الجذور التاريخية لإنكار السنة النبوية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2022, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الجذور التاريخية لإنكار السنة النبوية

الجذور التاريخية لإنكار السنة النبوية
د. محمود بن أحمد الدوسري



إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
من سُنَّة الله تعالى في خلقه أنْ يكون لكلِّ نبيٍّ عدوٌّ من المجرمين وعدوٌّ من شياطين الإنس والجن، ومن عداوة هؤلاء للنبيِّ صلى الله عليه وسلم إنكارهم سُنَّته؛ كما هو الحال في إنكارهم رسالته صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112].

وقد أشار القرآن الكريم إلى مثل هؤلاء المنكرين لسنة رسول الله y، فحذَّر منهم، وذلك ما يستنبط من قوله تعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، فهذه الآية وإن كانت لسبب مخصوص، فالعبرة فيها بعموم اللفظ وليست بخصوص السبب، ففي كلِّ عصر وفي كل مصر قد يظهر مثل هؤلاء الذين يرفضون حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكمُه من سُنَّته المطهرة، فمثل هؤلاء حَكَمَ الله عليهم بعدم الإيمان، فنفى عنهم صفة الإيمان بعد أن كانت لصيقة بهم؛ لمجرَّد رفضهم حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي إخبار الله تعالى عن مثل هؤلاء بيان لوجود منكري السنة في مرحلة مبكرة من تاريخ الدعوة الإسلامية.

وعلى هذا؛ فإن (تاريخ منكري سنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يكاد يُقرن بتاريخ مُنكري رسالته صلى الله عليه وسلم، فالكفر بسنَّته صلى الله عليه وسلم هو قرين الكفر برسالته، فَهُما أمران مُتقاربان زمانًا مُتساويان منزلةً، ويكادان يكونان مُتماثلين حُكمًا، ولا يختلفان إلاَّ باعتبار أنَّ ثمة كفرًا دون كفر، وإلاَّ فإنكارُ سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجحدُها كُفر، كما أنَّ إنكار رسالته كُفر.

ومن المُسلَّم به أنه لم يخل زمان من الأمرين جميعًا كذلك، فكما لم يخل زمان من منكري رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكذلك لم يخل زمان من منكري سُنَّته صلى الله عليه وسلم مع زعمهم بأنهم مسلمون مؤمنون برسالته، والأخيرة هذه هي مثار العَجَب؛ إذْ كيف يكونون مؤمنين برسالته صلى الله عليه وسلم ثم يُنكرون سُنَّته، ويرفضون اتِّباعه، ويُصِرُّون على عدم الأخذ عنه، والاحتكام إليه، والتسليم له، ويُقبِلون على مخالفته في كلِّ ما قال وفَعَل وأقَرَّ، فيقولون ما لم يقل، ويفعلون ما لم يفعل، ويرفضون ما أقرَّه ورضي به)[1].

ولقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بظهور الفِرَق الضالة في هذه الأُمة؛ كي يحذر الناس من أفعالهم وأهوائهم وضلالهم وبدعهم: فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: أَلاَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا، فَقَالَ: (أَلاَ إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ؛ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ؛ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ). وفي زيادة: (وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ؛ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ[2] لِصَاحِبِهِ). وَقَالَ عَمْرٌو [راويهِ]: الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ لاَ يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ، وَلاَ مَفْصِلٌ؛ إِلاَّ دَخَلَهُ[3].

وجه الدلالة: إخبار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بأنه يخرج أقوام من هذه الأُمَّة - وهم من هذه الفِرَقِ الثِّنتين والسبعين - وأنهم في النار، تتجارى فيهم الأهواء[4]، وهذه الفِرَقُ كلُّها من المسلمين، ولكن أكثرهم على انحرافٍ عن الجادة، ومُستحِقُّون للنار، وأَمْرُهم إلى الله عز وجل، وواحدةٌ في الجنة، وهي الجماعة، أو هُمْ مَنْ كان على ما كان عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه - رضي الله عنهم[5]. والمُتتبِّع لتاريخ الفرق المنحرفة عن الصراط المستقيم يُلاحظ أنهم مهما اختلفوا فقد اشتركوا في إنكارهم للسُّنة؛ إمَّا جملة، أو تفصيلًا، وإمَّا ردًّا، أو تأويلًا، وإمَّا وضعًا، أو تحريفًا.


تعيين أصول الفِرَق الهالِكة:
قال ابن تيمية - رحمه الله: (وَأَمَّا تَعْيِينُ الْفِرَقِ الْهَالِكَةِ، فَأَقْدَمُ مَنْ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي تَضْلِيلِهِمْ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ - وَهُمَا إمَامَانِ جَلِيلانِ مِنْ أَجِلاَّءِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ - قَالا: أُصُولُ الْبِدَعِ أَرْبَعَةٌ: الْخَوَارِجُ، والرَّوَافِضُ، وَالْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ. فَقِيلَ لاِبْنِ الْمُبَارَكِ: وَالْجَهْمِيَّة؟ فَأَجَابَ: بِأَنَّ أُولَئِكَ لَيْسُوا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. وَكَانَ يَقُولُ [ابن المبارك]: إنَّا لَنَحْكِي كَلامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلامَ الْجَهْمِيَّة.

وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ، اتَّبَعَهُ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: إنَّ الْجَهْمِيَّة كُفَّارٌ فَلا يَدْخُلُونَ فِي الاثْنَتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً، كَمَا لا يَدْخُلُ فِيهِمْ الْمُنَافِقُونَ؛ الَّذِينَ يُبْطِنُونَ الْكُفْرَ، وَيُظْهِرُونَ الإسْلامَ، وَهُمْ الزَّنَادِقَةُ)[6].

إذًا هذه الطوائف الخمس هي أصول المبتدعة والطوائف والفِرق المنحرفة في تاريخ الأمة الإسلامية، وعنها تفرَّع كلُّ شرٍّ وانحرافٍ عن سبيل المسلمين المستقيم؛ كتابًا وسنةً، والمتأمِّل في تاريخ تلك الطوائف والفِرقِ الضالة التي نشأت بين المسلمين يجد أنَّ طائفةً من رؤسائها ينتمون إلى تلك الطوائف والأديان التي كانت قبل الإسلام؛ كاليهودية والنصرانية والمجوسية والصابئة ونحوها من الأديان والفلسفات التي قضى الإسلام عليها وحررَّ منها العباد، ممَّا يُؤكِّد المؤامرة التي بَيَّتوها بخبث نيَّةٍ وسوء طوية؛ كي يلبسوا على الناس دينَهم ويُدخِلوا فيه ما ليس منه، فانجذب إليهم مَن انجذب، وانخدع بهم مَن انخدع من المسلمين[7].

تلخيص ظهور الفِرق الضالة تاريخيًا وعقديًا:
وقد لخَّص ابنُ تيمية - رحمه الله - تاريخ ظهور هذه الفِرَقِ، وتطورها تاريخيًا وعقديًا، فيقول: (الْخَوَارِج الحرورية كَانُوا أَوَّلَ أَهْلِ الأَهْوَاءِ خُرُوجًا عَنْ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ... فَإِنَّ التَّكَلُّمَ بِبِدْعَتِهِمْ ظَهَرَ فِي زَمَانِهِ [النبي صلى الله عليه وسلم]؛ وَلَكِنْ لَمْ يَجْتَمِعُوا [الخوراج] وَتَصِيرُ لَهُمْ قُوَّةٌ إلاَّ فِي خِلافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه.

ثُمَّ ظَهَرَ فِي زَمَنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - التَّكَلُّمُ بِالرَّفْضِ؛ لَكِنْ لَمْ يَجْتَمِعُوا وَيَصِيرُ لَهُمْ قُوَّةٌ إلاَّ بَعْدَ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ - رضي الله عنه، بَلْ لَمْ يَظْهَرْ اسْمُ الرَّفْضِ إلاَّ حِينَ خُرُوجِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بَعْدَ الْمِائَةِ الأُولَى؛ لَمَّا أَظْهَرَ التَّرَحُّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - رَفَضَتْهُ الرَّافِضَةُ؛ فَسُمُّوا " رَافِضَةً "، وَاعْتَقَدُوا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ [محمد بن علي الباقر] هُوَ الإمَامُ الْمَعْصُومُ. وَاتَّبَعَهُ [زيد] آخَرُونَ فَسُمُّوا " زَيْدِيَّةً " نِسْبَةً إلَيْهِ.

ثُمَّ فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ الصَّحَابَةِ نَبَغَ التَّكَلُّمُ بِبِدْعَةِ الْقَدَرِيَّةِ وَالْمُرْجِئَةِ، فَرَدَّهَا بَقَايَا الصَّحَابَةِ؛ كَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي سَعِيدٍ وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَغَيْرِهِمْ.

وَلَمْ يَصِرْ لَهُمْ سُلْطَانٌ وَاجْتِمَاعٌ حَتَّى كَثُرَتْ الْمُعْتَزِلَةُ وَالْمُرْجِئَةُ بَعْدَ ذَلِكَ. ثُمَّ فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ التَّابِعِينَ ظَهَرَ التَّكَلُّمُ بِبِدْعَةِ الْجَهْمِيَّة نُفاةِ الصِّفَاتِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ اجْتِمَاعٌ وَسُلْطَانٌ إلاَّ بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّانِيَةِ فِي إمَارَةِ أَبَي الْعَبَّاسِ الْمُلَقَّبِ بِالْمَأْمُونِ؛ فَإِنَّهُ أَظْهَرَ التَّجَهُّمَ وَامْتَحَنَ النَّاسَ عَلَيْهِ وَعَرَّبَ كُتُبَ الأَعَاجِمِ؛ مِنْ الرُّومِ واليونانيين وَغَيْرِهِمْ.

وَفِي زَمَنِهِ [المأمون] ظَهَرَتْ " الخرمية "[8]، وَهُمْ زَنَادِقَةٌ مُنَافِقُونَ يُظْهِرُونَ الإسْلامَ، وَتَفَرَّعُوا بَعْدَ ذَلِكَ إلَى الْقَرَامِطَةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ والإسْماعيليَّة. وَأَكْثَرُ هَؤُلاءِ يَنْتَحِلُونَ الرَّفْضَ فِي الظَّاهِرِ. وَصَارَتْ الرَّافِضَةُ الإمَامِيَّةُ فِي زَمَنِ بَنِي بُوَيْه بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ فِيهِمْ عَامَّة هَذِهِ الأهْوَاءُ الْمُضِلَّةُ: فِيهِمْ الْخُرُوجُ، وَالرَّفْضُ، وَالْقَدَرُ، وَالتَّجَهُّمُ.

وَإِذَا تَأَمَّلَ الْعَالِمُ مَا نَاقَضُوهُ مِنْ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُحْصِيهِ إلاَّ اللَّهُ. فَهَذَا كُلُّهُ يُبَيِّنُ أَنَّ فِيهِمْ مَا فِي الْخَوَارِج الحَرورية وَزِيَادَاتٍ. وَأَيْضًا فَإِنَّ الْخَوَارِج الحَرورية كَانُوا يَنْتَحِلُونَ اتِّبَاعَ الْقُرْآنِ بِآرَائِهِمْ وَيَدَّعُونَ اتِّبَاعَ السُّنَنِ الَّتِي يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تُخَالِفُ الْقُرْآنَ. وَالرَّافِضَةُ تَنْتَحِلُ اتِّبَاعِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَتَزْعُمُ أَنَّ فِيهِمْ الْمَعْصُومَ الَّذِي لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ الْعِلْمِ وَلا يُخْطِئُ. لا عَمْدًا وَلا سَهْوًا وَلا رُشْدًا)[9].

وذكر الإمام الذهبي - رحمه الله - تاريخ نشأة الفتن في الأمة - والذي أدَّى بالنتيجة إلى ظهور الفِرَق والمذاهب، التي كانت سببًا في هجرهم السنة النبوية، فقال: (كان الناس أُمَّةً واحدة، ودينهم قائمٌ في خلافة أبي بكر وعمر. فلَّما استُشهد قُفْلُ بابِ الفتنةِ عمرُ - رضي الله عنه، وانكسر الباب، قام رؤوس الشر على الشهيد عثمانَ حتى ذُبِحَ صبرًا. وتفرَّقت الكلمةُ وتمَّت وقعةُ الجمل، ثم وقعةُ صفين. فظهرت الخوارجُ، وكفَّرت سادةَ الصحابة، ثم ظهرت الروافضُ والنواصب.

وفي آخر زمن الصحابة ظهرت القَدَريةُ، ثم ظهرت المعتزلةُ بالبصرة، والجهميةُ والمُجسِّمة بخراسان في أثناء عصر التابعين مع ظهور السُّنة وأهلها إلى بعد المئتين، فظهر المأمونُ الخليفة – وكان ذكيًّا متكلِّمًا، له نظَرٌ في المعقول - فاستجلب كتبَ الأوائل، وعرَّب حِكمةَ اليونان، وقام في ذلك وقعد، وخبَّ ووضع، ورفعت الجهميةُ والمعتزلة رؤوسَها، بل والشيعة، فإنه كان كذلك. وآل به الحالُ إلى أنْ حَمَل الأُمة على القول بخلق القرآن، وامتَحَن العلماءَ، فلم يُمْهَلْ. وهَلَك لِعامِه، وخَلَّى بعده شرًّا وبلاءً في الدِّين.

فإنَّ الأُمة ما زالت على أنَّ القرآن العظيم كلام الله تعالى ووحيه وتنزيلُه، لا يعرفون غيرَ ذلك، حتى نبغ لهم القولُ بأنه كلام الله مخلوق مَجْعول، وأنه إنما يضاف إلى الله تعالى إضافة تشريف؛ كبيت الله، وناقة الله. فأنكر ذلك العلماء. ولم تكن الجهمية يَظهرون في دولة المهدي والرشيد والأمين فلمَّا وَلِي المأمونُ، كان منهم، وأظهر المقالة)[10].

وقال ابن تيمية - رحمه الله: (لم تحدث في خلافة عثمان بدعةٌ ظاهرةٌ، فلمَّا قتِلَ وتفرَّق الناسُ حدثت بدعتان متقابلتان: بدعةُ الخوارج المُكَفِّرين لعليٍّ، وبدعةُ الرافضة المُدَّعين لإمامته وعصمته أو نبوته أو إلهيته، ثم لمَّا كان في آخر عصر الصحابة في إمارةِ ابنِ الزبير وعبدِ الملك حدثت بدعةُ المُرجئة والقدرية، ثم لمَّا كان في أوَّل عصر التابعين في أواخر الخلافة الأموية حدثت بدعةُ الجهمية المُعطِّلة والمُشبِّهة المُمَثِّلة، ولم يكن على عهد الصحابةِ شيءٌ من ذلك)[11].

ويُتابع د. علي الفقيهي الإمامَ الذهبي - رحمه الله - فيما ذهب إليه من تاريخ نشأة الفتن في الأمة، وما نتج عن ذلك من أسبابٍ أدَّت إلى هجر السنة النبوية؛ إذ يقول: (بقي الأمرُ على ذلك عهد أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وصدر من خلافة عثمان - رضي الله عنهم، ثم طفق الحال يتبدَّل في نفوس بعض الناس، حين كثرت الفتوحات، واشتغل بعض الناس بالدنيا عن الدِّين، إلى أنْ أدلت السياسة بدلوها، وتدخَّل مُثيرو الفتنة يُحرِّضهم اليهودي الماكر "عبد الله بن سبأ" حتى أشاطت الأيدي الآثمة بدم عثمان الخليفة الراشد يوم الدار.

ومن هنا ذرَّ قرن الفتن، ثم تتابعت تلك الفتن، وظهرت معها الفِرق. وأسماؤها تدل على منزعها السياسي؛ فالخوارج هم الذين خرجوا على عليٍّ ومعاويةَ - رضي الله عنهما. والشيعة هم المشايعون لعليٍّ - على زعمهم.

ثم كثر الجدل في الأندية، والمساجد، والمجتمعات، وتمخَّضَ ذلك الجدل عن عقائد اعتنقها هؤلاء وهؤلاء، فظهرت بدعة القول بنفي القدر من "معبد الجهني"، فتبرَّأ ابنُ عمر وغيرُه ممَّن يقول بهذه المقالة، ثم القول بالإرجاء من "غيلان الدمشقي".

ثم حدثت بدعة "الجهم بن صفوان" ببلاد المشرق، فعظمت الفتنة به؛ فإنه نفى أن تكون لله صفةٌ، وأوردَ على أهل الإسلام شكوكًا أثرت في المِلَّة الإسلامية آثارًا قبيحة تولَّد عنها بلاءٌ كبير، فكثر أتباعه على أقواله التي تؤول إلى التعطيل، فأكبر أهل السنة بدعته، وحذَّروا الناسَ منه.

وفي أثناء ذلك حدث مذهب الاعتزال على يد "واصل بن عطاء"، ولم تسلك فرقة المعتزلة مسلكًا سياسيًا كما هو الحال عند الخوارج والشيعة، وإنما كان مسلكُها فكريًا محضًا، فقد بنت مذهبها على الجدل، واستعانت في ذلك بما وجدته من منطق اليونان وفلسفتها لتعزيز آرائها، وبذلك سمحت لنفسها بردِّ أخبار الآحاد الصحيحة، وتأويل النصوص القطعية لتتَّفق مع مبادئها...)[12].

فأعداء الإسلام من اليهود والفرس ونحوهم امتلأت قلوبهم بالحقد والكراهية على انتشار الإسلام، واتِّساع رقعته في الأرض؛ ولذا تحاملوا تحاملًا بغيضًا على حملة الدِّين من الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - واستغلوا ما حدث بينهم من خلافات اجتهادية، وتربَّصوا بهم الدوائر، وحاكوا المؤامرات، وشوَّهوا سيرتهم الناصعة تشويهًا عظيمًا[13]؛ يقول د. مصطفى السباعي - رحمه الله: (... حتى إذا كانت الفتنة آخر خلافة عثمان - رضي الله عنه، واندسَّ بينهم أعداء الله من يهودٍ وأعاجمَ تظاهروا بالإسلام، وكان ما قضى الله به من مقتل الخليفة الثالث - رضي الله عنه، ثم الخليفة الرابع - رضي الله عنه، ثم استتبَّ الأمر لمعاوية، هناك رأينا أَلْسِنَة السوء تتطاول على هؤلاء الأصحاب، وتتستَّر بحبِّ عليٍّ - رضي الله عنه - لتروي غيظها ممَّن أقاموا قواعد الدِّين الجديد بسواعدهم، ودمائهم، وأرواحهم، وكما تطاول المتطاولون بالتَّشيُّع لعليٍّ تطاول الخوارجُ أيضًا بعد التحكيم، وكفَّروا جمهورَ الصحابة الموجودين يومئذ؛ لأنهم خالفوا أمر الله في زعمهم، ومَنْ خالف أمر الله كَفَر...)[14].

ونتج عن كيدهم ومكرهم وحقدهم أن ظهرت بعض الفرق في أواخر عهد عثمان وبداية عهد عليٍّ - رضي الله عنهما - أي: في أواخر القرن الثاني، وبداية القرن الثالث الهجريين؛ إذْ دخل في الإسلام أناس يُظهرون إسلامهم، ويُبطنون الكفر والزندقة والإلحاد، وهم خليط من الزنادقة والملاحدة والباطنية؛ بغية التشكيك في السنة النبوية والطعن في رواتها وعلى رأسهم الصحابة الكرام - رضي الله عنهم، وهذا يؤدي بالنتيجة إلى هدم الإسلام.

إذًا، كان هؤلاء خليطًا من الفِرق الضالة؛ الزنادقة، والباطنية، والشيعة الرافضة، والقدرية، والمرجئة، والمعتزلة، والمعطِّلة، ولقد تمركز أكثرهم في البصرة وما حولها، وأعلنوا عداءَهم للسنة النبوية الشريفة بشكل صريح، وتناقل الناسُ آراءَهم وأقوالهم، وطالبوا بإلغاء السنة النبوية كلها، سواء كانت متواترة أم آحادًا[15]، مُدَّعين الاكتفاء بالقرآن الكريم لا غير، مُستدلين بقوله تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وبما كانوا قد وضعوه كذبًا وزورًا، ونسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما جاءكم عني من حديث، فاعرضوه على القرآن، فإنْ وجدتم له أصلًا فخذوا به، وإلاَّ فردُّوه)[16].

وقد ذكر السيوطي - رحمه الله - أصلَ مذهبِ هؤلاء المنكرين للسنة النبوية، وزمن وجودهم، فيقول: (وأصل هذا الرأي الفاسد: أنَّ الزنادقة، وطائفةً من غلاة الرافضة، ذهبوا إلى إنكارِ الاحتجاج بالسُّنة، والاقتصارِ على القرآن، وهم في ذلك مختلفو المقاصد.

فمنهم: مَنْ كان يعتقد أنَّ النبوة لعليٍّ - رضي الله عنه، وأنَّ جبريلَ - عليه السلام - أخطأ في نزوله إلى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، تعالى اللهُ عمَّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

ومنهم: مَنْ أقرَّ للنبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة، ولكن قال: إنَّ الخلافة كانت حقًّا لعليٍّ، فلمَّا عدل بها الصحابةُ عنه إلى أبي بكرٍ - رضي الله عنهم أجمعين؛ قال هؤلاء المخذولون - لعنهم الله: كَفَروا حيث جاروا، وعدلوا بالحقِّ عن مستحِقِّه، وكفَّروا - لعنهم الله - عليًّا - رضي الله عنه - أيضا؛ لعدم طلبه حقَّه. فبَنَوا على ذلك ردَّ الأحاديث كلها؛ لأنها عندهم – بزعمهم - من رواية قومٍ كُفَّار، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

وهذه آراءٌ ما كنتُ أستحِلُّ حكايتَها، لولا ما دعت إليه الضَّرورةُ؛ من بيان أصل هذا المذهب الفاسد، الذي كان الناسُ في راحة ٍمنه من أعصار. وقد كان أهلُ هذا الرأي موجودين بكثرة في زمن الأئمة الأربعة فمَنْ بعدهم، وتصدَّى الأئمةُ الأربعة وأصحابُهم في دروسِهم، ومُناظراتِهم، وتصانيفِهم، للرد عليهم)[17].

وقال أيضًا: (والعجب من هؤلاء حيث ضلَّلوا الصحابةَ - رضي الله عنهم - وردُّوا الأحاديثَ؛ لأنها من رواياتهم، وذلك يلزمهم في القرآن أيضًا؛ لأنَّ الصحابةَ - رضي الله عنهم - الذين رووا لنا الحديثَ، هم الذين رَووا لنا القرآنَ، فإنْ قَبِلُوه؛ لزمهم قبولُ الأحاديث، إذ الناقل واحد)[18].

الخلاصة: ومما سبق عرضُه من تاريخ انتشار المذاهب المُنكِرة للسُّنة ما يلي:
أولًا: بدأ التشكيك في السنة في مرحلة مبكرة من التاريخ الإسلامي؛ إذ أنه لم يمر أكثر من أربعين سنة على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ وقد ظهر هؤلاء بأطياف وأشكال متعدِّدة.

ثانيًا: ارتبط ظهور هذه الفرق الضالة بالسياسة ارتباطًا وثيقًا؛ ممَّا يدل على رغبتهم في تحقيق مصالح خاصة لهم لم يحصلوا عليها فانقلبوا وانقضُّوا على ولاة الأمر يُناصبونهم العداء مُتَّخذين من الدين ستارًا لهم.

ثالثًا: لا يخفى أيضًا علينا ارتباط هذه الفِرق وتلك المذاهب بالفلسفات القديمة؛ مثل الفارسية واليونانية؛ حيث تأثَّروا بها وبأفكارها ومبادئها؛ فحاولوا خائبين نقلها أو الجمع بينها في أصولها وبين الدين الإسلامي؛ لذا وجدنا أنَّ معظم هذه الفِرق والمذاهب انتشرت في البلاد التي كانت تحت حكم الفرس والروم.

وهنا لنا وقفة، يُؤيِّدني فيها مَنْ شاء ويُعارضني مَنْ شاء، وهي أنَّ العرب ببعدهم عن الفلسفات المادية والأقيسة المنطقية التي كانت موجودةً في بلاد فارس والروم كانوا أكثر الأمم استعدادًا لتلقِّي الوحي والرسالة؛ لذا لمَّا فتح اللهُ تعالى قلوبَهم للإيمان وجدناهم أكثرَ الناس إيمانًا، فاندفعوا في شتَّى أنحاء الأرض لا يلوون على شيء دفاعًا عن عقيدتهم ونشرًا لدينهم، وهذا من تقدير الله سبحانه.

رابعًا: كان هناك ارتباط من نوع آخر بين هذه الفِرق والمذاهب المنكِرة للسُّنة وبين أرباب الأديان الأخرى، ولا سيما اليهودية والنصرانية؛ إذْ إنهم لمَّا لم يتمكَّنوا من مواجهة الإسلام وقوَّتِه المعنوية والمادية، لجؤوا إلى حيلة خبيثة؛ وهي التَّستُّر بالدخول فيه والتَّشكيك فيه من داخِله، فحاولوا هدمَه من الداخل، وهذا يتَّضح لنا جليًّا في موقف "ابن سبأ" اليهودي الماكر وما فعله بالأمة المسلمة من كوارث ما زالت آثارها باقية حتى وقتنا هذا.

ويبقى سؤال غاية في الأهمية، وهو: هل ظهور مثل هذه الفِرق وتلك المذاهب كان له أثر إيجابي في حفظ الإسلام وأهله؟

الإجابة القطعية بالإثبات؛ إذ إن مثل هذه الفِرق وما أثارته من زوبعات فكرية حاولوا من خلالها التشكيك في السنة وردها وإنكارها، وكذا ما أثاروه من شبهات وشبه أدت إلى تصدي علماء الإسلام لها منذ عصر الصحابة والتابعين؛ وما موقف ابن عباس - رضي الله عنهما - من الخوارج إلاَّ تجسيد لهذا الجهد المبذول في رد افتراءاتهم وشبهاتهم؛ بل والأكثر من ذلك أنْ تبارى علماء الأمة لجمع السنة وحفظها ورد ما ليس منها، فكان هذا من الأثر المحمود والإيجابي لظهور مثل هذه الفِرق وتلك المذاهب.

[1] شبهات القرآنيين حول السنة النبوية، أ. د. محمود محمد مزروعة (ص 21).

[2] (الكَلَب): بفتحتين - داءٌ مَخُوف يحصل من عَضِّ الكَلْب المجنون، ويتفرَّق أثرُه بصاحبه، أي: مع صاحبه إلى جميع أعضائه، أي: مثل جري الكَلَب في العروق لا يبقى منه عِرْق، ولا مِفصل؛ إلاَّ دخله، فكذلك تدخل البدعُ فيهم، وتؤثر في أعضائهم. انظر: النهاية في غريب الحديث، (1/ 739)؛ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، (2/ 60).

[3] رواه أبو داود، (2/ 772)، (ح 4599). وحسنه الألباني في (صحيح سنن أبي دواد)، (3/ 116)، (ح 4597).

[4] (الأهواء): المقصود بالأهواء: هي البدع التي يُتَّبع فيها الهوى، ولا تُتَّبع فيها السُّنة فينحرفوا عن جادة الصواب من الكتاب والسنة، إلى الضلالات.

[5] انظر: شرح سنن أبي داود، للشيخ عبد المحسن العباد (26/ 230-231) "المكتبة الشاملة".

[6] مجموع الفتاوى، (3/ 350، 351).

[7] انظر: موقف أصحاب الأهواء والفِرق من السنة النبوية، د. محمد بن مطر الزهراني (ص 13).


[8] (الخرمية): نسبة إلى بابك الخرمي، وكان يقول - لمن استغواه: إنه إله. انظر: الفهرست، لابن النديم، (ص 406، 407).

[9] مجموع الفتاوى، (28/ 489-491).

[10] سير أعلام النبلاء، (11/ 236).

[11] منهاج السنة النبوية، (6/ 142).

[12] كتاب الإيمان، لابن منده (1/ 4-5) مُقدِّمة مُحقِّقه د. علي بن ناصر الفقيهي.

[13] انظر: زوابع في وجه السنة قديمًا وحديثًا، صلاح الدين مقبول أحمد (ص 43).

[14] السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، (ص 129

[15] انظر: شبهاتٌ حول السنة ودحضُها، أ. د. خليل إبراهيم العَزَّامي (ص 21) وهو بحث قُدِّم لمؤتمر السنة المنعقد بمدينة تلمسان بالجزائر (6-12 شوال 1402هـ).

[16] (حديث موضوع)، وضعته الزنادقة؛ كما حكاه: يحيى بن معين، والخطابي، والصغائي. وردَّه الشافعي في (الرسالة) وقال: (ما روى هذا أحدٌ يثبتُ حديثُه في شيءٍ صَغُرَ ولا كَبُر، وهذه روايةٌ منقطعةٌ عن رجلٍ مجهول، ونحن لا نقبل مِثْلَ هذه الرواية في شيء). انظر: الرسالة، (ص 224-225). وقال السخاوي: (قال الدار قطني: "إنَّ أشعث تفرد به" انتهى. وهو شديد الضعف، والحديث منكرٌ جدًا، استنكره العقيلي، وقال: إنه ليس له إسنادٌ يصح). انظر: (المقاصد الحسنة)، (1/ 44). وذكر العجلوني قولَ السخاوى، وقال: (قال الصغائي: هو موضوع). انظر: (كشف الخفاء، (1/ 86). وقال ابن حزم – في روايةٍ لحديث عَرْضِ السُّنة على القرآن - رواها الحسين بن عبد الله قال: (الحسين بن عبد الله ساقطٌ مُتَّهم بالزندقة). وفي روايةٍ أخرى رواها أشعث قال: (أشعث بن بزار كذابٌ ساقطٌ لا يؤخذ حديثه)، وتتبَّع الروايات المختلفة للحديث. انظر: (الإحكام، (1/ 205، 207).

[17] مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة، (ص 6-7).

[18] المصدر نفسه، (ص 75).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.24 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]