كانت في ضمير مُنشِئِها، فأزيل إبهام "التَّذوق".
وإذا كان تحليلُه قد أفضى به أن يجعلَ نظم "الكلام" دالًّا على صُوَرٍ قائمةٍ في نفس صاحبها، فعسى أن أجدَ أيضًا في ضَربٍ أو ضُروبٍ مِن التَّحليل ما يُفضي بي إلى أن أجعلَ "الكلام" ونظمه جميعًا دالًّا على صُورةِ صاحبِها نَفْسِه.
والتبست عليَّ الطُّرقُ مرَّةً، واستبانت مرَّةً، ثُمَّ بدأتْ بعد زمنٍ تتضح لي بعضُ المَعالِم، وكان ممّا أعانني على وضوح هذه المعالم، ما كنتُ دخلتُ فيه مِن قَبْلُ، مِن جَسِّ الكلماتِ والألفاظِ والتَّراكيبِ جَسًّا مُتَتابِعًا، إلى آخِر ما وصفتُه آنفًا.
وعلى الأيّامِ بزغ لي بعضُ الضِّياءِ، وأنارت بعضُ الشُّعَلِ، ووضعتُ لِنفسي منهجًا، انتهيتُ إلى أن سمَّيتُه "التَّذوق"، كما حدَّثْتُك آنفًا، وجعلتُ أُمَارِسُه في جميع ما أقرأُ مِن الكلامِ لا في الشِّعرِ وَحْدَه؛ والأمرُ يَطُولُ، ولكن هذه خُلاصتُه أكتبُها على مَشَقَّةٍ" (انتهى).
وإلى اللقاء في المقال القادم -إن شاء الله-.
فاللهمَّ يسِّر وأعِن.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 19-03-2025, 05:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,308
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصالون الأدبي

الصَّالون الأدبي (مع عُقَاب العربية.. الأستاذ محمود محمد شاكر) (33)




كتبه/ ساري مراجع الصنقري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيُواصِلُ العُقابُ حكايتَه مع الشِّعْرِ الجاهليِّ في مقالتِه التي نشرتْها مَجَلَّةُ "الثَّقافةِ"؛ فيَقولُ: "ولَم أُجَاوِزْ حَدَّ تطبيقِ منهجي هذا في القليلِ الذي كتبتُه، مِمّا نشرتُه وعمّا سوف أنشرُه بعد قليلٍ -إن شاء الله-، ولكنّه تطبيقٌ لا أكثر ولا أقلّ.
وما دُمْنَا في حَيِّزِ التَّاريخِ فسأقِفُك على كلامَين: أحدهما: يصفُ الشِّعْرَ الجاهليَّ في أوَّلِ أمري حين قرأتُ كما حدَّثْتُك. والآخَر: يصفُ الشِّعْرَ الجاهليَّ بعد ذلك بزمانٍ طويلٍ، لمّا كتبتُ مُقدِّمةَ كتابيَ المُتَنبِّي (1/ 14) في سنة 1977م، وصفتُ قديمَ إحساسي بالشِّعْرِ الجاهليِّ في سنة 1927م وما قبلها، فقلتُ:
1- "وجدتُ يومئذٍ في الشِّعْرِ الجاهليِّ ترجيعًا خفيًّا غامضًا كأنّه حفيفُ نَسِيمٍ تسمعُ حِسَّهُ وهو يتخلَّلُ أعوادَ نَبْتٍ غَمِيمٍ مُتكاثِفٍ، أو رنينُ صوتٍ شجيٍّ ينتهي إليك مِن بعيدٍ في سُكونِ ليلٍ داجٍ وأنت محفوفٌ بفضاءٍ مُتباعِدِ الأطرافِ، وكان هذا التَّرجيحُ الذي آنَستُه مشتركًا بين شُعراءِ الجاهليَّةِ الذين قرأتُ شِعْرَهُم، ثُمَّ يمتازُ شاعرٌ مِن شاعرٍ بجرسٍ ونغمةٍ وشمائلَ تتهادى فيها ألفاظُه، ثُمَّ يختلفُ شِعْرُ كُلِّ شاعرٍ منهم في قصيدةٍ مِن شِعْرِه، وبدَندَنةٍ تعلو وتخف تبعًا لِحركةِ وِجدانِه مع كُلِّ غرضٍ مِن أغراضِه في هذا الشِّعْر".
هكذا كنتُ أجدُ الشِّعْرَ الجاهليَّ قبل أن أنتهيَ إلى المرحلةِ التي وجدتُ عندها منهجًا أستطيعُ أن أُعِيدَ عليه قراءةَ هذا الشِّعْرِ، وإن كنتُ قد كتبتُه بعد انقضاءِ خمسينَ سنةً، ولكنِّي في سنة 1961م وصفتُ هذا الشِّعْرَ نَفْسَهُ في مُقدِّمةِ كتابِ صديقٍ لي -رحمه الله- (كتب الأستاذ شاكر هذه المُقدِّمةَ لِكتابِ "الظّاهرةِ القُرآنيّةِ" لِمالك بن نبي سنة 1958)، فقلتُ:
2- ولقد شغلني "إعجازُ القُرآنِ" كما شغل العصرَ الحديثَ، ولكن شغلني أيضًا هذا "الشِّعْرُ الجاهليُّ" وشغلني أصحابُه، فأدّاني طولُ الاختبارِ والامتحانِ والمُدارَسةِ إلى هذا المذهبِ الذي ذهبتُ إليه، حتى صار عندي دليلًا كافيًا على صِحَّتِه وثُبوتِه؛ فأصحابُه الذين ذهبوا ودرجوا وتبدَّدَت في الثَّرى أعيانُهم، رأيتُهم في هذا الشِّعْرِ أحياءً يَغدُونَ ويَروحُونَ، رأيتُ شابَّهُم ينزو به جهلُه وشيخَهُم تَدلِفُ به حكمتُه، ورأيتُ راضِيَهم يستنيرُ وجهُه حتى يُشرقَ وغاضِبَهم تَرْبَدُّ سَحْنَتُهُ حتى تُظلِمَ، ورأيتُ الرَّجُلَ وصديقَه، والرَّجُلَ وصاحِبَتَه، والرَّجُلَ الطَّرِيدَ ليس معه أحدٌ، ورأيتُ الفارسَ على جَوادِه، والعاديَ على رِجلَيه، ورأيتُ الجماعاتِ في مبداهم ومحضرِهم، فسمعتُ غزلَ عُشّاقِهم، ودلالَ فتياتِهم، ولاحت لي نيرانُهم وهم يَصطَلُونَ، وسمعتُ أنينَ باكيهم وهم لِلْفِرَاقِ مُزمِعُونَ؛ كُلُّ ذلك رأيتُه وسمعتُه مِن خلالِ ألفاظِ هذا الشِّعْرِ، حتى سمعتُ في لفظِ الشِّعْرِ همسَ الهامِس، وبُحَّةَ المُستكِين، وزَفْرةَ الواجِد، وصرخةَ الفَزِع، وحتى مثلوا بشِعرِهم نُصْبَ عيني، كأنِّي لَم أفقدهم طرفةَ عين، ولَم أفقد منازلَهم ومعاهدَهم، ولَم تغب عنِّي مذاهبُهم في الأرضِ، ولا شيءٌ ممّا أحسُّوا ووجدوا، ولا ممّا سمعوا وأدركوا، ولا ممّا قاسوا وعانوا، ولا خفي عنِّي شيءٌ ممّا يكون به الحيُّ حيًّا على هذه الأرضِ التي بقيت في التّاريخِ معروفةً باسم: جزيرة العرب" (انتهى).
وتَستمِرُّ الحكايةُ في المَقالِ القادمِ -إن شاء الله-.
واللهُ المستعان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.06 كيلو بايت... تم توفير 2.58 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]