من صور إيذاء الجار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1190 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16906 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2021, 01:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي من صور إيذاء الجار

من صور إيذاء الجار
عبد الله قهبي



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الحمد لله القائل في كتابه: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، والقائل - سبحانه -: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاختَلَفُوا مِن بَعدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ عَظِيمٌ)(آل عمران:105).
منهج رباني يحثنا على إحياء روابط العلاقة الأخوية بين بعضنا البعض حذراً من التشبه بمن غضب الله عليهم من اليهود والنصارى فقال عنهم: (بَأسُهُم بَينَهُم شَدِيدٌ تَحسَبُهُم جَمِيعاً وَقُلُوبُهُم شَتَّى)(الحشر:14)، هذا هو المنهج الإسلامي الرفيع الذي يحي في نفوس أتباعه المولاة لله ولرسله ولشرعه قال - تعالى -: (وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعض)(التوبة:71)، ومن أعظم الولاية ولاية الجار لجاره التي أوصى الله بها في كتابه فقال - سبحانه -: (وَالجَارِ ذِي القُربَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ)، وأوصى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)) صححه الألباني - رحمه الله -، إلا أننا ومع الأسف نفتقد اليوم وجود الجار الصالح الذي تتوفر فيه خصال الجار التي حث عليها الإسلام، وأمر بها قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق)) خرجه الألباني في الصحيحة.
عباد الله: لقد كان الجار في السابق مؤمناً تقياً، وأباً مربياً؛ يشعر بمسئولية جاره كما يشعر بمسئولية رعيته تماماً، لقد كان الجار المسلم يهنئ جيرانه في أفراحهم، ويواسيهم في أحزانهم، يفرح لما يفرحون، ويحزن لما يحزنون، ويكف أذاه عنهم لا يحسدهم ولا يؤذيهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)) متفق عليه أي: شروره، ولعلي أهمس في أذن جار السوء بقصة إن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلانَةَ يُذكَرُ مِن كَثرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا؛ غَيرَ أَنَّهَا تُؤذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: ((هِيَ فِي النَّارِ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلانَةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاتِهَا؛ وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالأَثوَارِ مِنَ الأَقِطِ، وَلا تُؤذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: ((هِيَ فِي الجَنَّةِ)) صححه الألباني.
الله أكبر! صائمة النهار، وقائمة الليل في النار، نعم إذا طال أذاها الناس، وأما من ابتلي بجار يؤذيه فعليه بالصبر فعَن أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ يَشكُو جَارَهُ، فَقَالَ: ((اذهَب فَاصبِر))، فَأَتَاهُ مَرَّتَينِ أَو ثَلاثًا فَقَالَ: ((اذهَب فَاطرَح مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ))، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسأَلُونَهُ فَيُخبِرُهُم خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلعَنُونَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ، فَجَاءَ إِلَيهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: "ارجِع لا تَرَى مِنِّي شَيئًا تَكرَهُهُ" حسنه الألباني - رحمه الله -.
أما والله لو علم الجار بفضل جاره عليه ما آذاه أبد الدهر، فارعني سمعك لهذا الحديث، وافتح لي مغاليق قلبك، وانظر قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِن عَبدٍ مُسلِمٍ يَمُوتُ؛ يَشهَدُ لَهُ ثَلاثَةُ أَبيَاتٍ مِن جِيرَانِهِ الأَدنَينَ بِخَيرٍ؛ إِلاّ قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: قَد قَبِلتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرتُ لَهُ مَا أَعلَمُ)) حسنه الألباني.
وعَن أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلا يُؤذِي جَارَهُ)) رواه البخاري.
ومن صور إيذاء الجار حسده، وتمني زوال النعمة عنه، أو السخرية به واحتقاره، أو إشاعة أخباره وأسراره بين الناس، أو الكذب عليه، وتنفير الناس منه، أو تتبّع عثراته، والفرح بزلاته، أو مضايقته في المسكن أو موقف السيارة، أو إلقاء الأذى عند بابه، أو التطلّع إلى عوراته.
عباد الله: إن المسلم ليتألم عندما يلاحظ في المجتمع الإسلامي كثرة المشاكل، والتدهور في العلاقات بين الجيران، فتجد جاراً يكيد بجاره المكائد والمصائب، وآخر لا يتكلم مع جاره لأيام طويلة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار)) أي ثلاث ليال، وآخر لا يعرف أن جاره يمر بمناسبة سعيدة فيهنيه، أو حزينة فيواسيه ويعزيه، وأخطر من ذلك أن تجد جيراناً يعيشون في عمارة واحدة، ولا يتعارفون، وإن سألت أحدهم عن أقرب الجيران منه لا يعرفه، وربما لا يلتقون إلا على باب المبنى، فأين هؤلاء من الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معاملته مع جيرانه.
عباد الله: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة جار يهودي يؤذيه، وكان - عليه الصلاة والسلام - يصبر ويحتسب، فلما مرض اليهودي زاره فدخل الرعب في قلب اليهودي ظناً منه أن محمداً - عليه الصلاة والسلام - جاء لينتقم منه مستغلاً مرضه، وإذا به يفاجأ بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء ليواسيه، ويسأل عن حاله، ويقدم له العون إن لزم الأمر، عندئذ طأطأ اليهودي رأسه اعترافاً له بالجميل، وأعلن الشهادة، وأصبح من المسلمين.
عباد الله: "لقد أصبح الجار اليوم يبيت بهمه جراء أذية جاره، وأصبح يتهيب مناصحته وتنبيهه خشية ردة فعل تزيد في سوء العلاقة، أو تقطعها البته، وخشية أن يكون الجار ممن إذا قيل له "اتق الله" أخذته العزة بالإثم، فأصبح المرء لا يدري كيف يناصح جاره، وفي أي موضوع يناصحه، وما هي الطريقة في مناصحته، والدين كما تعلمون النصيحة، ففي أي شئ يناصحه، أيناصحه عن حارسه الذي يقف تجاه باب عمارته يترصد له ولعرضه ليلاً ونهاراً، أم يناصحه عن أكياس القمائم التي يضعها عند بابه كل صباح ومساء، أم يناصحه عن إسرافه في الماء الذي يماطل في المساهمة في شراءه، أم يناصحه في قطع السلام وعدم رده، أم يناصحه عن تركه للصلاة، وعكوفه على مشاهدة المحرمات، واستبداله الذي هو أدنى بالذي هو خير، أم يناصحه عن روائح الدخان التي تفوح من بيته، أم يناصحه عن أبنائه التاركين للصلاة، والمتخذين من باب المدخل للعمارة مقعداً دائماً للقيل والقال، والتحملق بأنظارهم إلى عرضه، وزواره، وضيوفه، أم يناصحه عن أذية أبناءه، واللعب حول مركبه وداره ومسكنه، فأين هؤلاء من قول الله - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)(التحريم:6).
ماذا دهانا يا أمة الإسلام، ألم يقل الله - تعالى -: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، كم حرمنا من الخير بالتدابر، والمتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة، وعلى منابر من نور يوم القيامه، فهل زهدنا في هذا الأجر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله - عز وجل -: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ)) أخرجه الإمام مالك - رحمه الله - بإسناد صحيح، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) وذكر منهم: ((رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه)) وكذا جاران تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً)) رواه مسلم رقم: 2564.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.21 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]