|
|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التخطيط بين الإغراق والإغلاق
التخطيط بين الإغراق والإغلاق علي بن حسين بن أحمد فقيهي بوح القلم (تأملات في النفس والكون والواقع والحياة) التخطيط بين الإغراق والإغلاق • يعتبر التخطيط سمةً من سمات العصر الحديث في مختلف بلدان العالم، وعلى مستوى جميع القطاعات داخل الدولة، فُتِحتْ له نوافذُ وأقسام في الجامعات، وأُلِّفت فيه الكتب والمراجع، واهتمَّت به المراكز البحثيَّة والمعاهد الإستراتيجية، وأُقيمت لأجله الدوراتُ المتخصِّصة والندوات العلمية. • هناك عدة مفاهيم للتخطيط، لعلَّ أهمَّها المفهوم الذي طرحه المفكر الأمريكي "توماس شيلينج" في كتابه: "نظام التخطيط ووضع البرامج" الصادر عام 1979؛ حيث قال: "إنه عملية تحديد الأهداف المنشودة، وتحديد الطرق للوصول إلى هذه الأهداف، وتحديد المراحل لذلك، والأساليب التي يجب أن تُتَّبع لتحقيق هذه الأهداف، والتخطيط يتطلَّب تحليل نتائج ما سبق تنفيذه، واتخاذ القرار لما يجب تنفيذه، في ضوء دراسة وتقدير المستقبل. • يعتبر التخطيط في الوطن العربي مفهومًا حديثًا ومصطلحًا جديدًا على مستوى المجتمع ومؤسساته الرسميَّة والمدنية، وأما على المستوى الفردي، فيعتبر من المفاهيم الغائبة والمهمَّشة. • نظرًا لجدية المصطلح، وحداثة المفهوم؛ حرَصت المؤسسات والدوائر الحكومية والأهلية على توعية العاملين بماهيَّة التخطيط وحقيقته، وسبل تحقيقه، وعوائق تنفيذه، ووسائل تقويمه على المستويينِ العامِّ والخاص. • تطورت الدراسات والبحوث والدورات والمحاضرات عن التخطيط لتشمل جميع جوانب الإنسان الحياتية: (الوظيفية، المالية، الأسرية، الاجتماعية، النفسية، التعبُّدية). • تهميش التخطيط وتحجيم مجالاته يؤدِّي لسطحية في التفكير، وفوضى في العمل، وضَعف في المُخرَجات، وقصور في النتائج، وخللٍ في الإدارة، وفساد في المؤسسة. • كما أن الإغراق في التخطيط وتضخيم جوانبه يؤدِّي لتحييد الإبداع، وتوسيعِ العمل، وتعقيد الحياة، وضَعف العلاقات، وجَلْدِ الذات، وتعظيم المادة، وخواء الروح، وتسرُّبِ العاملين. • في ديننا الإسلامي دلائلُ وإشارات على التخطيط والتنظيم والإتقان والإحسان، ترتكز على عنصرينِ أساسيَّيْن؛ هما: ١- العموم والشمول لكافة المجالات المتعلِّقة بالإنسان، والمتمثِّلة في الخالق والمخلوق والذات ((إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا)). ٢- التوازن بين تلك الجوانب والمجالات ((فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه)). • ومضة: عن كعب بن مالك رضي الله عنه، يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلَّما يريد غزوة يغزوها إلا ورَّى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك، فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرٍّ شديد، واستقبَلَ سفرًا بعيدًا ومفازًا، واستقبل غزو عدو كثير، فجلَّى للمسلمين أمرَهم؛ ليتأهَّبوا أهبةَ عدوِّهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد)؛ رواه البخاري.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |