نوار وحكاية المرأة التي تتكرر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2022, 07:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي نوار وحكاية المرأة التي تتكرر

نوار وحكاية المرأة التي تتكرر
د. زهرة وهيب خدرج




سأسرد عليكم هذه القصة، ليس لأنها جديدة في أحداثها، أو أن في تفاصيلها السردية شيئًا خاصًّا أبدًا، فقد تكون أحداثها معتادة حتى الملل، وتفاصيلها متكررة لدرجة أننا حفظناها غيبًا، وبتْنا نعرف نهايتها قبل أن نبدأ بقراءة الحكاية، ورغم ذلك سأسردها على حضراتكم؛ لأن قصص النساء في مجتمعاتنا الشرقية مهما تشابهت أحداثها، فلكل واحدة خصوصيتها الفريدة، المليئة بالتفاصيل، المُثيرة في تعابيرها وكينونتها السرية التي لا يعلم الكثيرون عما في قلبها من أسرار، ما يميزها عن قصص آلاف بل ملايين النساء الأخريات.

لن أسمي صاحبة حكايتي هذه المرة "أمل" كما يَحلو لي دائمًا أن أُسمِّيَ النساء اللواتي أكتب عنهنَّ، بل سأُسميها "نوَّار"؛ لما يحمله الزهر في ثناياه من جمال وأمل واعد، وأكون بذلك لا أزال قريبة من المدار الذي أجدني أسبح فيه دائمًا.

نوَّار، أتذكرها جيدًا، كيف لا وقد شاركتني المقعد الدراسي لسنوات حتى أنهيت الصف التاسع؟ جميلة كانت مثل دمية، بل بدر توسَّط كبد السماء فأضاء ظُلمةَ الليل، حملت عيناها لونَ ثمار الزيتون رغم سمرتها الرقيقة، بقيت صورتها الجميلة مطبوعة في ذهني، حتى بدأ العام الدراسي التالي ولم تحضر نوَّار للمدرسة، ولم تشاركني المقعد، حسدتْها بقية بنات الصف عندما علمن أنها خُطبت لشابٍّ غاية في الوسامة، وحكَين قصصًا تُشبه قصص ألف ليلة وليلة عن فستانها وحُليِّها وحفل خطبتها، ومُراقصة أميرها لها، وبقيَتْ مدار حديث الفتيات لفترة طويلة، ومع الوقت تلاشت صورة نوَّار من خيالي، ولم تعد تحتل مكانًا في ذاكرتي.

أوقفَتني امرأة مُتعبة يائسة يغلب الانكسار على ملامحها رغم بقايا الجمال البائد الذي لا زال يزين وجهَها، وسألتني: أتَذكُرينني؟ نظرت في وجهها... خانتني ذاكرتي... اعتصرتها دون جدوى، لم أشأ أن أعلن الاستسلام، فقلتُ مُراوغة: ذكِّريني بكِ، أنت... فقالت: نوَّار.. جلسنا على مقعد واحد طوال تسع سنوات، أقرأ الآن كتاباتك في المواقع الإلكترونية وعلى فيس بوك! آه يا نوار، كيف لي أن أنساكِ؟! غرقت في تفكيري قائلة: ماذا حلَّ بك؟ لماذا أنتِ منكسرة هكذا يا صديقة الطفولة؟ ألستِ سعيدةً مع أميرك الوسيم؟

وكأنها سمعتْ ما أقول في نفسي أو ربما قرأتْه في تعابير وجهي فقالت: سنوات عشرون عشتُها في يبت زوجي لم يُشاركني فيها إلا ما يقارب عامًا ونصفَ عام، أفسدَ المحتلُّ حياتنا، فزوجي لا يكاد يَخرج من الأسر، يحلُّ علينا كضيف عابر لشهْر أو اثنين حتى يُعاد اعتقاله!

أنجبتُ خلال ذلك ثلاثة من الأبناء الذين لا يَعرفهم، أما أهل زوجي، فقد صبَغوا ما بقي لي بلون الليل الحالك؛ فأنا أقيم في بيت العائلة، وما أحوَجَ هذا البيت لخادمة غاب عنها زوجها دون أن يترك لها ما يسدُّ حاجتَها ويُغنيها سؤال الناس، وما أشبه ذلك بي وبظروفي!

أصحو مع الفجر لأقوم بأعمال البيت، وألبِّي احتياجات الجميع، وأقوم بمسؤوليتهم، وأغوص في فراشي مع اقتراب مُنتصف الليل خائرة القوى، يغلب عليَّ الإحساس بأنه لن يبزغ عليَّ فجر يوم جديد، ولكني أستجمع نفسي وأسلِّيها بأحلام أرى فيها أبنائي سُعَداء ناجحين في حياتهم، وأترحَّم على طموحاتي الطفولية، لأعيد الكرَّة ذاتها في اليوم التالي.

لا وقت لديَّ لأعمل أي شيء أحبُّه، خلقت فقط لتلبية الطلبات والقيام بالمسؤوليات التي تنوء بها عصبة من النساء، أما الحبُّ والدعم، فجفَّت منابعه منذ وقت بعيد.

عندما أتصفَّح الإنترنت وأقرأ كتاباتك، أبكي في أغلب الأحيان، كم تمنَّيت أن أُكمل تعليمي مثلك، حلمتُ أن أُصبح طبيبة أطفال، ولكن والدي وجَدَ جمالي الفائق يَليق بمربية أطفال وخادمة في بيت العائلة، فزوَّجَني لزوجي المسكين، الذي تركني أواجه قسوة الحياة وظُلمَ ذوي القُربى وحيدةً دون أمل بمستقبل أفضل، فأَبكي نفسي، وأبكي زوجي، وأبكي حظي العاثر.

انصرفت وقد أثَّرت في قلبي وتركت خلفها ألمًا عميقًا، فسألت نفسي: هل المرأة بحاجة لشهادات وجامعات لتنهضَ بنفسها وتحصل على تقدير المجتمع؟ وهل المرأة التي لم تَكتُب لها الأقدار أن تُكمل تعليمها، تكون قد حكمت عليها بالضياع، والضعف، والبقاء في الظل؟ أيكون الحل أمام مثل هذه المرأة وغيرها ممن حبستها سطوة التقاليد في قُمقم مظلم وأغلقت بابه بإحكام هو الثورة والتمرُّد، الأمر الذي يترتَّب عليه فقدان الحياة المستقرَّة مهما بلغت درجة تعاستها؟ أم يكون في توظيف العقل والحُنكة الأُنثوية بهدوء وود، والاستفادة من المعطيات التي تُحيط بها، وتوظيفها لخدمة مصالحها وأهدافها، دون أن تدخل في معركة شرسة تضطرُّ فيها لمواجهة الجميع وجهًا لوجه، وتكون نتيجتها الحتمية هزيمتها؟ أليس البحث داخل نفسها، وتحديد مكامن الإبداع فيها والعمل عليه ورعايته وتنميته وتطويره حتى يُصبح واقعًا يراه الناس بأعينهم ويُعجَبون به وبصاحبته، هو المَخرج الذي سيحطم القمم بهدوء، وينطلق إلى النور مسلطًا الضوء على امرأة كانت القيود تحيطها من كل النواحي، وتعتقد أنه لا مهرب مما هي فيه؟


عندما أتعامل مع قصص جديدة لنساء مقهورات في مجتمع يُقال عنه: إنه ذكوري بامتياز، يسود عندي اعتقادٌ أن المرأة نفسها قد شاركت في تهميش نفسها، بسلبيتها واستسلامها، أو بسلبيتها عندما كرهت كل شيء وأصبَحَ الانتقام هو هدفها، وتناست أن هناك مهمةً عظيمة تنتظرها، مهمة بناء المجتمع على القيم العليا، والمعاني السامية، وحقن دماء الكرامة والعزة داخله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.99 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]