|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل سترجع دميتي كما كانت؟
هل سترجع دميتي كما كانت؟ نورا عبدالغني عيتاني أمسكَتْ بها وخطوطُ الأسى تنشرُ فوقَ وجنتيها آثارَ الدموع! التقطتها بقلبٍ شديدِ اللهفة، واستجمعَتْ قطعها بأيدٍ مليئة بالحرارة والحنان. بدفءِ الأمِّ احتضنَتْها، ثمَّ تأمَّلتْ كلَّ قطعةٍ منها على حِدة، فأجهشت بالبكاء، بعدئذٍ توقَّفتْ لوهلة، وكأنَّها استطردتْ في أعماق خيالها المقهورِ خيوطًا من أمَل، تنهَّدتْ ثمَّ قامت، نافضةً عنها غبارَ الألم، وهي لا تزال تحتضنُها بقوَّة ورفق؛ خوفًا على كلِّ قطعةٍ تؤلِّفها من الضَّياع! من ثَمَّ توجَّهتْ نحو والدها القابعِ في زاويةٍ خلفَ بقايا من بيوت. وببراءةٍ بالغةٍ أحاطت بها قوالبُ الأماني والرجاء، أطلقت سؤالَها الحزين: • "أبي، هل سترجعُ دُميتي كما كانت؟!". عندها، سكنت أوصالُ الأب المقهور، وتلألأتِ الدموعُ في عينيه وجوفِ قلبه، إلَّا أنه سارَع في حبسها خوفًا على المسكينة من لَوعة الألمِ والحسرة، واكتفى بالصَّمت جوابًا للسؤال! وكأنَّ الفتاةَ تفهَّمتْ صمتَ والدِها المشؤومَ، واستدركت من المدامع أنَّ الوقتَ فات، كأنَّها علِمتْ أنَّه ما من داعٍ للصراخ وللنحيب طالما أنَّ ضوء الشمسِ غاب، كأنَّ الصغيرةَ ولفرط تعاستها استشعرت وللمرَّة الأولى معنى الفراق، فقبعت بصمتٍ إلى جانب والدِها المتعَب المتآكلِ فوقَ كومةٍ من ركام!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |