|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الأشجار لا تمشي (قصة للأطفال)
الأشجار لا تمشي (قصة للأطفال) أسعد الديري وقف الطفل "عمران" أمام الشجرة الصغيرةِ وقال لها بفرح: غدًا سأذهب مع رفاقي إلى البحرِ، صحيحٌ أنني لا أجيد السباحةَ، لكنني سأشتري دولابًا صغيرًا ليساعدني في العوم، وسنتراشَق أنا وأصدقائي بالماء، وسآخذ قطتي الصغيرة معي؛ لتستمتعَ بجوِّ البحر الجميل؛ لأنني أخشى أن أتركَها وحدَها في البيت، وإذا صادفت سمكةَ قرش سأجعل منها صديقةً لي؛ لأنها قويَّةٌ، ويهابها الغوَّاصون، وسألعب مع الأسماك البحرية الملونة، وسأجمع كمًّا هائلًا من الأصداف والقواقع البحرية؛ لأزين بها غرفتي، ما رأيك يا صديقتي الشجرة؟ أجابت الشجرة الصغيرة: يا لها من فسحة ممتعة تُحسَدُ عليها! قال عمران للشجرة الصغيرة: ما رأيك أن تذهبي معي؟ قالت الشجرة الصغيرة باستغراب: هل حقًّا تودُّ أن تأخذني معك؟! قال عمران: لِمَ لا؟ فأنت صديقتي، وأنا أحب أن يشاركني أصدقائي في المتعة. قالت الشجرة الصغيرةُ بفَرَحٍ: يا إلهي! أنا لا أعرف البحر، وإذا أخذتني معك سأُظلُّك بأغصاني، وسأجعلُك تركب فوق جذعي، وأطفو بك فوق سطح البحر؛ فأنا أجيد السباحةَ والعوم، وسأكون لك خيرَ صديقة ومؤنسة، ولكن لا بد أن أستأذن أمي. قال عمران: حسنًا تفعلين يا صديقتي، سأكون بانتظارك غدًا في الصباح. سألت الشجرة الصغيرة أمَّها: هل تسمحين لي أن أذهبَ مع عمران إلى البحر يا أمي؟ قالت الشجرة (الأم) باستغراب: البحر! أيُّ بحر هذا الذي تتحدثين عنه يا صغيرتي؟! ألا تعلمين أن الأشجارَ لا تمشي؟! سألت الشجرة الصغيرة أمَّها: هل حقًّا الأشجار لا تمشي يا أمي؟ قالت الشجرة الأم: نعم يا صغيرتي، الأشجار لا تمشي. ردت الشجرة الصغيرة: حتى إذا كبرنا يا أمي؟! أجابت الشجرة الأم: نعم، حتى إذا كبرنا سنظلُّ راسخين في الأرض. قالت الشجرة الصغيرة: ولكن لماذا يا أمي؟ قالت الشجرة الأم: عندما تَكبَرين ستعرفين السبب، ومع ذلك سأقوله لك: لأنك عندما تكبرين وتمتدُّ أغصانك، وتبدأ أوراقك بالظهور - ستَمنحين الفلَّاح ظلًّا يقيه حرارةَ الشمس بعد يوم عمل شاقٍّ، وستأتي إليك العصافير والطيور من كل حدب وصوبٍ لتبني أعشاشَها فوق أغصانك الوارفةِ، وتضع فيها البيض... فإذا مشينا يا صغيرتي ستتحطَّم الأعشاش، ويتكسَّر البيض... فهل يهون عليك إيذاءُ الآخرين؟ طَأْطأتِ الشجرة الصغيرة رأسَها! وقالت بخجل: معك حقٌّ يا أمي، اعذِريني. في اليوم التالي.. جاء الطفل عمران، وسأل الشجرةَ الصغيرة: ها.. هل سمحَتْ لك أمُّك بالذهاب معي؟ قالت الشجرة الصغيرة: أمي تقول: إن الأشجار لا تمشي؛ كي لا تتحطَّم أعشاش العصافير. قال عمران: إذًا إلى اللقاء يا صديقتي العزيزة. وعندما همَّ عمران بمغادرة المكان، حاولت الشجرة الصغيرة أن تلحقَه، لكن جذورَها الراسخة في الأرض منعتْها من ذلك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |