حامل الجينات المتكلسة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852350 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387688 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1051 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2022, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي حامل الجينات المتكلسة

حامل الجينات المتكلسة
السيد شعبان جادو



ارتديتُ ملابسي مسرعًا، حتى الحذاء وضعته في قدمي كيفما اتفق، فيما كنت في القطار هالني أن واحدة منه تعود لزوجتي، عرفت هذا حيث شعرت بأنني غير متزن، حاولت أن أتخلص من أشيائها التي تتبعني، ربما هي قدري الذي لا أستطيع التخلُّص منه.

دارت في رأسي أفكار شتى، على كلٍّ هي منظمة جدًّا، فلأبتعد عن هذا اللفظ، إنهم يراقبون شارات الأعين، حركات الأصابع، أجهزة التصنت تقبع في كلِّ مكان، أعمدة الإنارة، ماكينات الصراف الآلي، بائعو الفول، درج المترو الكهربائي تحصي ألوان الملامسين له، تسجل ماركات الأحذية، يقال: إنها تعطي كلَّ جديد شارةً سريةً؛ ومن ثمَّ يسهل التعرف على القادمين للعاصمة، إنهم يستعدُّون جيدًا، لن يُباغَتوا على كل حال.



وحتى الأقلام هناك عداد في كل محبرة تتعرَّف على نوع الكلمات المخاتلة، إنهم في هذا ماهرون.

حين آويت إلى فراشي نظفت الآنية جيدًا، نظرت في زوايا الحجرة، وضعت الستائر، أريد أن أتمتع بساعات نوم لا يراقبني فيها أحد، نازعني شيطاني إليها، توضأت في عتمة الظلام؛ إمعانًا في التخفِّي، مسرعًا فعلت هذا!



قلت لها: لا تبدلي ثيابك، لا حاجةَ بي إلى هذا العطر، ولا أشتهي الثوب الأحمر، ذلك خداع، فالمقصلة دائمًا يتراقص تحتها من يرغمون على هذا اللون، بتُّ أكره الألوان دائمًا تخدع، عالمي صار ندوبًا من بقايا لون قرمزي، هي تدرك أنني أتوق إلى هذا، نزفت مني دمعة، كل الرغبات منظورة، ألف حسرة غرست في قلبي.



الوجوه مقنعة بتلك النظارات، أشبه بيوم احتفالي، أما أنا فصرت غريبًا، إنهم يتخفون بعضهم من بعض، سخرت منهم لما رأيتهم هكذا، نسيت أن أخبركم، تهمتي التي وجهت إليَّ هي أنني تافه!

لا يراعي الذوق العامَّ، يرتدي ثيابًا لا تليق بسنِّه، يهرف بكلمات ممسوسة، لا خطر منه، يحتسي الشاي وهو يتبلَّع ببعض قضمات من رغيف يابس؛ يعيش الأمس، بل يكره شروق الشمس.



نعم مكتوب عني هكذا: لا يراعي العرف، بدلت هذه الكلمة في معجمي، أنني ليس لي عرف!

نعم يحلو لي أن يقال عني: دجاجة، على الأقل لا صوت لي، أقنع بحبات من قمح، أتقممها من أي مكان.

القطار يوشك أن يدخل المحطة، كل يوم في تمام الثامنة يفعل هذا، إنه مراقب، السيارات الزرقاء تمتلئ بالوافدين الجدد، النجوم تتراقص في شمس الضحى، أنسحب إلى ثقب بالجدار حيث أمرُّ منه كدودة تتمطى.



لا أدري ماذا حدث؟

التمثال الحجري الواقف في استعلاء، قبضته المرعبة، صولجانه الكبير، إشارة للدجاج مثلي أن يصمت، نسيت أن أخبركم أنني لم أجد بطاقة هويتي، لا حاجة بي إليها؛ بصمتي تكفي، لقد تركت أثرها عندهم، مجرد أن أدلف من الممر الأرضي ستخبرهم بهمساتي، بل هي تعرف أنني لم أفعل ما يوجب الغسل، إنها تخبرهم بطهارتي.



عندما هممت بالعبور إلى الجهة المقابلة، وجدت لافتة مرفوعة حيث الأيادي المصلوبة أعلى البناية العتيقة، تذكرت أن هذا يوم حياة الوطن، إنها مناسبة سعيدة لأن توضع صورةُ الزعيم في كلِّ مكان، تصدر الصحف الملونة بوسامته، تتحدث الإذاعة بنغمته الساحرة، القنوات تتدفق فيها دماء جديدة؛ يوم أن جاء الزعيم، المجد لله وعلى الأرض السلام!



في هدوء حذر، ارتددت إلى الخلف، كان القطار لا يزال رابضًا في مكانه، اشتريت رغيف خبز، ساومت البائع على قطعة جبن، رفض أن أنطق هذه الكلمة، أوصاني من خوفه عليَّ أن أطلب قطعة لبن متجمِّد بالملح.

اللغة تغيرت هي الأخرى، إنهم يرصدون مفردات الناس، الهواتف الذكية مبرمجة على هذه الكلمات، اقتنعت في خوف بوجهة نظره، حين وضعت قدمي في القطار، صافرة الإنذار تصرخ، الأبواب أغلقت، تأبدت قدمي في أرضية العربة.



كان الحذاء يصدر إشارات ملونة، نظرت إلى حذائها كان هو الصامت في حرقة، أشبه بدموع تتساقط على جانبيه، تذكرت أنها فعلت هذا كثيرًا، حتى ملَّت مني.

في مرة أخبرتني أن الصغار لن يأتوا بالمراسلة، ساعتها فهمت لِمَ تبقَى دون طهارة أربعة أيام كل شهر؟



لو غفلوا ساعةً، يزهر طفل في أحشائها؛ أنى لنا أن نفعل هذه الحماقة المؤجلة منذ أربع سنوات، كلما هممنا بهذا تأتي ريح فيها نار، اختبأت في ثقب الباب حين أتوا رأيتهم، الوجوه الكالحة نفسها؛ لكن أجسادهم التي كانت مثل وحوش بريَّة صارت اليوم ضامرة هزيلة، لم يعد يعطيهم خبزًا، النهر يوشك أن يغور ماؤه، لا وقت لتلك الحكمة المخيفة، عليَّ أن أتبلَّغ بالصمت، في المرة القادمة ربما تكون الحكاية قد أخذت شكلًا جديدًا!





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 16-04-2023 الساعة 12:07 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.11 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]