فطرة الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853296 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388469 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213897 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2021, 11:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي فطرة الله

فطرة الله
د. حنان لاشين أم البنين





هل تقبلين الزواجَ منِّي؟
كلماتٌ سحريَّة، تَحلُمُ بها كلُّ فتاة، ويتمنَّاها كلُّ شابٍّ طيب، الكلماتُ لها كرامةٌ وعِزَّة؛ وعِزَّتُها أن تخرُجَ من فمِ الرجلِ لمَن يطلبُها؛ لتكون زوجتَه؛ فهو يعلمُ الطريقَ السليمَ ليصل إليها كما يُرضي الله؛ لأنها الأميرةُ العزيزة الكريمة، المُكرَّمة في دينِنا، لا بدَّ أن يطلبَها هو، وتكونُ الخطوةُ الأولى منه هو أن يسعى إليها بنفسه.


زوجة صالحة، وزوجٌ صالحٌ، يبقى هذا حلم كلِّ قلب ينتظرُ اللقاءَ بشريك حياتِه، فطرةٌ فطَرَنا اللهُ عليها، مودَّة ورحمة وسَكَن.


سيظلُّ كلُّ مسلم يشعر بذاك الفراغِ في صدره حتى يلتقيَ بأنيسٍ يملأ الفراغ، ويُزيلُ الشعورَ بالوَحْشة.


تعطش للحبِّ الحلال، كما تتعطَّشُ الأرض للارتواءِ، ظمأٌ شديد، لَهْفة لماءِ الحب؛ فالكلُّ صائمٌ حتى يَأذَنَ اللهُ بالحلال، وما أروعَ لحظةَ الفطورِ على الحلال!

مرحلةُ البلوغ هي أولُ خطوةٍ إلى هذا العالم الجديد؛ فالمراهقُ يتفاجَأُ بتطوُّرٍ غريب في نفسه، تغيُّر عجيبٌ لا يستطيعُ التكيُّف معه فجأة؛ لأنه يَستغرِبُه أحيانًا، ويخشاه أحيانًا، ويخجل منه كثيرًا، فيبدأ في إخفاء ما يشعرُ به في صَدرِه، ولا يَجرؤُ على التصريح بما جدَّ عليه... وهو الميلُ للجنسِ الآخر، ويستمرُّ الأمرُ حتى الزواج.



فطرنا اللهُ على هذا، هو يميلُ إليها، وهي تميلُ إليه، ولكن الإنسانَ العفيف - الذي ليس له خبرة سابقة في التعامل مع الجنس الآخر - لا يميِّز بين الانجذابِ وبين الحبِّ الناضج، فتراه يضعُ إعجابَه في خانةِ الحبِّ الحقيقي، وربما يعيشُ مأساةً؛ لأنه يرى أنه أحبَّ فلانة من أول نظرة، ولن يشعرَ به أيُّ مخلوق على وجه الأرض؛ لأنه الوحيدُ الذي يعرف أنه يحبُّها.


من الممكن أن يرى فتاةً لأوَّل مرَّة فيعجبُه شكلُها، فيتعلَّق بها، ويبدأ في الاسترسالِ في أحلام اليَقَظة، في حفلٍ عائليٍّ ربما رآها، أو لمَحَتْه هي بنظرة خاطفةٍ، هو يغضُّ بصره، وهي تتعفَّفُ، لكن النظرةَ طُبِعَتْ بكل التفاصيل وبألوان حلوة، وتبدَأُ مُؤثِّرات أخرى، فيركِّب وجهَها على خيالاته الواسعة، شيءٌ يُشبِهُ المُونتاج، ويراها بطلةً لقصص عديدة، ومشاهدَ شتَّى تحفظها ذاكرتُه، يغنِّي لها ويَركضُ معها في المروج الخضراء، ويَنقذُها ربَّما من خطر شديدٍ ويَحميها، أو يفوزُ بها بعد صراعٍ ومعركة مع عدوٍّ يَطمَعُ فيها تمامًا كما يرى في الأفلام والمسلسلات التي يشاهدُها، والفيديوهات المصوَّرة لأحدثِ الأغاني، وفي الحقيقةِ حتى لو كان من بيتٍ لا يشاهد تلك الأشياء فهو سيسمعُها رغمَ أنفه من رِفاقه، وربما سيُشاهدُ مقاطع من تلك الأفلام عند أقاربِه، فهو مُحاصَر، وكذلك هي؛ فالفتياتُ أكثرُ أوقاتهن في البيوت، وخيالُهن خَصْب جدًّا؛ ولهذا هُنَّ عُرضةٌ لتلك الحالة أكثر من الشباب.


الإعجاب بالجارة والجارِ، وزميلِ الدراسة وزميلةِ الدراسة، وابنِ الخالِ وبنتِ العمِّ، وأيِّ أنثى أو أيِّ ذكرٍ يمرُّ أمام هذا القلب الأخضر حديثِ العهدِ بتغيُّرات هرمونيَّة في جسده، وطَفَرات في مشاعرِه، وتموُّجات في حالته النفسيَّة - شيءٌ يشبه حالةَ هياج في بحرٍ كان هادئًا ساكنًا بريئًا، وفجأةً علا الموجُ، وهبَّت عاصفة شديدة، والقاربُ تتقاذَفُه الأمواجُ هنا وهناك، سيتحوَّل بعدَ فترة لشخصٍ كسول، ويشعر بالحزنِ والاكتئاب إن لم يَخرُجْ من تلك الحالة بنشاطٍ اجتماعيٍّ وذهني، وحوار تنويري من شخص ناضج.


إنه يحتاج ليدٍ تُربِّتُ على كتفه، وتسمع له ولا تَنهرُه عندما يُصرِّحُ بمشاعره، صوتٍ هادئ يبعثُ الثقةَ فيه ويدلُّه كيف يتأكَّد أنه حبٌّ حقيقي، شخصٍ عاقلٍ يَقِفُ بجواره؛ حتى لا يَنزلِقَ.


لن تصلَ سِهامُ الكلمات إلى مَرماها لو أخبرناه صراحةً أن هذا ليس حبًّا؛ وإنما هو مجردُ إعجاب، فهو يعيشُ الحالةَ بكلِّ ما فيها من ثوراتها، وعاطفتُه تغلِبُ عقلَه، والمادةُ المحسوسة والمرئيَّة عندَه أقربُ للتصديق من الأفكارِ والمبادئ والحقائق النظريَّة، هو لا يرى إلا لحظتَه، وينتظرُ مستقبلًا ورديًّا يتحقَّقُ فيه حلمُه بالارتباط بهذا الآخر الغائب.

سيُسمِّيه الحبَّ الأول، وهو ليس الحبَّ الأولَ بالطبع، وإنما هو شيءٌ يُشبِهُ أوَّلَ مرة تتذوَّق فيها الشوكولاته، أو أوَّل مرَّة تتذوَّق فيه حلوى لذيذةً، تتعرَّفُ إليها لأوَّل مرَّة، أو أوَّل مرَّة تركَبُ فيها لعبةً في إحدى المدن الترفيهيَّة، فتصعد بك إلى أعلى، ثم تنخفض فجأة، فتشعرُ بشيءٍ ما في صدركِ!


أول استثارة لأحاسيسك ومشاعرك، لكنه ليس الحبَّ الأول؛ فالحبُّ شيء أعمقُ وأكبرُ من أن يُولَدَ فجأةً، الحبُّ أُحجيةُ الوجودِ التي حيَّرتِ العقولَ، بناءٌ ضخم يحتاجُ لوقتٍ ليُبنَى، يستقرُّ أساسُه بالمواقف الصادقة، والتعاملِ بشكل صحيٍّ، لا تظنوا أنه لن يُولَدَ إلا بمغامرات - كما أُشيع لسنوات - وأنَّه لا بدَّ من طرقٍ خياليَّة فيها معاناة وصراعات، ليس شرطًا أن يُولَدَ قبلَ الزواج، وحرارتُه لا توجد فقط في فترة الخطوبة - كما يقولون - ولْنفتَحْ نافذةً على بيتك أنت، وراقب معي...
والدتك؛ أتذكُرُ تلك الليلةَ عندما كان والدُك في سفرٍ وتأخَّر في عودته؟


هل تَذكرُ وجهَ أمِّك وملامحَها، وتلك الدموعَ المحبوسةَ في عينيها، وهي تَتردَّدُ على النافذة؛ خوفًا وقلقًا وفَزَعًا! ترفعُ الهاتفَ كلَّ دقيقتين؛ لتتأكَّدَ أن الحرارةَ موجودة، ركوضُها في صالة البيت من آنٍ لآخر؛ لتُنصِتَ خلفَ الباب لخطوات مَن يصعدُ على الدَّرَج، وتلك الخَيبة التي تكسو ملامحَها عندما لا يطرقُ البابَ؛ إنها تنتظرُ عودةَ والدك، القلقُ يَنهَشُ قلبَها؛ لأنها تحبُّه، أرأيتَ اختفاءَ كلِّ هذا بمجرد رؤيتِه، وكيف تحوَّلت إلى زهرة نديَّة الأوراق، أطلقَتْ شذا عطرِها عندما هلَّ والدُك عليها؟



ذاك هو الحبُّ؛ أن تخافَ على حبيبك من الخطرِ، وتقلقَ عليه، وتسعدَ لسلامته من كلِّ سوء.


والدك؛ هل تذكرُ عندما مَرِضَتْ أُمُّك؟
هل رأيتَه وهو يخفي دموعَه عنكم، وهرولتَه في البيت؛ ليُحاول أن يقومَ بما كانت تقومُ به؛ ليُخفِّف عنها، ووقوفه لساعاتٍ في المطبخ وهو يحاول أن يُعدَّ لكم طعامًا، وربَّما لا يُتقِنُه؛ لكنه يحاول!

يَغتصِبُ ابتسامةً ليَبُثَّ فيكم الأمانَ، لكن الخوفَ والقلق يَنهشان فؤادَه المُهترئَ لوجعِ حبيبتِه وقرَّة عينه، سيَذبُلُ حتى تُشفَى هي وتَنتعش، ولن يرتاحَ إلَّا عندما يراها نَضِرةً أمامَه وسالمةً من كلِّ سوء.



ذاك هو الحبُّ؛ أن تتوجَّعَ لوجعِ حبيبِك، ويَمرَضَ فؤادُك فلا يُشفَى إلا بشفاءِ بدنِه، وتلك الأزمةُ الماليَّة التي ارتجَّ لها بيتُكم، قلَّةُ المالِ، والظروف الصعبة، أرأيتَ كيف وقفَتْ والدتُك بجوار والدك؟ صبرٌ جميلٌ، وتدبيرٌ للأمور، وربما تَحمِلُ ذَهَبَها وتضعُه بين يدَيْ والدك ليبيعَه، ويستعينَ بثمنه على سدِّ دَيْن، أو تفريجِ همٍّ وكرب، عطاء بلا مقابلٍ؛ فهي تريدُه هو أن يرضى، تَذكُرُ له أيامًا حلوةً لم يَحرِمْها فيها من شيءٍ، وحانَ وقتُ الوفاء.


ذاك هو الحب، على الحلوة والمُرَّة، كلُّ نظرة حبٍّ بينهما على استحياءٍ، وأنتم حولَهم، تَربِيتُه يدَه على كتفها، كوبُ الشاي بإتقان لحبيبها، اللُّقْمة التي يرفعُها إلى فَمِها، ملابسُه التي تغسلُها بيديها وقلبِها، وجلوسهما في سكينة على الأريكةِ في البيت وأنتم تنظرون، وتلك الليالي وهي تُوقِظُه ليُصلِّي، والنَّهارات الحلوة وهو يقرأُ معها القرآن، واللحظات الصافية وكلاهما يَستغفِرُ اللهَ، والبركة وهما يكثران الصدقةَ والعطاءَ للفقير والمحتاج، فكُّ الكربات عن المحزونين، وتذكرتُها له بصلةِ رَحِمِه، وتذكيرُه لها بهَجْر معصية.


ذاك هو الحب؛ أن تخافَ على حبيبك من نار الآخرة، ولا تكونَ سببًا في دخوله النارَ عندما تدفعه إلى معصيةٍ بدافع الحبِّ!

نعم أنت تَنضَجُ، وهناك تغيُّر في نفسك، تغيُّر لا يظهر؛ كتلكِ الغِلظةِ في صوتك، والشارب والذَّقْن الكثيفة، ولن نراه كما نرى تغيُّر قِوامك يا ابنتي، ولن نسمعَ نعومتَه في صوتك، أنتَ تميل إلى الجنس الآخر، فاصبر على نفسِك، صلِّ؛ فالصلاةُ ستعينُك وتحصِّنك، ابحثْ عن صُحبةٍ صالحة، واشْغَلْ نفسَك وذهنك بشيءٍ نافع، إيَّاك والفراغَ، واحذر الوَحْدة؛ حتى لا تكونَ فريسةً للشيطان ليُسلْسِلَك عندما تتعلَّق بالهوى وأحلام اليقظة السلبيَّة التي تَسلُبُك الوقتَ، وتَمنعُك من إنجازات حقيقيَّة على أرض الواقع.


اجعَلْ لك نظرة مستقبليَّة، انظُرْ إلى نفسك بعد أعوام، وحدِّد الخطوات التي لا بدَّ أن تخطوَها؛ لكي تكونَ مُؤهَّلًا للارتباِط بشخصٍ آخرَ تُكملُ معه مشوارَ حياتك.



لن تستطيعَ القفزَ فجأةً، الطريقُ يُشبِهُ الدَّرَج، ارتقاءٌ وانتقال من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ تليها، تدرَّج؛ لأن الأمر بناءُ بيتٍ جديد وحياة جديدة، تعليم على مراحل، كَسْب مشروع، إقامة بيتٍ وسكن، وتأهيل لتحمُّل مسؤوليَّات جديدة والقيام بأداء واجبك كما يليق، فأنت ستُسألُ عنها، وهي ستُسأَلُ عنك، وكلاكما سيُسأل عن الأبناءِ وحقِّ الله عليكما، لا بدَّ أن تَنضَجَ؛ لكي تختارَ بطريقة سليمة، وحتى يتحقَّق الإشباع النفسي والارتواء العاطفي الصحيح، وتسعدَ مع شريك حياتك.

وليَكُنْ حلمُك بكلِّ آخرَ يُقرِّبُك إلى الله، وقلب خاشع يُرتِّل القرآنَ معك، وحب صادق؛ لأنه في الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.71 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]