طرق علاج ازدواجية السلوك من منظور التربية الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-09-2022, 05:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي طرق علاج ازدواجية السلوك من منظور التربية الإسلامية

طرق علاج ازدواجية السلوك من منظور التربية الإسلامية
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي



من خلال ما سبق ذكره حول أهمية قيام المربين والمسؤولين في مختلف الجهات المعنية والمختصة في الأمة بتوجيه وإرشاد الأفراد وعلاج ما يطرأ على سلوكياتهم من أفعال لا تليق وتوجيهات الإسلام، نركز في الصفحات القادمة - بإذن الله تعالى - على مجموعة من الوسائط الفاعلة في علاج ظاهرة ازدواجية السلوك وهي: [الأسرة - المدرسة - المسجد - الإعلام].

وسوف أعلق باختصار على دور كل من هذه الوسائط بما أرى أنه يكفي من إيضاح المقصود إن شاء الله تعالى:
أولاً:الأسرة.
لا يمكن بحال إغفال دور الأسرة في توجيه وإرشاد النشء، فهي المحضن الأول للإنسان، بل إن سلوكياته تتكون وفق ما يغرسه الوالدان في السنين الأولى من عمر النشء، ولذا يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا ♦♦♦ على ما كان عوده أبوهُ


والأسرة تتكون من عدة عناصر رئيسة، هي:-
1 - الأب.
2 - الأم.
3 - الإخوة [ذكوراً - إناثاً].

والذي يهم هنا - وإن كانت جميع العناصر ذات أهمية - دور الأب والأم في توجيه وإرشاد أولادهم، لأن ذلك من أوجب الواجبات عليهم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم:6]، وقال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع ومسؤول في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته. الحديث" (صحيح البخاري، حديث رقم 853، ج 1، ص 304)، وقال صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت " (رواه الطبراني في الكبير، حديث رقم 13414، ج 12، ص 382).

من هذه التوجيهات السامية ينبغي على الوالدين الحرص التام في غرس عقيدة التوحيد ومبادئ الإسلام الحسنة في نفوس أنجالهم، وأن يكونا قدوة صـالحة لهم في كل شئ، لأن الطفل لا يمكن أن يستجيب لتوجيهات وإرشادات والديه ما لم يكونا أول الملتزمين بهذه التوجيهات والإرشادات فعلى سبيل المثال: إذا وجه الوالدان الأبناء بالالتزام بالصدق والأمانة مع الآخرين ولم يطبقا هما في سلوكهما فلـن يكـون لهـذا التوجيه والإرشاد أي أثر في سلوك الأولاد ويصدق عليهما قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ♦♦♦ عار عليك إذا فعلت عظيم



وقبل ختام الحديث عن دور الأسرة في توجيه وإرشاد أولادهم، أرى من الأهمية بمكان الإشارة إلى أمرين في غاية الأهمية، هما:-
1 - حتى يكون توجيه الأباء والأمهات بوعي وإدراك يؤتي أُكله بإذن ربـه تعالى، فعلى الوالدين السعي إلى طلب العلم الشرعي والاستزادة منه مع المدوامة على ذلك طيلة حياتهما، وألاّ يعزفا عن ذلك بحجة ضيق الوقت، أو كبر السن، أو خلاف ذلك من الحجج الواهية التي تمليها النفس الضعيفة، فطلب العلم واجب شرعاً، وقد وجه الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم للاستزادة منه فقال تـعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ [طـه: 114]، وقال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مـسلم "(سنن ابن ماجـة، حديث رقم 224، ج 1، ص 81).

والوسائل المعينة على طلب العلم ميسرة ومتنوعة خاصة هـذه الأيام ولله الحمد، فأسهل ما ينصح به هو الاستماع إلى دروس العلماء ومحاضراتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة وخصوصاً الشريط الإسلامي، وفي حالة عدم الفهم لموضوع معين أو الاستفسار عن قضية محددة، فإنه يمكن بسهولة الاتصال بالعلماء المختصين، وطلبة العلم المتمكنين للإجابة على الموضوعات والاستفسارات المطلوبة، وقد وجهنا الله تعالى في ذلك فقال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قـَبـْلِكَ إِلَّا رِجـَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فـَاسْأَلوا أَهـْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنـْتُمْ لا تَعـْلَمُونَ ﴾ [النحل:43]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنبياء:7].

2 - مراعاة التوازن والاعتدال في توجيه وإرشاد الأولاد، فلا إفراط ولا تفريط، فالتوازن والاعتدال مبدأ إسلامي أصيل تتميز به الشريعة الإسـلامية في كل شؤونها، فينبغي على الوالدين التوسط والاعـتدال في محبتهم لأولادهم، فلا يفضل ابن على ابن، ذكراً كان أم أنثى، وأن لاتصل الشـدة واللين بالأولاد إلى حد الإفراط، فكل ذلك ينتج معه أثارٌ سلبية تؤدي إلى الانحراف والتورط في المحظور والعياذ بالله، وأن لا يغيب عن ذهن الوالدين بأن يكون بجانب وقت الدراسـة وطلب العـلم ما يخصص للعب.

والمرح والترويح عن النفس، فالنفوس إذا تعبت ملت، وصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه: "يتخول أصحابه بالموعظة في الأيام كراهية السآمـة "(صحيح البخاري، حديث رقم 6048، ج 5، ص 2355).

وخلاصة القول أنه إذا التزم الآباء والأمهات في تربية أولادهم التربية الإسلامية الصحيحة، فإنهم قد أعدوا جيلاً من أبناء الإسلام صالحاً في تعامله مع خالقه ونفسه والآخرين، فلا خداع ولا كذب ولا حقد ولا حسد ولا نميمة، ولا أي سلوك مخالف لمنهج الله تعالى.

ثانياً: المدرسة.
بعد أن يمضي الإنسان في الغالب ما يقارب الست سنوات تحت إشراف أسرته وقد تشبع وغُرست فيه بعض السلوكيات، ينتقل إلى المدرسة وفيها يمضي الإنسان سنين طويلة تصل إلى اثني عشر عاماً، وفي خلال هذه الفترة يتلقى التوجيهات والإرشادات في إطار المعتقدات والمبادئ والقيم والأفكار، ويتأثر أيضاً بالسلوكيات التي تصدر من المعلمين، لذلك سوف يتم التركيز على دور المدرسة في معالجة ازدواجية السلوك من خلال عنصرين أساسيين في المـدرسة هما: ـ

1 - المـعـلـم.
المربون وغير المربين يعرفون أهمية الدور الذي يضطلع بـه المعلم داخل المدرسة، وتأثيره الفاعل في سلوك المتعلمين، ولا نخالف الواقع إذا قلنا أن كثيراً من الطلاب يحاكون سلوك معلميهم في ملابسهم وفي ألفاظهم، وفي طريقة كلامهم وما إلى ذلك، بل نقول أن غالبية سلوك الطلاب هو انعكاس لسلوك المعلمين داخل المدرسة وخارجها.

ولذلك أهتم السلف والخلف بوضع صفات أساسية للمعلمين، ويجب على الجهات المعنية بتعيين المعلمين وفي كافة المستويات الاهتمام بهذه الصفات.

واستبعاد أي معلم لا تتوافر فيه، وفي مقدمة هذه الصفات تقوى الله تعالى وحسن الأخلاق والصدق والأمانة وسعة العلم والثقافة الإسلامية، فإذا ما اتصف المعلم بهذه الصفات وحرص المسؤولون على وجودها في المتعلمين فبدون شك لن يصدر أي سلوك من المعلم ما لم يكون موافقاً لمنهـج الله سبحانه وتعالى، فلا يصدر منه مذمة لزملائه، أو ازدراء لأحدٍ من الناس، أو تعاطٍ للتدخين، أو سماع للأغاني الساقطة، أو ضياعٍ للأوقات فيما لا فائدة منه، أو عدم الاهتمام بمادته وإعطائها حقها من الإطلاع والتحضير والشرح، ويكون كل همه هو مصلحة الطالب وإعداده إعداداً مركزاً؛ فإذا تصورنا أن ذلك حال جميع المعلمين أو جلهم فنكون اقتربنا حينئذٍ من إعداد جيلٍ من أبناء الإسلام واعٍ مدركٍ صالحٍ مصلحٍ، سلوكه واحد لا ازدواجية ولا انحراف، يحقق للأمة الإسلامية عزها ومجدها.

2 - الكتاب المـدرسي.
يعد الكتاب مصدراً أساسياً من مصادر التعليم، لذلك تتعالى نداءات التربويين وأولياء الأمور والمثقفين وكل المهتمين بالعملية التربوية بين الحين والآخر للعناية بالكتاب المدرسي، لكي يتواكب والمتغيرات العصرية من جهة ويتناسب ومدارك المتعلمين واهتماماتهم من جهة أخرى، وهذه النداءات دليل واضح على مدى الأهمية الكبرى للكتاب المدرسي، وحتى يكون للكتاب دوره الفاعل في معالجة ازدواجية السلوك ينبغي التركيز على عدة أمور منهــا:-
1 -غرس عقيدة التوحيد في نفوس الناشئة بالوسائل والطرق الملائمة، وبيان مظاهرها في شتى جوانب الحياة.

2 -الاهتمام والتركيز على الثقافة الإسلامية وبيان أصالتها وزيف الثقافة الغربية المعاصرة.

3 - التركيز على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم [الأسوة الحسنة]، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، والتابعين لهـم بإحسان، وعـرض مواقفهم وسلوكياتهم المتوازنة عرضاً يجعل من كل هؤلاء، ومن الرسول صلى الله عليه وسلم تحديداً نماذج ومثل أعلى يحتذي بهم.

4 -نشر المبادئ والقيم الإسلامية.

5 -الاهتمام بالجانب التطبيقي العملي في عرض محتويات الكتاب، فالجانب العملي أكثر تأثيراً ورسوخاً في الشخصية.

6 -إن أي تطوير وتجديد للكتاب المدرسي ينبغي أن يتوافق مع أصول الإسلام وقواعده العامة، ويُسأل في ذلك العلماء والمختصون والمعروف عنهم الإخلاص والغيرة على الإسلام ومصالح المسلمين.

ثالثاً: المسـجــد.
المسجد أحد الروافد الأساسية للتوجيه والإرشاد في المجتمع المسلم، بل كان المسجد في صدر الإسلام هو المنطلق لكل شؤون الدولة، فلم يكن مكاناً لأداء الصلوات الخمس فحسب، بل مركزاً للحكم، ومركزاً للإدارة والسياسة، والاقتصاد، وقيادة الجيوش المجاهدة لإعلاء كلمة لا إله إلاّ الله محمداً رسول الله، ومركزاً للإشعاع العلمي والمعرفي.

والآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح مكانة المسجد كثيرة جداً، ومنها:-
قال تعالى: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة:18]، وقال تعالى ﴿ فِي بُيـُوتٍ أَذِنَ اللـَّهُ أَنْ تُرْفـَعَ وَيـُذْكـَرَ فِيهَا اسـْمُهُ ﴾ [النور: من الآية36] وقال صلى الله عليه وسلم: " أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها. الحديث " (صحيح مسلم، حديث رقم 671، ج 1، ص464 ).

وإذا نظرنا إلى واقع المساجد اليوم، فنلحظ أن البون شاسع بين وظيفة المسجد في صدر الإسلام وبين الواقع المعاصر، فالمساجد لم تعد تؤثر ذلك التأثير المطلوب في سلوك الإنسان المسلم، لأنها اقتصرت غالباً على أداء الصلوات الخمس، وأحياناً يتم إلقاء بعض الدروس والمواعظ في أوقات وأزمنة ومساجد محدودة.

ومع يقيني بتطور الحياة وتعقدها واتساع مجالاتها مما يصعب أن يكون هناك اتفاقاً تاماً بين وظائف المسجد في صدر الإسلام وبين وظائفه اليوم، إلا أنه لابد أن يكون للمسجد تأثيراً أقوى في حياة الأمة مما هو عليه اليوم، والسؤل الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكن للمسجد معالجة ازدواجية السلوك؟ فأرى إن ذلك يحتاج إلى عدة أمور أهمها:-
1-الاهتمام باختيار الأئمة والمؤذنين ممن لديهم علم وإلمام بالعلوم الشرعية وعلم أيضاً بالواقع المعاصر ومتصفون بصفات الصلاح والتقوى والاستقامـة في السلوك، ويوجهون بالاهتمام بتوجيه وإرشاد المصلين فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وإقامة دروس مستمرة في وقت يتناسب مع جماعة المسجد.

2 -الأئمة والمؤذنون القائمون على أداء هذه الشعيرة ممن سبق تعيينهم أو ترشيحهم وهم دون المستوى المطلوب فمن المستحسن إعادة تأهيلهم التأهيل الشرعي اللازم وفق خطط مدروسة، وبرامج منظمة يتوافر لها علماء متخصصون، وكفـاءات إدارية، وإمكانات مادية كافية.

3 -تكثيف الأنشطة الدعوية مثل: [الدروس، المحاضرات، الندوات، الكلمات الوعظية. الخ]، وأن يخصص لها رجـال مـعـروفون بعلمهم وصلاحهم، وتنظم هذه المناشط وفق أسس علمية مدروسة بعيدة عن الإجراءات البيروقـراطية المعقدة.

4 -التركيز على إيضاح ما يواجهه العالم الإسلامي من تحديات في مقدمتها الغزو الفكري والثقافي الذي يبث هذه الأيام عبر القنوات الفضائية، وعبر شبكة المعلومات العالمية [الإنترنت]، وكيفية مواجهة ذلك الغزو بأسلوب يقوم على الحكمة ووسطية الإسلام لتبيين محاسن الإسلام وعظمته، وأنه الدين الخاتم المتمسك به ينال خيري الدنيا والآخرة.

رابعاً: الإعلام.
يعد الإعلام أهم وأخطر الوسائل المؤثرة في السلوك، وكثير ما يستخدم لبث المعتقدات والأفكار لتكون سلوكاً يمثله الأفراد في شؤون حياتهم.

والإعلام أكثر الوسائل وضوحاً في ازدواجية السلوك في واقعنا المعاصر، فعلى سبيل المثال ترى وسيلة إعلامية معينة سواءً تلفازاً، أو مذياعاً، أو مجلـة، أو صحيفة... الخ تحدثك عـن توجيهات القرآن الكريم والسنة المطهرة، ووجوب اتباعهما، بل أنها تفتتح برامجها اليومية وتختمها بآي مـن القرآن الكريم، أضف إلى ذلك توقف البرامج فجأة لإعلان وقت دخول لأذان، وبعد لحظة أو لحظات ترى برنامجـاً أو تسمع أغانٍ ماجنة، أو رقصٍ فاضح، أو أفلامٍ ساقطة، أو إعلانات مائعة!!! ومن خلال هذا الزخم الإعلامي الموبوء تُفسد الأخلاق وتزين المساوئ وتشيع الفاحشة.

ولما كان الإعلام بهذه الصورة المهزوزة، فكان لابد من وضع خطوات يمكن من خلالها تصحيح مساره، ويكون أداة ناجعة في القضاء على ازدواجية السلوك، ومن تلك الخطوات:-
1 - تذكـير القائمين عـلى أجـهزة الإعـلام بوسائله المختلفة بمثـل قـول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَـشِيعَ الْفـَاحـِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوالَهُمْ عـَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنـْيَا وَالْآخـِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعـْلَمـُونَ ﴾ ]النور:19]، و قـوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج:10].

2 -على الجهات المسؤولة في الدولة اختيار رجال الإعلام ممن عرفوا بصلاحهم وتقواهم وفقههم، ليكونوا مشعل هداية وخير لأمتهم بما يبثونه من برامج إعلامية هادفة.

3 -أن يلتزم هؤلاء المختارون لإدارة الأجهزة الإعلامية بالتوسط والاعتدال في إعداد وعرض البرامج الإعلامية، بعيداً عن الإفراط أو التفريط.


4 -الاهتمام بعنصري التنويع والتشويق في عرض البرامج الإعلامية لجذب المشاهدين والبعد عن البرامج ذات الأسلوب الرتيب، والإخراج العتيد.

5 -عدم التقوقع على الذات ومحاولة الاستفادة الجادة من البرامج الإعلامية الهادفة التي تبثها القنوات الإعلامية الأجنبية، وعرضها بما يتوافق وخصوصية الفكر الإسلامي، فالحكمة ضالة المؤمن، قال صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها) سنن الترمذي، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، حديث رقم 2687، ج 5، ص 51.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.49 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]