الكلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم: هذا سبيل الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858319 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392785 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215468 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2022, 10:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي الكلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم: هذا سبيل الله

الكلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم: هذا سبيل الله
فواز بن علي بن عباس السليماني

قال المصَنِّفُ: وعَنْ ابن مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا خَطًّا ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ الله، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ تَلَا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ[1]، رواه أحمد والنسائي[2].


قوله: (خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا): قال في "مرقاة المفاتيح" (2/ 50): قوله: خط لنا: أي: لأجلنا تعليمًا وتفهيمًا وتقريبًا؛ لأن التمثيل يجعل المقصود من المعنى كالمحسوس من المشاهد في المبنى.

وقوله: (لنا خطًا): أي: مستويًا مستقيمًا. اهـ.


قوله: (ثم قال هذا سبيل الله): قال في "المرقاة " (2/ 50): أي: هذا الرأي القويم والصراط المستقيم، وهما الاعتقاد الحق، والعمل الصالح.


وهذا الخط لما كان مثالًا سماه سبيل الله، كذا قاله ابن الملك، والأظهر أن المشار إليه بهذا هو الخط المستوي، والتقدير هذا مثل سبيل الله، أو هذا سبيل الله مثلا.


وقيل: تشبيه بليغ معكوس أي: سبيل الله الذي هو عليه وأصحابه، مثل الخط في كونه على غاية الاستقامة.


قوله: (ثم خط خطوطا): قال في "المرقاة " (2/ 50): أي: سبعة ـ خطوط ـ صغارًا منحرفة.


قوله: (عن يمينه وعن شماله): أي: عن يمين الخط المستوي وعن شماله كذلك. اهـ


قوله: وقال: (هذه سبل): قال في "المرقاة " (2/ 50): قوله: وقال: هذه أي: الخطوط سبل أي: غير سبيل الله، أو سبيل للشيطان؛ لقوله: على كل سبيل أي: رأسه منها أي: من السبل شيطان من الشياطين يدعو ذلك الشيطان الناس إليه أي: إلى سبيل من السبل.


وفيه إشارة: إلى أن سبيل الله وسط ليس فيه تفريط ولا إفراط، بل فيه التوحيد والاستقامة، ومراعاة الجانبين في الجادة، وسبل أهل البدع مائلة إلى الجوانب، وفيها تقصير وغلو وميل وانحراف، وتعدد واختلاف، كالقدرية والجبرية والخوارج والروافض، والمعطلة والمشبهة. اهـ.


تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً...الآية ﴾:
سبق بعض الكلام على معنى هذه الآية في الكلام على (وجوب الدخول في الإسلام) وإضافة إلى ذلك:
قال في "المرقاة " (2/ 50): قوله: وقرأ، أي: رسول الله ق، كما هو الظاهر، ويحتمل أن يرجع الضمير إلى ابن مسعود، حكاية عن قول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا ـ بالفتح والتشديد ـ وتقديره: واتل عليهم، أو يقدر اللام، وبالكسر استئناف، وبالفتح والتخفيف على أن فيه ضمير القصة، وهذا رفع. وقوله:﴿ صِرَاطِي خبر، وهو بسكون الياء وفتحها.


قوله: ﴿ مُسْتَقِيماً ـ نصب على الحال، والعامل فيه معنى التنبيه، أو الإشارة.


قوله: ﴿ فَاتَّبِعُوهُ ﴾: أي: صراطي وسبيلي الآية بعدها. ﴿ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ﴾ أي: سبل الشياطين المنحرفة الزائغة المتشعبة من طرق الشرك والبدعة التي أشار إليها بقوله: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار، إلا التي على ما كنت عليه أنا وأصحابي، وبهذا الحديث يندفع زعم كل فريق إنه على الصراط المستقيم.

قوله: ﴿ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ ﴾ ـ بحذف إحدى التاءين ـ ﴿ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ ـ إشارة إلى أنه لا يمكن اجتماع سبيل الحق مع السبل الباطلة.

قوله: ﴿ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ ﴾ أي: الله ﴿ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ أي: لكي تتقوه. أي: عذابه، أو مخالفته، أو سبل غيره.اهـ

وقال الإمام ابن كثير: في "تفسيره" (3/ 365): قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: ﴿ فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام:153]، وقوله: ﴿ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيه ﴾ [الشورى:13]، ونحو هذا في القرآن. قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ونحو هذا. قاله مجاهد، وغير واحد. ـ ثم ساق حديث ابن مسعود المذكور مع الحكم عليه ثم قال:
قال الحاكم: وشاهد هذا الحديث حديث الشعبي عن جابر، من وجه غير معتمد، يشير إلى الحديث الذي قال الإمام أحمد، وعبد بن حميد جميعًا ـ واللفظ لأحمد: ـ وساق بسنده ـ، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر رضي الله عنه، قال: كنا جلوسًا عند النبي ق، فخط خطًّا هكذا أمامه، فقال: هذا سبيل الله، وخطين عن يمينه، وخطين عن شماله، وقال: هذه سبيل الشيطان، ثم وضع يده في الخط الأوسط، ثم تلا هذه الآية: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام:153][3].

ثم ساق ابن كثير طرقًا أخرى لحديث جابر، ثم قال: ولكن العمدة على حديث ابن مسعود، مع ما فيه من الاختلاف إن كان مؤثرًا، وقد روي موقوفًا عليه.

وقال ابن جرير ـ في "تفسيره" (12/ 230) وساق بسنده عن أبَان أن رجلًا قال لابن مسعود: ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جَوَاد، وعن يساره جَوَاد، وثمَّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ... ﴾ [الأنعام:153].

وقال ابن مَرْدُوَيه وساق بسنده عن ابن عمر أنه سأل عبد الله عن الصراط المستقيم، فقال له ابن مسعود: تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وذكر تمام الحديث، كما تقدم، والله أعلم.

وقد روي من حديث النوَّاس بن سمْعان نحوه، قال الإمام أحمد ـ وساق بسنده ـ عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ضرب الله مثلا صِراطًا مستقيمًا، وعن جَنْبتَي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط المستقيم جميعًا، ولا تتفرجوا وداع يدعو من جوف الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب قال: ويحك، لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم[4].

وقوله: ﴿ فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ إنما وحد سبحانه سَبيله؛ لأن الحق واحد، ولهذا جمع لتفرقها وتشعبها، كما قال تعالى: ﴿ الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:257].

وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم يبايعني على هذه الآيات الثلاث؟ ثم تلا: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ﴾، حتى فرغ من ثلاث الآيات، ثم قال: ومن وَفَّى بهن أجره على الله، ومن انتقص منهن شيئًا، أدركه الله في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخَّرَه إلى الآخرة، كان أمره إلى الله إن شاء أخذه، وإن شاء عفا عنه، رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، والحاكم (2/ 318)[5].

وقال العلامة السعدي في "تفسيره" (ص280): قوله: ﴿ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ﴾ أي: الطرق المخالفة لهذا الطريق، ﴿ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ أي: تضلكم عنه وتفرقكم يمينًا وشمالًا، فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم، فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم.


﴿ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، فإنكم إذا قمتم بما بينه الله لكم علمًا وعملًا صرتم من المتقين، وعباد الله المفلحين، ووحد الصراط وأضافه إليه؛ لأنه سبيل واحد موصل إليه، والله هو المعين للسالكين على سلوكه؛ اهـ.

[1] الأنعام [153].

[2] رواه أحمد (1/ 435)، والنسائي في "الكبرى" (11174)، وغيرهما.
قال العلامة الألباني: في "التعليقات الحسان" برقم (7): حسن صحيح؛ اهـ.
قلت: وهو في "الصحيح المسند" لشيخنا الوادعي: برقم (833).
وجاء عن غير ابن مسعود س، سبق ذكرهم والكلام عليهم في كلام ابن كثير: في الشرح.

[3] قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 45): هذا إسناد فيه مقال من أجل مجالد بن سعيد؛ اهـ،
قلت: وهو في "صحيح ابن ماجه" برقم (11).

[4] وهو في "صحيح الترغيب" (2347)، وفي "الصحيح المسند" (1188).

[5] قال شيخنا الوادعي: في "تعليقه على المستدرك" (2/ 379): في سنده محمد بن مسلمة الواسطي، وهو ضعيف جدا. وفي سنده ـ أيضًا ـ سفيان بن حسين وهو ضعيف في الزهري، ولكن محمد بن مسلمة قد توبع تابعه أحمد بن سنان الواسطي، عند ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"؛ فيضعف الحديث من أجل رواية سفيان بن حسين عن الزهري؛ اهـ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.40 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]