الخلنبوس اللعوس - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأمُّ الرحيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2022, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,858
الدولة : Egypt
افتراضي الخلنبوس اللعوس

الخلنبوس اللعوس
عبد العزيز سالم شامان الرويلي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
إن الإنسان منذ أن خلقة الله - تعالى -مجبول على مخالطة الناس ومعايشتهم، فلا يمكن أن يعيش وحيدًا، فلذلك وضع الله لنا ضوابط وقواعد في التعامل مع البشر؛ كما بيَّن رسولنا - عليه الصلاة والسلام - المبادئ والأخلاق الحميدة التي لا بد أن نتصف بها، ولا مجال لبسطها هنا، ولكن حديثي عن فئة من الناس ممن نتعامل معهم في حياتنا اليومية فئة نطلق عليها: "المصلحجية" الذين لاهم لهم إلا تحقيق مصالحهم الشخصية، فيتعاملون مع الناس على هذا المبدأ السخيف، كما أن لهم في تعاملهم مبادئ وطقوس.
شعارهم "اللهم نفسي" فمصلحتهم الشخصية مقدمة على كل أمر، بل إنهم لا يرضون إلا بالشيء المحسوس، ولذلك تراهم يتخبطون في علاقاتهم الشخصية كتخبط الممسوس، فطريقتهم في التعامل تقديم مكاسبهم الشخصية وحظوظ نفوسهم على الآخرين، فإذا لم تحصل لهم قطعوا تلك العلاقة يعني: "شد لي واقطعلك"، فلا يمكن أن يعطيك شيئًا حتى تبادر أنت بذلك؛ لذا تجدهم يحرصون على تبادل المنافع والمصالح الشخصية؛ معنوية كانت، أو مادية كالفلوس. متقلبون في حياتهم، متلونة طباعُهم، ويصدق فيهم قول الشاعر:
أخبث الناس صديق *** عن نفاق يتحرك
فمع المظلوم يبكي *** ومع الظالم يضحك
وتبًّا لهذه الصفات ومن جعلها له كالقاموس.
ومما يميز هذه الفئة أنهم "كالعطربوس" - اسم من أسماء العقرب - صغيرة في حجمها، ولكن تحمل في داخلها سُمًّا قاتلاً.
ومما لا خلاف فيه أن الإنسان يحرص على مصلحته والبحث عنها، ولكن الذي يقبح في ذلك هو جعل مصالحهم الهدف الأكبر في علاقاتهم مع الناس، فإذا لم يستفيدوا منك، تركوك وأظهروا لك وجهًا عبوسًا، فنسوا أو تناسوا ما أمرنا أن نتصف به من الأخلاق الحسنة والمبادئ الإسلامية العظيمة؛ كالصدق وسلامة الصدر، والسماحة والتعاون، ونفع الناس وغيرها، ومما يميز هذه الفئة أنهم يشبهون "الخلنبوس" الذي يكون سببًا في إشعال النار، والخلنبوس هو: الحجر الذي يقدح فيه ببعضه لإشعال النار، وهو كما نعرفه نحن "بحجر الصوان"، فهم أناس همهم إشعال نيران العداوة بين الناس والتفريق فيما بينهم، كما أن الحسد الذي يحملونه في قلوبهم بلغ مبلغًا لا أستطيع وصفه إلا بقول الشاعر:
هم يحسدونِي على موتي فوا أسفا *** حتى من الموت لا أنجو من الحسد
يتقربون ممن ينفعهم ويسعون لإرضائه ومدارته، والعجيب أنهم يتغاضون عن أخطائهم، فلو وقع صاحبهم في خطأ يلتمسون له ألف عذر، لئلا يخسرون تلك المكاسب الشخصية.
وإذا احترت في معرفتهم، وأردت أن تكشف أحدهم، فقم بنصيحته، وأظهر له الوجه الذي لم يراه من قبلُ أو منعه من تلك المنفعة التي يستفيدها منك، ثم انتظر فستجده قد انقلب على عقبيه وفارقك، وليتهم يكتفون بالفراق فحسب، بل قد يشن عليك حربًا ضروسًا مشابهة في المعنى بحرب البسوس. حقًّا إنهم ضعاف النفوس.
إن صاحب الخلق الرفيع والمبادئ الراقية لا يجعل الأمور الدنيوية مقصده الأكبر، ولا يكون في حبها مهووسًا؛ لأن صاحب الهمة العالية لا يلتفت إلى سفاسف الأمور، بل لا يكون حب ذاته في النفس مغروسًا، كما أنه لا تؤثر عليه المصالح؛ لأنه صاحب عقل وفكر ودين، يدافع عن مبادئه ويضحي من أجلها، ولا ينحاز إلا لها، فيقدم الأهم على المهم وَفْق منهج وشرع الله، وللأسف هم ثُلة قليلة في هذا الزمن إلا من رحم ربي. ومما يُميز تلك الفئة أنهم متقوقعون على بعضهم، بل تجدهم يعملون داخل محيط ضيق جدًّا يلتفون حول مصالحهم الخاصة فقط، بل إنهم أشد من "اللعوس"، وهو الحريص، فحرصهم فاق الوصف، كما أنهم في تعاملهم مع الناس أشبه ما يكونون بالناموس الذي لا تشعر به حتى ينتهي من لدغته.
والأهم من ذلك أن الزمان سيكشفهم على حقيقتهم؛ لأن بضاعتهم مزجاة ضعيفة، وزادهم ووعائهم "كالقرسطوس" وهو: وعاء المسافر الذي يضع فيه زاده، الذي لا يكفيهم إذا انقطعت بهم السبل الطرق.
وأخيرًا أوصي نفسي أولاً، ثم أوصيكم بالرقي في التعامل مع الناس، وألا تكون أهدافنا دنيئة، ولنتعامل مع بعضنا البعض بحب وإخلاص، وحسن ظن وعطف وشفقة، وأخلاق سوية، ولا نكن ذلك الإنسان الخلنبوس اللعوس.
اللهم حسِّن أخلاقنا وجمِّلنا بزينة الإيمان، واجعلنا من عبادك الصالحين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.52 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]