معارك حاسمة في تاريخ الإسلام - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213796 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 26-02-2022, 11:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معارك حاسمة في تاريخ الإسلام

معارك حاسمة (11)

كتبه/ أحمد فريد

أحداث معركة القادسية




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لم يكتفِ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القَدْر من إذلال مرازبة فارس، بل تناول رمحه واتجه صوب أسطورة الفرس العسكرية رستم، وهو يتكئ على رمحه، والرمح يدب في البسط الفارسية المزخرفة فيقطعها من خلفه، فلم يترك بساطًا في طريقه إلا قطعه!

ووقف أهل فارس في صمت عجبًا من ثقة هذا العربي الذي يحتقرهم في عقر دارهم، وكأنه يريد أن يوجِّه رسالة عابره للتاريخ للمسلمين من بعده: لا تجعلوا زخارف الحضارة الدنيوية المزيفة تنال من ذرة كرامة في ثقتكم بأنفسكم كمسلمين، فالله أعزكم بأعظم نعمة في الوجود، نعمة الإسلام، فأنتم الأعزة، ومن دونكم هم الأذلة، نظر رستم إلى هذا العربي بتعجب، وقال له: ما جاءكم؟ فأجابه ربعي بن عامر رضي الله عنه بكلمات صارت تتناقل من جيل لآخر: لقد ابتعثنا الله لنخرج مَن شاء مِن العباد مِن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قبل ذلك منا قبلنا منه، ومَن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر، فقال له رستم محاولًا النيل من ثقة ربعي رضي الله عنه: قد تموتون قبل ذلك، فأجابه ربعي بكل ثقة: وعدنا الله عز وجل الجنة لمَن مات منا على ذلك، وأن الظفر لمن بقي منا، فقال له رستم محاولًا استعطافه: فهل لك حتى نأخذ الرأي من قادتنا وأهلنا؟

فقال له ربعي بكل استخفاف: نعم أعطيك، كم تحب: يومًا أو يومين؟

قال رستم مستعطفًا ربعي بن عامر: أعطني أكثر.

فقال له صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنَّ لنا ألا نمكن أذاننا من الأعداء، وألا نؤخرهم عند اللقاء أكثر من ثلاث، وإلا حاربناك في اليوم الرابع.

ثم انطلق ربعي بن عامر رضي الله عنه إلى فرسه الهزيلة، وجموع الفرس تنظر إليه ليعبر بفرسه تلك القنطرة راجعًا لمعسكر المسلمين، لينظر رستم إلى مستشاريه ويقول لهم.: هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟!

فقالوا له: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا، تدع دينك إلى هذا الكلب! فنظر إليهم رستم مستهجنًا عليهم تلك النظرة السطحية للأمور، فتعالت أصوات مَن حوله مِن الفرس يتهمونه بالجبن والضعف، فما كان من رستم إلا أن سكت عن الكلام، وأظهر لهم نيته للقتال، ولكنه في قرارة نفسه كان يخفي أمرًا آخر؛ ألا وهو: مفاوضة المسلمين مرة أخرئ، وتقديم المزيد من التنازلات علهم يرجعون إلى صحرائهم؛ لذلك بعث إلى سعد مرة أخرى يريد التفاوض من جديد.

فبعث له سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هذه المرة بصحابي آخر رسولًا لرستم هو حذيفة بن محصن البارقي الأزدي رضي الله عنه، ولم يكن الرسول هذه المرة كمَن سبقه من قبيلة تميم العدنانية، بل كان من قبيلة الأزد القحطانية الفرع الآخر للعرب، وكان الله عز وجل أراد أن يشترك العرب جميعًا لإذلال الفرس المجوس، ولعل ذلك يكون سببًا رئيسيًّا يفسِّر كره الشيعة الروافض من الفرس وأذنابهم لكل ما هو عربي، فالشيعة في كتبهم يومنون بأن أول شيء سيقوم به مهديهم المزعوم هو إبادة العرب عن بكرة أبيهم، وسيبدأ أول ما يبدأ بقريش قبيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم! بل إن إمام الشيعة يذكر في كتابه: "بحار الأنوار" بان مهديهم المزعوم سيقتل حين خروجه سبعين قبيلة عربية!

ولا شك أن حذيفة بن محصن رضي الله عنه أراد أن يحطِّم الرقم القياسي في إهانة الفرس المجوس، وسحق شرف مرازبة فارس، فلم يكتفِ حذيفة بالدخول على معسكر الفرس راكبًا فرسه التي داست فوق البسط المزخرفة، بل ظل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبًا حتى وصل إلى رستم؛ ليس ذلك فحسب، بل اختار هذا الفارس العربي بأن يخاطب قائد إمبراطورية ساسان من فوق فرسه، فقال له رستم: انزل يا عربي، فقال له حذيفة: لا أنزل، أنتم دعوتموني، فإن أردتم أن آتيكم كما أحب وإلا رجعت.

فلم يكن أمام رستم إلا أن يقبل على مضض بهذه الطريقة المهينة التي يعامله بها صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، طريقة ذلك العربي عندما قال له رستم: ما جاء بكم؟ فقال حذيفة: إن الله عز وجل مَنَّ علينا بدينه وأرانا آياته، فعرفناه وكنا له منكرين! ثم أمرنا بدعاء الناس إلى ثلاث، فأيها أجابوا قبلناه: الإسلام وننصرف عنكم، أو الجزاء (أي: الجزية)، أو المنابذة (أي: الحرب)، فقال له رستم: هل من الممكن أن تعطينا فرصة؟


فقال له رستم: إذًا تقاتلونا في اليوم الرابع؟

فقال الأسد العربي حذيفة بن محصن رضي الله عنه بكل عزة وثقة: ثلاثة أيام ليس من اليوم، بل من أمس.

وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16-05-2022, 12:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معارك حاسمة في تاريخ الإسلام

معارك حاسمة (12)



أحداث معركة القادسية (12)









كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي اليوم الثالث طلب رستم التفاوض من جديد؛ مما يدل على خوف رستم واستماتته في محاولة ثني جيش العرب المسلمين عن قتاله، فدخل عليه المغيرة رضي الله عنه لكي يهين الفرس قليلًا بطريقته الخاصة، وعلى الرغم من أن المغيرة رضي الله عنه يتقن الفارسية؛ إلا أنه لم يتكلم معهم إلا بلغته العربية "لغة القرآن"، فدخل عليه المغيرة بن شعبة وقد ترك فرسه بالخارج، ففرح رستم وظن أنه سيحظى بقليل من الاحترام هذه المرة، ولن يكون هذا الرسول كسابقيه من الرسل!


إلا أن ظن رستم سرعان ما خاب، فقد ظلَّ المغيرة يمشي في مجلس الفرس حتى وصل إلى مكان جلوس رستم، فما كان من المغيرة إلا أن جلس على السرير المذهب الخاص برستم، فتعجب الفرس من صنيعه وحاولوا أن يسحبوه من مكانه؛ إذ إن عنجهية الفرس وعنصريتهم تقصي بأن يقف الجميع بعيدًا على مسافة مِن رستم، وذلك حتى لا يلوثوا الهواء من حول سيدهم!

فقال لهم المغيرة: والله جلوسي جنب أميركم لم يزدني شرفًا، ولم ينقصه شيئًا، والله يا أهل فارس، إنا كنا تبلغنا عنكم الأحلام (أي: نسمع عنكم أنكم عقلاء)، ولكني أراكم أسفه قوم! والله الآن أدركت أن أمركم مضمحل، وأن أمر الغلبة والملك لا يقوم على مثل ما أنتم عليه.

فسمع المغيرة رضي الله عنه الحاشية مِن خلفه وهي تقول بالفارسية التي كان يتقنها: والله صدق العربي.

ثم قال المغيرة لرستم: نحن ندعوك إلى واحدة من ثلاث: إما الإسلام، وإما الجزية عن يد وأنت صاغر، وإن أبيت فالسيف.

فقال له رستم: وكيف يدفع المرء الجزية وهو صاغر؟

فقال له المغيرة رضي الله عنه: أن يقوم أحدكم على رأس أميرنا فيطلب منه أن يأخذ الجزية، فيحمده أن قبلها، فكن يا رستم عبدًا لنا تعطينا الجزية، فنكف عنك ونمنعك.

وما إن سمع رستم من المغيرة: "كن عبدًا لنا" حتى جن جنونه، ولم يعد باستطاعته أن يتحمل أكثر من هذا، هذه الإهانات المتكررة من فرسان العرب؛ فاستشاط غضبًا، واحمرت عيناه، وقال للمغيرة: والله ما كنت أظن أن أعيش حتى أسمع هذا الكلام من عربي، ثم حلف بالشمس أن لا يرتفع الصباح حتى يدفنهم في القادسية، ثم قال له: ارجع إلى قومك، لا شيء لكم عندي، وغدًا أدفنكم بالقادسية.

فرجع المغيرة، وأثناء مروره على القنطرة، أرسل رستم رجلًا يناديه فنظر إليه فقال له: منجم، يقول: إنك تفقأ عينك غدًا (وذلك في محاولة لكسر همة المغيرة وإخافته).

فتبسم المغيرة رضي الله عنه، وقال لذلك الفارسي: والله لولا أني أحتاج الأخرى لقتال أشباهكم، لتمنيت أن تذهب الأخرى في سبيل الله.

وبعد هذه المفاوضات التي أذل بها أسود العرب قادة الفرس، جاء الوقت لبدء العملية العسكرية الحاسمة؛ التي سيخلدها التاريخ؛ لكونها جعلت من شيء اسمه الإمبراطورية الفارسية مجرد ذكريات في صفحات التاريخ المنسية!

كانت أرض القادسية أرضًا يحف بها من الشرق خور الفرات، ويشتمل على تركة العتيق أو نهر العتيق، ويحيط بها من الغرب خندق سابور، وهو عبارة عن غدير حفر لحماية أرض السواد من عرب البادية، وقد أقيم عليها عددٌ من المسالح لهذه الغاية، وقد اختار القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مكانًا إستراتيجيًّا للغاية، فقد كان المثنى بن حارثة رضي الله عنه قد بعث برسالة إلى عاصمة الخلافة قبل موته، يوصي بها جيوش المسلمين مستقبلًا بأن يحاربوا الفرس على أطراف الصحراء؛ لما يتيحه ذلك من سهولة المناورة للعرب، الذين يخبرون الصحراء على عكس الفرس.

وقد تلاقى هذا التوجيه الإستراتيجي مع هوى الفاروق عمر رضي الله عنه، الذي كان يحضر لكي يبعث برسالة للمثنى قبل موته، بها نفس التوجيه الإستراتيجي بمحاربة الفرس، وقد وصف سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أرض القادسية بإحدى الرسائل التي بَعَث بها للخليفة: إن القادسية بين الخندق والعتيق، وإن ما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين؛ أما عن القادسية إلى الولجة فيض من فيوض مياههم.


والقادسية اليوم تقع جنوب مدينة النجف الحالية في العراق، على بعد ثلاثين كيلو متر منها، وما تزال حتى يومنا هذا آثار الطرق بين القادسية والحيرة، والخندق وقصر قديس مركز قيادة سعد رضي الله عنه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24-05-2022, 01:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معارك حاسمة في تاريخ الإسلام



معركة القادسية (13)









كتبه/ أحمد فريد


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد تكوَّن جيش الفرس مِن مائتي ألف مقاتل، وثلاثة وثلاثين فيلًا، في مقدمتهم: فيل أبيض عملاق!

وقد تولى أسطورة فارس العسكرية رستم قيادة المعركة، ووضع رستم على رأس الجيوش أعظم مِن أنجبت فارس من قادة؛ فوضع على قلب الجيش الفارسي "الجالينوس"، وهو الرجل الثاني في جيوش كسرى، وجعل على ميمنة الجيش أسطورة الحرب الهرمزان؛ أما ميسرة الفرس فكانت من نصيب القائد الفارسي مهران بن بهرام، كما أسند هرمز مهمات قيادية رئيسية للقائدين الشهيرين: البرزان، وبهمن جاذويه الملقَّب ببهمن ذي الحاجب.

وعلى الناحية الأخرى: فقد كان جيش التحرير الإسلامي جيشًا منصورًا منذ البداية؛ ليس بسبب كثرة عدد فرسانه الذين تجاوز الثلاثين ألفًا بقليل، أي: نحو سدس جيش الإمبراطورية الفارسية إن لم يكن سبعه أو ثمنه؛ أي: أن كل مقاتل مسلم كان عليه أن يقاتل ستة أو سبعة مقاتلين من الفرس دفعة واحدة!

أما بالنسبة للعتاد: فقد كانت خيول المسلمين الهزيلة، وجِمَالهم لا تقارن بآلة الحرب الجبارة التي زوَّدها يزدجرد جيشه العرمرم، فقد كانت الفيلة العملاقة التي استخدمها الفرس في القتال، فيلة مدربة تدريبًا عسكريًّا على القتال، وتدمير جيوش الأعداء بأرجلها؛ هذا إضافة للأسلحة التي لم يَعرِف المسلمون مثلها في صحرائهم؛ ناهيك عن تفوق الفرس العظيم في مجال إدارة الخطط العسكرية، وحفر الخنادق، ونصب الكمائن؛ نتيجة لخبرتهم الممتدة لمئات السنين في قتال الإغريق والرومان، وحتى الفراعنة.

لم يكن جيش المسلمين منصورًا من أجل تفوقهم في العدد والعتاد؛ فليست هذه هي أسباب النصر التي أوضحها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالته؛ لقد كان جيش المسلمين جيشًا منصورًا؛ لأنه -وبكل بساطه- كان جيشًا يومن برب الكون؛ جيشًا يعد أقصى ما استطاع من عدة القتال وأسباب النصر، ولكنه لا يعبد الأسباب، بل يعبد مسبب الأسباب، رب الأرباب، يعبد الله عز وجل.


وبمجرد استعراضنا لتكون الجيش الإسلامي ندرك تمامًا أننا أمام جيش منصورٍ؛ فلك أن تعلم أن جيشَ القادسية كان يتكون من ثلاثمائة وبضعة عشر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين بيعة الرضوان إلى ما فوق ذلك، وثلاثمائة ممَّن شهد الفتح، وسبعمائة من أبناء الصحابة؛ ليس ذلك فحسب، فلقد كان جيش القادسية يضم بين فرسانه -وتأمل معي هذا الرقم- تسعة وتسعين عملاقًا من عمالقة بدر الكبرى؛ فهذا والله جيش منصور.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.87 كيلو بايت... تم توفير 2.86 كيلو بايت...بمعدل (3.83%)]