منحة القلب الكبير - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 851031 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 387012 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 228 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28465 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60095 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 854 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2022, 04:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي منحة القلب الكبير

منحة القلب الكبير


عبير النحاس


كنت قد بدأت أشعر بالشفقة على نفسي و بدأت هواجس الخوف من شبح الشيخوخة تراودني عندما فتحت جارتي باب منزلها لتبدو لي و كأنها استيقظت توا من النوم , و كنت قد استيقظت قبل الفجر لأقوم بتأدية فروضي و بعض العبادات قبل أن أنطلق في مشوار لا ينتهي من العمل المنزلي , و من ثم الدوام المدرسي , و قد اضطررت لطرق بابها لأمر مهم عند عودتي من الدوام , و كنت وقتها مرهقة ذابلة و ينتظرني عمل آخر في منزلي بالطبع .
في صِبايّ كنت مولعة بالقراءة , و قد قرأت يوما مقالة تتحدث عن ضرورة تحديد أهدافنا المستقبلية و كتابتها على الورق , وعشت مع نفسي و خططي الصغيرة أياما, و قررت لمستقبلي صورته آنذاك .
لم تكن فكرة التخلي عن امتلاك أسرة تراودني مطلقا , فقد كان أمر الزواج و تكوين عائلة تخصني أمرا محببا لا يقبل الجدال , و لم تكن تغادر مخيلتي أحلام جميلة أراني بها أمتلك ناصية الحرف و أقدم للدنيا أدبا نافعا ممتعا , و قد كنت أشعر بالامتعاض لو خطر لي أن إحدى أمنياتي قد تطيح بالأخرى , و أن المشاغل اليومية قد تقتل في نفسي حماستها لتحقيق هدفها الجميل في الكتابة , و قد قادني الله تعالى بقدرته نحو مهنة التدريس, و كانت مادة الرسم التي أقوم بتدريسها للصغار تمنحني السعادة و الهمة و القرب من هوايتي في مرافقة الريشة و الألوان , و كنت من خلال وجودي مع الأولاد أجد مادة رائعة لقلمي و نوعا من الترويض لنفسي في معاشرة قوم يجسدون لنا كل معاني الصفاء و البراءة , فكنت سعيدة بكل تلك المهام حتى رأيت ما رأيت , و شعرت أن الشيخوخة سوف تسارع الخطى نحو جسدي الذي قمت باستهلاك طاقاته بقوة .
و صعدت بعض الدرجات متثاقلة و قد أنهكني الشعور بالتعب و زادت رؤية جارتي التي استيقظت في هذا الوقت من أوجاعي , و كان أن قابلت من جديد ( نعمت ) جارتنا التي تقترب من الثمانين عاما من عمرها , و تعيش مع أختيها الأكبر منها و أخ كبير أعزب كنت قد توقعت أن له من العمر ما يقارب التسعين , و قد كانت ( نعمت ) هي الأصغر بين إخوتها و قد تقاعدت من مهنتها كمديرة لمدرسة ثانوية للبنات منذ زمن طويل, و تقوم برعاية إخوتها و تؤدي واجباتها على أكمل وجه دون مساعدة من أحد أبدا , و قد بقيت جارتنا العجوز ذات الأنف الروماني و الملامح الدقيقة الجميلة تعتني بنفسها و تعزز من شكلها الأنيق بما يشير إلى ذوق راق و يؤكد نشأتها في بيت عريق .
قابلتها و هي تنزل من السطح بعد أن نثرت للحمامات و العصافير بعض الخبز اليابس و ربما بقية من حبوب تأتي بها خصيصا لتطعمهم منها كل يوم بعد أن تنتهي من تنظيف منزلها و إعداد الطعام للمسنين , و كان يحلو لي في بعض الأحيان مراقبة تلك العصافير و هي تنتظر جارتي قبل موعدها , و كأنها متأكدة من وفاء صاحبة القلب الكبير , و كانت في العيد تجمع أطفال العمارة و تقوم بتوزيع أكياس ملونة عليهم جميعا و قد ملأتها بأنواع فاخرة من الحلوى و ربطتها بشرائط من (السولفان) الجميل .
و كم كنت أحب اهتماماتها الراقية و تنبهها لهؤلاء الضعفاء المنسيين , و كم قررت بيني و بين نفسي أنني سوف أفعل كما تفعل و لكنها تبقى صاحبة الابتكار .
انتعشت روحي لرؤية صاحبة الهمة , و التي تكاد تبلغ الثمانين من العمر , و تقوم بواجباتها نحو إخوتها و نفسها و تفكر في عصافير الحي و حمامات السماء و لا تنسى مع كثرة مشاغلها كل الصغار من أولاد الجيران , و رأيت أن المعادلة قد بدت واضحة, فالإيثار و خدمة الآخرين قد حفظت لجارتنا همتها و نسيت أن تفكر في ألامها و أوجاعها , بل و ربما نسيتها الآلام , و ربما ستنساني ألام الشيخوخة و ملامحها القاسية عندما سأعيش لأسرتي و أمتي و ربما ستنسيني سعادة الإنجاز ما ستغيره في شكلي ساعات الزمان .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.04 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]